السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم ما بعد فهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الحادي عشر من برنامج اصول العلم في سنته الخامسة وثلاثين واربع مئة والف وثمان وثلاثين واربع مئة والف وهو كتاب كشف الشبهات لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله المتوفى سنة ست ومائتين والف. وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وامتن علينا بتمام النعمة وكمال الدين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا وللحاضرين والمستمعين والمسلمين. قال الامام المجدد الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله في كتابه كتاب كشف الشبهات اذا تحققت ان الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اصح عقول اخف شرك من هؤلاء فاعلم ان لهؤلاء شبهة يريدونها على ما ذكرناه وهي من اعظم شبههم فاصغ سمعك لجوابها. وهي انهم يقولون ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وهو يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. وينكرون البعث ويكذبون القرآن ويجعلونه سحرا ونحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ونصدق القرآن ونؤمن بالبعث ونصلي ونصوم فكيف تجعلوننا من الى اولئك فالجواب انه لا خلاف بين العلماء كلهم ان الرجل اذا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء وكذبه في شيء انه كافر لم يدخل في الاسلام وكذلك اذا امن ببعض القرآن وجهد بعضه كمن اقر بالتوحيد وجحد وجوب الصلاة او اقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب او اقر بهذا كله وجحد وجوب الصوم او اقر بهذا كله وجحد وجوب الحج. ولما لم ينقض اناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم للحج انزل الله تعالى في حقهم ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا وما كفر فان الله غني عن العالمين. ومن اقر بهذا كله وجحد البعث كضرب اجماعي وحل دمه ومعلو كما قال تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله واذا كان الله الله تعالى قد صرح في كتابه ان من امن ببعض وكفر ببعض فهو كافر حقا. زالت هذه الشبهة وهذه هي التي ذكرها بعض اهل الاحساء في كتابه الذي ارسل الينا ويقال اذا كنت تقر ان من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء وجحد وجوب الصلاة فهو كافر حلال الدم والمال يجمع وكذلك اذا اقر بكل شيء الا البعث وكذلك لو جحد وجوب صوم رمضان وصدق بذلك كله. لا يجحد هذا ولا تختلف المذاهب في قد نطق به القرآن كما قدمنا فمعلوم ان التوحيد هو اعظم فريضة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم من الصلاة والزكاة والصوم والحج اذا جحد الانسان شيئا من هذه الامور كثر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كله لا يكفر سبحان الله ما اعجب هذا الجهل. ويقال ايضا لهؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا بني حنيفة. وقد اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ويصلون ويؤذنون فان قال انهم يشهدون ان مسيلمة نبي قل هذا هو المطلوب اذا كان من رفع رجلا في رتبة النبي صلى الله عليه وسلم وحل ماله ودمه ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة فكيف من رفع شمسانه يوسف او صحابيا او نبيا او غيرهم في مرتبته جبار السماوات والارض. سبحانه ما اعظم شأنه. كذلك يا طباع الله على وبالذين لا يعلمون. ويقال ايضا الذين حرقهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالنار كلهم يدعون الاسلام. وهم من اصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وامثالهما. فكيف اجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ اتظنون ان الصحابة يكفرون ام تظنون ان الاعتقاد في تاج وامثاله لا يضر والاعتقاد في علي ابن ابي طالب يكفر ويقال ايضا بنو عبيد القداح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن ابن عباس كلهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويدعون الاسلام ويصلون الجمعة والجماعة فلما اظهروا مخالفة الشريعة في اشياء دون ما نحن فيه اجمع العلماء على كفرهم وقتالهم وان بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بايديهم من بلدان المسلمين. ويقال ايضا اذا كان المشركون الاولون لم يكفروا الا لانهم جمعوا بين الشرك وتكذيب الرسول والقرآن وانكار البعث وغير ذلك. فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب باب حكم المرتد وهو المسلم الذي يكفر بعد اسلامه؟ ثم ذكروا اشياء كثيرة. كل نوع منها يكفرها يحلها دم الرجل وماله. حتى انهم ذكروا واشياء يسيرة عند من فعلها عند من فعلها مثل كلمة يذكرها بلسانه دون قلبه او كلمته يذكرها على وجه المدح واللعب ويقال ايضا الذين قال الله فيهم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم اما سمعت الله كفرهم بكلمة مع كونهم في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجاهدون معه ويصلون معه ويزكون ويحجون ويوحدون الله. وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم من بعد ايمانكم. فهؤلاء الذين صرح الله فيهم انهم كفروا بعد ايمانهم وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا انهم قالوها على وجه المزة. فتأمل هذه الشبهة وهي قولهم تكفرون المسلمين يشهدون ان لا اله الا الله ويصلون ويصومون ويحجون. ثم تأمل جوابها فانه من انفع ما في هذه الاوراق. ومن الدليل على ذلك ايضا محك الله عز وجل عن بني اسرائيل مع اسلامهم وعلمهم وصلاحهم انهم قالوا لموسى اجعل لنا اله. وقال اناس من الصحابة اجعل لنا يا رسول الله ذات انواع كما لهم ذات فحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا مثل قول بني اسرائيل لموسى اجعل لنا اله ولكن للمشركين شبهة يدلون بها عند هذه القصة وهي انهم يقولون ان بني اسرائيل لم يكفروا بذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم ذات انواع لم يكفر فالجواب فالجواب ان تقول ان بني اسرائيل لم يفعلوا ذلك وكذلك الذين سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا ذلك ولا خلاف ان بني اسرائيل لو فعلوا ذلك ما كفروا وكذلك لا خلاف ان الذين نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم لو لم يطيعوه واتخذوا ذات انواط بعد نهيه لكفروا هذا هو المطلوب ولكن هذه القصة تفيد ان المسلم بني العالم قد يقع في انواع من الشرك لا يدري عنها فتفيد التعلم والتحرز ومعرفة ان قول الجاهل التوحيد فهمناه ان هذا من اكبر الجهل ومكاهد الشيطان وتفيد ايضا ان المسلم المجتهد الذي اذا تكلم بكلام كفر وهو لا يدري فنبه على ذلك وتاب من ساعته انه لا يكفر كما فعل بنو اسرائيل والذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفيد ايضا انه لو لم يكفر فانه يغلظ عليه الكلام تغليظا شديدا. كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ المصنف رحمه الله من ابطال الشبهات المتعلقة بدعاوى ان ما وقع فيه المتأخرون من دعاء الصالحين وغيرهم والالتجاء اليهم ليس شركا شرع يكشف شبها تتعلق بمورد اخر. وهي الشبه المتعلقة بتكفير هؤلاء وقتالهم فكتاب المصنف مع اجازته جامع كشف الشبه في بابين عظيمين احدهما في كشف الشبه فيما يتعلق بوقوع الشرك في المتأخرين والاخر كشف الشبه فيما يتعلق بتكفيرهم وقتالهم كشف الشبه فيما يتعلق بتكفيرهم وقتالهم فما تقدم قبل كله في كشف الشبهة التي يلبس بها الملبسون في توحيد رب العالمين ويروجون للشبهات في الشرك وما في هذه الجملة المقروءة اخرا فما بعدها في كشف الشبه التي يتعلق بها من يمتنع عن تكفيرهم وقتالهم مع اقراره انهم وقعوا في الشرك وقد ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ما يدل على كفرهم وقتالهم من وجوههم ثمانية الوجه الاول ان من امن ببعض الاحكام وكفر ببعضها فهو كافر بالجميع كمن اقر بالصلاة وانكر الصيام او اقر بالصيام وانكر الحج فهؤلاء لا يقبل منهم ايمانهم وما هم بمسلمين والوجه الثاني اطباق العلماء ومنهم الصحابة على تكفير من وقعت منه بعض اعمال الكفر. اطباق العلماء اي اتفاقهم ومنهم الصحابة على تكفيرهم من وقعت منه بعض اعمال الكفر وقتالهم فهو اجماع عملي في طبقات الامة ذكر منه المصنف ثلاث وقائع. الواقعة الاولى واقعة الصحابة مع بني حنيفة فانهم كانوا يؤذنون ويصلون ويشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لكنهم يزعمون ان مسيلمة ايضا رسول الله فاكثرهم الصحابة وقاتلوهم واذا كان هذا في حق من رفع مخلوقا الى مقام الرسالة فكيف بمن رفع مخلوقا الى مقام الالوهية فهو احق بالتكفير والقتال. والواقعة الثانية واقعة علي رضي الله عنه. في تكفيره الغاليين فيه وقتلهم ممن نسب اليه اشياء من افعال الالوهية ونحوها فاكثرهم علي وقتلهم ولم يخالفه احد من الصحابة بذلك الا في صفة قتلهم فانه حرقهم بالنار. فانكر عليه ابن عباس رضي الله عنه التحليق بالنار ولم ينكر عليه قتله والواقعة الثالثة ظهور العبيديين واستيلاؤهم على مصر المسمين زورا وبهتانا بالفاطميين فما هم من فاطمة رضي الله عنها وما هي منهم ولكنهم ارادوا ترويج مذهبهم بانتسابهم الى البضعة النبوية ووقعوا فيما وقعوا فيه من ادعاء بعضهم الالوهية ووقوعهم في الكفر فاكثرهم العلماء واجمعوا على كفرهم وقتالهم ونقل اجماعهم القاضي عياض بن يحصدي وصنف ابو الفرج ابن الجوزي كتابا يحث المسلمين على قتال هؤلاء وجهادهم سماه النصر على مصر فان هؤلاء كانت قاعدة دولتهم في مصر فهذه الوقائع تدل على تحقق الاجماع العملي في ان من وقع في اعمال الكفر فانه يكفر ويقاتل محقا لشرعه لشره وقطعا لدابره والوجه الثالث ان العلماء في كل مذهب عقدوا بابا في كتاب الحدود سموه باب المرتد وهو عندهم المسلم الذي وقع فيما يخرج به من الاسلام وهو عندهم المسلم الذي وقع فيما يخرج به من الاسلام وبينوا ان العبد يخرج من الاسلام بقول او فعل او اعتقاد او شك مع انه قد يكون ممن يقول لا اله الا الله محمد رسول الله. والوجه الرابع ان الله حكم بكفر اناس تكلموا بكلمة كفروا بها ان الله حكم بكفر اناس تكلموا بكلمة كفروا بها. فاكثرتم الله مع كونهم مع النبي صلى الله عليه وسلم. ويصلون ويصومون ويجاهدون ولكنهم كما فقال الله ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم. والوجه الخامس ما وقع من المستهزئين في غزوة تبوك لما قالوا ما قالوا فانزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم خبرهم والاعلام بكفرهم وقال قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون. فاخبر عن فعلهم ثم اخبر عن حكمهم فقال لا اعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم وهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله والوجه السادس ان الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون ان لا اله الا الله ويكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم وهؤلاء المتأخرون يشهدون ان لا اله الا الله ويصدقون بالرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم ان صدقوه في شيء كذبوه في شيء اخر. فهم بتكذيبهم له صلى الله عليه وسلم كافرون مرتدون. فان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرهم بان الشفاعة لله وانها لا تسأل الا من الله سبحانه وتعالى. فكذبوه ودعوا غير الله عز وجل والوجه السابع ان من جحد وجوب الحج كفر. وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كما قال تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين اي من جحد الحج وان كان يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانه يكفر. فاذا كان هذا في حق من هذا الحج فان من جحد توحيد الله سبحانه وتعالى احق بالتكفير والقتال. ممن يجحد توحيد الله في دعائه ورجائه والذبح والنذر له سبحانه وتعالى. والوجه الثامن حديث ذات انواط المروية عند الترمذي من حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه باسناد صحيح وفيه ان بني اسرائيل كانوا مع موسى عليه عليه الصلاة والسلام فمروا باناس يعبدون الهة غير الله سبحانه وتعالى فقالوا اجعل لنا الها كما لهم اله. واتفق هذا لمن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من غزوة حنين. فمروا بقوم من المشركين لهم شجرة ذات انوار. اي ذات تعاليق ينوطون بها اسلحتهم اي يعلقون باسلحتهم. ابتغاء حلول البركة فيها بتقوية السلاح. فقالوا النبي صلى الله عليه وسلم اجعل لنا ذات انواط فقال قلت ما الذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل قيل لموسى اجعل لنا الها كمالهم الهة. فهذا الذي سأله هؤلاء وهؤلاء هو الكفر فانهم سألوا اتخاذ الهة فانكر عليهم النبيان الكريمان موسى ومحمد الصلاة والسلام. فلما انكروا عليهم امتنعوا عن طلبهم وكفوا عنه. ولو انهم لم يمتنعوا ووقعوا في ذلك لصار الامر كما اخبر المصنف من انه لا خلاف حينئذ في كفرهم. والعبد اذا بدر منه شيء من الشرك او الكفر ثم زجر عنه فانزجر فانه يرتفع عنه حكم التكفير ثم ذكر المصنف ثلاث فوائد من قصة ذات انوار. الفائدة الاولى الحذر من الشرك ومن عيون تراجم كتاب التوحيد قوله رحمه الله باب الخوف من الشرك فالعبد ينبغي ان يخاف خوفا عظيما من الشرك والفائدة الثانية الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من الكفر قولا او عملا الاعلام بان العبد اذا وقع منه شيء من الكفر قولا او عملا ثم نبه من ساعته فتاب واناب انه لا يكفر فنبه من ساعته فتاب وناب اناب انه لا يكفر. والفائدة الثالثة ان من لم يكفر بكلمة الكفر اذا قالها جهلا فانه لا يتساهل معه ان من لم يكفر وبكلمة الكفر اذا قالها جهلا فانه لا يتساهل معه. ويغلظ له الكلام تغليظا شديدا زجر عن مثلها وينقطع عن تكرارها ويمتنع من اتيانها فيكون في التغليظ منفعة الزجر عن الفعل المحرم واكد ذلك التغليظ له فيما يتعلق بحق الله في توحيده والوقوع في الشرك وهذا التغليظ مما يحبه الله سبحانه وتعالى. وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وقد بوب البخاري في كتاب العلم باب الغضب عند الموعظة فانه قد يكون النافع للناس تارة التغليظ والغظب وتارة يكون النافع في حقهم التقريب الرحمة فالعارف بالله وامره يلاحظ ما يصلح به الناس. فان كانت الرحمة واللطف انفع رحم وتلطف وان كان التغليظ والغظب انفع غلظ وغظب وهو في كل يلاحظ الله لا يلاحظ الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وللمشركين شبهة اخرى وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم انكر على اسامة رضي الله عنه قتل من قال لا اله الا الله وقال اقتلته بعد ما قال لا اله الا الله وكذلك قوله امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ذلك احاديث اخرى في الكف عن من قالها ومراد هؤلاء الجهلة ان من قالها لا يكفر ولا يقتل ولو فعل ما فعل فيقال لهؤلاء كانت المشركين معلوم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسبأهم وهم يقولون لا اله الا الله وان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلوا بني حنيفة وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويصلون ويدعون الاسلام وكذلك الذين حرقهم علي ابن ابي طالب رضي الله بالنار وهؤلاء الجهلة مقرون ان من ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من اركان الاسلام كفر وقتل ولو قالها فكيف لا تنفعه اذا جعل شيئا من هذه الفروع وتنفعه اذا جحد التوحيد الذي هو اساس دين الرسل ورأسه ولكن ان اعداء الله ما فهموا معنى الاحاديث. فاما فاما حديث اسامة رضي الله عنه فانه قتل رجلا ادعى الاسلام بسبب انه ظن انه مد لا خوفا على دمه وماله. والرجل اذا اظهر اللسان وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك. وانزل الله تعالى في ذلك. يا ايها الذين اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا الاية اي تثبتوا فالاية تدل على انه يجب الكف عنه والتثبت. فان تبين منه بعد ذلك ما يخالف الاسلام كما قتل لقوله فتبينوا ولو كان لا يقتل اذا قال لم يكن للتثبت معنى وكذلك الحديث الاخر وامثاله ما نوى ما ذكرت ان من اظهر الاسلام والتوحيد وجب الكف عنه الا ان يتبين منه ما يناقض ذلك. والدليل على هذا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال اقاتلته بعدما قال لا اله الا الله؟ وقال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي قال بالخوارج حينما لقيتموهم فاقتلوهم لان ادركتهم لاقتلنهم قتلى عاد مع كونهم من الناس عبادة تكبيرا وتهليلا حتى ان الصحابة يحقرون انفسهم عندهم وهم تعلموا العلم من الصحابة فلم لا اله الا الله ولا كثرة العبادة والادعان الاسلامي لما ظهر منهم مخالفة الشريعة وكذلك ما ذكرنا من قتال اليهود وقتال الصحابة رضي الله عنهم حنيفة وكذلك اراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزو بني المصطلق لما اخبره رجل انهم منعوا الزكاة حتى انزل الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسقون بنبأ. الاية وكان الرجل كذبا عليهم. فكل هذا يدل على ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الواردة ما ذكرنا ذكر المصنف رحمه الله شبهة اخرى من شبههم في دفع التكفير والقتال عن ما وقع من وقع في الشرك من المتأخرين. وهي انهم يقولون ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم انكر على اسامة بن زيد رضي الله عنهما قتل من قال لا اله الا الله وقال قتلته بعدما قال لا اله الا الله وكذلك قوله في الحديث الاخر امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله وكذلك احاديث اخر في الكف عن قتال من قالها. ومقصود هؤلاء ان تلك الاحاديث تدل على ان من قال لا اله الا الله بلسانه فانه لا يكفر ولا يقاتل وبين المصنف رحمه الله ان القائلين بهذه الشبهة هم مكابرون لامور اربعة وبين المصنف رحمه الله ان القائلين بهذه الشبهة هم مكابرون لامور اربعة اولها انهم يقولون هذا مع علمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله. انهم يقولون هذا مع علمهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون لا اله الا الله. وثانيها انهم يقولون هذا مع علمهم ان الصحابة قاتلوا بني حنيفة وهم يقولون لا اله الا الله وثالثها انهم يقولون هذا مع علمهم ان عليا رضي الله عنه قتل من قتل وحرقه بالنار مع انهم كانوا يقولون لا اله الا الله ان عليا قتل من قتله وحرقه بالنار مع كونهم يقولون لا اله الا الله ورابعها انهم يقولون هذا مع علمهم ان من انكر البعث كفر وقتل انهم يقولون هذا مع علمهم ان من انكر البعث كفر وقتل ولو قال لا اله الا الله وان من انكر شيئا من من اركان الاسلام كفر وقتل فلو قال لا اله الا الله وانكر الصلاة وصلى وصام وحج فانه كافر لا لا اله الا الله فاذا كان منكر ركن من اركان الاسلام لا ينتفع بها ويكون كافرا فكيف بمن انكر معنى لا اله الا الله فجعل العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. ثم بين المصنف رحمه الله وجه هذه الاحاديث ان هؤلاء ما فهموا معانيها فالاحاديث المذكورة يراد بها الامساك عمن ثبتت له عصمة الحال فالاحاديث المذكورة يراد بها الامساك عن من ثبتت له عصمة الحال. حتى يتبين امره ان عصمة الدم نوعان احدهما عصمة الحال عصمة الحال ويكفي فيها قول لا اله الا الله فاذا كان العبد كافرا ثم قال لا اله الا الله عصم دمه وماله بهذه الكلمة فاذا كان العبد كافرا ثم قال لا اله الا الله عصم دمه وماله بهذه الكلمة. والاخر عصمة المآل ولا يكفي فيها قول لا اله الا الله بل لا بد فيها من الالتزام بمعناها والعمل بمقتضاها بل لا بد فيها من الالتزام بمعناها والعمل بمقتضاها فالعصمة التي ثبتت اولا بقول لا اله الا الله لا تبقى الا مع العمل بلا اله الا الله فلو قدر ان احدا لقي في صف القتال كافرا فلما عناه بسلاحه يريد قتله قال الكافر لا اله الا الله. فانه يجب على المسلم ان يمسك عنه فلا يقتله لانه عصم بهذه الكلمة فلو قدر انه اخذه الى عسكر المسلمين وصار فيهم اسيرا ثم عفي عنه لقوله لا اله الا الله ظنا انه دخل في الاسلام باعتبار ما ظهر منه ثم اطلع عليه انه يزعم انه يقول لا اله الا الله ولكن عنده الهة يعبدها سوى الله كصنم من نحاس او غيره فان لا اله الا الله تنفعه هنا ام لا تنفعه فانها لا تنفعه لانه لم ياتي بما يبقي له عصمة المآل من الالتزام بمعنى لا اله الا الله والعمل بمقتضاها. ثم ذكر المصنف اربعة الا تدل على صحة فهم الاحاديث وفق ما تقدم ان العبد وان قال لا اله الا الله لا يلزم من قولها عصمة دمه ثبوتا وبقاء فاولها ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال لاسامة اقتلته بعدما قال لا اله الا الله؟ وقال اردت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج مع كونهم يقولون لا اله الا الله هو الذي امر بقتال الخوارج مع كونهم يقولون لا اله الا الله. فهؤلاء قوم يقولون لا اله الا الله قال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا لقيتموهم ايش فاقتلوهم وقال لئن لقيتهم لاقتلنهم قتلى عاد. فلم تكن هذه الكلمة عاصمة لدمائهم. وتانيها ما تقدم من قتال النبي صلى الله عليه وسلم اليهود وهم يقولون لا اله الا الله فانه لم يمتنع من قتالهم وهم يقولون لا اله الا الله وثالثها ما تقدم من قتال الصحابة رضي الله عنهم بني حنيفة مع انهم يقولون لا اله الا الله فلم يمنعهم ذلك من قتالهم. ورابعها قصة بني المصطلق. وهم قبيلة من العرب دخلوا الاسلام وبعث النبي صلى الله عليه وسلم اليهم ساعياه. اي جابي الزكاة ليأتي بزكاتهم. فلم يذهب اليهم ورجع عنهم وقال انهم منعوا الزكاة. فهم النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم. ولم تكن لا اله الا الله عاصمة لهم فانزل الله عز وجل عليه قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا. الاية من سورة الحجرة فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم بعد عن قتالهم وهذه الاية نزلت في الوليد بن عقبة رضي الله عنه والاجماع منعقد على ذلك نقله ابو موسى المديني ووجه ذلك انه لما خرج اليهم اجتمعوا له يريدون استقباله فلما رأى جمعهم ظن انهم يريدون الامتناع عن دفع الزكاة اليه فرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره خبرهم فجمع لهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم انزلت عليه هذه الاية والاية لا تدل على كون الوليد فاسقا لكن ينبه بالحال الاخف على الحال الاشد فاذا كانت حال التوهم جرى منها ما جرى من اخذ الناس بما لم يثبت عنهم فان الحال الاشد وهي خبر الفاسق احق بالتؤدة اني وعدم الاستعجال. فهذه الوجوه الاربعة تدل على ان من قال لا اله الا الله لا يعصم دمه بكل حال بل قد يستباح دمه بموجب الشريعة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله. قال في اخر الحديث فاذا افعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى اه احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بادم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى فكلهم يعتدون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان تقول سبحان من طبع على قلوب اعدائه. فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكره وكما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه وكما يستغيث الانسان باصحابه في الحرب وغيره باشياء يقدر عليها المخلوق ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء وغيرهم او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها المخلوق ولا يقدر عليها الا الله تعالى اذا ثبت ذلك بالاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف وهذا جائز في الدنيا والاخرة ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادع الله لي ما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته في الاستسقاء وغيره. واما بعد موته فحاشى وكلا انهم يسألنهم سألوه ذلك عند بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره فكيف دعاؤه نفسه؟ فكيف دعاؤه نفس؟ فكيف دعاؤه نفسه ذكر المصنف رحمه الله هنا شبهة من شبه المشبهين في توحيد العبادة. وهي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بادم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى عليهم الصلاة والسلام فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فزعم هؤلاء ان الاستغاثة بغير الله ليس والا كان فعل الناس حينئذ من الشرك وجواب هذه الشبهة ان استغاثة الناس حينئذ بالانبياء في فصل الحساب ورفع كربة الموقف عنهم من الاستغاثة بحي حاضر يقدر على ما سئل فيه من استغاثة حي حاضر يقدر على ما سئل فيه. وهذه الاستغاثة لا خلاف في جوازها. فمن استغاثة حي حاظر يقدر على ما سئل فيه ففعله جائز واستغاثة هؤلاء المشركين ليست من هذا الباب فانهم يستغيثون باموات غيب لا يقدرون على ما سئلوا فيه. وهذه استغاثة شركية فالذي يستغيث بعبد قادر او بالبدوي او بغيره او بغيرهما يستغيث بميت غائب لا يقدر على ما سئل فيه. فليس هذا من باب الاستغاثة التي تقع من الناس عند الانبياء يوم القيامة. ففرق بين الاستغاثة الجائزة والاستغاثة الشركية. فاذا كانت بحي قادر حاضر فهي ليست شركية واذا كان استغاثة بميت او بغائب او بمن لا يقدر على ما سئل فيه فهي من باب الشرك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه الصلاة والسلام اما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبرائيل شركا لم يعرضها على ابراهيم. الجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبرائيل عليه الصلاة والسلام عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه. فانه كما قال الله تعالى فيه علمه القوى فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال ويلقيها في المشرق والمغرب لفعل. ولو امره الله ان يضع عنهم في مكان بعيد الا فعل. ولو امره ان يرفعه الى السماء لفعل. هذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلا محتاجا. فيعرض عليه ان رضاه او يهبه شيئا يقضي به حاجته. فيأبى ذلك الرجل المحتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله برزق منه. لا منة به لاحد فان هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون. ختم المصنف رحمه الله بذكر شبهة من مقالات المبطلين في توحيد العبادة وهي استدلالهم بقصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار فاعترض له جبرائيل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم اما اليك فلا. فزعم هؤلاء انه لو كانت الاستغاثة بجبرائيل شركا لم يعرضها على إبراهيم عليه الصلاة والسلام والجواب عن هذه الشبهة من وجهين احدهما من جهة الرواية فانها لا تثبت ولا تروى بسند صحيح ولا حسن. وغاية ما يذكر فيها مقاطع عن بعض التابعين فمن بعدهم والاخر من جهة الدراية فان قول جبريل لابراهيم الك حاجة هي من عرض الحي الحاضر القادر كما ذكر المصنف انه كحال رجل غني له مال كثير يرى رجل محتاجا في عرض عليه ان يقرظه او يهبه شيئا يقضي به حاجته فيابى ذلك الرجل المحتاج ان يأخذ فجبريل عليه الصلاة والسلام كان حاضرا حيا قادرا على اغاثة ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وامتنع منها ابراهيم تعظيما لله عز وجل بافراده بالوحدانية هذا لو ثبتت القصة ولم تثبت فليست هي من باب الاستغاثة الشركية التي يفعلها هؤلاء من الاستغاثة بالاموات والغيب والعاجزين فهي استعاذة شركية والذي ثبت ان ابراهيم قاله عندما القي في النار ايش الجواب حسبنا الله ونعم الوكيل. اين ذكرها الشيخ محمد في اي كتاب الحديث اللي فيه القصة باب التوحيد طيب في اي باب ها في اي باب باب باب قول الله تعالى وعلى الله ان كنتم مؤمنين باب على الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. بعد باب الخوف والمحبة وليس في باب من الايمان الصبر على اقدار الله الذي لا اظن في في هذا الباب اظنه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة مهمة تفهم بما تقدم ولكن نفرد لها الكلام لعظم من شأنها ولكثرة الغلط فيها فنقول لا خلاف ان التوحيد لابد ان يكون بالقلب واللسان والعمل فان اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلما فان عرفت التوحيد ولم يعمل به فهو كافر معاند كفرعون وابليس وامثالهما. وهذا يغلط فيه كثير من الناس يقولون هذا حق ونحن نفهم هذا ونشهد انه اقوى لكن لا نقدر ان نفعله ولا يجوز عند اهل بلدنا الا من وافقهم وغير ذلك من الاعذار. ولم يعرف المسكين ان غالب ائمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه الا لشيء من الاذى كما قال تعالى اشتروا بايات الله ثمنا قليلا وغير ذلك من الايات كقوله يعرفونه كما لا يعرفون ابناءهم فان عمل بالتوحيد عملا ظاهرا وهو لا يفهم ولا يعتقد بقلبه فهو منافق. وهو شر من الكافر الخالص كما قال تعالى ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار وهذه مسألة كبيرة طويلة تبين لك اذا تأملتها بالسنة الناس ترى ما يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنياه او جاهه او ملكه او مداراة. وترى من يعمل به ظاهرا لا باطن. فاذا سألته عن ما يعتقده في قلبه اذا هو لا يعرفه ولكن عليك بفهم ايتين من كتاب الله تعالى ولاهما ما تقدم وهي قوله تعالى لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فاذا تحققت ان بعض الصحابة الذين غزوا الروم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا بسبب كلمة قالوها في غزوة تبوك على وجه المزح واللعب تبين لك ان الذي يتكلم بالكفر او يعمل به خوفا من نقص مال او جاه او مداراة او مداراة لاحد اعظم ممن يتكلم بكلمة تمزح بها والاية الثانية قوله تعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان اكما شرع بالكفر صدرا فلم يعذر الله من هؤلاء الا من اكره مع كون قلبه مطمئنا بالايمان واما غير هذا فقد كفر بعد سواء فعله خوفا او طامعا او مداراة لاحد او مشحة بوطنه او اهله او عشيرته او ماله او فعله على وجه المسح او لغير ذلك من الاغراض ان المكره والاية تدل على هذا من جهتين. الاولى قوله تعالى الا من اكره فلم يستثني الله الا المكره. ومعلوم ان الانسان لا الا على العمل او الكلام واما عقيدة القلب فلا يقرأ احد عليها. الثانية قوله تعالى ذلك بانهم مستحبوا الحياة ذلك بانهم استحبوا الحياة الدنيا على الاخرة. وصرح ان هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد والجهل. والبغض للدين او محبة الكفر سببه ان له في ذلك حظا من حظوظ الدنيا فاثره على الدين والله اعلم. ختم المصنف رحمه الله كتابه وبمسألة اشار اليها بالتعظيم فقال ولنختم الكتاب بذكر مسألة عظيمة. مهمة تفهم بما تقدم ثم بين ان التوحيد يتعلق بثلاثة اجزاء هي القلب واللسان والعمل فلا يكون الرجل موحدا حتى يجتمع قلبه ولسانه وعمله على الاقرار بالتوحيد اما من اقر بقلبه فقط او اقر بلسانه فقط فهدان لا يثبت توحيدهما فالناس منقسمون ثلاثة اقسام. فالناس منقسمون ثلاثة اقسام اولها من اقر بالتوحيد ظاهرا وباطنا وهذه حال ايش؟ الموحد والقسم الثاني من اقر بالتوحيد ظاهرا لا باطنا من اقر بالتوحيد ظاهرا لا باطنا. وهذه حال الكافر والقسم الثالث من اقر بالتوحيد ايش لا باطنا ولا ظاهرا لا باطن الظهر هذه حال الكافر لا باطنا ولا ظاهرا هذه حال الكافر اما الذي يقر به باطنا دون ظاهر هذا الذي يقر به ظاهرا دون باطن هذا المنافق. هذه حال المنافق. وهذه المسألة مبنية على ما يعتقده اهل السنة من ان ايمان يكون يكون بالقلب واللسان والجوارح فلا يكون العبد موحدا الا بذلك. ثم حرظ المصنف على فهم ايتين ليحذر العبد الوقوع فيما يخالف هذا تدلان على ان العبد قد يكفر بكلمة يقولها على وجه المزاح او بكلمة يقولها وبكلمة يقولها على وجه المزاح لا يلقي ذهابا فاذا كان يكفر بتلك الكلمة فان من تكلم بالكفر او عمل بالكفر خوفا لنقص جاهه او رئاسته او دنياه او غير ذلك فانه احق بالكفر وهو اعظم حالا ممن يقول كلمة الكفر ولا يخرج من تبعة الكفر فيمن استحب الدنيا على الاخرة الا المكره كهذا المكره قد ثبت عذره بنص القرآن والسنة والاجماع والاكراه هو ارغام العبد على ما لا يريد هو ارغام العبد على ما يريد والمكره له حالان احداهما اكراهه على الكفر مع اطمئنان قلبه بالايمان اكراهه على الكفر مع اطمئنان قلبه بالايمان فلا يكون بذلك كافر فلا يكون بذلك كافرا والاخرى اكراهه على الكفر مع اطمئنان قلبه به. اكراهه على الكفر مع اطمئنان قلبه وهذا يكون ايش كافرا وهذا يكون كافرا ثم نبه المصنف الى قاعدة عظيمة تتعلق بالاكراه فقال ومعلوم ان الانسان لا يكره الا على العمل او واما عقيدة القلب فلا يكره احد عليه فالاكراه له موردان. فالاكراه له موردان احدهما الاقوال والاعمال الاقوال والاعمال وهذه محل للاكراه وهذه محل للاكراه. فيجري فيها والاخر عقيدة القلب عقيدة القلب وهذه ليست محلا للاكراه. وهذه ليست محلا للاكراه لماذا ليست محلا للاكراه لانه لا يطلع على ما في القلب فان الانسان لو اريد ان يكره على عقيدة قلبه لم يمكن للمكره ان يطلع على ما في قلبه فهذا شيء بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى. فلا تصدق منه دعوى الاكراه على عقيدة القلب فمن اطمئن قلبه بالكفر وانشرح به صدرا ثم زعم انه اكره فهو كاذب في دعوة لان الاكراه انما ما يكون على الاقوال والاعمال الظاهرة وهذا اخر البيان على هذا الكتاب النافع. وهو كتاب نافع جدا تشتد اليه الحاجة في باب التوحيد. ومن اتقن هذا الكتاب فهما واستدلالا انفتح له باب الرد على الشبهات المشبهين فان الشبهات يكرر بعضها يرد بعضها بعضا. فالشبهة الصغيرة ترد الى شبهة كبيرة مما اشتمل عليه هذا كذا ثم مما ينبه اليه فهم طرائق الاستنباط والاستدلال والتدلي تارة في دفع الشبه والترقي تارة اخرى فمن اتقن العلم واحكمه وصارت له حداقة في معرفة شبه اهله قوي في باب العلم وصار من في نصرة الحق واذا اهمل طالب العلم هذا اتي من هذه الجهة وهي حال كثير من الناس الذين لم يتقنوا العلوم فما ان تلوح شبهة في الافق حتى تختلط بقلوبهم. لضعف بنائهم