نجم المنبهات عند ختم المهمات. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله في الاولى والاخرة عظمت منته وجزلت عطيته جعلنا مسلمين ورزقنا البيان والتبيين. وصلى الله وسلم على خير رسله. وصفوة خلقه المبعوث رحمة والمملوء حكمة الله محمد وخليل الرحمن احمد صلى عليه ربه مع سلام يتبع وعلى اله وصحبه اجمع. الحمد لله على الايمان ونعمة التوفيق للبيان. ثم الصلاة ارجفت سلامي على النبي والال في الدوام. اما بعد فان المرء الى صاحب يأنس به ويأوي اليه لانه مدني الطبع انساني النزع ومن الجاري بين العرب قوله لولا الوئام لهلك الانام. اي لولا انتفاع الخلق بعضهم ببعض وقيام سوق المؤانسة والمنفعة بينهم لهلكوا وانفع الاصحاب صادقهم ممن يرى لك من الحق مثل ما ترى له. وذلكم هو المؤمن فان الله جعل المؤمنين بعضهم لبعض اولياء يبسطون فراش الرحمة ويمدون يد العون. وفي الصحيحين من رواية ال ابي موسى الاشعري عنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. رواه من ابي بردة بريد بن ابي بردة قال اخبرني جدي ابو بردة عن ابيه ابي موسى رضي الله عنه. وفيهما من مسموع النعمان عن ابن بشير رضي الله عنهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قليل. مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائغ الجسد بالسهر والحمى واللفظ لمسلم فمن كان مؤمنا فهو الحقيق بالصحبة. وبالنهي عن صحبة غيره ثبت الحديث النبوي عند ابي داوود والترمذي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصاحب الا مؤمنا ولا يأكل الطعام الا تقي ومن جوامع وصف الصاحب التي لا توجد الا في المؤمن ما اوصى به علقمة ابن لبيد ابنه قال يا قليل ان نازعتك نفسك الى صحبة الرجال فاصحب من اذا صحبته زانك. وان خدمته صانك وان مرت كبلية ما لك اي اعانك. اصحب من ان قلت صدق قولك وان اصبت سدد صوابك. اصحب من ان رأى منك سلمة سدها وان بدت منك نعمة عدها وان مدت يد اليك بفضل مدها اصحب من لا تختلف عليك منه الطرائق. رواه ابو بكر الانصاري في احاديث الشيوخ الثقات. وقال ذو النون المصري بصحبة الصالحين تطيب الحياة والخير مجموع في القرين الصالح. ان نسيت ذكرك. وان ذكرت اعانك. رواه ابو نعيم الاصبهاني في حلية الاولياء وانما اختير للمؤمن ان يصحب مؤمنا لان الصاحب ساحب. والزميل مميل والطبائع سراقة. والناس على التشبه فالمرء يركن الى دين خليله ويقتدي به. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله فالينظر احدكم من يخالف. رواه ابو داوود والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه. واسناده حسن. قال الخطابي في كتاب العزلة معناه لا تخالل الا من رضيت دينه وامانته. فانك اذا خاللته قادك الى دينه ومذهبه ولا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيا في دينه ومذهبه. وفي ديوان للفائق مبنى ومعنى قول عدي بن زيد عن المرء لا تسأل وابصر قرينه فان القرين بالمقارن يقتدي. رواه ابن في الابانة الكبرى عن الاصمعية قال لم ارى بيتا قط اشبه بالسنة من قول عدي فذكره ومن المؤمنين الصحبة في العلم. وهي ثلاثة انواع. احدها صحبة الشيخ للشيخ. وهي المنعقدة بين منفذها الله عليهما في النفع بالعلم وافادة الطالبين اعظاما للعلم بتأكيد انه مع الاخلاص والصدق من اعظم اسباب وموجبات المعونة بين اهله. وثانيها صحبة الطالب للشيخ المعلم