ان الحمد لله احمده سبحانه اعلى منار الملة التوحيدية. وطمس معالم واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. معبودا حقا. واشهد ان ان محمدا عبده ورسوله صدقا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا الى يوم الدين اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله وابتغوا رضاه والتزموا واتبعوا شرعه. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة. واعلموا رحمكم الله ان الله سبحانه وتعالى قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم نظر الى اهل الارض عربهم وعجمهم الا بقايا من اهل الكتاب فقد كان الناس في جاهلية جهلاء وظلمة ظلماء وضلالة عمياء فبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم به قلوبا غلفا وبصر اعينا عميا واسمع اذانا صما هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. واخرين منهم لما يلحق بهم وهو العزيز الحكيم. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله ذو الفضل العظيم هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. فاستنارت الارض بنور دعوته بعد ظلمتها. وتآلفت القلوب وبعد فرقتها وشاع الاسلام في الناس. وانقاد الناس لربهم عز وجل. فصاروا بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم موحدين مسلمين. وكان من اصول دعوته صلى الله عليه وسلم نقض اصول الجاهلية اي مخالفة ما عليه اهل الجاهلية في دينهم ودنياهم. فقد اتى النبي صلى الله عليه وسلم الى قوم اشتات متفرقين ضعفاء يضربون في كل ميدان خبط عشواء فهداهم النبي صلى الله عليه وسلم لما فيه الخير لهم في العاجل والاجل. والدنيا والاخرة تلك الاصول التي ابطلها النبي صلى الله عليه وسلم من احوال اهل الجاهلية واعظمها ثلاثة اصول اولها انهم كانوا مشركين بالله سبحانه وتعالى غير موحدين له. فكانوا يعبدون غير الله. قال تعالى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربهم الى الله زلفى. وقال تعالى ويعبدون ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولونها هؤلاء شفعاءنا عند الله. النبي صلى الله عليه وسلم شركهم وعبادتهم وامر بتوحيد الله وصاح في نواديهم واسواقهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا وانزل عليهم صلى الله عليه وسلم قوله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين وقوله تعالى وما امروا الا يعبدوا الله مخلصين له الدين. فنقض النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاصل من احوال الجاهلية بابطال الشرك بالله سبحانه وتعالى وثانيها انهم كانوا متفرقين في دينهم ودنياهم كما اخبر الله فقال كل حزب بما لديهم فرحون. فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى الاجتماع. وامرهم بنزول الجماعة قال الله سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال تعالى ولا اتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. وقال تعالى شرع لكم من ما وصى به نوح والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا ولا تتفرقوا فيه فابطل النبي صلى الله عليه وسلم محبتهم الفرقة وحذرهم منها وامرهم بالاجتماع وثالثها انهم كانوا يأنفون من طاعة رؤسائهم ويرون السمع والطاعة لهم رذيلة فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم بان يسمعوا لمن ولاه الله امرهم وانزل عليه صلى الله عليه وسلم يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم المرء المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره ما لم يؤمر بمعصية فان امر بمعصية فلا طاعة اي لا طاعة في تلك المعصية. فابطل النبي صلى الله عليه وسلم انفتهم من السمع والطاعة برؤسائهم وامرهم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امرهم. فكانت هذه الاصول الثلاثة اعظم اصول نقضها النبي صلى الله عليه وسلم من دين الجاهلية وكان لها الاثر الجليل والعاقبة الجميلة في اصلاح احوال الناس في امور في حياتهم كلها في العاجل والاجل في الدنيا والاخرة. فطاب محمد صلى الله عليه وسلم حيا وميتا وجزاه الله عز وجل عن امته خير الجزاء. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ان من دين محمد صلى الله عليه وسلم نقض اصول الجاهلية اي مخالفة ما عليه اهل الجاهلية. فكل شيء كان عليه اهل الجاهلية النبي صلى الله عليه وسلم فانه يجب على المسلم ان يأتم بنبيه صلى الله عليه وسلم وان يهتدي بهدي وان يقتدي بسنته. وقد عرفت فيما عرفت سابقا ان من اعظم تلك الاصول ان اهل الجاهلية كانوا مشركين بالله غير موحدين له. وكانوا متفرقين في دينهم ودنياهم وكانوا يرون السمع والطاعة رؤسائهم رذيلة ويأنفون منها فابطلها النبي صلى الله عليه وسلم وامرهم بتوحيد الله ولزوم جماعة والسمع والطاعة لمن ولاه الله امرهم. وجمع النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الثلاث مخبرا انها مما رضي الله عز وجل لنا فقال صلى الله عليه وسلم ان الله يرضى لكم ثلاثا ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا. وان تناصحوا من ولاه الله امركم قد قال الله عز وجل وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. امتثلوا رحمكم الله اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الاصول الثلاثة العظام المخالفة لاهل الجاهلية الله عز وجل واعبدوه ولا تشركوا به شيئا والزموا جماعة المسلمين واسمعوا واطيعوا لمن ولاه الله امركم وابذلوا النصح له فان الدين النصيحة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. فمن امتثل هؤلاء الثلاث فقد اعظم اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم في اصول عظيمة خالف فيها النبي صلى الله عليه وسلم اهل الجاهلية فطهروا نفوسكم من احوال اهلها واقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم تحروا اتباع دينه وتحاشوا ان تقعوا في شيء من خصال الجاهلية. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد بدين كامل جامع لمصالح العاجل والاجل. فلله الحمد في الاولى والاخرة وله الحمد في السماوات والارض اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم انا نعوذ بك من شر الاشرار وكيد الفجار. اللهم انا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين. واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا بتوفيقك وايده بتأييدك. وارزقه البطانة الصالحة الناصحة احوج جنبه بطانة السوء