السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي صير الدين مراتب ودرجات. وجعل للعلم به اصولا ومهمات. واشهد ان لا اله الا الله حق قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله صدقا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد فحدثني جماعة من الشيوخ وهو اول حديث سمعته منهم. باسناد كل الى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من من في السماء ومن اكد الرحمة رحمة المعلمين بالمتعلمين في تلقينهم احكام الدين وترقيتهم في منازل اليقين ومن طرائق رحمتهم ايقافهم على مهمات العلم باقراء اصول المتون وتبيين مقاصدها الكلية ومعانيها الاجمالية ليستفتح بذلك المبتدئون تلقيهم ويجد فيه المتوسطون ما يذكرهم يطلع منه المنتهون الى تحقيق مسائل العلم. وهذا المجلس الثاني في شرح الكتاب الرابع من برنامج بمهمات العلم في سنته الخامسة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب اعتقادي اعتقاد اهل السنة والجماعة المعروف بالعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابي العباس احمد ابن عبد الحليم ابن النميري رحمه الله المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمية. وقد انتهى بنا البيان اذا ما ذكره رحمه الله تعالى من الاحاديث النبوية المتعلقة بالصفات الالهية. فانه لما فرغ من ذكر ايات الصفات اتبعها بجملة من احاديث الصفات التي قرأها القارئ قبل صلاة المغرب وقد ذكر كما سبق ستة عشر حديثا من الادلة الحديثية اوردها بعد القرآن لان السنة وحي مثله. قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي فسنة الرسول وحي ثاني عليهما قد اطلق الوحيان. وسبق ان عرفت ان الاسماء والصفات الالهية ردها الى النقل الوارد في الكتاب والسنة النبوية. وبين المصنف رحمه الله الصلة بين القرآن والسنة بقوله والسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه فعلائق الاتصال بين القرآن والسنة اربعة فعلائق الاتصال بين القرآن والسنة اربعة المرتبة الاولى تفسير السنة بالقرآن تفسير السنة بالقرآن والمرتبة الثانية تبيين السنة للقرآن تبيين السنة للقرآن والفرق بينهما ان المرتبة الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي ان المرتبة الاولى تتعلق بالايضاح التفصيلي والمرتبة الثانية تتعلق بالايضاح الكلي. والمرتبة الثانية تتعلق بالايضاح الكلي والمرتبة الثالثة دلالة السنة على القرآن والمرتبة الثالثة دلالة السنة على القرآن والمرتبة الرابعة تعبير السنة عن القرآن. تعبير السنة عن القرآن والفرق بينهما ان المرتبة الثالثة توصل الى القرآن فتتضمن مجيء السنة بنظير ما في القرآن فتتضمن مجيء السنة بنظير ما في القرآن. مما هو مشارك له في الباب مما هو مشارك له في الباب. واما المرتبة الرابعة فان السنة تخبر عن مضمن القرآن. واما المرتبة الرابعة فان السنة تخبر عن مضمن القرآن فتأتي بمثل ما جاء به القرآن. فتأتي بمثل ما جاء به القرآن وجميع الاحاديث التي ذكرها المصنف هي في الصحيحين اتفاقا وانفرادا سوى اربعة احاديث لم يروها البخاري ولا مسلم احدها قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده الحديث رواه ابن ماجه من حديث ابي رزين العقيلي واسناده ضعيف والمشهور في لفظه ضحك ربنا من قنوط عباده. والمشهور في لفظه ضحك ربنا من نوط عباده ولم اجده بلفظ عجبا ولم اجده بلفظي عجبا. واشار الى فقده بهذا اللفظ. فالعلامة الالباني وانه لا يعرف مرويا بلفظ عجبا وانما يعرف مرويا مسندا عند ابن ماجة وغيره بلفظ ضحك ربنا. والغير التغيير من حال الى حال والغير التغيير من حال الى حال ومعنى ازلين اي في ضيق وشدة اي في ضيق وشدة ويجوز فيها المد ازرين فيجوز فيها المد ايضا ازرين والحديث الثاني قوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الذي في السماء الحديث رواه ابو داوود من حديث ابي الدرداء واسناده ضعيف رواه ابو داوود من حديث ابي الدرداء واسناده ضعيف. والحديث الثالث قوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. رواه ابو داوود والترمذي في عزو المصنف رواه ابو داوود والترمذي في عزو المصنف. وهو يريد حديث العباس وهو يريد حديث العباس رضي الله عنه المعروف وهو يريد حديث العباس رضي الله عنه المعروفة بحديث الاوعان صرح به في مناظرة الواسطية وفي الحموية صرح به في الواسطية وفي الحموية وليس هو عندهما بهذا اللفظ بل بلفظ اخر وليس هو عندهما بهذا اللفظ بل بلفظ اخر. اما اللفظ المذكور فرواه ابن خزيمة والطبراني في المعجم الكبير من حديث ابن مسعود اما اللفظ المذكور رواه ابن خزيمة والطبراني في المعجم المذكور في المعجم الكبير باللفظ المذكور موقوفا من كلامه واسناده حسن وله حكم الرفع لانه لا يقال من قبل الرأي فهو غيب لا يطلع عليه. فهو غيب لا يطلع عليه الا بالوحي ومعنى قولنا له حكم الرفع اي تكون صورته لفظا موقوفا تعني ابن مسعود رضي الله عنه قال العرش فوق الماء والله فوق العرش ويعلم ما انتم عليه لكن هذه الصورة الظاهرة تحمل على انه مرفوع حكما لان ابن مسعود لا يقول شيئا يتعلق بامر غيبي الا بايقاف من خبن صادق من الوحي النازل على الرسول صلى الله عليه وسلم. فيقال حينئذ انه موقوف اللفظ مرفوع حكما. والحديث الرابع قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان. الحديث رواه الطبراني في المعجم الاوسط والكبير واسناده ضعيف ايضا والاحاديث الصحاح تغني عن الضعاف واوردها المصنف لانها ثابتة عنده. لقوله رحمه الله قبل سوقها وما وصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه في الاحاديث الصحاح. فهي في حكمه رحمه الله تعالى صحيحة صحيح يندرج فيه الحسن عند جماعة من اهل العلم. وهو الذي درج عليه المصنف هنا. فانه قال اولا الاحاديث الصحاح ثم حكم على جملة منها بحسنها فهو يريد بالصحيح المقبول. الذي يشمل والحسنة معا. وعزوه الى اهل المعرفة تلقي الاحاديث المذكورة بالقبول. مع ضعف ببعضها اتفاقا محمول على امرين. وعزوه الى اهل المعرفة تلقي الاحاديث المذكورة بالقبول مع ضعف بعضها اتفاقا محمول على على امرين احدهما ارادة مجموعها لا جميعها ارادة مجموعها لا جميعها فمجموع تلك الاحاديث اجمالا مما تلقي بالقبول فمجموع تلك الاحاديث اجمالا مما تلقي بالقبول والثاني ارادة قبولها في سردها في احاديث الاسماء والصفات. ارادة قبولها في سردها في احاديث الاسماء والصفات لان ما ضعف منها يجري مجرى التابع لان ما ضعف منها يجري مجرى التابع. فيصوغ ذكره معتظدا بالقوي في الباب فيصوغ ذكره معتظدا بالقوي في الباب. وهو الذي جرى عليه المصنفون في الاعتقاد من اهل السنة كابي بكر ابن في التوحيد وابن ابي عاصم في كتاب السنة وابن منده في كتاب الايمان والتوحيد في اخرين من اهل العلم بقي التنبيه الى ان لفظة ولا حاجب في حديثه علي رضي الله عنه ما منكم من احد الا سيكلمه الى سيكلمه ربه ثابتة في النسخة المقروءة على المصنف ثابتة في النسخة المقروءة من العقيدة الواسطية على المصنف وهي موافقة رواية الكشمي هني لصحيح البخاري. وهي موافقة رواية الكشميه هني لصحيح البخاري. ففي رواية كشميه هنيء عند هذا الحديث في البخاري ولا حاجب كهذا اللفظ وفي هذه الاحاديث من الاسماء الالهية الرب. وفي هذه الاحاديث من الاسماء الالهية الرب لقوله صلى الله الله عليه وسلم ينزل ربنا وقوله عجب ربنا وقوله ربنا ورب كل شيء. ومنها الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا. وقال يضحك الله وقال ان الله يأمرك وقال ايضا اللهم رب السماوات والارض اللهم رب السماوات والارض كيف يكون هذا الحديث دالا على اثبات اسم الله؟ اللهم رب السماوات والارض من ذكر هذا دالة صارت صار هذا الحديث دالا على اثبات اسم الله لان اللهم معناها يا الله اتفاقا ان ذكره ابن القيم في جلاء الافهام فقول القائل اللهم معناه يا الله ففيه اثبات اسم الله لربنا ومنها رب العزة قال النبي صلى الله عليه وسلم يضع رب العزة اي صاحب العزة وهي صفة الله عز وجل. ومنها رب الطيبين قال النبي صلى الله عليه وسلم انت رب الطيبين وهو مروي في حديث ضعيف ولا يحفظ هذا الاسم في دليل ثابت ومنها رب السماوات السبع ومنها رب العرش العظيم ومنها رب كل شيء ومنها فالق الحب والنوى ومنها منزل الفرقان. ومنها منزل التوراة ومنها منزل الانجيل. وكلها جاءت في حديث واحد وهو اللهم رب السماوات السبع ورب رب العرش العظيم الى تمام الحديث. وكل هذه الاسماء من الاسماء الالهية المضافة. فمن اسماء ربنا المضافة رب السماوات ورب العرش العظيم ومنزل الفرقان ومنزل التوراة على ما تقدم بيانه في قاعدتها. ومنها الاول والاخر والظاهر والباطن وكلها وقعت في حديث واحد انت الاول فليس قبلك شيء الى تمامه وفيه تفسير هذه الاسماء ومنها السميع والقريب. قال صلى الله عليه وسلم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعونا سميعا قريبا. ومعنى قوله في هذا الحديث اربعوا على انفسكم اي ارفقوا بها ولا تجهدوها. اي ارفقوا بها ولا تجهدوها وهو بهمزة وصل مكسورة ثم راء مهملة ساكنة فباء موحدة مفتوحة اربعوا على انفسكم ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث المذكورة الالوهية والربوبية والعزة والفلق وهو الشق. والاولية والاخرية والظهور والبطون والسمع والقرب الصفات مستفادة على التوالي من الاسماء الاسماء الالهية التي تقدمت فمثلا اسم الله استفيدت منه صفة ايش الالوهية واسم الرب استفيدت منه صفة الربوبية. واسم فالق الحب والنوى استفيدت منه صفة الفلق وهو الشق ومن الصفات الالهية الواردة في الاحاديث ايضا صفة النزول. قال صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا ومنها صفة الفرح. قال صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا ومنها صفة الضحك. قال صلى الله عليه وسلم يضحك الله الى رجلين ومنها صفة العجب والنظر والضحك والعلم. ومنها صفة العجب والنظر والعلم وكلها في قوله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر اليهم ازلينا قنطين فيظل يضحك يعلم ان فرجهم قريب وتقدم ان هذا الحديث حديث ضعيف والمعروف في روايته ضحك ربنا وكل ما فيه من صفات هي ثابتة بما تقدم من الادلة سوى صفة العجب فانها ثابتة بادلة ان لم يذكرها المصنف منها قوله تعالى بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم بل عجبت ويسخرون على قراءة الضم وهي قراءة حمزة والكساء وخلف العاشر ومنه في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم قد عجب ربكما من صنيعكما بضيفكما ليلة واللفظ لمسلم. ومنها صفة القدم. قال صلى الله عليه وسلم حتى يضع رب العزة فيها قدم وفي رواية عليها قدماه. ومنها صفة القول والنداء والصوت. قال صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل لادم عليه الصلاة والسلام يا ادم فيقول لبيك وسعديك في نادي يعني الله في نادي الحديث ومنها صفة الكلام. قال صلى الله عليه وسلم ما منكم الا سيكلمه ربه ومنها صفة العلو. قال صلى الله عليه وسلم ربنا الله الذي في السماء وقال ايضا وانا امين من في السماء وفي حديث الجارية اين الله؟ فقالت في السماء ومنها صفة المعية. قال صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك الحديث وقال صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم في الصلاة فان الله قبل وجهه ومنها صفة التجلي قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر الحديث ورؤية الخلق ردهم تكون بتجليه لهم ورؤية المؤمنين ربهم تكون بتجليه لهم. ومنها نفي الصمم ونفي الغياب ومنها نفي الصمم ونفي الغياب. قال صلى الله عليه وسلم فانكم لا تدعون. اصما ولا غائب الى امثال هذه الاحاديث الصحيحة التي يؤمن بها اهل السنة والجماعة من غير تحريف ولا تعضيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وهم بهذا وسط بين فرق الامة كما ان هذه الامة وسط بين الامم قاطبة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فهو موثق في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية وبين اهل التمثيل المشبهة. وهم واثقون في باب الله تعالى بين القدرية والجبرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة وبين الوعيدية من القدرية وغيرهم وفي باب الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة من المجزئة والجهمية وفي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض وبين الخوارج. لما قرر المصنف رحمه الله ان اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة في باب الاسماء والصفات زاد هذا الامر بيانا بين وسطية اهل السنة والجماعة في خمسة اصول عظيمة اولها اسماء الله وصفاته اولها اسماء الله وصفاته فهم فيها وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها فهم فيها وسط بين اهل التعطيل المنكرين لها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها واهل التمثيل المبالغين في اثباتها وثانيها القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال الله. وثانيها القدر المشار اليه بقول المصنف باب افعال فهم فيه وسط بين القدرية الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا. فهم فيه وسط بين القدرية الزاعمين ان الله الزاعمين ان العبد يخلق فعله استقلالا وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور لا اختيار له. وبين الجبرية الزاعمين ان العبد مجبور اختيار له وثالثها الوعيد بالعذاب والعقاب الوعيد بالعذاب والعقاب. فهم وسط بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك. فهم وسط بين المرجئة الزاعمين ان فاعل الكبيرة لا يدخل النار ولا يستحق ذلك وبين الوعيدية الذين ينفذون الوعيد اي يمضونه فلا يتخلف بحال وبين الوعيدية الذين ينفذون الوعيد اي يمضونه فلا يتخلف بحال. ويقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار. ويقولون فاعل الكبيرة مخلد في النار ورابعها اسماء الايمان والدين اسماء الايمان والدين فهم فيه وسط بين الحرورية. وهم الخوارج والمعتزلة الذين يخرجون صاحب صاحب الكبيرة من الايمان بالكلية الذين يخرجون صاحب الكبيرة من الايمان بالكلية ثم يفترقون فتجعله الخوارج كافرا. فتجعله الخوارج كافرا. واما المعتزلة فانهم يخرجونه من الايمان بالكلية لكنهم لا يدخلونه في الكفر. ويقيمون في مقام سموه بالمنزلة بين المنزلتين ويقيمونه في مقام سموه وبين المنزلة من سموه بالمنزلة بين المنزلتين. اي بين دائرة الايمان ودائرة الكفر. ففاعل الكبيرة عند خارج عن دائرة الايمان لكنه لم يدخل دائرة الكفر فهم يوافقون الخوارج في اخراج فاعل الكبيرة من دائرة الايمان لكنهم يفارقونهم في ادخاله الى دائرة الكفر. فالخوارج يجعلونه بكبيرته خارجا من الايمان داخلا في الكفر. واما المعتزلة فيجعلونه خارجا من الايمان لكنهم لا يدخلونه في الكفر وبين المرجئة والجهمية الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان فاعل وبين الجهمية والمرجئة الذين يجعلون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الايمان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخامسها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم وسط فيه بين الرافضة الذين في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلو فيهم الذين بالغوا في حب بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اله وغلوا فيهم وبين الخوارج الناصبية الذين بالغوا في بغض بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسبهم بل كفروا كثيرا منهم. بل كفروا كثيرا منهم والوسطية المقررة في هذه الاصول الخمسة هي المتضمنة الاستقامة على الصراط المستقيم تقييم بلا افراط ولا تفريط. فالوسطية تجمع امرين فالوسطية تجمع امرين احدهما الاستقامة على الصراط المستقيم وهو الاسلام قامة على الصراط المستقيم وهو الاسلام والاخر مجانبة الافراط والتفريط مجانبة الافراط والتفريط والبراءة منهما وهذه الوسطية هي التي دلت عليها الادلة الشرعية اما المعنى المحدث لها باخرة وهو ملاينة الخلق في ترك الحق فهذا باطل اطل اما المعنى المحدث لها باخرة وهو ملاينة الخلق في ترك الحق فهذا باطل. فانه صار في عرف بعظ الناس انطلاق الوسطية يريدون بها الملاينة والمسامحة في ترك بعظ الحق ابتغاء ارضاء خلق من خلق الله عز وجل. وهذا معنى حادث للوسطية غير موافق للادلة الشرعية ويعلم منه ان الوسطية لها معنيان. ويعلم منه ان الوسطية لها معنيان احدهما معنى صحيح وهو الاستقامة على الصراط المستقيم بلا افراط ولا تفريط. وهو الاستقامة على الصراط المستقيم بلا افراط ولا تفريط. والاخر معنى باطل والاخر معنى باطل. وهو ملاينة الخلق ومسامحتهم في ترك الحق وهو ملاينة الخلق ومسامحتهم في ترك الحق نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه سلمت واجمع عليه سلف الامة من انه سبحانه وتعالى فوق سماواته على عرشه علي على خلقه. وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا تجيبه اللغة وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق. بل القمر اية من ايات الله اي من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر اينما كان وهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم الى غير ذلك فمن معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف. ولكن يصان عن الظنون كاذبة ودخل في ذلك الايمان بانه قريب من خلقه كما قال سبحانه وتعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا فيما ذكر من علوه وفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه من الايمان بالله الايمان بعلوه ومعيته فهو سبحانه فوق عرشه علي على خلقه وهو معهم اينما كانوا والعلو والمعية من جملة الصفات الالهية وافردهما المصنف بالذكر عن نظائرهما لما احتف بهما من مناقضات الاهواء الباطلة ومعارضات البدع العاطلة من الجهمية التي نفوا علو الله سبحانه وتعالى واستواءه على عرشه ومن اهل الحلول والاتحاد الزاعمين ان الله ممتزج بخلقه غير بائن منهم تعالى الله عما يقول المبطلون علوا كبيرا ولا يراد بالمعية ان الله مختلط بالخلق ولا يراد بالمعية ان الله مختلط بالخلق. فهذا شيء لا توجبه اللغة التي خطبنا بها وهو خلاف ما اجمع عليه سلف الامة وما فطر الله عز وجل عليه الخلق كافة وكون الله عز وجل على العرش وانه معنا حق على حقيقته لا يحتاج الى تحريف كما ذكر المصنف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة. اي عن التخرصات والاوهام والقول على الله عز وجل بغير علم في بيان تلك الحقيقة ووقع في بعض نسخ الواسطية المتأخرة ذكر شيء من هذه الظنون الفاسدة كان ان السماء تظله او تقله والكلام المذكور في تلك النسخ ومنها نسخة الواسطية المثبتة في مجموع ابن قاسم ليست في النسخ العتيقة من كتاب الواسطية. ومنها نسخة مقروءة على المصنف محفوظة في احدى المكتبات بمصر. ولكن الكلام يشبه كلامه. وهو مفقود في الكتب الموجودة بايدينا من كتب ابي العباس ابن تيمية فلعله كلام له في كتاب اخذ ثم ادخل في هذا الموضع لمناسبته له والا فالنص المثبت منها في النسخة المقروءة عليه ليس فيها ذكر تلك الظنون الكاذبة اعتقادي ان السماء تظله اي تغطيها او تقله اي تحمله. وهو معنى صحيح في نفيه لكنه ليس من كلامه في الواسطية. وذكر المصنف انه دخل في اثبات ذلك اثبات انه سبحانه قريب من خلقه وقربه ومعيته لا ينافي علوه عز وجل وفوقيته. بل الامر كما قال المصنف علي في دنوه قريب في علوه. علي في دنوه قريب في علوه. فهو سبحانه تعالى مع قربه منا عال عنا بائن منا. والقرب المذكور في باب الصفات مختص بالمؤمنين في اصح قول اهل العلم. والقرب المذكور في باب الصفات مختص مؤمنين في اصح قولي اهل العلم. وهذا هو مقتضى استخلاصهم واصطفائهم من دون الناس. فان ذلك يوجب ان يكون لهم منه سبحانه وتعالى ما ليس لغيرهم وهو قربهم عز وجل منه. فلا يقال حينئذ ان القربى نوعان. احدهما قرب عام من الخلق علم والاخر قرب خاص من المؤمنين بالنصر والتأييد. لمناقضة هذا ما جاء من الادلة باختصار قرب الله سبحانه وتعالى من المؤمنين فقط واما الايات التي يتوهم منها اثبات القرب العام فالمراد بها قرب الملائكة بهذا فسرها السلف كقوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد يعني ملائكة الله عز وجل اقرب اليه من حبل الوريد فالقرب مختص بالمؤمنين نصرا وعزرا وتأييدا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومن الايمان به وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى منزلا غير مخلوق وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة عنه. بل اذا قرأه الناس وكتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله سبحانه وتعالى حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من تكلم به مبتدأ لا الى من قاله مبلغا مؤديا. من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. منه بدأ اي تكلم به واضيف اليه اي تكلم به واضيف اليه واليه يعود. اي يرفع في اخر الزمان من المصاحف والصدور. اي يرفع في في اخر الزمان من المصاحف والصدور. ثبتت بذلك الاحاديث وانعقد عليه الاجماع. وهو كلام الله حقيقة لا كلام غيره فلا يقال انه حكاية عن كلام الله عز وجل ولا عبارة عنه. لان هاتين المقالتين ان القرآن حكاية عن كلام الله او عبارة عنه يراد منهما اثبات المعنى لله ونفي كون المبنى منه. يراد منهما اثبات ان المعنى من الله ونفي كون المبنى منه. وانه انما وقع عبارة او حكاية عن كلام بالله عز وجل وهاتان المقالتان مذهبان مرذولان احدهما للكلابية فانهم قالوا القرآن حكاية عن كلام الله عز وجل والاخر للاشعرية فانهم قالوا القرآن عبارة عن الله عز وجل لان الطائفتين اجتمعتا على ان كلام الله معنى قائم بنفسه ان الطائفتين اجتمعتا على ان كلام الله معنى قائم بنفسه وان القرآن وغيره من كتب الله عز وجل انما هو حكاية عن كلام الله عند او عبارة عنه عند الاشاعرة. وامتنع الاشاعرة عن لفظ الحكاية. وعدلوا الى العبارة زعما بان الحكاية تقتضي المماثلة. وكلام الله لا يماثله كلام غيره. فاختاروا له والعبارة عوضا عن لفظ الحكاية. والجامع للطائفتين انهما يقولان ان الله عز وجل لا يتكلم بحرف وصوت فهما يقولان ان معاني القرآن من الله فقط دون مبانيه. اما اهل السنة والحديث فانهم يقولون ان القرآن مبناه ومعناه من الله عز وجل فالله عز وجل تكلم به بحروفه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقد دخل ايضا فيما ذكرناه من الايمان به وبكتبه ورسله الايمان بان المؤمنين يرونه يوم القيامة عيانا بابصارهم ويرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضامون في رؤيته يرونه سبحانه وهم في عرصات القيامة ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى من الايمان بالله وبكتبه الايمان بان المؤمنين يرون ربهم يوم عيانا بابصارهم بلا خفاء. وقد ثبت هذا اللفظ عيانا عند البخاري في صحيحه في حديث جرير ابن عبد الله البجلي انكم سترون ربكم عيانا رواه من حديث ابي شهاب الحناط عن اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير رضي الله عنه فيرون الله سبحانه وتعالى في عرصات القيامة. اي متسعاتها ثم يرونه سبحانه وتعالى في الجنة والفرق بين الرؤيتين من وجهين والفرق بين الرؤيتين من وجهين. احدهما ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف ان الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة هي رؤية امتحان وتعريف. اما الرؤية التي تكون في الجنة فهي رؤية انعام وتشريف. اما الرؤية التي تكون في الجنة فهي رؤية انعام وتشريف والاخر ان الرؤية التي تكون في الجنة تختص بالمؤمنين ان الرؤية التي تكون في الجنة تختص بالمؤمنين. اما الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة فهي مشتركة بين المؤمنين وغيرهم. اما الرؤية التي تكون في عرصات يوم القيامة فهي مشتركة بين المؤمنين وغيرهم في اصح اقوال اهل العلم من اهل السنة. لانها للامتحان والتعريف. وهو واقع على جميع الخلق اما الانعام والتشريف فيختص بالمؤمنين فيكون لهم في الجنة دون غيرهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله على وامن الايمان باليوم الاخر الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيؤمنون بفتنة قبره وبعذاب القبر ونعيمه فاما الفتنة فان الناس يفتنون في قبورهم فيقال للرجل من ربك وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت فيقول المؤمن الله ربي والاسلام ديني ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي. واما المغتاب فيقول اه اه لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فيضرب بمنزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شيء الا الانسان ولو سمعها الانسان لصعق. ثم بعد هذه الفتنة اما نعيم واما عذاب الى يوم من قيامة كبرى فتعاد الارواح الى الاجساد. وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم عليها المسلمون فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق. وتنصب الموازين فتوزن فيها العباد فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخر كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره. كما قالت تعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ويحاسب الله الخلائق ويخلو بعبده المؤمن فيقرره بذنوبه كما وصف ذلك في الكتاب والسنة. واما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناتهم وسيئاتهم فانه لا حسنات له ملك تعدد اعمالهم وتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويلزمون بها. وفي عرصة القيامة الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم ماءه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل طوله شهر وعرضه شهر. انيته عدد نجوم السماء فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا والصراط منصوب على مت جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر من يحيي ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الابل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم فان عليه كلانيب تقطف الناس باعمالهم. فمن مر على الصراط دخل الجنة فان اعبروا عليه موقفوا على قنطرة بلا الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. واول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم. واول من يدخل الجنة من امته صلى الله عليه وسلم وله في القيامة ثلاث شفاعات. اما الشفاعة الاولى فيشفع لاهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان يتراجع الانبياء. ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مروى عليهم من الله السلام الشفاعة حتى تنتهي اليه. واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهاتان الشفاعتان خاصتان له. واما الشفاعة الثالثة سوف يشفع فيما يستحق النار وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها ان يخرج منها ويخرج الله وتعالى منا ليقوم بغير شفاعة بل بفضل رحمته ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله لها اقواما فيدخلهم الجنة واصناف ما تضمنت الدار الاخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء والاثارة من العلم المأثور عن الانبياء وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي. فمن ابتغاه وجده. شرع المصنف رحمه الله تعالى يبين الركن الخامس من اركان الايمان وهو الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر على ما ذكره المصنف هو كل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت اسم لكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فهو اسم لما يكون بعد الموت. وهذا من احسن ما قيل في حده ووصفه العلامة ابن سعدي في التنبيهات اللطيفة بانه ضابط جامع. وخبر النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في كلام المصنف له معنيان. وخبر النبي صلى الله عليه وسلم المذكور في كلام المصنف له معنيان احدهما خاص وهو ما جاء في السنة عنه صلى الله عليه وسلم احدهما خاص وهو ما جاء في السنة عنه صلى الله عليه وسلم. ويرد عليه ان الخبر عن اليوم الاخر واقع في القرآن ايضا. ويرد عليه ان الخبر عن اليوم الاخر واقع في القرآن ايضا والاخر معنى عام ويندرج فيه القرآن معنى عام يندرج فيه القرآن. فان القرآن والسنة خبر منه صلى الله عليه وسلم فان القرآن والسنة خبر منه صلى الله عليه وسلم والاوفق ان يقال ان اليوم الاخر اسم جامع كل ما يكون بعد الموت اسم طمع كل ما يكون بعد الموت وذكر المصنف رحمه الله تعالى طرفا من تفاصيل احواله. فذكر ان اهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر هي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه وهي سؤال الملكين العبد عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. واما المغتاب فيقول اه اه لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. والمشهور في لفظ الحديث ها ها. واما اللفظ اذكوروا فقد وقع في مسند الروياني. واما اللفظ المذكور اه اه فقد وقع في مسند الروياني. وهو المثبت في النسخة المقروءة على المصنف وهو المثبت في النسخة المقروءة على المصنف. ويؤمن اهل السنة والجماعة بنعيم القبر وعذابه وهو ما يجري على العبد من نعيم او عذاب في قبره وهو ما يجري على العبد من نعيم او عذاب في قبره ويؤمنون بيوم القيامة اذا اعيدت الارواح الى الاجساد وقام الناس لرب العالمين حفاة عراة غرلا اي غير مختونين اي غير مختونين. وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال وحينئذ ينصب الميزان وهو واحد في اصح الاقوال ولكنه جمع باعتبار ما يوزن فيه. ولكنه جمع باعتبار ما يوزن فيه. فلما تعدد الموزون ذكرت الموازين بالجمع تعظيما. فلما تعدد الموزون ذكرت الموازين بالجمع تعظيما وتوزن فيه الاعمال والصحائف وصحائف العمل والعمال وتوزن فيه الاعمال وصحائف العمل والعمال. فالوزن في اصح اقوال اهل العلم واقع على ثلاثة الوزن في اصح اقوال اهل العلم واقع على ثلاثة العبد العامل وعمله وصحيفة عمله. العبد العامل عمله وصحيفة عمله وفي ذلك قلت الوزن في اصح قول للعمل الوزن في اصح قول للعمل وعامل مع صحفه نلت الامل. وعامل مع صحفه نلت الامل وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فيأخذ المؤمن كتابه بيمينه. ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويأخذ الكافر كتابه بشماله وراء ظهره ويحاسب الله الخلائق والحساب شرعا هو عد اعمال العبد يوم القيامة هو عد اعمال العبد يوم القيامة وله درجتان احداهما الحساب اليسير احداهما الحساب اليسير وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. وفيه تعرض اعمال العبد عليه ويقرر بها. والاخرى الحساب العسير والاخرى الحساب العسير. وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله. وفيه يناقش العبد وتستقصى عليه اعماله. والكفار لا يحاسبون محاسبة من توزن سيئاته وحسناته انهم يقدمون على الله ولا حسنة لهم. فان الله عز وجل جازاهم بها في الدنيا ولكنهم يحاسبون بايقافهم على سيئاتهم وتبكيتهم عليها. وفي عرصات القيامة وهي متسعاتها الحوض المورود لرسولنا صلى الله عليه وسلم. ولكل نبي حوض. ولكن حوض ونبينا صلى الله عليه وسلم هو اعظمها وصفا واكملها حالا. ويؤمن اهل السنة بالصراط. وهو جسر منصوب على متن جهنم وهو جسر منصوب على متن جهنم اي ظهرها يوصل الى الجنة. يوصل الى الجنة. وهذا معنى قوله وهو الجسر الذي بين الجنة والنار والمراد ببين اي الذي يوصل الى الجنة. ويكون منصوبا فوق جهنم وهي تتلظأ. اعاذنا الله واياكم ومنها يمر عليه المؤمنون فقط على الصحيح من اقوال اهل السنة. يمر عليه المؤمنون قط على الصحيح من اقوال اهل السنة فالاحاديث ظاهرة في اختصاص المرور بالمؤمنين. واصلحها حديث وابي سعيد الخدري رضي الله عنه في الصحيحين لما ذكر الصراط فيمر المؤمنون. واللفظ لمسلم ان الله عز وجل يتجلى للخلق في عرصات يوم القيامة امتحانا ثم يأمر من كان يعبد غير الله ان يتبعه فينصرف الكفار يتبعون الهتهم فتلقيهم في نار جهنم. ويبقى المنافقون مع المؤمنين فيأمر الله عز وجل فيأمرهم الله عز وجل بان يسجدوا له فيسجد المؤمنون واما المنافقون فلا يستطيعون فلا يستطيعون السجود لله ويبقى وظهرهم طبقا ثم تلقى عليهم الظلمة فيجعل الله للمؤمنين انوارا يهتدون بها الى الصراط. واما المنافقين فانهم يقعون في النار ولا يهتدون الى الصراط. ومن هدي من المؤمنين الى الصراط ركبه. فمنهم من ومنهم من تخطفه كلاليب جهنم فيلقى فيها ثم يخرج منها. ويمر المؤمنون على الصراط على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر ركاب الابل وركاب الابل الابل الرواحل التي تتخذ للركوب. الابل الرواحل التي تتخذ للركوب فمن مر على الصراط دخل الجنة ومن اخذته كلاليب جهنم من عصاة المؤمنين عذب في النار ثم اخرج منها. والكلاليب جمع كلاب وكلوب جمع كلاب وكلوب وهو حديدة معقوفة في طرفها الاسفل. فيكون طرفها الاسفل معكوفا اما من جهة واحدة او من جهتين او ثلاث. وهو المسمى بالشنكار او بغيره في عرف الناس في هذا البلد وغيره ثم يوقف الذين عبروا الصراط على قنطرة بين الجنة والنار ويقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم دخول الجنة واول من يستفتح باب الجنة هو محمد صلى الله عليه وسلم وهو اول شافع واول مشفع والشفاعة التي يذكرها المتكلمون في باب الاعتقاد يريدون بها الشفاعة عند الله وتعريفها شرعا سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له والنفع يتضمن جلب خير له او دفع ضر عنه. والنفع يتضمن جلب خير له او دفع ضر عنه ثم ذكر المصنف رحمه الله ان للنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات فالشفاعة الاولى شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الموقف ان يقضى بينهم. وهي الشفاعة العظمى والثانية شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الجنة ان يدخلوها وهاتان الشفاعتان خاصتان به صلى الله عليه وسلم. والشفاعة الثالثة شفاعته صلى الله عليه وسلم فيمن استحق النار وهذه الشفاعة لا تختص به وحده بل هي له ولسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهي تتناول كما ذكر المصنف من استحق النار الا يدخلها ومن دخلها ان يخرج منها فالمشمولون بهذه الشفاعة طائفتان فالمشمولون بهذه الشفاعة طائفتان. الطائفة الاولى من دخل النار ان يخرج منها ها من دخل النار ان يخرج منها. والطائفة الثانية من من استحق النار الا يدخلها من استحق النار الا يدخلها والصحيح ان هذه الشفاعة مختصة بمن دخل النار ان يخرج منها والصحيح ان هذا ان هذه الشفاعة مختصة بمن دخل النار ان يخرج منها واما الشفاعة فيمن استحق نرى الا يدخلها فالتحقيق عدم ثبوتها لخلو القول بها من دليل صريح اختاره العلامة ابن القيم خلافا لشيخه اختاره العلامة ابن القيم خلافا لشيخه فيقال فيها الشفاعة فيمن دخل النار ان يخرج منها ويقوي هذا ان الشفاعة لا تكون ولا يؤذن بها الا بعد المرور على الصراط ويقوي هذا ان الشفاعة لا يؤمر بها ولا يؤذن بها الا بعد المرور على الصراط لا قبله وقع التصريح بذلك في حديث جابر في صحيح مسلم فانه ذكر فيه مرورهم على صراط ثم انتهاء اهل الجنة الى الجنة وانتهاء اهل النار الى النار ثم قال صلى الله عليه وسلم ثم تحل الشفاعة ويشفعون اي بعد استقرار الطائفتين كلا في داره فيؤذن بالشفاعة فتصير هذه الشفاعة شفاعة فيمن دخل النار ان يخرج منها. ويخرج الله من النار اقواما بغير شفاعة احد من خلق بل بفضله ورحمته سبحانه وتعالى. ويبقى في الجنة فضل يعني زيادة وسعة عن من دخلها من اهل الدنيا فينشئ الله للجنة اقواما يدخلهم الجنة. واحوال الدار الاخرة متعددة متنوعة لكن هذه مهماتها وتفاصيل مفرداتها موجودة في الكتاب والسنة. فمن اراد ان يتحقق احوالها فليقبل على الايات القرآنية والاحاديث النبوية يجد في ذلك ما يكفي ويشفي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين كل درجة تتضمن شيئين فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا وعلم جميع احوالهم من الطاعات والمعاصي والارزاق ثم كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه. جفت الاقلام وطويت الصحف كما قال سبحانه وتعالى. الم تعلم ان الله يعلم ما والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك عن الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء. فاذا خلق جسد الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد نحو ذلك فهذا القدر قد كان ينكر غلاة القدرية قديما منكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافلة وقدرته الشاملة. وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريده ابنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعلومات فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العبادة بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا ما عملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا القوم الفاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن منهم الكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم. وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم واراداتهم. كما قال تعالى شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة قدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة ويغنوا فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلموا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها وبيان هذه الجملة بعد صلاة العشاء باذن الله. وهذا اخر هذا المجلس والحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين