ان الحمد لله جعل لكل شيء كتاب. احمده سبحانه اليه ادعو واليه ما تاب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اليه المرجع والمآب. واشهد ان محمدا عبده ورسوله نعم العبد انه اواب. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله ربكم وكونوا مع الصادقين. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا واعلموا رحمكم الله ان التقوى المأمور بالتذكير بها كل جمعة لها امور يحركها وتبعثها في نفوسنا فتقويها وتذكيها وتحمل احدنا على استحضار تقوى في سره وعلنه ومن اكد ذلك ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت. فقد امرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالاكثار من ذكره وملئ القرآن به تذكيرا. فقال الله تعالى كل نفس ذائقة الموت وقال تعالى كل شيء هالك الا وجهه. وقال تعالى كل من فيها فان وقال تعالى انك ميت وانهم ميتون. وقال تعالى وما اجعلنا لبشر من قبلك الخلد افإن مت فهم الخالدون. وقال تعالى اينما كونوا يدرككم الموت. وقال تعالى ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقون وقال تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم تمجيدا لربه انت الحي الذي لا يموت والانس والجن يموتون النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم عن الداعي الى الاكثار من ذكر هادم اللذات وهو الاعلام وانه يقطع اللذات وفي ذلك امران عظيم ان احدهما ان العبد اذا عرف ان هذه اللذة مقطوعة حمله على الزهد فيها فلم يسارع اليها ولم يصارع عليها. وانما اخذ منها بقدر قوام حياته في المعاش فتكون هذه اللذات بمنزلة الزاد الموصل الى دار المعاد اخر ان العبد اذا علم ان هذه اللذات مقطوعة بالموت عمل لما بعد الموت. فالارشاد الى ذكر الموت وارشاد الى اصلاح انفسنا فلا يراد بذكر الموت ان ينظر الانسان بعين سوداء حمقاء الى الدنيا بل تكون هذه التذكرة ارشادا له باصلاح المعاش والمعاد. فتذكروا الموت في انفسكم واستحضروا عندما تمرون امام ابصاركم صورا لاناس كانوا قبل خمسين او ستين او مائة سنة ان هؤلاء ماتوا واننا ايضا ميتون. فاذا كتب علينا الموت فانه ينبغي ان يعمل احدنا لما بعد الموت. فالدنيا اداروا فناء والاخرة دار بقاء. والدنيا دار العمل والاخرة دار الجزاء. قال علي رضي الله عنه يا ايها الناس ان الدنيا ولت مدبرة. وان الاخرة جاءت مقبلة. وان لكل منهما تكونوا من ابناء الاخرة. ولا تكونوا من ابناء الدنيا. فاليوم عمل ولا حساب حساب ولا عمل. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة الموحدين واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادة المتبعين صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ايها المؤمنون ان التذكير بالموت تذكير بالاخرة. وانما امر النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر في هذه الاحوال كي يستعد الانسان ليوم عظيم. كما اخبر الله عز وجل عباده انهم يقولون انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا. وقال سبحانه وتعالى محذرا من حال الله ان هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما قيل نحن خلقناهم وشددنا اسرهم واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا. ان هذه تذكرة ان هذه تذكرة. فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. يدخل من يشاء في والظالمين اعد لهم عذابا اليما. اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير ومن زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم نفس كرب وفرج هموم المهمومين واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين