الحمد لله رب العالمين ربنا ورب ابائنا الاولين احمده سبحانه على جليل وجزيل الالاء. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة اقروا فيها بالتوحيد وابطلوا بها كل شرك وتنديد. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المخصوص بالحوض المورود والفضل المزيد. صلى الله وسلم عليه وعلى اله اله وصحبه اجمعين. ومن تبعهم مقتفيا هديه الى يوم الدين. اما بعد ايها المؤمنون ان التقوى سمة الهدى ومركب النجاة. فمن اتقى الله كان من مهتدين وافلح وصار من الناجين. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قد قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ايها المؤمنون ان من علامات ايمانكم ومعالم دينكم ما جعل الله سبحانه وتعالى من عظيم من صلتكم به فان من اعظم صلتنا بالله الصلوات الخمس التي نتوجه فيها الى الله الله عز وجل في خمسة اوقات من يومنا وليلتنا. فاننا نهرع الى ادائها تسارع الى اقامتها لما فيها من الاقبال على الله. والخضوع له والتوجه اليه فالصلاة في حقيقتها توثيق لصلتنا بربنا سبحانه وتعالى. وكما يهتبل احدنا لتوثيق صلته بمخلوق معظم فانه ينبغي ان يعتني اعظم واعظم بتوثيق صلة بملك الملوك سبحانه وتعالى. ولجلالة هذا التوثيق كان ركنا من اركان الاسلام العظام ومبانيه الجسام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس. شهادة ان لا لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم من اركان ديننا واصوله العظام الصلوات الخمس في اليوم والليلة. ولهذا كانت فرقا بين المؤمنين الموحدين. وبين الكافرين المشركين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر. فاذا اردت ان تعرف قامك بالاسلام فانظر حظك من هؤلاء الصلوات الخمس التي عظمهن الله غاية التعظيم وجعلها من اصول دينه واركانه العظام. ثم جعلت فرقانا بينا بين اهل التوحيد واهل الشرك والكفران. وقد بلغ من قدر هذه الصلاة تعظيما. ان الله سبحانه وتعالى نسبها في مواضع من القرآن الى المصلين. تهيأ واحدة من الافعال والاعمال التي اضيفت الى عمالها وافعالها تعظيما في مواضع كثيرة مدحا وفي موضع واحد ذمة اما اضافتها اليه مدحا فقد قال الله سبحانه وتعالى الذين هم في صلاتهم خاشعون وقال تعالى والذين هم على صلواتهم يحافظون. وقال تعالى والذين هم على صلاتهم يحافظون وقال تعالى الذين هم على صلاتهم دائمون. فهذه المواضع الاربعة اظيفت الصلاة الى المصلين تعظيما بالمدح لهم. ففي الموضع الاول قال الله سبحانه وتعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. فاخبر سبحانه وتعالى عن فلاح ثم جعل مقدم اسباب فلاحهم انهم هم الذين في صلاتهم خاشعون. اي انهم يؤدون مع حضور قلب قلوبهم وتطامل نفوسهم. فهم خاضعون لله سبحانه وتعالى مطمئنون بين يديه ومبتدأ ذلك حضور قلوبهم. فاذا خشعت القلوب تبعتها الاعضاء فكانت خاشعة لله سبحانه وتعالى. فمن اعظم ما يمدح في صلاة احدنا ان يؤديها لله سبحانه وتعالى فيها. واما في الموضع الثاني فقال الله سبحانه وتعالى ان انسان خلق هلوعا اذا مسه الشهر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون. فاخبر ان من الاوصاف التي تخرج الانسان عن حال النفس عند ورود الخير والشر بالهلع والجزع انه دائم على صلاته. اي ملازم لها غير منفك عنها فهو مستمر في اقامتها وادائها. ولذلك نسبت اليه موصوفا بوصف الدائم واما الموضع الثالث والرابع فذكرهما الله سبحانه وتعالى في قوله والذين هم على ذواتهم يحافظون وقال والذين هم على صلاتهم يحافظون وكلا الموضعين جاء تابعا لما قبله فالاول في المحافظة بعد ذكر الخشوع في قوله تعالى في صدر سورة المؤمنين قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ثم ذكر صفتهم بالمحافظة فقال والذين هم على صلواتهم يحافظون واما الموضع الثاني فجاء تابعا لما ذكره في سورة المعارج من قوله المتقدم الذين هم على صلاتهم دائمون ثم قال والذين هم على صلاتهم يحافظون. فعلم ان المراد بالمحافظة امر خارج عن الصلاة متقدم عليها لوقوع تعديته في الموضعين بحرف علاء وهم يحافظون على ما يكون مقربا اليها معينا عليها من المحافظة على شروطها كالوضوء ودخول الوقت فيها فهذه الافعال الاربعة اضيفت فيها الصلاة الى المصلين تعظيما لمقامهم. فانظروا رحمكم الله حظكم من هذه الامور خشوعا لله سبحانه وتعالى في صلاتكم وديمومة عليها ومحافظة على ما بها اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم. استغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ان في قول الله سبحانه تعالى فيما تقدم قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون وقوله الذين هم على صلاتهم دائمون وقوله والذين هم على صلواتهم يحافظون. وقوله والذين هم على صلاتهم محافظ ذكر لصلاة المصلين بافعال مدحوا فيها. وذكر الله عز وجل صلاة المصلين في موضع واحد من القرآن على وجه الذنب لهم في قوله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. فالذي اقتضى ذمهم بعد نسبتهم الى الصلاة انهم ساهون عن صلاتهم. وهم لا دونها في وقتها ولا يقيمونها على وجهها. فذموا بامرين احدهما انهم لا يصلون الصلاة حتى يخرج وقتها فيترك احدهم صلاته متعمدا حتى اذا خرج الوقت او اوشك على خروجه بادر اليها ليصليها وذموا تارة بانهم اذا صلوا فانهم لا يقيمونها على وجهها يأتون بها نقرا سريعا لا يخشعون فيها ولا يقيمونها على الوجه الذي كان يأتي به محمد صلى الله عليه وسلم فاقتضى ذلك ذمهم في قوله تعالى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون وليس من جملة ذلك ما يعرض لاحدنا من شك في زيادة او نقص او غير ذلك في صلاته. اذ هذا تسهو في الصلاة واما المذموم فهو السهو عن الصلاة مما يرجع الى عدم ادائها في وقتها وعدم على وجهها فاحذروا رحمكم الله من السهو عن صلاتكم. فان الله قد توعد اولئك بقوله فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون. اللهم اجعلنا ممن يقيموا الصلاة كما تحب وترضى اللهم اجعلنا ممن يقيموا الصلاة كما تحب وترضى. اللهم اجعلنا ممن يقيموا الصلاة كما تحب وترضى. اللهم نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم انا نسألك البركة في اعمارنا. ونسألك البركة في اعمالنا. ونسألك البركة في نياتنا ونسألك البركة في ذريتنا. اللهم نفس كرب المكروبين وفرج هموم المهمومين واقض عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا بتوفيقك وايده بتأييدك ارزقه البطانة الصالحة الناصحة وجنبه بطانة السوء