في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف وهو الكتاب الثالث في التعداد العام لكتب البرنامج. نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام المجدد العلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب فضل الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين باب فضائل الاسلام باب فضل الاسلام. هذي غلط فلتت منا باب فضل الاسلام. صححوها. مقصود الترجمة بيان فضل الاسلام وهو ما اختص به من المحاسن. واصل الفضل الزيادة وذكر المصنف رحمه الله فضل المأمور به قبل بيان حقيقته وحكمه لتتطلع نفوس اليه وترغب فيه. فالعرب يبدأون بفضيلة المطلوب للتشويق اليه. اذا كانت حقيقته مكشوفة معلومة كما ذكره ابن حجر في فتح الباري نعم قال رحمه الله تعالى باب فضل الاسلام وقول الله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا الاية وقوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم الاية. وقوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته الاية. وفي الصحيحين ابن رضي الله عنهما ان عندك في نسخة كذا نعم هكذا عندك في النسخة وفي الصحيح؟ لا الاية اي نعم السلام عليكم. وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين مات لرجل استأجر اجراء فقال من يعمل لي عملا من غدوة الى نصف النهار على قيراط فعملت اليهود ثم قال من يعمل لي من نصف النهار الى صلاة العصر على فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر الى ان تغيب الشمس على قيراطين فانتم هم فغضبت اليهود والنصارى وقالوا ما لنا اكثر عملا واقل اجرا فقال هل نقصتكم من اجركم شيئا؟ قالوا لا. قال فذلك فضلي اوتيه من اشاء. وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وللنصارى يوم الاحد فجاء الله بنا فهدانا يوم الجمعة وكذلك هم لنا تبع يوم القيامة. نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة. اخرجه البخاري. وفيه تعليقا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال احب الدين الى الله الحنيفية السمحة انتهى. وعن ابي ابن كعب قال عليكم بالسبيل والسنة فانه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار. وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله تعالى الا كان كمثل شجرة يابس ورقها الا تحات عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها. وان اقتصادا في سنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وعن ابي الدرداء رضي وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم كيف يقبضون سهرا حمقى وصومهم ومثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين اعظم وافضل وارجح عند الله من عبادة المغترين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم الاية دلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه. اولها في قوله تعالى اكملت لكم دينكم فدينهم هو الاسلام. فهو كامل وما عداه ناقص. وبلوغ الكمال غاية الفضل وثانيها في قوله تعالى واتممت عليكم نعمتي جل نعمته الاسلام كما قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم فالصراط المستقيم هو الاسلام كما صح مرفوعا عند احمد. والمنعم عليهم هم سالكوه فدين الاسلام اعظم النعمة التامة. وثالثها في قوله تعالى قضيت لكم الاسلام دينا. فهو الدين الذي رضيه الله لنا. وغيره مسكوط عليه ففي التنزيل قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين والدليل الثاني قوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى من ديني وهو الاسلام مع قوله اعبد الله فمن فضل الاسلام ان معبود اهله هو الله وحده. وهو المستحق للعبادة دون سواه. فلا يعبدون من دونه احدا. والمحروم من فرق شمل قلبه بالتعلق بغير الله عز وجل. فان من خرج عن بعبادة غير الله عز وجل لم يطمئن قلبه الى معبوده ابدا. وبقيت في نفسه ضرورة لا تسد الا بعبادة الله وحده لا شريك له. وهذا من فضل الاسلام اذ المعبود فيه هو المستحق للعبادة عدلا وصدقا. وهو الله سبحانه وتعالى. والدليل الثالث قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى يؤتكم في اثنين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم. فمن اتقى الله وامن برسوله فكان لمن فان من جزائه ان يؤتيه الله كفلين من رحمته. ويجعل له نورا يمشي في الناس ويغفر له وعظم الجزاء دال على فضل موجبه وهو الاسلام فدل عظم جزائه على عظم هذا الدين وهو دين الاسلام. ومعنى حظين من رحمة الله حظ في الدنيا وحظ في الاخرة وهذا هو الموافق لسياق الايات. خلافا لمن حملها على اهل الكتاب وجعل ذلك في حق من امن بمحمد صلى الله عليه وسلم ومن امن بالانبياء السابقين فسياق الايات في خطاب من بعث اليهم محمد صلى الله عليه وسلم فيكون الوعد المذكور فيه متعلقا بهم. واصل الكفل هو الحظ المماثل لحظ اخر اه والدليل الرابع حديث ابن عمر حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثلكم ومثل اهل الكتابين. الحديث رواه البخاري. وهو مقصود في قوله وفي الصحيح والغدوة بضم الغين المعجمة اول النهار بين صلاة الفجر وطلوع الشمس. والقيراط النصيب. وهو في الاصل نصف سدس الدرهم. كما ذكره الجوهري وابو الوفاء ابن عقيل رحمهما الله ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فذلك فضلي اوتيه من اشاء فان صاحب الدار جعل لمن عمل بعد العصر الى غروب الشمس فاعطاه فكان اقل عملا واكثر عطاء. وهذا مثل ضرب لهذه الامة. فهي اخر من كما ان العصر اخر النهار وسبقتهم اليهود والنصارى وجودا وسبقناهم اجورا والدليل الخامس حديث ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اضل الله عن الجمعة من كان قبلنا الحديث اخرجه بهذا اللفظ مسلم وهو عند البخاري بمعناه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نحن الاخرون من اهل الدنيا والاولون يوم القيامة فنحن في الدنيا بعد الامم. فان هذه الامة هي الامة كما ثبت ذلك عند الترمذي وغيره من حديث معاوية ابن حيثة رضي الله عنه باسناد حسن ومع تأخر هذه الامة بعد الامم في وجودها فانها تسبق الامم في الاخرة. فتكون وهذه الامة مقدمة عليهم اولا فهي اول الامم دخولا الى الجنة. وتكون الامم متابعة لنا لعظم منزلتنا التي تفظل الله بها علينا. وما عظمنا لاجله فان فضله عظيم وهذه الامة لم تفضل بالوانها ولا بانسابها ولا وانما فضلت بالاسلام. فدل هذا على فضل الاسلام. والدليل حديث احب الدين الى الله الحنيفية السمحة. وهو كما عزاه المصنف للصحيح معلقا اي صحيح البخاري. والمعلق في اصطلاح المحدثين ما سقط من مبتدى اسناده المصنف واحد او اكثر كما سيأتي ايضاحه في محله اللائق به في شرح نخبة الفكر والحديث المذكور وصله البخاري نفسه في كتاب الادب المفرد من حديث ابن عباس ورواه احمد ايضا وفي اسناده ضعف وله شواهد يحسن مجموعها كما جزم به العلائي رحمه الله فهو حديث حسن بمجموع طرقه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما ان دين اسلام حنيف في الاعتقاد. سمح في العمل. والحنيفية الاقبال على الله والسماحة السهولة واليسر وهما من شواهد فضل الاسلام والاخر انه احب الدين الى الله. ومحبته له عز وجل دالة على عظيم فضله فان الله عظيم. والعظيم لا يحب الا عظيما فحب الله الاسلام دليل على فضل الاسلام وشرفه وعلو شاويه دليل السابع حديث ابي ابن كعب رضي الله عنه موقوفا من كلامه قال عليكم بالسبيل والسنة الحديث اخرجه ابن المبارك في الزهد وابن ابي شيبة في المصنف وفي اسناده ضعف وتمام كلام ابي رضي الله عنه فانظروا اعمالكم. فان كانت اقتصادا واجتهادا ان تكون على منهاج الانبياء وسنتهم. وجلالة على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ان الاسلام يحرم العبد على النار. لقوله فان ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار والاخر انه يمحو ذنوب العبد كما في قوله وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن تقشعر جلده من خشية الله الا كان مثل مثل شجرة يبس ورقها فبينما هي كذلك اذ اصابتها ريح فتحات عنها ورقها الا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها وهذان المعنيان من تحريم العبد على النار ومحو ذنوبه بالاسلام مستقر شرعا متكاثرة لكن المصنف اكتفى بالدلالة على هذا المقصود بالاثر المذكور لما فيه من التنبيه الى ان الاسلام المحقق لذلك هو الاسلام الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم دون تأويل ولا تبديل. فاسم السبيل والسنة اسم لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الدين. وفي تمام كلام ابي تنبيه الى هذا وان المراد ان تكون اعمال العبد على السبيل والسنة فانه اذا كان كذلك كان على الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فيوجب له ذلك التحريم على النار ومغفرة ذنوبه وهذا العدول من امام الدعوة الى الادلة عن الادلة المتكاثرة في هذا المعنى الى هذا الاثر في صفوف نظر فان الاسلام يدعى على انواع شتى لكنه اراد ان ينبه الى ان الاسلام الذي يوجب لصاحبه التحريم على النار ومغفرة ذنوبه هو ما كان صاحبه على السبيل والسنة اي على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. والدليل الثامن حديث ابي الدرداء رضي الله عنه موقوفا من كلامه يا حبذا نوم الاكياس وافطارهم. الحديث اخرجه ابن ابي الدنيا في كتاب اليقين وابو نعيم الاصبهاني في كتاب حلية الاولياء وفي اسناده ضعف ايضا ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من ان عمل البر مع حسن اسلام العبد بتقوى ويقين ومتانة دين يضاعف اجر فقليل عمله خير من عبادة المغترين. ممن كثر عمله وقل اجره بفقده الاحسان. فالاول يفطر نهاره ويقوم ليله ويسبق الاخر فيغبن في عبادته. ويلحقه الاسى اذا قدمه الاول عند ربه. والغبن فوات الشيء والغفلة عنه مع عليه وانما غبن الثاني لفقد الاحسان في امله فان اعماله لم تقع موافقة للسنة ففاته من كان مستقيما عليها وصار قليل عمله مضاعفا لاجره فتقدم على غيره ومن مغاني المعاني في نونية ابن القيم رحمه الله تعالى قوله والله لا يرضى بكثرة فعلنا لكن باحسنه مع ايماني فالعارفون هم هم احسانه والغافل عموا عن الاحسان. فمن اعظم مقاصد العمل التي تدرك بها الدرجات. وتضاعف الحسنات هو ان يكون على سبيل وسنة فيكون منسوجا على الاحسان وربما قل عمل العامل باحسان ويسبق مع ذلك غيره وتصديق هذا المعنى في حال الصحابة من السابقين الاولين. الذين يحقرون صلاتهم مع صلاة الخوارج وصيامهم مع صيام الخوارج لعظمة ولع اولئك بالعبادة الظاهرة. مع فقدان الاحسان. فلاجل الاحسان الذي كان في عمل الصحابة سبقوا وصاروا هم الاولون. ولاجل فقد الاحسان في عمل الخوارج صاروا كلاب النار كما ثبتت به الاحاديث ولم تنفعهم كثرة عبادتهم في صيامهم وصلاتهم. فلا ينبغي للمرء ان تغتر نفسه لا ان يغتر باحد يرى منه كثرة عبادة فليس الامر مناطا بالاعمال الظاهرة. بل حقيقة الامر ما في القلب من توحيد الله واعظامه واجلاله واتباع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم فمن كان هديه كذلك ضوعفت اجور اعماله فصار قليل عمله كثير الاجر فاوجب له ذلك السبب. وقد شاع في كلام السلف من الصحابة كابي ابن كعب وعبدالله ابن مسعود وابن عمر فمن بعدهم من التابعين تعظيم اتباع السبيل والسنة في العمل لاجل هذا المعنى. فان القليل مع الاحسان كثير عند الرحمن وان الكثير مع فقده قليل عند الرحمن. فنسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الاحسان في القول والعمل وهذا اخر تقرير على هذه الجملة من الكتاب نستكمل بقيته باذن الله بعد الصلاة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على محمد المبعوث حنيفية السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج. اما بعد فهذا شرح الكتاب الثالث من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم. وهو كتاب فضل الاسلام لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وهو الكتاب الثالث في التعداد لكتب في التعداد ام من كتب البرنامج وقد انتهى بنا البيان الى قوله باب وجوب الدخول في الاسلام. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الامام العلامة المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى في كتاب فضل الاسلام. باب وجوب الاسلام وقول الله تعالى ومن نعم باب وجوب باب وجوب الاسلام. احد معه نسخة ايه لا لا كلمة الدخول اكراه في النسخ القديمة الدخول على العموم الاصل ان هذه النسخة قبلها احد الاخوان على عدة نسخ خطية فالاصل كما قرأ الاخ باب وجوب الاسلام هكذا؟ باب وجوب الاسلام. مقصود الترجمة بيان حكم الاسلام وان الدخول فيه واجب والاسلام هو الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم والدخول فيه هو الالتزام باحكامه بالخبر والطلب. نعم. احسن الله اليكم. قال باب وجوب الاسلام وقول الله تعالى تقرأ الترجمة تبين مقصودة ثم تقرأ الادلة تبين انت الان تبين تقرأ الادلة. السلام عليكم. وقول الله تعالى ومن غير الاسلاميين فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام الاية. وقوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. الاية. قال مجاهد السبل البدع والشبهات وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد اخرجه وفي من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وللبخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قيل ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابو الناس الى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة جاهلية. ومضطرب دم امرئ بغير حق ليهري قدمه. قال شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله قوله سنة جاهلية يندرج فيها كل جاهلية مطلقة او مقيدة اي في شخص دون شخص كتابية او وثنية او غيرهما من كل ما يخالف ما جاء بهما مرسلون وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا فان اخذتم يمينا وشمالا ذكر الحافظ فيها الظبطان سبقتم وسبقتم لكن الاولى فقد سبقتم يعني تقدمتم غيركم احسن الله اليكم. يا معشر القراء استقيموا فان استقمتم فقد سبقتم سبقا بعيدا. فان اخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم بعيدا عن محمد ابن وضاح انه كان يدخل انه كان يدخل المسجد فيقف على الحلق فيقول فذكره. وقال انباءنا ابن عيينة عن مجالب عن عن مسروق قال قال عبدالله ابن يعني ابن مسعود رضي الله عنه ليس عام الا والذي بعده شر منه. لا اقول عام اقصب من عام ولا امير خير من امير. لكن ذهاب وخياركم ثم يحدث اقوام يقيسون الامور برأيهم فينهدم الاسلام وينسلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل قال من الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من وعيد من لم يدم بالاسلام وابتغى دينا سواه. والوعيد الموجب للخسران لا يكون الا على ترك واجب والمتروك المتوعد عليه هو الدخول في الاسلام. فيكون الدخول فيه واجبا. والدليل الثاني قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة ان العبد مأمور ان يدين لله بدين لان اقامة العبادة التي خلقنا لاجلها لا تتحقق الا بان يدين الانسان ربه بدين والدين الذي رضيه الله للخلق هو الاسلام. فلا يكون عابدا اله الا من اسلم. فدل على وجوب الاسلام. والدليل الثالث قوله تعالى ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه الاية. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله تعالى فاتبعوه اي اتبعوا الصراط المستقيم وهو الاسلام والامر دال على الايجاب. والاخر في قوله تعالى الا في تمام الاية ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فهو نهي عن اتباع غيره. مما يفرقكم ويخرجكم عن سبيله. ومثل وهذا نهي عن محرم. والنهي عن الشيء يتضمن الامر بما لا تحقق الخروج عن المنهي الا بوجوده. فالنهي عن اتباع السبل يتضمن الامر سبيل الله لان المأمور به لا يوجد الا بانتثاء المنهي عنه فاتباع السبل محرم واتباع سبيل الله وهو الاسلام واجب. والدليل وذكر المصنف في تفسير السبل قول مجاهد السبل البدع والشبهات اخرجه في سننه بسند صحيح ولا تختص السبل بها لكنها اسرعها قبولا واكثرها شيوعا. فيكون تفسير مجاهد بالسبل بانها البدع والشهوات تفسير لللفظ بفرد من المعاني المندرجة فيه لمعنى اوجب ذلك. والمعنى الذي يوجب ذلك في البدع الشهوات انها اكثر السبل قبولا واشيعها عند الخلق. والدليل الرابع حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم وهما المقصودان في قول المصنف اخرجاه. واللفظ الذي ذكره المصنف مفرد من عمل عملا ليس عليه امرنا هو عند مسلم وحده. ودلالته على مقصود هو ان المحدث في الدين مردود منهي عنه. فما انا منه فهو مقبول والمقبول مأمور به يجب الدخول فيه. فما يتعلق بالدين شيئان اثنان. احدهما ما ليس منه فهذا منهي عنه. مردود على صاحبه. والاخر ما هو منه. وهذا مقبول والقبول يورث الامر به والامر المناسب له هنا هو الايجاب فيجب الدخول في الاسلام. والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى الحديث ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى وطاعته صلى الله عليه وسلم هي في الدخول في الاسلام الذي بعث به وعصيانه هي في الاعراض هو في الاعراض عنه. واستحقاق دخول الجنة يكون على مأمور به. واعظم المأمور به هو طاعته صلى الله عليه وسلم في الدخول في الاسلام ولا يكون اعظم المأمورات الا واجبا فيكون الدخول في الاسلام واجبا والدليل الثالث حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ابغض الناس الى الله الحديث اخرجه البخاري كما ذكره المصنف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ومبتغ في الاسلام سنة جاهلية فسنة الجاهلية هي كل ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما نسب الى الجاهلية من قول او فعل فهو محرم. فمن طلب في الاسلام سنن الجاهلية ودعا فهو من ابغض الناس الى الله. ولا يكون بغضه الا على محرم من ابتغى في الاسلام سنته من كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو اخذ بمأمور به من اسباب محبة الله. ومفتاح ابتغاء سنة الاسلام هو الدخول فيه فيكون واجبا لتوقف ابتغاء سنن الاسلام من الفرائض عليه. فالسنن التي تكون في الناس بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نوعان الاول سنن الاسلام وهي شعائره من الفرائض والنوافل. وهذه من محبوبات الله عز وجل. وبها امر واجلها الدخول في الاسلام. والثاني سنن الجاهلية من كل ما حرمه الله سبحانه وتعالى. وهذه مبغوضات ومساخطه سبحانه وتعالى. فتكون محرمة. والدليل تابعوا حديث حذيفة رضي الله عنه قال يا معشر القراء استقيموا الحديث اخرجه البخاري موقوفا عليه من كلامه. وزيادة محمد ابن وضاح هي عنده في كتاب البدع والنهي عنها واخرجه من هو اجل منه واقدم كابن ابي شيبة واسناده صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله استقيموا مع قوله فان اخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا فان القراء هم العالمون العاملون بالقرآن والسنة وقع بالدخول في الاسلام. فيكون واجب لاحراز السبق به مع امن الضلال. والمرء لا يسبق الى الله عز وجل غيره حتى يكون مسلما. فاذا كانت الة السبق هي الاسلام كان الدخول فيه واجبا. وكلام حذيفة هذا منتزع من قول تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. كما ذكر ابن حجر في فتح الباري فانه ذكر ان هذا الاثر منتزع من هذه الاية ثم ذهب رحمه الله تعالى الى ان صدر هذا الاثر وهو قوله يا معشر الراء قد سبقتم سبقا بعيدا انه مما لا يقال من قبل الرأي. لان احراز السبق بسبب هو من علم الغيب فلا يطلع عليه الا بوحي فيكون هذا من الموقوف لفظا المرفوع حكما. ولو قيل ان اثر حذيفة بجملتيه الاولى والثانية كله من قبيل المرفوع حكما لم يكن ذلك بعيدا. فان جملتيه لهما ما يصدقهما من الاحاديث المرفوعة صراحة. والدليل الثامن حديث عبد الله ابن مسعود ليس عام الا والذي بعده شر منه الحديث موقوف من لفظه وله حكم الرفع. لانه غيب وهذا الحديث روي من وجوه عدة عن ابن مسعود عند الطبراني في الكبير ويعقوب من شيبة ومجموع الطرق يقضي بحسنه. وعند البخاري عن الزبير بن عدي قال اتينا انس بن مالك فشكونا اليه ما نجد من الحجاج. فقال اصبروا فانه لا يأتي عليكم عام الا والذي بعده شر منه سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو شاهد بقول ابن مسعود ليس عام الا والذي بعده شر منه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لكن ذهاب علمائكم واخياركم او وخياركم ثم يحدث اقوام يقيسون برأيهم وفي لفظ بارائهم فيهدم الاسلام ويثلم. فالشر يتزايد بهدم وتلمه والسلم هو الخلل. وذلك بذهاب العلماء والاخيار. وضد لا يكون الا بتقوية الاسلام وحفظه. وابلغ ما يقع به ذلك هو الدخول فيه فيكون واجبا. لان تقوية الاسلام التي يترتب عليها حفظ بيضته وبقاء قوته لا تكون الا بالدخول فيه. والالتزام باحكامه واكمل الدخول في الاسلام هو ان يسعى العبد في طلب العلم والعمل والدعوة اليه ليثبت على هذا الدين ويتصدى لنصره. كما قال الله وتعالى ان تنصروا الله ينصركم. وروى الدارمي باسناد صحيح عن وكان من علماء التابعين انه قال كان علماؤنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة العلم يذهب سريعا فنعش العلم بقاء الدين والدنيا وذهاب العلم ذهاب ذلك كله. فنعش العلم فيه ثبات الدين والدنيا مع ويكون ذلك لا حياءه وبثه وحظ الناس عليه ومساعدتهم في تحصيله. ولاجل هذا كان القائمون بامر العلم هم النائبون حقيقة عن النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم جعل وراثته في العلماء وميراثهم الذي تأثروا به المجد انما هو العلم الذي رزق بهذا الدين وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فمن اراد ان يحفظ للاسلام قوته وان يبقي عليه بهجته فليجتهد في بث العلم والتحريض عليه وامداد الناس المساعدات التي تيسر لهم اخذه حتى يبقى العلم في الناس. فانه اذا بقي العلم بقي الدين والدنيا واذا ذهب العلم ذهب ذلك كله كما كان اكابر العلماء من بقايا الصحابة والتابعين الذين ادركهم الزهري يقولون ذلك. ومن هنا يأتي جلوس في حلق العلم سعيا في اعزاز الاسلام وتقويته. وحرصا على حفظ بيضته وبهجته ومن يظن ان الجالسين في الحلق لا يقومون بنصر الاسلام فاوتي من جهله. فانه لا ينصر اسلام مثل هؤلاء. وان حفظ الدين لا يكون الا ببث العلم. فان الخطب النارية والبكاء على الاطلال وبث القصص والحكايات لا تبني في المسلمين دينا ولا تحفظ لهم شرعا ولا تبقي لهم ذكرا وانما بقاء المسلمين هو في نعش العلم وبثه واحياءه وهذا يوجب عليك ان تعلم امرين عظيمين. انك عندما تسعى في العلم فانك ساع في نصرة الاسلام وذلك امر عظيم. والثاني انه يجب عليك ان تعتني ببث العلم وتبليغه وان تجاهد نفسك في تيسيره للخلق وحظهم عليه فيه فان ذلك من اعظم الجهاد والنصرة للدين. لا سيما في ازمنة الجاهلية والفترات وغلبة احوال اهل الكفر والنفاق والبدع والاهواء فيكون القائم في العلم قائما باعظم الجهاد كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى. ولما جهل الناس مثل هذا العظيم في حفظ الاسلام صار من الناس من يظن ان حفظ الاسلام لا يكون بالعلم وان الذين يجلسون في مقاعد العلم قاعدون عن نصرة الاسلام. وان الناس من ورائهم طرحا في اغلال