له. واكملها صحبة منهم ممن اذا صحبه الطالب نفعه صبورا على تعليم الخير يتألف الخلق عليه دون دعوة الى نفسه انس به المتعلم ويفرح به المجالس ومع كونه كبيرا في العلم والسن فقد ربح البيع. ثالثها صحبة الطالب والزمالة في العلم ان سلمت من الغوائل نافعة في الوصول الى المقصود. اذا كان رابطها الفضيلة الافادة وملاك صحبة المتآخين في العلم شيوخا وطلابا اللطف الجامع بين الرفق ومعرفة الاصلح في المراد فاذا رأى ما يسر صاحبه لم يغره. واذا وقعت منه هفوة لم يضره. بل بين له جادة السلامة بيانا يدركه صاحبه بلا خلط او خبط. فالملاطفة في معاملة الصحبة الملاطفة المنسوجة في ابهى صور البيان مما تقوى به صحبتهم في العلم وتدوم. وبعد ان هذه ملاطفة قد صغتها بصحبة الملاطفة منسوجة من غير ما تكلف او عجمة لوثاء او تعسف. والملاطفة الصادقة عمادها النصيحة ومفتاح النصيحة الاخلاص وتحريمها الصدق وتسليمها الفرح ببذلها. فالنصح من مواثيق الرسالة وعقود النبوة والتباع لا يخرجون عن الاتباع. في دينون لله بالنصيحة ويتوقون رزية الفضيحة. مفتاح نصحهم الاخلاص فلا يريدون من الخلق جزاء ولا يرجون منهم وفاء. غايتهم ارضاء الخالق في نصح المخلوق. وتحريمة الصدق فاذا اخذوا في النصيحة اسقطوا حقهم ومنعوا نفوسهم حظوظها وملأوا قلوبهم مفروضها فاذا ادوا نصيحتهم في وقتها وفرغت قلوبهم من سردها خرجوا منها مسلمين باكتمال بذلها. ومن سبل المبلغة الى النصيحة نسبة المرء غيره اليه بالاخوة. فلسان مناداتهم يا اخواني لان المؤمنين اخوة ومن محكم التنزيل قوله تعالى انما المؤمنون اخوة. فمتى كانت النصيحة خالصة لله بكونها فيه. وصدق قام يخطب داعيه فان من جوامعها الحض على طلب العلم بلا تواني. نصيحتي في الله يا اخواني ان تطلبوا العلم بلا تواني وانما عظمت النصيحة بالحظ على طلب العلم لانه بعد النبوة اشرف المقامات. وبه يدرك العبد في الدارين اجل الغايات فبضاعته مباركة وتجارته رابحة وفضائله جمة في الدنيا والاخرة وبراهين المذكور مسطرة في الكتاب المنزل والحديث المأثور. يطول عدها ويتطاول مدها. وفي تأليف الاوائل والاوائل اخذ المصنفة في فضائل العلم ما يقيم البينة. ولا ينبئك مثل خبير. والفاضل من المقاصد المرادة يؤخذ بالجدار ويلاحظ بالعناية عملا بالوصية النبوية المسندة عند مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. فالثواني اعدوا التهاني ويفتح على صاحبه باب العزاء عند الاتقياء. لانه يحرم كثيرا من الخير. تفوت به المطالب السامية وتحجب المقامات العالية ومن الجاحظيات المشهورة قوله اي من مقالات الجاحظ الاديب المعروف ومن الجاحظ المشكورة قوله التواني يوجب الحسرة والحزم يوجب السرور. ذكره الذهبي في سير اعلام النبلاء. وفي معناه قول ابن القيم من ركب ظهر التفريط والتواني نزل به دار العسرة والندامة. وعقد هذا شعرا ابن زكريا الطرابلسي في ارجوزته الوعظية واقرب الناس الى الحرمان من قطع الايام بالاماني. وحقيقة تثاقل العبد عما ينفعه بعد الامكان وتقاعده حتى يصير المقدور عليه في خبر كان. وليس ذلك من الرفق كما يزعمه البطالون في شيء. قال ابن القيم في الروح فالرفق شيء والتواني والكسل شيء. فان المتواني يتثاقل عن مصلحته بعد امكانها فيتقاعد عنها والرفيق يتلطف في تحصيلها بحسب الامكان مع المطاوعة وجلابة التواني بوارق الاماني. قال يحيى ابن معاذ لا يزال العبد