السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على محمد المبعوث بن حنيفية السمحة دون عوج. وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج اما بعد فهذا شرح الكتاب الرابع من المرحلة الاولى من برنامج العلم في سنته الثانية وهو كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد امام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة بعد المئتين والالف. وقد انتهى من البيان الى قوله لا ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين قصيرها اوثارا تعبد من دون الله. نعم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده واما بعد فقال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعمومهما. باب ما جاء في قبور الصالحين اوسانا تعبد من دون الله. مقصود الترجمة بيان ان الغلو وهو الحج المأذون فيه في قبور الصالحين باتخاذها مساجد او العكوف عليها او الصلاة عندها يجعلها اوتانا تعبد من دون الله. لان الغلو فيها يورث تأليه القلوب لها شيئا وشيئا حتى تتناهى الى عبادتها. والاوثان جمع وثني وهو اسم جامع لكل ما يعبد من دون الله نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله روى مالك في موطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قومه اتخذوا صور انبيائهم مساجد. ولابن جدير بسنده عن عن منصور عن مجاهد افرأيتم الناس؟ قال كان يرد لهم السويق فمات فعكفوا على قبره. وكما قال ابو او جائع عن ابن عباس كان الحاج. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات والمتخذين عليها المساجد المساجد والسرج. رواه اهل السنن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود اوجبت اربعة ادلة. فالدليل الاول حديث عطاء ابن يسار احد التابعين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري ودنا يعبد. الحديث رواه مالك مرسلا وله شواهد يصح بها. ودلالته على مقصود الترجمة في دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم لا اجعل قبري وثنا يعبد. والاشارة الى موجب ذلك في حق غيره من الانبياء وهو اتخاذهم قبورهم وهو اتخاذ اقوامهم قبورهم مساجد. كما قال في اهل اتخذوا قبور انبيائهم مساجده. فانهم لما غلوا فيهم باتخاذ مذكور صارت اوثانا تعبد من دون الله. والدليل الثاني اثر مجاهد رحمه الله في تفسير قوله تعالى افرأيتم الله العزى قال كان يد له السويق ثمان الاثر رواه ابن جديد في تفسيره باسناد ودلالته على مقصود الترجمة في قوله على قبره. اي اقاموا عليه تعظيما له وصار وثنا يعبد من دون الله. والدليل الثالث اذهب ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير اية المذكورة قال كان يعج السويق للحاج رواه البخاري. والسويق دقيق الحنطة او الشعير ولدته خلقه وبله بالثمن. ودلالته على مقصود الترجمة في كونه رجلا صالحا فغلوا فيه حتى عبدوه كما هو في تاريخ العرب قبل الاسلام. فصار وثنا يعبد من دون الله. والدليل الرابع حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور. الحديث طواف اربعة واسناده ضعيف. وللجملة الاولى منه شواهد تصح بها دون الجملة الثانية. وهي اتخاذ السرج فليس في الباب ما يقويها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم والمتخذين عليها المساجد والسرج فان هذا من الغلو. ولعن فاعلوه لان فعلهم اصحابها حتى يتخذوا اوثانا يعبدون من دون الله وبه يعلم ان كل ما يقضي باعظام المقبرة ينبغي ان يمنع منه بما قد يؤول الى اعظام المقهورين فيها احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير الاوثان الثانية تفسير عبادة الثالثة انه صلى الله عليه وسلم لم يستعذ الا مما يخاف وصوله. قوله رحمه الله الثالثة انه صلى الله عليه وسلم الا مما يخاف وقوعه اي في قوله اللهم لا تجعل قبري وسنا يعبد. فهو دعاء والتجاء واعتصام. وهذه هي حقيقة الاستعاذة كما تقدم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابعة قبله بهذا اتخاذ قبور الانبياء مساجد. الخامسة من شدة الغضب من الله السادسة وهي من اهمها معرفة صفة عبادة الله التي هي من اكبر الاوثان. قوله رحمه الله في السادسة وهي من اهمها معرفة صفة عبادة الله التي هي من اكبر الاوثان. اي كيف وقعت؟ فانها بدأت والعكوف عند قبره. حتى عبد من دون الله واللات مشددا ويخفف وصف للرجل الذي كان يلج للحجاج. واذا كان المراد به الصخرة المنقوشة التي عليها عند الموضع الذي كان يصب عليه السمن ويخلطه لهم فانه يكون فقط. فحينئذ يكون اللات مشددا ومخففا وصفا للرجل واما اذا اريد الموضع الذي وقع تعظيمه لاجله فانه يكون مخففا غير مشدد احسن الله اليكم قال رحمه الله سابعة معرفة انه قبر رجل صالح الثامنة انه اسم صاحب القبر وذكر وذكر معنى التسمية التاسعة لعنه زوارات القبور. العاشرة لعفو من اسرجها. باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك. مقصود الترجمة بيان حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد. اي جانبه من كل ما ينقضه او ينقصه وسجوا الذرائع المفضية الى الشرك. وفي الابواب المتقدمة شيء من حماية الرسول صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد. وخصه بترجمة مفردة لابرازه واظهاره بحيث لا يخالطه غيره. واخراجه صلى الله عليه وسلم في وصف الحماية مع كونها موجودة في كلام الله وشرعه لامرين احدهما ان المصطفى صلى الله عليه وسلم كان هو اول قائم بهذا في هذه امة والاخر ان كثيرا ممن زلت قدمه في التوحيد اتي من قبل غلوه في المصطفى صلى الله عليه وسلم. ورفعه فوق القدر الذي جعله الله له فرعاية للامرين المذكورين لم يقل المصنف باب ما جاء في حماية الشرع هذا التوحيد مع ان الامر كذلك. وانما خصه بالمصطفى صلى الله عليه وسلم دون سائر دلائل نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى اعرفكم الاية عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا القبر عيدا وصلوا عليه فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. رواه ابو داوود باسناد حسن ورواة منفقات. وعن ابن الحسين انه رأى رجلا الى كتلة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنام وقال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا فان تسليمكم يبلغني اين كنتم؟ رواه المختارة يذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله حريص عليكم اي على هدايتكم وحصول النفع لكم في العاجل والاجل ومن افراد ذلك حمايته صلى الله عليه وسلم جناز التوحيد وسده ذرائع الشرك. والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه انما لا تجعلوا بيوتكم قبورا. الحديث رواه ابو داوود باسناد حسن وله شواهد يصح وبها ودلالته على الترجمة في قوله قبورا وقوله ولا تجعلوا قبري عيدا. وقوله صلوا علي فان ولا تكن تبلغني حيث كنتم. فهذان نهيان وامر منه صلى الله عليه وسلم كلها تبين حمايته جناب التوحيد. وسده كل طريق يوصل الى الشرك فانه صلى الله عليه وسلم نهى اولا عن جعل البيوت قبورا بالا تعطل من الصلاة والدعاء وقراءة القرآن فتشبه القبور التي ليست محلا لما ذكر. فان القبور لا تتحرى العبادة عندها لئلا تفضي الى عبادة اصحابها. وله زانية عن جعل قبره صلى الله عليه وسلم عيدا فلا يزار على وجه مخصوص في زمن مخصوص غلقا لباب الغلو المفضي الى الشرك. ثم امر صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه حيث كان المصلي لان صلاته تبلغ النبي صلى الله عليه وسلم وان بعد. فلا حاجة لما يتوهمه المصلي من طلب القرب. وهو يتضمن النهي عن الاكثار من زيارته صلى الله عليه وسلم لئلا يتخذ عند قبره عيد. والدليل الثالث حديث علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رحمه الله عن ابيه عن جده علي رضي الله عنه. وفي ذي القصة المذكورة فوضي المقدسي في كتاب مختارة وهذا معنى قوله رواه في المختارة والحديث منذ عند من هو اقدم منه. واولى بالعزو كابي يعلى الموصلي في مسنده واسناده صالح لا بأس به. وله جواز يقويه. وجلالته على المقصود في الجمل الثلاث والجملة الثالثة فان تسليمكم يبلغني اين كنتم. هكذا وقعت في مختارة الضيافة وهو قد رواه من طريق ابي يعلى في مسنده بهذا اللفظ. لكن ابا يعلى رواه من طريق شيخه ابي بكر ابن ابي شيبة في مصنفه. وهو فيه بلفظ وصلوا علي فان صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث كنتم. فجمع بين الصلاة والتسليم. وهذا هو اللفظ التام. ولعل ابا يعلى الموصلي اختصره عن رواية شيخه ابي بكر ابن ابي شيبة ثم رواه الضياء المقدسي من طريق ابي يعلى الموصلي انتصرا والا فمخرج الحديث تام في اللفظ الذي ذكرنا وجلالة الحديث عن المقصود هي في الجمل الثلاث حذو بالقذة مع الحديث السابق. فانهما مجتمعان في الجمل التي بني عليها الحكم الذي ترجم عليه المصنف رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير اية براءة والثانية ابعاده عن هذا الحماية غاية البعد. الثالثة ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته الرابعة ناهيك عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع ان زيارته من افضل الاعمال. قوله رحمه الله الرابعة نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص مع ان زيارته من افضل الاعمال لان زيارة القبور على الوجه المشروع سنة. وقبره صلى الله عليه وسلم افضل قبر على وجه الارض واتباع واتباع السنن من افضل الاعمال. فالفضل راجع الى العمل نفسه اي زيارة القبور. نعم. احسن الله اليكم رحمه الله الخامس ابنه عن من الزيارة السادسة حثه على النافلة في البيت. السابعة انهم متخلف عندهم انه لا من صلى في مقبرة الثامنة تعليمه ذلك بان صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وانباعه فلا حاجة الى ما يتوهمه من اراد التاسع من قومه صلى الله عليه وسلم في البرزخ تعرض عليه اعمال امته في الصلاة والسلام. قوله رحمه الله تاسعة كونه صلى الله عليه وسلم في برزخ تعرض عليه اعمال امته في الصلاة والسلام. اي في قبره تعرض عليه اعمال امته في الصلاة والسلام عليه. لانه صلى الله عليه وسلم يبلغ صلاة امته وسلامهم عليه معنى العرض تبليغها له. وذلك مختص بصلاتهم وسلامهم عليه صلى الله عليه وسلم نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله بعض ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد له الان مقصود الترجمة بيان وقوع الشرك في هذه الامة سادتي بعضها الاوثان. والرد على من زعم انه لا يقع فيها احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى الم ترن الذين نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبس والطاغوت وقوله قل هل ننبئكم بشد من ذلك مثوبة عند الله لعنه الله وغضب عليه وجعل منه القردة والخنازير وعبد الله. وقوله قال الذين غلبوا قال الذين غلبوا وعلى امرهم ليتخذن عليهم مسجدا. عن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتتبعن سنن من كان قبلكم حذو الخبزة بالخبزة. حتى لو دخلوا بكرة قطب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال من اخرجه ولمسلم ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زواليا الارض فرأيت ومضاربها وان امتي سيبدأ من التؤامات منها واعطيت الكنزين الاحمر والابيض وان ميت ربي لامتي الا يدركها سنة بعامة والا يسلط عليهم عدو من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم. وان ربي قال يا محمد اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا اهلكها بسنة بعامة والا اسلط عليهم عدوا منك وانفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. ورواه البرقاني في صحيحه وزاد وانما اخاف على امتي الائمة المضلين. واذا قالوا البرقان. ورواه البخاري في صحيحه وزاد وانما خافوا على امة الائمة المضلين واذا وقع عليهم السيف لم يرفع الى يوم القيامة. ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي وحتى يعبد فئام من امتي الاوثان وانه سيكون في امتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم انه نبي. وانا خاتم النبيين كان في بعدي ولا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة الية. فالدليل الاول قوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يؤمنون بالذكر والطاغوت فان اهل الكتاب من اليهود والنصارى امنوا بالطاغوت وهو الشيطان فعبدوه. لانهم اضاعوه فيما سول لهم وزين من الشيب حتى قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى عيسى ابن الله وسيكون في هذه الامة من يفعل فعلهم. كما في حديث ابي سعيد الخدري الاتي بعده لتتبعن سنن من كان قبلكم. وفسره باليهود والنصارى والدليل الثاني قوله تعالى دلالته على منصور الترجمة لقوله تعالى وعدد الطاغوت. اي جعل منهم من عبد الطاغوت كما تقدم وهم اهل الكتاب كما في سياق الايات ولهم خلوق في هذه الملة يتبعونهم كما في الحديث الايتان بمعنى واحد في الدلالة على المقصود والدليل الثالث قوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم الاية ودلالته على مقصود التوجبة في قوله لنتخذن عليهم مسجدا. فان اهل الغلبة وخيروا اصحاب الكهف اوزانا يعبدونه. وكانوا في اليهود او النصارى لانهم هم الذين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد كما صح في الاحاديث المتقدمة ورجح ابن كثير رحمه الله تعالى انهم كانوا من اليهود قبل فعيسى عليه الصلاة والسلام وهو المختار لان قصته وخبرهم وجود في التوراة. وكان اخبار اليهود يلاحظون هذه الحكاية بالعناية ويفتخرون بها. ولو كانت من اخبار اتباع عيسى عليه الصلاة والسلام لما رفعوا اليها رأسا. ولا اعتنوا بها ولا ادخلوها بالكتاب لما فهم ممن كان في زمن اليهود قبل زمن عيسى عليه الصلاة والسلام. والدليل الرابع حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم متفق عليه. لكن ليس في الصحيحين حذو بالقدس وانما فيهما شبرا من شبر وذراعا بذراع ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا لشبر وذراعا بذراع كما هو يلفظ الصحيحين او حذو الغدة بالمدة كما هو لفظ غيرهما والقذة واحدة خذل وهي ريش السهم الذي يجعل في اخره لاقامة الرمي به. وكان من طريق اليهود والنصارى اتخاذه انبيائهم مساجد وطاعة الشيطان فيما زين لهم من الشرك. ولا يكونن في هذه امتي من يتبعه كما اخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم باتخاذ قبور الانبياء مساجد والدليل الخامس حديث ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زوى لي الارض الحديث اخرجه مسلم. ورواه البخاري في صحيحه. اي المستخرج عن الصحيح بزيادة المذكورة. وهي عند ابي داود وابن ماجة بعضها عند الترمذي مختصرا والعذب اليهم اولى واسنادها صحيح وانما عزل امام الدعوة عن العزم اليهم مع كونه اولى لان المستخرجات على الصحيح ملحقة به في الحكم ولكون كتاب البرطاني مستخرجا على صحيح مسلم فما فيه ملحق باصله وقد يوجد في المستخرجات شيء ضعيف. والمستخرج هو كتاب يسند فيه مصنفه احد رويت في كتاب اخر باسانيده هو مجتهدا ان يشارك صاحب الكتاب الاصل المخرج عليه في رواية الحديث من طريق شيخه فان عدد عنه فمن فوقه ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله صلى الله عليه وسلم وحتى تعبد سئام من امة اوتان. وهو ريح في مقصودها وخبر صادق عن تحقق وقوعها. والفئام الجماعات كثيرة والثاني في قوله صلى الله عليه وسلم ولا تقوموا ساعة حتى يلحق حي من امتي بالمشركين. فهو صادق عن لحوم حي من امته صلى الله عليه وسلم بالمشركين الحي اسم للقبيلة. وفي رواية ابي داوود وابن ماجة حتى تلحق من امتي بالمشركين. والقبائل في الاصل اسم لاهل جزيرة العرب لان جرثومة العرب ومرجعهم هو اليها. فالقبائل منها ولحوقهم بالمشركين يكون بالهجرة اليهم ومساكنهم والرضا بدينهم وعدم البراءة منهم وقد قال بعض اهل العلم بل بالارتداد ولو اقاموا في منازلهم. والصحيح الاول كي تكون هذه الجملة تأسيسا لمعنى جديد غير مؤكدة لما في الجملة الاخرى بل تكون كل واحدة منهما مشتملة على معنى اخر. فيكون فيهم من يرتد مقيما في وفيهم من يخرج من مظالم قبيلته ويتحول الى بلادي الكفار فيساكنهم ويرضى بدينهم ولا يتبرأ منهم نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير اية النساء الثانية تفسير اية اما اذا ثالثا تفسير اية الكهف. الرابعة وهي اهمها ما معنى الايمان بالانس والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها نعبد بها ومع قوله رحمه الله الرابعة وهي اهمها ما معنى الايمان والطاغوت في هذا الموضع هل هو اعتقاد قلب او هو موافقة اصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها اي انه ليس اعتقاد قلبه. لان اليهود يعرفون الكتاب كما يعرفون جاءه ويعلمون ان المؤمنين اهدى سبيلا. فعكسوا الامر لما سألهم قريش وقالوا لهم هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا موافقة لهم وحبا للدنيا وطلبا للرئاسة. فلما وافقوهم جعل الله فعلهم ايمانا بالجبس نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الخامسة قولهم ان الكفار الذين يعرفون كفرهم اهدى سبيلهم من المؤمنين السادسة وهي المقصودة بالترجمة ان هذا لابد ان يوجد في هذه الامة كما تقرر في حديث ابي السابعة تصريحه بوقوعها اعني عبادة الاوثان في هذه الامة في دموع كثيرة. الثامنة العجب العجاب ومن يدعي النبوة مثل المختار مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه انه من هذه الامة وان الرسول حق وان القرآن حق وفيه ان محمدا خاطب النبيين ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح. وقد خرج المهداوي في اخر عصر الصحابة تبعه فئام كثيرة. التاسعة البشارة بان الحق لا يزول بالكلية. كما زالت امام بابا لا تزال عليه طائفة العاشرة بالاية العظمى انهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم. الحادية عشرة ان ذلك من اسرار الساعة الثانية عشرة ما فيه من الايات العظيمة منها اخباره بان الله زواله المشارق والمغارب واخبر بمعنى ذلك فوقع كما اخبر بخلاف الجنوب والشمال واخباره بانه اعطي الكنزين واخباره باجابة دعوته لامته واخباره بانه منع الثالثة. واخباره بوقوع السيل. وانه لا ينفع اذا وقع. واخباره بافلات بعضهم بعضا وسدي بعضهم بعضا وخوفه على وخوفه على امته من الائمة المضلين. واخباره بظهور المتنبهين في هذه الامة واخفاء ببقاء الطائفة المنصورة وكل هذا وقع كما اخبر مع ان كل واحدة منها من ابعد ما يكون في العقول. الثالثة العشرة حصه الخوف على امته من حصره الخوف على امته من الائمة المضلين. الرابعة عشرة التنبيه على معنى عبادة الاوثان قوله رحمه الله الرابعة عشرة التدريب على معنى عبادة الاوثان اي انها لا تختص بالاصنام كما كان عليه المشرك العربي. بل كل معبود من دون الله فهو وطن احسن الله لمن قال رحمه الله باب ما جاء في السحر. مقصود الترجمة بيان ما جاء في السد من الوعيد. ومنافاته للتوحيد. اذ لا يتأسى السحر بدون لما فيه من تعلق بالشياطين وتأليه لهم ما يتضمنه من ادعاء علم الغيب. والسحر ليس له حقيقة شرعيا بل حقيقة اصطلاحية والمراد بالحقيقية في الحقيقة الاصطلاحية هنا ما اصطلح عليه السحرة عند العرب من طرائق التطبيب مداواة ثم توسع عندهم فهو حقيقة اصطلح عليها السحرة ورتبت عليها الاحكام الشرعية موجود قبل الاسلام. فلا يصح ان تكون له حقيقة شرعية بل حقيقته اصطلاحية بحسب ما تواطأ عليه المشتغلون به. وهم سحر وكان ابتداؤه تطببا ثم اتسع. فمن يجعل ذكر حقيقة اصطناعية. ويقول في تعريفه السحر شرعا كذا وكذا. فقد لان الحقائق الشرعية تختص بما وضعت الشريعة فكل ما وضع الشريعة للتعبد نعت بان له حقيقة شرعية. فيقال في الصلاة مثلا شرعا وفي الصيام الصيام شرعا. وللزكاة الزكاة شرعا. وفي الحج الحج شرط ولا يقال فيما خرج عن حقائق الشريعة شرعا. بل اما ان يقال فيه لغة اذا كان مرده الى الوضع اللغوي او يقال فيه اصطلاحا اذا كان مرده الى الوضع الصناعي والسحر اصطلاحا رقا يمهد فيها مع الاستعانة بالشياطين. رقى ينفث فيها مع الاستعانة بالشياطين وهذا المعنى هو المراد عند الاطلاق في كلام الله. وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فهل في السحر في الترجمة عهدية. واذا وجدت كلمة السحر الخطاب الشرعي فالمراد بها هذا المعنى. الا ان تأتي قرينة تخرجه من الى معناه اللغوي. ومن يجعل السحر انواعا واردة في الخطاب الشرعي شرعي ثم يرتب عليها احكاما فانه لم يدرك حقيقة الامر. لان ان حقيقة السحر حقيقة اصطلاحية واحدة. وما عداها فيرجع الى المعنى اللغوي وسيأتي بيان هذا في المواضع التي ورد فيها في الخطاب الشرعي ضعيف تسمية شيء سحرا على ارادة المعنى اللغوي للاصطلاحي. نعم الله اليكم قال رحمه الله في قول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاء وقوله يؤمنون بالانس قال عمر هل جبت السحر؟ والله للشيطان. وقال جابر الطواغيت سهام كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وطبخ النفس التي حرم الله الا بالحق. واكل الربا واكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقتل المحصنات غافلات المؤمنات وعن جمهور مرفوعة حدف الساحل ضبطه بالسيف رواه الترمذي وقال وقال الصحيح انه وفي صحيح البخاري عن مجالس ابن عمد فقال كتب عمر بن الخطاب ان يقتلوا كل ساحر وساحرة قال ثلاث سواحل وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها. فقتلت. وكذا صح عنه قال احمد عن ثلاثة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود سبعة ادلة فالدليل الاول في قوله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما له في الاخرة من خلاق. اي حظ من الخير في الاخرة. ومعنى الاية لقد علمت اليهود الذين استبدلوا السحر بكتاب الله سنبذوه وراءهم ظهريا بانه ليس لمن اختار والسحر ورضي به نصيب في الاخرة. ونفي الحظ من الخير في الاخرة عن متعاطيه دليل على حرمته. بل على كونه كفرا. لان نفي الخلائق مخصوص في الخطاب الشرعي لاهل الكفر. والسحر من اعمالهم فهو كفر فاذا وجدت نفي الخناق في اية او حديث فالمراد نسبة ما فيه من فعل او فاعل الى الكفر والشرك. فالاية دالة على كون السحر لنفسي الخلاق عن متعاطيه. فان الخلاق هو النصيب من الخير في الاخرة. ولا الا عن كافر خارج عن الملة. فان الكافر هو الذي يكون في الاخرة لا نصيب له من الخير البتة. والدليل الثاني قوله تعالى يؤمنون بالذكر والطاغوت الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله بالجد والطاغوت. فعلى تفسير عمر الذي رواه ابن جرير بسند حسن هل جئت هو السحر فيكون معنى الاية يؤمنون بالسحر وبالشيطان. وعلى تفسير جابر الذي رواه ابن جرير بسند صحيح عنه ان الطاغوت هو الكاهن. وبين الساحر والكاهن مشاركة في بالشيطان فصح ان يكون دالا على المراد والاية في ذم اليهود وانما يكون الذنب على ترك واجب او فعل محرم. وهنا ذموا على فعل محرم وهو ايمانهم بالسحر وركونهم اليه علما وعملا. ومما ينبغي علمه ان اثر جابر رضي الله عنه هو في تفسير قوله تعالى يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وجعله المصنف في تفسير الاية الاخرى يؤمنون بالاثم والطاغوت لذكر الطاغوت فيهما فهو من قبيل الحاق النظير بالنظير. والدليل الثالث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اداني مسأل عن الموبقات. الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في عده صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات اي المهلكات المأمور باجتنابهن. فهو من كبائر الذنوب المحرمة والدليل الرابع حديث جندب رضي الله عنه مرفوعا حج الساحر وابغضه بالسيف. رواه الترمذي وصححه وهو الصواب. ودلالته في كون الساحر يقتل بالسيف. ولا يقتل العبد الا في محرم. وقتله ان كان مسلما فلارتداده على الصحيح والدليل الخامس والسادس والسابع ما صح عن ثلاثة من الصحابة هم عمر وابنته حفصة بن عبدالله رضي الله عنهم ان الساحر يقتل. ولا يكون القتل الا بمحرم كما سلف واثر عمر رواه ابو داوود واصله عند البخاري لكن لم يخرج هذا ولوجود الاصل فيه عزاه اليه المصنف. واثر حفصة رواه والبيهقي في السنن الكبرى واثر الجندب رواه البخاري في التاريخ الكبير كلها صحيحة عنهم. تهوى عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لا يعلم لهم مخالف ان الساحر يقتل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى تفسير اية البقرة الثانية تفسير اية النساء الثالثة تفسير الجبس والطاغوت والفرق بينهما. الرابعة ان الطاغوت قد يكون من الجن رحمه الله الثالثة تفسير الايك والطاغوت والفرق بينهما اي بالاثر الوارد عن عمر رضي الله عنه فانه جعل البنت السحر. والاصل ان الجبت في لسان العرب ما لا خير فيه من عمل والسحر لا خير فيه. اما الطاغوت فهو الشيطان اذا اطلق على وجه الانفراد وله معنى اخر اعم اذا قرن بفعل على صيغة الجمع وهو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع والذي يدل عليه تاريخ اليهود انهم يؤمنون بالجبن اي السحر. وبالطاغوت اي فتفسير عمر اصح التفاسير المذكورة في هذه الاية. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابعة ان الطاغوت قد يكون من الجن وقد يكون من الانس. الخامسة معرفة السبع الموبقات المخصوصة بالنهي. السادسة وان السحر ان الساحر يكفر. السابعة يقتل ولا يستتاب. قوله رحمه الله السابعة يقتل ولا الخدام اي الساحل. لان الصحابة الذين صح عنهم قتله امروا بقتله ولم يذكروا نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الثامنة وجود هذا في المسلمين على عهد عمر فكيف بعده بيان شيء من انواع السحر. مقصود الترجمة بيان شيء من انواع مما يشمله اسمه في اللغة. وقد يكون من السحر المصطلح عليه وصف المعنى المتقدم. وقد لا يكون منه وانما ادرج باسم السحر باعتبار الاصل اللغوي. فان السحر في لسان ما خفي ولطف سببه. فالسحر في هذه الترجمة للجنس خلال العهد بخلاف الترجمة السابقة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال احمد حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عن عن حيان بن العلاء قال حدثنا خبر عن انا ابن العلاء قال حدثنا قبيصة عن ابيه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العياثة قال عمر والعياذ بالله والضرب الخط يخف بالارض والجبر قال الحسن رنة الشيطان اسناده هين ولابي داوود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استبث شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود باسناد صحيح. وان الحديث من حديث ابي هريرة رضي الله عنه من عقد عقدة ثم لفت فيها فقد سحر ومن سحر فقد اشرك ومن تعلق شيئا وكل اليه وعن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل تنبئكم ما العرض هي النميمة بين الناس رواه مسلم وله ما عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لزرا ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول حديث قبيصة هلالية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العيافة والطرف الحديث رواه ابو داوود والنسائي واسناده ضعيف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم ان العياثة والطرق والسيارة فذكر ثلاثة اشياء احدها العيافة وهي زجر الطيب اي بعدها وتحريكها والاعتذار باوصافها واثناءها ومساقطها واصواتها والوانها. وربما اغلقت العيافة على ارادة معنى الحدث والتخمين بالخبر عما يكون مستدلا بما كان. وهي في الاول اكثر واشهر. فكان في العرب من يستدل على ما سيكون بما يبتدأ له مما له به معرفة. كالطير كونها او اسمها او حركتها فيستدلون بها على امر تراد معرفته. وثانيها الطرب وهو الضرب بالحصى. والخط في الرمل لمعرفة المغيبات اذكروا في قول عوف الطرف الخاص يخط بالارض هو بعض معناه. والا فانه يشمل الخط في الرمل والضرب الحصى وهو في الثاني اكثر واشهر. والمختص عندهم بالطرق من الارض هو الرمل. فانهم كانوا يقصدون الرمل دون غيره برسم الخطوط للاطلاع على المغيبات. ومنه قيل لمن يخط فيه بادعاء اهل الغيب رمانا. وثالثها الطيارة. وهي اسم لكل ما يحمل على الاقدام او جام اسم لكل ما يحمل على الاقدام او الاحجام. وجعل النبي صلى الله عليه سلم هذه الثلاثة كلها من الابل. وتقدم ان عمر رضي الله عنه فسره بالسحر. فكان معنى الحديث ان العياثة والطرق والطيرة من السحر. فظهر مقصود الترجمة الذي ذكرنا وقول الحسن رحمه الله مؤثرا للجبس رنة الشيطان يرجع الى فذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه فان الرنة الصوت الشديد. واكثر ما تطلق فيما كان بحزن فان كان المراد الصوت فقط فمعناه ان هؤلاء المذكورات من عمل الشيطان صوت بهن وحث عليهن. وان كانت الرنة هي الصيحة الحزينة فمعناه ان حزن الشيطان حمله على الكيد في اضلال الخلق. ومن كيده في اضلالهم هؤلاء قال ويصدق هذا قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشيطان تعطينا سفر السحر من عمل الشيطان. ووضع في طبعة المسند انه الشيطان. في قول الحسن فالدعي ان ما في كتاب التوحيد مصحف. والاشبه ان المصحف هو ما في طبعة المسند لانه لا فيه تفسيرها الى ان يقول الحسن معها انه لما جرى عليه حال السلف عامة والحسن البصري خاصة من قلة كلام ورسمها هو رنة في اكثر الكتب. المحقق ان الصواب هو رنة الشيطان ولا تصطيف فيها. ويبقى حسن التفهم بمعناها وهو ظاهر على ما تقدم بيانه ولله الحمد. وتقريب ذلك بان يقال ان رنة الشيطان تحتمل اتنين احدهما الصوت مطلقا. والاخر صيحة الحزينة فان قيل هي الصوت فهو ما اوحاه الشيطان يقال الى الخلق من طيرة وجبت وطرب. وان قيل هي الصيحة مدينة المعنى ان الشيطان لما حزن كاد للناس فجعل فيهم هذه الامور الثلاثة وبثها بينهم وطيرة والجبت والطرق والدليل الثاني حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس شعبة من النجوم الحديد رواه ابو داوود وابن ماجة باسناد صحيح لكن بلفظ من اقتبس علما من النجوم فقد لبس شعبة من السحر. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اقتبس علما من النجوم مع قوله فقد اقتبس علما من السحر فجعل طلب علم بالاستدلال بالنجوم من السحر. والجامع بينهما هو وجود تأثير خفي فيه فمتعلقه تنجيم التأثير لا تنجيم التسجيل تأتي باذن الله باب مفرد في التنجيم الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي حي على الفلاح اكبر اله الا الله والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر. ومن سحر فقد اشرك الحديث رواه النسائي بهذا التمام. باسناد ضعيف. والصواب انه مرسل عن الحسن البصري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله صلى الله عليه وسلم من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر. اي نفث في مستعينا بالشياطين. وعقد عليها ويسمى هذا سحر العقد ورده الى حقيقة السحر الاصطلاحية المتقدمة ظاهر. والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا هل انبئكم ما العضد الحديث رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما العصر؟ اي ما فانه من اسمائه ثم بينه فقال هي النميمة القالة بين الناس اي المقولة الكائدة التي تفرق بين الناس. وعدت من السحر باعتبار المعنى اللغوي لوجهين احدهما باعتبار مبدأها فان النميمة تكون في سر كالسحر اذا عمل. والثاني باعتبار منتهاها لانها تفرق بين الناس كالسحر الذي ان يفرقوا بينهم. والدليل الخامس حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان من البيان لسحرا. وهو عند البخاري دون مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في يعني بيان المعرب عن المقصود من جملة السحر وهذا الحديث في هذا المحل خرج مخرج الدم. فان القصة دالة على ان المتكلم به كان متكلما بما يشبه عن الناس فذم فعله وجعل من قبيل السحر باعتبار اثره الناشئ عنه فان البيان الملبس على الناس يفرقهم. ويخرجهم من دائرة الحق الى الاختلاف فيها وصار سحرا باعتبار المآل والمنتهى. فكما ان السحر المصطلح عليه من الرقى الشيطانية يفرق بين الناس. فكذلك البيان الملبي. الذي يخلط فيه بين الحق والباطل يفرق بين الناس. وهذه هي صفة الاهواء. فان الاهواء نسبت الى التشبيه. فسميت بالبدع والشبهات. لان ان الحق المهضى لا يشتبه. ولكنه اذا خلط بباطن صعب تمييز الحق من الباطل على الناس. فصار مشتبها عليهم كما ذكر هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية الحديث رحمه الله تعالى في كلام الله. ومجموع ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب من انواع السحر سبعة. هي العيافة والجبت هي العيافة والضرب والطيرة والتنجيم التأتيري والعقد المنفوذ فيها النميمة والبيان الملبس وكلها محرمة وسمي التنجيم التأثيري والنميمة والبيان المموه سحرا باعتبار المعنى اللغوي لا الاصطلاحي فالمعنى الاصطلاحي يندرج فيه هنا اربعة من هذه السبعة وهي العيافة والضرب والسيرة والعقد التي ينفث فيها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله فيه مسائل الاولى ان العيافة والصرف والسيرة من الجن. الثانية تفسير الريافة والصرف. الثالثة حيث ان عند النجوم من نوع السحر. الرابعة العقد مع النفس من قوله رحمه الله الكارثة ان علم النجوم من نوع السحر المراد به منه تنجيم التأكيد كما سيأتي دون تنجيم التسيير. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الرابعة العقد مع النفس مثال الخامسة ان النميمة بين الناس من ذلك. السادسة ان من ذلك بعض الفصاحة. قوله رحمه الله الثالثة ان من ذلك بعض الفصاحة اي الفصاحة الملبسة للحق من باقي فما كان كذلك فانه معدود في السحر ومما يخبر عنه وصلا بما تقدم ذكره عن ابي العباس ابن تيمية الحديث قول تلميذه ابي عبدالله ابن القيم في كتاب اغاثة اذان كل صاحب باطل لا يتمكن من اظهار باطنه الا في ثوب حق انتهى كلامه. اي في بيان ملبس تكون فيه زخرفة الاقوال ومن وعى هذا المعنى ادرك ودار قول ابي عمر الاوزاعي رحمه الله اياك واراء الرجال وان زخرفوها لك قول فينبغي ان يحذر المرء البيانات الملبسة للحق بالباطل ومخرجها ممن التبس عنده الحق بالباطل. نعم. احسن الله اليك رحمه الله باب ما جاء في الكفار ونحوهم. مقصود الترجمة بيان ما جاء في الكهان ونحوهم من الوعيد الشديد والتغليظ الاكيد. والكهان جمع كاد وهو الذي يخبر عن المغيبات بالاخذ عن مفترق السمع من الجن سمي كائنا لانه يتكهن الاخبار ويتوقعها والمراد بقوله ونحوهم اي ممن لهم ذكر في الباب عنده وهم العراف والمنجم والرمان. فكلهم يشتركون في ادعاء علم الغيب مستعينين بالجن. ويفترقون في طرق ابتغائه وطلبه. بل عراف يستدل بامور ظاهرة معروفة على اشياء غائبة مستورة. والمنجم يستدل بالنظر النجوم والرمان يستدل بالخط في الرمل. والكاهن يستدل بالاخذ عن مفترق السمع. فخورف بين اسمائهم لاختلاف الطرائق التي يدركون بها بغيتهم من ادعاء علم الغيب. فهم مشتركون في وعلم الغيب. ومفترقون في طرائقهم المفضية الى ما ادعوه بين الاسماء لاجل الصراط الذي ذكرته لك. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله روى مسلم في صحيحه عن بعض ازوال النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى عراقا فسأله عن شيء تصدق او لم تقبل له صلاة اربعين يوما. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا صدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه ابو داوود. والاربعة والحاكم. وقال صحيح شرطهما عن من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. والذي عن ابن مسعود منه موقوفا. وعن عمران ابن حصين رضي الله عنه مرفوعا. ليس منا من تطير او تخير او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له. ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه البزار باسناد جيد. ورواه الطبراني في الاوسط باسناد حسن من حديث ابن عباس دون قوله ومن اتى الى اخره. قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدماته. يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل. وقيل الذي يخبره عما في الضمير وقال ابو العباس ابن تيمية العطاس اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوه ممن يتكلم لمعرفة الامور بهذه الطرق. وقال ابن عباس في قومه يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما رأى من فعل ذلك ما ارى من فعل ذلك له عند الله من طلاق ذكر المصنف رحمه الله تعالى لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة. فالدليل الاول حديث بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عنه قال من اتى عرافا فسأله عن شيء الحديث رواه مسلم دون قوله فصدقه بما يقول. وهذه الزيادة عند فعزوها لمسلم بهذا اللفظ على ارادة اصل الحديث. وزيادة صحيحة كاصله. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من اتى عرافا مع قوله لم تقبل له صلاة اربعين يوما. اي لم يثبت عليها وان صحت منه وبئت ذمته بادائها اذا كان هذا محكوما به في حق من اتاه فسأله فصدقه. فحال المسؤول وهو العطاء اشد وافظع. فظهر وجه كون الحديث مبينا لما قصده المصنف في ترجمة والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا فصدقه وفيما يقول الحديث رواه الاربعة الا النسائي في الكبرى. واسناده ضعيف وله شواهد تقويه. ودلالته على مقصود الترجمة. في قوله من اتى يا كاهنا مع قوله فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم والحكم بهذا عن المسؤول وهو الكاهن احق من الحكم به على السائل. فاذا كان السائل يكفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يكون حال كاهن. وهذا اخر الشرط المتعلق بهذه الجملة ونستكمل بقيته بعد الصلاة باذن الله اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين