السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعلنا مسلمين وتفضل علينا باكمال الدين نحمده سبحانه على لطف عنايته وجميل رعايته. فبرحمته تنقشع الهموم وتتبدد الغموم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما وبعد ايها ان الله قد خلق الانسان فسواه وعدله وجعله في احسن تقويم. كما قال سبحانه وتعالى يا ايها الانسان ما بربك الكريم الذي خلقك فثواك فعدلك. في اي صورة ما شاء ركبك. وقال سبحانه وتعالى لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. ومن بديع هذه الخلقة واستوائها ان جعل الله عز وجل من البدن عضوا تخضع له بقية اعضاء وتتبع فهو ملكها وسيدها ومتولي تدبير امرها. الا وهو البدن. فالقلب ملك البدن والاعضاء فان طاب الملك طابت جنوده وان خبث الملك خبثت جنوده. وبرهان هذا الحديث الذي اخرجه البخاري رحمه الله تعالى قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا زكريا عن عامر فعل الشعبي عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكر حديثا طويلا وفيه الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. مما يلهم تعظيم شأن القلب ويحمل على الاعتناء بالواردات القلبية يرعى محمودها ويقمع مذمومها. فيحفظ القلب بذلك صحيحا قويا سليما من الانجذاب الى كل شبهة وشهوة سليما يدخل صاحبه الى الجنة كما قال الله سبحانه وتعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ومعرفة دقائق الاحوال القلبية وتقلبات النفس البشرية باب من الفقه عظيم. والحاجة اليه اكيدة فهو سبب الدارين وصلاح نشأتين وقد كان اسم الفقر يشمله عند السلف كما ذكر ابو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى في صدر كتابه منهاج القاصدين. فلما ضعفت القلوب عن حمل العلم كله تقاسم الناس ميراث النبوة. وصار بعضهم في علم دون علم والى الامر الى اهمال علم القلوب والنفوس وشعر به طوائف من الدائرين عن القرآن والسنة واحدثوا لاصلاح القلوب احوالا واقوالا ما انزل الله عز وجل بها من سلطان. لكن لم يزل في اهل السنة والحديث من ينزع بفهم في هذا العلم وتخرج دربه من لجة بحر الكتاب والسنة. فمنهما يخرج اللؤلؤ والمرجان. فكتب جماعة منهم من السلف والخلف في الاحوال القلبية والخواطر النفسية فلله درهم وعليه شكرهم. والقرآن والسنة كافيان وليس دونهما كافية. وشافيان وليس دونهما شاة ففيهما الجواب الكافي. واستر يا كشافي. كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية. والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان والله ما قالت لام متحرك بسواهما الا من الهذيان. ومن جملة الواردات الهم الذي يعتريها وحقيقته انه حال تعتري القلب فتذيب النفس في طلب مرغوب او مرغوب فالهم حال ومحل ذلك الحال هو القلب ومآله اذاعة النفس وغايته طلب مرغوب او خوف مرغوب وينتج من هذا ان الهم همان اولهما هم تقوى به النفس ويجلبها للوصول الى مقاصدها هم تضعف به النفس ويمنعها من الوصول الى مقاصدها. واختص الهم المقوي لنفسه باسم الهمة فيه موتا الى مقام اخر. والمقصود بالقول هنا هو الهم المقلق للنفس. المفرق لشملها المبدد لقوتها وعلامته فيها تبدد القوى وتشتت الذهن وكلح الوجه وظعف الرغبة ودوام الفكر فيما يستقبل من الزمان وابوابه كثيرة وانواعه وفيرة واسبابه متكاثرة تعددت بتعدد مطالب النفوس العلية والذريئة وكيف لا الهم بهذه المنزلة كثرة وغفرة. ونحن في دار البلاء والفتنة والكدر والمحنة. فالدنيا دار الابدان والاقدار الهموم واللأواء والغموم قال الله تعالى لقد خلقنا الإنسان في كبد اي في عناء ومشقة. وقال ابن ماجة رحمه الله تعالى حدثنا غياث بن جعفر الرحمي قال ان انا الوليد بن مسلم قال سمعت ابن جابر يقول سمعت ابا عبد ربه يقول سمعت معاوية رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يبق من الدنيا لم يبقى ومن الدنيا الا بلاء وفتنة. ومما قيل شعرا في هذا المعنى قول ابي الحسن التهامي رحمه الله تعالى طبعت على كدر وانت تريدها صفوا من الاكدال والاقذار ومكلف الايام ظد وطباعها متلمس في الماء جذوة ناري. وكان ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى يتمثل بهذين البيتين كثيرا الدار بكل زخروفها وزينتها هي سجن المؤمنين والسجن دار الحمد. كما ثبت بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم ابن الحجاج في صحيحه قال حدثنا خثيمة ابن سعيد قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. قال فتح الموصلي الله تعالى احد العباد الصالحين كنا قوما من اهل الجنة. فتبانى ابليس الى الدنيا فليس لنا الا الهم هو الحزن حتى نرد الى الدار التي اخرجنا منها. وما احسن قول ابن القيم رحمه الله تعالى فحي على نافعا فانها منازلك الاولى وفيها المخيم. ولكننا سبيل العدو فهل ترى نرد الى منازلنا وان سلموا فالدنيا اذا هي دار المشقة والعناء وفيها الهموم والغموم ومن اعظم منشآت الهم في القلب ان هذه الدنيا طبعت على هذه الحال ومن اسباب الهم ايضا ما جبلت عليه النفس من الهلع والسوق الى الخوف والجزع كما قال الله سبحانه وتعالى خلق الانسان خلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا. فالجملة النفسية اذا قابلها صاحبها قلة الهم في قلبه ومنها وسوسة الشيطان وتدينه وجذبه بخيره واجده ترهيبا وترغيبا كما قال الله سبحانه الا انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. قال اهل العلم للتفسير يخوفكم باوليائه لتخافوهم. وقال قال الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء في ايات اخر تكشفوا الدور الخبي للشيطان الرجيم في احداث الهموم والغموم ومنها الاسترسال في الخواطر. فطبيعة المرء جولان الخواطر في نفسه. ومن لم يحسن حراسة خواطره. جره الخاطر بعد الى فكرة تستقر بنفسه ينتج منها الهم والغم. ومنها ضعف الايمان وقلة اليقين لغلبة المعاصي كثرتها ومن ضعف ايمانه وقل يقينه صار عروة لسهام الهموم فاذا شك فؤاده واحد منها قتله لركونه الى نفسه ونسيانه لربه. ومنها تكاده الفتن فالفتن المصبحات والموفيات. تزعج النفس وتبلبل خواطرها نكسر افكارها في زرف العبد بالهم ورائها ويصير الحليم حيرانا باحداثها. ومنها قلة المعرفة بالعلل والآفات القلبية مما يبعد العبد عن الاهتداء الى سبيل دفعها. فتحبه مسببات الهموم فلا يحيط علما بها ولا ينتبه الى خبرها حتى تعمل في نفسه عملها. والقلوب تتفاوت في الهم والغم. جفاوتا كثيرا بحسد ما من الايمان والعصيان والقوة والضعف كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد. وما جعل الله عز وجل داء الا وله دواء كما صحت به الاخبار عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم. والهم داء من الاجواء وفي القرآن والسنة وتجاوز الامم بحمد الله تواثا. ومجموع ما يلتقط من هذا وذاك. تقرير ان للهم نوعين من الادوية. احدهما الادوية الشرعية الموصوفة في خطاب الشرع. والاخر الادوية القدرية الموصوفة في لسان الامم. والاتيان على جمهورها مع قرنها بالادلة يحتاج الى وقت طويل لكن يخرج منها ها هنا ما ينتفع به الى حينه. فمن الادوية الشرعية التوحيد وتنزيه الرب عن الظلم واعتراف العبد بتفريقه وتوسله الى الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى به وتوكله عليه ورجاءه اياه والردع في رياض القرآن والاستغفار والتوبة والجهاد والصلاة والبراءة من الحول والقوة والايمان هو العمل الصالح. والدعاء والذكر وجمع النفس على ما ينفع. وعدم التشاغل بما فات. وحسن الظن بالله شهود الملة الربانية بتكفير الخطايا للهم والغم. ولابن القيم رحمه الله تعالى عثمان نافعان ماتعان لا نظير لهما في الجزء الرابع من زاد معاني بين فيهما الادوية الشرعية لدفع الهموم والغموم وكيفية تأثير تلك الادوية في دفع هذا ومن الادوية القدرية حجم الاعمال في الحال والتفرغ للمستقبل وطرح التكلف في اخر الفضائل وتخير الاعمال وتوطين النفس على الا تطلب الشكر الا من الله. والعلم بان اذية الناس لك بقول او فعل لا تضرك وانما تضره واستحضار قصر الحياة الدنيا فلا ينبغي ان تقصر زيادة بالهم ورياضة النفس على معاناة مغل القضاء وتعويدها ذكر هؤلاء جميعا ان سعديا رحمه الله تعالى في الوسائل المفيدة في الحياة السعيدة. ومن الادوية القدرية ايضا استعمال ما فيه صفرا فان الصفرة تبذل النفس وتذهب بالغم. ذكره ابو حيان الاندلسي رحمه الله تعالى في البحر المحيط. وشاهدوا وقوله تعالى في بقرة بني اسرائيل صفراء فاقد لونها تسر الناظرين. ومنها الطب وايام الزوجة. وقد ذكرهما ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى ببعض رسائله ومنها الرمي فان له اجرا في ذهاب الهم والغم كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى الفروسية ومنها لبس الفضة كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد ومنها النظر في الالوان والازهار والارض والالوان الحسنة فقد ذكره السيوطي رحمه الله تعالى في الشمائل الشريفة. وما تقدم من الكليات باسباب الداء وانواع الدواء لا يمنع من وجود تفاصيل لها تختلف باختلاف الهموم كما يكون ذلك بالبدن من اجمال وتفسير في الداء والدواء. ومهما يحار المرء في معرفتها فان المطلع على احوال الناس يقف على ادوائهم واحوالهم في انواع الامور ويطلع في تجربته على كبر دفعها ومن الهموم التي تلزم معرفتها للبحث في سبل زوالها هموم الطلب. لان الطلب هو الموصل الى الله سبحانه وتعالى بمعرفته ومعرفة امره المفضي بصاحبه الى الجنة. واذا لم تتعرف همومه وطرق اضر ذلك بالمتعلمين وقطعهم عن العبودية لرب العالمين. ولاجل هذا اخترت ان اتحدث اليكم الليلة عن من هموم الطلب واصفوا الادوية النافعة التي تتبعها مقتصرا في ذلك على المهمات. ثانيا الله لي ولكم التوفيق وبلوغ الهم الاول هم الاخلاص. اذ يلقى في نفس قاصد العلم الخوف من الرياء والتسميع. فيقع عليه الهم اهو مخلص في العلم ام لا؟ ولا يعرف الرياء الا المخلصون. ولا يتلمسه في جنبات النفس الا الصادقون. اما الصادق عن نفسي في هم الاخلاص لعلى شفا هلك وورود هذا الهم علامة خيرك ان شاء الله. ومن الفضل اللازم معرفة مقاصد نيتي في طلب العلم فان الزيلة في طلب العلم تقوم على اربعة اصول اولها قصد رفع الجهل عن النفس. وثانيها رفع الجهل عن غيره وزادها قصد حفظ العلوم من الضياع. ورابعها فضل العمل بالعلم. والى هؤلاء اشرت نية للعلم رفع الجهل عن عن نفسه فغيره من النسم وبعده التحصين للعلوم منه ضياعها وعمل به زكن فجواز وهذا هم بتلمس هذه المقاصد دينية الطلب. لتصح وتستقيم وليكشف كل واحد منكم عنها في قلبه حقيقة ومعنى فان وجدها فليحمد الله فبفضله هديت واذا لم يجدها فليكشف وليجاهد عن نفسه في طلبها فانه على ذلك وييسر له الامر. وقد وقع هذا في جماعة من السلف رحمهم الله تعالى. طلبوا العلم بلاية ثم سعوا في اذا وصلحت نياتهم واستقامت احوالهم. قال معمر ابن راشد رحمه الله تعالى كان يقال ان الرجل ليطلب علم ان الرد ليطلب العلم لغير الله فيابى عليه العلم حتى يكون لله. قال الذهبي رحمه الله تعالى في سير اعلام النبلاء عقب ذكره له قال نعم يطلبه اولا والحامل له حب العلم وحب ازالة الجهل وحب الوظائف ونحو ذلك ولم يكن له علم وجوب الاخلاص فيه ولا صدق النية فاذا علم حاسب نفسه وخاف من لقتله مجيئه النية الصالحة كلها او بعضها وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم؟ انتهى كلامه العبد من النفوص عن السعي في طلب العلم بدعوى عدم القدرة على الاخلاص فيه. فان الشيطان يفتح لك باب شر في مفتاح ولم تؤمر بهذا بل امرت بالصبر والمخابرات والجهاد والمجاهدة ووعد الصابر المجاهد بالفلاح والهداية كما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وقال سبحانه الا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. الامر الثاني هم عدم الاهتداء الى طريق العلم. ان بلوغ المطالب مرهون بسيدي الطالب. فاذا حث خطاه وميز صوام الطريق وخطاه ظفر بمقصوده. ومما يصحح به السير لبلوغ الخير الالتجاء الى طريق الطلب لان اظلاله وعدم الاهتداء اليه يضيع به عمر كثير ولا يحصل الا علم يسير. قال ابن رحمه الله تعالى في فوائد الجهل للصديق وافاتها والمقصود يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة انتهى كلامه واكثر المؤمنين على طلب العلم يعلمون ان له طريقا لكنهم يجهلون تفاصيله فيقبل احدهم على العلم يقدم رجلا ويؤخر اخرى وفرائسه ترتجب خشية ان يضع قدمه في غير موضعها فيضعف سيره بسبب ورود هذا الهم ومما ينتفع به هذا الهم ارشاد العارفين بالطريق من شيوخ العلم والتعليم. الذين ركبوا بره وبحره وعرفوا سهله فلا بد للطالب من شيخ مرشد يعرفه مراحل الطريق ومنازل القوم وموارد مائهم. والاصل في هذا ما اخرجه وابو داود في سننه قال حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن الاعمش عن عبد الله ابن عبد الله عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعونا ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم واسناده قوي. والعبرة بعموم الخطاب لا بخصوص المخاطبين. فليس هذا في الصحابة رضوان الله عليهم بل لا يزال العلم في هذه الامة موروثا بتعاقب القرون يأخذه الغالب عن الثالث كما ذكره في الموافقات فاذا اتخذ الطالب شيخا عارفا بالطريق احسن هدايته اليه وبين سهله ووعظه وحمله على امنه وباعد بينه وبين عوائقه. واذا انفرج الطالب بنفسه للسير عظم عليه هذا الهم وضيع معالم الطريق. ففاته من بعلم ابواب العظام ولحقه تعب كبير. الهم الثالث هم الصعوبة العلم. يقف على مواضع العلم رمظان في قومه طوائف شتى يريدون بضاعتهم ويحبون طريقهم ولكن قيل بينهم وبين ما يشتهون من لدائد العلم ونوائد الفهم لعارض عرض لهم فاستسلموا له وهو القول بصعوبة العلم. ولا ريب عند المؤمنين ان الاصل العظيم للعتق وهو الوحي المبين الذي جاء به خير المرسلين سالم من هذا والله يقول ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدثر؟ فعلم الرسالة الذي علق به الدوام والعقاب وقسم الخلق الى ابرار وفجار ان يكون صعبا على الافهام ثقيلا على النفوس ان لو كان كذلك لاستبعدت الرحمة الالهية وضعفت الحجة الرسالية بل العلم النافع المستخرج من مشكاة القرآن والسنة نور على نور يأتي الله لنوره من يشاء ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. واولى العلم باليسر هو العلم الذي يلزم كل احد من الناس. وهو اصل الدين الذي لا المرء مسلما الا به مما يجب عليه ابتداء من توحيد الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واداء الفرائض النواهي وتأمل هذا في جوامع الكلم القرآني والنبوي. تونس اصرع وتذوق حلاوته. وانما يصعب اذا لم يؤخذ كما ينبغي ويؤخذ كأخذ الجهال. وقد كان علي رضي الله عنه يقول العلم نقطة فسرها جاهلون وانما اراد رحمه الله تعالى بهذه المقالة بيان يسر العلم وسهولته وانما العيب من جهالة الجاهلين من دالين عليه او المتكلمين فيه او الصادين عنه. ويدفع هذا الداء الى الهم بالبذائة بالاهم من العلم. والاقتصار المصنفة في فنون العلم حفظا واستشراحا وترك التشاؤم بمطالعة المطولات لئلا تدخل على ومن اخذ بهذه الوصية مشتغلا بالاهم فالمهم اخذة ذلك من الوصول القصار. حبب اليه العلم ويسر وله سبيله وظهرت له سهولته واولينا له فيما يستقبل صعبه ووعظ. الهم الرابع هم كثرة المتصدين للتعليم والافادة مما يفرق النفس ويذهب قوتها الحيرة في من يهتدى بهداه ويؤخذ من الشيوخ فالمبتدئ في طلب العلم يرى في كل التفاتة شيخا لم يره من قبل ودرسا لم يحضر في مثله ومن تقوى صفاته كبر عليه الامر وثقل فلا يعلم اي هؤلاء عليه يقبل. ولا من ايهم ارشادا ونصحا يقبل ويضاعف همه اذا سمع من كل واحد منهم وصفا لطريق العلم لم يصفه به الاخر فيتفرق هذا الهم شمله ويتجدد عمله وقوته. وكثرة المتصدرين والمفيدين من شيوخ العلم والدين. مما يحمد ويمدح لكن ان لم يعرف الطالب في سبيل الاستفادة منهم اضر ذلك به. والشيوخ متفاوتون في الشمال اوصاف الاهلية. في التعليم ومن اجتمعت فيه صفات الجمال كان اولى من غيره. وترجع كمالات الشيوخ الى اصلين. اولهما وهي الاهلية في العلم. فيكون ممن عرف بطلب العلم وتلقيه. حتى ادرك فصارت له ملكة قوية فيه ثانيهما النصيحة وهي صلاحية حال الشيخ للاقتداء والابتداء ومعرفته بطرائق التعليم ليوصله الى ويتفقد الطالب هذه الكمالات في الشيوخ. ويحرص على ملاحظة احوالهم. ويشاور اهل النصح فيهم. ويصبر في خاضما يصلح للطلب منهم ومما ينبغي ملاحظته ان وجود هذه الكمالات مع كبر السن احرى فالبركة ولهم مع طول المدة ورسوخ العلم وكمال الفهم واستقامة النفس وصلاح الدين والميل عن الدنيا ومباعدة اسباب الشر بخلاف غيرهم من الشباب. الهم الخامس هم امتحان العلوم. ان ازدحام العلوم يضيع الفهم فان للقلب قوة كقوة البدن واحتماله للعلوم هو على قدر قوته. فان كان قويا احتمل العلوم وازدهارها والا عجز عنها. والطلاب المبتدئون والمتوسطون لا يجدون قوة لحفظ العلوم المتنوعة في ان واحد. والمخرج من هذا الهم هو جمع قوة النفس على مطلوب واحد. ومنه الاتباه بدراسة مسجد واحد يأخذه الظالم عن شيخه. وقد ذكر الزبيدي في شرح الاحياء عن صاحب كتاب ذريعة في قوله قال الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته. قال اي لا يتجاوزون فنا حتى يحكموه علما وعملا فيجب ان يقدم الاهم فلا هم من غير اخلال في الترتيب. انتهى كلامه. ومن وعن سواه قبل الانتهاء به في تواجد العلوم المنعجات من توأمان اتفقا ان يخرجا وسبيل السلامة من هذا الهم هو انتخاب كتب الهداية التي يستفتح بها العلم. والمبادرة الى حفظ مبانيها وفهم معانيها واحدا واحدا بالتنفيه عن الشيوخ ويعتد في كل قطر بما جرى عليه عمل اهله. وقد خرجت عادتها في هذا القطر عن الابتداء بجملة من الكتب كثلاثة الاصول والقواعد الاربع وختام التوحيد وكشف وشروط الصلاة