الشهوات والشبهات. وهذا اتي من جهله بشريعة الاسلام فان شريعة الاسلام قائمة على العلم. وانما يكون حفظها بحفظ العلم وبثه واعتبر هذا في حال امام الدعوة الاصلاحية في الجزيرة العربية فانه كان رجلا واحدا لكنه لما كان لهجا ببث العلم حريصا عليه كان يسمع للناس بعد صلاة الفجر في الرياض دوي كدوي النحل بين طالب علم يجلس بين يدي شيخه وبين عامة يلقنهم ائمة المساجد مهمات الدين من ثلاثة الاصول وشروط الصلاة وغيرها. فلما كان العلم مبثوثا كان الحق منصورا. ولما ضعف العلم باخرة وصار الناس اوزاعا اتخذوا لهم طرائق ليست هي ما ورثوه عن علمائهم وائمتهم ضعف الدين في الناس ان جناية كثير من المتشرعة على الدين اعظم من جناية كثير من الكفرة والمبتدعة والفساق كما ذكره ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كلام الله. فمن اراد ان يهتدي بالهدى التام فليمسك بهذا الاصل العام وليعلم ان بقاء الدين هو في بث العلم. وان المسلمون وان المسلمين لا يقومون من غفلتهم ولا ينتبهون من ضلالتهم الا العلم بدينهم وما عدا ذلك فانه ان حرك فيهم شيئا فما هي الا مدة يسيرة ثم ينسون ذلك بخلاف العلم الاصيل الذي يستقر في قلوبهم فانه يحملهم على الثبات على آآ دين الاسلام ومتى تغرغر المرء بحلاوة هذا الاصل واستقر في قلبه اجهد نفسه وانفق ما له واسقط من حق نفسه ابتغاء بث العلم ونشره لانه يعلم انه نيابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. واذا كان المرء يفرح اذا اخذ منصبا من مناصب اهل اهل الدنيا فان الفرح بخلافة النبي صلى الله عليه وسلم ووراثته اعظم من الفرح بمناصب الدنيا فالله عز وجل يقول قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من اوليائه وانصار دينه الساعين في نصرته على الوجه الاتم نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى باب تفسير الاسلام. مقصود الترجمة بيان حقيقة الاسلام ومعناه والاسلام الشرعي كما تقدم له اطلاقان. احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والثاني خاص وله معنيان ايضا الاول الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ومنه حديث ابن عمر في الصحيحين بني الاسلام على خمس. فالمراد بالاسلام هنا الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقته استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة الاعمال الظاهرة وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان اعمال الظاهرة تندرج في الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وهو يندرج في الاستسلام بالله والاستدلال بالايات المتعلقة بالمعنى العام كما اتفق للمصنف هنا على الدين الذي بعثه محمد بعث به محمد صلى الله عليه وسلم استدلال صحيح لاندراج دينه بمعناه الخاص في الاسلام بمعناه العام. نعم. احسن الله اليكم. وقول الله تعالى فان فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني الاية. في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام ان استطعت اليه سبيلا متفق عليه. وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه. وعن باز بن حكيم عن ابيه عن جده انه سأل رسول الله صلى وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المفروضة وان تؤدي الزكاة المفروضة. رواه احمد وعن ابي قلابة عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان الايمان بالله قال وما الايمان بالله؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالبعث بعد الموت ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى الا فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله. ومن اتبعني الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اسلمت وجهي لله. فحقيقة اسلام الوجه هو استسلام العبد لله بالتوحيد الانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله وهذا هو تفسير الاسلام كما سلف. ومعنى قوله ومن اتبعا اي ومن اتبعني مسلم وجهه لله. والدليل الثاني حديث عبد الله ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الحديث وعزاه المصنف الى الشيخين وانما هو عند البخاري ومسلم من حديث عبدالله بلفظ بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله الحديث واما بهذا اللفظ فانما هو قطعة من حديث جبريل الطويل عند مسلم في صحيحه وقد وقع هذا وهذا في نسخ الكتاب والاظهر ان المحفوظ النسخ التي فيها عن عمر ابن الخطاب وليس النسخ التي فيها عن عبد الله ابن عمر ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة لانه فسر الاسلام بما ذكر فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله الى اخر ذلك وهذا مبين لحقيقة الاسلام والمراد به الدين الذي بعث به محمد الله عليه وسلم والدليل الثالث حديث ابي هريرة مرفوعا المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. وهذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله ابن عمر واللفظ للبخاري. وليس هو عنده من حديث ابي هريرة بل حديث ابي هريرة خارج الصحيح. فرواه الترمذي وابن ماجة رواه الترمذي والنسائي باسناد حسن. ودلالته على مقصود الترجمة في بيان وصف المسلم انه من سلم المسلمون من لسانه ويده. وانما يسلمون من لسانه ويده اذا كان مستسلما لله. فلا يستعمل جوارحه في غير فيما اذن له وهذه هي حقيقة الاسلام. وبيان الضلالات والبدع والتحذير من اهلها لا يخالف هذا الحديث. لانه استعمال للجوارح فيما اذن به بل هو مأمور به ومعدود في الجهاد فمن استعمل جوارحه فيما اذن له به لم يكن ذلك قادرا في سلامة دينه وكماله. والدليل الرابع حديث معاوية بن حيدة انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله. الحديث رواه احمد في المسند بهذا لهم لكن من حديث ابي قزعة عن حكيم بن معاوية عن ابيه معاوية لا من حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده وانما رواه بهذا الاسناد قريبا من هذا اللفظ النسائي في سننه ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة فهو جواب عن سؤال عن الاسلام وفسره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما ذكر وقوله ان تسلم قلبك لله متعلق بالباطل. وقوله وان تولي وان تولي وجهك الى الله متعلق بالظاهر. فالاسلام يشمل الباطن والظاهر على الله. ودل على الاول بالجملة الاولى ودل على الثاني بالجملة الثانية والدليل الخامس حديث رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ قال ان تسلم قلبك لله الحديث. وهذا الحديث لم يعزه المصنف هنا عزاه في مجموعه في الحديث الى مسند الامام احمد وهو متبع في عزوه اليه ابا العباس ابن تيمية الحفيد وهذا الحديث لا يوجد في نسخ مسند التي بايدينا. وانما رواه مسدد بن سرهد واحمد بن منيع والحارث بن ابي اسامة في مساندهم وفي اسناده ضعف ولجمله شواهد عدة يثبت بها وغرق فيه بعض الرواة فجعله من حديث ابي قلابة عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ان تسلم قلبك لله. والاخر في قوله ويسلم المسلمون من لسانك ويدك وتقدم بيان معناهما في حديثين نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه اية مقصود الترجمة بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام لانها لا تقبل من اصحابها. بل ترد عليهم وكل مردود فهو باطل. والمراد بالابتغاء طلب الاتخاذ فمبتغي غير الاسلام دينا هو من اتخذ دينا سواه. والاسلام هنا بمعناه العام في حق من كان قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وما كان بعده فبمعناه الخاص. وهو ما بعث به صلى الله عليه وسلم فجميع الاديان بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل من اصحابها وان كان اصلها مأخوذا عن الانبياء المتقدمين كموسى وعيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب انا الصلاة فيقول انك على خير ثم تجيء الصدقة فتقول يا ربي انا انا الصدقة اقول انك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول يا رب انا الصيام. فيقول انك على خير. ثم تجيء الاعمال كذلك فيقول انك على خير. ثم يجيء الاسلام يقول يا رب انت السلام وانا الاسلام فيقول انك على خير. بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. رواه الامام احمد وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. رواه الامام احمد. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى فلن يقبل منه وما لا يقبل فهو مردود على صاحبه. وما لم يقبل فهو باطل فما سوى دين الاسلام دين باطل وسعي اهله في ضلال وثبات. والدليل حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة الحديث رواه الامام احمد رواه الامام احمد في مسنده واسناده ضعيف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم يجيء الاسلام فيقول يا ربي انت السلام وانا الاسلام. فيقول الله عز وجل انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فانه صلى الله عليه وسلم قرأ الاية تصديقا للمعنى وهو توقف النجاة والخسران ودخول الجنة والنار على فمن اسلم نجا ومن لم يسلم خسر وما اوجب خسران العبد فهو باطل فما سوى الاسلام من الاديان باطل لانها توجب خسارة اصحابها. والاسلام المقصود في هذا الحديث اذ هو ما يكون في القلب. فانه وقع في مقابل الاعمال الظاهرة من صلاة وصيام وصدقة ويبين معناه الحديث الذي في الصحيح من وجدته في قلبه مثقال ذرة من ايمان فاخرجوه اي من النار. واذا ذكر الاسلام وحده شمل الاعتقادات الباطنة وصح ان يسمى به لانه فرد من افراده. الاعتقادات الباطنة من الاسلام فاذا اطلق الاسلام واريد به الاعتقادات الباطلة كان ذلك صحيحا لاشتماله عليها وهذا على تقرب ان الاسلام اذا اطلق اندرج فيه الايمان والاحسان. والدليل الثالث حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اخرجه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه واصله في البخاري كما سلف وعزاه المصنف لاحمد مع كونه في الصحيح تبعا لعناية الحنابلة بالعزو اليه وان كان الحديث في الصحيحين. فان انتساب الحنابل الى امامهم حملهم على قرنه بالشيخين عند عزو الحديث. وان كان العزو للصحيحين عن سواهما لكن الموافقة في المذهب سوغت الحاق الامام احمد عند اتباعه في الصحيحين اين؟ ولاجل هذا جرى المجد ابن تيمية في كتاب المنتقى على جعل المتفق عليه اثما لما اخرجه البخاري ومسلم واحمد. فالاحاديث التي في ملتقى كم؟ لابي البركات المجد ابن تيمية مما قال فيه متفق عليه فمراده ما اتفق على اخراجه هؤلاء تلاتة خلافا للاصطلاح الشائع عند غيره. والمسوغ له ولغيره هو كونهم اتباعا الامام احمد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس عليه امرنا مع قوله فهو رد فما ليس على الاسلام فهو مردود والمردود باطل فاديان الخلق كلها باطلة سوى الاسلام. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله باب وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب وهو القرآن عن جميع ما سواه والاستغناء هو طلب الغناء اي الغناء بمتابعته فلا يحتاج معه الى غيره. والمتابعة هي امتثال ما فيه وما سواه يشمل شيئين. احدهم هما ما تقدمه من الكتب المنزلة على الانبياء. ولو لم تحرف والاخر ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم نعم. احسن الله اليكم. قال رحم الله وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. الاية. روى النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة فقال امتهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ضللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فقال عمر رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى النبي ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين. والدليل الاول قوله تعالى ونزلنا عليك الكتابة بيانا لكل شيء ودلالته على مقصود الترجمة في وصف الكتاب وهو القرآن انه تبيان لكل كي والتبيان هو الايضاح. وما كان تبيانا لكل شيء فلا يحتاج معه الى شيء اخر وفي هذا المعنى يذكر من شعر الحبر ابن عباس رضي الله عنهما قوله جميع العلم في بالقرآن لكن تقاصروا عنه افهام الرجال. والدليل الثاني حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة. الحديث اخرجه احمد بروايتيه معا. من حديث جابر ابن الله رضي الله عنهما واسناده ضعيف. وروي من وجوه عدة يدل على ان للحديث اصلا كما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ولم ارى هذا الحديث المعزوة الى سنن النسائي فيها لا في سننه الصغرى ولا في سننه الكبرى وقد سبق المصنف الى عزو هذا الحديث اليه ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابن كثير فلعله في نسخة لم تصلنا. ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله امتهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية. اي او تحيرون فقد جئتكم بما تحتاجون بما لا تحتاجون فقد جئتكم بما لا تحتاجون معه الى غيره؟ فلا يبقى معه حيرة ولا شك. والاستفهام انكار فان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على عمر رضي الله عنه فعله وانما تتولد والشهوك في القلب اذا اخذ في سوداء مخلطة كمن يقرأ في كتب اهل الاهواء او دعاة السوء او الكفار والمنافقين مما لا يحتاج اليه من علوم الدنيا فكل ما لا يحتاج اليه من علوم الدنيا من معارف المخالفين من الكفرة المنافقين والفساق واهل البدع والاهواء كله مما يكون بالثواب والتخليط فان هذه الشريعة بيضاء نقية وما عداها فهي سوداء مخلطة وتسمية هذا باخرة انفتاحا من افضل الباطل بل حقيقته الانطراح بين ايديهم. فان هذا المعنى على قواعد الشريعة لا يكون انفتاحا الا على معنى الانفتاح على الشر. فان كان الداعون الى اللهث وراء كتابات اهل الاهواء والبدع والفساق والمجان والمنافقين والكفرة يسمون هذا انفتاحا يريدون به الانفتاح على الشر فنعم. واما ان كانوا يريدون به انفتاحا تستنير به العقول وتهذب النفوس وتستقيم الاخلاق فان هذا كذب ودجل فان الله اغنانا عن هذا بالدين الكامل فلا نحتاج معه الى غيره ومن البلاء ان يخرج لمثل هذه المقالات المتشرعة من يستدل لها. فيقول عائبا من ينعتهم الانغلاق والتشدد بانهم يقرأون احاديث لا يفهمونها. فان النبي صلى الله عليه وسلم بزعمه الباطل دعا الى الانفتاح فانه امر زيد ابن ثابت كما في الصحيح ان يتعلم السريانية وهي لغة اليهود. فهذا اشارة منه صلى الله عليه وسلم الى طلب التواصل مع الثقافات والالتقاء مع الحضارات كيفما كانت دون ان نظري الى ما لا نحتاجه. فما الجواب عن هذا الدليل؟ واضح الدليل ويستدل بان امر النبي صلى الله عليه وسلم زيد ابن ثابت يتعلم السيليانية لغة اليهود هو دليل على طلب الانفتاح والتواصل مع الثقافات المختلفة. فما الجواب؟ ها يا اخي ابوها جمال ايه احسنت. والجواب عن هذا الدليل من وجهين احدهما ان الذي امر زيد ابن ثابت بتعلم السريانية نهانا عن ابتغاء الابتداء بغير القرآن الكريم فكان قصر ذلك الامر على زيد دون غيره من الصحابة اعلام بان الاصل في ذلك النهي وانما يؤذن لاحد لاجل حاجة المسلمين والثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم امره بتعلم السريانية لا ليقرأ التوراة. ولكن ليقرأ كتب اهل الكتاب التي كانوا يكتبون بها ان النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الدليل دال على بطلان مقالته. وما احسن قول الامام ما لك؟ كل دليل استدل به صاحب باطل فان فيه ما يبطله. ونشر هذا المعنى في جملة من كتبه ابو العباس ابن تيمية الحفيد فان هذا الدليل نفسه فيه ما يبطل مقالة هذا الدعي الذي استدل بها وقاعدة الشريعة ان اصول الاسلام كافية في هداية اهله ولا يبتغى من غيرهم الا علوم الدنيا الظاهرة التي يحتاج اليها. فذلك مقيد بامرين احدهما ان يكون محله العلوم الظاهرة دون علوم الدين وما تعلق بها والثاني ان توجد الحاجة الى ذلك فاذا وجد هذان المعنيان كان حينئذ التواصل مع المخالفين من الكفرة والمنافقين والفساق واهل البدع دون به شرعا والهدى بين ضلالتين والحسنة بين سيئتين كما كان السلف رحمهم الله تعالى يقولون ودين الاسلام متين. فمن اخذه بحقه هداه وكفاه. ومن خلط فيه خلط عليه وثانيها في قوله ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ضليتم وموسى عليه الصلاة والسلام معه التوراة. فلو اتبعوه ضلوا لانه لا هدى بعد انزال القرآن الا ما فيه. فاغنى عما سواه. وثالثها في ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فاذا كان الانبياء يتركون ما انزل عليهم ويتبعون محمدا صلى الله عليه وسلم فالكتاب المنزل عليه لا غنى عنه. فهو يغني عن غيره ولا يغني غيره عنه. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله باب ما جاء في الخروج عن دعوى الاسلام مقصود الترجمة بيان حكم الخروج عن دعوى الاسلام بالانتساب الى غيره فدعوى الاسلام هي الاسماء الدينية التي جعلت له ولاهله والخروج عنها هو التسمي بغيرها. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقول الله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل. الاية عن الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال امركم بخمس الله امرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رفقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوه بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله رواه احمد الترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي الصحيح من فارق الجماعة قيل شبر فمات فميتته جاهلية. وفيه بدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم قال ابو العباس رحمه الله تعالى كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء الجاهلية. بل لما اغتصب مهاجر وانصاري فقال المهاجري يا يا للمهاجرين وقال الانصاري يا للانصار قال صلى الله عليه وسلم ابدعو الجاهلية وانا بين اظهركم فغضب لذلك غضبا شديدا انتهى كلامه رحمه الله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة الدليل الاول قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل. ودلالته على مقصود الترجمة في ذكر ما سمى الله الله به عباده المتبعين لرسله. فانه سماهم المسلمين فيما انزل من كتبه قبل وفي هذا القرآن وتسميتهم بغير ما سماهم الله به خروج عن دعوى الاسلام. فان الله اعلم وما رضيه لهم فهو اسلم واحكم. ومن عدل عن مراضيه وقع فيما يفسطه فالخروج عن دعوى الاسلام مما يسخط الله. والدليل الثاني حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال امروكم بخمس الحديث. رواه احمد والترمذي وصححه. والنسائي في قراه وصححه وايضا ابن خزيمة ابن حبان والحاكم فهو حديث صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربطة الاسلام من عنقه الا ان يراجع ومن مفارقة جماعة المسلمين الخروج عن دعوى الاسلام. والربقة في الاصل عروة في في حبل تجعل في عنق البهيمة او يدها تمسكها وهو وعيد شديد يدل على التحريم ومعنى الا ان يراجع ان يتوب وينزع عن قوله. وذكر دعوة الجاهلية في الحديث نفسه لا يدفع مفارقة الجماعة منها لانها فرد من افرادها. فيكون من تقديم الخاص على العامة. ولهذا اعاد المصنف رحمه الله تعالى هذا المعنى في الدليل الثالث. ثانيها في قوله ومن ادعى دعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم الحديث فان دعوى الجاهلية تشمل كل انتساب الى ما يخالف ما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم وما نسب الى الجاهلية فهو محرم. والوعيد بجهنم تأكيد لحرمتها وعدم انتفاع العبد بصيامه وقيامه بصيامه وصلاته لنفوذ الوعيد فيه تأكيد بعد تأكيد تعظيما للمقام. ومعنى جثا جهنم اي جماعات جمع جثوة مثلثتها الجيم وهي الحجارة المجموعة وروي من جثي جهنم. اي ممن يجث على ركبتيه فانه يقال جثى الرجل على ركبتيه اذا قام عليها اذا قام عليهما ثالثها في قوله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. فالامر بلزوم دعوة الاسلام وما سمى الله به عباده كالمسلمين والمؤمنين وعباد الله دال على حرمة مقابلها من دعوى الجاهلية المذكورة في الحديث لانها خروج عن دعوى الله وهو وهي دعوى الاسلام. والدليل الثالث من فارق الجماعة قيد شبر فمات فميتة جاهلية. اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس ودلالته على مقصود الترجمة ما سبق ذكره من كون مفارقة الجماعة من دعوى الجاهلية وانها خروج من دعوى الاسلام وتوعد من مات كذلك بالموت ميتة جاهلية دال على التحريم والدليل الرابع حديث ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم. وهذا الحديث بهذا اللفظ انما يروى مرسلا من حديث زيد ابن اسلمة عند ابن جرير في تفسيره وفيه قصة. والمعروف في الصحيحين لفظ ابي دعوة الجاهلية من حديث جابر رضي الله عنه وليس فيه وانا بين لما كانوا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الانصار فقال الانصاري يا للانصار وقال المهاجرين يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بال دعوى الجاهلية فهذا اللفظ المروي في الصحيحين وهو بهذا السياق لمسلم. واما بهذا اللفظ الذي عزاه جماعة الى الصحيحين ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم فليس في نسخ الصحيحين التي بايدينا ودلالته على مقصود الترجمة في انكاره صلى الله عليه وسلم على من دعا بدعوى الجاهلية وتغيضه من فعلته المفيد حرمة ذلك. وذكر المصنف كلام ابي العباس وهو ابن تيمية الحفيد في حقيقة دعوى الجاهلية. وهو بمعنى ما سبق انها كل انتساب الى ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. فمن انتسب الى بلد او جنس او مذهب او جماعة او حزب او تنظيم او لجنة او غيرها فيما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فان انتسابه هو ومن دعوى الجاهلية فاذا قال احدهم مثلا انا سعودي مريدا التعريف بانتسابه الى الارض المعروفة بهذا الاسم كان ذلك جائزا. وان قال انا سعودي بمعنى انه يحصل له من التقديم والتكريم ما ليس لغيره انه في زيادة وغيره في نقص فهذا من دعوى الجاهلية. فان العبد لا يكون بانتسابه الا الى الدين الحق. فمتى كان مؤمنا مسلما صادقا فهو المستحق للزيادة سواء كان سعوديا او غير سعودي واذا قال المرء في السعودية انا من جماعة كذا وكذا تسمى جماعة من الجماعات المنتسب اليها فهو من دعوى الجاهلية المحرمة. لان هذه البلاد فيها جماعة منتظمة تحت ولاية امام. فلا يجوز احداث جماعة اخرى في كائنة من كانت ومهما كان قصد صاحبها. لان الاسلام ليس فيه الا جماعة واحدة وهذه الجماعة الواحدة قائمة في البلاد فلا حاجتا الى غير فمن خرج الى غيرها بالانتساب وهو في السعودية فهذا من دعوى الجاهلية اياه وهذا الباب غفل اكثر الناس عن اعماله على وجهه كما ينبغي فكثر الانتساب الى غير دعوى الاسلام وصارت الاسماء الشرعية مهجورة والله سبحانه وتعالى سمانا المؤمنين والمسلمين وعباد الله فالاستغناء بالاسماء الشرعية التي جعلها الله سبحانه وتعالى لنا اولى واحرى هو خير من العدول عنها الى غيرها. وان من الامر العجيب ان الانسان من سعة الاسلام الى ضيق الانتماءات الى البلدان او العرقيات او اعادي او الاحزاب او الاحزاب لكن من فارق الدليل ضل السبيل وكم من مريد للخير ان يصيبه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى باب وجوب الدخول في الاسلام كله وترك ما سواه مقصود الترجمة بيان وجوب الدخول في