الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. احمده سبحانه واشكره واتوب اليه من جميع ذنبي واستغفره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة الموحدين واشهد ان محمدا عبده ورسوله الصادق الامين. صلى الله وسلم عليه على اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله سبحانه والتزموا بشرعه واتبعوا نبيه صلى الله عليه وسلم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته لا تموتن الا وانتم مسلمون. واعلموا رحمكم الله ان من اعظم ما امركم به ان امنوا به سبحانه وبرسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله. وذكر حقيقة المؤمنين فقال انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. فينبغي ان يتعاهد العبد في نفسه الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم فان تفقد هذا الايمان يبلغه مراتبه ويوصله درجاته. وان اعلى درجات وصول الايمان الى القلوب ان يجد العبد حلاوته. وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جملة من المراقي الموصلة الى تلك الحال الشريفة وهي ذوق الايمان بتحققه في القلب. فقال صلى الله عليه وسلم ثلاثة من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه. كما يكره يلقى بالنار فالايمان الذي امرنا به يبلغ العبد ذوق حلاوته بهذه المراقي الثلاث واولها ان يقدم حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم على حب غيرهما. ومحل ذلك اذا ازدحمت طاعته ما وطاعة غيرهما فاذا قدم العبد محبوب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تحقق له ان الله رسوله صلى الله عليه وسلم احب اليه مما سواهما. والثاني ان يحب المرء لا يحبه الا لله فتكون رابطة العلاقة بغيره من المؤمنين محبتهم لله رب العالمين. ولا يصدق العبد في كون حب احد لله الا ان يحبه لطاعته فهو يحبه لما عليه من ملازمة طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فتلك الرابطة الوثيقة هي التي يصدق عليها بان العبد يحب غيره لله سبحانه وتعالى ان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه اما بان كان كافرا ثم اسلم واما ان امتن الله عز وجل عليه فولد مسلما فيكره بعد هذه الحال ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله سبحانه وتعالى منه لان الكفر اعظم مباغض الله عز وجل ومكروهاته. وتبلغ هذه الكراهية اشدها حتى تكون بمنزلة ان يكره العبد لنفسه ان يلقى في النار فيجد بها العذاب الاليم. فاذا بلغ هذه الحال بلغ مرقاة الثالثة من المراقي الموصلة الى ذوق حلاوة الايمان. فاذا تحقق في القلب هذه المراقي الثلاث ذاق العبد حلاوة الايمان وكان حينئذ متحققا بالايمان بالله سبحانه وتعالى. فحققوا ايمان الله في قلوبكم باتباع ما يوصلكم اليه ومن جملته هذه البرق العظيمة التي تبلغكم ذوق حلاوة الايمان المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد لإذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم. استغفر انه هو الغفور الرحيم. الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا. واشهد اشهد ان لا اله الا الله معبودا حقا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ان الايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي امرنا به يوصل اليه بمراقيع عدة من جملتها تلك الثلاث المتقدم ذكرها في قوله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. فهؤلاء الثلاث من اعظم المراقي الموصلة الى تحقق القلوب بالايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم. ومدار هؤلاء الثلاث على حب الله عز وجل وحب ما يحبه وبغض ما يبغضه سبحانه. فاذا احب العبد ربه عز وجل حب ما يحبه وابغض ما يبغضه بلغ حقيقة الايمان حينئذ. ولذلك قال الله عز وجل والذين امنوا اشد حبا لله وقال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. فمدار الامر على حب الله عز وجل ولا يصدق العبد في دعواه حب الله عز وجل حتى يحبه ويحب ما يحبه سبحانه ابغض ما ابغضه فاذا جمع هؤلاء الثلاث كان صادقا في حبه لله عز وجل. فجدير ان يكون متحققا الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم فاحبوا ايها المؤمنون ربكم بحبه وحب ما يحبه وبغض ما يبغضه تبلغ حينئذ المراتب العليا في تحقيق الايمان بربكم سبحانه وتعالى. اللهم انا نسألك حبك اللهم انا نسألك حبك اللهم انا نسألك حبك وحب كل شيء يقربنا الى حبنا اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا بتوفيقك بتأييدك اللهم ارزقه البطانة الناصحة الصالحة وجنبه بطانة السوء