العلمي وعدم فهمهم حقائق العلوم فانت تسمع تارة تلك الشبهة التي تروج على الناس فتخطف من تخطف. فيجب تجد بعض الناس يذكر لك ادلة يقول هذه الادلة اخطأ الناس في فهمها والصواب ان فهمها كذا وكذا. والسبب انه علقت بقلبه شبهة من الشبه فجعل الادلة الا معبدة لتلك الشبهة لكن المدرك لدين الله سبحانه وتعالى يعلم ان دين الله حق لا يتبدل ولا يتغير. وان الدين المنزه واحد حتى يرث الله الارض ومن عليها واما الدين المؤول والمبدل فهذا يتغير مع تغير الناس وازمانهم واحوالهم فطالب العلم ينبغي له ان يحقق دينه وان يعرف ان هذا هو الذي تعبده الله به. وان ما يروج على الناس من شبهات لا بغي ان يظن انها دين جديد فالدين واحد ولكن انت تؤدى من جهلك. فلذلك بعض الناس يسمع بعض الادلة يقول هذه الادلة ما كنا نسمعها من قبل وانت من انت حتى تسمع؟ على من درست؟ على من طلبت العلم؟ ماذا قرأت؟ من كتب اهل العلم حتى تقول هذا الدليل ما سمعته. ثم هذا الدليل الذي سمعته هل وجه دلالته مثلما توهمته انت او توهمه غيرك من ان هذا الدليل يدل على هذا او يدل على ذاك ليس بالضرورة ان تكون دعواه او دعواك صادقة في صحة الاستدلال بها. فطالب العلم ينبغي له ان يحكم علمه. وحال الطلب تقدم معنا في كتاب التوحيد عرظ المتعلم الشبهة على هل العالم ان يكشفها له؟ والعالم يكشفها بخطاب الشرع بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم فتنجلي الشبهة لمن اراد الله هدايته. فرواج الشبه يطغى في زمن دون زمن وثبوت القدم في دفع الشبه على قدر ثبوت القلب في معرفة دين الله سبحانه وتعالى فالذي يعرف دين الله سبحانه وتعالى ما تروج عليه الشبه فمثلا قبل مدة راجت شبهة وهي ان الولاية لا تصح لرجل على امة من الناس فلا يصح ان يكون الملك واحد والامير واحد والرئيس واحد لان الله قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ايش واولي الامر منكم. يقولون الاية تدل على انه ايش جماعة نعم انهم جماعة وانه يحكمون هذه الجماعة تكيف بالمصطلحات المعاصرة مجلس النواب البرلمان مجلس كذا مجلس كذا. وهذه كلها شبهة. لذلك العارف بدين الله اذا قيلت له الشبهة قال بافصح سبب نزول هذه الاية يدل على بطلانها. ففي صحيح البخاري من حديث عمر بن الخطاب ان هذه الاية نزلت في عبد الله بن حذافة في قصة في السرية يعني لما امره النبي صلى الله عليه وسلم على سرية ثم امرهم بان يوقدوا نارا وان يلقوا فيها الى اخر الحديث فهي نزلت في رجل واحد اولي الامر منكم في رجل واحد جمعه تعظيما لشأنه تعظيما للولاية فتجد بعظ الناس تشبه عليه هذه الشبهة وهذا بعض الناس قد يكون ممن يشار اليه بالنسبة الى العلم تقرأ عدة اوراق تنسب الى استاذ دكتور في الفقه يقرر فيها هذه الشبهة. وهي قاعا صفصفا لا تسمن ولا تغني من جوع ومثلها الشبه في توحيد الله وفي طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي لزوم جماعة المسلمين وفي ترك اسباب الفرقة وفي ابواب الاموال وفي ابواب الانكعة هذه الشبهات عند العارفين بدين الله لا تروج. لانهم يعرفون ان الدين واحد وليس هناك دين جديد والدين الذي عرفه الناس هو الحق. كما قال مالك انما العلم المشهور. الدين هو المشهور. ما في دين مخبأ. دين الاسلام واظح جلي عالي مرتفع ويقوى في الناس على قدر اقبالهم عليه ويضعف على قدر ظعفه في ظعفهم في الاقبال عليه. فطالب العلم ينبغي له ان يجعل هذا اصل عنده. يطلب دين الله بحق ويثبت عليه. لانه لا يتعبد به الخلق. لا كم ولا محكومين ولا صغار ولا كبار ولا اغنياء ولا فقراء هو يتعبد به الله. والله الذي اعطاه هذا العلم مؤتمنه على هذه الامانة وسائله عنها والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فهذا الذي وهب العلم ينبغي له ان يخاف الله عز وجل في سؤاله عن هذا العلم الذي اتاه ماذا فعل به؟ من نصرة الحق وابطال الباطل وهداية الناس. والذي يذكر هذا الموقف يخاف خوفا عظيما فخوفه من سخط الرحمن اعظم من خوفه من سخط السلطان لانه يعرف ان سخط السلطان مهما بلغ ينتهي لكن سخط الله اذا بقي على العبد البسه الذل ابد الابدين ودهر الداهرين. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرحمنا برحمته وان يتولانا برعايته ويهدينا جميعا الى صراطه المستقيم وان يعيذنا واياكم من نزغات الشياطين وشبهات المشبهين اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع كشف الشبهات بقراءة غيره صاحبنا يكتب اسمه تاما فتم له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد المذكور وجدت له رواية الجلسة الخاصة باسناد المذكور في مرتقى الوصول لاجازة طلاب الاصول الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وذكره الصالح وكتبه الصالح بن عبد الله بن حمد العصيمي ليلة ليلة الاحد السادس والعشرون من شهر رجب سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف في جامع