احسن الله اليكم. قلت وفقكم الله باب الاستغناء بالذي اوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اما سواه مقصود الترجمة بيان حصول الغنى. بيان حصول الغنى بطلبه مما اوحي الى الرسول صلى الله عليه وسلم وانه يغني عما سواه. والذي اوحي للنبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن. والذي اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن والسنة واصل الوحي في كلام العرب الاعلام الخفي. واصل الوحي في كلام العرب الاعلام الخفي. ومنه وحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده ومنه وحي البعث الذي يصطفي به الله من يشاء من عباده. فيجعل منهم انبياء حظهم وحي النبوة. فيجعل ومنهم انبياء حظهم وحي النبوة. ويجعل منهم رسلا حظهم وحي الرسالة. ويجعل منهم رسلا الظهر وحي الرسالة. ووحي الرسالة اعلى رتبة من وحي النبوة. ووحي الرسالة اعلى رتبة من وحي النبوة. فكل رسول نبي وزيادة. وكل رسول نبي وزيادة والمقصود بقوله ما سواه كل ما ليس وحيا. والمقصود بقوله ما سواه كل ما ليس وحيا او كان وحيا وترك او كان وحيا وترك وهو دين الانبياء السابقين وهو دين الانبياء السابقين. فيندرج فيه شيئان فيندرج فيه شيئان احدهما ما اوحي على من تقدم نبينا صلى الله عليه وسلم من الانبياء. ما اوحي على من تقدم نبينا صلى الله عليه وسلم من الانبياء كالتوراة والانجيل. والاخر ما تبديه قرائح الخلق. ما غرائح الخلق من مبتكرات اذهانهم. من مبتكرات اذهانهم وخيالات وخيالات افهامهم. العبد مأمور بان يستغني بما جاء في الكتاب والسنة عن هذا وهذا فانت مأمور بان تستغني عما في التوراة او الانجيل او الزبور او غيرها من الكتب المنزلة على الانبياء مأمور ايضا ان تستغني عما تبديه قرائح الخلق من مبتكرات الاذهان وخيالات الافهام مما يعن لاحدهم ان الفلاح والصلاح والنفع يكون فيه. ويكون على خلاف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم مما اوحي اليه في الكتاب والسنة. فالعاقل الحصيف العارف بدين الله يقطع كلما زعم الخلق انه اكمل نفعا واعظم خيرا مما هو على خلاف الوعي فانه لا خير فيه. وان الخير هو في الوحي. فمثلا الحد بالقتل يستوفى في الشرع ايش؟ ايش الالة؟ السير. الانصار يقولون الابر القاتلة او الصعق بالكهرباء او غيرها هي اكثر رحمة. هي اكثر رحمة هذا صحيح ام غير صحيح؟ غير صحيح لان ارحم الراحمين وهو اعلم بالعالمين جعل في الدين الذي رظيه للناس ان حد القتل يستوفى بالسيف فبه تؤدى القتلة الحسنة التي تحصل بها الرحمة فكل ما يدعى زيف ودعوى لا نور عليه. ومتى تغرغر القلب بحلاوة هذا لم يعدل بالشرع شيئا. وهذا مما يبتلى به الناس كثير من الناس يبتلون في اشياء كثيرة يظنون ان الخير فيها وهو على خلاف ما جاء من الوحي فيقطع العاقل العارف بدين الله ان ما استحسنه الناس لا خير فيه. وان ما جاء به الشرع هو خير والنفع والرحمة والهداية والارشاد. لكن الله يمتحن الخلق. اي يؤمنون ويسلمون ان يعاندون ولا يذعنون. يبتلى الخلق في كثير من الامور. هل يسلمون لهذا ام لا يسلمون لهذا بعض الناس يرتب احيانا مناسكه على خيالات واوهام اخذها من عوام الناس او مما يقول له رئيس الحملة او التاجر او نحو ذلك ثم يزعم ان هذا فيه مصلحة الحجاج وان هذا اظهر في الشفقة عليهم وانه انفع في حشد الحجاج وكل ذلك لا نوضع عليه. بل انفع للحجاج والبركة للحجاج والخير للحجاج هو ما جاء في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم. فيمتحن حتى من اهل الخير الذين ينتسبون للعلم والفتوى. تجده يترخص للناس في الحج باوهى الرخص وكل ذلك من المشاهد التي يبتلى بها الناس في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. ويظنون ان الخير في