مقرونا بالتواني ما دام مقيما على وعد الاماني. رواه البياقي في الزوج الكبير. وفي ترجمة سعيد بن سلام القيرواني من السير الذهبية قوله من اعطى بني نفسه قطعتها بالتسويف وبالتواني. فاخرج نفسك من كتيبة التواني وحلق بها في مصاعد السمو الفوقاني انشد ابو السعود ابن محمد الحنفي لنفسه في قصيدة طويلة اوردها صاحب الشقائق النعمانية فوض وارتحل من سوحهم ودع التواني لا تحيد تواني سر في فضاء العالم العلوي كم هذا الجثوم بعالم الجثماني ومن النصيحة في اخذ العلم لزوم التأني وتجافي زلة التمني. فمن تأنى نال ما تمنى. ومن تعجل زلت دمه فربما انكسرت وانقطع في الطريق فما احسن تتميم ما سبق من المنبهات المبثوثة بقول منشدكم وتلزموا في اخذ بالتأني وتحذروا من زلة التمني فمن يسر تريثا ينال ما دونه تساقط الرجال. ومن يكن معجلا يميل ما هي عن التعليم ذا هزيل ومطلع حسنه في الوصية بالتأني والتحذير من التمني ومن مفاريد الترمذي الحسان دون بقية الستة. حديث عبدالله بن اسارجس المزني رحمه الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثنت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من اربعة وعشرين جزءا من النبوة. والحجة في لزوم التأني في طلب العلم وترك العجلة قوله تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملته واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك وابتلناه ترتيلا. ذكره الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه والراغب الاصبهاني في مقدمة جامع التفسير هو من شعر ابن النحاس الحلبي قوله اليوم شيء ورد مثله من نخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة وانما السيل اجتماع والناس في اخذ العلم طائفتان فمنهم من يسير في تحصيل مطلوبه بالتأني متريثا. والتريث الابطال والممدوح منه المقترن بالعقل والعمل. فيفضي به سيره الى نيل مطلوبه الذي تساقط الرجال دون بلوغه ومنهم من تأخذه العجلة وتغلبه سكرة الوصول ونشوة المأمول فيحيد عن الطريق ويخرج عن جادة التعلم فتلحقه الاسقام وتمجه الافهام. فينحل عوده ويضعف ايده هزيل العلم كعظم لا لحم له او شجر اثمر فيه وعاقبة العجلة وخيمة لا تعجلن لامر انت طالبه فقل ما يدرك المطلوب ذو العجل فذو التأني في مقاصده وذو التعجل لا يخلو عن الذلل. ومن المحذور المحظور زلة التمني. بتحديث النفس بالمطلوب دون بذل الجهد في تحصيله فان المفلس يتسلى بالاماني ويسترسل معها فيبحر خياله وهو محبوس في قيد الاوهام لم تترقى نفسه للمعاني ولا بلغ مقصوده من العوالي. فكره في مركب الربح شارك. وقلبه على ديوان الخسارة والده قال علي بن محمد الصائغ من فساد الطبع التمني والامل. ومن النفحات النجلية في الحقائق القلبية بديعة ال مبارك في تحقيق الفرقان بين التمني والرجاء ان التمني يصاحبه الكسل والرجاء يبعث على صالح في العمل وما طلب المعيشة بالتمني ولكن القي دلوك في الدلاء تجيء بملئها طورا وطورا تجيء بحمأة وما هيع التعليم المطلوب اقامة النفوس عليه؟ لا يخفى على باحث حديث او ناهض مستغيث وهو تلقي اصول العلوم المدخرة في امات المتون في انواع الفنون حفظا وفهما. ومن بدائع المقترحات في تسمية الاشياء حقائقها كتب الجادة عند متأخر العراقيين يعنون بها قوام العلوم من المتون الجديرة بالاخذ حفظا اعمى فالامر بخير لكم هو الدال عليها. فلتدرسوا من المتون ما اشتهر فانما التحصيل اخذ بالاثر. وحذروا ومن حصره بما شهر وربما النفاع ليس يشتهر. وانه من يعلم المشهور يزيده ان يعلم المستور. فالنافع متون العلم مشهورها الذي جرى عليه العمل في تلقين مسائل العلوم وشهرتها نسبية فللمشارقة ما لهم وللمرأة غالبة ما لهم وما اختص به قطر منها فهو لاهله. والموفق من هدي الى تقديم الفاضل فيما وقع فيه التشارك. ومن اختصاص المشارقة وطائفة من المغاربة بنظم العمريطي للورقات في الاصول. واختصاص كثير من المغاربة بنظمها للكنتي وثانيهما احسنهما وضعا واتمهما لمقاصد الورقات جمعا. ومن جالى في بلدان المسلمين اصاب ومثل هذا ان عقل فنعم المعين. فمن اراد حيازة العلم الاتم فليلزم الجادة المعروفة في اخذه. بيد ان المشيد بها المجتهد في نفع الخلق بتشييدها ينبغي له ان يحذر من حصرها بالمشهور. فربما كان النفاع غير لما حكم به الله من تقلب الدول وتغير احوال البلدان في العلم ومن احاط بالمشهور زاده علمه بغيره من شواهده عندي الارجوزة المائية في السيرة النبوية لابن ابي العز وحسن البيان في نظم مشترك القرآن للابيان ونظم الموافقات وثمار المزهر كلاهما لماء العينين الشنقيطي ونيل المنى في نظم متن البناء للكوهجي والفية البلاغة التبيان لاستاذي حسن بن عبد الرزاق. ومن رتب اخذ العلم شيئا فشيئا متدرجا تخرج. وترك غير متخبطا يتفرج ومن رقى في العلم بالتدرج فقد علا سابقة التخرج. وحقيقة التدرج البداءة القصار المصنفة في فنون العلم حفظا واستشراحا. ثم الترقي الى ما بعدها مع الميل حينئذ عن طالعت المطولات التي لم يرتفع الطالب بعد اليها. ومن اعرض عن التدرج اضر بنفسه وفوت عليها نيل العلم ولحقه الغبن لا محالة. وان كان داعي اعراضه تكبره ورغبته عن مشاركة من يراهم دونه فيما هو له فهو شيطان في صورة انسان. لان في فعله استنكافا عن العبادة. المأمور بها. وملاحظة نفسه المأمور بقهرها. فصل ومن النصح الذي يزود به سالك الجادة المتقيد السلف الماضين الساعي في فكاك نفسه اذا ادخل في رمسه ما انتظم في قول منشدكم لا تضجروا من كثرة الافادة فانها مع حسنها عبادة او تجزع لفتية تغيب فحظهم يحوزه الاريب. فلتأخذوا من درسنا الغوالي وسافنوا في مثله العوالي ومن يرد ان يترك الدروس فشأنه لن نملك النفوس. لكن ما ليحذر الاصابة زيغة الحياة والرتابة فيترك التشمير والتعلم وينتهي برفقة لن تنعم كم طالب تراه للعلوم مهيئا لجودة الفهوم مضيعا لنفسه لما صحب وليب بطالة اليه منسحب فلم يفق من سكرة حتى رأى مقدما من قارنه فيشتم الشيوخ والاحوال وهو الذي بالاختيار مالا يا ضيعة الاعمال في سفاهة من صحبة تجني على النباهة وحل عقدها لمن رام عقلها في فهم نهيين وامرين وخبرين فاما النهي الاول فعن من كثرة الافادة التي يجيها الله تفضلا على عبده. لان الصبر على وابدها عبادة مع ما يكتنفها من الحسن ونفع تلقي والمحسن من المعلمين عظم مراده امداد المتعلمين بالفوائد النافعة لانه يراها وظيفته الكبرى في العباد ومن بدائع التراجم المفصحة عن هذا في جامع بيان العلم لابن عدي البري قوله باب في ابتداء العالم جلساءه الفائدة وفي اخبار حمزة ابن محمد الدقاق الحافظ ان مجالسه لم تخلو من فائدة. قال البرقاني ما اجتمعت قط مع حمزة بن محمد ففارضته الا بفائدة علم. واما النهي الثاني فعن الجزع اذا انقطع عن صحبة الطالب من كان يشاركه من اقرانه لان حظهم يحوزه العاقل القريب المرابط في مجالس العلم فلا يلحقه ضرر بهم بل هم المعابون به. كان سفيان الثوري ويزيد ابن هارون يقول ان من غاب خاب. واكل نصيبه الاصحاب. رواه سمعني في ادب الاملاء والاستملاء عن الاول والخطيب في الجامع عن الثاني. ونظمه ابو هلال العسكري فقال من انا عنك مغيبا اسلاك عنه مغيبه. واذا تطاول هجره نسي اللقاء وطيبه. اوما سمعت مقالهم من غاب غاب نصيبه. واما الامر الاول فان ينتخب الطالب من درسه الغوالي وهي جلائل الفوائد وشوارد الاوابد حقيقة بالتقييد لئلا تذهب لانها ربما تلتمس فلا توجد. قال سليمان ابن موسى يجالس العلماء ثلاثة. رجل يسمع ولا يكتب ولا يحفظ فذاك لا شيء. ورجل يكتب كل شيء سمعه فذلك الحاطب. ورجل يسمع العلم فيتخيره ويكتب فداك العالم. رواه الخطيب في الجامع. واما الامر الثاني فمثافنة العوالي اي مجالسة الاكابر والعلو المشار اليه علو الدراية. فهو الملاذ الامن في تحصيل العلم. والمنعوت به هو من امعنا النظر واعمل الفكر في التماسه وصار في رتبة محققيه واولاهم بالملازمة من كان كبير العلم والسن بهم اعظم من الانتفاع بمن قصر عنه سنا من الشيوخ. ومن بلايا العصا الاعراض عن الاكابر والافتتاح كانوا بالشباب ومن نبغ من الشباب في منزلة من يساعد ربان السفينة له فضيلة الدلالة ولا يصلح ان يقودها ومن بلياه ايضا من ينسب الى التقدم في العلم ويعد في الاكابر مع خلوه من حقيقته. وتزييه بصورته الخلق بلسان فصيح وهجوم على المسائل قبيح وشهادة مصدرة بلقب دكتور فيها مال ابن حميد استبدلوا لفظ الفقيه بغيره. ومن الغريب محدثون دكاترة. والله لو علم الجدود بفعلنا لتناقلوها في المجالس نادرة ويكشف ستره ان تبحث كيف اخذه العلم ومن شيوخه الذين تخرج بهم لا من جلس اليهم واجتمع بهم؟ قال ابراهيم النخعي كانوا لا يكتبون الحديث الا عن من يعرف بالطلب. رواه ابن علي في الكامل. وقال عبد الله بن لا نكتب الحديث الا ممن كان عندنا معروفا بالطلب. وقال عبدالرحمن بن يزيد بن جابر لا يؤخذ العلم الا عن من شهد له بطلب الحديث رواهما الخطيب في الكفاية. واما الخبر الاول فان من اراد ان يترك الدروس وينقطع عنها فهذا اختياره لنفسه. ولا املك له نفعا ولا يلحق بي ضرا. فان من صدق التعليم تجريد النفس من ملاحظة المتعلمين رغبة في شيء سوى هدايتهم وارشادهم. والصادق يرزق من يحفظ علمه من تلميذ او كتاب مخلد ومن تتميم ارشاد الماء للانقطاع تحذيره من الركون الى الدنيا والاغترار بها والسقوط فيما اعتاده الخلق من رسومها فسيجره ذلك الى ترك الجد في اقتباس العلم والانتهاء بصحبة لا تمدح ولا يفرح بها عاقل من رفقاء البطالة وقرناء السوء. واما الخبر الثاني فتوجع على ضياع من له اهلية في العلم من الطلاب بما حباه الله به من جودة الفهم وقوة الحفظ. اذا ترك التعلم مغترا بصحبة البطالين. فلم تزل السكرة مقارنتهم تغطي عقله حتى ابصر تقدم من كان يصحبه في العلم عليه فافاق من السكرة وراجع اكره لكنه حمل جناية تأخره شيوخه والاحوال المحيطة به. ونسي البعيد انه هو الذي اختار طريقه واختط خطته فضاع عمره في سفاهة مع صحبة جنت على النباهة ولئن لم تدارك نفسه بقي في ظلمة هواه ولقي في الدارين ما لا تحمد عقباه. ومن روائع المتنبي ولم ارى في عيوب الناس عيبا كنقص قادرين على التمام فصل وبعد هذا فما اقول لكم الا ما قلته من قبل لمن انشأت لهم النصيحة المتقدمة فلتحفظوا نصيحة العصيمي فانها السبيل نحو الريم. ستشرق الايام بالحقائق ويحمد الخذول من السابق والريم هو الفضل وليست النصيحة سبيلا للفضل لاجل قائلها فان له من الخطايا ما ينزله على رتبة فداء ويرجو من ربه ان يغفرها له يوم القضاء. لكن لمن انتظم فيها من المعاني المقررة عند اساطير العلم واربابه فما فيها مقاصد مرادة لهم رسموا معانيها ونحت مبانيها. والفصل بين المتنازعين في حقيقة العلم المستبين سيبدو اذا اشرقت الايام بعد دوران فلكها بالحقائق. فبان لسالك جاد حميد فعله وجميل صنعه وشهد نعمة الله عليه فقد هداه الى ما به نال العلم وحازه وبان لمن اختط جادة او خبط صنوفا مبتدة. قلة المحصول وفوات المأمول. وعندها يحمد الخدول عزم السابق. ولقد في من صحبته قرينا وفي من صحبني متعلما امينا. من دلائل الحق ما يزيد قلبي طمأنينة ويملأ نفسي سكينة ان سلوك الجادة السوية يبلغ العبد المقاصد المرضية. وان العدول عنها يضيع به عمر كثير مع فائدة قليلة. ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي. والبوح بها رحمة للمتعلمين. يرجى بها بلوغ رحمة ارحم لما ثبت في الحديث الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء. حدثناه محمد تاج الدين ابن احمد البشيري الكنبلشي وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا عبد القادر ابن توفيق الشلبي فهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد ابو النصر ابن عبد القادر الخطيب وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا محمد بن خليله الحسن فهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا محمد بن احمد البهي وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا محمد بن محمد حسين وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا داود بن سليمان الخربتاوي وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا محمد الفيومي المصري وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا يوسف بن عبدالله الارميوني وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد الرحمن ابن علي ابن عمر ابن الملقن وهو اول حديث قال حدثنا جدي عمر ابن علي ابن ابن الملقن وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا محمد بن محمد الميدومي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد اللطيف ابن عبد المنعم الحراني وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثني اسماعيل ابن ابي صالح النيسابوري هو اول حديث سمعته منه قال حدثني ابي احمد بن عبد الملك النيسابني وهو اول حديث سمعته قال حدثنا محمد ابن محمد الزيادي وهو اول حديث سمعته منه قال حدثنا احمد بن محمد البزاز وهو اول حديث سمعته منه قال حدثني عبد الرحمن ابن بشر ابن الحكم وهو اول حديث سمعته منه قال حدثني سفيان ابن عيينة وهو اول حديث سمعته منه عن عمرو ابن دينار عن ابي قابوس مولى عبد الله ابن ابن العاص عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا ومن في الارض يرحمكم من في السماء. حاء وحدثني عبد الباقي بن احمد الازهري وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثني ابو النصر ابن محمد ابن خليل الحسن وهو اول حديث سمعته منه. قال حدثنا ابي وهو اول حديث سمعته منه المتقدم حديث حسن اخرجه ابو داوود قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة ومسدد قال حدثنا سفيان واخرجه الترمذي قال حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا سفيان به دون تسلسل فوقع لنا بدلا لهما عاليا فصل وهذه الابيات المضمنة البيان المتقدم مما تقادم من شعر منشدكم انشأها نصحا لجماعة من الاخرين عنه وجعل اسمها تحفة الملاطفة في نصح الصحبة الملاطفة وسياقها المتصل الحمد لله على الايمان ونعمة التوفيق للبيان. ثم الصلاة ارجفت سلامي على النبي والال في الدوام. وبعد ان هذه قد صغتها للصحبة الملاطفة منسوجة من غير ما تكلف او عجمة لوثاء او تعسف. نصيحتي في الله يا اخواني ان تطلبوا العلم بلا ثواني وتلزموا في اخذه التأني وتحذروا من زلة التمني فمن يسر تريثا ينال ما دونه تساقط الرجال قالوا ومن يكن معجلا يميل عما هيع التعليم ذا هزيل فلتدرسوا من المتون ما اشتهر فانما التحصيل اختم بالاثر وحاذروا من حصره بما شهد فربما النفاع ليس يشتهر وانه من يعلم المشهور يزيده ان يعلم المستور فمرقى في العلم بالتدرج فقد على سبيلة التخرج لا تضجر من كثرة الافادة فانها مع حسنها عبادة او تجزع لفتية تغيب فحظهم يحوزه الاريب فلتأخذوا من درسنا الغوالي وثافنوا في مثله العوالي. ومن يرد ان يترك الدروس فشأنه لن نملك النفوس لكن ما ليحذر الاصابة بزيغة الحياة والرتابة فيترك التشمير والتعلم وينتهي برفقة لتنعم طالب تراه للعلوم مهيئا لجودة الفهوم مضيعا لنفسه لما صحب ولي بطالة اليه منسحب فلم ينفق من سكر وفي المقارنة حتى رأى مقدما من قارنه فيشتم الشيوخ والاحوال. وهو الذي بالاختيار مالا كضيعة الاعمال في سفاهة من صحبة تجري على النباهة فلتحفظوا نصيحة العصيمي فانها السبيل نحو الريم ستشرق الايام بالحقائق ويحمد الخدود وعزم السابق ولم تزدني السنوات المتتابعة والحوادث المتلاحقة الا ايمانا بما فيها ووثوقا بمعانيها اذ بعدها اثر الاقتداء وما يثمر وعاقبة العشواء وما تهدئ. وفي صرف الدهر اخبار وحكايات ترشد الى احوال ونهايات فالشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره ومن هدي الى الرشد والى طريق مستقيم سار بسيل الاوائل واهتدى بمسالك البررة المتقين. لا تغيره العوادي الحادثة. ولا تستهويه العواة النافثة. يحفظ المهمات ويتفهم المبينات ويتقن البينات. ان ترك الناس السبيل وعدلوا عنها مع فقد المرشد الدليل صاح فيهم اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر وان ساروا خلف دعوا جديدة وركبوا موجة زعموها رشيدة ناداهم ان اذى لهو البلاء المبين. يحفظ ما حفظ السابق الاول. ويستشرح ما عليه المعول. ينقل قدمه بالتأني على الاثر ويصعد نظره الى المعالي بتقليب الفكر. لا يقدم شيئا على علوم العلماء السالفين. ولا يزهد في ذات فضلاء المتأخرين. فمن رام العلم فليحفظ هذه الوصية. وليصلح كمال الطوية مع دوام الانكسار للجبار والدعاء بافضل الاختيار. استودعت الله نصيحتكم انه لا تضيع ودائعه. واذا استودع شيئا حفظه وهو على كل شيء شهيد. اللهم رب النبي محمد اغفر ذنوبنا. واذهب غيظ قلوبنا. واجرنا من مضلات الفتن ما اصابنا. ربنا اغفر لنا انا خطيئاتنا واشرافنا في امرنا كله وما انت اعلم به منا. اللهم اغفر لنا خطأنا وعمدنا وجهلنا هزلنا وكل ذلك عندنا اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا. انت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شيء قدير