ان الحمد لله ذي الرحموت والملكوت والقوة والجبروت. احمده سبحانه وهو للحمد اهل واشكره تعالى وعز وجل. واشهد ان لا اله الا الله معبود حق سواه واشهد ان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه. ورحمته الينا المهداة صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه ومن استن بسنته واقتدى اما بعد ايها المؤمنون اتقوا ربكم واطيعوا رسولكم صلى الله عليه وسلم وتمسكوا بدينكم وارضوا بالاسلام دينا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد. واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ايها المؤمنون اذا تكاثرت المقلقات وتعاظمت المزعجات طلبت نفوس الخلق وضاقت صدورهم والتمسوا امنة في اموالهم او اعراضهم او دمائهم رأيت لهم طرائق مختلفة في من اليه يفزعون. وعلى من يعولون فمنهم من يتعلق بالاموات من الانبياء والصالحين. فيلوذ بقبورهم ويأتي مشاهدهم ومنهم من يلوذ بالمعظمين من البشر. ولو كانوا كفارا فيعول على قوة سياسية او قوة اقتصادية. وكل ذلك لا يغني عنهم شيئا وصلاح احوالنا فيما يعترينا من الهموم والغموم الخاصة والعامة الدقيقة والجليلة الظاهرة والباطنة هو الفرار الى الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى تهروا الى الله اني لكم منه نذير مبين. فان الفرار الى الله عز وجل سكينة الارواح وطمأنينة القلوب وانشراح الصدور. فكل قوي فالله اقوى منه وكل كبير فالله اكبر منه. وكل غني فالله اغنى منه. وكل عزيز فالله اعز منه فان الله سبحانه وتعالى حي لا يموت وهو سبحانه وتعالى بكل لشيء عليم. وعلى كل شيء قدير. اليه يرجع الامر كله. وله الحكم كله ولا يخرج شيء عن امره. وكذلك كان الانبياء اذا احدقت بهم المهمات وتراكمت عليهم المزعجات يفرون الى الله عز وجل لجوءا وفزعا واستكانة وخضوعا فهذا ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما اراد به قومه ما ارادوا من اهلاكه والقائه في النار ودبروا له المكائد. فزع الى ربه سبحانه وتعالى. وقال اني ذاهب الى يا ربي سيهدين. ولما جمع فرعون حشده ونظم وراء موسى جنده. حتى تراءت طائفتان قال اصحاب موسى لموسى انا لمدركون. قال كلا ان معي ربي سيهدين. ولما ابتلع الحوت يونس عليه الصلاة والسلام. هزع الى ربه سبحانه وتعالى وقال لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. وقال الله عنه فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون. ولما جماعة قريش خيلها ورجلها ونادت في العرب كلها ان من قتل محمدا صلى الله عليه وسلم فله مائة ناقة. وان من قتل ابا بكر صاحبه رضي الله عنه فله مائة ناقة. فخرج الفرسان والراددة يطلبونهما في كل طريق. حتى بصر بهما سراقة بن مالك ما قرب منهما فزع محمد صلى الله عليه وسلم الى ربه. واخبر الله عنه قصته مع صاحبه اذ قال ثاني اثنين اذ هما في الغار. اذ يقول لصاحبه لا تحزن. ان الله معنا لهؤلاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام كان ملتجأهم في تلك المدلهمات وفزعهم في تلك المصاعب المزعجات الفرار الى الله عز وجل. ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين. ولا تجعلوا مع الله الها اخر. اني لكم منه نذير مبين فلما كان الى الله فرارهم كانت الغلبة لهم. فاعلى الله الحق وازهق الباطل. ورفع ونصر عباده فمن فر الى الله اعزه الله وكان امنة له في كل احواله اقول ما تسمعون واستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا. واشهد ان الله وحده معبود حق. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالصدق. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى على ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ما من احد منا الا ويجد مخمرا في صحته او رزقه او حاله او ماله او يتخوف شيئا في مستقبله او مآله ولا ملجأ له ولا الفجأة الا بفراره الى الله سبحانه وتعالى عملا بامر الله ففروا الى الله واقتداء بانبيائه عليهم الصلاة والسلام الذين فروا الى ربهم عز وجل. فانجاهم الله واظهرهم على عدوهم وامنهم من كل مخوف خوفهم. واعلموا رحمكم الله ان جماع الفرار الى الله ترك ما يكرههم الله ويأباه الى ما يحبه الله ويرضاه. فالفارون الى الله يفرون من الشرك الى التوحيد ومن البدعة الى السنة ومن المعصية الى الطاعة. ومن الجهل الى العلم ومن الفرقة الى الجماعة ففروا الى ربكم سبحانه وتعالى بالتزام ما امركم به من محابه ومراضيه. واتركوا ما الله ويبغضه فبذلك يتحقق فراركم الى الله. فاذا فررتم الى الله كنتم من الامنين ان كل احد خاف شيئا فر منه الا الله سبحانه وتعالى فان من خاف الله فر اليه لانه اذا والى ربه سبحانه وتعالى البسه الله عز وجل لباس الامن والطمأنينة. واورده على كل خير ان في العاجل والاجل ففروا الى الله ايها المؤمنون. اني لكم منه نذير مبين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه. وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. اللهم حبب بين الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من عبادك الصالحين اللهم بارك لنا في فعل الحسنات وباعد بيننا وبين المعاصي والسيئات. اللهم احينا على خير حال وتوفنا على خير حال وقلوبنا جميعا الى خير المآل. اللهم امين المؤمنين في دورهم. واصلح حكامهم وولاة امرهم اللهم وفق ولاة امور المسلمين لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم الى البر والتقوى. اللهم فرج كرب المكروبين ونفس هموم المهمومين واقض الدين عن المدينين واشف مرضنا ومرضانا ومرضى المسلمين