غير ذلك في رخصة فقيه او في قول تعروه شبهة او غير ذلك من الاقوال وقس على هذا ما شئت فصباح مساء يبتلى كل واحد منا بالتسليم لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. فلا يخرج الانسان من سطوة الاذعان لغير الشرع الا بكمال التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن راظ نفسه في الصغار قدر على الكبار. من راض نفسه في الصغار قدر على الكبار. لذلك في حديث انس رضي الله عنه في الصحيح ان النبي الله عليه وسلم لما مر على امرأة تنوح على ميت قال اتق الله يا امة الله واصبري. فقالت اليك عني فانك لم تصاب بمصابي فاخبروها بان هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته معتذرة منه. فقال صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى اي انما يتحقق الصبر الذي يمتاز به عبد عن عبد عند حصول المصيبة في اول نارها ولهبها فهذا يمتاز به الانسان الذي يكون قلبه ممتلئ باليقين والتسليم لامر الله في قدره ومن تكون عنده نوع منازعة اما جزئية واما كلية ومثله كذلك في منازعة الامر الشرعي انت احيانا اسمع شيء يقوله الناس وترشدهم الى خلافي فلا يذعنون. نفوسهم تدعوهم الى غيره. فينازعون انهم لم يرتاضوا على التسليم لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. وسيأتينا من الايات والاحاديث ما فيه هذا المعنى فيما يستقبل من الابواب. نعم. احسن الله اليكم. قلتم وفقكم الله وقول الله تعالى فاستمسك بالذي اني اوحي اليك انك على صراط مستقيم. وقوله ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. وعن ابي الدرداء الانصاري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء رواه ابن ماجه اسناده حسن. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جسره اذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه له وينذرهم وينذرهم شر ما يعلمونهم. رواه مسلم. وعن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه انه تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه الا عندنا منه علم رواه ابن حبان واسناده صحيح. وعن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال نهينا عن التكلف رواه البخاري. وعن ابي هريرة هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم. فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة وسائلهم واختلافهم على انبيائهم متفق عليه واللفظ لمسلم وله ما عن سهل ابن حنيف رضي الله عنه انه قال يا ايها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ذكر المصنف وفقه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى تمسك بالذي اوحي اليك الاية. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فاستمسك بالذي اوحي اليك استمساك هو شدة التعلق وقوته. والدليل الثاني قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قبره تبيانا لكل شيء. اي موضحا كل شيء وما كان موضحا كل شيء لم يحتج معه الى غيره. فما يحتاجه الخلق وتتوقف عليه مصالحه في الدنيا والاخرة قد جاء بيانه في القرآن الكريم. والدليل الثالث حديث ابي الدرداء الانصاري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل الله لقد تركتكم على مثل البيضاء. الحديث رواه ابن ماجة واسناده حسن وقوله في الحديث ويم الله قسم. والمشهور في همزته انها همزة وصل. مع سكون الباء مع سكون الياء وضم الميم مع سكون الياء وضم الميم في اشهر لغات وله لغات اخرى ذكرها الفيروز ابادي وغيره. وقوله البيضاء هي صفة لموصوف محذوف هي صفة لموصوف محذوف تقديره المحجة تقديره المحجة وهي الجادة والطريق. اي تركتكم على مثل المحجة البيضاء وشاع في كلام اهل العلم قولهم المحجة البيضاء وصفا للسنة النبوية ولم يرد هذا التركيب في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فيقال المحجة البيضاء البيضاء وغير ذلك مما يوافق التأنيث في الموصوف. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله تركتكم على مثل البيضاء. اي تركنا النبي صلى الله عليه وسلم على امر بين لا لبس فيه اي تركنا النبي صلى الله عليه وسلم على امر بين لا لبس فيه. وذكر البياظ للاشارة الى صفائه موضوعه وذكر البياض للاشارة الى صفائه ووضوحه فان البياض احب الالوان الى الله فان البياض احب الالوان الى الله. والدليل الرابع حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال كنا مع رسول الله صلى الله الله عليه وسلم الحديث رواه مسلم. وقوله فيه فمنا من يصلح خباءه اي يصلح خيمته وما يأوي اليه. اي يصلح خيمته وما يأوي اليه. تسمى خباء لان الانسان يختفي فيها. وقوله ومنا من ينتظر ان يرمي بالسهام. اي يرمي بالسهام فالانتظال هي الرماية فالانتظال هو الرماية بالسهام وقوله ومنا من هو في جشله الجشر بفتح الجيم والشين. وهو المرعى الذي تكون فيه الدواب المرعى الذي تكون فيه الدواب اي ومنا من هو قائم على حفظ دوابه في مرعاه اي ومنا من هو قائم على حفظ دوابه في مرعاها. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله انه ولم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه له. وينذرهم شر ما يعلمه لهم. فمن الثابت اللازم للانبياء قبل النبي صلى الله عليه وسلم انهم يدلون على خير ما يعلمونهم لهم ويحذرونهم من شر ما يعلمونه لهم. ليجتهدوا في فعل الخير ويحذروا من فعل الشر. وخبره صلى الله عليه وسلم عن كون المذكور حقا على الانبياء قبله وخبر عن كونه حقا عليه ايضا لامرين. وخبره صلى الله عليه وسلم عن كونه المذكور حقا على الانبياء قبله هو خبر عن كونه حقا عليه ايضا لامرين. احدهما انه صلى الله عليه وسلم نبي فسبيله سبيله انه صلى الله عليه وسلم نبي فسبيله سبيلهم. فالمذكور هو من هدي الانبياء كافة والاخر انه صلى الله عليه وسلم خير الانبياء انه صلى الله عليه وسلم خير الانبياء فما عنده من الخير فما عنده من الخير هو عنده صلى الله عليه وسلم وزيادة. فما عنده من الخير هو عنده صلى الله عليه وسلم وزيادة. فالبيان الذي قاموا به في اممهم قام به النبي صلى الله عليه وسلم وزيادة. فبين المحجة واقام الحجة وادى الامانة وتركنا صلى الله عليه وسلم على امر بين. والدليل الخامس حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه انه قال ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه. الحديث رواه ابن حبان واسناده صحيح. ودلالته وعلى مقصود الترجمة في قوله وما طائر يطير بجناحيه الا عندنا منه علم. اي لا شيء يفتقر الناس وتتوجه اليه عنايتهم اي لا شيء يفتقر اليه الناس. وتتوجه اليه عنايتهم كتوجه انظارهم الى الطير اذا طار كتوجه انظارهم الى الطير اذا طار الا وقد علمهم النبي صلى الله عليه وسلم ما خبره؟ فقوله الا عندنا منه علم اي من قبل النبي صلى الله عليه وسلم. فانه كان علمهم صلوات الله وسلامه عليه. والدليل السادس حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال نهينا عن التكلف والحديث رواه البخاري وهو من جملة ما يندرج في السنة النبوية ويعد مرفوعا حكم قال العراقي في الفيته قول الصحابي من السنة او نحو امرنا حكمه الرفع ولو بعد النبي قاله باعصر على الصحيح وهو قول الاكثري. وما ذكره من قول امرنا مثله قول نهينا. فقول الصحابي امرنا او قوله نهينا مما يضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم حكما فانه كان الامر والناهي للصحابة. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله نهينا عن تكلف اين هان النبي صلى الله عليه وسلم عن التكلف. والكلف طلب ما فيه كلفة والتكلف طلب ما فيه كلفة وهي المشقة. وهي المشقة. والنهي للتحريم. فالعبد من اشد النهي عن التكلف. ومنه تكلف ما لا يعنيه. ومن جملة ما يدخل في فيما لا يعنيه التقعر في البحث عن شيء لا يحتاج اليه الخلق. التكلف التقعر في البحث عن شيء لا يحتاج اليه الخلق فهو يطلب بلوغ قعره الاشتغال به فينشغل عما طلب منه بما لم يطلب منه فينشغل بما لم يطلب منه عما طلب منه. وهذا كثير في الخلق. الذين يعرضون عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيقعون بالانشغال في فضول يتكلفونها لا الصلة لهم بها فينشغلون عن فضول يتكلفونها لا صلة لهم بها هذا واقع كثير رأينا في شواهد الايام احوال الناس تجد ان الانسان يدخل نفسه في اشياء لا ينتفع بها. مثل انسان في الاحداث العالمية يروح يذهب يبحث عن مقادير القوة العالمية. كم تملك طائرة كم تملك روسيا طائرة؟ كم تملك بريطانيا طائرة؟ كم تملك فرنسا طائرة؟ كم تملك المملكة العربية السعودية طائرة؟ كم تملك امريكا دبابة كم تملك روسيا دبابة؟ كم تملك بريطانيا دبابة؟ وهلم جرا مما لا شغل له به. وعامة هذا يرجع على اصحابه بانصرافهم عما يطلب منهم شرعا. فيضيعون المطلوب مشغولين بما لم يطلب منهم فهذا في الاسلام موكول الى اهله. ممن فوض اليهم ما يتعلق بالقوة العسكرية من المسلمين. ويكون في حقه واجبة وهم به ادرى ولهم عليه من القدرة ما ليس لك. فاذا شغل الانسان بهذا وامثاله مما ما لا شغل له به كان تكلفا. يفضي به الى ضياع ما لا نفعله به. وكنت اعرف رجلا يقول لي امنيتي ان اجلس وحولي طلاب العلم يقرأون علي الكتب الستة واتكلم في الرجال وكان مبتدأ في الاشتغال بعلم الحديث ومعرفة الرجال. ثم صرف عن ذلك بتتبع اخبار القنوات الفضائية لما بدأ نشر هذه القنوات فكانوا ربما استأجر غرفة في فندق ليشاهد مقابلة مع احد الساسة او العسكريين فلم يزل يتمادى به الامر حتى ابعده عن العلم كله. لانه شغل نفسه بما ليس متهيأ له. ثم لم يفلح في هذا ولا هذا وشغل بغير ذلك من امر الدنيا. فالانسان اذا اراد السلامة دينه يعرف ثقل قول عمر رظي الله عنه نهينا عن التكلف وانه يدخل في ابواب كثيرة من شؤوننا السابع حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. الحديث متفق عليه واللفظ مسلم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ما نهيتكم عنه فاجتنبوه. وما امرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم. فارشد النبي صلى الله عليه وسلم الى ما يتحقق به اتباعه في النهي امر فاما النهي فيتحقق اتباعه فيه باجتنابه. فاما النهي فيتحقق اتباعه فيه باجتنابه اي بترك مواقعته مع مباعدة اسبابه بترك مواقعته مع مباعدة اسبابه واما الامر فتتحقق فيتحقق اتباعه صلى الله عليه وسلم بفعل ما استطيع منه اي بما قدر عليه العبد. ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يعين على اجتناب النهي وفعل الامر وهو الحذر من من كثرة المسائل والاختلاف على امره وهو الحذر من كثرة المسائل والاختلاف على امره فان كثرة المسائل تشغل صاحبها حتى يفضي اشتغاله بها الى تضييع ما امر به. والاختلاف على امره صلى الله عليه وسلم يفضي الى تضييعه. فان من تلقى امر النبي صلى الله عليه وسلم بالتسليم اعان الله عليه ومن تلقى امر النبي صلى الله عليه وسلم بالمنازعة والمشاقة افضى به الامر الى تركه وتضييعه. والدليل الثامن حديث سهل ابن حنيف رضي الله عنه انه قال يا ايها الناس اتهموا رأيكم على دينكم. الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اتهموا رأيكم على دينكم اي اتهموا الرأي الذي لا يستند الى اصل من الشرع اي اتهموا الرأي الذي لا يستند على اصل من الشرع فانه اذا انقض على العبد واستسلم له خرج عن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. كالذي عرظ لسهل ابن حنيف وتخوفه على نفسه. فقال لقد رأيتني يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد امر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه لرددته. ويوم ابي جندل يريد به اليوم الذي قدم فيه ابو جندل ابن سهيل ابن عمر رضي الله عنه فارا من مشركي قريش يرفث وفي سلاسله حتى سقط بين النبي صلى الله عليه وسلم في قيوده. وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس صلح الحديبية مع المشركين. ومما عاقدهم عليه انه لا يأتيه صلى الله عليه وسلم احد الا رده على المشركين. ولا يأتي المشركين احد الا لم يردوه على النبي صلى الله عليه وسلم فلما قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم بحضرة المشركين وكان منهم ابوه سهيل بن عمرو قال ابوه هذا اول من اصالحك عليه يا محمد. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ان يتركه له اباء فرده النبي صلى الله عليه وسلم الى المشركين. فكان ذلك مشهدا عظيما اخذا بقلوب المسلمين حتى قال سهل ابن حنيف ما قال انه لو استطاع ان يرد امرا النبي صلى الله عليه وسلم لرده عليه. فيبتلى الناس في مثل هذه الاحوال في تمييز اتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم ايتبعون ام يعرضون عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم. فكان فيما صلى الله عليه وسلم الخير ابي جندل ابن سهيل ومن لاذ به بعد ذلك كابي بصير وغيره من اصحابه رضي الله عنهم حتى رجعت قريش عن هذا واذنت للنبي صلى الله عليه وسلم في من يأتيه ان في من خرج عندهم اي يأخذه اليه وان يكف بأسه عنهم. واعتبر هذا في حال الخلق. فكثير من الخلق يقع في قلوب هذا فمنهم من يكمل ايمانه فلا يظهر هذا في الخارج. في سهل ابن حنيف فان ايمانه مطالب نفسه فلم يقع منه شيء وان كانت نفسه تنازعه اليه. ومن الناس من ينازع في هذا ويسلم لهواه فلا يذعن لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويغتضوا بغيرها من مشاهد الحال والاقوال التي يفعلها من يفعلها من الناس. ويظنون ان في ذلك الخير لهم وليس في ذلك خير وانما الخير في ان يمر العبد حكم الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه. فمن امر حكم الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه رجع عليه بالخير فنطق بالهدى وعمل بالهدى ودعا الى الهدى من نازع السنة وقع في الضلالة. وهذا ظاهر في في الناس. يستحسنون اشياء ويقعون في ويسلمون لها صغارا وكبارا او حكاما او محكومين فيكون وبال امرها عليهم عظيما ولو ان الناس حملوا على ما ينفعه مما جاء في كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم لكانت منفعته للخلق اظهر واظهر وكان في ذلك كمال التسليم. للشرع. واعتبر هذا في امر عظيم يقع فيه كثير من الناس وهو امر خطبة الجمعة. فخطبة الجمعة عبادة. والعبادة توقيفية والواجب على الانسان ان تكون خطبته كما كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. وانت اذا قرأت هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره ابن القيم وغيره في خطبة الجمعة رأيت ان خطبته صلى الله عليه وسلم كانت وعظا. فكان المقصود منها سوق الناس بالترغيب والترهيب. الى فعل الاوامر وترك النواهي وتصديق الخبر عن الله سبحانه وتعالى. فصار من الناس من يدخل في خطبتهم باشياء لا تحقق مقصود الشرع. وانك لتعجب من خطيب عوض ان تكون خطبته امنة للناس تكون تخويفا للناس. ففي هذه الايام تسمع بعض الخطباء الذين يتكلمون عن المؤامرات على الاسلام. ثم ويغرقون في توصيفها حتى يعود ذلك على الناس