السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل الدين مراتب ودرجات. وسير للعلم به اصولا ومهمات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له حقا. واشهد ان محمدا عبده ورسوله طوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. انك حميد مجيد ايه ده! اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم باسناد كل الى سفيان ابن بينتا عن عمر ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمر ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين. في تلقينهم احكام وترقيتهم في منازل اليقين. ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم. باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية. ليستفتح بذلك المبتدئون يهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم ويطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الخامس من برنامج مهمات العلم في سنته الخامسة وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب فضل الاسلام. لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست بعد المائتين والالف. وقد انتهى بنا بيانه الى قوله رحمه الله باب تفسير الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبي محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم بارك لنا في شيخنا وانفعنا بعلمه. واطل عمره في عافيته وحسن عمل. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في فضل الاسلام باب تفسير الاسلام الترجمة بيان حقيقة الاسلام مقصود الترجمة بيان حقيقة الاسلام والكشف عن معناه والاسلام الشرعي له اطلاقان احدهما عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله ومرد هذه الى الاستسلام لله وحده ومرد هذه الى الاستسلام لله وحده فانما بعدها راجع اليها فالانقياد لله بالطاعة والبراءة له من الشرك واهله لازم الاستسلام له. فاذا استسلم العبد له انقاد له بالطاعة وبرئ من الشرك واهله ونوه بهما في بيان حقيقته العامة تعظيما لهما. ونوه بهما في بيان حقيقته العامة تعظيما لهما والاخر خاص وله معنيان احدهما الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى اسلاما وحقيقته شرعا استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. على مقام المشاهدة او قال على مقام المشاهدة او المراقبة وهو يقع بهذا المعنى اسما للدين كله. وهو يقع بهذا المعنى اسما للدين كله فتندرج فيه مراتبه الثلاث فتندرج فيه مراتبه الثلاثة. الاسلام والايمان والاحسان والثاني الاعمال الظاهرة والثاني الاعمال الظاهرة كالصلاة والصيام والحج والزكاة فانها تسمى اسلاما وهذا المعنى هو المقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان. وهذا المعنى والمقصود اذا قرن الاسلام بالايمان والاحسان فاذا اتفقا سوق هذه الالفاظ الثلاثة سويا فقيل ان الدين اسلام وايمان واحسان فمعنى الاحسان فمعنى الاسلام حينئذ الاعمال الظاهرة والادلة التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى صالحة للاسلام بمعناه العام الخاص لان ما كان منها متعلقا بالعام اندرج فيه الخاص لان ما كان منها متعلقا بالعام اندرج فيه الخاص فقول الله عز وجل مثلا ان الدين عند الله الاسلام يراد به اصالة معناه العام. فهو دين الانبياء جميعا وحقيقته الاستسلام لله بالتوحيد. ويندرج فيه الاسلام بمعناه الخاص انه فرد من افراده. فمن افراد الاستسلام لله بالتوحيد. الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لم وما فيه من اعمال ظاهرة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني. وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام ان استطعت اليه سبيلا. متفق عليه وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. وعن بهز حكيم عن ابيه عن جده انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقال ان تسلم قلبك لله وان تولي وجهك الى الله وان تصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة. رواه احمد. وعن ابي عن رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الاسلام؟ فقال ان تسلم فقلبك لله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال اي الاسلام افضل؟ قال الايمان بالله. قال وما الايمان بالله قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والبعث بعد الموت. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى فان ارجوك فقل اسلمت وجهي لله. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله اسلمت وجهي هي لله فحقيقة الاسلام هي استسلام الوجه لله عز وجل بالتوحيد. فاذا اسلم مرء وجهه لله عز وجل واقبل عليه منقادا بالطاعة متبرئا من الشرك واهله صار مسلما ففسر الاسلام في الاية باسلام الوجه اي استسلام العبد لله عز وجل. والدليل حديث عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاسلام ان اشهد ان لا اله الا الله. الحديث وعزاه المصنف الى الشيخين البخاري ومسلم. وان انما هو عندهما من حديث عبدالله ابن عمر بلفظ بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الحديث واما بهذا اللفظ المذكور فهو قطعة من حديث جبريل الذي رواه مسلم في عن عمر ابن الخطاب والد عبدالله رضي الله عنه. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله ومناسبته لها ظاهرة. ففيه تفسير الاسلام بانه شهادة ان لا اله الا الله الله وان محمدا رسول الله الى تمام ما ذكر. والمراد به الدين الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم فمن تفسير الاسلام انه الدين الذي جاء به خاتم الانبياء المرسلين صلى الله عليه وسلم وتقدم ان هذا من معاني الاسلام الخاصة. والدليل الثالث ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا الاسلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه يديه. اخرجه البخاري ومسلم. من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. واللفظ وللبخاري. اما روايته من حديث ابي هريرة فليست في الصحيحين. وانما رواه عنه الترمذي وابن ماجة واسناده حسن ودلالته على مقصود الترجمة في وصف المسلم بانه من سلم المسلمون من لسانه ويده وسلامة الخلق من يد المرء ولسانه لا تتحقق الا باستسلامه لله ان من استسلم لله علم انه عبد له لان من استسلم لله علم انه عبد له فلم يجري شيئا من جوارحه يدا ولسانا انا الا بما يرضاه الله عز وجل. فسلامة الخلق من يد المرء ولسانه علامة على صدق اسلامه وانه مستسلم لله وحده. والدليل الرابع حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه وهو جد بهز انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام ولا ان تسلم قلبك لله رواه الامام احمد بهذا اللفظ في مسنده. لكن من حديث ابي قزعة عن حكيم ابن معاوية عن ابيه معاوية بن حيدة رضي الله عنه. اما رواية بهزم عن ابيه عن جده معاوية رضي الله عنه فرواها النسائي بلفظ اخر وهو اسلمت وجهي لله وتخليت. اسلمت وجهي لله وتخليت. واسناده ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان تسلم قلبك لله. وان تولي وجهك الى الله وهي ظاهرة في تفسير الاسلام. لانه فسر الاسلام بذلك. وهذا التفسير امرين وهذا التفسير يشمل امرين احدهما اقبال الباطن احدهما اقبال الباطن الى الله وهو المذكور في قوله ان تسلم قلبك لله والاخر اقبال الظاهر اقبال الظاهر وهو المذكور في قوله وان تولي وجهك الى الله ان تولي وجهك الى الله فالاسلام يشمل اقبال الباطن والظاهر على الله عز وجل والدليل الخامس حديث رجل من اهل الشام عن ابيه انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الاسلام فقالا ان تسلم قلبك لله الحديث. ولم يعزه المصنف رحمه الله تعالى. فترى رده الى اصل من اصول الحديث المسندة وعزاه في كتاب اخر له. اسمه المجموع في الحديث. وهو كتاب حافل محشوب بالاحاديث النبوية والاثار السلفية في ابواب العلم والدين. فذكر هذا الحديث هناك وعزاه الى ومسند الامام احمد وهو مفقود من النسخ التي وصلت الينا من مسند الامام احمد. فلم يوجد هذا الحديث في الامام احمد وتبع فيه المصنف شيخ الاسلام ابا العباس ابن تيمية فانه لما ذكر هذا عزاه الى مسند احمد ايضا. فالله اعلم بحقيقة الحال. فلعله في شيء من المسند التي لم تصل الينا. وقد رواه غير الامام احمد من المصنفين في المسانيد رواه مسدد وابن منيع في مسنديهما. فرواه مسدد وابن منيع في مسنديهما وفي اسناده ضعف. وفي اسناده ضعف ولجمله شواهد تقدمت ولجمله شواهد تقدمت ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في قوله ان تسلم قلبك لله احدهما في قوله ان تسلم قلبك لله. وتقدم ان هذا يدل على اقبال الباطن الذي هو من حقيقة استسلام العبد لله والاخر في قوله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك والاخر في قوله وان يسلم المسلمون من لسانك ويدك وعلمت قبل ان سلامة الخلق من لسان العبد ويده متوقفة على استسلامه عبدا لله عز وجل. فانه اذا استسلم له لم تعمل جوارحه شيئا يخالف ما امره الله عز وجل به نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب قول الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا ان يقبل منه الاية. مقصود الترجمة بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام بيان بطلان جميع الاديان سوى الاسلام لانها لا تقبل من اصحابها لانها لا تقبل من اصحابها. بل ترد عليهم بل ترد عليهم وهذا علامة بطلانها فان كل مردود باطل. وهذا علامة بطلانها فان كل مردود باطل والاسلام هنا يقع موقعين والاسلام هنا يقع موقعين احدهما الاسلام بمعناه العام الاسلام بمعناه العام في حق من كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في حق من كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فمن ابتغى سوى دين الاسلام الذي جاءت به الانبياء فانه لا يقبل منه فمن ابتغى سوى دين الاسلام الذي جاءت به الانبياء فانه لا يقبل منه والاخر الاسلام بمعناه الخاص والاخر الاسلام بمعناه الخاص وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فمن دان بغيره بعد البعثة نبوية فان دينه باطل. فمن دان بغيره بعد البعثة النبوية فان دينه باطل ولو كان دينا لاحد من الانبياء السابقين ولو كان دينا لاحد احد من الانبياء السابقين فالدين الذي ختم الله عز وجل به ابطل جميع الاديان. فالدين الذي ختم الله به ابطل جميع الاديان فاتباع موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام وغيرهما من الانبياء يجب عليهم ان يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم ويدينوا بالدين الذي بعث به. فان اصروا على دينهم الذي هم عليه فان دينهم باطل. فان شمس الرسالة المحمدية بطلت كل دين تقدمها. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب انا الصلاة فيقول انك على خير ثم تجيء الصدقة فتقول يا ربي انا الصدقة. فيقول انك على خير. ثم يجيء الصيام فيقول يا رب بان الصيام فيقول انك على خير. ثم تجيء الاعمال على ذلك. فيقول انك على خير. ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب انت السلام وانا الاسلام. فيقول انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى في كتابه ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. رواه الامام احمد وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا افهو رد؟ رواه الامام احمد. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا الاية والمراد بالابتغاء طلب الاتخاذ والمراد بالابتغاء طلب الاتخاذ ودلالته على مقصود الترجمة في قوله فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين على مقصود الترجمة في قوله فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ففيها بيان امرين ففيها بيان امرين احدهما ان من ابتغى دينا غير دين الاسلام فدينه مردود عليه. ان من ابتغى دينا غير دين الاسلام فدينه مردود عليه والاخر الحكم عليه بالخسران المبين. الحكم عليه بالخسران المبين ان والخسران المبين في الاخرة هو ان يكون من اهل النار الخالدين فيها. والخسران المبين في الاخرة هو ان يكون من اهل النار الخالدين فيها. والدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الاعمال يوم القيامة الحديث رواه الامام احمد في مسنده. واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم يجيء الاسلام فيقول يا رب انت الاسلام انت السلام وانا الاسلام. فيقول الله عز وجل انك على خير بك اليوم اخذ وبك اعطي. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل من وهو في الاخرة من الخاسرين. فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية المذكورة تصديقا لتحقق بطلان غير دين الاسلام وخسران صاحبه. فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية المذكورة تصديقا لبطلان غير الاسلام وتحقق خسران صاحبه وان النجاة لا تكون الا بالاسلام. وان النجاة لا تكون الا الاسلام لقول الله تعالى في الحديث المذكور بك اليوم اخذ وبك اعطي. اي بك تحصل السلامة لمن دان بالاسلام وبك تحصل الخسارة لمن ابتغى دينا غير اسلام والاسلام المذكور في الحديث هو ما يكون في القلب والاسلام المذكور في الحديث هو ما يكون في القلب لانه ذكره في مقابل الاعمال الظاهرة لانه ذكره في مقابل الاعمال الظاهرة من صلاة وصيام وصدقة وتقدم ان الاسلام يقع اسما للدين كله. فيشمل ما في الباطن وما في الظاهر وتقدم ان الاسلام يقع اسما للدين كله. فيشمل ما في الباطن وما في الظاهر. وهو في قولنا استسلام العبد لله باطنا وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. فان هذا يعم جميع الافراد من الاعتقادات والاعمال الباطنة والظاهرة. والدليل الثالث حديث عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه امرنا الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم. وزاد المصنف عزوه الى احمد تبعا لكونه حنبليا وزاد المصنف عزوه الى مسند احمد تبعا لكونه حنبليا. لان العزو الى الصحيحين عن غيرهما لان العزو الى الصحيحين مغن عن غيرهما. فاذا زيد ذكر احد سواه هما معهما فان الزيادة لنكتة معتد بها. وهي عند المصنف وغيره من الحنابلة كون امامهم كون امامهم هو الامام احمد. فيذكرونه مع غيره من المخرجين ولو كان الحديث في الصحيحين ولاجل هذا جرى ابو البركات ابن تيمية الجد في كتابه المنتقى على اصطلاح خاص به. فانه اذا ذكر حديثا فقال متفق عليه فانه يريد اتفاق البخاري ومسلم مع الامام احمد على اخراج الحديث. والاصطلاح المشهور اختصاص ذلك صحيحين لكنه زاد الامام احمد تبعا لكونه حنبليا والمصنف مثله في زيادة للامام احمد ها هنا لانه حنبلي. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ليس امرنا مع قوله رد. في قوله ليس عليه امرنا مع قوله رد فهو حكم برد وابطال كل ما كان على غير الاسلام فهو حكم برد وابطال ولكل ما كان على غير الاسلام. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب الاستغناء بمتابعة الكتاب عن كل ما سواه. مقصود الترجمة بيان وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب. بيان وجوب الاستغناء بمتابعة الكتاب وهو القرآن عن جميع ما سواه عن جميع ما سواه والاستغناء هو طلب الغنى. بمتابعته والاستغناء هو طلب الغنى بمتابعته. فلا يحتاج معه الى غيره. فلا يحتاج معه الى غيره والمتابعة هي امتثال ما فيه والمتابعة هي امتثال ما فيه وطلب الاستغناء المراد يتعلق بجميع مصالح الدنيا والاخرة. وطلب الاستغناء المراد قد يتعلق بجميع مصالح الدنيا والاخرة. وله موردان وله مولدان الاستغناء به في باب الخبر الاستغناء به في باب الخبر فما جاء في القرآن من الاخبار مغن عن غيره. فما جاء في القرآن من الاخبار مغن عن غيره والاخر الاستغناء به في باب الطلب الاستغناء به في باب الطلب. فما جاء في القرآن من الاحكام الطلبية مغن عن غيرها فما جاء فيه من الاحكام الطلبية مغن عن غيرها. وقوله وما سواه يشمل امرين وقوله وما سواه يشمل امرين احدهما ما تقدمه من الكتب المنزلة على الانبياء ما تقدمه من الكتب المنزلة على الانبياء. ولو قدر انها لم تبدل ولم يحرف ولو قدر انها لم تبدل ولم تحرف. والاخر ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم والاخر ما خرج عن الكتب الالهية من اراء الخلق ومقالاتهم وهذا اصل عظيم في الدين ان يستغني العبد بكتاب الله سبحانه وتعالى عما سواه فان الاستغناء به علما وعملا يوجب كمال الايمان ورسوخ الايقان واجل المعارف هي المعارف القرآنية. واعظم الهمم الهمم التي يلتمس بها معاني الايات القرآنية فينبغي ان يجتهد ملتمس العلم في الاستغناء بالقرآن وان يكون له وحظ عظيم منه حفظا وقراءة وتفهما وتدبرا فان امتلاء القلب بحقائق القرآن يجعل العبد في ذرا المراتب الايمانية واعلى المقامات الاحسانية فاكمل العلم العلم المستكن في القرآن. واكمل العمل ام العمل الناشئ من متابعة القرآن احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لشيء الاية رواه النسائي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من الى التوراة فقال صلى الله عليه وسلم امتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان وساحيا واتبعتموه وتركتموني ضللتم. وفي رواية لو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فقال عمر رضي الله عنه رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة دليلين فالدليل الاول قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ودلالته على مقصود الترجمة في وصف القرآن انه تبيان لكل شيء. اي ايضاح لكل شيء مما يحتاج اليه الخلق وما كان تبيانا لكل شيء لم يحتج معه الى غيره. وما كان تبيانا لكل شيء لم يحتج معه الى غيره. فان وفاءه بايضاح كل شيء يجعل العبد في غنى عن التماس غيره وتقدم ان ابن عباس كان ينشد فيما عزي اليه جميع العلم في القرآن لكن تقاصروا وعنه افهام الرجال فجميع ما ينفع الناس في امور دينهم ودنياهم فاصوله في القرآن الكريم والدليل الثاني حديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورقة من التوراة. الحديث وعزاه المصنف الى النسائي وهو مفقود من سننه الكبرى والصغرى. فلا يوجد هذا الحديث فيما انتهى الينا من نسخ الكتابين وعزوه الى النسائي مشهور عند اهل العلم فقد عزاه الى النسائي جماعة منهم ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو الفداء ابن كثير فلعل هذا الحديث وقع في شيء من نسخ سنن النسائي الصغرى او الكبرى التي لم تصل الينا والحديث مروي في مسند احمد بالروايتين اللتين ذكرهما المصنف رحمه الله من حديث جابر رضي الله عنه واسناده ضعيف ويروى معناه من عدة وجوه يدل مجموعها على ان له اصلا ويروى معناه من عدة وجوه يدل مجموعها على ان له اصلا ذكره ابو الفضل ابن حجر رحمه الله ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله امتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية ا متهوكون يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ومعنى قوله امتهوكون اي امتحيرون وهو استفهام يراد به الانكار وهو استفهام يراد به الانكار على طلب الاستغناء بغير القرآن. على طلب الاستغناء بغير القرآن ولو كان كتابا الاهيا كالتوراة ولو كان كتابا الاهيا كالتوراة وعلله صلى الله عليه وسلم بقوله لقد جئتكم بها بيضاء نقية فمع صحة هذا الوصف عليها من البياض والنقاء تكون مغنية عن غيرها فان الافتقار الى شيء ما انما يكون مع نقص غيره. فان الافتقار الى شيء ما انما كونوا مع نقص عغيره فلو قدر ان ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم غير واف لاحتيج الى غيره ولكن دينه الذي جاء به واف ووفاؤه مبين بقوله صلى الله عليه وسلم ما لقد جئتكم بها بيضاء نقية. فلا يحتاج مع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم لا غيره. وثانيها في قوله ولو كان موسى حيا ما حيا واتبعتم وتركتموني ظللتم. ولو كان موسى حيا واتبعتموه وتركتموني ظللتم وكان مع موسى عليه الصلاة والسلام التوراة ومع ذلك لو اتبعوه بعد بعثة النبي صلى الله الله عليه وسلم لوقعوا في الضلال. لان النبي صلى الله عليه وسلم انزل عليه القرآن وهو ومغن عما سواه. وثالثها في قوله ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباع ولو كان موسى حيا ما وسعه الا اتباعي. فاذا كان الانبياء بعد صلى الله عليه وسلم لا يسعهم ولا يصح منهم الا اتباعه صلى الله عليه وسلم فغير اولى ان يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم وان يستغنوا بما انزل الله عز وجل عليه من الكتاب عما سواه. فالكتاب المنزل عليه يغني عن غيره. ولا يغني عنه غيره ومن العلل المستشرية في الناس توهمهم انهم ينتفعون بما دون القرآن في العلم انتفاعا كثيرا كمن يجتهد في حفظ المتون العلمية منثورة او ومنظومة ثم يفرط في حفظ القرآن او في حفظ السنة النبوية. فيحصل له من النقص في علمه بقدر ما يفرط في حفظ القرآن والسنة. فينبغي ان يمتثل المرء طريقة اهل العلم رحمهم الله تعالى في تعظيم حفظ الكتاب والسنة. وليعلم ان الاقبال عليهما حفظا. ودرسا اعظم من الانتفاع بغيرهما وفق ما يرقيه فيه معلمه فان ما عدا القرآن والسنة من المتون انما يراد به الترقي الى فهم الكتاب والسنة. فغاية العلوم التي يدرسها المرء ايصاله الى فهم الكتاب والسنة. فان القلب اذا امتلأ بحقائق العلوم تصديقا وتصورا فتح له فهم الكتاب والسنة اكثر من غيره ممن لم يتناول تلك العلوم بالتلقي وفق ما فيه اهل العلم رحمهم الله. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء في الخروج عن دعوى اسلام مقصود الترجمة بيان حكم الخروج عن دعوى الاسلام بيان حكم الخروج عن دعوى الاسلام اكتسابي الى غيره بالانتساب الى غيره ودعوى الاسلام هي الاسماء الدينية التي جعلت له ولاهله هي الاسماء الدينية التي جعلت له ولاهله كالاسلام والمسلمين والايمان والمؤمنين والاحسان والمحسنين والخروج عنها هو التسمي بغيرها مما لا يرجع الى تلك الاسماء ويخالفها. والخروج عنها هو التسمي بغيرها مما لا يرجع الى تلك الاسماء ويخالفها. فما انتسب العبد الى من غير الاسماء الشرعية مما لا يرجع اليها ويخالفها فقد وقع في الخروج عن دعوى الاسلام الى غيره نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي لهذا الاية عن الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال امركم بخمس الله امرني بهم السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع رقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع. ومن دعا بدعوى الجاهلية فانه من جثا جهنم. فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. رواه احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح وفي الصحيح من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية. وفيه ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم. قال ابو العباس رحمه الله تعالى كل ما خرج عن دعوى الاسلام والقرآن من نسب او بلد او جنس او مذهب او طريقة فهو من عزاء الجاهلية. بل لما اختصم مهاجري وانصاري فقال يا للمهاجرين وقال الانصاري يا للانصار قال صلى الله عليه وسلم ابدعوى الجاهلية وانا بين اظهركم وغضب لذلك غضبا شديدا. انتهى كلامه رحمه الله. ذكر المصنف رحمه الله لبيان مقصود اربعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل ودلالته على مقصود الترجمة في ذكر ما سمى الله به عباده المتبعين رسله في ذكر ما سمى به الله عباده المتبعين رسله فانه سماه المسلمين فانه سماهم المسلمين فيما انزل من كتبه من قبل وفي هذا القرآن. فيما انزل من كتبه قبل وفي هذا القرآن وتسميتهم بغير ما سماهم به الله خروج عن دعوى الاسلام وتسميتهم بغير ما سماهم به الله خروج عن دعوى الاسلام وما رضيه الله عز وجل لهم هو اولى بهم من غيره. وما رضيه الله عز وجل لهم هو وبهم اولى من غيره. والدليل الثاني حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه انه قال امركم بخمس. الحديث رواه احمد والترمذي. والنسائي في السنن الكبرى رواه احمد والترمذي والنسائي في السنن الكبرى. وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم فهو حديث صحيح ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في قوله فانه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع ومن مفارقة جماعة المسلمين الخروج عن دعوى الاسلام. ومن مفارقة جماعة المسلمين الخروج عن دعوى الاسلام فان المرء اذا انتسب الى غير الاسماء الدينية فارق الجماعة الباقية على الاسماء الدينية. فان المرء اذا ابى الى غير الاسماء الدينية فقد فارق الجماعة الباقية على الاسلام على الاسماء الدينية وقوله ربقة اصل الرقة عروة تعلق في العنق اصل الرفقة عروة تعلق في العنق وقوله الا اي يراجع اي الا ان يتوب وينزع عن قوله ومعنى الا ان يراجع اي الا ان يتوب وينزع عن قوله وثانيها في قوله ومن ادعى دعوى الجاهلية فانه من جثا جهنم ومن ادعى دعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم ودعوى الجاهلية كل انتساب يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والجاهلية كل انتساب يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فان حقيقة الجاهلية كما تقدم انها ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من قول او عمل فحقيقة الجاهلية كما تقدم انها ما كل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من قول وعمل ومن افراد تلك الجاهلية الانتساب الى الاسماء المخالفة لما جاء به الرسول قولوا صلى الله عليه وسلم ومن افراد تلك الجاهلية الانتساب الى الاسماء المخالفة ان جاء لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وقوله في الحديث فانه من جثا جهنم اي جماعاتها اي جماعاتها فالجثا جمع جثوة وهي الحجارة المجموعة وهي الحجارة المجموعة ويروى الحديث ايضا بلفظ فانه من جثي جهنم ويروى الحديث ايضا بلفظ فانه من جثي جهنم وجثي جمع جاث وجثي جمع جهة والجافي هو القائم على ركبتيه. والجاتي هو قائم على ركبتيه والحديث على كلا الروايتين وعيد شديد. والحديث على كلا الروايتين وعيد شديد دال على حرمة الانتساب الى كل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وثالثها في قوله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله اي تسموا بما سماكم به الله. اي تسموا بما سماكم به الله دون غيره من الاسماء دون غيره من الاسماء فالعبد مأمور بلزوم الاسماء الدينية فالعبد مأمور بلزوم الاسماء دينية التي جعلها الله عز وجل للمؤمنين التي جعلها الله عز وجل للمؤمنين والاسماء الدينية المأمور بها نوعان. والاسماء الدينية المأمور بها نوعان احدهما اسماء شرعية اصلية اسماء شرعية اصلية وهي الاسماء التي جعلها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لاتباع هذا الدين وهي الاسماء التي جعلها الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم لاهل هذا الدين. كالمسلمين والمؤمنين وعباد الله وعباد الله والجماعة والفرقة الناجية والطائفة المنصورة والاخر اسماء شرعية تابعة. اسماء شرعية تابعة وهي الاسماء التي جعلت لاهل الاسلام الحق على وجه المقابلة لاهل الباطل وهي الاسماء التي جعلت لاهل الاسلام الحق على وجه المقابلة لاهل الباطل. كاهل السنة واهل الحديث واهل الاثر والسلفيين كأهل الحديث واهل الاثر واهل السنة والسلفيين. فان هذه الاسماء دعت اليها مقابلة الباطل فان هذه الاسماء ان دعت اليها مقابلة الباطل. فلما ظهرت بدعة صار اسم اهل الحق اهل السنة ولما ظهر الرأي صار اسم اهل الحق اهل الحديث اثاره. ولما ظهر ولما ظهرت الخلفية ظهر الانتساب الى السلف. فسمي اهل الحق بالسلفيين. والدليل الثالث حديث فانه من فارق الجماعة شبرا مات فميتته جاهلية. فانه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ودلالته على مقصود ترجمة ما سبق ذكره من ان من مفارقة الجماعة التسمي بالاسماء المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من ان من مفارقة الجماعة التسمي بالاسماء المخالفة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتوعد من مات كذلك بالموت على الجاهلية دال على شدة التحريم وتوعد من مات على ذلك بالموت على الجاهلية دال على شدة التحريم. والدليل الرابع حديث ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم رواه بهذا اللفظ ابن جرير في تفسيره من حديث زيد ابن اسلمة رحمه الله فهو ضعيف لارساله. والحديث في الصحيحين عن جابر بلفظ ما بال دعوى الجاهلية والحديث في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه بلفظ ما بال دعوى الجاهلية وليس فيه وانا بين ظهوركم وليس فيه وانا بين اظهركم. فان الصحابة رضي الله عنهم كانوا في ات فاختصم رجلان انصاري ومهاجري فكسع المهاجري الانصاري اي ضرب على مؤخرته برجله فقال الانصاري يا للانصار وقال المهاجرين يا للمهاجرين فلما فسمع النبي صلى الله عليه وسلم قال ابي دعوة ما بال دعوى الجاهلية؟ ودلالته على مقصود ترجمة في انكاره صلى الله عليه وسلم على من دعا بدعوى الجاهلية وتغيضه صلى الله عليه وسلم من فعلته وتغيظه صلى الله عليه وسلم من فعلته فان الانتساب هنا للمهاجرين والانصار وقع على ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فان الانتساب هنا للمهاجرين والانصار وقع على ما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فانه صار حمية لكل طائفة فانه صار حمية لكل طائفة فتداعوا الى الاختصام والشرع جاء بضد ذلك فان الشرع جاء بتأليف قلوب المسلمين ورفع اسباب الخصومة بينهم. وذكر المصنف بعد كلام ابن ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى في كشف حقيقة دعوى الجاهلية وهي بمعنى ما سبق ذكره ان الجاهلية هي كل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من قول وعمل ودعوى الجاهلية كل انتساب الى ما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب وجوب الدخول في الاسلام كله وترك ما سواه الترجمة بيان وجوب الدخول في الاسلام كله بيان وجوب الدخول في الاسلام كله بالتزام احكامه كلها التزام احكامه كلها والتأكيد في الترجمة بقوله كله والتأكيد في الترجمة بقوله كله تفريق بين هذه الترجمة والترجمة المتقدمة للتفريق بين هذه الترجمة والترجمة المتقدمة باب وجوب الاسلام. باب وجوب الاسلام فان تلك الترجمة تتعلق بالدخول المجمل فان تلك الترجمة تتعلق بالدخول المجمل. وهذه الترجمة تتعلق بالدخول المفصل صل وهذه الترجمة تتعلق بالدخول المفصل. وقوله وترك ما سواه تأكيد للجملة الاولى. تأكيد للجملة الاولى. والفرق بينهما ان الجملة الاولى في الاتصاف والتحلية ان الجملة الاولى في الاتصاف والتحلية والجملة الاخيرة في الاجتناب والتخلية والجملة الاخيرة في الاجتناب والتخلية. فجمع بينهما امعانا في اظهار المعنى المراد فجمع بينهما امعانا في اظهار المعنى المراد. وهو ان الواجب على العبد ان يدخل في الاسلام كله متحليا ويترك ما سواه متخليا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة الاية وقوله تعالى الم تر الى الذين يزعون انهم امنوا بما انزل اليك الاية وقوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء. الآية قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدع والاختلاف. وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي ما اتى على بني اسرائيل حدو النعل بالنعل. حتى ان كان فيهم من اتى امه علانية كان في امتي من يصنع ذلك وان بني اسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتمام الحديث قوله صلى الله عليه وسلم وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه اليوم واصحابي فليتأمل المؤمن الذي يرجو لقاء الله كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في هذا المقام خصوصا قوله صلى الله عليه وسلم ما انا عليه اليوم واصحابي يا لها من موعظة لو وافقت من القلوب حياة رواه الترمذي ورواه ايضا من حديث ابي هريرة وصححه ولكن ليس فيه ذكر النار. وهو في حديث معاوية عند احمد وابي داود داوود وفيه انه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم تلك الاهواء كما تتجارى الكلب بصاحبه. فلا يبقى منه عتق ولا مفصل الا دخله وتقدم قوله صلى الله عليه وسلم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. ذكر صنفه رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثمانية ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ودلالته على مقصود الترجمة في الامر بالدخول في السلم اي الاسلام والامر للايجاب وقوله كافة تأكيد للدخول في الاسلام كله والدليل الثاني قوله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من وبالليل الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في تمام الاية يريدون ان اتموا الى الطاغوت فان الله سبحانه وتعالى انكر عليهم ارادتهم التحاكم الى الطاغوت لانه مخالف حقيقة الايمان. لان الله انكر عليهم ارادة التحاكم الى الطاغوت. لانه مخالف حقيقة الايمان. فحقيقة الايمان الدخول في الاسلام كله. هو تركي وترك ما سواه. ومن جملة ترك ما سواه الا يتحاكم العبد الى والدليل الثالث قوله تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في كي ودلالته على مقصود الترجمة في كون تفريق الدين مما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم من اهله فليس هو من هم مما برئ النبي صلى الله عليه وسلم من اهله فليس هو منهم في شيء والمراد بتفريق الدين اخذ بعضه وترك بعضه والمراد بتفريق الدين اخذ بعضه وترك بعضه باعتقاد الاول دينا والاخر غير دين باعتقاد كوني الاول دينا والاخر غير دين. فليس المراد به ان يفعل بعض شرائعه ويترك بعض شرائعه مما هو من باب النفل مثلا ولكن المراد هو ان يعتقد ان بعضه من الدين فيأخذ به ويدخل فيه ويعتقد ان بعضه ليس من الدين فيتركه. والدليل الرابع قوله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. واورد فيه المصنف تفسير ابن عباس انه قال تبيض وجوه اهل السنة والائتلاف وتسود وجوه اهل البدعة والاختلاف. وهذا التفسير رواه عن ابن عن ابن عباس ابن ابي حاتم في تفسيره ولى لكائي في اعتقاد اهل السنة والجماعة واسناده ضعيف جدا واسناده ضعيف جدا. الا ان معناه صحيح. الا ان معناه صحيح وصحة المعنى من مآخذ المسامحة في اسانيد التفسير. وصحة المعنى من مآخذ المسامحة في اسانيد التفسير فمتى كان المعنى صحيحا؟ توسع في اه يذكر في تفسير شيء من القرآن مما ورد في الاثار عن الصحابة او التابعين. وفي السنة ما يغني عنه فقد روى احمد باسناد او اوسا منصوبة على درج مسجد دمشق اي رأى رؤوسا مقطوعة قد مرفوعة على درج مسجد دمشق ليشهدها الناس. فقال كلاب النار كلاب النار شر قتلى تحت اديم السماء خير قتلى من قتلوه. ثم قرأ قوله تعالى تبيض وجوه وتسود وجوه. فقال له ابو غالب رحمه الله اسمعته من النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو لم اسمعه الا مرة او مرتين او ثلاثا او اربعا او خمسا او او سبعا ما حدثتكموه. ففيه قراءة الاية وانزالها على اهل للبدع مما يدل على صحة المعنى الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنه من بعض الوجوه بالسنة والاجتماع واسودادها بالبدعة والافتراق. والحديث مرفوع في لفظه وفي قراءة الاية تصديقا له فيكون هذا المعنى مستقرا في الشريعة انه على قدر الاتباع للشرع يحصل الكمال فيه ومن وجوه الكمال ابيضاد وجوه اهله بالنجاة في الدنيا والاخرة. وضد ذلك اسوداد وجوه من خالف الشرع خسارتهم في الدنيا والاخرة. وان كانت الاية في اصلها عامة. فانها تعم المسلمين في البيضات وتعم الكافرين في الاسوداد. كما ثبت ذلك عن ابي ابن كعب رضي الله عنه عند ابن جرير في تفسيره. لكن السنة شعار المؤمنين. والبدعة شعار الكافرين فصارت الحال في الطائفتين مناسبة لكل فيما جعل له شعارا وهذا يدل على وجوب الدخول في الاسلام كله. لان من كمل تمسكه به كمل ايمانه فحسن حاله في الدنيا والاخرة فصار له حظ مما ذكره الله عز وجل في قوله يوم تبيض وجوه ومن كان على في ذلك كان له حظ من قوله تعالى وتسود وجوه. والدليل الخامس حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على امتي. الحديث اخرجه الترمذي باسناد ضعيف. لكن من حديث عبدالله بن عمر لا من حديث عبدالله بن عمر وفي معناه دون الجملة الاخيرة شاهد من حديث عوف بن زيد رضي الله عنه عند الطبراني في كبير واجساده ضعيف ايضا. اما الجملة الاولى فشاهدها في الصحيحين حديث ابي ساعدني الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن الذين من قبل شبرا بشبر وذراعا بذراع الحديث. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في ذكر الافتراق احدهما في ذكر الافتراق وموجبه اخذ بعض الدين وترك بعضه وموجبه اخذ بعض الدين وترك بعضه. والوعيد عليه دليل على حرمته والوعيد عليه دليل على حرمته والاخر فيما ذكره ان الناجي هو الباقي على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. والاخر فيما ذكره ان الناجي هو الباقي على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والذي كانوا عليه هو هو الاسلام كله والذي كانوا عليه هو الاسلام كله. فتحق النجاة موقوف على الدخول في الاسلام كله والدليل السادس حديث ابي هريرة رضي الله عنه بمعنى حديث ابن عمرو ولفظه افترقت اليهود على احدى او تنتين وسبعين فرقة وافترقت النصارى على احدى او اثنتين وسبعين فرقة وتفترق على ثلاث وسبعين فرقة اخرجه اصحاب السنن سوى النسائي واسناده حسن وجلالته على مقصود الترجمة في ذكر افتراق هذه الامة ودلالته على مقصود الترجمة في دفء ذكر افتراق هذه الامة الواقع من اخذ بعض الدين وترك بعضه. الواقع من اخذ بعض الدين وترك بعضه والدليل السابع حديث معاوية رضي الله عنه وفيه وانه سيخرج في امتي قوم تتجارى بهم الاهوال والحديث اخرجه ابو داوود وغيره باسناد حسن. وفيه ذكر النار ودلالته على مقصود الترجمة في الوجهين المتقدمين في حديث ابن عمر. ودلالته على مقصود الترجمة في الوجهين المتقدمين في حديث ابن عمرو ويزاد عليهما وجه ثالث. ويزاد عليهما وجه ثالث. وهو تسميتهم اهواء وهو تسميتهم اهواء. فالاهواء ضلال. فالاهواء ضلال. وتجاريهم بها دال على شدة ضلالهم وتجاريهم بها دال على شدة ضلالهم فانهم يستمرئونها ويلزمونها حتى يشتد بهم الضلال. وقوله في الحديث كما الكلب الكلب هو داء يصيب الانسان من عضة كلب اصابه جنون داء يصيب الانسان من عضة كلب اصابه جنون. فاذا عضه الكلب سارت هذه العلة في جسد الانسان. فاذا عضه الكلب سرت هذه العلة في الانسان فصار على حال تشبه حال المجنون. والدليل الثامن ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. وهو عند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه وتقدم لفظه في باب وجوب الاسلام. ودلالته على مقصود الترجمة ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية فانه يترك بعض الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة ان من ابتغى في الاسلام سنة الجاهلية فانه يترك بعض الاسلام ولا يسلم من ذلك الا من دخل في الاسلام كله. ولا يسلم من ذلك الا من دخل في الاسلام كله. وقد ذكر في الحديث انه من اشد من يبغضه الله. وقد كما في الحديث انه من اشد من يبغضه الله. وهذا دال على التحريم. وهذا دال على التحريم وان تفريق الدين باخذ بعضه وترك بعضه محرم تحريما شديدا نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء ان البدعة اشد من الكبائر. مقصود الترجمة تعظيم شر البدعة مقصود الترجمة تعظيم شر البدعة وبيان خطرها وبيان خطرها وان البدعة اشد ضررا واكبر خطرا من الكبائر. وان البدعة اشد ضررا واكبر خطرا من الكبائر. والبدعة شرعا هي ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد تعبد ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التعبد والكبائر جمع كبيرة. والكبائر جمع كبيرة والكبيرة شرعا هي كل ما نهي عنه على وجه التعظيم هو كل ما نهي عنه على وجه التعظيم اي ما وقع تعظيم النهي عنه بدليل شرعي اي ما وقع تعظيم النهي عنه بدليل شرعي ودلائل التعظيم التحريم على الجنة او الوعيد بالنار او نفي الايمان او اللعن واشباه ذلك مما ورد في دلائل الشرع. فاذا وجدت نهيا اقترن به ما يدل على عظمة ذلك المنهي عنه فانه يدخل في باب الكبائر والكبيرة في الحقيقة الشرعية تشمل الكفر والبدعة وما دونهما والكبيرة في الحقيقة الشرعية تشمل الكفر والبدعة فما دونهما. اما في الحقيقة الاصطلاحية فتختص بما دون الكفر والبدعة اما في الحقيقة الاصطلاحية فتختص بما دون الكفر والبدعة فالكبيرة اصطلاحا لا تشمل الكفر والبدعة فالكبيرة اصطلاحا لا تشمل الكفر والبدعة. اما في الشرع فانها تشملهما. اما في الشرع فانها تشملهما والمراد في قول المصنف اشد من الكبائر يعني الكبائر الاصطلاحية يعني الكبائر الاصطلاحية فالبدعة اشد من الكبائر التي هي دون الكفر والبدع واشتداد البدعة حتى عظمت على الكبائر مداره على امرين واشتداد البدعة حتى عظمت على الكبائر مداره امرين احدهما ما النظر الى الفعل النظر الى الفعل الواقع في البدعة النظر الواقع في البدعة وما فيه من استدراك على الشريعة وما فيه من استدراك على الشريعة فان فاعل البدعة يزيد في الدين شيئا ليس منه فان فاعل فاعل البدعة يزيد في الدين شيئا ليس منه. فهو بمنزلة المستدرك على الشر فهو بمنزلة المستدرك على الشرع وهذا من اشد القبح وابين السوء وهذا من اشد القبح وابين السوء. والاخر بالنظر الى الفاعل بالنظر الى الفاعل وهو ان فاعل البدعة ينسب فعله الى الدين. وهو ان فاعل البدعة ينسب فعله الى الدين ويجعله قربة يتقرب بها. ويجعله قربة يتقرب بها بخلاف فاعل الكبيرة. فلا يعدها دينا بخلاف فاعل الكبيرة فلا يعدها دينا فمن وعى هذين الامرين علم ان البدع اشد من الكبائر فمن وعى هذين الامرين علم ان البدع اشد من الكبائر لما فيها من استدراك على الشرع واتخاذ دين لم يأذن به الله هناك. احسن الله اليكم قال رحمه الله. وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به وقوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم. وقوله تعالى احملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة. الاية وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتم فقتلوهم لئن لقيتهم لاقتلنهم قتلى عاد. وفيه ايضا انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء جور ما صلوا وعن جرير ان رجلا تصدق بصدقة ثم تتابع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها من بعده. من غير ان ينقص من اجورهم شيء. ومن سن في الاسلام سنة جاهلية كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيء. رواه مسلم وله مثله من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه من دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة ترى المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة سبعة ادلة فالدليل الاول قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. الاية ودلالته على مقصود الترجمة في كون الشرك غير مغفور لصاحبه. في كون الشرك غير مغفور لصاحبه. وان ما دونه تحت مشيئة الله وان ما دونه تحت مشيئة الله ان شاء غفره وان شاء عذب فاعله ان شاء غفره وان شاء عذب صاحبه. وما دون الشرك منه البدع ومنه الكبائر وما دون الشرك منه البدع ومنه الكبائر. والبدع اشبه بالشرك من الكبائر والبدع اشبه بالشرك من الكبائر. لان الشرك والبدع كلاهما يتخذ دين لان البدع والشرك كلاهما يتخذ دين فاخوف شيء على صاحب البدع انه اقرب الى ان لا يغفر الله عز وجل له اخوف شيء على صاح البدع. صاحب البدع انه اقرب شيء الى ان لا يغفر الله عز وجل له والدليل الثاني قوله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذب الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من تقبيح البدع. لانها افتراء على الله بالكذب لانها افتراء على الله بالكذب. فلا احد اظلم ممن افترى على الله كذبا فلا احد اظلم ممن افترى على الله كذبا. ومن جملة ذلك ارباب البدع ومن جملة ذلك ارباب البدع لانهم ينسبون فعلهم الى الدين لانهم ينسبون فعلهم الى الدين. اما اصحاب الكبائر فانهم لا ينسبون فعلهم الى الدين تم اصحاب الكبائر فانهم لا ينسبون فعلهم الى الدين فاصحاب البدع يفترون على الله الكذب بخلاف اهل الكبائر. فاصحاب البدع يفترون على الله بخلاف اصحاب الكبائر فالبدعة اشد من الكبيرة. والدليل الثالث قوله تعالى احملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة. ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم ودلالته على مقصود الترجمة ما في الاية من ان الكافر المضل يحمل يوم القيامة وزره كاملا ووزر من اتبعه. ما فيه من ان الكافر المضل يحمل يوم القيامة وزره كاملا ووزر من اتبعه وصاحب البدعة مشابه له. وصاحب البدعة مشابه له. لانه يضل الناس بغير علم لانه يضل الناس بغير علم. فهو ملحق به في حمله وزر نفسه ووزر غيره. فهو ملحق به في حمل وزره ووزر غيره كاملا. ووقع ووقع التصريح هذا ووقعت تصريح بهذا في الاحاديث النبوية. والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال في الخوارج اينما لقيتموهم فاقتلوهم. اخرجه البخاري ومسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في الامر بقتال الخوارج على بدعتهم استعظاما لشرها في الامر بقتال الخوارج على بدعتهم استعظاما لشرها ولم يأت مثل هذا في اصحاب الكبائر. ولم يأتي مثل هذا في اصحاب الكبائر. فعلم ان كبائر ان البدعة اشد من الكبيرة. والدليل الخامس حديث لئن لقيتهم لاقتلن انهم قتل عاد. اخرجه البخاري ومسلم ايضا من حديث ابي سعيد الخدري. ودلالته على مقصود الترجمة في في خبره صلى الله عليه وسلم عن عزمه على قتلهم. اي الخوارج حسما لمادة لعتهم ومبالغة في تقبيحها. ولم يأتي مثل هذا في اصحاب الكبائر. فعلم ان البدعة من الكبيرة والدليل السادس حديث انه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل امراء الجور ما صلوا رواه مسلم بمعناه. ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من ترك فاعل الكبائر فانا امراء الجور هم اهل الظلم منهم. الذين يظلمون الرعية. وظلم الرعية من كبائر الذنوب وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتلهم ما صلوا مع ارتكابهم كبيرة ووقع خلاف ذلك مع اهل البدع فان فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بقتلهم تقدم في الحديثين السابقين فعلم ان البدعة اشد من الكبيرة. والدليل السابع جرير ابن عبد الله رضي الله عنه ان رجلا تصدق بصدقة الحديث رواه مسلم ودلالته وليس عنده ومن سن في الاسلام سنة جاهلية. وليس عنده ومن سن في الاسلام سنة جاهلية بل لفظه ومن سن في الاسلام سنة سيئة. بعد ذكر السنة الحسنة. ودلالته على مقصود ترجمتي في قوله ومن سن في الاسلام سنة سيئة فالسنة السيئة هي البدعة لانها تنسب الى الاسلام وهي ليست منه. ويبلغ ذنب صاحبها ويبلغ ذنب صاحبها انه يحمل وزر عمله ووزر من اتبعه كاملا. ويبلغ ذنب صاحبها انه يحمل وزره ووزر من اتبعه كاملا. ولم يأت هذا في اصحاب بالكبائر ففاعل البدعة يحمل وزره كاملا ووزر من اتبعه فيها كاملا. اما فاعل الكبيرة فانه يكون له وزره كاملا في تلك الكبيرة وله نصيب من وزر من اتبعه غير كامل. وله وزر من وزر من اتبعه غير كامل ودل على ذلك اية وحديث. فاما الاية فقول الله تعالى ومن يشفع شفاعة يكن له كفل منها. ان يكن له نصيب منها. فيلحقه حظ من الذنب واما الحديث فحديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل منها لانه سن القتل الا كان على ابن ادم الاول كفل منها لانه سن القتل اي يلحقه قدر من الذنب لانه هو اول من وقع في القتل بازهاقه نفسا اخيه ففاعل الكبيرة يلحقه قدر من ذنب من اتبعه دون كمال وزره. اما فاعل البدعة فيلحقه وزر من اتبعه كاملا. وهذا دليل على ان البدعة اشد من الكبائر والدليل الثامن حديث ابي هريرة رضي الله عنه ولفظه ومن دعا الى هدى ثم قال ومن دعا الى ضلالة. رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من اتبعه. ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من اتبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا على ما تقدم بيانه من ان فاعل الكبيرة من ان فاعل البدعة يلحقه ذنب من اتبعه بخلاف فاعل الكبيرة فيلحقه بعض ذلك فتكون البدعة اشد من الكبيرة فحديث ابي هريرة في معنى حديث جرير الذي تقدم ودلالته على مقصود الترجمة كدلالة حديث جرير حذو بالقذة. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء ان الله احتجز التوبة عن صاحب البدعة مقصود الترجمة كسابقتها. وهو التحذير من البدع والتنفير عنها وهو التحذير من البدع والتنفير عنها. لكن من جهة اخرى وهي بيان شؤم البدعة وهو بيان شؤم البدعة وسوء عاقبتها وسوء عاقبتها وعظم جنايتها على فاعلها وعظم جنايتها على فاعلها ان الله احتجر عنه التوبة ان الله احتجر عنه التوبة وهو لفظ حديث مرفوع سيأتي اي منعه منها بحيث لا تكون له رغبة فيها. اي منعه منها بحيث لا تكون له رغبة فيها لانه يتجارى مع بدعته ويغلب حبها على قلبه فلا اسهلوا عليه النزوع عنها. والتوبة منها. فلا يسهل عليه النزوع عنها والتوبة منها فالمعنى المراد هو تبعيد وقوع التوبة من البدعة. فالمعنى المراد هو تبعيد وقوع التوبة من البدعة. لا امتناعها. لان من تاب تاب الله عليه لكن الجاري هو ان من علق قلبه ببدعة تعلق هو بها فلم يتركها وبقي عليها نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله هذا مروي من حديث انس رضي الله عنه ان الحسن. وذكر ابن وضاح عن ايوب قال كان عند رجل يرى رأيا فتركه فاتيت محمد ابن سيرين فقلت اشعرت ان فلانا ترك رأيه قال انظر الى ماذا يتحول اخر الحديث اشد عليهم من اوله يمرقون من الاسلام ثم لا يعودون اليه. وسئل احمد بن حنبل رحمه الله تعالى عن معنى ذلك فقال لا يوفق للتوبة. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق المقصود الترجمة ثلاثة ادلة. فالدليل الاول حديث انس رضي الله عنه مرفوعا ان الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة. رواه اسحاق بن راهويه في ناديه والطبراني في المعجم الاوسط. ولا يصح ويروى هذا الحديث بلفظ حجب وحجر وحجز. ويروى هذا الحديث بلفظ حجب وحجر وحجز. ودلالته على مقصود ترجمة ظاهرة لما بينهما من المطابقة ودلالته على مقصود الترجمة ظاهرة لما بينهما من المطابقة. ومعناه هو ما ذكره الامام احمد فقال لا يوفق للتوبة. ومعناه هو ما ذكره الامام احمد في قوله لا يوفق للتوبة ان يعسر على نفسه ان تنخلع من البدعة التي ارتكست فيها فيبقى متجاريا معها مائلا اليها لا يكاد ينزع عنها ويتوب منها. والدليل الثاني حديث الحسن البصري مرسلا اخرجه ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنها واسناده ضعيف لارساله واسناده ضعيف لارساله والمرسل من الحديث ما اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم. والمرسل من الحديث ما اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه الضعف. ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه. فانه في معناه والدليل الثالث حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون وهو في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وليس عند مسلم ثم لا يعودون اليه بل هي عند البخاري وحده والقصة التي ساقها المصنف معزوة الى ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنها اسنادها صحيح والحديث فيها مرسل لان ابن سيرين من التابعين فيكون ذكر الحديث مرسلا ويغني عنه وقوعه موصولا في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري كما تقدم. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ثم لا يعودون اليه اي ثم لا يعودون الى الاسلام بالتوبة عن بدعتهم. اي ثم لا يعودون الى الاسلام بالتوبة الى بدعتهم. لان الهوى يتجارى بهم. فيزدادون غلوعا بالبدعة وشغفا بها فيظلون ثابتين عليها او تتجارى بهم الاهواء الى ما هو اعظم من ذلك. ومن وعى شر البدع في هذا وان القلب فاذا علقها فانه لا ينزع منها تخوف على قلبه ان يصيبه شيء منها. ومن ثم ما كان الفرار بالدين من الفتن من الايمان. اي من علامة ايمان العبد حرصه على حفظ قلبه من ايراده على الفتن لانه ربما علق بقلبه شيء مما يشبه به في امور الفتن ثم يكون في ذلك هلكته نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب قول الله تعالى يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الى قوله وما كان من المشركين. مقصود الترجمة بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام بيان ان مآل البدعة رغبة صاحبها عن الاسلام لان مستحسن البدع يوشك ان يتخذ دينا غير الاسلام لان مستحسن البدع يوشك ان يتخذ دينا غير الاسلام فبدعه التي يرتكس فيها ليست من الاسلام فبدعه التي يرتكس فيها ليست من الاسلام وهو في مضائه فيها يوشك ان يجعل لنفسه دينا غير الاسلام فالبدع قنطرة الكفر فالبدع قنطرة الكفر اي هي الجسر الموصل اليه وتقدم ان من نوابغ كذب الادباء قولهم البدعة شرك الاشراك وتقدم ان من نوابغ كلم الادباء قولهم البدع شرك الاشراك. اي الحبالة التي ينصبها الشيطان للناس فمتى علقوا بها جرهم الى الشرك بالله عز وجل. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله تعالى ومن يغضب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. الايتين وفيه الخوارج وقد تقدم وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء انما اولياء المتقون وفيه ايضا عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال اما انا فلا اللحم وقال الاخر اما انا فاقوم ولا انام. وقال الاخر اما انا فلا اتزوج النساء. وقال الاخر اما انا فاصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكني انام واقوم واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم فمن عن سنتي فليس مني فتأمل. اذا كان بعض افاضل الصحابة لما ارادوا التبتل للعبادة قال فيه هذا الغليظ وسمى فعله رغوبا عن السنة فما ظنك بغير هذا من البدع وما ظنك بغير الصحابة؟ ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة خمسة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى يا اهل الكتاب لم في ابراهيم الى قوله وما كان من المشركين. ودلالته على مقصود الترجمة ان اليهود لما تفرقوا واختلفوا رغبوا عن ملة ابراهيم. ودلالته على مقصود الترجمة اليهود والنصارى لما تفرقوا واختلفوا رغبوا عن ملة ابراهيم. وكذلك من ابتدع آآ بدعة في هذا الدين. فان مآله الى الرغبة عن الاسلام فان مآله الى الرغبة عن الاسلام. والدليل الثاني قوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في تمام الاية الا من سفها نفسه وسفه النفس في الدين يكون بالخروج عما يقتضيه. وسفه النفس في الدين يكون بالخروج عما ومن جملة ذلك الوقوع في البدع ومن جملة ذلك الوقوع في البدع. فاذا وقع العبد في البدع صار سفيها في دينه وربما اشتد سفهه فخرج من الاسلام. وربما اشتد سفهه فخرج من الاسلام بالكلية والدليل الثالث حديث الخوارج المتقدم. وهو حديث يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية متفق عليه من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ودلالته على مقصود الترجمة في مروق الخوارج ببدعتهم من الاسلام. في مروق الخوارج ببدعتهم من الاسلام ومروقهم هو بترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. ومروقهم هو بترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فليسوا كفارا في اصح قولي اهل العلم فليسوا كفارا في اصح قولي اهل العلم. وقد نقل ابن تيمية الحفيد اجماع الصحابة على ان الخوارج ليسوا كفارا. فيكون مروقهم من الاسلام ليس بالخروج عنه الى كفر ولكن مروقهم بخروجهم عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. ومروقهم بذلك ربما اوقعهم في المروق من الاسلام بالكلية. فيتخوف عليهم ببدعتهم التي وافترعوا ان يتحولوا عن دين الاسلام بالكلية. والدليل الرابع حديث انه صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء وهو حديث لا يوجد بهذا اللفظ مع تتابع جماعة من العلماء عليه وكانه حصل تركيبا بين حديثين. ففي الصحيحين عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء ان ال ابي فلان ليسوا لي باولياء. انما اولي الله وصالح المؤمنين. انما ولي الله وصالح المؤمنين وعند احمد عن معاذ رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اولى الناس بي المتقون. ان اولى الناس بي المتقون. من كانوا حيث كانوا من كانوا وحيث كانوا واسناده قوي فكأنه ركب من الحديثين السياق المذكور الذي اورده المصنف وغيره. فكأنه ركب من حديثين السياق المذكور الذي ذكره المصنف وغيره. ودلالته على مقصود الترجمة ان من احدث ففي الاسلام ولو كان من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد برئ الرسول صلى الله عليه وسلم منه مم فلم يكن له وليا فقد برئ النبي صلى الله عليه وسلم منه فلم يكن له وليا وانقطاع ولاية النبي صلى الله عليه وسلم له بالبدعة يتخوف منها ان تجره الى البراءة منه بالكلية بخروجه عن الاسلام. فالبدعة تقطع ما بينه وبين السنة من الولاية ويتخوف عليه ان تقطعه تلك البدعة عن الاسلام كله بالخروج منه. والدليل خامس حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له ان بعض الصحابة قال الحديث متفق عليه بالفاظ متقاربة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من رغب عن سنتي فليس مني. ودلالته عن مقصود ترجمة ودلالته على مقصود الترجمة في قوله من رغب عن سنتي فليس مني اي من ترك طريقتي فليس مني اي من ترك طريقتي فليس مني. والرغبة عن سنته صلى الله عليه وسلم نوعان. والرغبة عن سنته صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما الرغبة عنها مع اعتقاد ان هدي غيره مثل هديه او اكمل من هديه الرغبة وعنها مع اعتقاد ان هدي غيره مثل هديه او اكمل منه وهذا كفر وهذا كفر والاخر الرغبة عنها مع عدم اعتقاد ذلك الرغبة عنها مع عدم اعتقاد ذلك. فلا يعتقد ان هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم اكمل من هديه ولا مثله بل هو دونه ولكنه يقع في ذلك الرغبة حينئذ محرمة تحريما شديدا ولا يخرج بها العبد من الاسلام. فالرغبة حينئذ محرمة تحريما شديدا ولا يخرج العبد بها من الاسلام نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب قول الله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا تالله التي فطر الناس عليها الاية. مقصود الترجمة الامر بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه مقصود الترجمة الامر بالثبات على الاسلام الامر بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه. وانه دين الفطرة والتحذير من البدع لانها تغيير للاسلام واعوجاج عنه والتحذير من البدع لانها تغيير للاسلام واعوجاج عنه آآ احسن الله اليكم وقال رحمه الله وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب الاية وقوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. الاية وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين وان ولي منهم ابي ابراهيم وخليل ربي ثم قرأ الناس بابراهيم الذين اتبعوه هذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. رواه الترمذي. وعن ابي هريرة رضي الله رضي الله عنه مرفوعا بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. فطوبى للغرباء. رواه مسلم وله ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى ابوالكم ولكن ينظر الى قلوبكم ولهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على الحوض ليرفعن الي رجال من امتي حتى اذا اهويت لانولهم اختلجوا دوني. فاقول اي رب اصحابي فيقال انك لا تدري ما بعدك وله ما عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت ان قد رأينا اخواننا قالوا لسنا اخوانك يا رسول الله قال انتم اصحابي واخواننا الذين لم يأتوا بعد قالوا فكيف تعرف من لم يأت بعد من امتك؟ قال ارأيت لو ادنى رجلا له خير غر محجلة بين ظهران خير دهم بهم. الا يعرف خيله؟ قالوا بلى. قال فانهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وانا فرطهم على الحوض الا ليزادن رجال يوم القيامة عن حوضي كما يداد البعير الضال اناديهم الا هلم قال انهم قد بدلوا بعدا. فاقول سحقا سحقا. والبخاري بين انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم وعرفوني خرج رجل بيني وبينهم فقال هلم فقلت الى اين؟ قال الى النار والله قلت ما شأنهم؟ قال انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرة ثم اذا زمرة فذكر مثله قال فلا اراه يخلص منهم الا مثل هبل النعم وما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. الاية ولهم وما عنه مرفوعة ما من مولود يولد الا على الفطرة. فابواه يهودانه او الى السراج او يمجسانه. كما تنتج البهيمة بهيمة جمع هل تحسون فيها من جدعاء؟ حتى تكونوا انتم تجدعونها. ثم قرأ ابو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطرى الناس عليها الاية متفق عليه. وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعل الخير وانا اسأله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر فجاء الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. فقلت وهل بعد هذا الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال قوم ولغير سنته ويهتدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر. قلت فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. فتنة عمياء ودعاة ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صفهم لنا. قال قوم من جلدتنا ويتكلمون بالف نتنا. قلت يا رسول الله فما تأمرني ان ادركت ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم. قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض على اصل شجرة حتى يأتيك الموت وانت على ذلك. اخرجه زاد مسلم ثم ماذا؟ قالت ثم يخرج الدجال معه نهر ونار. فمن وقع في ناره وجب اجره وحط عنه وزره. ومن وقع في نهره وجب وزره وحط اجره. قلت ثم ماذا؟ قال هي قيام الساعة. وقال ابو العالية تعلموا الاسلام فاذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فانه الاسلام. ولا تنحرفوا عن الصراط شمالا ولا يمينا وعليكم بسنة نبيكم واياكم وهذه الاهواء. تأمل كلام ابي العالية. هذا ما اجله. واعرف زمانه الذي فيه من الاهواء التي من اتبعها فقد رغب عن الاسلام. وتفسير الاسلام بالسنة والاسلام. وخوفه على اعلامه التابعين وعلمائهم من الخروج عن الاسلام والسنة. تبين لك معنى قوله تعالى اذ قال له ربه اسلم وقوله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب وقوله تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من شبه نفسه واشباه هذه الاصول الكبار التي هي اصل الاصول. والناس عنها في غفلة وبمعرفة يتبين لك معنى الاحاديث في هذا الباب وامثالها. واما الانسان الذي يقرأها واشباهها وهو امن مطمئن من انها لا تناله وهو يظنها فينا انس كانوا فبانوا امنا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم قاصرون وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خطوطا عن يمينه وعن شماله ثم قال هذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه وقرأ ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. رواه الامام الامام احمد والنسائي ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة اربعة عشر دليلا فالدليل الاول قوله تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا. الاية ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من الامر باسلام الوجه لله ما فيه من الامر باسلام الوجه لله والاقبال عليه وذلك هو الموافق للفطرة وذلك هو الموافق للفطرة وهو الدين المستقيم فاذا عدل المرء عنه خرج عنه ومن جملة العدول العدول عنه البدعة ومن جملة العدول عنه البدعة فانها تنافي اسلام الوجه لله وتناقض فطرة فانها تنافي اسلام الوجه لله وتناقض الفطرة. والدليل الثاني قوله تعالى ووصى يا ابراهيم بنيه الاية ودلالته على مقصود الترجمة وصية ابراهيم ويعقوب عليهما الصلاة والسلام بلزوم الاسلام حتى الموت لانه دين الله المصطفى. وصية ابراهيم ويعقوب عليهما الصلاة والسلام. بلزوم الاسلام حتى الموت لانه الدين المصطفى. فمن رغب عن شيء منه اخل بهذه الوصية فمن رغب عن شيء منه اخل بهذه الوصية وليس وراء الدين المصطفى الا ما هو مطرح وليس وراء الدين المصطفى الا ما هو مطرح. ومن افراد ذلك البدعة ومن افراد ذلك البدعة. والدليل الثالث قوله تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم عنيفا الاية ودلالته على مقصود الترجمة في قوله ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وامر باتباعها لما فيها من الاقبال على الله عز وجل. وامر باتباعها لما فيها من على الله عز وجل الموافق للفطرة الموافق للفطرة والتلطخ بالبدع يخالف ذلك الاقبال. والتلطخ بالبدع يخالف ذلك الاقبال ويخل به والدليل الرابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان لكل نبي ولاة من النبيين. الحديث رواه الترمذي وغيره. ولا يصح ودلالته على مقصود الترجمة في موالاته صلى الله عليه وسلم ابراهيم عليه الصلاة والسلام ودلالته على مقصود الترجمة في موالاته صلى الله عليه وسلم ابراهيم عليه الصلاة والسلام وكونه اولى به هو والذين امنوا معه وكونه اولى به هو والذين امنوا معه لاستقامتهم على ملته واتباعهم له لاستقامتهم على ملته واتباعهم له وملة ابراهيم هي الحنيفية وملة ابراهيم هي الحنيفية المتضمنة الاقبال على الله المتضمنة الاقبال على الله وارتكاب البدع يخالف ذلك الاقبال وارتكاب البدع يخالف ذلك الاقبال. والدليل الخامس حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا الحديث رواه مسلم. ودلالته وعلى مقصود الترجمة ما فيه من خبر عن غربة الاسلام في طرفيه ما فيه من خبر عن غربة الاسلام في طرفيه ابتداء وانتهاء ابتداء وانتهاء وحصول الغربة يقوي الثبات على الحق وحصول الغربة يقوي الثبات على الحق. لانها نعت الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم لانها نعت الدين الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه هو مفارق البدع واهلها. وما كان عليه هو مفارق للبدع واهلها والدليل السادس هو حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينظر الى الحديث. رواه مسلم. ودلالته على مقصود الترجمة ما فيه من بيان ان محل نظر لله من العبد قلبه وعمله ما فيه من ان محل نظر الله من العبد قلبه وعمله. فهما احق بالرعاية اولى بالعناية واعظم الرعاية لهما هو التمسك بالاسلام والثبات عليه. واعظم الرعاية لهما والتمسك بالاسلام. والثبات ليه والحذر من البدع وتحصين القلب والعمل من عواديها. وتحصين القلب والعمل من عواديها. والدليل السابع حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على الحوض الحديث متفق عليه ومعنى انا فرطكم على الحوض اي متقدمكم اليه اي متقدمكم اليه ودلالته على مقصود الترجمة في بيان سوء عاقبة الاحداث والميل عن صراط مستقيم في بيان سوء عاقبة الاحداث والميل عن الصراط المستقيم وان من احدث شيئا حرم الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم. وان من احدث شيئا حرم الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم سلم فهؤلاء رجال من امتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعوا له حتى اذا اهوى اي بلى ليناوله من حوضه اخترجوا دونه. اي اقتطعوا عنه وانتزعوا منه اي اقتطعوا عنه وانتزعوا منه فمنعوا من الشرب. وبين موجب منعهم في قوله انك لا تدري ما احدثوا بعدك. اي احدثوا حدثا منعوا به من الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم. وجميع اهل البدع مبدلون محدثون. قاله ابن بطال في شرح البخاري وجميع اهل البدع مبدلون مبدلون محدثون قاله ابن بطال في شرح البخاري فلهم حظ من هذا الحديث. والدليل الثامن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وددت انا قد رأينا اخواننا الحديث متفق كن عليه واللفظ لمسلم. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في فضيلة الاستقامة على الاسلام احدهما في فضيلة الاستقامة على الاسلام واستحقاق اخوة الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك وان بعد الزمان عنه. واستحقاق اخوة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وان عد الزمان عنه والاخر سوء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض. سوء عاقبة الاحداث بالمنع عن الحوض على ما تقدم بيانه. والدليل التاسع حديث بينما انا قائم فاذا زمرة الحديث اخرجه البخاري من حديث ابي هريرة ودلالته على مقصود الترجمة كسابقيه في في ذكر سوء عاقبة من احدث. وانه يمنع الشرب من الحوض. وقوله في الحديث فلا اراه يخلص منه الا مثل همل النعم اي لا يخلص منهم ولا ينجو الا القليل اي لا يخلص منهم ولا ينجو الا القليل. وهمل النعم هي الابل المهملة المرسلة هي الابل المهملة المرسلة لا يعلم صاحبها وهي قليلة فالتشبيه لبيان قلة الناجين. والدليل العاشر حديث ابن عباس فاقول كما قال العبد للصالح الحديث متفق عليه. ودلالته على مقصود الترجمة في براءته صلى الله عليه وسلم من من المحدثين المبدلين. ودلالته على مقصود الترجمة في برائته صلى الله عليه وسلم من المحدثين المبدلين والعبد الصالح المراد في الحديث هو عيسى ابن مريم العبد الصالح المراد في الحديث هو عيسى ابن مريم وقعت تسميته في صحيح البخاري. والحديث الحادي عشر حديث ابي هريرة هريرة رضي الله عنه مرفوعا ما من مولود الا يولد على الفطرة. متفق عليه ايضا ودلالته على مقصود الترجمة في الخبر ان الناس يولدون على الفطرة اي على الاسلام ودلالته على مقصود الترجمة في الخبر عن ان الناس يولدون على الفطرة اي اسلام وانها الاصل الديني والبدعة خروج عنها. لما فيها من التبديل والاحداث. والبدعة خروج عنها لما فيها من التبذير والاحداث. والدليل الثاني عشر حديث حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير الحديث متفق عليه ايضا. والزيادة المذكورة في اخره معزوة الى مسلم ليست في نسخه التي بايدينا وهي عند ابي داود وفي ثبوتها نظر ولعل المصنف اراد اصل الحديث انه في مسلم. اما اللفظ بعينه فليس فيه وانما هو عند غيره كابي داود وغيره ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين احدهما في ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيقع من الاحداث والتبديل في ذكره صلى الله عليه وسلم ما سيحدث ما سيقع من الاحداث والتبديل تحذيرا منه وتنفيرا عنه تحذيرا منه وتنفيرا عنه. والاخر في وصيته صلى الله عليه وسلم بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه في وصيته صلى الله عليه وسلم بالاستقامة على الاسلام والثبات عليه. ولزوم جماعة المسلمين وامامهم ولزوم جماعة المسلمين وامامهم فان لم يكن له جماعة فان لم يكن جماعة ولا امام فليعتزل العبد تلك الفرق كلها. ولو ان يعض على اصل شجرة حتى يدركه الموت. اي ولو ان يشد باسنانه على جذع شجرة حتى يدركه يدركه الموت وهو كذلك. والدليل الثالث عشر اثر ابي العالية الرياح. رحمه الله احد التابعين قال تعلموا الاسلام. الحديث اخرجه عبدالرزاق واسناده. اخرجه عبدالرزاق في المصنف واسناده صحيح وزاد واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغض ظاء وزاد واياكم وهذه الامور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء يعني الاهواء ودلالته على مقصود الترجمة في امره رحمه الله بتعلم الاسلام في امره رحمه الله بتعلم الاسلام. وتحذيره من الرغبة عنه بالميل عن الصراط المستقيم وتحذيره من الرغبة عنه بالميل عن الصراط المستقيم يمينا او شمالا. ووصيته سنة ووصيته بالسنة ان يلزمها العبد مع الزجر عن الاهواء مع الزجر عن الاهواء وهي ما يحدثه الناس من الشبه الرقة والبدع المحرقة. وهي ما يحدثه الناس من الشبه المفرقة. والبدع المحرقة والدليل الرابع عشر حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا حديث رواه احمد والنسائي في كبراه. وهو حديث صحيح بلا ريب صححه وابن القيم ودلالته على مقصود الترجمة في بيان ان سبيل الله هو صراطه المستقيم ودلالته على مقصود الترجمة في بيان ان سبيل الله هو صراطه المستقيم. وذلك هو الاسلام وما خرج عنه هي سبل يضل بها الناس. وما خرج عنه هي سبل يضل بها الناس وعلى كل سبيل منها شيطان. وهذه الشياطين المنتصبة للدعوة اليها منها تعطين انسية ومنها شياطين جنية. وهذه الشياطين المنتصبة للدعوة اليها منها شياطين انسية ومنها شياطين جنية. فالواجب على العبد اتباع سبيل الله ومجانبة ما سواه. والحذر من دعاة الفتن والاهواء والبدع والضلالات نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله باب ما جاء في غربة الاسلام وفضل الغرباء. مقصود الترجمة بيان وقوع غربة الاسلام وفضل الغرباء. بيان وقوع بيان وقوع لغربة الاسلام وفضل الغرباء وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به وغربة الاسلام تكون بقلة العاملين به ولفظ الغربة شرعا يختص بالباقين على هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ولفظ الغربة شرعا يختص الباقين على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فهي شعار للتمسك بدين الرسول صلى الله عليه وسلم. فالفظائل ذكورة والمناقب المأثورة هي حظ اولئك دون عموم المسلمين فالمناقب المأثورة والفضائل المذكورة هي حظ اولئك دون سائر المسلمين فتحصل من ذلك ان غربة اهل الاسلام نوعان فتحصن من ذلك ان غربة اهل الاسلام نوعان احدهما الغربة القدرية الغربة القدرية وهي للمسلمين كافة بين الكافرين وهي للمسلمين كافة بين الكافرين والاخر الغربة الشرعية وهي للمسلم المتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم. وهي للمسلم المتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والنوع الثاني هو المراد في الاحاديث النبوية والنوع الثاني هو المراد في الاحاديث النبوية احسن الله اليكم قال رحمه الله وقول الله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون على الفساد في الارض الاية وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء رواه مسلم ورواه الامام احمد من حديد ابن مسعود رضي الله عنه وفيه قيل ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل وفي رواية الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس ورواه الامام احمد من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وفيه فطوبى يومئذ للغرباء واذا فسد الناس وللترمذي من حديث كثير ابن عبد الله عن ابيه عن جده طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس من وعن ابي امية قال سألت ابا ثعلبة الخشني فقلت يا ابا ثعلبة كيف تقول في هذه الاية؟ يا ايها الذين عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. الاية قال اما والله لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى اذا رأيتم شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا يا مختارة واعجاب كل ذي رأي برأي فعليك بنفسك وادع عنك العوام فان من ورائكم ايام الصبر القابض فيهن على كالقابض على الجمر للعامل فيهن مثل اجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. قلنا منا او منهم؟ قال بل رواه ابو داوود والترمذي. رواه ابن وضاح معناه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. ولفظه ان من بعدكم اياما الصابر فيها المتمسك بمثل ما انتم عليه اليوم له اجر خمسين منكم. ثم قال انبأنا محمد بن سعيد انبأنا اسد. قال اخبرنا سفيان بن عيينة عن اسلم البصري عن سعيد اخي الحسن يرفعه قال انكم اليوم على بينة من ربكم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله ولم تظهر فيكم السكرتان سكرة الجهل وسكرة حب العيش. وستحولون عن ذلك يومئذ بالكتاب والسنة له اجر خمسين. قيل منهم؟ قال بل منكم. وله باسناده عن المعافر. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الذين يتمسكون بكتاب الله حين يترك ويعملون بالسنة حين تطفى ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة تسعة ادلة. فالدليل الاول قوله تعالى فلولا من القرون من قبلكم اولو بقية ينهون عن الفساد في الارض. ودلالته على مقصود الترجمة في قوله في تمام الاية الا قليلا ممن انجينا منهم في قوله الا قليلا ممن انجينا منهم. فالناجي قليل والقليل غريب بين كثير فالناجي قليل والقليل غريب بين كثير. ونجاته دالة على فضله ونجاته دال على فضله. وهذا وصف اهل الغربة وبيان فضلهم وهذا وصف اهل الغربة وبيان فضلهم. والمصنف رحمه الله تعالى مقتف في ايراد هذه الاية دليل على غربة الاسلام ما اورده ابو اسماعيل الهروي في منازل السائلين. فانه عقد في منازل السائلين مرتبة مرتبة الغربة ثم ذكر هذه الاية وافاض في بيان حسن ذكره في ذكرها في هذا الباب ابن القيم رحمه الله تعالى في شرحه المسمى مدارج السالكين شرح منازل السائلين الدليل الثاني حديث ابي هريرة رضي الله عنه بدأ الاسلام غريبا الحديث رواه مسلم ودلالته على مقصود الترجمة وظاهرة ففيه الخبر الصادق عن غربة الاسلام. وفيه بيان فضل الغرباء. لقوله الله عليه وسلم طوبى للغرباء وطوبى ثعلى من الطيب فهم الفائزون بكل طيب في الدنيا والاخرة. والدليل الثالث حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه بمثل حديث لابي هريرة والزاد ومن الغرباء؟ قال النزاع من القبائل. رواه احمد وهو عند الترمذي دون الزيادة المذكورة واسنادها صحيح. اما الرواية الاخرى في حديث ابن مسعود الغرباء الذين يصلحون اذا فسد ناس فرواها الاجري في كتاب الغرباء والداني في كتاب الفتن ولا تصح. واصح ما فيها عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس عن عبدالله بن عمرو قال طوبى للغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس. رواه ابن المبارك في كتاب الجهاد باسناد صحيح. ودلالته على مقصود الترجمة كسابقه. ففيه بيان الغربة وبيان فضلها وفيه وصف الغرباء بقوله النزاع من القبائل. اي المجتمعون من اعراق شتى وانساب متفرقة. والدليل الرابع حديث السعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه وفيه فطوبى يومئذ للغرباء اذا الناس رواه الامام احمد ورجاله ثقات سوى ابن لسعد هو راويه عنه. والاشبه انه ابنه عامر احد الثقات والاشبه انه ابنه عامر احد الثقات فيكون اسناده صحيحا. ودلالته على مقصود الترجمة كالسابقة. لما فيه من خبر عن وقوع الغربة وفضل الغرباء. والدليل الخامس حديث عمر ابن عوف طوبى للغرباء الذين يصلحون ما افسد الناس الحديث رواه الترمذي واسناده ضعيف ودلالته على مقصود الترجمة كما سبق في نظائره من هذا الباب من بيان فضل قباء والدليل السادس حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه بل ائتمروا بالمعروف. الحديث اخرجه اصحاب سنن الا النسائي واسناده ضعيف لكن لجمله شواهد تقويها ولا سيما جملة اجر العامل في ايام الصبر ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر احدهما في بيان غربة الاسلام في ايام الصبر والقبض على الجمر. والاخر ان للعالم فيها اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. والاخر ان للعامل فيه اجر خمسين من اصحاب سيد المرسلين. اي يؤجر احدهم على العمل خمسين ضعفا اجر من صحب النبي صلى الله عليه وسلم اذا عمل ذلك العمل وتضعيف الاجر له لا يدل وعلى انه افضل من الصحابة. لان الصحابة اختصوا بخلال وخصال ليست لغيرهم الصحابة بمجموع فضائلهم وشمائلهم افضل من غيرهم ممن يكون بعدهم ولو وقع تفضيله في بعض الاشياء كتفظيل من تأخر فعمل في ايام الصبر والقبض على الجمر ان له من لاجل اجرى خمسين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والدليل السابع حديث ابن عمر رضي الله عنه ان بعد اياما اخرجه ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنها. ولا يصح اسناده. لكن معناه في حديث مما في احاديث مما تقدم. ودلالته على مقصود الترجمة تقدمت في سابقه والدليل الثامن حديث سعيد البصري. اخي الحسن قال انكم اليوم على بينة من ربكم الحديث اخرجه ابن وضاح ايضا وهو ضعيف لارساله. ودلالته على مقصود الترجمة حذو السابقين فهو في معناهما والدليل التاسع حديث بكر ابن عمر المعافر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طوبى للغرباء الحديث اخرجه ابن وضاح واسناده ضعيف لارساله ايضا. ودلالته على مقصود الترجمة في ظاهرة لما فيه من بيان فظلهم. وما فيه من نعت الغرباء فيه نظر فان الله لا يزال يقيم في الارض من يأخذ بكتاب الله ويتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب التحذير من البدع. مقصود الترجمة من البدع بالتخويف منها مقصود الترجمة التحذير من البدع بالتخويف منها. وبيان خطرها ليباعدها العبد وتقدم هذا المقصود في ترجمتين سابقتين وتقدم هذا المقصود في ترجمتين سابقتين. واعاده المصنف مبالغة في من البدع واعاده المصنف مبالغة في التحرير من البدع. نعم قال رحمه الله عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجهت من القلوب وذرفت منها العيون. قل لا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصنا. قال اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور. فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. قال الترمذي حديث حسن صحيح. وعن حنيفة رضي الله عنه قال كل عبادة لا يتعبدها قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تتعبدها. فان الاول لم يدع للاخر مقالا. فاتقوا الله يا معشر وخذوا طريق من كان قبلكم. رواه ابو داوود. وقال الدارمي اخبرنا الحاكم بن المبارك انبأنا عمرو بن يحيى. قال سمعت ابي حدثوا عن ابيه قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قبل صلاة الغداء فاذا خرج مشينا معه الى المسجد فجاءنا ابو موسى الاشعري رضي الله عنه فقال اخرج عليكم ابو عبدالرحمن بعد؟ قلنا لا. قال فجلس معنا فلما خرج قمنا اليه جميعا فقال له ابو موسى يا ابا عبدالرحمن اني رأيت انفا في المسجد امرا انكرته والحمد لله لم ارى والا خيرا. فقال فما هو؟ فقال ان عشت فستره. قال رأيت في المسجد اقواما حلقا جلوسا. ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي ايديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة فيقول سبحوا قال فماذا قلت لهم؟ قال ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك. قال افلا امرتهم ان يعدوا سيئاتهم ضمنت لهم الا يفوت من حسناتهم شيء. ثم مضى ومضينا معه حتى اتى حلقة من تلك الحلق. فقال ما هذا الذي تصنعون فقالوا يا ابا عبد الرحمن حصن نعد بها التكبير والتهليل والتسبيح. قال فعدوا سيئاتكم انا ضامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا امة محمد ما اسرع هلاكتكم! هؤلاء اصحاب محمد بينكم متوافرون وهذه ثيابه قبل وانيته لم تنكسر. والذي نفسي بيده انكم لعلى ملة هي اهدى من ملة محمد او مفتتح باب ضلالة قالوا والله يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير قال وكم من مريد الخير لن يصيبه. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ان قوما يقرأون القرآن لا يجاوز ترى وايم الله لا ادري لعل اكثرهم يكون منكم. ثم تولى عنهم. قال عمرو بن سلمة رأيت وعامة اولئك الحلق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج. والله اعلم بالصواب. وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. ذكر المصنف رحمه الله لتحقيق مقصود الترجمة ثلاث ادلة. فالدليل الاول حديث العرباض ابن سارية قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الحديث اخرجه اصحاب السنن الا النسائي. واسناده قوي. ودلالته على مقصود الترجمة من ثلاثة وجوه اولها في امره صلى الله عليه وسلم بلزوم سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وفي ذلك تحذير من البدع. لانها ليست من سنته ولا سنة الخلفاء الراشدين المهديين وثانيها تصريحه صلى الله عليه وسلم بالتحذير من البدع تصريحه صلى الله عليه وسلم بالتحذير من البدع. في قوله واياكم ومحدثات وثالثها اخباره صلى الله عليه وسلم بان كل كل بدعة ضلالة. اخباره صلى الله عليه وسلم بان كل بدعة ضلالة. والضلالة يحذر منها وينفر عنها. والضلالة يحذر منها وينفر عنها ففي ذلك تحذير من البدع. والدليل الثاني حديث حذيفة قال لا كل عبادة لم يتعبدها اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. الحديث وعزاه مصنف الى ابي داوود وعزوه اليه قديم مشهور. ومن اقدم من عزاه اليه ابو شامة المقدسي في كتاب الباعث ثم تبعه جماعة وليس هو في نسخ سنن ابي داود طيب ايدينا فعلى عله وقع في شيء منها لم يصل الينا. ودلالته على مقصود الترجمة في نهيه رضي الله عنه عن التعبد بما لم يتعبد به اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في نهيه رضي الله عنه عن التعبد بما لم يتعبد به اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لانهم كانوا بهديه وعلى الاهتداء به اوقف. لانهم كانوا بهديه اعرف. وعلى الابتداء به اوقف فما وقع بعدهم فهو من البدع المضلة. فما وقع بعدهم فهو من البدع المضلة. التي ينبغي ان احذرها المرء وينأى بنفسه عنها. والدليل الثالث حديث عمرو بن سلمة قال كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود الحديث اخرجه الدارمي في سننه بتمامه. واسناده جيد. اخرجه الدارمي في سننهي بتمامه. اي بالسياق الكامل المذكور تاما. واسناده جيد والمرفوع منه عند الترمذي وابن ماجة باسناد اخر حسن. والمرفوع منه عند الترمذي وابن ماجة باسناد اخر حسن. ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين ودلالته على مقصود الترجمة من وجهين. احدهما في انكاره رضي الله عنه عليهم في انكاره رضي الله عنه عليهم وتغليظه القول لهم وتغليظه القول لهم تحذيرا من الاحداث في الدين. تحذيرا من الاحداث في الدين. والاخر تفرسه رضي الله عنه فيهم تفرسه رظي الله عنه فيهم بالاخبار عما اليه امرهم بالاخبار عما سيؤول عليه امرهم من ان البدعة تتجارى بهم حتى يخرجوا على المسلمين. من ان البدعة تتجارى بهم حتى يخرجوا على المسلمين فوقع الامر كما اخبر. رضي الله عنه. فوقع الامر كما اخبر رضي الله عنه صار اكثر تلك الحلق ممن قاتل الصحابة رضي الله عنهم في يوم النهروان وهي احدى الوقائع التي وهي احدى الوقائع التي كانت بينهم وبين علي رضي الله عنه. ففي ذلك تحذير من البدع وان البدعة تجر الى ما هو اعظم منها حتى يعدي صاحبها على ويثخن فيهم بسيفهم بسيفه فيتحملا اثما عظيما. وهذا تمام بيان معاني هذا الكتاب بما يناسب المقام والحمد لله رب العالمين