السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على المبعوث بالحنيفية السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج اما بعد فهذا شرح الكتاب الرابع من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم. في سنة الثانية وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد بامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف هو الكتاب الرابع في التعداد العام لكتب البرنامج. نعم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا ونفع انا بعلومهما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه سلم كتاب التوحيد. مقصود الترجمة. بيان وجوب التوحيد والمراد به اصالة هو توحيد العبادة اي الالهية ومتعلقه افعال العباد التي يتقربون بها الى الله. وما سوى ذلك من انواع التوحيد تابع له. احسن الله اليكم. وقول الله تعالى ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقوله ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاهر وقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا الاية. وقومه واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. الاية وقوله قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا شيئا الايات. قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد التي صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ فليقرأ قوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الى قوله وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. الاية وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت النبي صلى الله عليه سلم على حمار فقال لي يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله واعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا قلت يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا. اخرجهم في الصحيحين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى وما خلق الجن والانس الا ليعبدون. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى الا ليعبدون. فالعبادة اذا اطلقت في خطاب الشرع فالمراد بها التوحيد. ولها معنى اخر واعم منه. وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. فالاية دالة على ان ان الحكمة من خلق الجن والانس اقامة التوحيد. وما خلقوا فهم مأمورون به. والامر للايجاب فظهر الدلالة الاية على الترجمة. والدليل الثاني قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة الرسول الاية. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين اولهما في قوله تعالى ان اعبدوا الله. فالعبادة التوحيد والامر للايجاب كما تقدم. والاخر في قوله تعالى واجتنبوا الطاغوت. اي عبادة سوى الله. ولازمه ان تكون العبادة لله وحده والدليل الثالث قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى وقضى ربك لان ما قضاه الله مأمور به. والامر كما سبق للاجابة والقضاء هنا هو القضاء الديني الشرعي لا القضاء الكوني قدري. والدليل الرابع قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا الاية. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهم في قوله تعالى واعبدوا الله فالعبادة التوحيد والامر للايجاب كما تقدم. والاخر في قوله تعالى ولا تشركوا به شيئا فنهاهم عن الشرك نهي تحريم وهذا يدل على امري بمقابله الذي هو توحيد الله. والامر به ايجاب له والدليل الخامس قوله تعالى قل تعالوا اتوا ما حرم ربكم اليكم الا تشركوا به شيئا الاية. اي وصاكم الا تشركوا به شيئا. ودلالته على مقصود في قوله تعالى الا تشركوا به شيئا فالنهي عن الشرك نهي تحريم. يستدعي الامر بمقابله وهو التوحيد امر ايجاب. والدليل السادس اظهر ابن مسعود مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم. الى اخر الحديث رواه الترمذي بسند صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في جعل ما تضمنته هذه الايات من النهي عن الشرك والامر بالتوحيد وصية محمد وصلى الله عليه وسلم فالوصية اسم موضوع لغة وشرعا لما يؤمر به على وجه التعظيم. فالموصى به هنا مأمور به امر اجاب. وليس معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كتبها وختم عليها. وانما المراد انه اوصى بكتاب الله ومن وصايا كتاب الله هؤلاء الايات والدليل السابع حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال كنت رديث النبي صلى الله عليه وسلم على حمار الحديث متفق عليه. وهذا معنى قول المصنف اخرج اي البخاري ومسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم حق الله على العبادة ان يعبدوه ولا شركوا به شيئا. فالحق قسم موضوع شرعا لما يجب. كما صرح به ابن القيم في بدائع الفوائد ومحمد بنعاني في شرح منظومته في اصول الفقه فاذا ذكر الحق دل على ان المذكور معه واجب الم يأت دليل يخرجه عن ذلك. نعم. احسن الله اليكم. فيه مسائل الاولى الحكمة في خلق الجن والانس. الثانية ان العبادة هي التوحيد لان الخصومة فيه. الثالثة ان من لم لم يعبد الله ففيه معنى قوله ولا انتم عابدون ما اعبد. الرابعة الحكمة في ارسال الرسل الخامسة ان الرسالة عمت كل امة السادسة ان دين الانبياء واحد. السابعة المسألة الكبيرة ان عبادة الله لا تحصل الا بالكفر بالطاغوت ففيه معنى قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الاية الثامنة ان الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله. قوله رحمه الله الثامنة ان وهو عام في كل ما عبد من دون الله اي ولو كان غير راض بذلك كالانبياء والصالحين. والطاغوتية وصف لعبادته لا وصف له فاذا قيل ما عبد من دون الله فهو طاغوت. فالمعنى ان العبادة لا تصلح له. وليس ذلك ذما له انما يتوجه الى من عبد وهو راض. اما من عبد دون رضاه فان انما سمي طاغوتا باعتبار فعل غيره. ولا يقتضي ذلك ذما له لان الاصل ان الطاغوت هو المتجاوز به عن حده ومن عبد غير الله فقد تجاوز به حده. لان الله هو المعبود وحده وما عداه فهو عابد له. والطاغوت في الشرع يطلق على معنيين اثنين احدهما خاص وهو قال وهو المراد عند الاغلاق في القرآن الكريم والثاني عام وهو المراد اذا قرن به الفعل على صيغة الجمع واحسن ما قيل في حده كما ذكره عبدالرحمن ابن حسن في فتح المجيء هو قول ابن القيم في هو قول ابن القيم في اعلام الموقعين الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله التاسعة عظم شأن ثلاث ايات في المحكمات في سورة الانعام عند السلف وفيها عشر مسائل اولها النهي عن الشرك. العاشرة الايات المحكمة في سورة يسرا وفيها ثمانية عشر مسألة بدأها الله بقوله لا تجعل مع الله الها اخر فتقعد مذهوما مخذولا وختما قولي ولا تجعلن الله الها اخر فتلقى في جهنم مألوما مدحورا ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه من قوله ذلك مما اوحى اليك ربك من الحكمة. قوله رحمه الله العاشرة الايات في المجتمعات في سورة الاسراء وفيها ثمانية عشر مسألة. هكذا هو في الاصول طول العتيقة للكتاب والجادة النحوية ثماني عشرة مسألة نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الحادية عشرة اية سورة النساء التي تسمى اية الحقوق العشرة الاصول العتيقة يعني ايش؟ ها؟ قديمة. يعني نسخ خطية يعني نسخ خطية للكتاب منها نسختان بخط ابن حبشان تلميذ الشيخ محمد رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الحادية عشرة اية سورة النساء التي تسمى اية الحقوق العشرة بدأها الله تعالى بقوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. الثانية عشر الثانية عشر التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته قوله رحمه الله الثانية عشرة التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته اي الوصية بكتاب الله. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم فضله وصية خاصة مكتوبة. واخبر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن وصيته باشياء متفرقة كلها ترجع الى وصيته صلى الله عليه وسلم بكتاب الله ومنها خبر ابن مسعود المذكور هنا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالثة عشرة معرفة حق الله علينا الرابعة عشر معرفة حق العباد عليه اذا ادوا حقه الخامسة عشرة ان هذه مسألة لا يعرفها اكثر الصحابة. قوله رحمه الله الخامسة عشرة ان هذه المسألة لا يعرفها اكثر الصحابة اي جزاء من عبد الله ولم يشرك به شيئا الا يعذبه فهم جهلوا الجزاء. ولم يجهلوا المأمور به نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله السادسة عشرة جواز كتمان العلم للمصلحة. السابعة عشرة باب بشارة المسلم بما يسره. الثامنة عشرة الخوف من الاتكال على سعة على سعة رحمة الله. التاسعة عشرة قول المسؤول عما لا يعلم الله ورسوله اعلم. قوله رحمه الله التاسعة عشرة قول المسئول عما لا يعلم الله ورسوله اعلم. اي في حال حياته وبعد موته في الشرعيات دون القدريات الكونية. فان النبي صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق باحكام الشرائع لا فرق بين ما بينه بنصه او حدث بعد موته فاذا قيل في اجابة سؤال يسأل فيه السائل ما حكم كذا وكذا؟ ثم ثم عقدا من العقود الحادثة في البيع مما لم يأتي له ذكر في خطاب الشرع فاجاب المجيب بقوله الله ورسوله اعلم كان جوابه صحيحا. لان النبي صلى الله عليه وسلم لم هو اعلم الخلق بما تعلق بالشرعيات. سواء ما حدث في حال حياته وابدى الحكم فيه او ما استجد بعده صلى الله عليه وسلم لا فرق بينهما ما لعلمه بالشرع اما الوقائع القدريات الحادثة في كون الله سبحانه وتعالى فان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلمها الا بخبر الله عز وجل له. فاذا قال قائل مثلا في اجابة سؤال متى ظهر النجم الفلاني؟ فقال الله ورسوله اعلم كان قوله مذموما. لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا علم له بالمقدرات كونية. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله العشرون جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون الحادية والعشرون تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوبه حمار مع الارداف عليه. الثانية والعشرون جواز من دافع الدابة الثالثة والعشرون عظم شأن هذه المسألة الرابعة والعشرون فضيلة معاذ ابن جبل باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. مقصود الترجمة بيان فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. وما هنا يجوز ان تكون موصولة او مصدرية فاذا كانت موصولة كان تقدير الكلام باب فضل التوحيد والذي يكفره من الذنوب واذا كانت مصدرية سبكت هي وما بعدها في تأويل المصدر. فكان تقدير الكلام باب فضل التوحيد وتكفيره الذنوب. والثاني اولى لدفع توهم ان من الذنوب ما لا يكفره التوحيد. فان التوحيد يكفر الذنوب جميعا. والمراد بالتوحيد هنا توحيد العبادة قاله عبدالرحمن بن حسن في قرة الموحدين. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقول الله تعالى الذين ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اخرجا ولهما في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا ربي علمني شيئا اذكره وادعوك به قال قل يا موسى لا اله الا الله. قالت ابن عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع اوامرهن غيري والاراضي والارضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله رواه ابن حبان والحاكم وصححه وللترمذي وحسنه عن انس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى الذي امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فمن امن ولم يلبس ايمانه بظلم اي بشرك كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين فجزاؤه تحصيل الامن والاهتداء في الدنيا والاخرة وهذا من فضل التوحيد. والدليل الثاني حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله الحديث متفق عليه يرحمك الله وجلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ادخله الله الجنة على ما كان من العمل اي ادخله الله الجنة على ما كان فيه من صلاح او فساد فمآل الموحد الجنة. وان كان مقصرا له ذنوب. وهذا من فضل ان من مات عليه فمصيره الى الجنة بكل حال. والدليل الثالث حديث عتبان ابن مالك رضي الله عنه فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم فان الله حرم على النار ثم ذكر المحرم عليها طوفا بما يدل على توحيده. فقال من قال لا اله الا الله يبتغي ذلك وجه الله وهذا من فضل التوحيد انه يحرم صاحبه على النار وتحريم التوحيد لاهله على النار نوعان. احدهما تحريم ودخول وهذا حظ من كمل توحيده فانه وان كان له ذنوب فان الله سبحانه وتعالى يعفو عنه في حرم عليه الى النار والاخر تحريم خلود وهذا حظ من استحق التطهير بالنار منهم. فيدخلها ثم يخرج منها ويدخل الجنة فلا يخلد في النار ابدا والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى صلى الله عليه وسلم يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به. الحديث رواه ابن حبان الحاكم في المستدرك وهو عند من هو اولى منهما بالعزو اليه. فقد اخرجه النسائي في الكبرى واسناده ضعيف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى في الحديث القدسي مالت بهن لا اله الا الله. ففيه كلمة التوحيد بجميع المخلوقات. وهذا من فضله ولهذه الجملة من الحديث شواهد تثبت بها والدليل الخامس حديث انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم الحديث رواه الترمذي بسند حسن دلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى في الحديث القدسي لاتيتك وبها مغفرة ففيه تكفير التوحيد للذنوب فان الاتي في الارض خطايا موصوف به. كما قال تعالى ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا وهذا وصف الموحد وقراب الارض ملؤها تضم القاف منه وتكسر فيقال الارض وقراب الارض لا احسن الله اليكم قال رحمه الله في مسائل الاولى سعة فضل الله الثانية كثرة ثواب التوحيد عند الله الثالثة تكفيره مع ذلك للذنوب الرابعة تفسير الاية التي في سورة الانعام الخامسة تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة السادسة انك اذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرورين. قوله رحمه الله السادسة انك اذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرورين اي تبين لك ان المقصود من قول لا اله الا الله هو التكلم بها مع معناها والعمل بمقتضاها. فمن لم يعقل هذا وانتسب الى الاسلام مكتفيا بكونها قولا دون اعتقاد جازم ولا عمل لازم فانه من المغرورين. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله التنبيه للشرط في حديث عتبان الثامنة كون الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله التاسعة التنبيه لرجحانها جميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه. قوله رحمه الله التاسعة التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه اي لعدم تحققها بها اعتقاد غدا ولا عمله بمقتضاها. فخف ميزانه لفراغه مما يثقل به فان كلمة التوحيد انما تثقل بالميزان اذا كان قائلها معتقدا لها عاملا بمقتضاها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله العاشرة النص على ان الارضين سبع كالسماوات الحادية عشرة ان لهن عمارا الثانية عشر اثبات الصفات خلافا للاشعرية الثالثة عشرة انك اذا عرفت حديث انس عرفت ان قوله في حديث عتبان فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ان ترك الشرك ليس قولها باللسان. الرابعة عشرة تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد عبدا الله ورسوله ورسوله الخامسة عشرة معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله. قوله رحمه الله الخامسة معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله اي وجد قوله تعالى كن وليس هو كن. ولكن كان بامر الله سبحانه وتعالى اذ قال كن فليس هو الكلمة. وانما وجد بالكلمة وهذا معنى قوله معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله اي وجد بها نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله متى وجد؟ بعد بعد الكلمة. طيب قول القائل يا من امره بين الكاف والنون؟ ما صحته لماذا؟ وانما امره بعد بعد الكاف والنون انما امر الله بعد الكاف والنون وليس بين الحرفين في اثناء امره. نعم. احسن الله قال رحمه الله السادسة السادسة عشرة معرفة كونه روحا منه السابعة عشرة معرفة فضل الايمان بالجنة والنار الثامنة عشرة معنى قوله على ما كان من العمل التاسعة عشرة معرفة ان الميزان له كفتان العشرون معرفة الوجه باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. مقصود الترجمة بيان وان من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. وهذا من جملة فضل التوحيد المتقدم في الترجمة السابقة. لكن افرد لبيان جلالة هذا الفضل فضل وعظم الموجب فالفضل دخول الجنة بغير حساب والموجب هو تحقيق التوحيد. وتحقيق التوحيد يحصل بالسلامة مما يضاد اصله او كماله. وجماع مضادات التوحيد يرجع الى ثلاثة اصول. اولها الشرك وثانيها البدعة وثالثها المعصية. فالشرك مكونات التوحيد بالكلية. والبدعة تنافي كماله الواجب والمعصية تقدح فيه وتنقص ثوابه سيكون تحقيق التوحيد هو السلامة من الشرك والبدعة والمعصية والمراد بالانفكاك من المعصية هو في هو المبالغة في شدة اجتناب بها لان العبد كتب عليه حظه منها تقدح في توحيده وتنقص ثوابه اذا لم يبادر الى التوبة منها وتحقيق التوحيد له درجتان. الاولى درجة واجبة جماعها السلامة من المضادات المذكورة والثانية درجة النافلة جماعها امتداد القلب بالاقبال الى الله. واللجوء اليه انطراحي بين يديه. وخلع كل رق في القلب لسواه فانه لا ينبغي ان يكون في قلب العبد ارادة لغير الله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله. وقول الله تعالى ان ابراهيم مكان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. وقال والذين هم بربهم لا يشركون. وعن ابن عبدالرحمن قال كنت عند سعيد بن جبير فقال ايكم رأي الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت انا ثم قلت اما اني لما كنت صلاة ولكن ويل قال فما صنعت؟ قال قلت ارتقيت قال فما حملك على ذلك؟ قلت حديث حدثناه الشعبي قال وما حدثكم؟ قلت حدثنا عن بريدة ابن ابن الحصين انه قال لا رؤية الا من عين او حمى قال احسن من انتهى الى ما سمع ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عرضت علي الامم فرأيت النبي ومعه الرهب والنبي ومعه الرجل والرجلان. والنبي وليس معه احد. اذ رفع لي سواد عظيم فظننت انهم امتي قيل لي هذا موسى وقومه فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لهذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا اعذاب ثم نهض فدخل منزله فقاضى الناس في اولئك فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام فلم يشركوا بالله شيئا. وذكروا اشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبروه فقال هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة ابن محصن فقال يا رسول الله ادع الله ان يجعلني منهم. فقال انت منهم. ثم قام رجل اخر فقال ادعو الله ان يجعلني من فقال سبقك بها عكاشة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة. ثلاث ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. ودلالته على مقصود الترجمة في اوصاف ابراهيم عليه الصلاة والسلام. حيث وصفه ربه هذه الصفات التي هي الغاية في تحقيق التوحيد طيب اين تكملة الترجمة فاخر. ايش وش تبين انها جعل مدح؟ ولو جاء على المدح الترجمة ايش؟ باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب فحقق التوحيد عرفنا عرفناها من اوصاف ابراهيم. اين بقية الترجمة؟ الشاهد لها نعم. نعم. احسنت كيف؟ احسنت. ثم ذكر جزاءه فقال في الايات بعد وانه في الاخرة لمن الصالحين. قال الزجاج والصالح في الاخرة الفائز. انتهى كلامه. وغاية في الاخرة هو في دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب والظفر بلذاتها واعلاها النظر الى وجه الله الكريم والدليل الثاني قوله تعالى والذين هم بربهم لا يشركون. ودلالته على الترجمة في مدح المؤمنين بهذا. مع قول الله بعدها في حقهم اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون فالسابق في الخيرات سابق في المآلات التوحيد المحققون له هم السابقون السابقون. وسبقهم يقتضي ان لا تقدمهم احد في كمال المنزلة الاخروية. واكملها هو دخول الجنة حساب ولا عذاب. والدليل الثالث حديث ابن عباس وهو حديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم ومعه سبعون الف ان يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. وهذا صريح فيما به المصنف والصفات المذكورة في قوله هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. من التوحيد فلما صاروا محققين للتوحيد اثابهم الله الجنة بلا حساب ولا عذاب. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى معرفة مراتب الناس بالتوحيد الثانية ما معنى تحقيقه؟ الثالثة ثناؤه سبحانه على ابراهيم بكونه لم يكمل المشركين الرابعة ثناؤه على سادات الاولياء بسلامتهم من الشرك. الخامسة كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد قوله رحمه الله الخامسة كون ترك الرقية والحي من تحقيق التوحيد اي طلبها لا ترق فعلها. فان النبي صلى الله عليه وسلم رقى وكوى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله السادسة كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل السابعة عمق عمق علم الصحابة لمعرفتهم انهم لم ينالوا ذلك الا بعمل. الثامنة حرصهم على الخير فضيلة هذه الامة بالكمية والكيفية العاشرة فضيلة اصحاب موسى الحادية عشرة عرض الامم عليه عليه الصلاة والسلام الثانية عشرة ان كل امة تحشر وحدها مع نبيها الثالثة عشرة قلة من استجاب الانبياء الرابعة عشرة ان من لم يجبه احد يأتي وحده. الخامسة عشرة ثمرة هذا العلم وهو عدم الاغترار بالكثرة وعدم الزهد في القلة السادسة عشرة الرخصة في الرقية من العين والحمى قوله رحمه الله السادسة عشر الرخصة في الرقية من العين والحمى الحمة سم كل شيء يلدغ او ساعة ويطلق على ابرة اللدغ او اللسع نفسه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله السابعة عشرة عمق علم السلف في قوله قد احسن من انتهى الى ما سمع ولكن كذا وكذا فعلم ان الحديث الاول لا يخالف الثاني الثامنة عشرة بعد السلف عن مدح الانسان ما ليس فيه التاسعة عشرة قوله انت منهم علم من اعلام النبوة. العشرون فضيلة عكاشة الحادية والعشرون اعمال المعاريض قوله رحمه الله الحادية والعشرون استعمال المعاريض المراد بالمعاريض الكلام المتضمن اطلاق لفظ وارادة غيره وهو شبيه بالتورية عند علماء البلاغة. نعم. احسن الله اليكم. الثانية والعشرون حسن خلقه صلى الله عليه وسلم باب الخوف من الشرك مقصود الترجمة ابعاد النفوس عن الشرك بتخويفها منه. فينبغي على الموحد ان يخاف فمنه ويحذره. فكأن تقدير الترجمة باب وجوب من الشرك ومعرفة الشرك توجب الحذر منه لان الشرك شر الشر. والشر يحذر منه ويخاف. نعم احسن الله اليكم وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. فسأل عنه قال الرياء وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار رواه البخاري ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا ان الله لا يغفر ان يشرك به. فالشرك لا يغفره الله لمن لم يتب منه وما دونه من الذنوب فهو تحت مشيئة الله ان شاء غفر له وان شاء عذبه والمصدر المؤول من قوله ان يشرك المسبوق في تقرير شركا يعم الشرك صغيره وكبيره. فتقدير الكلام ان الله لا يغفر شركا به. والنكرة في سياق النفي تفيد العموم واذا كان الشرك لا يغفر اذا لم يتب العبد منه وجب الخوف منه والدليل الثاني قوله تعالى واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. ودلالته على مقصود الترجمة في كون الداعي به هو ابراهيم عليه الصلاة والسلام. الذي تقدم ووصفه بالصفات الدالة على تحقيقه التوحيد. في الباب السابق في قوله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين. ومع ذلك بدعاء الله ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام. التي هي من اعظم الشرك. وانما ايدعى بالتجنيب مما يخاف منه. فاذا قال القائل رب اجنبني كذا وكذا فهو يتضمن خوفه منه. واذا كان هذا دعاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام عليه الصلاة والسلام وخوفه فغيره اولى منه بالخوف من الشرك قال ابراهيم التيمي فيما رواه ابن جرير في تفسيره ومن يأمن البلاء ابعد ابراهيم ومن وعى هذا علم ان من اعظم الخوف الذي ينبغي ان يكون بين جنبيه الخوف من الشرك. لانه اذا وقع فيه استحق العذاب الاليم. والدليل الثالث حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه ان صلى الله عليه وسلم قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. الحديث رواه احمد بسند حسن ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. وهو مطابق لما ترجم به المصنف. ففيه تصريح بالخوف من الشرك. والشرك الاصغر هو جعل شيء من حقوق الله لغيره مما يتعلق بكمال ايمان واختير لفظ الجعل دون لفظ الصرف فلم يقل صرف شيء من حقوق الله لغيره لامرين اثنين. احدهم ما متابعة اللفظ المختار في خطاب الشرع كما قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وقال صلى الله عليه وسلم ان تجعل لله ندا وهو خلقك. متفق عليه والتاني ان الجعل فيه معنى التأله واقبال القلب بخلاف الصرف فانما يتضمن التحويل من شيء الى شيء دون ارادة مقصود في الصرف. والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو ولله ندا الحديث. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم دخل النار فانما كان موجبا لدخول النار وجب الخوف منه وادخال الشرك العبد الى النار نوعان. الاول ادخال تأميد. فيدخلها الى امد ثم يخرج منها وهذا حظ من لم يكن من اهل الشرك الاكبر. ممن له سيئات استحق بها دخول النار فيدخل فيها الى امد منقطع ثم يخرج منها والثاني ادخال تأبيد فيدخلها الى ولا يخرج منها خالدا فيها. وهذا حظ اهل الشرك اكبر والدليل الخامس حديث جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار. وما كان كان موجبا لدخول النار كان مستحقا للخوف منه. نعم. احسن الله قال رحمه الله فيه مسائل الاولى الخوف من الشرك الثانية ان الرياء من الشرك. الثالثة انه من الشرك الاصغر الرابعة انه اخوف ما يخاف منه على الصالحين الخامسة قرب الجنة والنار. السادسة الجمع بين قربهما في حديث واحد السابعة انه من لقيه يشرك به شيئا دخل النار ولو كان من اعبد الناس الثامنة المسألة العظيمة سؤال الخليل له ولبنيه وقاية عبادة الاصنام. التاسعة اعتباره بحال الاكثر. لقوله ربي انهن اضللن كثيرا من الناس العاشرة فيه تفسير لا اله الا الله كما ذكره البخاري. الحادية عشرة فضيلة من سلم من الشرك باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله. مقصود الترجمة بيان وجوب الدعوة الى التوحيد واشار اليه المصنف بقوله شهادة ان لا اله الا الله لانها كلمة التوحيد. فقوله الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله معناه الدعاء الى التوحيد. فجاء الدال مكتفيا به عن المدلول. فان ذكر شهادة ان لا اله الا الله يدل على ارادة التوحيد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الاية. عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وفي رواية الى ان يوحدوا الله. فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فانهم اطاعوك بذلك فاياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب اخرج ولهما عن سهل ابن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا الرجلين احب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطى فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. فقال اين علي ابن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه فارسلوا اليه فاوتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع فاعطاه الراية فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله ان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم من حمر النعم يذوقون اي يخوضون. ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى قل هذه ادعو الى الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله قل هذه سبيلي. اي سبيل محمد صلى الله عليه وسلم والسبيل التي كان ابو القاسم صلى الله عليه وسلم عليها هي الدعوة الى توحيد الله عز وجل. والثاني في قوله ادعو الى الله على بصيرة. فالدعوة الى الله على بصيرة مفتاحها التوحيد واذا كان ثم دعوة الى الله بلا توحيد فانها دعوة مقطوع بطمس اهلها لفقدهم التوحيد. فدعوة بلا توحيد دعوة بلا بصيرة. والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما في بعث معاذ رضي الله عنه الى اليمن الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم فليكن اول ما تدعوهم اليه. وهو صريح في المقصود لاقتران الفعل المضارع فيه بلام الامر الدالة عليه والامر للايجاب. والدليل الثالث حديث سهل ابن سعد رضي الله عنهما في فتح خيبر رواه البخاري ومسلم ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله صلى الله الله عليه وسلم ثم ادعهم الى الاسلام. فان حقيقة الاسلام هي استسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله امره بان يدعوهم الى التوحيد. والثاني في قوله صلى الله عليه وسلم واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه اي في الاسلام واعظم حق الله في الاسلام هو التوحيد. بل قد يطلق الحق ولا يراد به الا التوحيد. دون باقي الواجبات كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال حق الله على العباد ان ليعبدوه ولا يشركوا به شيئا. فجعله الحق المتمحض. فما سواه من حقوق الله هو تابع له فلا يقبل من عبد ان يقيم الصلاة او يؤتي الزكاة او يصوم رمضان قال او يحج البيت حتى يكون اتيا باصل الحق الالهي وهو توحيد الله عز وجل نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى ان الدعوة الى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم الثانية التنبيه على الاخلاص لان كثيرا من الناس لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه. الثالثة وان البصيرة من الفرائض الرابعة ان الرابعة من دلائل حسن التوحيد كونه تنزيها لله تعالى عن المسبة الخامسة ان من ان من قبح الشرك كونه مسبة لله. السادسة وهي من اهمها ابعاد المسلم عن المشركين لا منهم ولو لم يشرك قوله رحمه الله السادسة وهي من اهمها ابعاد المسلم عن لا يصير منهم ولو لم يشرك اي اذا لم يتبرأ من المشركين صار منهم ولو لم يشرك فان من عقائد التوحيد البراءة من مشركين وحقيقة البراءة بيان بطلان دينهم فمن ساكنهم دون اعلان بطلان دينهم فقد صار منه ولو لم يشرك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله السابعة كون التوحيد اول واجب الثامنة انه يبدأ به قبل كل شيء حتى الصلاة التاسعة ان معنى ان يوحدوا الله معنى شهادة ان لا اله الا الله العاشرة ان الانسان قد يكون من اهل الكتاب وهو لا يعرفها او يعرفها ولا يعمل بها. قوله رحمه الله العاشر ان الانسان قد يكون من اهل الكتاب وهو لا يعرفها او يعرفها ولا يعمل بها لان النبي صلى الله عليه وسلم امر معاذا ان يدعوهم اليها. مع كونهم اهل كتاب. ولو وكانوا يعرفونها ويعملون بها لما احتاج الى امرهم بذلك. بل هم بين جاهل بها لا يعرفها او عارف بها لا يعمل بمقتضاها لا احسن الله اليكم قال رحمه الله الحادية عشرة التنبيه على التعليم بالتدريج الثانية عشرة البداءة بالاهم فالاهم قوله رحمه الله الثانية عشرة البداءة بالاهم فالاهم هذا التركيب يوجد في كلام اهل العلم يريدون به تقديم الاهم على غيره فاذا فرغ منه تحول الى ما دونه. وهذا المعنى الذي قصدوه لا ساعدوا عليه التركيب. فان الذي تقتضيه اللغة ان يكون المعنى جاءت بالاهم اي الشيء البالغ في الاهمية. ثم التحول الى شيء اخر اهم منه فهو باعتبار بنائه اللغوي دال على الترقي من شيء عظيم الاهمية الى شيء اعظم منه. واهل العلم يريدون به التدلي. من شيء عظيم الاهمية الى اخر دونه والموافق لسنن العربية للدلالة على هذا المعنى ان يقال البداءة بالاهم فالمهم. فيقدم الاعلى اهمية ثم يتدلى تنزلا الى ما دونه من المهمات. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله الثالثة عشرة مصرف الزكاة الرابعة عشرة كشف العالم الشبهة عن المتعلم. الخامسة عشرة النهي عن كرائم الاموال عشرة اتقاء دعوة المظلوم السابعة عشرة الاخبار بانها لا تحجب. الثامنة عشرة من ادلة التوحيد ما جاء على الرسل وسادات الاولياء من المشقة والجوع والوباء. التاسعة عشرة قوله لاعطين الراية الى اخره قلم من اعلام النبوة العشرون في عينيه علم من اعلامها ايضا الحادية والعشرون فضيلة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الثانية والعشرون فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح. الثالثة والعشرون الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعى لمن لم يسعى لها ومنعها عمن سعى. الرابعة والعشرون الادب في قوله على رسلك الخامسة والعشرون الدعوة الى الاسلام قبل القتال. السادسة والعشرون انه مشروع لمن؟ لمن دعوا قبل ذلك وقتلوا السابعة والعشرون الدعوة بالحكمة لقوله اخبرهم بما يجب عليهم. الثامنة والعشرون. المعرفة بحق الله في التاسعة والعشرون ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد الثلاثون الحلف على الفتيا باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله وشهادة ان لا اله الا الله. مقصود الترجمة بيان حقيقة توحيد بتفسيره وايضاح معنى لا اله الا الله. والمراد توحيد هنا توحيد الالهية والعبادة. لانه المقصود بالذات في تصنيف الكتاب كما ذكره ابن قاسم العاصمي في حاشيته وعطف الشهادة على التوحيد من عطف الدال على المدلول. فان هذه الكلمة دلت على ان التوحيد مقتضاها فالدال هو شهادة ان لا اله الا الله والمدلول هو التوحيد. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب الاية. وقوله واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية. وقوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا دون الله الاية وقوله ومن الناس من يتخذ من نزول الله اندادا يحبونهم كحب الله. الاية الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الابواب. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى اولئك الذين يدعون الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب فالمعبودون من الانبياء والملائكة والصالحين يطلبون ما يقربهم الى الله وذلك بعبادته ففيه ان التوحيد هو افراد الله بالعبادة والدليل الثاني قوله تعالى واذا قال ابراهيم لابيه وقومه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. لان كلمة التوحيد لا اله الا الله. تنطوي على نفي واثبات فعبر عن المنفي بها بقوله انني براء مما تعبدون. وعبر عن المثبت بقوله الا الذي فطرني ففيه تفسير التوحيد باثبات العبادة لله وحده ونفيه يا عما سواه والدليل الثالث قوله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في تتمة الاية. وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. فجعل عز وجل عبادته افراده بالتوحيد لقوله الها واحدا. فالمطلوب افراده بالعبادة. واكد هذا المطلوب اولا بقوله لا اله الا هو ثم اكده ثانية بتنزيه عن فعلات المشركين فقال سبحانه عما يشركون. والدليل الرابع قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا الاية ودلالته على الترجمة في قوله تعالى يحبونهم كحب الله. والذين امنوا اشد حبا لله فتسوية المشركين محبتهم للانداد بمحبة الله شرك وافراد المؤمنين ربهم بالمحبة توحيد. فمن عبد الله وعبد غيره فقد اشرك. ومن افرد الله بالعبادة فقد وحد فيه تفسير التوحيد بافراد العبادة. والدليل الخامس حديث طارق بن يا ما الاشجعي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وكفر ما يعبد من دون الله. فلم يكتفي باللفظ المجرد عن المعنى. في قول لا اله الا الله بل لابد من قولها مع اعتقاد معناها والعمل بمقتضاها طه والكفر بما سوى الله من المعبودات. وهذه هي حقيقة التوحيد فقوله صلى الله عليه وسلم وكفر بما يعبد من دون الله اشارة الى ان حقيقة لا اله الا الله ابطال سائر المعبودات سوى الله عز وجل نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى وهي من اهم وهي من اهمها. وهو تفسير التوحيد وتفسير الشهادة وبينها بامور واضحة. منها ايات الاسراء بين فيها الرد على المشركين الذين يدعون الصالحين ففيها بيان ان هذا هو الشرك الاكبر. ومنها اية براءة بين فيها ان اهل الكتاب اتخذوا احبارهم وربانهم اربابا من دون الله وبين انهم لم يؤمروا الا بان يعبدوا الها واحدا مع ان مع ان تفسيرها الذي لا اشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعائهم اياهم. ومنها قول الخليل عليه السلام عليه السلام عليه السلام للكفار انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية. فاستثنى من المعبودين ربه وذكر سبحانه ان هذه البراءة وهذه الموالاة هي تفسير شهادة ان لا اله الا الله. فقال وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ومنها اية البقرة في الكفار الذين قال الله فيهم وما هم بخارجين من النار ذكر انهم يحبون ان كحب الله فدل على انهم يحبون الله حبا عظيما. ولم يدخلهم في الاسلام فكيف بمن احب الند حبا اكبر من حب الله وكيف بمن لم يحب الا الند وحده ولم يحب الله ومنها قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل. وهذا من اعظم ما يبين معنى لا اله الا الله فانه لم يجعل التلفظ بها عاصما للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الاقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعو الا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف الى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله ان شك او توقف لم يحرم ماله ولا دمه فيا لها من مسألة ما اجلها ويا له من بيان ما اوضحه وحجة ما اقطعها النازع باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه. مقصود الترجمة بيان ان لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه من الشرك والفرق بين الدفع والرفع ان الرفع طلب ازالة البلاء بعد وقوعه وان الدفع منع نزوله والاصل في التعاليق من الحلق والخيوط انها من الشرك الاصغر لتضمنها اعتقاد السببية فيما ليس بسبب شرعي ولا قدري لا احسن الله اليكم وقول الله تعالى هنا فرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره؟ الاية. عن عمران ابن عن عمران ابن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه؟ فقال من الواهنة فقال انزع فقال انزعها فانها لا تزيدك الا فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. رواه احمد بسند لا بأس به. وله عن عقبة ابن عامر مرفوعة. من تعلق فلا اتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له. وفي رواية من تعلق تميمة فقد اشرك. ولابن ابي حاتم حذيفة انه رأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه وتلا قوله وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود ترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى قل اثرا رأيتم ما تدعون من دون الله الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله هل هن كاشفات برده ففيه ابطال ما لم يثبت كونه سببا قدريا او شرعيا منه لبس الحلقة والخيط اذ لم يثبت كونهما من الاسباب النافعة في ذلك وانه من الشرك لانه من جنس دعوة المشركين اصنامهم كشف الضر والدليل الثاني حديث عمران ابن حصين رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر الحديث رواه احمد وهو عند ابن ماجة مختصرا واسناده ضعيف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه سلم فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. لان نفي الفلاح وهو فوز على وجه التأبيد لا يكون الا بالشرك. كما قال تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ولعله عهد في تصرف عرب الجاهلية عدوا هذه التعاليق سببا مستقلا فخاطبه النبي صلى الله عليه وسلم بنفي الفلاح تظي كون ما نفاه عنه من جملة الشرك الاكبر المخرج من الملة فيكون اعتقاد معلقها عند توجه الخطاب النبوي اليه انها مستقلة بالنفع والضر. او يكون التأبيد المذكور او يكون التأبيد المذكور في نفي الفلاح لا يراد به انتهاؤه الى الخسران التام. بل يراد انغماسه فيه. فكأن قوله صلى الله عليه سلم ما افلحت ابدا اي بعد فلاحك. وان اخرج بعد ذلك من النار اذا كان الشرك ها هنا اصغرا. واصغرية الشرك هنا هي علامة هي على ما تقدم من ان اعتقاد كون هذه التعاليق سببا وهي لم تثبت كذلك لا شرعا ولا قدرا يصيرها شركا والواهنة المذكورة في الحديث هي عرق يضرب في المنكب او اليد او العضد منها. والدليل الثالث حديث عقبة ابن عامر رضي الله عنه مرفوعا من تعلق تميمة فلا اتم الله له. الحديث رواه احمد بسند جيد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم من تعلق تميمة فلا ثم الله له والتعاليق من جنس التمائم. والدعاء عليه مؤذن بحرمة فعله. لانه شرك. كما فسره الحديث بعده فالمطابقة بين الحديث والترجمة ظاهرة. والدليل الرابع حديث عقبة رضي الله عنه ايضا مرفوعا من تعلق تميمة فقد اشرك. رواه احمد بسند حسن وجلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم فقد وهذا صريح فيما ترجم به المصنف. فان لبس الحلقة والخيط من تعليق التمائم. وقول المصنف رحمه الله تعالى وفي رواية يوهم انه متعلق بالحديث السابق. كما جرى عليه اهل العلم فاذا قال قائل ما بعد ذكر حديث وفي رواية غاية كذا وكذا فهو يريد ان هذه الرواية قطعة من الحديث المتقدم وها هنا فان الرواية المذكورة حديث مستقل عنه وليست قطعة من الحديث السابق كما نبه الى ذلك حفيد المصنف الشيخ سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد والدليل الخامس اثر حذيفة رضي الله عنه انه ورأى رجلا في يده خيط من الحمى فقطعه. الحديث رواه ابن ابي حاتم في تفسيره بسند ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قراءة حذيفة اية المصدقة للحال. وان ذلك من الشرك. فان حذيفة قطع وتلا الاية وفيها وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون فالحال التي انكرها عليه هي حال الشرك. نعم الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى التغليب في لبس الحلقة والخيط ونحوهما لمثل ذلك الثانية ان الصحابي لو مات وهي عليه ما افلح فيه شاهد لكلام ان الشرك الاصغر اكبر من الكبائر. الثالثة انه لم يعذر بالجهالة الرابعة قوله رحمه الله الثالثة انه لم يعذر بالجهالة لكونه لم يستفصل عن حاله. هل انا جاهلا ام لا؟ وكون المسألة مشتهرة في الدين ظاهرة بين المسلمين جلية لا تخفى يمنع العذر بها. فان علماء يفرقون بين افراد المسائل باعتبار الظهور والخفاء. والعذر محله المسائل الخفية التي يغمض دليلها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابعة انها لا تنفع في العاجلة بل تضر لقوله لا تزيدك الا وهما. قوله رحمه الله طبيعة انها لا تنفع في العاجلة بل تضر لقوله لا تزيدك الا وهنا اي ضعفا لان السبب متوهم فيجري العبد مع الاوهام التي تضعف روحه فتخور قواه. ومن الاحوال التي تنبغي مراعاتها في اصلاح النفس عدم الاستيسان بما يفتح عليها من خاطئ او وهم. فان العبد اذا فتح على ابواب الخواطر والاوهام استولت عليه فاضعفته. فخرجت روحه عن قوتها ومن اسرار الحقائق التوحيدية تقويتها للروح البشرية. فان التوحيد له واثر عظيم في تقوية الروح بدفع الاوهام والخيالات. وانظر الى ما اتفق للخليلين محمد وابراهيم عليهما الصلاة والسلام في قوة توحيدهما. لما اريد ابراهيم وايذائه بالنار وقتل محمد صلى الله عليه وسلم عقب خروجه اجرا من مكة فكان في قولهما ما يدل على رسوخ التوحيد في نفوسهما الروح وكمال الاقبال على الله عز وجل والاتصال به. وهذا شيء خارج عن المعارف البشرية وانما علم بالادلة الشرعية. فادوية الاطباء في كل ملة لا تنعتوا هذا الدواء في الاحوال النفسية لكن الدلائل الشرعية دلت على ان اانجع الادوية الروحية وانفعها هو توحيد الله سبحانه وتعالى. فما القوي توحيده قويت روحه ومن قوة الروح دفع الخيالات والخواطر عنها فمن اعظم رياضة النفس التي تصلحها امدادها باسباب تقويتها من التوحيد فانه اذا تمكن التوحيد من القلب قويت رح العبد. واذا كانت روح قوية لم يلحقها وهن بعد بشيء من الاسباب. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله والخامسة الانكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك. السادسة التصريح بان من تعلق شيئا وكل اليه. قوله رحمه الله السادسة التصريح بان من تعلق شيئا وكل اليه. لقوله صلى الله عليه وسلم فانها لا تزيدك الا وهنا. وسيأتي التصريح بهذا في حديث عبدالله ابن عكيم رضي الله عنه في الباب الاتي. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله السابعة التصريح بان من تعلق تميمة فقد اشرك الثامنة ان تعليق الخيط من الحمى من ذلك التاسعة تلاوة حذيفة الاية دليل على ان يستدلون بالايات التي في الشرك الاكبر على الاصغر كما ذكر ابن عباس في اية البقرة. قوله رحمه الله التاسعة تلاوة حذيفة الاية دليل على ان الصحابة يستدلون بالايات التي في الشرك الاكبر على الاصغر كما ذكر ابن في اية البقرة اي في قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وسيأتي اثر ابن عباس في ترجمة مستقبلة في هذا الكتاب. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله العاشر ان تعليق الودع عن العين من ذلك الحادية عشرة الدعاء على من تعلق تميمة ان الله لا يتم له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له اي ترك الله له. باب ما جاء في الرقى والتمائم. مقصود الترجمة بيان حكم الرقى والتمائم. والرقى هي العوذة التي يعوذ بها من الكلام. والتمائم هي ما لتتميم الامر جلبا لنفع او دفعا لضر والفرق بينهما من جهة حقيقة كل هو ان قال عوذة ملفوظة ينفث بها وان التمائم عوذة مكتوبة تعلق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله في الصحيح عن ابي بشير الانصاري رضي الله عنه انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره فارسل رسولا شرط الرقية ان تجمع ايش؟ شيئين احدهما ان تكون عودة يعني يعوذ بها الانسان. تطلب بها حمايته. والثاني ان تكون ما فيهاش يوفث بها وينفخ ينفث بها يعني يكون مع قراءتها ضيق طيب وعلى هذا فان الذي ينتشر بين الناس من الاشرار المسماة بايات الرقية اذا كان المنتفع بها يأخذها ليتعلم ايات ثم ينفث بها على نفسه ويقرأها كان ذلك ايش؟ صحيحا. وان كان اخذها يأخذها. ليسمعها طلبا للرقية فان ذلك ايش لا يكون صحيحا لانها لا تشتمل على النفث. والمقصود من الرقية ايصال بركة اعوذ به والاصل فيه القرآن الى من يرقى. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله في الصحيح عن ابي في بشيره الانصاري رضي الله عنه انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره فارسل رسولا الا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر او قلادة الا قطعت. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرقى والتمائم ولك شرك رواه احمد وابو داوود. وعن عبد الله ابن عكيم مرفوعا. من تعلق شيئا وكل اليه. رواه احمد والترمذي التمائم شيء يعلق على الاولاد عن العين لكن اذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف وبعضهم لم يرخص فيه ويجعله من المنهي عنه. منهم ابن مسعود رضي الله عنه والرقى هي التي تسمى العزائم وخص منه الدليل ما خلا من فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمى. والتولة شيء يصنعونه يزعمون انه يحبب المرأة الى زوجها والرجل الى امرأته وروى الامام احمد عن رويفع قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رويفع لعل ستطول بك فاخبر الناس ان من عقد لحيته او تقلد وترا او استنجى برجيع دابة او عظم فان محمدا بريء منه وعن سعيد بن جبير قال من قطع تميمة من من انسان كان كعدل رقبة رواه وكيع وله عن ابراهيم كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة ستة ادلة فالدليل الاول حديث ابي بشير الانصاري رضي الله عنه انه كان مع النبي صلى الله عليه سلم في بعض اسفاره الى اخر الحديث المتفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الا قطعت فالامر بالقطع دال على حرمة تعليق القلائد في رقاب لدفع العين. فبين هذا الحديث حكم التمائم. والوتر هو حبل القوس الذي يشد به السهم عند ارادة رميه. والدليل حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الرقى والتمائم والتولة شرك. ورواه احمد وابو داود وهو حديث صحيح. وفيه التصريف بحكمهن والتولة من جنس التمائم لكن افردت بالذكر لعموم البلوى بها قديما وحديثا والرقى الشركية الموصوفة بهذا الوصف هي ما اشتمل على شرك في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود الرقى للعهد لا للعموم لما في صحيح مسلم مرفوعا لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا والجمع بين الحديثين يقتضي ان تكون الرقى المقصودة تحريم والوصف بالشرك هي ما اشتمل عليه. اما ما سلم منه فلا بأس به للحديث المصرح بذلك. والتمائم الشركية هي التي ليست من القرآن. فتكون ايضا في قوله صلى الله عليه وسلم التمائم للعهد لا للعموم. فلا يراد بها كل تميمة وانما المراد بها هو التمائم المشتملة على الشرك اما التعاليق القرآنية فانها محرمة في اصح القولين. لكن لا قالوا انها شرك. لان اقبال القلب فيها متوجه الى شيء مشروع وهو القرآن. وحكم بتحريم التعاليق لعموم الاحاديث. كحديث عقبة بن عامر المتقدم من تعلق تميمة فلا اتم له. فلا اتم الله له. فان هذا يعم يعم التعاليق جميعا. وبه تعرف ان من الغلق تفسير هذا على عمومه في قوله صلى الله عليه وسلم ان الرقى والتمائم والتولة شرك بل تكون الرؤى هنا هي الرقى الشركية. المشتملة على الشرك. دون الرقى الشركية شرعية التي اذن بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا بأس بالرقى ما لم تكن وكذلك فان قوله صلى الله عليه وسلم فيه والتمائم انما يراد به التمائم الشركية التي تشتمل على شيك. اما التمائم القرآنية التي هي التعاليق القرآنية فهي غير داخلة في العموم. لان توجه القلب فيها الى المعلق وهو القرآن الكريم. والقرآن الكريم شفاء للمؤمنين وهو مما يتوسل به الى الله سبحانه وتعالى بقراءته في تحصيل المقصود ومنه الشفاء فلا يكون تعليق القرآن تميمة شركية بل يكونوا تميمة محرمة. ويلحق بالتمائم القرآني ما كان من الادعية المأثورة. فلها حكمها وبه تعلم ان الرقى تنقسم الى قسمين الرقى الشرعية وهي الرقى السالمة من الشرك والثاني الرقى الشركية وهي الرقى المشتملة على الشرك وتعلم ان التمائم تنقسم ايضا الى قسمين. الاول الشركية وهي المشتملة على الشرك. والثاني التمائم المحرمة وهي التعاليق التي لا تشتمل على الشرك. ومنها التعاليق القرآنية. والدليل الثالث حديث عبدالله بن عكيم رضي الله عنه ان النبي الله عليه وسلم قال من تعلق شيئا وكل اليه رواه احمد والترمذي وهو حديث حسن وجلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم وكل اليه فان من وكل الى غير الله هلك. فيدل على حرمة التعاليق لان انها مؤدية الى الهلاك. وكل ما ادى الى الهلاك فهو حرام. والدليل حديث رويفا رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رويفع الحديث رواه احمدك ما عزاه اليه المصنف وهو عند ابي داود والنسائي بسند صحيح فالعزم اليهما اولى ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم او تقلد وترى مع قوله صلى الله عليه وسلم فان محمدا بريء منه. فبراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الفاعل دالة على حرمة فعله. وهو تقلد الوتر ابتغاء دفع العين كما كانت العرب تعتقده. والدليل الخامس اثر سعيد بن جبير من قطع تميمة من انسان الحديث رواه وكيع في جامعه وابن ابي شيبة في مصنفه بسند ضعيف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله كعدل رقبة. اي اعتاقها. فجعل تحريض القلب من رق الشرك بمنزلة تحرير الرقبة من رق العبودية لمخلوق مثله وعد هذا دليلا على قول من يرى ان اقوال التابعين التي لا تقال من قبل الرأي لها حكم الرفع. فيكون القول فيها كالقول في جنسها من الصحابة ويفترقان ان ما قاله الصحابي لا من قبل رأيه يعد مرفوعا حكما ويدخل في المسند. واما ما قاله التابعي مما لا من قبل الرأي فانه يعد مرفوعا حكما ويدخل في المرسل فخبر سعيد بن جبير في كون قطع التميمة يعدل اجر عتق رقبة خبر عن جزاء والاخبار عن الجزاء من الامور التي لا تقال من قبل الرأي والدليل الثالث اثر ابراهيم قال كانوا يكرهون التمائم كلها الحديث رواه ابن ابي شيبة في المصنف بسند صحيح ابراهيم هذا هو ابن يزيد النخعي. واذا اطلق ابراهيم فيما ينقل عنه في تصانيف اهل العلم فالمراد به النخعي رحمه الله تعالى. ودلالته وعلى مقصود الترجمة في قوله رحمه الله يكرهون. لان الكراهة في بعرف المتقدمين يراد بها التحريم. كما نص عليه ابو عبد الله ابن القيم في اعلام الموقعين وتلميذه ابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم ومراد ابراهيم بقوله كانوا اصحاب ابن مسعود رضي الله عنه ان ابراهيم يستعمل هذا التركيب في الخبر عن اصحاب ابن مسعود الذين امتلأت بهم الكوفة ثم لقيهم ابراهيم فاخذ عنهم علمه. فكان حالهم بقوله كانوا يفعلون او كانوا يقولون او كانوا يكرهون فليس مراد ابراهيم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وانما اصحاب عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه. وصلح هذا ان يكون دليلا لان انه اتفاق جم غفير من العلماء. فان اصحاب ابن مسعود في الكوفة لم يكن تعدلهم احد حتى ان من الكوفيين من عدل عن الاخذ عن الصحابة الذين ادركهم في الكوفة من صغارهم استغناء بكبار اصحاب عبد الله ابن مسعود كعلقمة ابن قيس ومسروق ابن سعيد وعبدالرحمن ابن يزيد في اخرين احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير الرؤى وتفسير التمائم ثانية تفسير التولة الثالثة ان هذه الثلاثة كلها من الشرك من غير استثناء. قوله رحمه الله الثالثة ان هذه الثلاثة كلها من الشيك من غير استثناء. اما التولة فنعم اما التولة فنعم. واما الرقى فمنها شركيا ومنها شرعي واما التمائم فمنها شركيا منها محرم وقول المصنف من غير استثناء صحيح ان اريد نعهود منها عند العرب الذي نهى عنه الشرع فاذا قيل ان في الرقى والتمائم عهدية اي يراد بها المعهود عند العرب صار تنام المصنف صحيحا لا مدية فيه. واذا حملت على الجنسية الدالة على الاستغراق والعموم فلا محيد عن توجيه كلامه بما ذكرناه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابعة ان الرقية بالكلام الحق من العين والحمة ليس من ذلك. الخامسة ان التميمة اذا كانت من القرآن فقد اختلف العلماء هل هي من ذلك ام لا؟ السادسة ان تعليق الاوتاد على من على الدواب من العين من ذلك. السابعة الوعيد الشديد في من تعلق الثامنة فضل ثواب من قطع تميمة من انسان. التاسعة ان كلام ابراهيم لا يخالف ما تقدم من الاختلاف. لان مراده اصحاب لان مراده اصحاب عبد الله ابن مسعود. باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما مقصود الترجمة بيان ان التبرك بالاشجار والاحجار ونحوها من تلك او بيان حكمه. فمن يجوز ان تكون شرطية وجواب الشوق تقديره فقد اشرك ويجوز ان تكون موصولة اي الذي تبرك بشجرة او اجل ونحوهما. فيكون المعنى على الاول باب من تبرك بشجرة او حجر ونحو فقد اشرك ففيه بيان الحكم. ويكون المعنى على الثاني باب بيان حكم الذي تبرك بشجرة او حجر ونحوهما. والتبرك تفعل من البر اي طلبها فاذا قيل التبرك بكذا وكذا فالمقصود طلب البركة والتماسها. والبركة هي كثرة الخير ودوامه والتبرك يكون شركا في حالين الاولى اذا اعتقد استقلال المتبرك به في التأثير وهذا شرك اكبر. والتانية اذا لم يعتقده مستقلا. لكن تبرك بما ليس سببا للبركة او رفع السبب المأذون به في طلب البركة فوق ما ينبغي شرعا وهو الاستبشار به والاطمئنان اليه وقولنا فوق ما ينبغي شرعا فسرت بقولنا اطمئنان اليه والاستبشار به. فهذا هو المأذون به في تعلق القلب البركة ان تطمئن اليه وتستبشر به. فاذا زاد عن ذلك من الركون اليه وتمام تعلق القلب به. واعتماده عليه فانه يكون شركا اصغر ومعرفة اسباب البركة مردها الى الشرع فقط. فلا عولوا على اثباتها بالقدر. كما ان كيفية التبرك اب يجب ان تكون تبعا لما جاء به الشرع. فمثلا القرآن من اسباب البركة. فيتبرك بتلاوته وحفظه اما التبرك بفتحه والنظر في اي اية منه تقع عليها العين على ارادة طلب البركة فانه غير مأذون به لعدم مجيئه شرعا وجها من وجوه بالقرآن فما يفعله بعض الناس عند ارادة التبرك بالقرآن اذا عزم على امر من فتحهم المصحف ثم القائهم ببصرهم الى الاية التي تلاقي اعينهم والعمل بها تبركا فان هذا غير وتوسيع التبرك بالاسباب المأذون بها شرعا يفضي الى الوقوع في محظور فماء زمزم مثلا ماء مبارك يتبرك به كما ورد في الحديث ماء زمزم لما شرب له. وفيه ذكر محل واحد لحلول بركة ماء زمزم وهو شربه بنية وصولها الى العبد وان كان الحديث فيه ضعف لكن جرى عليه عمل السلف ويكاد يكون اجماعا فما زاد عن ذلك مما لم ينقل فيه شيء مأثور فلا يكون مشروعا فمثلا الكحل المروج في الاسواق باسم اثمد مرقد ماء زمزم وقع اصحابه بالتبرك بماء زمزم على وجه غير مشروع فان ماء زمزم انما يتبرك بشربه. واذا تمادى الناس في هذا فسيفتحون عليهم ابوابا من الضلالة. وربما خطر لانسان يبني بيتا ان يخلط قليلا من ماء زمزم بالاسمنت المسلح الذي يبني به. رجاء البركة والناس اذا خرجوا عن المأذون به شرعا وقعوا في المحظور وهذا الباب وهو باب التبرك عظم جهل الناس به. فسرى اليهم التبرك اشياء لم تأذن بها الشريعة او تبركوا بما هو مبارك في الشريعة لكن على غير وجهي فيها فينبغي ان يعقل طالب العلم قواعده ليميز بينما به وما لا يتبرك به ويعرف كيفية التبرك بالاعيان المباركة في الشرع وانها تجري في هذا على نحو وتجري في ذاك على نحو لئلا تختلط الامور وعلى الناس في دينهم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى افرأيتم الله العزى ومنات الثالثة النخاع الايات عن ابي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى يا حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها اسلحتهم يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط جمالهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون لتركبن السنن من كان قبلكم رواه الترمذي وصححه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة دليلين. فالدليل الاول قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى الايات ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى ما انزل الله بها من سلطان. اي من حجة فاللات هنا صخرة بيضاء منقوش عليها مرفوع عليها فيها بناء مشيد والعزى شجرة سمر بني حولها وجعل لها استار ومناه صنم كانوا يتبركون به. فابطل الله عبادتهم بقوله ما انزل الله بها من سلطان. فمن فعل كفعلهم فقد اشرك وكان فعلهم التبرك بالاشجار والاحجار. وسيأتي لله معنى اخر وكونه رجلا صالحا. والدليل الثاني حديث ذات انواط وهو عند الترمذي بسند صحيح ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم الهة. قال انكم قوم تجهلون فالتبرك بالاشجار فيه نوع تأليه لها. وامتداد للقلب بتعظيمها. فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية مصدقة حالهم انهم طلبوا امرا من امور الشرك. ومعنى يوقون بها اي يعلقون بها اسلحتهم متبركين. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير اية النجم الثانية معرفة صورة الامر الذي طلبوا الثالثة كونهم لم يفعلوا. الرابعة كونهم قصدوا التقرب الى الله بذلك بظنهم انه يحبه. الخامسة انهم اذا جهلوا هذا فغيروا اولى بالجهل السادسة ان لهم من الحسنات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم. السابعة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعذرهم بل رد عليهم بقوله الله اكبر انها السنن اتتبعن السنن من كان قبلكم فغلظ الامر بهذه الثلاث الثامنة الامر الكبير وهو المقصود انه اخبر ان طلبهم كطلب بني اسرائيل التاسع ان نفي هذا من معنى لا اله الا الله مع دقته وخفائه على اولئك. قوله رحمه الله التاسعة ان هذا من معنى لا اله الا الله مع دقته وخفائه على اولئك اي نفي اعتقاد البركة من الاشجار والاحجار وغيرها. من معنى لا اله الا الله. ولو كان لا فيها لما انكره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وقرأ الاية الدالة على تصديق كونه تأليها. اذ قال بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها فما لهم الهة ولكن لدقة هذا خفي عليهم. واذا كان يخفى على فخفاء هذا على من بعدهم اولى واحرى. فالحاجة الى تعلم التوحيد نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله العاشرة انه حلف على الفتيا وهو لا يحلف الا الحادية عشرة ان الشرك فيه اكبر اكبر واصغر لانهم لم يرتدوا بذلك. قوله رحمه الله الحادية عشرة ان الشيك فيه اكبر واصغر لانهم لم يرتدوا بذلك. اي لانهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعلاهم ذات انواط طلبا للتبرك بها. لا على اعتقادك كونها مستقلة بالتأثير. وهذا شرك اصغر كما سبق. فجعل شيء من الاسباب سببا للبركة مما لم يأذن به الشرع هو من جملة الشرك الاصغر. وقد صرح المصنف رحمه الله تعالى بكون ما فعله الصحابة من هذا الجنس. واخرجه عن كونه شركا اكبر بخلاف ظاهر كلامه في كشف الشبهات. فان ظاهر كلامه فيه انهم طلبوا امرا عظيما هو من الشرك الاكبر. ولكنهم لم يرتدوا لان النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم فلم يفعلوا ولو فعلوا لوقعوا في الشرك الاكبر فيكون لامام الدعوة رحمه الله في تحقيق الشرك الواقع في هذه الحكاية قولان احدهما انه شرك اصغر وهو الذي ذكره في كتاب التوحيد والاخر انه شرك اكبر وهو الذي ذكره في كتاب كشف الشبهات. ولو قيل بامكان وجود هذا وذات على اختلاف الافراد كان ذلك ممكنا. وبه يحصل اجتماع القولين معا يكون منهم من اراد التبرك مع اعتقاد السببية فقط. فيكون شركا اصغر. ومنهم من اراد التبرك على اعتقاد استقلالها بالتأديب فيكون من الشرك الاكبر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية عشرة قولهم ونحن حلفاء عهد بكفر فيه ان غيرهم لا لا يجهل ذلك الثالثة عشرة التكبير عند التعجب خلافا لمنكرها. الرابعة عشرة سد الذرائع الخامسة عشرة. النهي عن التشبه باهل الجاهلية السادسة عشرة الغضب عند التعليم السابعة عشرة. القاعدة الكلية لقوله انها السنن الثامنة عشرة ان هذا علم من اعلام النبوة لكونه وقال كما اخبر التاسعة عشرة ان كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن انه لنا. العشرون انه متكبر عندهم ان العبادات مبناها على الامر. فصار فيه فصار فيها التنبيه على مسائل القبر اما من ربك فواضح واما من نبيك فمن اخباره بانباء الغيب واما ما دينك فمن قولهم اجعل لنا الها الى اخره. قوله رحمه الله العشرون انه متقرر عندهم ان اداة مبناها على الامر. لانهم لم يبتدأوا بالعبادة. بل سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يأذن لهم في ذات انواط. فدل رجوعهم اليه بالسؤال تقرر بناء العبادات عند لهم على التوقيت بخبر منه صلى الله عليه وسلم. وقوله فصار فيه التنبيه على مسائل القبر اما من ربك فواضح اي لانهم جعلوا تبركهم الشجرة سببا لحصول البركة معتقدين انها سبب. واما المسبب فهو الله سبحانه وتعالى وهو ربهم. فلم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يتخذ لهم ربا لمعرفتهم به. ولكن سألوه شيئا تحصل له به البركة منه تعالى. واما من نبيك فمن اخباره بانباء الغيب يعني عن قصة موسى وبني اسرائيل. واما ما دينك فمن قولهم اجعل لنا الها الى اخره. لان يبلغوا الدين ويأمر به. ولذلك توجهوا اليه بالسؤال. فالمجعول لهم من العبادة هو الدين الذي يتعبدون به. نعم. احسن الله اليكم الحادية والعشرون ان سنة اهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين. الثانية والعشرون ان المنتقل من الباطل الذي اعتاده اعتاده قلبه. لا يأمن ان في قلبه بقية من تلك العادة لقوله ونحن حدثاء عهد بكفر. باب ما جاء في الذبح لغير الله قولوا الترجمة بيان حكم الذبح لغير الله. نعم. احسن اليكم وقول الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له الاية وقوله فصل لربك وانحر عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من اوى محدثا لعن الله من غير منارا رواه مسلم وعن طارق ابن شهاب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عندك رضي الله عنه بزيادة هذي زيادة ذكروا في اداب الحديث انها تقرأ اذا كان صحابيا لكن طارق بن شهاب مختلف في صحبته اولى ان تجري على الظاهر نعم وعن طارق بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة رجل في ذباب ودخل النار رجل في ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه احد حتى له شيئا فقالوا لاحدهما قذف فقال ليس عندي شيء اقرب. قالوا له قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للاخر قرب فقال ما كنت لاقرب لاحد شيئا دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة رواه احمد. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى قل ان الاية وجلالته على مقصود الترجمة في قوله ونسكي مع قوله لله رب العالمين فالنسك الذبح. وكونه لله وحده يدل على ان جعله غيره شرك. فحقيقة الشرك كما تقدم هي جعل شيء من حقوق الله لغيره فمن ذبح لغير الله فقد اشرك. والدليل الثاني قوله تعالى فصل لربك وانحر الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وانحر. اي لربك. والنحر وكونه لله وحده يدل على ان جعله لغيره شرك وهذان الدليلان نص في بيان مقصود الترجمة. وان الذبح لغير الله شرك والدليل الثالث حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله الله عليه وسلم باربع كلمات الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه ان لم لعن الله من ذبح لغير الله. فاللعن انما يكون على فعل محرم منهي عنه على وجه التعظيم. مما يسمى كبيرة. فمن دلائل كون كبيرة لعن فاعله. ففيه بيان ان الذبح لغير الله من كبائر الذنوب والدليل الرابع حديث طارق بن شهاب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخل الجنة في ذباب الحديد رواه احمد كما عزاه اليه المصنف. واطلاق العزو يقتضي ان يكون في المسند. فان من قواعد التخريج ان اطلاق العزو الى الامام احمد ينصرف الى كون الحديث المعزو اليه موجودا في كتابه المسند. فان اريد عزمه الى كتاب اخر له وجب التقييد وهذا الحديث ليس من الاحاديث المروية في المسند بحسب ما انتهى الينا من نسخ وانما تبع فيه امام الدعوة ابن القيم رحمه الله تعالى فانه ذكر اسناده انه معزوا الى الامام احمد. وهذا الحديث هو في كتاب الزهد للامام احمد لكن من رواية طارق بن شهاب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال دخل الجنة اتى رجل في ذباب الى اخره. واسناده صحيح وهو موقوف لفظا ويحتمل ان له حكم الرفع. لان الخبر عن دخول الجنة والنار عن غيب وما كان اخبارا عن غيب فله حكم الرفع لانه لا يقال من قبل الرأي ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فقرب ذبابا فخلوا سبيله فدخل النار اي ذبح لصنمهم ذبابا على وجه طلب القربى فدخل النار. وهذا من الوعيد الوارد في الذبح لغير الله. الدال على حرمته. والشرك محرم في ومن كلها نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير قوله قل ان صلاتي الثانية تفسير قوله فصلي لربك وانحر. الثالثة البداءة بلعنة من ذبح لغير الله. الرابعة لعن ومن لعن والديه ومنه ان تلعن والديه الرجل فيلعن والديه. الخامسة لعن من اوى محدثا. وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق لله فيلتجأ الى من يجيره من ذلك. السادسة لعن من غير منار الارض وهي التي تفرق بين حقك من الارض وحق جارك فتغيرها بتقديم او تأخير. السابعة الفرق بين لعن المعين ولعن اهل المعاصي على سبيل العموم. الثامنة هذه القصة العظيمة وهي قصة الذباب. التاسعة كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده بل فعله تخلصا من شرهم. قوله رحمه الله التاسعة كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده بل فعله تخلصا من شرهم اي لم يقصد التقرب به ابتداء وانما لما حسن له قصده او يقال انهم في الامم في السابقة كانوا يؤاخذون بما فعلوه ولو كانوا مكرهين لخلاف هذه الامة المرحومة نعم. احسن الله اليكم. العاشرة معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين. كيف صبر ذلك على قتلي ولم يوافقهم على طلبهم مع كونهم لم يطلبوا الا العمل الظاهر. الحادية عشرة ان الذي دخل النار مسلم لانه لو كان كافرا لم يقل دخل النار في ذباب الثانية عشرة فيه شاهد للحديث الصحيح الجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك الثالثة عشرة معرفة ان عمل القلب هو المقصود الاعظم حتى عند عبدة الاصنام. قوله رحمه الثالثة عشرة معرفة ان عمل القلب هو المقصود الاعظم حتى عند عبدة الاصنام. لان ذبح الذباب لا منفعة فيه لا بأكل ولا غيره. لكن المقصود قلوب الخلق بصنمهم بتعظيمه بالذبح. فطالبوه بما يدل على تعظيم قلبه بالههم المعظم وهو الصنم فوافقهم وذبح ذبابا. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله. مقصود الترجمة بيان تحريم الذبح لله في مكان يذبح فيه لغير الله. ولا نافية ويحتمل انها للنهي. فيصير الكلام اب لا يذبح بسكون الحاء لله بمكان يذبح فيه لغير الله. واستظهر كونها للنهي حفيد المصنف الشيخ عبدالرحمن ابن غزا في فتح المجيد. والنفي اصلا يتضمن النهي وزيادة. والاصل في النهي كونه للتحريم والنفي دال على هذا المعنى اي معنى التحريم وزيادة تأكيد فيما قصد نفيه. وتحريم الذبح بمكان يذبح فيه لغير لا وقع لامرين اثنين. احدهما توطي شابهت المشركين في عباداتهم. والاخر اسم مواد الشرك وسد الذرائع المفضية اليه نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى لا تقم فيه ابدا الاية. عن ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه قال نذر رجل ان ينحر ابلا ببوانة. فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا لا. قال فهل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قالوا لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوف بنذرك فان انه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن ادم. رواه ابو داوود واسناده على شرطهما. ذكر المصنف الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين اثنين. الدليل الاول قوله تعالى لا تقم فيه ابدا ودلالته على مقصود الترجمة في قوله لا تقم. اي لا تصلي في مسجد الضرار لان مسجد الضرار اسس ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين لمن حارب الله ورسوله من قبل. وكذلك المواضع المعدة للذبح لغير الله. هي مؤسسة على معصية الله والكفر به فيجب اجتنابها ويحرم الذبح فيها لله كما حرمت الصلاة لله في مسجد الضرار. الدليل الثاني حديث ثابت ابن الضحاك رضي الله عنه قال لنا رجل ان ينحر ابلا ببوانة الحديث رواه ابو داوود واسناده صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية يعبد فقوله هل كان فيها عيد من وقوله فهل كان فيها عيد من اعياد فما كان من المواضع مؤسسا على معصية الله لم يجز الذبح فيه لله؟ نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير قوله اتقم فيه ابد الثانية ان المعصية قد تؤثر في الارض وكذلك الطاعة. الثالثة رد المسألة المشكلة الى المسألة البينة ليزول الاشكال الرابعة استفصال المفتي اذا احتاج الى ذلك. الخامسة ان تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به اذا من الموانع السادسة المنع منه اذا كان فيه وثن من اوثار الجاهلية ولو بعد زواله. السابعة المنع منه اذا كان فيه من اعيادهم ولو بعد زواله. الثامنة انه لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة لانه نذر معصية. التاسعة حذروا من مشابهة المشركين في اعيادهم ولو لم يقصده. قوله رحمه الله التاسعة الحذر من مشابهة في اعيادهم ولو لم يقصده اي ولو لم يقصد ما قصدوه من معنى العيد او زمانه او مكانه. واعياد المسلمين اثنان لا ثالث لهما عيد الفطر وعيد الاضحى. وما وراءهما فهو من اعياد الجاهلية ومن اتخذ عيدا للوطن او للزواج او غيرها من المناسبات فعله من جنس فعل المشركين. والا فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم؟ فهل كان انا فيها عيد من اعيادهم فالاعياد قسمان احدهما اعياد اسلامية وهي الفطر والاضحى. والثاني اعياد جاهلية وهي كل ما سوى ذينك اليومين كل عيد قديم او حديث زائد عن عيد الفطر والاضحى فهو من اعياد الجاهلية وعدم وصفه باسم العيد مع قصد معناه لا يخرجه عن التحريم فان الاحكام معلقة بالحقائق والمعاني. لا بالالفاظ والمباني ومن معاني العيد اظهار الفرحة والاجتماع فيه. فاذا وجد هذا انا فقد وجد مأخذ التحريم سواء سمي عيدا او يوما او مشهدا او ملتقى او مقاما او اجتماعا او غير ذلك من الالفاظ فان الالفاظ لا تغير الاحكام. وان الايام لا تغير الاسلام. والدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا يتغير. فما جاء به صلى الله عليه وسلم هو الدين الكامل وما احدث بعده فهو الدين الخامس. ومن وقر في قلبه هذا المعنى كانت له بصيرة نافذة يميز بها بين الحق والباطل. ويرضى نفسه عن غيها ولا يسهل لها امتطاء المحرمات تحت دعاوى خارجة عن حقيقة الشريعة. فلا يهولنك اجتماع الناس على شيء واخراجه من الحقيقة الشرعية بوضع الفاظ احدثوها. لا عبرة لها بتغيير الاحكام. ومن طالع كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لابي العباس ابن تيمية الحديث عرف مقام هذه المسألة وهذا الكتاب من اجل مصنفاته. وعليه شرحان احدهما للعلامة ابن عثيمين والاخر للعلامة ابن فوزان ومثل هذا الكتاب والشرحان المعلقان عليه مما تعظم الحاجة اليهما اذا التبسا على المرء امره في الاحوال التي تقع فيها مشابهة المشركين نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله العاشرة لا ندر في معصية. الحادية عشرة لا نذر لابن ادم فيما لا يملك؟ باب من الشرك النذر لغير الله وقول الله مقصود الترجمة بيان ان النذر لغير الله من الشرك وهو من اكبره. لان من جعله لغير الله خرج من الملة لا احسن الله اليكم وقول الله تعالى يوفون بالنذر وقوله من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه. وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود ثلاثة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى يوفون بالنذر الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يوفون بالنذر فانه مدح المؤمنين بوفائهم بندرهم لله. وما مدح عليه فاعله فهو عبادة فالنذر لله عبادة. واذا تقرر كونه عبادة فان النذر لغيره شرك كما ترجم به المصنف. والدليل الثاني قوله تعالى وما فانفقتم الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تعالى فان الله يعلمه والمراد علم الجزاء عليه. ففيه الرضا به. وما رضيه الله من من القرب فهو عبادة فيكون النذر لله عبادة وجعله لغيره شركا. فالمطالب الطبقة حينئذ بين الدليل والترجمة ظاهرة. والدليل الثالث حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال من نذر ان يطيع الله فليطعه. الحديث متفق عليه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه فالنذر لله طاعة يتقرب بها اليه. فهو عبادة. وجعلها لغيره شرك. ولا تخفى حينئذ مطابقته للترجمة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى وجوب الوفاء بالنذر. قوله الاولى وجوب الوفاء بالنذر اي ندر الطاعة دون المعصية. فهل هنا عهدية يراد بها فرض خاص من افراد الندم وهو نذر الطاعة. وليست استغراقية بحيث تعم جميع افراده. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثانية اذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه الى غيره شرك. قوله رحمه الله الثانية اذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه الى غيره شرك تقدم ان الموافق لخطاب الشرع وهو ادل في المعنى ان يقال فجعله لغيره شرك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالثة ان نذر المعصية لا يجوز الوفاء به. وبهذا انتهى شرح هذه الجملة من ابواب كتاب التوحيد شرحا يفتح موصده ويبين مقاصده. اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم التوفيق الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه