ان الحمد لله نحمده ونبتغي رضاه. واشهد ان لا اله الا الله فلا معبود حق سواه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه. اختصه بيننا وكمال عبوديته على الوجه الذي يرضاه. صلى وسلم عليه ربه ومولاه اله وصحبه ومن اقتفاه واهتدى بهداه. اما بعد ايها المؤمنون اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله. فقد افلح من اتقاه. ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب فمن قبلكم واياكم ان اتقوا الله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله. ان الله خبير بما تعملون. ايها المؤمنون ان الله سبحانه وتعالى انعم علينا بنعمة البيان فاجرى السنة بالقول وجعل الكلام معبرا عما في ضمائرنا موصلا لما نؤمن ونرجوه ولما كانت هذه نعمة عظيمة من الله فان الله بين لنا فيها طريق العبودية من نعمة انعمها الله علينا الا ولها طريق امرنا به. ومن جملة ذلك نعمة القول. وقد امرنا الله فيها بان نقول الاحسن والحسن. فقال تعالى وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن وقال تعالى وقولوا للناس حسنا. فالكلام الذي تجري به السنتنا امرنا ان قولا حسنا والقول الحسن هو الطيب من القول المحكوم بحسنه شرعا وعرفا وهو درجات متفاوتة منها الحسن والاحسن. فكمال العبودية في القول ان يتحرى احدنا الاحسن من القول فان عجز عنه فانه يأتي بالحسن منه. لان طيب القول من صفات المؤمنين وهي قربة الى رب العالمين. فالكلمة الطيبة صدقة وبهاد اتقى النار. قال الله على في صفات المؤمنين وهدوء الى الطيب من القول وهدوء الى صراط حميد. وقال تعالى اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم الكلمة طيبة صدقة. وقال صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة. فان لم تجدوا فبكلم طيبة وان من مواقع الكلمة الطيبة الدعاء للمسلمين ولا سيما من اسدى الى احد معروفا فان المأمور به شرعا ان نكافئ المحسن الينا. فان لم نجد ما نكافئه به فقد امرنا بالدعاء له. قال النبي صلى الله عليه وسلم من صنع اليكم معروفا فكافئوه ان لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه. فاذا اسدي الى معروف فان العبد مأمور بان يكافئ ذلك الفاعل على معروفه. وان لم يجد شيئا فانه يدعو له بدعاء حسن حتى يرى الناس انك قد كافأته بهذا الدعاء. امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم من صنع اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا انكم قد كافئتموه ومن ابلغ الدعاء لمن صنع الينا معروفا ان يقول احدنا له جزاك الله خيرا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صنع له معروف فقال لفاعله الله خيرا فقد ابلغ في الثناء. اي قد قال قولا عظيما اثنى به على من اسدى اليه معروفا وانما كان بهذه المنزلة لانه دعاء من العبد ان يجزي الله عز وجل اخاه بخير كثير فان النكرة في قوله جزاك الله خيرا يراد بها الكثرة والعظمة. قال عمر رضي الله عنه لو يعلم احد احدكم ما له في قول اخيه جزاك الله خيرا لاكثر منها بعضكم لبعض. فاذا اسدى اليكم احد معروفا فكافئوه فان لم تقدروا على مكافأته فادعوا له. واعلموا ان ابلغ الدعاء في هذا الموضع ان يقول احدنا لاخيه جزاك الله خيرا ففي ذلك فضل عظيم. للداعي والمدعو له. اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم. استغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله رب العالمين رب السماوات ورب الارض رب العرش العظيم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له والحق المبين واشهد ان محمدا عبده ورسوله ورحمته المهداة الى العالمين. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ان قول احدنا لاخيه اذا صنع له معروفا جزاك الله خيرا من ابلغ الثناء. وهي جملة ذات كلمات ثلاث لكن في طياتها فضل عظيم. ويكفي في ذلك كونها من القول الاحسن. الذي امرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم والاحسان الى الخلق مأمور به والله يحب المحسنين. قال الله تعالى واحسنوا ان الله ايحب المحسنين واذا احسن العبد الى الخلق احسن اليه ربه في الدنيا والاخرة. قال الله تعالى هل جزاء الاحسان الا الاحسان فاحسنوا رحمكم الله في اقوالكم ومن جملتها دعاؤكم لاخوانكم بقول احدكم لاخيه اذا صنع له معروفا جزاك الله خيرا. واعلموا ان هذه الجملة بالمقام الاعلى فكل جملة تقاصروا دونها فتحروها واحرصوا عليها فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من صنع اليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد ابلغ في الثناء. وقال عمر رضي الله عنه لو يعلم احدكم ماله في او لاخيه جزاك الله خيرا لاكثر منها بعضكم لبعض. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم احينا على خير حال وامتنا على خير في حال وقلوبنا جميعا الى خير المآل. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الراشدين. اللهم نفس كرب المكروبين. ففرج هموم المهمومين. واقض الدين عن المدينين. واشف مرضنا مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم وفق ولي امرنا بتوفيقك وايده بتأييدك. وارزقه البطانة الناصحة الصالحة. وجنبه بطانة السوء