ان الحمد لله نحمده سبحانه هو الرحمن الرحيم. ذو الفضل والانعام والمن العظيم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا اله الا هو الحليم الكريم. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الرؤوف الرحيم. صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا الى يوم الدين. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا ربكم نبيكم صلى الله عليه وسلم لعلكم ترحمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. واعلموا رحمكم الله انه قد اضلتكم عشر ذي الحجة وهي موسم طاعات. ومحفل خيرات فيها تكثر الحسنات وتكفر السيئات وترفع الدرجات. فاغتنموا فيها الاعمال الصالحات. واعلم رحمكم الله ان لمواسم الطاعات غايات اي غايات. فان الشرع الحكيم يجعلها انباه الخلق الى مقاصد عظيمة وجمل جليلة من اجلها على الاطلاق. واعظمها توحيد الله سبحانه وتعالى. فانه اذا حضر في القلوب توحيد الله واعظامه واجلاله لانت تلك القلوب لخالقها. فاتبعت امره واجتنبت نهيه. وفي هذه العشر يتجلى توحيد الله سبحانه وتعالى تذكيرا لنفوسنا وتأكيدا لغرسه فيها في مشاهد عدة منها مشهد الحج. قال الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين. فاشير الى توحيد الله عز وجل في الامر بالحج في موضعين اثنين احدهما تقديم ذكره سبحانه وتعالى في الاية بقوله لله اي ان التوحيد كائن لاجل تأليه الله وتعظيمه. وتفريده بالعبادة وتوحيده والاخر في بيان كمال الله سبحانه وتعالى واستغنائه عن طاعة الطائعين عدم مبالاته بعصيان العاصين في قوله تعالى ومن كفر فان الله غني عن العالمين ومن تلك المشاهد مشهد التكبير في عشر ذي الحجة الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد. فان هؤلاء التكبيرات تدور على ثلاث كلمات هي والتكبير والتحميد. فاما التهليل وهو قول لا اله الا الله فهو صريح في اعلان وحدانية الله وانه لا معبود حق الا الله. واما التكبير وهو قول الله اكبر فهو تذكير بعظمة الله وانه لا شيء اكبر منه. فاذا كان سبحانه وتعالى هو الكبير الاكبر. فانه يجب توحيد وتفريده بالعبادة. واما التحميد وهو قول الحمد لله. فهو اعلام بان جميع الكمالات له سبحانه وتعالى استحقاقا وانفرادا. ومن اعظمها جعل العبادة له سبحانه هؤلاء الكلمات من التكبير الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد هي اعلان ثان للتوحيد في عشر ذي الحجة. ومن جملة مشاهد التوحيد فيها صوم يوم عرفة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال صوم يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وفيه من اعلان الوحدانية كون الصيام عبادة سر لا يطلع عليها احد في عبادة احد فان حال الصائم لا تتميز في الصورة الظاهرة بين كونه صائما او مفطرا فاذا رأى احد لم يعلم اهو صائم ام لا؟ فالصيام سر بين الله سبحانه وتعالى وبين عبده. والقيام بهذا والوفاء به هو توحيد لله سبحانه وتعالى. ومن جملة مشاهد التوحيد فيها ذبح الاضاحي تقربا لله سبحانه وتعالى. فان الله قال فصل لربك وانحر. واراقة الدم من ذوات الانعام ام من البهائم العجماء الابل والبقر والغنم هو تعظيم لله عز وجل واجلال وتوحيد له ففي عشر ذي الحجة تتجلى هذه المشاهد تذكيرا بتوحيد الله وانه لا يعبد سواه فالدعاء لله والتوكل على الله والاستعانة بالله وكل عبادة العبد يجب ان تكون لله وحده لا شريك له. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه. انه هو تواب رحيم الحمد لله رب العالمين رب الاولين والاخرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اقرارا به وتوحيدا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. تصديقا للايمان به وتأكيد اذا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد ايها المؤمنون اذا وعى العبد ان من اجل المقاصد على الاطلاق واعظمها بالاتفاق مما يراد في عشر ذي الحجة توحيد الله سبحانه وتعالى علم ان الواجب عليه ان يتوب رشده واي يرجع الى ربه بالتوبة اليه. قال الله تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها لعلكم تفلحون. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا اغتنموا عشركم بالتوبة الى ربكم سبحانه وتعالى. بان تكفوا عما تركتم من الحسنات فتفعلوه وتكفوا عما يفعل من السيئات فتتركوه. فازدادوا من الحسنات وتفقدوا انفسكم فيها. وحاذروا المعاصي والسيئات وتخلوا عنها فان حقيقة التوبة الازدياد من الحسنات وترك السيئات في المواسم الفاضلة من اعظم الاعمال الصالحة. فتوبوا الى ربكم وازدادوا من الاعمال الصالحات في عشر ذي الحجة فانها افضل ايام سنتكم. والعمل الصالح فيها احب الى الله سبحانه وتعالى من العمل في غيرها اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين. واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا بتوفيقك وايده بتأييدك وهذه الحق حقا وارزقه اتباعه واره الباطل باطلا وارزقه اجتنابه ويسر له البطانة الناصحة الصالحة وجنبه بطانة السوء