الاسلام كله. بالتزام جميع احكامه كلها. لا بعضها دون بعض. والتأثير بقوله كله للتفريق بين هذه الترجمة والترجمة المتقدمة باب وجوب الاسلام فان المراد في تلك هو المجمل والمراد هنا الدخول المفصل. وقوله وترك ما سواه ترك ما سواه هي في معنى الجملة الاولى. لكن تلك في الاتصاف والتحلية وهذه في الاجتناب والتخلية. فلاجل تقوية المعنى جمع بينهما احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا بخلوف السلم كافة الاية وقوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك الاية. وقوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيع الاية. وقوله تعالى يوم تبيض وجوههم وتسود وجوه الاية. قال ابن عباس رضي الله عنهما تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدع والاختلاف. وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي ما اتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى ان كان منهم من اتى امه علانية كان في امتي من يصنع ذلك وان بني اسرائيل على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه اليوم فليتأمل المؤمن الذي يرجو لقاء الله كلام الصادق المصدوق في هذا في هذا المقام خصوصا قوله وهي ما ان عليه واصحابي يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة. رواه الترمذي. ورواه ايضا من حديث ابي هريرة وصححه. ولكن ليس فيه ذكر النار وهو في حديث وهو في حديث معاوية عند احمد وابي داود وفيه انه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم تلك الاهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا ويتجارى الكلب بصاحبه. السلام عليكم. احسن الله اليكم. كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل الا دخله وتقدم قوله ومبتغ في الاسلام سنة جاهلية ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ودلالته على مقصود الترجمة في الامر بالدخول في السلم اي الاسلام فالامر للايجاب والتأكيد بقوله كافة اي كله يتضمن ترك ما سواه لان من خرج عن شيء منه وقع فيما سواه. والدليل الثاني قوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك. ودلالته على مقصود الترجمة في تمام الاية يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. فان الله عجب مستنكرا من فعل المنافقين الزاعمين الايمان بما انزل الى محمد صلى الله عليه وسلم والى الانبياء قبله صلوات وسلامه عليهم ووبخهم الله عز وجل على ارادتهم التحاكم الى غير الله مع انه امرهم بالكفر به الذي يتضمن الدخول في الاسلام كله وترك ما سواه والامر للايجاب كما سلف. فالاية في وجوب الكفر بما سوى الاسلام وتركه. ولا يكون ذلك الا بالدخول في الاسلام كله فدل على وجوبه. والدليل الثالث قوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء ودلالته على مقصود الترجمة في كون تفريق الدين باخذ بعضه وترك بعضه ليس من طريقة محمد صلى الله عليه وسلم التي بعث بها وهو بريء ممن كان كذلك وفعله والذي دعا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر به هو الاجتماع على الدين كله. فيجب الدخول فيه كله وترك ما سواه. والدليل الرابع قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. واورد فيه المصنف تفسير ابن عباس تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وتسود وجوه اهل البدع والاختلاف اخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره واللذكائي في شرح اعتقاد اهل السنة والجماعة واسناد ضعيف جدا وصحة المعنى من مآخذ المسامحة في اسانيد التفسير. فانه لما هذا التفسير صحيحا في معناه لسمح في اسناده فاخرج عند اهل السنة في كتب التفسير عند هذه الاية وفي السنة ما يغني عنه. فقد روى احمد بسند حسن من من حديث ابي غالب عن ابي امامة انه رأى رؤوسا منصوبة على درج دمشق فقال شر قتلى تحت اديم السماء وخير قتلى من قتلوه كلاب النار كلاب النار ثم قرأ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه الايتين فقال له ابو غالب اسمعته؟ من صلى الله عليه وسلم فقال لو لم اسمعه الا مرة او مرتين او ثلاثا او اربعا او خمسا او ستا او سبعا ما حدثتكموه فهذا الحديث دال على ان هذه الاية تتناول اهل البدع. فان ابا امامة رضي الله عنه حدث ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بها تصديقا عند ذكر الخوارج وهم من اهل البدع. ودلالته على مقصود الترجمة ان تبييض الوجوه يوم القيامة لا يكون الا على امتثال واجب. وتسويدها لا يكون الا على مقارفة محرم ومن افراد الواجبات السنة والجماعة. فالسنة اسم للشريعة كلها كما في حديث العرباظ عند ابي داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بسنتي والجماعة اسم للمجتمعين عليها دون غيرها. وتسويد الوجوه بالبدعة والضلالة دال على حرمتهما. وهما لا يقعان الا مع ترك شيء من الاسلام. وهذا هو معنى الترجمة. واحسن ما قيل في معنى اية تبيض وجوه المؤمنين وتسود وجوه الكافرين. واصله في كلام ابي ابن كعب رضي الله عند ابن جرير الطبري في تفسيره بسند حسن. والسنة والجماعة شعار المؤمنين. والبدعة والضلال هذا شعار الكافرين فيناسب المعنى المنقول فيناسب المعنى المنقول عن ابن عباس في تفسير الاية ويوافق مقصود الترجمة وفيه ايضا حديث ابي امامة المتقدم والدليل الخامس حديث عبد الله ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي ما اتى على بني اسرائيل الحديث. اخرجه الترمذي باسناد ضعيف. وفي في معناه دون الجملة الاخيرة حديث عوف بن زيد رضي الله عنه عند الطبراني في المعجم الكبير واسناده ضعيف ايضا وللجملة الاولى شاهد في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبع سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع الحديث. ولاخره شاهد من حديث انس رواه الطبراني في معجمه الاوسط والصغير ولا يصح. ورواه في معجمه الكبير من وجه اخر مقرونا بجماعة من الصحابة واسناده ساقط جدا. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في ذكر الافتراق وموجبه اخذ بعض الدين وترك بعضه. والوعيد عليه برهان حرمته والاخر ذكر ان الناجي هو الباقي على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. والذي هم عليه هو الاسلام كله فوجب الدخول فيه كله. والدليل السادس حديث ابي هريرة بمعنى حديث ابن عمر ولفظه اليهود على احدى وسبعين او اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على احدى او اثنتين وسبعين فرقة وتفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة ولكن ليس فيه ذكر النار. اخرجه اصحاب السنن سوى النسائي واسناده حسن ولفظه اتم في بيان عدد الفرق ودلالته على مقصود الترجمة في ذكر افتراق هذه الامة على ما مر ايضاحه من ان الافتراق لا يقع الا باخذ بعض الدين وترك بعضه. والدليل السابع حديث معاوية فيه وانه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم الاهواء الحديث اخرجه ابو داوود وغيره واسناده حسن وفيه ذكر النار والكلب داء يصيب الانسان من عظة كلب اصابه داء الجنون ودلالته على مقصود الترجمة الوجهان المتقدمان في حديث ابن عمر ويضم اليهما وجه ثالث وهو تسميتهم اهواء فالاهواء ضلال وتجاريها بهم هو في اخراجها اياهم الى الضلال. فيتركون ما يتركون من الاسلام وذمهم بها دال على وجوب الدخول في الاسلام كله وعدم ترك شيء منه والدليل السابع او الثامن حديث ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهو عند البخاري من حديث ابن عباس وتقدم لفظه في باب وجوب الاسلام. ودلالته على مقصود الترجمة ان من ابتغى في اسلام سنة الجاهلية يترك بعظ الاسلام. وانما يسلم منها من دخل في الاسلام كله وشدة البغض دالة على التحريم. وبغضه يفيد محبة من لم يكن كذلك يقابله يكون واجبا وهو الدخول في الاسلام كله واخذه بكلكله دون ترك شيء منه نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر. مقصود الترجمة تعظيم تبني البدع وبيان خطرها وان البدعة اشد ظررا واكبر خطرا من الكبائر والبدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب مع الالتزام والكبائر جمع كبيرة. وهي شرعا ما نهي عنه على وجه التعظيم وتشمل كل من درج في هذا المعنى من الشرك والكفر وما دونه فان اسم الكبائر في الشرع يتناولهما. وخصت اصطلاحا بما سوى الكفر شرك من عظائم المنهيات واشتداد البدعة حتى عظمت على الكبائر هو بالنظر الى متعلقها وما فيه من الاستدراك على الشريعة ونسبتها الى النقص وعدم في تمام تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم للدين كله. وشرع من لم ما لم يأذن به الله وفاعل كبيرة يقع في نفسه انه مخالف للشريعة. اما فاعل البدعة فان ينسب فعله اليها ويجعله دينا يتقرب به. ومن وعى متعلق البدع عرف قدر عظمتها. وانها مشتملة على اصول متعددة من الوان الشر. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. الاية. وقوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم. وقوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملتين يوم القيامة الاية. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم. وقال لان لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد. وفيه ايضا انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا وعن جرير ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. ومن سن في الاسلام سنة جاهلية كان عليه وزرها ووزرها من عمل بها من بعده الا الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا. رواه مسلم. وله مثله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في كون الشرك غير مغفور لمن مات عليه. وان ما دونه تحت مشيئة الله والذي دون الشرك منه البدع والكبائر. والبدع اشبه بالشرك من الكبائر لانهما يتعبد بهما ويتخذان دينا. فالشرك يفعل على ارادة القربى والبدعة تفعل على ارادة القربة. فالبدعة حينئذ وصاحبها بالعقوبة عليها اجدر لمقاربتها الشرك الذي لا يغفر والدليل الثاني قوله تعالى فمن اظلم ممن ابتغى على الله كذبا الاية ودلالته على مقصود الترجمة ان ممن يفتري على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ولا احد اظلم منه فان هذا التركيب ومن اظلموا في الخطاب الشرعي بمعنى لا احد اظلموا. فما جناه من البدع اشد من الكبائر لان الكبيرة لا يدعى انها دين مفترى. والدليل الثالث قوله تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة اية ودلالته على مقصود الترجمة انه كما ان الكافر المضل بغير علم من يحمل يوم القيامة وزره كاملا ووزر من تبعه فكذلك المبتدع المضل بغير علم يحمل يوم القيامة ذنوبه كاملة وذنوب من اتبعه ممن لا يعلم انه ضال. فالمضل هو الذي لا علم له وليس المضل. كما يختاره الزمخشري وقواه الانوسي في تفسيره لان في ذلك زيادة في تعيينهم وذمهم. اذ انهم اشهد الجاهلين الى ما كان سببا في ضلالهم. فهم يحسبون اه ان اظلالهم نصحا وخفاء العلم بكون الشيء بدعة اصدق من خفاء كونه كبيرا لان البدع يقارنها التمويه والافتراء في جعلها دينا فتروج على الخلق بخلاف كبيرة فيكون المبتدع الصق واقرب الى حال الكافر المضل بغير علم من دعاة الكبائر فتتناوله هذه الاية ويقول له نصيب منها وتحقق فيمن دعا الى تبيرة دال على ان البدعة اشد من الكبيرة والدليل الثالث حديث انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم. اخرجه البخاري ومسلم من حديث علي رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في الامر بقتالهم على بدعتهم استعظاما لشرها. ولم يأتي مثله في اهل الكبائر. فلهم ببدعتهم فلهم ببدعتهم اشد من الكبائر في كبائرهم والدليل الثالث حديث لئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد الخدري ودلالته على مقصود الترجمة في خبره صلى الله عليه وسلم عن عزمه على قتلهم اي الخوارج واثنائهم حسما لمادة بدعتهم ومبالغة في تقبيحها. ولا له في اهل الكبائر فعلم ان البدعة اشد من الكبيرة. والدليل الثالث حديث انه صلى الله عليه وسلم عن قتل امراء الجور ما صلوا وهو عند مسلم بمعناه ودلالته على مقصود الترجمة ان جو الامراء وهو ظلم الرعية كبيرة من الكبائر. وحرم شرعا قتالهم ما لم يكفروا وقال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال في قتال الخوارج لبدعتهم فدل هذا ان البدعة اشد من الكبيرة والدليل الثالث حديث او الرابع حديث جرير بن عبدالله رضي الله عنه ان آآ او الخامس ها؟ والدليل السادس حديث جرير بن عبدالله ان رجلا تصدق بصدقة. الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن سن في الاسلام سنة سيئة. الحديث فالسنة السيئة في الاسلام هي البدعة لانها تنسب اليه مع كونها ليست منه يبلغ ذنب صاحبها هذا المبلغ فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من اوزار شيء ومن دعا الى الكبائر يلحقه اثم دعوته القولية او الفعلية دون اثم فعلها لانه لم يجعلها دينا ولا قبلتها النفوس كذلك فالبدعة اشد يأثم سانها على دعوته ويتبعه اسم من فعلها اما الكبيرة فان الداعي اليها يأثم على فعله وعلى اضلاله غيره دون ضلال ذلك الغير فبينهما فرق. واضح؟ الذي يدعو الى البدعة يكون عليه وزرها. ووزر من فعلها. اما الذي يدعو الى الكبيرة يكون عليه وزرها ووزر اضلال من فعلها. لا وزر الكبيرة نفسها. في فرق ولا لا بين الفرق ام لا؟ يعني هناك في الكبيرة فعل كبيرة والدعوة اليها فاذا فعل الكبيرة اتم واذا دعا اليها يكون عليه اثم الاضلال دون اثم ضلال فاثم الاضلال هو في تكلمه بهذا او فعله مرغبا للناس فيه. واما فعل الضلال فهو فعل غيره فلا يكون فعل غيره عليه بخلاف البدعة. طيب ما الدليل على هذا الدليل اية وحديث فاما الاية فقوله تعالى ومن يشفع شفاعة سيئة ايش؟ يكن عليه يكن له كفل منها يعني حظ ايش؟ منها. ومن هنا للتبعيظ. واما الحديث فما في الصحيحين من حديث ابن مسعود ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول ايش؟ كفل منها يعني حظ منها فلم في الاية في حق من شفع شفاعة سيئة لم يكن عليه كفلها يعني وزرها كاملة ولم يكن على ابن ادم اولا قبلها يعني وزرها كاملة وانما كان عليه حظ من ذلك وذلك الحظ هو الاضلال دون الضلال. فيعاقب باظلاله غيره زيادة على فعله هو. لكن لا يعاقب على ضلال غيره هذا في الكبائر كالقتل ونحوه. واما البدع فانه تعظيما لشأنها وتقبيحا لها يكون عليه اثم واثم من تبعه جميعا لا ينقص ذلك من اوزارهم شيئا. والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة وهو بمعنى حديث جرير دلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا على ما تقدم في نظيره السابق. وقوله فيه من دعا الى ضلالة يبين معنى قوله في الحديث المتقدم سنة سيئة في الاسلام فهي ضلالة فيه وهذه هي حقيقة بدعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى باب ما جاء ان الله احتجر التوبة عن صاحب البدعة. مقصود الترجمة كسابقتها. لكن من جهة اخرى وهي بيان شؤم البدعة وجنايتها على فاعلها ان الله احتجر التوبة عنه وهو لفظ حديث مرفوع كما سيأتي اي منعه منها فلم تكن له رغبة فيها ولا مكنة منها. لان هواه اغراه ببدعته. فجاراه واستسلم وهو المذكور في قوله تعالى واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه. فانه يريد ان يهتدي فلا يهتدي ويريد ان يتوب فلا يتوب لغلبة هواه عليه. نعم السلام عليكم قال رحمه الله تعالى هذا مروي من حديث انس رضي الله عنه ومن مراسل الحسن وذكر ابن وضاح عن ايوب عن ايوب قال كان عندما رجل يرى رأيا فتركه فاتيت محمد بن سيرين فقلت اشعرت ان فلانا ترك رأيه قال انظر الى ماذا يتحول ان اخر الحديث اشد عليهم من اوله يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه. وسئل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن معنى ذلك فقال لا يوفق للتوبة. ذكر رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول حديث انس مرفوعا ان الله حجب التوبة عن صاحب وبكل بدعة اخرجه اسحاق ابن راهويه في مسنده والطبراني في الاوسط ولا يصح. ويروى الحديث بلفظ عجب وحجز وحجر. ودلالته على مقصود ترجمته ظاهرة للمطابقة بينهما والدليل الثاني حديث الحسن البصري مرسلا اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها وهو احسن ما في الباب والمرسل من الحديث الضعيف كما هو معلوم وهو الذي اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم ومنه عند جماعة من العلماء كلام التابعي الذي لا يقال من قبل الرأي كما هنا. ودلالته على مقصود الترجمة سابقه والدليل الثالث هو حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهو من الظمية ثم لا يعودون اليه وهو في الصحيحين من حديث ابي سعيد وليس عند مسلم ثم لا يعودون اليه. والقصة التي ساقها المصنف صحيحة الاسناد فيها مرسل لكنه جاء في الصحيحين موصولا كما تقدم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم لا يعود اليه فتتجارى بهم الاهواء وتشربها قلوبهم وتتمكن منها فلا ينزعون عنها ولا يعودون الى السبيل والسنة. وصدق ابن سيرين فان من كرع وصدق ابن سيرين فان منكرع من مستنقع الهوى لم يزل متلونا فهو يخرج من بلاء الى بلاء ومن الضلال تسميتهم تلونهم ذلك بمقتضى المرحلة وطبيعة الاحداث فلا يعدونه تحولا بل لونا يناسب زمانه. وهذا من معنى قوله صلى الله عليه وسلم ثم لا يعودون اليه واهل البدع ودعاة الاهواء تكون توبتهم السنة ولا يكتفى منهم بذلك كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين حتى يبينوا فساد ما كانوا عليه من هوى وبدعة. واستدل القيم رحمه الله تعالى في قوله تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. حتى قال الله الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم. فجعل تمام توبتهم ببيان ما كانوا يكتمونه وصاحب الهوى اشد حالا من كاتم الحق. لانه يكتم الحق ويدعو الى خلافه فهو اولى بالتشديد عليه بوجوب البيان لفساد بدعته ورجوعه صراحة عن ضلاله وهواه. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فعلى باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم في ابراهيم الى قوله وما كان من المشركين مقصود الترجمة بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام وهذا معنى قولهم البدعة شرك الاشراك فهي قنطرة توصل اليه فان مستحسن البدع يوشك ان يتخذ سوى الاسلام دينا احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم. قال اسلمت رب العالمين فيه حديث الخوارج وتقدم في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياءه انما اولياء المتقون وفيه ايضا عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال اما انا فلا اكل اللحم وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام وقال الاخر واما انا فلا اتزوج النساء وقال الاخر اما انا فاصوم الدهر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني انام واقوم واصوم وافطر. واتزود اكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني فتأمل اذا كان بعض افراد الصحابة لما ارادوا التبتل للعبادة قال فيه قال فيه هذا الكلام الغليظ وسمي فعله رغوبا عن السنة فما ظنك بغير هذا من البدع؟ وما ظنك بغير الصحابة؟ ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة لله فالدليل الاول قوله تعالى ومن فالدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب تحاجون في إبراهيم الى قوله وما كان من المشركين. ودلالته على مقصود الترجمة ان اليهود والنصارى لما تفرقوا واختلفوا رغبوا عن ملة ابراهيم وجادلوا فيه بغير علم. وكذلك فعل الذين ابتدعوا من هذه الامة فانهم بما صنعوا مختلفون مخالفون وحقيقة مسلكهم الرغبة عن الاسلام. والدليل الثاني قوله تعالى ومن عن ملة ابراهيم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من نفسه وسفه الدين النفاق والكفر. فمن خرج عن ملة ابراهيم من توحيد رب العالمين واتباع المرسلين اصابه سفه الدين. ومستقل ومستكثر. فمنهم من به سفه لا يخرج به عن الاسلام ومنهم من سفه نفسه ببدعته حتى مرق منه. والدليل الثالث حديث الخوارج المتقدم وهو يمرقون من الاسلام كما يمرق السهو من الرمية. الحديث في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري واللفظ للبخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في مروقهم وعدم رجوعهم الى الاسلام لرغبتهم عنه بالبدعة. والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء. وهذا حديث لم يوجد بهذا اللفظ الذي اورده المصنف مع تتابع جماعة من العلماء قبله على ذكره وانما الحديث في الصحيحين عن عمرو بن العاص ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا ان ال ابي يعني فلانا ليسوا لي باولياء انما ولي الله وصالح المؤمنين. وابهم فلان سترا له ولعدم الحاجة الى تعيينه ولعله دخل على من ذكره بهذا اللفظ من حديث اخر هو حديث عاصي ابن حميد عن معاذ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اولى الناس بي المتقون ان كانوا وحيث كانوا اخرجه احمد وصححه ابن حبان وعاصم سمع معاذا كما ثبت عند ابي داود ولم يذكره مترجموه. كالمذي وابن حجر. فهذا الحديث اسناده جيد. ودلالته على مقصود الترجمة ان من احدث في الاسلام ولو كان من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد برئ الرسول صلى الله عليه وسلم منه فلم يكن له وليا. فالبدعة تقطع صاحبها عن تولي المؤمنين فهو بريء منهم وهم برءاء منه وهو بفعله راغب عن الاسلام ببرائته من اهله. والدليل الخامس وحديث انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم له ان بعض الصحابة قال الحديث متفق عليه بالفاظ متقاربة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم من رغب عن سنتي فليس مني اي من ترك طريقتي فليس مني. فاذا كانت الرغبة بتأويل يعذر صاحبه فيه فلا يخرج به عن الملة. لكن يكون على غير طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم وان كان اعراضا وتنطعا يفضي الى اعتقاد ان ما هو عليه ارجح هديا مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فمعنى ليس مني اي ليس على ملتي فهو نوع من الكفر نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي الناس عليها الايتين. مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه. وانه دين الفطرة والتحذير من البدع لانها تغيير للاسلام واعوجاج عنه احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقوله تعالى ووصى بنا ابراهيم بني ويعقوب الاية وقوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا الاية. وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين وان وليي منهم ابي ابراهيم وخليل ربي ثم قرأ ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه هذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. رواه الترمذي. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه مسلم. وله عنه ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اجسامكم ولكن ينظرون قلوبكم واعمالكم ولا هو عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرطتكم على الحوض ولا يقطعن اليها من امتي حتى اذا اهويت لاتناولهم اخت وجدوني فاقول يا رب اصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك ولهما عن ابي هريرة رضي الله عنه انه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت انا قد رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد. قالوا فكيف من لم يأت بعد من امتك فقال ارأيتم لو ان رجلا له خير غر محجلة بين ظهران خيل دهم بهم الا يعرف خيله؟ قالوا قال فانهم يأتون غرا محجلين من من الوضوء وانا على الحوض الا ليزادن رجال الا ليزادن رجال يوم القيامة عن حوضي كما يذاد البعير الضال اناديهم الا هلم فيقال انهم قد بدلوا بعدك فاقول سحقا سحقا. وللبخاري قال بينما انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم وعرفوني خرج رجل بيني وبينهم فقال هلم فقلت الى اين؟ قال الى النار والله قلت ما شأنهم؟ قال انهم ارتدوا بعدك على ابي بريم قهقرا ثم اذا الزمرة فذكر مثله قال فلا اراه يخلص منهم الا مثل هامل النعم. ولهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا مما دمت فيهم الاية ولهما عنه مرفوعا ما من مولود يولد الا على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ حتى تكونوا انتم تجدعونها. ثم قرأ ابو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها الاية متفق عليه وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وانا اسأل عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم فقلت هل بعد هذا الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنك؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ولا بغير هدي تعرف منه وتنكر؟ قلت وهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم فتنة عمياء عليها دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول صفهم لنا فقال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا فقلت يا رسول الله فما تأمرني ان ادركت ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم يكن فان لم يكن لهم جماعة ولا امام. قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك اخرجاه. زاد مسلم ثم ماذا؟ قال ثم يخرج الدجال مع نهر ونار. فمن وقع في ناره وجب اجره وحط عنه وزره. ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره. قلت ثم ماذا؟ قال قيام الساعة وقال ابو العالية تعلم الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فانه الاسلام. ولا تنحرفوا عن الصراط يمينا ولا شمالا. وعليكم بسنة واياكم وهذه الاهواء تأمل كلام ابي العالية هذا ما اجله. واعرف زمانه الذي يحذر فيه من الاهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الاسلام. وتفسير تفسير الاسلام بالسنة. وتفسير الاسلام بالسنة والاسلام. عندنا وتفسير الاسلام بالسنة احسن الله اليكم وتفسير الاسلام بالسنة وخوفه على اعلام التابعين وعلمائه من الخروج عن الاسلام والسنة يتبين لك معنى قوله تعالى اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفي نفسه واشباه هذه الامور الكبار التي هي اصول هي اصل الاصول والناس عنها في غفلة. وبمعرفة هذا يتبين لك معنى الاحاديث في هذا الباب وامثالها اما الانسان الذي يقرأها واشبهها وهو امن مطمئن انها لا تناله. ويظنها في قوم كانوا فبانوا امنوا مكر الله. فلا يأمن مكر الله الا القوم قاسمون وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال السبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه ثم قرأ وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل تفرق بكم عني سبيله رواه الامام احمد والنسائي. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة عشر دليلا. فالدليل الاول قوله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا الاية. ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الامر باسلام الوجه لله والاقبال عليه. وذلك هو الموافق للفطرة وهو المستقيم فمن بدله خرج عنه كله او بعضه والبدعة تنافي اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة. والدليل الثاني قوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه الاية. ودلالته على مقصود الترجمة وصية إبراهيم ويعقوب عليهما الصلاة والسلام بلزوم الاسلام حتى الموت. لانه دين الله ومن رغب عن شيء منه اخل بوصية النبيين الكريمين وليس وراء الدين المصطفى الا الرديء طرح فماذا بعد الحق الا الضلال والبدع من ذلك؟ والدليل الثالث قوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا فالامر باتباعها هو لكونها حنيفة لله. تتضمن الاقبال عليه. ومن الاقبال عليه التدين بشرعه. والانكفاف عن الابتداع. فانه امرنا ان نعبده بما شرع لا بالاهواء والبدع. والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين الحديث رواه الترمذي ولا يصح ودلالته على مقصود الترجمة في موالاته صلى الله عليه وسلم ابراهيم وكونه اولى به هو والذين امنوا. باتباعهم ملته واستقامتهم عليها. وملة ابراهيم كما تتقدم تتضمن الاقبال على الله. ومن الاقبال على الله ان نعبده بما شرع لا بالاهواء والبدع. والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لينظر الى اجزامكم الحديث. ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من ان محل نظر الله من العبد قلبه وعمله فهو احق بالرعاية واولى بالعناية واستر رعايته والعناية به هو الاستقامة على الاسلام والثبات عليه وتحصينه من عواد الابتداع. والدليل الثالث حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على الحوض الحديث متفق عليه ومعنى انا فرضكم اي متقدمكم اليه. ودلالته على مقصود الترجمة في بيان سوء عقيدة الاحداث والميل عن الصراط المستقيم. فهؤلاء رجال من امة رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعوا حتى اذا اهوى ليناولهم من حوضه اختلجوا دونه. اي قطعوا عنه او نزعوا منه وموجب حرمانهم هو احداثهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كانوا صحبوه ثم نافقوا وارتدوا وظنهم باقون على العهد الذي عهد اليهم. وشفع لهم بصحبته فقال اي رب اصحابي فقيل له انك لا تدري ما احدثوا بعدك. واذا كان من صحبه صلى الله عليه وسلم ثم احدث يدفع عن حوضه فغيرهم اولى بالدفع عنه والمنع منه. وجميع اهل البدع كلهم فيه مبدلون محدثون كما قاله ابن بطال في شرح البخاري فيكون لهم حظ من مدى الحديث وفي ذلك يقول القحطاني في نونيته صراطنا حق وحوض نبينا صدق له عدد النجوم اواني يسقى بها السنية اعذب شربة ويزاد كل مخالف فالتان. والدليل السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت ان انا قد رأينا اخواننا الحديث متفق عليه ايضا واللفظ لمسلم وسياق البخاري ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في فضيلة الاستقامة على الاسلام واستحقاق اخوة الله صلى الله عليه وسلم الدينية به وان بعد الزمان عنه. فالمستقيمون على الاسلام من المتأخرين هم اخوان سيد المرسلين. والاخر سوء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض على ما تقدم شرحه وفيه زيادة تقرير للمعنى ببراءته صلى الله عليه من المحدثين ودعائه عليهم بقوله سحقا سحقا. والدليل الثامن حديث بين انا قائل اذا زمرة الحديث اخرجه البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه في ذكر العاقبة لمن احدث. وقوله فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم. اي لا منهم من النار الا قليل. والهمل بفتح الهاء والميم هو ما يترك مهملا لا يتعاهد ولا يرعى حتى ويهلك من النعم وهي الابل. والدليل التاسع حديث ابن عباس رضي الله عنهما فاقول كما قال العبد الصالح الحديث متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في برائته صلى الله عليه وسلم من المحدثين المبدلين. اذ يدل امام الحديث على ذلك والعبد الصالح هو عيسى ابن مريم فوقعت تسميته بذلك عند البخاري. والدليل العاشر ابي هريرة ما من مولود الا يولد على الفطرة متفق عليه ايضا. وقول المصنف ولهما عنه ضميره عائد على ابي هريرة وحديثه متقدم فلعل في ترتيب النسخ التي انتهت الينا نظرا. ودلالته على مقصود الترجمة في الخبر عن ان الناس يولدون على الفطرة اي الاسلام. وانها الاصل الديني والخروج عنها يكون بالتبديل والاحداث والدليل الحادي عشر حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير متفق عليه ايضا. والزيادة المذكورة بعده معزوة الى مسلم ليست عنده في النسخ التي بايدينا. بل اخرجها ابو داود وفي ثبوتها نظر وربما تكون في نسخة من الصحيح لم تصل الينا او ان مصنف اراد اصل الحديث وهذا اشبه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيقع بعده من الاحداث والتبديل تحذيرا منه وتنفيرا عنه. والاخر وصيته صلى الله عليه بالاستقامة والثبات على الاسلام بلزوم جماعة المسلمين وامامهم فلم فان لم يكن لهم جماعة ولا امام العبد تلك الفرق كلها ولو ان يعض على اصل شجرة حتى يدركه الموت وهو كذلك. والدليل الثاني عشر ابي العالية الرياحي قال تعلموا الاسلام الحديث اخرجه عبدالرزاق في المصنف واسناده صحيح. وزاد واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء يعني الاهواء دلالته على مقصود الترجمة في امره رحمه الله بتعلم الاسلام وعدم الرغبة عنه ولزوم صراطه المستقيم وانه الاسلام وتحذيره من الانحراف عنه يمينا وشمالا. والوصية بالسنة والزدي عن الاهواء وهي ما احدثه الناس من الشبه المفرقة والبدع المحرقة وانها تلقي بين الناس العداوة والبغضاء وصدق رحمه الله فانها تفرق بين الابن وابنه والاخ واخيه فيكون احدهما على هوى علق به ويكون الاخر على غيره فيتقاطعان ويتصارمان. وكلام ابي العالية كلام عظيم فانه اذا كان هذا الامر مخوفا منه في الصدر الاول فكيف حال من بعدهم من وعى هذا عظم ما في الايات والحديث من الوصية بالاسلام والتحريض على لزومه والتحذير من عنه وعرف انه اجدر بالخوف على نفسه ان يبدل او يحدث فلا يأمن مكر الله انه لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون. والدليل الثالث عشر حديث ابن مسعود رضي الله عنهما قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا الحديث اخرجه احمد والنسائي في كبراه ويروى هذا الكلام عن عبد الله من غير وجه نحوه او قريبا منه كما قال البزار فلا ريب في صحته وقد صححه ابن القيم. وجلالته على مقصود الترجمة في بيان ان سبيل الله هو صراطه المستقيم. وذاك هو الاسلام وانما خرج عنه يمينا وشمالا فهي سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو اليه. وهذه الشياطين منها شياطين جنية ومنها شياطين انسية. والواجب على احدنا هو اتباع سبيل الله ومجانبة ما سواه نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في غربة الاسلام وفضل الغرباء. مقصود الترجلة بيان وقوع غربة الاسلام وفضل الغرباء. وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به. وانفرادهم عن غيرهم ولفظ الغربة شرعا يراد به الباقون على الهدي النبوي. دون من سائر المسلمين فالفضائل المذكورة والمناقب المأثورة هي حظهم دون غيرهم من مسلمين نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وقول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم بقيته ينهون عن الفساد في الارض الاية. عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بدا الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه مسلم ورواه الامام احمد من حديث ابن مسعود وفيه قيل ومن ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل وفي رواية الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس ورواه الامام احمد من حديث سعد ابن ابي وقاص وفيه فطوبى يومئذ للغرباء اذا فسد الناس وللترمذي من حديث كثير ابن عبد الله عن ابيه عن جده طوبى للغرباء والذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي. وعن ابي امية قال سألت ابا ثعلبة فقلت يا ابا ثعلبة كيف تقول في هذه الاية؟ يا ايها الذين امنوا انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. الاية. قال اما والله لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع عنك العوام فان من ورائكم ايام الصبر القابض فيهن على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيهن مثل اجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم منا او منهم؟ قال بل منكم رواه ابو داوود والترمذي. وروى ابن وضاح معناه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ولفظه ان من بعدكم اياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما انتم عليه اليوم له اجر خمسين منكم ثم قال ان بان محمد بن سعيد قال ان بان اسد قال قال سفيان ابن عيينة عن اسلم البصري عن سعيد اخي الحسن يرفعه قال انكم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله ولم تظهر فيكم سكر رفاه سكرة الجهل وسكرة حب العيش. وستحولون عن ذلك فالمتمسك يومئذ بالكتاب والسنة له اجر خمسين. قيل منهم؟ قال بل منكم وله باسناد عن المعافرين. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الذين يتمسكون بكتاب الله حين يترك ويعملون بالسنة حين تطفأ. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى الا قليلا ممن انجينا منهم. فالناجي قليل والقليل غريب بين الكثير. والنجاة دالة على الفضل والمصنف في ايراد الاية دليلا على غربة الاسلام ابا اسماعيل الهروي صاحب منازل السائلين فانه صدر باب الغربة من كتابه بها. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في شرح المنازل المسمى بمدارس السالكين استشهاده بهذه الاية في هذا الباب دليل على رسوخ قدمه في فهم في العلم والمعرفة وفهم القرآن. فان الغرباء في العالم هم اهل هذه الصفة اي المذكورة في الاية. والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بدأ الاسلام غريبا. اخرجه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة ففيه الخبر الصادق عن غربة الاسلام مع بيان فضل الغرباء ان لهم طوبى وطوبى فعلى من الطيب. فلهم كل طيب وهم الفائزون بالحياة الطيبة في الدارين. والدليل الثالث حديث ابن مسعود بمثل حديث ابي هريرة وفيه ومن الغرباء؟ قال من القبائل اخرجه احمد وهو عند الترمذي دون هذه الزيادة واسنادها صحيح. اما الرواية الاخرى في حديث ابن مسعود الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس فاخرجها الاجري في الغرباء ولا تصح ورويت من وجوه اخرى باسانيد ضعيفة. وانما صحت موقوفة عن عبد الله ابن عن عبد الله ابن عمرو انه قال طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس. رواه ابن في كتاب الجهاد باسناد صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه. وفيه وصف الغرباء انهم من القبائل اي من اعراق شتى وانساب متفرقة واجناس مختلفة ووصفهم بالغربة هو في معنى الذين يصلحون اذا فسد الناس فهي متحققة دراية وان كانت مضعفة رواية. والدليل الرابع حديث عوف بن زيد طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس من سنتي اخرجه الترمذي واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه. وحقيقة غربتهم انهم يصلحون ويصلحون فاغلت هذه الحقيقة عن اللفظ المظعف من جهة النقل. والدليل الخامس حديث ابي امية ثعلبة حديث وابي ثعلبة الخشني فيأتمروا بالمعروف الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي واسناده لكن لجمله شواهد تقويها ولا سيما جملة اجر العامل في ايام الصبر. ودلالته على اصول الترجمة من وجهين احدهما بيان غربة الاسلام في ايام الصبر تمضي على الجمر والاخر ان للعامل فيها اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين. والدليل السادس حديث ابن عمر رضي الله عنه ان بعدكم اياما الحديث اخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها ولم يصح اسناده. لكن معناه في حديث غيره كما سلف ودلالته على مقصود الترجمة تقدمت في سابقه. والدليل السابع حديث سعيد البصري اخي الحسن انكم اليوم على بينة من ربكم الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا وهو مرسل واسناده ضعيف. ودلالته على مقصود الترجمة حذو نظيريه السابقين فانه في معناهما. والدليل الثامن حديث بكر بن عمرو المعافر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا وهو مرسل واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة. وما فيه من نعت الغرباء ففيه نظر. فان الله عز وجل لا يزال يقيم في الارض من يأخذ بكتابه ويتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما في احاديث الفرقة الناجية والطائفة المنصورة؟ نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى باب التحذير من البدع. مقصود التحذير من البدع بالتخويف منها وبيان خطرها لتجتنب فيلزم العبد مباعدتها ومفارقتها. والا يركن اليها ولا الى اهلها هذا المعنى تقدمت فيه ترجمتان هما باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر وباب ما جاء ان الله التوبة على صاحب البدعة واعاذه المصنف رحمه الله مبينا مقصوده من ذكر كالترجمتين وهو التحذير من البدع. فما سلف من جملة ما يندرج في هذا الاصل العظيم. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى عن عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة قال الترمذي حديث حسن صحيح وعن حذيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لا يتعبدها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدوها فان الاول لم يدع للاخر مقالا فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم. رواه ابو داوود. وقال الدارمي اخبرنا الحكم ابن مبارك قال ان بان عمرو ابن يحيى قال سمعت ابي يحدث عن ابيه قال كنا نجلس على باب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة الغداة فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فجاء انا ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فقال اخرج عليكم ابو عبدالرحمن؟ آآ خرج عليكم ابو عبدالرحمن بعد؟ قلنا لا. قال فجلس معنا فلما خرج اليه جميعا فقال له ابو موسى يا ابا عبدالرحمن اني رأيت انفا في المسجد امرا انكرته والحمد لله لم ارى الا خيرا. قال فما هو؟ فقال ان عشت فستراه قال رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي ايديهم حصى فيقولون فيقولون كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول فيقول هللوا مئة فيهللوا مئة فيقول سبحوا مئة فيسبحون مئة قال فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا انتظر رأيك؟ قال فلا فلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم الا يفوت من حسناتهم شيء. ثم مضى ومضينا معه حتى اتى حلقة من تلك الفلق فقال ما هذا الذي اراك احسن الله اليكم. حتى اتى حلقة من تلك الحلق فقال ما هذا الذي اراكم تصنعون؟ فقالوا يا ابا عبد الرحمن حصى نعد التكبير والتهليل والتسبيح قال فعدوا سيئاتكم فانا ضامن الا يفوت من حسناتكم شيء. ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلكتكم هؤلاء اصحاب محمد بينكم متوافرون وهذه ثيابه لم تبلى وانيته لم تنكسر. والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتح باب قالوا والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير. قال وكم من وكم من مريد للخير لم لن يصيبه؟ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما القرآن لا يجاوز تلاقيه. ويل الله لا ادري لعل اكثرهم يكون منكم ثم تولى عنهم. قال عمرو ابن سلمة رأيت عامة اولئك الحلق طاعم يوم النهرواني مع الخوارج؟ باقي ختم كتاب الله ما ختمها الشيخ والله المستعان وعليه التكلان ما عندنا شيء. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. الدليل الاول حديث العرباض ابن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي واسناده قوي. ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها امره صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته. وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وانها كافية مغنية عما سواها. فما خرج عنها حقيق بالحذر من والبدع ليست من سنته ولا سنة خلفائه الراشدين. وثانيها تصريحه بالتحذير من البدع في قوله اياكم ومحدثات الامور. وثالثها اخباره بان كل بدعة ضلالة والضلال يفر منه ويحذر. والدليل الثاني حديث حذيفة قال كل عبادة لا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الحديث. رواه ابو داوود كما عزاه اليه ابو شامة المقدسي في وتبعه الناس وليس هو في نسخة السنن المتداولة ولا وجدته مرويا عند غيره فهو اثر شهير سيار ليس له زمام فالله اعلم بصحته. ودلالته على مقصود الترجمة في نهيه رضي الله عنه عن التعبد بعبادة لم يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فانهم بهديه اعرف وعلى سنته اوقف. فما حدث بعدهم فهو بدعة ينهى عنها ويحذر منها واكد هذا بامرهم بلزوم طريق الاولين السابقين السالمين من البدع. والدليل الثالث حديث عمرو ابن سلمة رحمه الله قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة الحديث اخرجه الدالمي في سننه بتمامه واسناده جيد. والمرفوع منه في اخره اخرجه الترمذي وابن ماجة باسناد اخر حسن. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهم في انكاره رضي الله عنه عليهم وتغليظه القول لهم حتى قال انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم او مفتتحوا باب فهم كافرون ان زعموا ان ما هم عليه اهدى مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فان لم يدعوا ذلك فانهم مفتتحوا باب ضلالة في الاحداث والابتداع في الدين. والاخر تفرسه رضي الله عنه فيهم بالاخبار عما عما سيؤول اليه امرهم. بانه ستعظم بدعتهم وتتشعب بهم اهوائهم حتى يحملوا السيف على المسلمين فوقع ما وقع من امر الخوارج في الصدر الاول. وقد وقع ما يضاهي ما وقع فيه هؤلاء في هذه الازمنة المتأخرة. ممن انتسب الى الدعوة وهداية الخلق انه خرج عن هدي النبوة فاستحسن اشياء ليست من هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم في اصلاح الناس فبدأت فيهم صغارا حتى كبرت وعظمت وخرجوا المسلمين وقتلوا من قتلوا منهم. وهذا يوجب الخوف من افتتاح ابواب الضلالة وان صغرت من اراد نجاة نفسه فلينظر الى هدي صدر الامة ويقتدي بهم ويلزم الاخذ عن العلماء الذين شهروا بالطلب وعرفوا بانتسابهم الى اهله. بتحقق اخذهم عنهم واشتهادهم بالتلمذة لهم. لا مجرد اللقيا والزيارة. فان العلم والدين لا عن كل احد وانما يؤخذ عن اهله. ومن علامات اهله ان يعرفوا بالطلب مجتهدين عن اشياخ الطبقة السابقة ولا يحل لاحد من المسلمين ان يأخذ دينه من طريق لا يعلمه ولا ان يكتفي بعادات اهله وطريقة ابائه واجداده. فانه اذا اخذ الدين عن كل احد او فدى بمن ليس اهلا للاقتداء وقع في البدع والضلالات. والبدع والضلالات تبدأ صغارا ثم تعود كبارا فيستحسن الانسان شيئا ثم يتزايد معه الهوى والاستحسان حتى ايخرج على المسلمين بامور عظيمة. ولما عقل هذا الاصل من سلف من الاولين كانوا يعظمون فعل شيء لا يكون لهم فيه اثر. كما قال سفيان الثوري ان استطعت ان لا تحك رأسك الا باثر فافعل. اي اذا كان في كيفية حك الرأس اثر يقتدى به. فتمسك بالاثر ان من تمسك بالاثار نجا ومن فرط فيها لحقته الاهواء واستحسن اشياء في دينه عن المسلمين باب الضلالة. وبهذا ينتهي شرع الكتابي على نحو مختصر يفتح قصده ويبين مقاصده. اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين