السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين يسرا بلا حرج. والصلاة والسلام على محمد المبعوث السمحة دون عوج وعلى اله وصحبه ومن على سبيلهم درج اما بعد فهذا شرح الكتاب السادس من المرحلة الاولى من برنامج تيسير العلم في سنة ثانية وهو كتاب كشف الشبهات في التوحيد. امام الدعوة ضحيتي في جزيرة العرب شيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله تعالى المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف وهو كتاب السادس في التعداد العام للكتب البرنامج. وقد انتهى من البيان الى قول المصنف رحمه الله تعالى وان قال انا لا اعبده. نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب على مين؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى فان قال انا لا اعبد الا الله وهذا الانفجاء اليهم ودعاؤهم ليس بعبادة. فقل له انت تقر ان الله فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه وعليك فاذا قال نعم فقل له بين لي هذا الفرض الذي فرضه الله عليك وهو اخلاص العبادة لله وهو حقه عليك فانه لا العبادة ولا انواعها فبينها له بقولك قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية. فاذا اعلمته بهذا فاقول له هل هو عبادة لله تعالى؟ فلابد ان يقول نعم والدعاء من العبادة فقل له اذا اقرت انه عبادة ودعوت الله ليلا نهارا خوفا وطمعا ثم دعوت في تلك الحاجة نبيا وغيره. هل اشركت في عبادة الله غيره؟ فلابد ان يقول نعم. فقل له قال الله فصل لربك وانحر فاذا اطعت الله ونحرت له هل هذه عبادة؟ فلابد ان يقول نعم فقل له اذا لمخلوق نبي او جني او غيرهما لاشركت في هذه العبادة غير الله فلا بد ان يقر ويقول نعم وقل له ايضا المشركون الذين الذين نزل فيهم القرآن وان كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك فلابد ان يقول نعم. فقل لهم هل كانت اياهم الا بالدعاء والذبح والالتجاء ونحو ذلك. والا فهم مقرون انهم عبيد تحت قهر الله وان الله هو الذي يدبر الامر. ولا دعوهم والتجأوا اليهم ولكن دعوهم والتجأوا اليهم للجاه والشفاعة وهذا ظاهر جدا. ذكر المصنف رحمه الله على شبهة اخرى للمشبهين في باب التوحيد وهي ان بعضهم يقول انا لا اعبد الا الله وهذا جاءوا الى الصالحين ودعائهم ليس عبادة. فمن زعم ذلك قيل له كما او المصنف انك تقر ان الله فرض عليك اخلاص العبادة وهو حقه عليك. كما قال الله تعالى الا لله الدين الخالص وقال فاعبد الله مخلصا له الدين. وكل مسلم يعلم ان الله افترض عليه اقترب عليه اخلاص العبادة له ولا مناص من اقراره بهذه الدعوة وانها لازمة له وان الله عز وجل فرض عليه العبادة. فاذا اقر بها فحين اذ بين له حقيقة العبادة التي امر الله عز وجل بها وانها تشتمل على جميع انواع تألف القلب كل ما ينطوي عليه القلب من تأليه وتعظيم وتعلق مرده الى الحب والخضوع فانه عبادة سواء كانت مصوفة لله سواء كانت مجعولة لله او مجعولة لغيره. كما قال الله عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخفية. فان الدعاء موظوع في الشرع للدلالة على جميع افراد عبادة كما سلف وفيه حديث النعمان وفيه حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه قال الدعاء هو العبادة. ومن جملة ما يندرج في هذه الحقيقة ما يقع عن صاحب هذه الدعوة واضرابه من تعلق قلبه وتألهه لمعظميه اذا التجأ اليهم اذا عرفته ان العبادة هي من ضم عليه القلب من التعظيم والتأليه بالحب والخضوع فحينئذ فانه ويعلم ان ما يقع من الفزع الى اولئك الاولياء هو عبادة جعلت لهم كما انها اذا جعلت لله سبحانه وتعالى كانت عبادة له. فالانفجاء الى الله سبحانه وتعالى ودعاؤه عبادة كن توحيدية شرعية والالتجاء الى غيره عبادة شركية. فاذا تقرر ان ما يقع منه من طلب الالتجاء والاحتماء بالاولياء والصالحين انه عبادة فحين اذ قل له انك اذا دعوت الله سبحانه وتعالى ليلا ونهارا وسرا وجهارا ثم دعوت غيره لحاجة من الحاجات فهل تكون قد وقعت في الشرك؟ فلابد ان يقول انه شرك فاذا قر بان دعاء غير الله سبحانه وتعالى شرك فكذلك الفزع والالتجاء والتعلق وبغير الله سبحانه وتعالى شرك. كما ان العبد اذا امتثل امر الله عز وجل في قوله فصل لربك وانحروا فذبح متقربا الى الله سبحانه وتعالى فانه عبادة وهذا ابطلوا لا يخالف في كونها عبادة للامر بها وقد وعى من قبل ان حقيقة العبادة ما ينطوي عليه القلب من تأليه وتعظيم. وفي الذبح لله سبحانه وتعالى تأليه وتعظيم له. فقل فان ذبح لغير الله عز وجل فهل يكون مشركا؟ فلا بد ان يقر بانه مشرك بما تقدم ان الذبح فيه تأليه هو تعظيم قلبي فكما اقر بوقوع الشرك في النحر فلابد ايضا ان يقر بوقوع الشرك في التجاء والياب ودعاء معظميه من الانبياء والاولياء والصالحين. وقل له ايضا المشركون الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللاتي وغير ذلك فلا بد ان يقول نعم بتظاهر الايات القرآنية بذلك فان القرآن مستفيض في بيان ان المشركين الاولين كانت لهم معبودات من دون الله عز وجل كالملائكة والصالحين وغير ذلك فاذا اقر بذلك فقل هل كانت عبادتهم لهم في الدعاء والذبح والنذر ونحو ذلك ام في غير ذلك فلابد ان يقر بان عبادتهم كانت في الذبح والنذر والدعاء فهم مقرون بان ما في الكون كله تحت ملك الله سبحانه وتعالى وتصرفه لكنهم اعتقدوا ان لهؤلاء جاها عند الله سبحانه وتعالى فجعلوهم شفعاء ووسائط عند الله عز وجل وهذه الجملة من كلام المصنف رحمه الله تعالى في ابطال شبهة من زعم ان دعاء الصالحين والتجاء اليهم ليس عبادة شركية مرتب في اربعة منازل. مرتب في اربع اولها تقرير ان الله سبحانه وتعالى امر بعبادته وثانيها بيان حقيقة تلك العبادة التي امر بها. بيان تلك العبادة التي امر بها وثالثها ايضاح ان من جعل شيئا منها لغير الله فقد اشرك. ايضاح ان من جعل منها شيئا لغير لله فقد اشرك. رابعها تحقيق ان المشركين الاولين الذين نزل فيهم القرآن كانت عبادتهم لمألوهاتهم الذبح والنذر والدعاء والالتجاء. نعم احسن الله اليكم. فان قال اتنكروا شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ منها تبرأوا منها بالاول صلى الله عليه وسلم الشافعي المشفع في المحشر. وارجو شفاعته ولكن الشفاعة كلها لله كما قال الله تعالى الا ان شفاعة جميعا ولا تكون الا بعد اذن الله كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفع في احد اولا يشفع في احد الا بعد ولا يشفع في احد الا بعد ان يأذن الله فيه. ولا يشفع ولا يشفع او في احد الا بعد ان ان يأذن الله فيه ولا يأذن الا لاهل التوحيد والاخلاص. كما قال الله تعالى ولا يشفع الا لمن ارتضى الا التوحيد كما قال تعالى ووبل منه في الاخرة من الخاسرين. فاذا كانت الشفاعة كلها لله ولا تكون الا بعد اذنه ولا يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره في احد حتى يأذن الله فيه. ولا يأذن الا لاهل التوحيد تبين ان لله وانا اطلبها منه فاقول اللهم لا تحرمني شفاعته اللهم شفعه في وامثال هذا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من الدعاوى التي تتعلق بها المشبهون في باب التوحيد زعمهم ان من يأمر بتوحيد الله عز وجل في الالتجاء اليه ينكر شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واهل السنة والجماعة اهل الحق لا ينكرون شفاعته صلى الله عليه وسلم بل يعتقدون ان النبي صلى الله عليه وسلم هو اعظم الشفعاء قدرا واعلاهم مقاما من المخلوقات. وان له صلى الله عليه وسلم شفاعات يخصه الله سبحانه وتعالى بها الا ان هذه الشفاعات ليست ملكا للنبي صلى الله عليه وسلم. وانما يعطيه اياه وانما يعطيها الله اياه حين اذ فالشفاعة كلها ملك لله وحده. فكون النبي صلى الله عليه وسلم له شفاعة لا يدل على اذن الرب لنا ان نسألها النبي صلى الله عليه وسلم بل الذي اعطى النبي صلى الله عليه وسلم امرنا ان نسأله سبحانه وتعالى كما ذكر في قول الداعي اللهم شفع في نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم. فالله عز وجل هو مالك الشفاعة. والنبي صلى الله عليه وسلم احد الشفعاء احد الشفعاء الذين اعطوا الشفاعة ولا يجوز للعبد ان يبتدأ سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة لانه لا يملكها وانما يملكها الله عز وجل. فنحن نعتقد ان الشفاعة ملك لله وان الله عز وجل يشفع شفعاء منهم النبي صلى الله عليه وسلم فاذا ارادوا احد ان يسأل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا يطلبها منه لانه لا يملكها بل من من الله سبحانه وتعالى فيقول اللهم شفع فيا نبيك ولا يقول يا نبي والله اشفع في. نعم. احسن الله اليكم فان قال النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وانا اطلبها مما اعطاه الله فلا اطلبه. وانا اطلبه مما اعطاه الله. فالجواب ان الله اعطاه شفاعة ونهاك ان تدعو احدا وقال تعالى فلا تدعون الله احدا. وطلبك من الله شفاعة نبيه عبادة والله نهاك ان تشرك في هذه العبادة احدا فاذا كنت تدعو الله ان يشفعه فيك فاطعه في قوله فلا تدعوا مع الله احدا. وايضا فان الشفاعة وير النبي صلى الله عليه وسلم فصح ان الملائكة يشفعون والافراط يشفعون والاولياء يشفعون اتقول ان الله فاطلبها منهم. فان قلت هذا وجوزت دعاء هؤلاء رجعت الى عبادة الصالحين التي ذكرها الله في كتابه وان قلت لا بطل قولك اعطاه الله الشفاعة وانا اطلبه مما اعطاه الله فان قال انا لا اشرك بالله شيئا حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. فقل له اذا كنت تقر ان الله وما الشرك اعظم اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله لا يغفر فما هذا الامر الذي عظمه الله وذكر انه لا يغفره فانه لا فقل له كيف تبرأ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه؟ كيف يحرم الله عليك هذا؟ ويذكر انه لا يغفره ولا تسأل عنه ولا اتعرف اتظن ان الله عز وجل يحرم هذا التحريم ولا يبينه لنا فان قال الشرك عبادة الاصنام ويحرى المصنف رحمه الله تعالى في كلامه المتقدم حججا تبطل تعلق المتعلقين بدعوى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فانهم اذ دعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطي الشفاعة وان داعيه يطلبه مما اعطاه الله فالجواب عن ذلك ان ما ذكرته من اعطاء الله نبيه صلى الله عليه وسلم الشفاعة حق ولكن الله الذي اعطاه اياها نهاك ان تسأله تلك الشفاعة. لان الشفاعة ملكه سبحانه وتعالى اذ يقول قل لله شفاعة جميعا ونهى سبحانه وتعالى ان يدعى غيره فقال فلا تدعوا مع الله احدا فكما اطعت الله باثبات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فاطعه في عدم سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة ثم ذكر حجة ثانية وهي ان الشفاعة التي اعطيها النبي صلى الله عليه وسلم قد صح ان غيره اعطيها فالملائكة يشبعون والافراط وهم الصغار الذين ماتوا قبل ابائهم يشفعون والاولياء يشفعون. فهؤلاء كلهم ممن اعطاه الله عز وجل الشفاعة. فاذا زعم هذا بعد اقراره بان هؤلاء قد اعطوا الشفاعة انه يطلبه منهم ايضا يطلب الشفاعة من الملائكة والشفاعة من الاولياء والشفاعة من الافراد فحين اذ يكون قد اقر بوقوعه في الشرك الذي هو عبادة الصالحين وهو شرك جاهلية الاولى. وان قال لا هم اعطوه وانا لا اسألهم اياها. فحينئذ يقال له بطل قولك اعطاه الله الشفاعة. وانا اطلبه مما اعطاه لان الباب واحد فالله سبحانه وتعالى اعطاهم ونهانا ان نسألهم فكما اعطي هؤلاء الشفاعة ويهينا ان نسألهم فكذلك اعطي النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة ونهينا ان نسأله اما ان يقر بالانتهاء عن ذلك كله فيكون قد برئ من دعوى الشرك واما ان يلتزم بذلك فيكون قد افصح عن شركه العظيم حيث صار سائلا الشفاعة من غير النبي صلى الله عليه وسلم وهو في دعواه السابقة يزعم انه لا يشرك وانما يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وان الشفاعة حق فصار مظاهر الشرك لانه يدعو من لا شبهة له في دعوته اياه من الملائكة والانبياء والصالحين وهذا شرك الاولين فان قال انا لا اشرك حاشا وكلا ولكن الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك. فقل له اذا كنت تقر بان الله عز وجل حرم عليك الشرك اعظم من تحريم الزنا وتقر ان الله سبحانه وتعالى لا يغفره تصديقا لقول الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به. فما هذا الامر الذي عظم الله سبحانه وتعالى النهي عنه وذكر انه لا يغفره فلا بد ان يكون امرا بينا ظاهرا اذ ما عظم بالنهي عنه ثم توعد فاعله بان الله لا يغفر له فلا بد ان يكون ظاهرا بينا فاذا طالبته بذلك فانه لا يدري لانه لم يميز حقيقة العبادة كما تقدم فلم يعرف ما لله سبحانه وتعالى من حق فحينئذ قل له كيف تبرئ نفسك من الشرك وانت لا تعرفه لان حقيقة التبرؤ من امر ما ان يكون المرء عارفا مما يبرأ منه. اما من يزعم انه بريء من شيء ثم لا يعرف ذلك الشيء فهو كاذب في دعواه وكذلك من يدعي انه بريء من الشرك ثم لا يعرف حقيقة شرك حقيقة الشرك فانه كاذب في دعواه اذ كيف صحت برائته وهو لا يعرف ما يتبرأ منه. ثم اسأله مستنكرا مستعظما كيف يحرم الله سبحانه وتعالى عليك هذا ويذكر انه لا يغفره وانت لا تسأل عنه ولا تعرفه الا تظن اتظن ان الله عز وجل يحرمه علينا ثم لا يبينه لنا بيانا يا من فلابد ان يقطع العاقل ان ما حرمه الله سبحانه وتعالى وغلظ الامر فيه لا بد ان يكون بيانه واضحا جليا لا يلتبس لان حقيقة مطالبة الخلق بالامر والنهي تقتضي ان يكون ما طولبوا به بينا ظاهرا والا لم يمكنهم اقامة العبادة. والله سبحانه وتعالى لما خاطب خاطبهم ببيان واضح شاف كاف فهم لا يحتاجون في شيء من امورهم الى بيان ما لله عز وجل من حق استغناء ببيان الله عز وجل وبيان رسوله صلى الله عليه وسلم. نعم. احسن الله اليكم. فان قال الشرك عبادة الاصنام ونحن لا نعبد الاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصل؟ ما معنى عبادة الاصنام؟ اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار ان الاحجار والاخشاب والاشجار تخلق وترزق وتدبر امرا وتدبر امر من دعاها. فهذا يكذبه القرآن. ان قال انهم خشبة او حجرا او بنية على قبر او غيره يدعون ذلك ويذبحون له ويقولون انه يقربنا الى الله زلفى ويدفع عنا الله عنا الله ببركته ويعطينا ببركته فقل صدقت وهذا هو فعلك عند الاحجار وعند الاحجار والبناء الذي على القبور وغيرها فهذا اقر ان فعلهم هذا هو عبادة الاصنام وهو المطلوب. وايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هل مراد كان تلك مخصوص بهذا وان الاعتماد على الصالحين ودعائهم لا يدخل في ذلك فهذا يرده ما ذكره الله تعالى في كتابه من كفر من تعلق قال الملائكة او عيسى والصالحين فلا بد ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الصالحين فهو الشرك المذكور في القرآن هذا هو المطلوب. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا جواب من يزعم انه لا يعبد الا الله ثم يدعي ان الالتجاء الى الصالحين ليس بشرك وهو مركب من امرين. احدهما سؤاله ما هو الشرك فان قال الشرك عبادة الاصنام قاصدا حصر الشرك في عبادتها وهو لا يعبد الاصنام فجاوبه بما يدحض شبهته ويظهر جهله وضلالته وانه اجنبي عما كان عليه المرسلون غير عارف بدين المشركين فقل له ما معنى عبادة الاصنام التي حصرت الشرك فيها؟ اتظن انهم يعتقدون ان تلك الاحجار والاشجار تخلق وترزق وتدبر امر من دعاها فان قال نعم فهذا يكذبه القرآن ويرده فانهم لم يكونوا يعتقدون هذا فيها اصلا. وان قال هو من قصد خشبة او شجرة او او بنية على قبر او غيره فدعا له وذبح له وزعم ان الله يدفع عنه ببركته وانه يقربه الى الله سبحانه وتعالى فقل له هذا صحيح وهذا هو بعين دينكم الذي وقعتم فيه عند الاحجار والابنية التي عند القبور. فالذي كان عليه الاولون من الشرك هو الذي صار عليه المتأخرون منهم وقد اقر ان فعلهم هو عبادة عبادة كعبادة اهل الاصنام الاصنام فهو المطلوب الوصول اليه. والاخر ان يقال له ايضا قولك الشرك عبادة الاصنام هل مرادك ان الشرك مخصوص بهذا؟ اي محصور في عبادتهم دون عبادة سواهم وان الاعتماد على والاولياء والصالحين والتعلق بهم ودعاءهم لا يدخل في هذا ولا يكون شركا فان بذلك فهذا امر باطل يرده ويبطله ما ذكره الله في كتابه في كفر من تعلق بالانبياء والملائكة والاولياء والصالحين فان الله بين في القرآن كفرا من تعلق على هؤلاء فلا بد حينئذ ان يقر لك ان من اشرك في عبادة الله احدا من الانبياء او الاولياء او الصالحين بالتعلق بهم فهو الشرك المذكور في القرآن وهذا هو المطلوب حصول اقراره به. نعم. احسن الله اليكم. والسرور المسألة انه اذا قال انا لا اشرك لله شيئا فكن له وما الشرك بالله فسره لي. فان قال هو عبادة الاصنام فقل له وما عبادة الاصنام فصر هذي وان قال انا لا اعبد الا الله فقل ما معنى عبادة الله وحده لا شريك له فسرها لي فان فسرها بما بينته فهو المطلوب وان لم وان لم يعرفوا فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسرها بغير معنىها بينت بينت له بينت له الايات الواضحات بمعنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي وانه الذي يفعلون في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا هي التي ينكرون علينا ويصيحون منه. كما صاح اخوانهم حيث قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب بين المصنف رحمه الله تعالى بعدما تقدم سر المسألة يعني خالصها وملخصها معيدا جواب شبهة ان الشرك عبادة الاصنام على سبيل اللف بعد النشر. فظم متفرق جوابه بعد بسطه وهذا من محاسن التأليف. فاذا قال انا لا اشرك الا بالله فقل له ما معنى الشرك بالله فسره لي فان قال هو عبادة الاصنام فقل له ما معنى عبادة الاصنام فاسترها لي فان قال انا لا اعبد الا الله وحده فقل ما معنى عبادة الله وحده فسرها لي فان فسرها بما بينه القرآن فهو المطلوب وان لم يعرفها فكيف يدعي شيئا وهو لا يعرفه؟ وان فسر ذلك بغير معناه ان له الايات الواضحات في معنى الشرك بالله وعبادة الاوثان انه الذي يفعلونه في هذا الزمان بعينه. فحاصل الجواب على هذه الشبه ان المشبه له ثلاث احوال احدها ان توقف فلا يذكر شيئا فقل له انت لا تعرف الحق من الباطل وهو كاف في رد شبهته وابطالها. وهذه حال كثير ممن يتعلق بالصالحين ويعتقد فيهم لا ايدري حقيقة الشرك ويظن انه عبادة الاصنام فقط. وثانيها ان يفسر بما فسرها الله به في القرآن. وهذا ايضا كفانا مؤنته لان ايات القرآن كفيلة ببيان حقيقة العبادة والشرك وانه لا ينحصر في عبادة الاصنام وثالثها ان يفسرها بمعنى باطن مخالف لما اخبر الله عنه فتبين له الايات الواضحات في معنى الشرك والعبادة وانه هو الذي يفعلون في هذا الزمان بعينه وان عبادة الله وحده لا شريك له وتوحيده هي التي ينكرون على دعوة الحق التي دعا اليها المصنف ويصيحون فيه كما صاح اخوانهم حيث قالوا في انكارهم التوحيد على الرسول صلى الله عليه وسلم لما دعاهم اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب فاستنكروا ان يجعل الالهة معبودا واحدا. نعم. احسن الله اليكم. فان قال انهم فان قالوا انهم لم يكفروا بدعاء الملائكة والانبياء وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله ونحن لم نقل ان ان عبد القادر ولا غيره ابن الله. فالجواب ان نسبة الولدين جعلكم مستقل. قال تعالى قل هو الله احد الله الصمد. والاحد الذي لا نظير له والصمد المقصود في الحوائج فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد اخر السورة ثم قال تعالى لم يلد ولم يولد فمن جحد هذا فقد كفر ولم ولو لم يجحد اول السورة قال تعالى ما اتخذ الله من ولد ففرق بين النوعين وجعل وجعل كلا منهما كفرا مستقلا. وقال الله تعالى ولله شركاء الجن. ففرق بين الكفرين. والدليل على هذا ايضا ان الذين كفروا بدعاء اللاتي مع كونه رجلا صالحا لم يجعله ابن الله والذين كفروا بعبادة بعبادة الجن لم يجعلهم كذلك وكذلك العلماء ايضا في جميع المذاهب اربعة يذكرون في باب حكم مرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد وان اشرك بالله فهو مرتد فيفرقون بين النوعين في غاية الروح وان قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقل هذا هو ولكن لا يعبدون ونحن لا ننكر الا عبادتهم مع الله واشراكهم معه والا فالواجب عليك حبهم واتباعهم والاقرار بكرامات ولا يجحد كرامات الاولياء الا اهل البدع والضلالات ودين الله وسط بين الطرفين وهدى بين ضلالتين وحق بين ذكر المصنف رحمه الله من مماحلات المشبهين قولهم ان مشرف العرب لم بدعاء الملائكة والانبياء. وانما كفروا لما قالوا الملائكة بنات الله. وهم لم يقولوا ان عبد القادر ولا غيره ابن الله فكيف يكفرون؟ وجواب باطلهم من اربعة وجوه احدها ان نسبة الولد الى الله كفر مستقل. كما قال الله تعالى قل هو الله احد الله الصمد. وقال ايضا لم يلد ولم يولد وثانيها ان الله فرق بين نوعين من الكفر عبادة غيره ونسبة الولد اليه. فجعل كلا منهما كفرا مستقلا كما قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله وقال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخلقوا له بنين ات بغير علم ففرق بين الكفرين. وثالثها ان الذين كفروا بدعاء اللات مع رجلا صالحا لم يجعلوه ابن الله. وكذلك الذين بدعاء الجن لم يجعلوهم كذلك. ورابعها ان ان العلماء في جميع المذاهب الاربعة يذكرون في باب حكم المرتد ان المسلم اذا زعم ان لله ولدا فهو مرتد. واذا اشرك بالله فهو مرتد يفرقون بين النوعين وهذا في غاية الوضوح. فان قال بعدما تقدم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يعرض بذكر ما لهم من مقام كريم. فقل مبينا قدرهم هذا هو الحق. ولكن لا يرفع هنا فيعبدون ولا يخفضون فيهضمون. والمنكر الباطل هو عبادتهم مع الله واشراكهم معه والمعروف الحق حبهم واتباعهم والاقرار بكراماتهم. ولا يجحد كرامات الا اهل البدع والضلالات. فيحفظ بهذا حق الله وحقهم. وهذه القصة السوية في ملاحظة قدرهم هي بين الغلو والجفاء ودين الله وسط بين طرفين وهدى بين وحق بين باطلين كما قال المصنف وهي من جواهر كلامه رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم. فاذا عرفت ان هذا الذي يسمي المشركون في زمننا الاعتقاد هو الشرك الذي انزل الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه اعلم ان شرك الاولين اخاف من شرك اهل وقتنا بامرين. احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة او الاولياء او الاوثان مع الله الا في الرخاء واما في الشدة فيخلصون الدين لله كما قال تعالى فاذا ركبوا فيهم مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذاهم مشركون. وقال تعالى واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه. وقال تعالى ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة او غير الله تدعون؟ الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا مس نعمة منه نسي. نسي ما كان يدعو اليه من الاية وقال تعالى واذا غشيهم موجود كالظلل فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابي وهي ان المشركين الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء واما في الشدة فلا يدعون ان الله وحده لا شريك له وينسون ساداتهم. تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين ولكن اين من يفهم هذه المسألة دهما راسخا والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله نبيا واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست باعاصية. واهل زماننا يدعون مع الله اناسا من افسق الناس والذين يدعونهم والذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك. والذي يعتقد الصالح والذي لا يعصي مثل الخشب. مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقد في من يشاهد في ممن يشاهد فسقه وفدوه في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وهو تألف القلوب للمعظمين من الخلق هو الشرك الذي انزل الله فيه القرآن وقاتل النبي صلى الله عليه وسلم الناس عليه فان هناك فرقين عظيم بين شرك الاولين وشرك المتأخرين. الفرق الاول ان الاولين لا يشركون عز وجل الا في الرخاء. واما في الشدة فانهم يوحدون الله. كما جاء هذا في ايات عدة ذكر المصنف طرفا منها اما المتأخرون فانهم يفزعون الى معظميهم دون الله في الرخاء والشدة فهم اقبح شركا. اذ عظم تعلقهم بمعظميهم في كل حال والفرق الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله اما انبياء واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله ليست عاصية. واما المتأخرون فانهم يدعون من دون الله عز وجل اناسا من افسق الناس ممن يحكى عنهم الفجور والزنا والسرقة كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى في بعض رسائله وقائع لجماعة من المعظمين مما كان الناس يعظمونهم بتاليه قلوبهم وهم من اهل الفدور كشمسانا وغيره. وقد تقدم ان الادلة الشرعية والوقائع التاريخية دلت على ان الفروق بين شرك الاولين والمتأخرين ثمانين كلية سبق سردها في شرح القواعد الاربع. نعم. احسن الله اليكم. اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انصح عقولا واخف شركا من هؤلاء فاعلم ان لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرنا وهي من اعظم شبههم فاصغي سمعك لجوابها وهي انهم يقولون ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا يشهدون ان لا اله الا الله ان محمدا رسول الله ويكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا. ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ونصدق القرآن ونؤمن بدعة ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا مثل اولئك؟ فالجواب وانه لا خلاف بين بين العلماء كلهم ان الرجل اذا ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام. وكذلك اذا امن ببعض القرآن وجحد بعضه. كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوه والصلاة او اقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة او اقر بهذا كله وجحد وجوب الصوم او اقر بهذا كله وجحد وجوب الحج ولما لم ولما لم ينقض ولم ولما لم ينقد ولما لم ينقد اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج انزل الله تعالى في حقهم ولله على الناس حج البيت من استطاع من استطاع اليه سبيلا ومن ان كفر فان الله علي عن العالمين. ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كفر بالاجماع وحل دمه وماله. كما قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. فاذا كان الله تعالى قد صرح في كتابه ان من امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر حقا. زالت هذه الشبه وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال بالاجماع وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث وكذلك لو وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله. لا يجحد هذا ولا تختلف المذاهب فيه. وقد نطق وقد نطق القرآن كما قدمنا فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج فكيف اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واذا التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر. سبحان الله ما اعجب هذا الجهل. ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني قاتلوا بني حنيفة وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله وهو ان محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون فان قال انهم يشهدون ان مسيبهم ان مسيبة نبي قلنا هذا ما هو المطلوب؟ اذا كان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه وسلم كفر وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادات ولم تنفعه الشهادتان ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة. فكيف بمن رفع شمسان او يوسف او صحابيا او نبيا او غيره في مرتبة جبار السماوات والارض سبحانه ما اعظم شأنه كذلك الله على قلوب الذين لا يعلمون ويقال ايضا الذين حركهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الاسلام وهم من اصحاب علي رضي الله هو تعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما. فكيف اجمع الصحابة علاقتهم وكفرهم اتظنون ان الصحابة يكفرون المسلمين ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثاله لا يضر والاعتقاد في علي ابن ابي طالب يكبر ويقال ايضا بنو عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن في زمن بني العباس كلهم يشهدون ان لا اله الله وان محمدا رسول الله. ويدعون الاسلام ويصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في اشياء دون ما نحن اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاهم مسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم من من بلدان المسلمين ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن وانكار البحث وغير ذلك انكار البعث وغير ذلك فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب؟ باب حكم مرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه ثم ذكروا اشياء كثيرة كل نوع منها يكفر ويحل دم الرجل وماله حتى انهم ذكروا اشياء يسيرة. عند من فعلها مثل كلمة يذكرها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه. او كلمة يذكرها على وجه المزح واللعب. ويقال ايضا الذين قال الله فيه ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. اما سمعت الله كفرهم بكلمة معك في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون الله. وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم من بعد ايمانكم لهؤلاء الذين صرح الله فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. قالوا كلمة ذكروا انهم قالواها على وجه المزح فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون المسلمين اناسا يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في هذه الاوراق. هم. احسن الله ومن الدليل على ذلك ايضا ما حكى الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامهم وعلمهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى اجعل لنا الها وقال اناس من الصحابة جعل لنا يا رسول الله ذات انواع كما لهم ذات انواع. فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل موسى اجعل لنا اله ، ولكن المشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواع لم يكفروا. فالجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذي سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك لكفروا وكذلك لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات انواط بعد نهيه لكفروا وهذا هو المطلوب. ولكن هذه القصة تفيد ان المسلمة بل العالمة قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها. فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة ان قول الجاهل التوحيد فهم ان هذا من اكبر الجهل ومكائد الشيطان. وتفيد ايضا ان المسلم المجتهد الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا فنبه على ذلك وتاب من سعته انه لا يكفر كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تفيد ايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا. كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم جماع الشبه المتعلقة بتوحيد العبادة مما انتظم في هذا الكتاب يرجع الى اصلين احدهما شبه يراد ان ما عليه المتأخرون ليس بشرك والاخر شبه يراد بها دفع التكفير القتال عمن فعل شيئا من ذلك. ولما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان الاصل الاول في دعاوى من يزعم ان تلك الافعال ليست شركا وابطل شبههم كرر رحمه الله تعالى يبطل شبهة الزاعمين بان هؤلاء وان وقع منهم ما وقع فان ذلك لا يقتضي تكفيرهم وقتالهم. وربما يكون في هؤلاء من الشيخ على انهم على باطل. لكنه يمنع من تكفيرهم وقتالهم وهذه الجملة في صدر ابطال شبه الاصل الثاني هي من انفع ما في هذه الاوراق كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى لان القائلين بان هذه الافعال لا توجب قتالا ولا تكفيرا بانهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويصومون. فهذه الافعال التي منهم محرمة باطلة لكن لا يكفرون ولا يقاتلون فلا توجب قتالهم وتكفيرهم. وقد رد رحمه الله تعالى هذه الشبهة من ثمانية وجوه. الوجه الاول ان من امن ببعض الاحكام وكثر ببعضها كافر بالجميع. كمن اقر وانكر الصيام او اقر بالحج او انكر وانكر الزكاة فانه لا يقبل منه اثباته لشيء ونفيه لشيء اخر ويكون بذلك مسلما بل يكون كافرا لان الاسلام دين كامل لا يتجزأ ولا يتبعظ فمن انكر شيئا لا للعبد من الدين فانه يكون كافرا بهذا الانكار. والوجه الثاني اطباق العلماء. ومنهم الصحابة على لا تكفيني من جاء ببعض اعمالي الكفر والشرك وقتالهم. فهو استدلال بالاجماع العملي الذي وقع من الصحابة وتتابع عليه العلماء في وقائع عدة كوقعة الصحابة مع بني حنيفة ان مسيلمة رسول الله او او ما وقع من علي رضي الله عنه من تكفير الغالين فيه الذين زعموا ان عليا هو الله فحرقهم علي واطلق الصحابة على تكفيرهم. وان عاب عليه بعضهم كابن عباس رضي الله عنهما تحريقهم ورأى ان حقهم القتل بالسيف. ومن جملة ذلك ما وقع في عهد بني العباس لما ظهر العبيديون المتسمون بالفاطميين وان العلماء كفروهم كما نقل اجماعهم على ذلك القاضي عياض وغيره من اهل العلم فهذا اطباق من العلماء باجماع عملي على ان من وقع منه فعل من افعال الكفر اوجب ذلك كفره فيقاتل عليه وان كان يزعم ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله والوجه الثالث ان العلماء في كل مذهب عقدوا بابا يقال له باب الردة يذكرون فيه نواقض الاسلام ومراد الفقهاء من عقد هذا الباب اثبات ان العبد قد يكفر بقول او فعل او اعتقاد او شك يخرج به من الاسلام. فاذا جاء بشيء من ذلك كفر وان كان مدعيا للاسلام. والوجه ان الله سبحانه حكم بكفر اناس لقولهم كلمة تكلموا بها ابطلت اسلامهم وايمانهم كما قال الله عز وجل يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر بعد اسلام ولقد ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامه فاكثرهم الله عز وجل وهم يزعمون ان لا اله الا الله وكونهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون ويصومون ويجاهدون. والوجه الخامس ما وقع فيه المستهزئون بالكلام في غزوة تبوك فاكثرهم الله سبحانه وتعالى. وحكى وذكر الله عز وجل ما ذكر من خبرهم في كفرهم وبوالي عملهم مع انهم خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد وهم يقولون لا اله الا الله. والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول وهؤلاء يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون بالرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم يصدقونه بشيء ويكذبونه في شيء اخر. فهم يصدقونه في كونه صلى الله عليه وسلم شافعا مشفعا. ويكذبونه صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من النهي عن سؤال صلى الله عليه وسلم ودعائه الشفاعة وغيرها فهم كافرون مرتدون بانكارهم بعض ما لانكارهم ببعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلي ويصوم كما وقع في سبب نزول هذه الاية ان قوما اقروا وبالصلاة وغيرها ثم لما امروا بالحج ابوا فانزل الله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فان الله غني عن العالمين وهذا شيء يروى عن التابعين كعكرمة وليس فيه شيء مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الاية دالة على ان من جحد وجوب الحج كافر فاذا كان هذا في حق من جحد شيئا من دين الله دون توحيد فما الظن بمن جحد توحيد الله؟ لا ريب انه اشد كفرا ممن جحد الحج الى بيت الله الحرام والوجه الثامن قصة ذات انوار. في الحديث الذي رواه الترمذي عن ابي واقر الليثي رضي الله عنه باسناد صحيح وفيه ان بني اسرائيل وقعوا فيما ويوجب عليهم الكفر اذ دعوا نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام ان يجعل لهم الهة غير الله فقالوا اجعلنا الها كما لهم الهة فزجرهم موسى ونهاهم عن ذلك. ووقع في حال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع القوم الذين مروا عليهم وهم ينوقون اسلحتهم بسدرة عظيمة فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا اجعل لنا ذات انواط كما هم ذات انوار وهؤلاء هم من المؤمنين بالنبيين الكريمين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وهم مطيعون لربهم عز وجل قائمون بنصرة دين الانبياء الذي جاءوا به. ولكنهم ارتكبوا فعلا عظيما فلم يشفع لهم ايمانهم في دفع كفرهم وانما منع من تكفيرهم انهم قالوا ذلك جهلا فلما نبهوا انتبهوا وانتهوا عن الكفر الذي ارادوه كما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في ما ذكره لما كفوا انفسهم عن الكفر لم يكفروا ولو انهم ابوا واستمروا في ذلك فقد وقعوا في الكفر وقد صرح المصنف رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد بخلاف ما ذكره هنا فانه ذكر في كتاب التوحيد ان ما فعله الصحابة هنا في قصة ذات انواط هو شرك اصغر لانهم لم يرتدوا بذلك فكانهم سأل النبي صلى الله عليه وسلم سببا ليس مستقل بالتأثير فله رحمه الله تعالى في حقيقة ما وقع ممن وقع له ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم قولان احدهما ان الذي وقع منهم شرك اكبر وهو الذي ذكره في كشف الشبهات والاخر ان الذي وقع منهم شرك اصغر وهو الذي ذكره في كتاب التوحيد ولو قيل بامكان وجود هذا وذاك على اختلاف الافراد كان ممكنا. فيكون منهم من اراد التبرك مع اعتقاد السببية فيكون شركهم شركا اصغر ومنهم من اراد التبرك على اعتقاد استقلالها بالتأثير فيكون شركهم شركا اكبر ويكون النبي صلى الله عليه وسلم انكر على الطائفتين مع ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاث فوائد من قصة ذات انوار وهي قصة عظيمة نافعة حقيقة بامعان النظر فيها والتفطن لمعانيها. فمن فوائدها التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى وهن ثلاث اولها الحذر من الشرك. والخوف منه ان يقع فيه العبد وهو لا يشعر وقد بوب المصنف رحمه الله تعالى باب الخوف من الشرك فالعبد مأمور بان يخاف من الشرك. وما يجري على السنة الناس من قولهم توحيد فهمناه من اعظم الجهل ومكايد الشيطان. لان الانسان محتاج الى لهذه المسائل حتى يتوفاه الله سبحانه وتعالى. فانه لا يأمن على نفسه الفتنة. وقبل قد ذكرت لكم ما ذكره المصنف رحمه الله في رسالة له لبعض الناس ان النبي صلى الله عليه وسلم مع ما هو عليه من تحقيق التوحيد في مكة انزل عليه في المدينة فاعلم انه لا اله الا الله فاذا كان النبي صلى الله عليه وسلم مأمورا بدوام العلم بالتوحيد ورعايته والتفطن به. فغير النبي صلى الله عليه وسلم اولى واحرى ولكن الناس اذا طال عليهم الامد وضعف فيهم حال التوحيد ولم يجدوا ما كانوا يجدونه منه من ذوق حلاوته قبل لما اعتراهم من عواد الزمان وتغير الاحوال والفتن وجاء تداخل الناس من لو توحيد الله وابتغوا من العلوم والمعارف ما يشتغلون به ظانين انه لهم من توحيد الله عز وجل. وثانيها الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من اقوال الكفر واعماله ثم نبه اليه فتاب من ساعته وانخلع منه وتبرأ فانه لا وثالثها ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جهلا فانه لا يتزاهل معه بل يغلظ عليه في الانكار كما غلظ موسى عليه السلام على قومه وكما غلظ محمد صلى الله عليه وسلم على اصحابه وذلك لعظمة الامر الذي تكلموا به وقد بوب البخاري في صحيحه باب الغضب في الموعظة. وذكر المصنف رحمه الله تعالى في باب من تبرك بشجرة او حجر من فيه الغضب والتغليظ في التعليم فاذا انتهك حق الله عز وجل ولا سيما في فان مما يحفظ به جنابه وتبقى حرمته وتدفع به الشبه عن القلوب ان يغلظ على الواقعة في على الواقع فيه وينكر عليه انكارا شديدا. فمن يقول ان دعوة التوحيد فيها شدة فهو كما قال فانها شدة الحق وهذا امر وقع من النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكر وجود الشدة ينكر حسن حسن موافقتها ومصادفتها لموضعها. فان الشدة في موضعها تحمد وفي غير موضعها تذم كما ان اللين في موضعه يحمد وفي غير موضعه يذم وهذا هو الفرقان الحق في تمييز الشدة واللين في دعوة الموحدين. فان دعوة الموحدين تنضم جميعا وهم يستعملون الشدة في موضعها واللين في موضعه مهتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم وكفى به قدوة واماما صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم وللمشركين سبات اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وكذلك قوله ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في كف عن من قالها ومراد هؤلاء فان جهلة ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. فيقال لهؤلاء الجهلة مشركين. معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون الا لا اله الا الله وان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي ابي طالب رضي الله عنه من نار وهؤلاء الجهلة مقرون ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفوح وتنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسوت ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجلا ادعى الاسلام بسبب انه ظن انه ما ادعاه الا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر الاسلام وجب الكف عنه حتى كان منه ما يخالف ذلك وانزل الله تعالى في ذلك يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية اي تثبتوا فلا يدخلون على انه يجب الكف عنه والتثبت فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام قتل. لقوله فتبينوا ولو كان لا يقتل اذا قالها لم يكن لتثبت معنى وكذلك الحديث الاخر وامثاله معناه ما ذكرت ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الا ان يتبين منه ما يناقض ذلك. ذكر المصنف رحمه الله شبهة يتعلق بها هؤلاء في ابطال ما تقدم تقريره من ان من جاء بشيء يوجب كفرا فانه يكفر ويقاتل عليه وان قال لا اله الا الله وشهد ان محمدا رسول الله. وشبهة هؤلاء انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة بن زيد رضي الله عنهما قتل من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها. ومراد هؤلاء ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل. وهم يقولون ذلك مع علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم هم يقولون لا اله الا الله وان الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويصومون وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب ابي طالب بالنار كلهم يقرون انه لا اله الا الله وقتالهم مشهور لا يخفى. ويقولون ذلك ايضا وهم مقرون ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله. ومن انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جحد شيئا من هذه الفروع وتنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه ولكن اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث كما قال المصنف فمعنى حديث فمعنى حديث اسامة متى وحديثي امرت ان اقاتل الناس ليس كما فهموا ان من قال لا اله الا الله يكون مسلما ولو فعل الشرك والكفر وانما معناها ان من قال لا اله الا الله وجب الكف عنه حتى يظهر منه ما يخالف مدلول هذه الكلمة من كفر او شرك. فقول لا اله الا الله يوجب وكالحال فاذا قالها الانسان فقد وجبت له عصمة الحال وبقي وراءها عصمة المآل وهي مرتبة على التزامه بمقتضيات هذه الكلمة. فاذا التزم بمقتضى هذه الكلمة ثبتت له عصمة المآل كما ثبتت له عصمة الحال. وان قال هذه الكلمة ثم جاء بما يناقضها فحين تكون قد انتقضت عصمة المآل بعد بيان انه ثبتت له الحال اولا الامر. فمن يأتي بشيء يناقض لا اله الا الله تنخرم عصمة المآل في حقه وهذا هو معنى قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا فامر الله عز وجل بالتبين والتثبت بشأن من قال لا اله الا الله. وفائدة ذلك ان من قال لا اله الا الله كف عنه فان التزم بمقتضاها بقيت عصمته. وان قال لا اله الا الله فكف عنه ثم جاء منه ما ينقض هذه العصمة فانها تنتقض. نعم. احسن الله اليكم. والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بطلاقة بعد ما قال لا اله الا الله. وقالوا لا اله الا الله هو الذي قال في الخوارجين ما لقيتوهم لئن ادركتهم لاقتلنهم قتلى مع كونهم من اكثر الناس عبادة تكبيرا وتهليلا حتى ان الصحابة يحقرون انفسهم عندهم وهم علموا العلم من الصحابة فلم تنفعهم لا اله الا الله ولا كثرة العبادة ولا ادعاء الاسلام لما ظهر منهم مخالفة الشريعة وكذلك ما من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو من المصطلح ما اخبره رجل من لما اخبره رجل انه منعوا الزكاة حتى انزل الله. يا ايها الذين امنوا ان جاءكم الفاسقون بنبأ الاية وكان الرجل كاذبا عليم. فكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الواردة فيما ذكرنا ذكر المصنف رحمه الله تعالى اربعة ادلة تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم اولها ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال اقتلته بعدما قال لا اله الا الله وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو نفسه الذي امر بقتال الخوالد وهم اشد الناس عبادة وخوفا بل فيهم من اخذ عن الصحابة ومع هذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم لما فعلوا اشياء تخالف الاسلام وهم يقولون لا اله الا الله وما فعلته الخوارج مما ينافي الاسلام هل ينافي اصله ام كماله؟ فيكونون كفارا على الاول وفساقا على الثاني قولان لاهل العلم. فمنهم من يرى ان الكفار ان الخوارج فساق بكفار ومنهم من يرى انهم كفار وليسوا بفساق. والقول الاول اسعد بالدليل انهم كانوا اهل فسق وبدعة وضلال ولم وقد نقل ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله اجماع الصحابة عليه وهو الاصح. وثانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود. وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة. ورابعها قصة بني المصطلق وهم قبيلة دخلوا في الاسلام وارسل اليهم النبي صلى الله عليه وسلم المتصدق الذي يجب الزكاة يأتي بزكاتهم فلما خرج اليهم رجع بعد الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال انهم منعوا الزكاة. فهم النبي صلى الله عليه وسلم بغزوهم فنزلت اية سورة الحجرات يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ. وهذه القصة رويت من وجوب كثيرة مفرداتها ضعاف لكن مجموعها يدل على ثبوت اصل هذه القصة وانها نزلت في واقعة الوليد بن عقبة مع بني المصطلق وقد نقل ابو موسى المديني الحافظ في كتاب معرفة الصحابة اجماع اهل العلم بالتفسير على ان معنى هذه الاية هو ما وقع في قصة الوليد ابن عقبة مع بني المصطلق الا ان تفصيل هذه القصة قد يقع في كلام قد قد يوقعه في كلام يخالف ما ينبغي من الاجماع فيما يتعلق بحق الصحابة فظاهر الطرق الجياد التي هي امثل من غيرها في هذه القصة ان الوليد طردهم فلما اقبل عليهم ارادوا ان يخرجوا لاستقباله. فلما رأى جمعهم خاف منهم وظن انهم يريدون قتله والامتناع دعا منه فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فحكى الواقعة كما هي وظاهرها يوهم ذلك. اما التفصيل فيها بان يقال انه كذب عليهم ونحو ذلك مما وقع في كلام بعض اهل العلم رحمهم الله تعالى فالاولى تركه لجناب الصحابة والتجاري مع تفاصيل القصص المنقولة في الاخبار التاريخية قد يوقع في الغض من جلال الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم من المعظمين فيكون اصل القصة ثابتا كهذه الحكاية لكن وقعت زيادات في بعض الفاظ للرواة ثم انتشرت دون تمييز لها. نعم. احسن الله اليكم. ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم ثم بموسى ثم بعيسى فكلهم يعتذرون حتى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان تقول سبحان من طبع على قلوب اعداءه فان الاستغاثة للمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها كما قال الله تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذين من شيعته قال الذي من عدوه وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره في اشياء يقدر عليها المخلوق ونحن انكرنا ونحن استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم. او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله تعالى اذا ثبت ذلك الاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف وهذا جائز في الدنيا والاخرة. ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك اسمعوا كلامك تقول له ادعو الله لي كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في الاستسقاء وغيره واما بعد فحاشى وكلا انهم سلوا ذلك عند قبره بل انكر السلف على من قصدوا دعاء الله عند قبره فكيف دعاؤه؟ فكيف دعاؤه نفسه ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا شبهة من شبه المشبهين في باب توحيد العبادة انهم يستدلون بحديث الشفاعة الطويل الذي يستغيث فيه الناس بالانبياء وكلهم يعتذر اليهم حتى ينتهوا الى النبي صلى الله عليه وسلم محمد فزعم هؤلاء المتهوقون ان هذا الحديث يدل على جواز الاستغاثة بغير الله وانها ليست شركا واذا وقعت باقرار اولي العزم من الرسل فكيف تكون شركا؟ وهذه الشبهة داحضة وبيان بمعرفة ان ما فعله ان ان ما يفعله الناس حين اذ يكون سؤالا لحي حاضر يقدر على سئل فيه فان الانبياء لهم مقام عند الله. فاذا دعوا الله سبحانه وتعالى حينئذ فذلك مما لهم فيه ومن يزعم ان هذا الحديث دال على جواز الاستغاثة بالمخلوقين على وجه الاطلاق ولو كان ميتا او غائب من او سأله فيما لا يقدر فهذا استدلال بالدليل في غير محله ومعلوما ان من طرائق ابطال الاستدلال وقوع الدليل في غير محله ومحله المصادف له دلالة هو الوجه المتقدم من انهم استغاثوا بحي حاضر غادر فيما يسأل فيه نعم احسن الله اليكم ولهم قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهوى فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبرائيل لم يسلم عظا على ابراهيم؟ فالجواب ان هذا من جنس صفات الاولى فان جبرائيل عليه السلام عرض عليه ان ينفعه بامر بامر عليه فانه كما قال الله تعالى في سبيل القوى فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض الجبال ويلقيها في المشرق او المغرب لفعل ولو امره الله ان يضع ابراهيم عنهم في مكان بعيد لفعل ولو امرهم ان يرفعوا الى السماء اين فعل؟ وهذا كرجل غني له مال كثير يا رجل محتاجا في عرض عليه ان يقرضه او يذهب شيء يقضي به حاجته فيأبى ذلك الرجل المحتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه حتى يأتيه الله برزق من لا منة فيه لاحد. فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر شبهة من مقالات المبطلين في توحيد العبادة وهي استدلالهم بقصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار فعرض له جبريل وقال له الك حاجة؟ فقال اما اليك فلا وهذه الشبهة مندفعة من وجهين احدهما من جهة الرواية وهي بطلان القصة وانها لا تروى من وجه صحيح وانما تروى فيها مقاطيع لا تثبت. والوجه الثاني من جهة الدراية وهو ان قول جبريل لابراهيم عليه السلام الك حاجة ليس من قبيل الشركية بل عرض عليه جبريل شيئا يقدر عليه وكان جبريل حيا حاضرا فاذا وقع مثل هذا فانه لا يكون استغاثة شركية فبطلت دعوة من زعم ان جبريل عرض عليه استغاثة به ولو كان شركا لم يعرض جبريل عليه السلام هذا على ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ولا سكت ابراهيم عليه الصلاة والسلام عن هذا وانما هو قد عرض شيئا يقدر عليه حال حضوره وحياته والحق ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام قال حين القي في النار حسبنا الله ونعم الوكيل. كما ثبت ذلك في ابن عباس عند البخاري قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قيل له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. فيكون ابراهيم عليه الصلاة والسلام قد تدرع بالتوحيد. وكمال تفويض امره الى الله ولم يقع في قلبه توجه الى غيره. لا الى جبريل ولا الى احد سواه. نعم الله اليكم ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفيد لها الكلام لعظم شأنها ولكثرة فنقول لا خلاف ان التوحيد لابد ان يكون في القلب واللسان والعمل. فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما فان عرف التوحيد ولم فهو كافر معاند كفرعون وابليس وامثالهما وهذا يغلط في كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه الحق ولكن لا نقدر ان نفعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من وافقهم غير ذلك من لا عذاب ولم يعرف المسكين وان غالب ائمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه الا لشيء من الاعذار. كما قال الله تعالى اشتروا بايات الله ثمنا فان عمل بالتوحيد عملا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق. وهو شر من الكافر الخالص كما قال الله تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهذه مسألة كبيرة طويلة تأتوا به. وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تبين لك اذا تأملتها بالسنة الناس ترى من يعرف الحق ويترك العمل بين خوف نقص دنياه او جاهي او ملكي او وترى من يعمل به ظاهرا لا باطن بين اذا سألته عن ما يعتقده بقلبه اذا هو لا يعرفه. ولكن عليك رحمه الله كلامه بمسألة اشار اليها بالتعظيم. فبين ان التوحيد متعلق بثلاثة اشياء هي القلب واللسان والعمل. فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد. اما من اقر بقلبه فقط او اعترف بالتوحيد بلسانه وفي ظاهر عمله ولم يقر به باطنا فهاتان الطائفتان كلاهما زائغ عن الحق فالناس فيه منقسمون الى اقسام ثلاثة اولها من يقر بالتوحيد ظاهرا وباطنا وهذا وهذه حال الموحد. والثاني من يقر بالتوحيد باطنا بمعرفة قلبه ولكنه لا يلتزم بظاهره وهذه حال وثالثها من يكون قلبه منطويا على الكفر اما ظاهره فانه ينطق بالتوحيد وربما عمل به. وهذه حال المنافقين فلا يقبل الله من العبد توحيده حتى يجتمع عليه قلبه ولسانه وعمله. وهذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة والجماعة من ان الايمان دائر على هذه الاشياء الثلاثة القلب لساني والجوارح. نعم. احسن الله اليكم. ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب تعالى اولاهما ما تقدم وهي قوله لا تعتذروا قد كفرتم من بعد ايمانكم. فاذا تحققت ان بعض الصحابة غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها في غزوة تبوك على وجه المزح واللعب تبين لك ان ان الذي يتكلم بالكفر او يعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداراة لاحد اعظم من يتكلم بكلمة بها والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من مكرها وقلبه مطمئن الايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فلم يعذر الله من هؤلاء فلم يعذر الله من هؤلاء الا من اتي مع مع كون قلبه مطمئنا بالايمان واما غير هذا فقد كفر بعد ايمانه سواء فعله خوفا او طمعا او مداراة لاحد او مشحة لوطنه او اهله او عشيرته او ماله او فعله على وجه المزح او لغير ذلك من الاغراض الا المكره والاية تدل على هذا من جهتين الاولى قوله الا من اكره فلم يستثن الله الا من الا المكره فلم يستثني الله ان المكره ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام. واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بانه مستحب الحياة الدنيا على الاخرة. فصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل والبغض للدين او محبة الكفر وانما سببه ان له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فاثرهم على الدين. والله اعلم لما بين المصنف رحمه الله ان التوحيد متعلق بالقلب والقول والعمل وان العبد لا يكون موحدا الا باجتماع قلبه ولسانه وعمله على التوحيد كله حذر من الوقوع فيما يخالف هذا وحرض على فهم ايتين عظيمتين من كتاب الله تدلان على ان العبد قد يكفر بسبب كلمة يقولها على وجه اللعب والنزاع واذا كان يكفر بكلمة يقولها على وجه اللعب والميزاح يمزح بها فانه يكفر من تكلم خوفا لنقص ماله او جاهه او مجاراة لاحد وانه اعظم ممن تكلم كلمة يمزح بها وانه لا يخرج من تبعة الكلمة الا من قالها على وجه الاكراه. ولذلك شرط هو ان يكون قلبه مطمئن بالايمان كما قال الله سبحانه وتعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان فاذا كان قلبه مطمئنا لم يضره ذلك. اما اذا ركن قلبه اليهم ومال الى موافقتهم فانه قد خرج من حال الاكراه الى حال الموافقة. ثم نبه المصنف الى قاعدة جليلة اذ قال ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او الكلام. واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليها محل قبول الاكراه انما يكون في الاقوال والاعمال. لانها هي الظاهرة التي مكره وتقبل من المكره. واما العقائد الباطنة فانه لا يطلع عليها المكره. ولا تسلط له فيها ولا مكنة له منها فلا يتحول عنها المكره الا بعد زيغ قلبه فاذا تحول المكره عن عقيدته الباطلة بعد ان كان قلبه مطمئن بالايمان فانه يكون قد وقع في الكفر وخرج من عذر الاكراه والمقصود بذكر هذه النبذة المنبهة على خطورة الكفر تعظيم ذلك في نفوس الخلق وان الانسان ربما كفر بكلمة يتكلم بها. وقد يكون تكلم بها على وجه المزاح والهزل وهذا من الابواب التي سرى خطرها وانتشر شررها على السنة الناس. بل على السنة ممن يعظون الناس ويذكرونهم فتجده يذكر في كلامه اشياء هي من جنس ما ذكره المصنف رحمه والله تعالى لانه يقول كلمة يمزح بها على وجه المزاح ثم يذكر حديثا نبويا او يذكر مقاما كريما من مقامات الدين وينزله على وجه يضحك به الناس. وطلب اضحاك ناس في وعظهم وارشادهم وجعله هو الاصل من المحدثات في الدين. وقد قال جماعة من الصحابة منهم علي وابن مسعود رضي الله عنهما ان هذا الدين جد فاذا خالطتموه بالهزل مجته قلوب الخلق فمن ظن انه يصبح الناس الضحك فانه من جهله بدين الله سبحانه وتعالى. فان الله عز وجل لما خاطب جملة من انبيائه قال خذ الكتاب بقوة ولما انزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله له انا سنلقي عليك فقيدا والنبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا الدين متين. فمن ثقله ومتانته اجلاله واعظامه بالتزام هديه صلى الله عليه وسلم في بيان الدين. واما جعل ذلك اصلا حتى يفضي الى جعل الدينية والاحكام الشرعية مدخلا اضحاك الناس بالمزاح الهزل فهذا يقع فيه اصحابه في شيء مما اندرج في كلام امام الدعوة من ان الانسان قد يكفر بكلمة يقولها حين يقولها وهو يمزح بها لكن بعض الناس كما ذكر امام الدعوة في مواضع متفرقة اذا قرأ مثل هذه الايات والاحاديث سمعت وسمع كلام اهل العلم ظن انه لا يقصد بها الا من كان منافقا وتكلم في الدين. اما من ارسل وقصر ثوبه فله ان يتكلم في الدين بما شاء. وهذا من الجهل بحقيقة الدين. فان دين الله سبحانه وتعالى حاكم على كل احد وكل احد يجب ان يكون محكوما بدين الله عز وجل في بيان احكامه. فمن اراد ان يعظ الناس فليعظهم الكتاب والسنة وليلتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه الجواب الكافي والترياق الشافي الذي ينتفع به الناس ومن انشأ دعوته على هذا نفع وانتفع. ومن خرج عنها يمنة او يسرة فقد اخذ في السبل فظل واضل وبهذا ينتهي شرح هذا الكتاب على نحو مختصر يفتح منصده ويبين مقاصده. اللهم انا نسألك علما في يسر ويسرا في علم وبالله التوفيق