بالاضطراب. وكان كافيا لهم في القيام بعبودية الله الخطبة ان يعتنوا بامرين. احدهما بيان ان الكفار لا يزالون يكيدون ويمكرون. ولا لكن الله يكيد ويمكر بهم. قال تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وقال تعالى ومكروا مكرا ومكرنا مكرا. والاخر بيان ان الله لا يضيع دينه. قال صلى الله عليه وسلم الاسلام يعلو ولا يعلى عليه. رواه البخاري معلق ومن وصله غيره وهو حديث حسن. فاشاعة هذه المعاني في خطبة الجمعة هو تحقيق العبودية في مثل هذا. والعدول عنها الى غيرها وقوع فيما يخالف الشرع تارة او ما تكون عاقبته غير محمودة تارة اخرى. فان الناس قد في بشيء لكن في حال ليست كهذه الحال فتكون مخاطبتهم بذلك حينئذ ضعفا في العقل عدم احسان في دعوة الناس واصلاحهم التي جعلت خطبة الجمعة لها. ولا يقف على هذه المعاني الا من اوعب في معرفة الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وانه يعقل ان هذا الدين ليس دين ابيه وجده. حتى يملي من خاطره ما يشاء. هذا دين الله والله قد كمله وقد ارسل الينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد بلغه. فما في كتاب الله وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم خير وامان ورحمة وهدى وبركة في العاجل والاجل للناس. فحقيق بنا خاصة طلاب العلم ان يكون هذا المعنى قويا في قلوبنا وان نشيعه في قلوب الناس ولا سيما وقد تجددت فيهم من المناهج الوضعية الشرقية والغربية وغيرها من وابتكرات الاذهان ما صار يجرفهم عن دين الاسلام. بل صار عند قوم دين الاسلام سبة وهو سبيل للتخلف والضعف والوهن وما هذا الا ما قالت الجاهلين بدين الاسلام. فان العارف بدين الاسلام يعرف ان هذا الدين عزة لاهله في العادل والاتي وان القوة والبركة والعلوم والظهور والرفعة كلها بدين الاسلام لكن الشأن في تحققنا بدين الاسلام وقيامنا به فلا سبيل الى صون الاسلام من هذا الا بتعظيم اتباع الشرع في قلوب الناس وتعريفهم بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الهدي كله. نعم. احسن الله اليكم ونفعنا بتوجيهكم. قلتم وفقكم الله فيه مسائل الاولى الامر بالاستمساك بالوحي. الثانية ان القرآن تبيان لكل شيء. وهو هدى ورحمة وبشرى للمسلمين الثالثة ان النبي صلى الله عليه وسلم بينما يحتاج اليه الناس في دينهم بيانا تاما ليستغنوا ببيان عما عداه. الرابعة انه تركهم على مثل البيضاء. ليلها ونهارها سواء. الخامسة انه دل امته على خير ما علمه لهم وانذرهم شر ما علمه لهم. السادسة كراهة تكلف المرء ما لا يعنيه فانما اهلك الذين من قبلنا كثرة وسائلهم واختلافهم على انبيائهم. السابعة انه لا في امر الدين بالرأي الذي لا يستند الى اصل من الشرع. قوله السابعة انه لا يعمل في امر الدين بالرأي الذي لا يستند الى اصل من الشرع وهذا هو الرأي المذموم. وهذا هو الرأي المذموم فان الرأي نوعان احدهما رأي محمود. وهو ما قوي مأخذه كان مورده من خطاب الشرع وهو ما قوي مأخذه وبان مولده من خطاب الشرع. والاخر رأي مذموم وهو ما ضعف مأخذه. وخفي مورده من خطاب الشرع. فالاول ومما يحمد ويمدح والاخر مما يذم ويستقبح وهذا الرأي اليوم يسمونه ايش يسمونه الرأي اليوم شو سمى الرأي العام اصل الرأي ما هو هو نظر العقل ويسمى اليوم وجهة نظري حرية التعبير اوسع من ذلك فلسفة هذي من موارد الفكر احسنت. يسمى الفكر ويكون منه ما هو مذموم ويكون منه ما هو محمود. لكنه وليس الاصل الاصل هو الشرع. واهل الفكر اذا كانوا اهل حكمة ناشئة من شرع ومعرفة باحوال الناس انتفع الخلق بهم واذا نقصت معرفتهم بالشرع او معرفتهم بما يصلح به الناس نقص انتفاع الناس بفكرهم رجع على الناس بالضرر وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب