الحمد لله ذي المن والانعام والافضال والاكرام. احمده سبحانه واشكره. واتوب اليه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو العزيز الغفار اشهد ان محمدا عبده ورسوله الامين المختار صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه البررة الاخيار. صلاة وسلاما دائمين ما تعاقب الليل والنهار ما بعد فاتقوا الله ايها المؤمنون فان تقواه وصيته اليكم والى الاولين من قبلكم قال الله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله اه وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم انتم مسلمون فتقوى الله عز وجل هي سر النجاة والفلاح في الدنيا والاخرة. والتذكير بها تذكير بهذا السبب الاعظم الذي يفلح به المرء ويسعد في عاجل امره واجله اعلموا رحمكم الله ان من جملة تقوى الله ان يشكره احدنا على ما اوصل اليه من النعماء ان نعماء الله جليلة والاءه الواصلة الينا كثيرة. قال تعالى وما بكم من نعمة فمن من الله. وقال تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ومن جملة النعم التي يرفل فيها العبد وربما غفل عنها مع تلذذه بها نعمة الصحة والعافية. فانها حسنة الدنيا الواردة في قوله تعالى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة ففسر جماعة من السلف حسنة الدنيا بانها الصحة والعافية. ولا ريب انها فرد من تلك الافراد المندرجة في اسم الحسنة وهي الحال الملائمة المناسبة للعبد. فمن جملة ما يناسبه ان يكون صحيحا معافا في بدنه. وجعل اذا اتركنا من اركان النعماء العظيمة في قوله صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا كلها اي كانما جمعت له الدنيا جميعها فتمتع بها وذلك اذا جمع له الامن في بلده والصحة في جسده ووجود قوت يومه عنده فهو حينئذ متمتع اعظم التمتع باعظم النعماء. وتلكم النعمة العظيمة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انك كثيرا من الناس يغبنون فيها اي يلحقهم فيها النقص بعد فواتها في قوله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. اي ان هاتين النعمتين من النعم التي يغفل عنها الناس ولا يؤلونها ما ينبغي من العناية والرعاية فيفوتون على انفسهم ما يمكنهم فيه القيام بما يحبه الله ويرضاه. فيندمون حينئذ ولا تأمن دم. كيف لم يتقرب الى الله بما يحبه من انواع الطاعات. ويتأكد هذا في كون تلك النعمة مما يسأل عنه العبد يوم القيامة وقد قال الله عز وجل ثم لتسألن يومئذ عن النعيم. وقد ذكر بعض السلف في تفسيرها ان يسأل عن الصحة والعافية وهي فرض من تلك الافراد المسؤول عنها قطعا. لقوله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبدي يوم القيامة حتى يسأل. ثم ذكر اشياء يسأل عنها. ومنها قوله صلى الله عليه وعن جسمه فيما ابلاه اي عن صحة جسمه وعافيته وقوته في اي شيء انفذه حتى بلي ذهبت تلك القوة فالعبد مسؤول عن هذه النعمة العظيمة مما يؤكد على العبد التفطن لها ورعايتها والقيام لله سبحانه وتعالى بشكرها. فانها اذا شفرت ربت وزادت وانتفع العبد بها. واذا كانت وبالا على العبد اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له حقا واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما اباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ان النعم كافة مأمور بحفظها فان ذلك من حقيقة شكرها التي امر الله سبحانه وتعالى بها في قوله واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. فمن شكر النعم السعي في حفظها. ومن جملة ذلك السعي في حفظ وقد رعته الشريعة حق الرعاية. فمن اصول اصلاح حياة الناس انباههم الى ما فيه حفظ صحتهم ومن ذلك قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. فان من جملة ما يندرج في النهي عن قتل النفس النهي عن اضعافها بإذهاب صحتها ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار العبد منهي عن ايصال الضرر الى نفسه او ايصاله الى غيره. ومن جملة ما يندرج في ذلك ان العبد ينهى ان يضر وبصحته او ان يضر بصحة غيره. فهو مأمور بان يتخذ الاسباب التي تؤدي الى حفظ صحته. ومن جملة ذلك في حال الوباء اللقاحات الطبية فان اللقاحات الطبية واحدة من الاسباب التي تحفظ فيها الصحة في حال الوباء فاذا تيقن او غلب على الظن ان ذلك اللقاح يؤدي باذن الله عز وجل الى حفظ الصحة كان مأمورا به تحصيلا لشكر هذه النعمة ويتأكد ذلك في حق من الزمه ولي امره فانه من طاعته فلا يجوز له التخلف عن ذلك او سلوك طريق الكذب والخداع في ذلك. وكل ذلك تحقيق لما فيه مصلحة جماعة المسلمين في بلدهم. فعلى العبد ان يرعى هذا الاصل حق الرعاية. وان يعلم منزلته من شكر نعمة فان ذلك سبب من اسباب حفظها. وقد انعم الله عز وجل علينا بنعماء كثيرة في هذا الوباء النازل ينبغي ان يتفطن اليها العبد ومن اعظمها معرفة قدر نعمة الصحة التي نعيشها ونغفل عنها فالله الله في معرفة نعماء الله والقيام بشكرها وشكر كل من احسن الينا في سبيل حفظها اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى العفاف والغنى. اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين. واحفظنا بالاسلام نائمين. اللهم عجل برفع هذا الوباء اللهم عجل برفع هذا الوباء اللهم عجل برفع هذا الوباء اللهم انا نعوذ بك من الجنون والجذام والبرص وسيء الاسقام. اللهم انا نعوذ بك من الجنون والجذام والبرص وسيء الاسقام. اللهم انا نعوذ بك من والجذام والبرص وسيء الاسقام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين