قلت وفقكم الله باب نجاة هذا الامر. مقصود الترجمة بيان ما تحصل به نجاة العبد في هذا الامر. بيان ما تحصل به نجاة العبد في هذا الامر اي الشأن الذي جعل فيه من الابتلاء اي الشأن الذي جعل فيه من الابتلاء العبادة واحسان العمل بالعبادة واحسان العمل. قال الله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وفي صحيح مسلم من حديث المجاشعي رضي الله عنه ان الله تعالى قال انما بعثتك يعني محمد صلى الله عليه وسلم لابتليك وابتلي بك. اي لاختبرك في تبليغ الرسالة يختبر الناس في امتثالهم ما ارسلت ما ارسلتك به اليهم هل يقبلون ام لا يقبلون. نعم. احسن الله اليكم. قلت وفقكم الله وقول الله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا. انه بما تعملون بصير. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكوا النار. وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا وقوله واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوا الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. ولولا فضل الله عليكم ورحمته اتبعتم الشيطان الا قليلا. عن زيد ابن ارقم رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خم بين مكة والمدينة فحمد الله واثنى عليه ووعظ ثم قال اما بعد انا ايها الناس فانما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب. وانا فيكم ثقلي اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في لبيتي اذكركم الله في اهل بيتي. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل. رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب وصححه الحاكم وقال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني. فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. قلت وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه؟ قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر. قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة الى ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا. فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بالسنتنا قلت فما تأمرني ان ادركني ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم. قلت وان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك متفق عليه واللفظ لمسلم. وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه يوشك ان يكون خير ما للمسلم غنم يتبع بها شعث الجبال ومواقع القطر. يفر بدينه من الفتن رواه البخاري وعن معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الهرج كهجرة اليك. رواه مسلم. وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سبيله فاصاب بعضهم اعلاها وبعض اسبلها فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو انا خلقنا في نصيبنا خرقا ولم مؤدبا فوقنا فان يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا. وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا رواه البخاري وعن معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولا تزال اصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من نواهم الى يوم القيامة متفق عليه ولا اخوني مسلم. وقال ابن شهاب الزهري رحمه الله كان من مضى من علمائنا يقولون للسنة نجاة. والعلم يقبض قبضا سريعا. فنعش العلم ثبات الدين والدنيا. وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله رواه الدارمي واسناده صحيح. والنافعين انه سمع عبد الله عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو يده يقول اللهم انك قلت ادعوني استجب لكم وانك لا تخلف الميعاد. اسألك كما ليتني الاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم. رواه مالك واسناده صحيح ايضا. وقال الفضيل ابن ابن عياض رحمه الله طوبى لمن مات على الاسلام والسنة ثم بكى على زمان يأتي تظهر فيه لا تقال فاذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله. رواه البيهقي في شعب الايمان. وقال ابو بكر مروذي رحمه الله في كتاب الورع قلت لابي عبد الله يعني احمد بن حنبل رحمه الله من مات على الاسلام مات على خير فقال لي اسكت من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله. ذكر وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة عشر دليلا. فالدليل الاول قوله تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك الاية والتي بعدها. ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله فاستقم كما امرت. اولها في قوله فاستقم كما اامرت فمما ينجو به العبد الاستقامة وحقيقتها اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم الذي هو الاسلام. وتانيها في قوله ولا تطغوا اي لا تجاوزوا الحد الذي جعل لكم بالزيادة. اي لا تجاوزوا الحد الذي جعل لكم بالزيادة والمبالغة. فمما ينجو به العبد ترك الطغيان فمما ينجو به العبد ترك الطغيان. وثالثها في قوله ولا تركنوا الى الذين ظلموا وثالثها في قوله ولا تركنوا الى الذين ظلموا. اي لا تميلوا الى اولئك الذين ظلموا ممن امر العبد بمباعدتهم. ممن امر العبد مباعدتهم من الكفرة والمبتدعة والفساق. من الكفرة والمبتدعة والفساق فمما ينجو به العبد هجر الظالمين فمما ينجو به العبد هجر الظالمين من الكفار والمبتدعة والفساق. فان اسم الظلم يشملهم وان اختلفت حظوظهم منهم. فان اسم الظلم يشملهم. وان اختلفت حظوظهم منه فاذا استقام العبد ولم يطغى ولم يركن الى الظالمين كان ذلك من اسباب نجاته. واذا عدل عن ذلك فهو على شفا هلكة والدليل الثاني قوله تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ولو ردوه الى الرسول واذا اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فمن ما ينجو به العبد رد الامر الى اهله. فمما ينجو به العبد رد الامر الى اهله من والامراء لانهم به ادرى. وعليه اقدر. وقد علق الله ذلك في ذممهم وقد علق الله ذلك في ذممهم. فذممهم مشغولة بالقيام بالشأن العام في ذممهم مشغولة بالقيام بالشأن العام. مما يرجع الى تحصيل امن مطلوب او دفع امر مرهوب. فان ذمم هؤلاء وهؤلاء قد شغلت شرعا بهذا الحق فهم من اعظم الناس حملا بين الناس. وقد حملهم الله عز وجل تلك الامانة فمن اداها نجا وسلم. ومن خانها كان من اعظم الهالكين. وذكر الله عز وجل في الاية التخويف من العدول عن هذا الى غيره. في قوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا. فالعدول عن هذا ودخول العبد فيما ليس من شأنه هو من اتباع الشيطان الذي يؤدي بالعبد الى الشر والهلكة في الدنيا والاخرة. والدليل ثالث حديث زيد ابن ارقم رضي الله عنه انه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا الحديث رواه مسلم وقوله فيه بماء يدعى خما اي بموضع يجتمع فيه الناس على ماء يقال له اغادير خم وهو بين مكة والمدينة. وقوله وانا تارك فيكم ثقلين اي امرين عظيمين اي امرين عظيمين فالثقل الامر العظيم الذي يثقل لجلالته ومهابته ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اولهما كتاب الله. فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فمما ينجو به العبد اخذه بكتاب الله واستمساكه به وتقدم ان الاستمساك هو شدة التعلق. فمما تدرأ به عن العبد انواع الشرور ويدرك فنون الخير والحضور شدة تعلقه بكتاب الله. واقباله عليه ولا سيما في اوقات الفتن. وللعلامة عبداللطيف ابن عبدالرحمن ابن الحسن رحمه الله وصية في هذا كتب بها الى بعض اصحابه لما نزل بالناس ما نزل من الفتن بعد مقتل الامام تركي ابن عبدالله رحمه الله فكتب يوصي بلزوم كتاب الله والاقبال عليه والاكثار من قراءته وتدبر معانيه وفهم اياته ومعرفة تفسيره. ويتبع الاعتصام بالقرآن الاعتصام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. فان القرآن يأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم لا ماء ويرغب في طاعته ويحذر من مخالفته. فينجو العبد باعتصامه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واطراح ما يخالفهما من الاهواء وان عظم عند الناس. فانه اذا سطع نور الحق من الكتاب والسنة لم يبقى نور سوى نورهما واذهب نورهما فكل باطن يتعلق به الناس. والدليل الرابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين دينه الحديث رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن غريب. وصححه الحاكم. والخليل هو قرين الرجل وصاحبه الذي قويت صلته به. قرين الرجل وصاحبه الذي قويت صلته حتى تخللت محبته قلبه. حتى تخللت محبته قلبه اي تمكنت من قلبه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فلينظر احدكم من يخالل فصحبة من يوثق بدينه وعقله من مصاعد النجاة. فاذا صحب المرء الصادق في الدين العارف به العاقل فيما يأتي وما يذر كان ذلك من اسباب نجاته. والرجال والنساء في ذلك سواء قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين. اي الزموا انفسكم صحبة الصادقين لماذا؟ تحمد من عاقبة تلك الصحبة. والدليل الخامس حديث حذيفة رضي الله عنه انه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير. وكنت اسأله عن الشر. الحديث رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم. وقوله فيه نعم وفيه دخن. اي شيء غير صافي اي شيء غير صاف ولا سالم من التلطخ بما يكره. وقوله نعم دعاة الى ابواب جهنم اي دعاة الى اعمال اهلها. اي دعاة الى اعمال اهلها ابواب الجنة سميت بالاعمال التي تدخل فيها مثل باب الصلاة وباب الصدقة وباب الجهاد كما ثبت في الصحيحين. وابواب النار هي اعمال اهلها. التي تدخلهم اياها ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تلزم جماعة المسلمين وامامهم فمن نجاة العبد ان يلزم جماعة المسلمين ولا يفارقهم وان يسمع ويطيع لامامهم وهو المتولي للحكم فيهم. وهذا المرتقى من مصاعد النجاة مما يفقد في الناس في احوال ولذلك سأل عنه حذيفة فقال فان لم يكن لهم جماعة ولا امام اي اذا لم يكن امرهم منتظما بجماعة من رؤوس الحل والعقد يتولى عليهم امام يرجعون اليه في تدبير شؤونهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فاعتزل تلك الفرق كلها. اي اعتزل ما يصير الناس من احزاب وجماعات وعصابات فان في ذلك السلامة لدينك فاذا العقد وانقطع الحبل وانخرم الامر ولم يبق في الناس جماعة من رؤوسهم يرجعون اليهم ولا امام يسمعون له ويطيعون وصاروا شذر مذر. ودخل بعضهم في بعض فان المأمور به شرعا ان يعتزل العبد الناس حينئذ وهم بلا ريب متفرقون فتاة تنتظم اما في اسم احزاب او اسم جماعات او اسم عصابات او اسم عرقيات او غير ذلك من الضوابط التي تجمع بعض الناس الى بعض عند انفراط الامر بينهم في جماعتهم وولايتهم فيؤمر العبد ان يعتزلهم جميعا ولو ان تؤدي به تلك الحال الى ان يعض باصل شجرة اي ان يشد باسنانه على جذع شجرة ليسلم من مشاركة الناس في القيل والقال والوقوع فيما وقعوا فيه من الهرج والمرج واختلاط الامور بينهم. ولو بقي على تلك الحال حتى يدركه الموت. فانه مناجاته عند الله سبحانه وتعالى. واكمل الناس دينا واتمهم عقلا من يطلب نجاته عند الله ولو هلك عند الناس واوهنهم دينا واسقمهم عقلا من يطلب نجاته عند الناس ولو هلك عند الله فان العبد اذا نجا عند الله تمت له النجاة والسعادة. واذا نجا عند الناس وهلك عند الله لم تكن له سعادة ولا نجاة ابدا. ولكن اكثر الخلق محجوبون بحجاب البشرية والانسانية يتوبون الى حقوقهم وحظوظهم بين الناس. ويغفلون عن حظ الله وحقه. فتجد كثيرا من الناس من يتحدث عن الموقف وهو يريد موقفك عند الناس. وينسى الموقف بين بين يدي الله سبحانه وتعالى. فتجده في اتوان الفتن يأتيك من يصطدم شرا فيقول ما موقفك من الاحداث وهو يريد الموقف عند الناس وينسى رعاية الموقف عند الله سبحانه وتعالى. وفي من انباء من سبق الخبر اليقين بالفرق بين الراسخين المؤمنين وبين الغوغاء المتعجلين ففي طبقات ابن سعد ان رجلا دخل على حذيفة وابي ابن مسعود الانصاري رضي الله عنهما وهما في مسجد الكوفة فقال لهما انتما ها هنا وقد اخرج الناس اميرهم يقول انتم جالسين في المسجد والناس طلعوا الامير اين المشاركة الشعبية؟ فسكت شف العقل والدين فسكت فلما رأى سكوتهما قال والله انا لعلى الحق فقال له حذيفة والله لا تكونون على الحق حتى تنصح الرعية ويشفق الراعي. هذا اللي على الحق تنصح ما تطلب حقوقها وانما تطلب حق الله سبحانه وتعالى. والراعي يشفق ويرحم ويعلم انه مؤتمن على هذه الامانة وان الله لا يرحم من عباده الا الرحما. وان من ولي من امر المسلمين شيئا فرفق بهم رفق الله به. وان من ولي من امرهم شيء فشق عليهم شق الله سبحانه وتعالى عليه. فمن استحضر هذه الاحكام الشرعية والحقائق الدينية عندما تحصل الفتن نجا ومن تسلط عليه صوت الخلق من القيل والقال خرج عن طريق الشرع ولا يثبت الله سبحانه وتعالى الا من اختاره واصطفاه وهداه ولذلك فان من من اعظم شهود المنن والنعم الثبات عند الفتن. فانها نعمة عظيمة. وقد تقدم في الاثار التي مضت في باب الامير ان غير واحد من الصحابة يقول اصبروا فان الامر قريب. وهذا هو المأمور به شرعا في ان يسلك الانسان الطريقة الشرعية وان يحمل نفسه عليها ولو كان في ذلك الم على نفسه لانه ليس عبد بنفسه ولا عبدا للناس وانما هو عبد لله سبحانه وتعالى. فمن راقب عبودية الله عز وجل في الناس نجا وانجى الناس. ومن الناس في حق الله عز وجل هلك واهلك الناس. ولا ينبئك شاهد عينيك. وطارق سمعك عما يتصل باحوال المسلمين قديما وحديثا عند عدم القيام بهذه الحقوق كما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. والدليل حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير مال المسلم. الحديث رواه رواه البخاري. وقوله فيه شعث الجبال يعني مسالكها الوعرة. وطرقها الملتوية وطرقها الملتوية ومواقع القطر اي منازل الغيث اي منازل الغيث من مجامع السيول التي ينبت فيها الشجر ودلالته على مقصود الترجمة في قوله يفر بدينه من الفتن. فمما ينجو به العبد ان يفر بدينه من الفتن فيتحفظ من الفتن ويتحرز منها ولا يرد على شيء منها ابتغاء حفظ دينه ونجاة نفسه لئلا يدخل في شيء من هذه الفتن فيفتح على نفسه بابا من ابواب الشر لا يغلق والدليل السابع حديث معقل ابن يسار رضي الله عنه رده الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العبادة في الهرج الحديث رواه مسلم. ومعنى رده الى النبي صلى الله عليه وسلم اي نسبه اليه وجعله من كلامه. اين نسبه اليه وجعله من كلامه ودلالته على مقصود الترجمة في قوله العبادة في الهرج كهجرة الي مما ينجو به العبد الاقبال على العبادة. فمما ينجو به العبد الاكثار الاقبال على العبادة والاستكثار منها في زمن الفتنة فالهرج هو اختلاط الامور. فالهرج هو اختلاط الامور. واعظمه القتل واعظمه القتل. فتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للهرج لما ذكره بقوله القتل يعني اعظم ما يكون من الهرج باختلاط الامور هو ان يقتل المسلمون بعضهم بعضا. وعظم النبي صلى الله عليه وسلم اجر العبادة في تلك الحال بان بلغ منزلة صاحبها منزلة من هاجر اليه الله عليه وسلم والجامع بين هذا وذاك ان المهاجر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم نزع نفسه من ارض الكفر ونزح الى ارظ الاسلام. ففارق الناس مما فيما كانوا عليه. وكذا المقبل على الله بالعبادة. ينزع نفسه مما عليه الناس من والقال ويقيم قلبه بين يدي الله سبحانه وتعالى متخلصا من حال الناس متفردا بربه مكثرا من مناجاته وسؤاله وقراءة كتابه والتقرب اليه سبحانه وتعالى بما يحبه ويرضاه. فان عادة الناس في ازمنة الفتن جمع اخبارها فتراهم زرافات ووحدانا يجتنبون الاخبار من كل حدب وصوب ويسعون في جمع ما يتصل بهذا وذاك من احوالها وتقلباتها وما يكون فيها مما لا تعظم منفعته لهم غالبا ويغفلون عن الاقبال على الله سبحانه وتعالى الا بدعائه وسؤاله مناجاته وملاحظة امره ونهيه. ومن رأى ما يمر بالناس الفتن يرى صدق ذلك فانه في زمن مضى لما مرت فتنة الخليج على هذه البلاد ترى الناس يفتحون عدة اذاعات لما كان المذياع هو الغالب فيما يتصل بالنقل الخارجي فهذا الجهاز يعمل على اذاعة مونت كارلو ودافع على اذاعة لندن والثالث على اذاعة روسيا والرابع على اذاعة كذا وكذا ومقصودهم من تتبع تلك الاذاعات هو الوقوف على مستجدات الاحداث كما يقال في هذه الفتن. ويغفل عنان يتعوذ بالله من شر الفتن. وهذا يبين لك شدة الامر من ان نزع الانسان نفسه عما يكون الناس في حال الفتن شديد ولذلك بلغ اجر صاحبه ان يكون ثوابه كثواب المهاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم والدليل الثامن حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها الحديث رواه البخاري. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا. فالاخذ على ايدي التاركين للمعروف او الفاعلين للمنكر به اولئك وينجوا به الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر. فمن نجاة العبد امره بالمعروف ونهيه عن المنكر منكر فمن نجاة العبد امره بالمعروف ونهيه عن المنكر. وهو من الخيرية التي جعلها الله سبحانه وتعالى هذه الامة فقال كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ومن خصائص هذه البلاد علو شأن هذه الشعيرة فيها من لدن عهدها الاول في في زمن الامام محمد ابن سعود والامام محمد بن عبد الوهاب الى زماننا هذا. فحقيق باهلها رعاة وحكاما ومحكومين ان يعرفوا مبلغ هذه النعمة العظيمة التي ابقاها الله سبحانه وتعالى لهم وان يجتهدوا بحفظها وصيانتها والتواصي عليها واقامتها فيهم فانها من اعظم اسباب الاماني والسلامة واستقامة الامور في شأن الدين والدنيا معا. والدليل التاسع حديث معاوية رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فمما ينجو به العبد ويحفظ دينه فقهه في الدين. واذا كان هذا وصفا لجماعة المسلمين كلهم كان من اسباب نجاتهم. والاخر في قوله ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم. اي ان عاداهم فمما ينجو به العبد في نفسه والناس في جماعتهم ان يقوموا بحق الجهاد. فان الجهاد هذا في سبيل الله من دين الله. والجهاد المأمور به في الشرع هو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم يقال قاتلون على الحق. فالقتال الذي يكون جهادا هو القتال على الحق. فاذا قاتل العبد على الحق بالحق كان ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه. وبه قوة الدين. واما القتال على غير الحق. او القتال بغير حق فهذا مما لا يحبه الله ولا يرضاه. وعاقبته على المسلمين وخيمة. فهو يظعفهم لان كلما خالف امر الله سبحانه وتعالى رجع على الناس بالنقص في امر معاشهم والله سبحانه وتعالى قد جعل الجهاد من شعائر الدين وشرائعه بل هو سنام هذا الدين اي اعلاه وارفعه. ورتب في الشرع ترتيبا وكل فيه كل وظيفة منه الى من تعلقت بذمته واعظم هؤلاء من ولاهم الله سبحانه وتعالى امر المسلمين من والحكام ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما جعل الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به. اي يصدر في القتال عن امره به فذمة ولي الامر مشغولة شرعا باقامة الجهاد وذممنا نحن غولة بطاعة ولي الامر فيه. وعند احمد باسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال لا يحمل الرجل على الكتيبة الا باذن امامه. لا يحمل الرجل على الكتيبة الا باذن امامه. اي لا المقاتل من المسلمين في الهجوم على كتائب المشركين الا بما يأمره به ولي امره لان امر الجهاد موكول اليه وهو واجب عليه ان يقوم بحق الله سبحانه وتعالى فيه. فالواجب على ولاة الامر من ان يقوموا بهذه الوظيفة والواجب على محكوميهم ورعاتهم ان يسمعوا ويطيعوا لهم في ذلك فاذا اظهروا ذلك حفظ الله بيضة المسلمين وقواهم على اعدائهم. واذا ضيع هذا في اولئك وهؤلاء كان ذلك من اسباب ضعف المسلمين وتسلط اعدائهم عليهم. والدليل العاشر حديث ابن شهاب الزهري وهو واحد التابعين واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبدالله بن شهاب الزهري انه قال كان من مضى من علمائنا الاعتصام بالسنة نجاة. الحديث رواه الدارمي واسناده صحيح. وقوله كان من مضى من علمائنا اي من ادركهم من الصحابة وكبار التابعين فان ابن شهاب ادرك من ادرك من الصحابة وكانوا قليلا وادرك اما الغفير من التابعين ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في قوله الاعتصام بالسنة نجاة وهذا مطابق لما ترجم به المصنف. فمما ينجو به العبد الاعتصام بالسنة. والاخر في قوله فنعش العلم ثبات الدين والدنيا. اي في بث العلم واحياءه حفظ بقاء الدين والدنيا فاذا بقي العلم منشورا في المسلمين قويا ظاهرا قد عمرت به نفوسهم وبلدانهم حفظ بذلك الدين وبقيت الدنيا واذا ذهب العلم ذهب الدين والدنيا ففشت الشرور وتغيرت احوال الخلق ولابن القيم رحمه الله تعالى في اعلام الموقعين وشيخ شيوخنا ابن بليد في منسكه ما يبين هذا المعنى من ان العلم اذا شهر في بلد عمر بالخير. واذا فقد من بلد عمر بالشر. والدليل هي عشر حديث نافع وهو مولى ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو يقول اللهم انك قلت الحديث رواه مالك واسناده صحيح ايضا. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اسألك كما الثاني للاسلام الا تنزعه مني حتى تتوفاني وانا مسلم. فمما ينجو به العبد حسن الخاتمة بالموت على الاسلام. فمما ينجو به العبد حسن الخاتمة بالموت على الاسلام. وان يتهيأ الموت على الاسلام لمن لازمه. وانما يتهيأ الموت على الاسلام لمن لازمه. فيعيش عليه اياه ويتوفى عليه ميتا فيعيش عليه حيا ويتوفى عليه ميتا. والدليل الثاني عشر الفضيل ابن عياض وهو احد اتباع التابعين انه قال طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. الحديث رواه البيهقي في شعب الايمان وطوبى فعلى من الطيب. وهو اسم جامع لكل ما تنتظم به الحياة الطيبة. وهو اسم سامع لكل ما تنتظم به الحياة الطيبة في الدنيا والاخرة. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله طوبى لمن مات على الاسلام والسنة. فمن مصاعد النجاة حسن الخاتمة بالموت على الاسلام والسنة فمن مات على الاسلام والسنة نجا. وبلوغ هذه الفظيلة موقوف على اقامة العبد نفسه في الدنيا على الاسلام والسنة. فمن اقام نفسه على الاسلام والسنة توفاه الله سبحانه وتعالى على الاسلام والسنة. وقوله في الحديث ثم بكى على زمان يأتي اي فيما يستقبل. تظهر فيه البدعة اي تفشوا قال فاذا كان كذلك فليكثر من قول ما شاء الله. اي ما شاء الله فعل تسليما لامره اي ما شاء الله فعل تسليما لامره فان الله بيده الامر فهو الذي يقدر ما يشاء في الناس من قوة الدين وضعفه. والدليل الثالث عشر حديث ابي بكر المروذي رحمه الله. احد اصحاب الامام احمد في كتاب ورع انه او قال قلت لابي عبدالله يعني احمد بن حنبل من مات على الاسلام والسنة مات على خير فقال لي اسكت ودلالته على مقصود الترجمة في قول احمد من مات على الاسلام والسنة مات على الخير كله مما ينجو به العبد الموت على الاسلام والسنة. وانما يترشح له كما سبق من حي عليهما فمن في على الاسلام والسنة كان الله به رحيما فاماته على الاسلام والسنة. وقول الامام احمد اسكت زجر له تعظيما لما ذكر زجر له تعظيما لما ذكره وانه امر جليل وان من يموت على الاسلام والسنة فانه يموت على الخير كله. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يميتنا جميعا على الاسلام والسنة. نعم. احسن الله اليكم قلت وفقكم الله فيه مسائل الاولى الامر بالاستقامة الثانية رد الامر الى اهله من العلماء والامراء الثالثة الاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من بدينه امان من الفتن. الرابعة الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها خامسة فضل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في انجاء المؤمنين. السادسة في احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا. السابعة حسن الخاتمة بالموت على الاسلام والسنة بحمد الله ليلة الجمعة الثلاثين من شعبان سنة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة بعد اربعمئة والالف. وبهذا نكون قد فرغنا بحمد الله من بيان معاني هذا الكتاب على ما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يكتب كثير العروة الوثقى بقراءة غيره في البياض الثاني صاحبنا فلان بن فلان يكتب اسمه تاما. فتم له ذلك في اربعة مجالس في الميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين بمعين في معين. والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمدنا العصيمي ليلة الخميس. الثالث من شهر صفر سنة ثمان وثلاثين واربعمئة والف في مسجد مصعب بن عمير رضي الله عنه بمدينة الرياض في بعض النسخ فيها قصيدة في اخرها وبعضها ما هي موجودة في داخلها ولا هذي غير موجودة اهي في بعض النسخ فيها في اخرها قصيدة وبعضها سقطت منها فهذه نجدة المعوان وهي وصية من المصنف في نفسه اخوانه بعد ما فرغت من هذا الكتاب تحركت شجوني فكتبت هذه الابيات بعد الفراغ من الكتاب وكنت جعلتها في اخر الكتاب ثم اشار بعض الناصحين بانه ينبغي تجريد الكتاب والسنة والاثار من مخالطتها الشعر. فرأيت هذا صوابا وان هذا اكمل فاثبتت في بعض نشرات الكتاب في اخرها فالذي ليس عنده يصورها من النسخة التي عند بقية الاخوان. قلت فيها يا ايها الركب الميمم سيرة لله دونك نجدة المعوان. سر في امورك كلها. سر في امورك راشدا متوثقا بالشرع واحذر قاعدة الشيطان واتبع كتاب الله والسنن التي صحت عن المختار من عدنان صلى الله عليه وسلم واخلع رداء الجهل واطرح صنوه لبس التعصب قبح الثوبان واطلب لقلبك هجرتين هما هما في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان هذه الى الله والى رسوله صلى الله عليه وسلم وهي هجرة القلب وهي اعظم الهجرتين. ولابن القيم كلام نافع فيها في الرسالة التبوكية وغيرها واصدع بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصبة الطغيان. واحذر شرور النفس ان جاهدتهم فالنفس وان تطغى فللخذلان الانسان اذا جاهد في بيان الحق ينبغي ان يحذر شر النفس اذا جاهد لان النفس تطغى فتجد يعني انسان وهو يبين الحقائق الشرعية التي ظل فيها من ضل يزهو ويفخر بنفسه ويغتر فتجده يقول دائما نحن لا زلنا بحمد الله نبين ونبين ونبين ونبين ونرد والانسان يشهد نعمة الله عز وجل عليه ويخاف من الاغتراب ان يزل او يضل فدائما الانسان يظهر افتقاره ومسكنته لله سبحانه وتعالى. قال واحذر شرور النفس ان فالنفس ان تطغى فللخذلان والله ناصر دينه فتيقنوا من وعده فالصدق للرحمن تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل للمنان. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا جميعا رشدنا. وان يقينا شر انفسنا