والاربعين النووية والعقيدة الواسطية ونخبة الفكر والورقات ومقدمة التفسير الرامية والرحبية وبلوغ المرامي وزاد المستقرع. فيفسد طالب العلم اليها حفظا واستشراحا. وسيجد عقب ذلك فقوة قلبية يقدر بها على تنويع العلوم والمعاني. وتكثير الشيوخ والمعلمين. والحي بقاصد الفائدة هو الجهاد في تلمس الجادة الهادية الى اخذ اصول العلم. والبحث عن الشيوخ الذين يقرأ عليهم بنفسه. ويتدرج في تعلمه ويحرص على الاكابر منه في السن والعلم. فان الاخذ عنهم انفع والبركة فيهم اكثر. الهم الثالث هم تعاظم ان انتشار الدروس اعداء للشريعة واظهار لمعالمها ورفع للوائها وعزة لاهلها بذلك من البركات تنزل السكينة وغشيان الرحمة وحق الملائكة وذكر الله لهم في من عنده. فالحمد لله الذي جعل هذه البلاد دار توحيد ودار سنة لا دار بدعة ودار علم لا دار جهل وحفظ عليها ايمانها وامنها وسدد ووفقهم لما فيه خيرها. وقد ينفذ لاحد المتعلمين من كثرة الدروس. هم عظيم. وهو تعارضها فنفس المتعلم تتوق لحضور روضة في التفسير وينازعها حب درس الفقه غير انها لا تستطيع الجمع بين هذا وهذا لوقوعهما في زمن واحد. فيظل متعلم مشوش الخاطر في هذه الواردات يحضر فورا هنا ويحضر فورا هناك ويترك هذا الدرس لاجل ذاك الدرس ويظيع عليه بهذا الهم علم جم. ولدفع هذا الهم فينبغي على المتعلم ان يعود نفسه الثبات على المقصود. فان من ثبت نبت ويلزم نفسه السير على ما مضى ويغير فيها بان ما عرض له من درس جديد يمكن استدراكه بعد انقضاء الدرس الحالي. اما بالاستفادة من الاشرطة الصوتية او المذكرات القلمية للدرس. كما انه يمكنه ايضا قراءة الكتاب الذي قرأ في الدرس الجديد على اخر ومن الزم نفسه بما التزمت وحملها على ما له التداد صار قائدا لها محسنا لسياستها ومن اضطربت عليه نفسه جرته يمنة ويسرة. والعزم مع الحزم. فالحازم في تدمير امره يعان بمضارع اسمه. فكن حازما ذا عزيمة اذا كنت ذا راي فكلا عزيمة فان فسادا رائيا تترددا. الهم السابع هم حفظ العلم وفهم ان العلم يدرك باعمال قوتين اثنتين اولاهما قوة الحفظ وتاريهما قوة الفهم وراءب العلم لا يدركه والا باستعمالهما فينسق ذاكرته حفظا وفهما على حد سواء. ومن ظن ان العلم ينال بهذا دون ذاك. فقد خالف الادلة الشرعية والبراثين القدرية ورواد العلم يدركون هذا ادمانا ويجتهدون في الحفظ والفهم لكنهم يلقون اما في المحفوظ اي شيء يحفظ؟ وكيف يبقى؟ ويلقون هما في المفهوم؟ اي شيء يفهم؟ وكيف يبقى؟ وازالة الهمين المتلازمين يكون بادراك ثلاثة اصول اولها معرفة المحفوظات اللازمة لطالب العلم الذي يجعل بها قوته وثانيها معرفة المفهومات اللازمة له. وثالثها معرفة السبيل الى بقاء المحفوظات وثبات المفهومات فاما المحفوظ اللازم له فعباده المتون التي درج الناس في بلدك على تلقيها وقد ذكر فيما مضى ان اهلها هذه البلاد درجوا على تلقي بطون معينة سميناها. واما المفهوم اللازم له فلا يخرج في الغالب عن قراءة هذه المتون على الشيوخ وفهم معانيها وكل منهما يقوم على قواعد يضيق المجلس عن خطها. اما الزبين الى بقاء محفوظ المفهوم ومرده الى تعاهد العلم ومذاكرته. وتعيين وقت لمراجعة المحفوظ والمفهوم. وقد امرنا بتعاهد القرآن الذي هو اصل العلوم واسهلها فكيف بغيره؟ قال الزهري رحمه الله تعالى انما يذهب العلم النسيان تركوا المذاكرات الهم الثاني طول المدة بالطلب. من هموم طلب العلم طول مدته. ومن استطال فضعف مشكور وانقطعت به السبيل دون بلوغ فصله. ويزحزح هذا الهم عن النفس. بتعريفها بعبودية العلم. فان طلب العلم عبادة والزيادة فيه خير زيادة لما يثمر من سعادة الدنيا والاخرة. فان كل خير في الدنيا والاخرة هو ثمرة من ثمن العلم وكل شر في الدنيا والاخرة فهو صلع من طلع الجهل. واول دفع لهذا الهم علم بانك تتربع في ظلال عبودية من عبوديات الخواص. الذين اصطفاهم الله عز وجل لحفظ دينه. ونصرة شرعه فان نور هذه العبودية يدفع ظلمة هذا الهم. واذا اشتغل الناس بدنياهم فيا حبذا حال من اشتغل بعبودية الله العلم ثم لتعلم ان العلم لا يؤخذ جملة واحدة بل يؤخذ بالايام والليالي والله عز وجل يقول واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. وفوق هذا ان تعلم ان حقيقة العلم المأخوذة عن الشيوخ ليست هي المسائل كما يظنه اكثر المتعلمين. بل هي الدين كله فتحتاج الى طول الصحبة. لتطلع على سمد الشيخ وتعرف طريقته في هداية الناس. وتعيينهم وفصل خصوماتهم والتأليف بين قلوبهم. والتعامل مع النوازل والخوارع المفجعة وهذا لا يدرك الا بطول الصحبة. ولما عقل السلف رحمهم الله تعالى هذه المدارس في صحبة الشيوخ قال عقوقهم الركف بين ايديهم. قال مالك رحمه الله تعالى كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه العلم وسئل الطبراني رحمه الله تعالى صاحب المعاجم بما ادركت العلم فقال بالجلوس ثلاث سنة على البواري يعني على الحصن والبسط فقال يعقوب ابن سفيان رحمه الله تعالى رحلت في العلم رحلت في ثلاثين سنة ورأيت في تزكية صادرة من العلامة محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله تعالى لشيخ محمد بن عبد الرحمن ال الشيخ يذكر فيها انه قرأ عليه في الفقه والحديث والتفسير والعقيدة وغيرها خمسة وثلاثين سنة الهم التاسع هم تأخر ظهور اثار العين مما تضيق به صدور المتعلمين تأخر ظهور اثار العلم الذهنية فان المتعلم يرجع الى نفسه بعد مدة من طلبه. ليرى اثار العلم فيها فلا يكاد يجد شيئا فيضيق صدره وليس لضيق الصدري هنا محل. لان السنين الاولى من الطلب تكون بمنزلتك هيئة القلب للعلم حتى يقبله ويرتخى فيه ونظير هذه الحال حال الزواح الذين يرضى احدهم مدة قبل بدو اثار زرعه يمضيها في تقديم الارض وقطع حشائشها وتهيئتها لما يزرعه فيها ثم يبذر بدرا ويتعاهده بالسقيا لا يقوم على سوقه فلا بد من مضي وقت في بواسير الطلب في استصلاح القلب وتهيئته لحمل العلم. حتى اذا فرض في هذه الحال ظهرت الآثار الذهنية للعلم. فانس الظالم قدر ما حصل. اما الاثار العملية فهي مرهونة الخشية لان الخشية تورث صلاح الحال وحسن الاعمال. وتحصيل الخشية لا ينتج من طلب سريع للعلم. بل لابد لمدة طويلة تجرف بها الاحكام الشرعية وتطلع على المقاصد الحكمية وتشرف نفسك على احوالكم من البرية هذه الاثار يكون مع طول المدة برعاية شيئين. احدهما تخلية القلب من عمله وامراضه. بنزع ما فيه من للجاهلية وقلع اسباب فساد. والاخر تحلية القلب بالفضائل والكمالات. التي تقوي ايمانه وتوصف يقينه ودوام المجاهدة بالامرين يبلغ به العبد ذوق حلاوة الايمان المحاذة بالعلم ويرى من نفسه انكسارا وخشية ومحبة لله وانسا لمناجاته. فلا تظن انك تصير عابدا خاشعا بطلب العلم سنة او سنتين العاشر هم جمع الكتب. ان الكتب صناديق العلم وخزائنه. ونفس المتعلم مشغوفة بحبها عليه كتكاثر الضلال على فراشه تكاثرت الدماء على فراش فما يدري خراش ما يصيد ويتولد من الكثرة حيرة مفزعة يتبلل بها خاطره فاذا اشترى كتابا ندم على ترك زان واذا اراد شراء الجميع منعته قلة ذات يده فركبه الهم وعلاه. ويخلص النفس من هذا الهم. معرفة السياسة النافعة. في جمع كتب بتجريد ذلك على اصول اولها الاعتناء بتفصيل المتون التي تقرأ على الشيوخ ومهمات فيجعل ما له ابتداء فيها. وثانيها تحصيل الاصول المهمة من كتب الامة. في الصحيحين المعادن وتفسير ابن كثير والهداية والنهاية. وثالثها حيازة مهمات الكتب بعد الاصول. مقدما الاهم في المهم ورابعها ترتيب شراء الكتب بعد ذلك على العلوم. بحيث يجعل مدة تبلغ سنة او ستة اشهر حسب ما ينفق من كتبه في شراء كتب علم معين. ثم يشتري في السنة التالية كتب علم اخر. وهكذا حتى لعبد العلوم واقامة هذه الاصول يحتاج الى نحو عشر سنين. يصل بعدها المتعلم الى الاكتفاء بشراء ما يراه من الكتب التي تصدر حديثا لان قوام مكتبته قد وجدت. وقد كتب جماعة من اهل العصر في تعيين الكتب اللازمة لطالب العلم فيستفادوا مما تدعوا ويحسن التبكير بامرين احدهما الاهتمام بوضع قدر معين من مصروف ما له في في شهره لشراء الكتب قل ان كثر. واياك واستفتاء ومال تنفقه في شراء الكتب. واستفد من ازدياد معالم كتب مخفضة وتودد الى الدول التي يعرف اعتدال ازمان الكتب فيها. والاخر عدم الجدي وراء كل كتاب جديد يصدره فربما جر تكبر الجديد الى اهمال القديم المفيد. بل يحرص المتعلم في اوائل جمع الكتب على عدم النفع الى شراء اذا من صدر حديثا الا ان كان كتابا يمثل شرحا لمتن يدرسه او كتابا من الاصول المهمات. ولا يكون دفعها للهم حتى يعرف المتعلم بان مما يلزمه الاعتناء باقتناء الطبعات المعتمدة لما يشتريه من الكتب لان لا يضطر الى شراء نسخة او اكثر بكتاب واحد. ويتعرف جياد النسخ بسؤال اهل المعرفة والنصح من الشيوخ ولابد عند شراء الكتاب من الانتباه الى شيئين. احدهما ان يكون ذلك الكتاب الذي اشتريته. هو الكتاب الذي عنه وتسعى اليه والاخر كونه سليما من افات الكسر كالتمزق والبياض والطمث فتتصفحه قبل شرائه لتعرف امران الهم الحادي عشر هم الدراسة النظامية مما يكف مضاجع المتعلمين ما يقع في نفوسهم من هم التعارف بين النظامية في كلية او مدرسة. وبين تقدير العلم على المشايخ في رياض الجنة بالمساجد. وتتنوع مسالكهم في دفع هذا فتجد في صفوفهم من يجمع نفسه على هم الطلب عند المشايخ مهملا دراسته النظامية ومنهم من يعجز القضية ومنهم من يحول دراسته النظامية الى الانتساب ليتفرغ لطلب العلم ومنهم من يترك الدراسة النظامية حرصا على عدم الانشغال بها وقد يجد هؤلاء لهم عذرا فيما فعلوا. لكن الذي توجبه النصيحة بالدين خلاف ذلك كله. بل هذا الهم يكون بالملاءمة الحسنة بين النوعين من الدراسة ملائمة لا تفوت الفائدة منهما ومن فرائض ذلك الاهتمام بالدراسة النضالية مع الدراسة على الشيوخ دون اكثار من الثاني في اثناء الدراسة النظامية حتى اذا جاءت الاجازة الصيفية او غيرها من الاجازات. جمع الطالب همته على القراءة على الشيوخ. كما ان فيتنا يستهدف دراسيا يمكن الاستفادة منها في بذل جهد اكبر في الدراسة على الشيوخ كاول السنة. كما ان هناك اويقات لا الاقبال فيها عليهم كايام الامتحانات خشية ان يلحقه ضرر باهمال دراسته النظامية. ومن الدراسات النظامية في بلاد بحمد الله ما يكون عونا على تحصيل العلم كمن هيأ الله له الدراسة في كلية او معهد شرعي فلا ينبغي ان يتمادى في اهمال مقررات دراسته بل سينتفع به باذن الله عز وجل في جمع العلوم. والمسؤولون طول عامهم بدراسات شاقة من المعارك الانسانية كالطب مثلا فلهم متنفسان اثنان. احدهما الاجازات الدراسية والاخر الحياة العملية عقب التخرج بل يمكن ارجاء بعض العلم لدراسته لمنهوم فيه بعد تقاعده من حياته العملية كما فعل الزوجي رحمه الله تعالى فانه لم يأخذ علم القراءة الا في اخر عمره وقد جاوز الثمانين الهم الثاني عشر هم انسحاب المتطلبات. ان دقائق العمر مع ازدحام الحياة بانواع المشغلات باتت ضيقة لدى كثيرين عن الوفاء بما هم مطالبون به. شرعا او قدرا. فالمرء محكوم بمطالب شرعية. فبر والديه وصلة في ارحامه واصلاح زوجه وتهذيب ذريته ومطالب قدرية كحفظ صحته ورعاية قوته وصيانة نفسه ومن يطلب العلم فضلا عن المغيثين يلقى عناء في تكفل العلم وتحصيله. مع الوفاء بما يلزمه. فربما بشيء مما سبق من المطالب به. تزوج الهم عليه لقاء تقصيره. والعروة الوثقى ادراكه اولا ان هذه حقوق لازمة لابد من الوفاء بها. فان لنفسك عليك حقا. وليهدك عليك حقا. ولولدك عليك حقا ولذلك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه. ثم ليوثق تلك الحقوق مبتدأ بالاولى منها ثم الذي يليه ثم الذي مع تنظيم وقته لاعطاء كل ذي حق حقه. فمن عرف الحقوق اللازمة واطلع على مواكبها ونظم وقته للوفاء بها اندفع عنه هذا الهم واكبر سبب في ضياع هذه الحقوق هو عدم تنظيم الوقت وحفظه وهذه علة عن من اهل الاسلام الا من رحم ربك فلا يعرفون للوقت قيمة ولا يرعون له حرمة بل امورهم خط عشواء وليأتي هذا تضيق تخاف عن المتطلبات ويستعين المتعلم على ذلك بدعاء الله ان يبارك له في وقته وبدنه وان يمده بالقوة للوفاء بما الهم الثالث عشر هم ضعف البدء في الدعوة الى الله عز وجل. ان الدعوة الى الله احسن الاقوال واكمل الاعمال كما قال الله سبحانه وتعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ومفتاحها العلم والبصيرة في الدين. كما قال تعالى قل هادي في سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن وسبحان الله وما انا من المشركين. والمتعلم ساعي في تحصيل المفتاح. لكنه قد يجد من نفسه بسبب تتبعه بالعلم واخذه له بعدا عن دعوة الناس واصلاحهم فيدركه الهم ولعل الهم ان يتمادى به حتى يدفعه الى الطلب دعيا الى اصلاح احوال ذاتي. وازالة هذا الهم ميسورة بحمد الله. بان تعلم ان المشتغل بالعيد وداع الى الله لان العلم وسيلة موصلة الى الدعوة. والمشتغل بالوسيلة مشتغل باصلها. وما لا يتم الواجب الا به فهو واجبا ومن النسب اليوم ادعاء مفارقة العلم للدعوة بل العلم اساس والدعوة رأس والرأس بلا اساس لا واقامة الاساس تحصل بطلب العلم. فطالب العلم الذي يتعلم وفي نيته اصلاح الخلق يوفق في طلبه يؤجر على نيته ومما يدفع هذا الهم بعيدا. العلم بان الواجب من دعوة الناس مناخ للقدر الذي يناله العبد من العلم فليس الواجب على احاد المتعلمين من المبتدئين والمتوسطين من دعوة الخلق كالواجب على العلماء والقضاة والمقيمين بل الواجب على كل احد بحسب قدرته وان اللائق بالسيد الطالب المبتدئ هو جمع الهمة في طلب العلم مع عقد النية على اصلاح خلق اخذا من العلم ما يتزود به في الاصلاح والهداية. وما مثل يليق بحال طالب العلم والدعوة الا بمثل ما يلبسه الانسان صغيرا ولا يصلح له كبيرا. فانك لما كنت صغيرا كنت تلبس لباسا صالحا لك. واليوم وانت في هذه الدر هو غير صالح لك. وكذلك في حال ابتدائك بالطلب يكون اليائق بك من الدعوة هو ما يناسب ما عندك من العلم فاذا تزايد علمك فليتزايد قدر ما تبذله للناس من الدعوة والاصلاح. ومآل الجامع للعلم هو اعظم النفع للخلق فان الدعاة الكاملين بعد الانبياء هم العلماء الداعون لله سبحانه وتعالى. فكم من جاهز علموه وغافل وازيد من الشيطان اطلقوه. وكم سمعنا عائدا يعيب مشتغلا بالعلم وطريقه وتحصيله في بواسير شبابه؟ فما هي الا سنين قصار جلست بعد سنة وعاما بعد عام حتى كان ذلك الطالب للعلم مع صدق نيته وقوة عزوته للناس وايصالا للخير لهم من عائمين كثر كانوا يقطعون الطريق عنه بطرده هنا او هنا ولكن الايام نصيحة عن الحقائب واكثر الناس نفعا للناس هم العلماء. الامر الرابع عشر هم النفقة والقوت. ان من مداخل الشيطان تخويفها الفقر والحاجة واعظام محبة الدنيا فيها ولتسلط الشيطان على النفس يبني اليها اهم النفقة والقوت واقوى ذلك في نفس طالب علم. مع تكرار الحديث عنه. ورؤيته لهز الناس من حوله من جمع حطام الدنيا ولا سيما في هذه الايام. ووسائل دفع هذا الامر عدة. منها تطمين النفس. بوصول الرزق اليها قال الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله اسمها فكفالة الله للرزق تورث الطمأنينة باصولهم اليه ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وما من مولود يولد الا ورزقه مكتوب وهو في بطن امه. ومنها اليقين باعانة الله لاوليائه واحبابه في ارزاقهم. فان الله لا يضيع الساعين في حفظ دينه. بل يحفظ لهم ابوابهم وقودهم وانتم ترون ان الملوك لا يضيعون حق من قام في خدمتهم. فهل يظن ان اعدل العالمين واحكم الحاكمين تضيع حق من قام في نصرة دينه وحفظ شريعته. قال ابن ماجة رحمه الله تعالى حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا محمد ابن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمر ابن سليمان على بال ابن عثمان ابن عفان فذكر قصة عن زيد بن ثابت رضي الله عنه وفيها ان زيدا سمع النبي صلى الله عليه وسلم اقول من كانت الدنيا همه من كانت الدنيا هما فرط الله عليه امره وجعل فقره بين ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له. ومن كانت الاخرة نيته جمع الله عليه امره وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة. ومنها احسان الظن بالله فقد احسن اليك في كنت رضيعا الى ان قلب عودك اليوم. ما لك قد احزنك الفقر؟ وقد جمعت الهم في الصدر. ان الذي لاحسن فيما مضى يحسن في الباقي من العمر. ومنها السعي في طلب العلم والاخذ باسبابه. بما لا عن طلب العلم امتدادا لقول الله سبحانه وتعالى فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وانتهوا من فضل الله منها تعريف النفس بان ما تحتاج اليه من الرزق هو ما يحفظ قوتها ويسد حاجتها قال ابن الودي في ناديته ملك كسرى تغني عنه كسرى وعن البحر الجزاء بالوشن. وكان ابو عمر ابن العلاء رحمه الله الله تعالى ينشد جعل الهم بالرزق يا غافلا فربك منه لنا قد فرغ فما لك منه اذا ما ابتكرت صحيح سوى ما مضى وجاز التواصي بلا مانع وفاتك بالجوف لما بلغت فدع ذكر الدنيا فدع ذكر دنيا تبدت لنا كسم الشجاع اذا ما لدغ. وما زاد عن هذه الحاجة ربما افقد النفس وعوقبت به في الدنيا والاخرة انه اخر دينار النار اخر دينار نطقت به والهم اخر هذا الدرهم الجاري والمرء ان كان ذا ورع معذب القلب بين الهم والنار. الهم الخامس عشر هم اعفاف النفس بالنكاح. ان الفطرة الانسانية تقتضي بين جنس النساء الى الرجال. ومن جنس الرجال الى النساء واجابة هذا الداعي في الدوام تورث طالب العلم هما خوفا ان يقطعه الزواج عن مواصلة الطلب وهذه اكذوبة شيطانية بل من ذاقت نفسه الى الزواج ووجد القدرة عليه لم يكن له ان يتركه اجابة لهذا الوارد. ويزال هذا الهم منها اولها عدم توحيده في النفس. لمن غاب عنه. فمن لم يجد في نفسه رغبة فيه. فليجتنب الفكر فيه والحديث عنه بان لا يعيقه دوام الذكر عن الجد في السير. ومنها وهو ثنيها الاقتران بزوجة صالحة محبة للعلم معظمة لاهله. ولا يلزم ان تكون طالبة علم. ومنها وهو احسان سياسة رعاية اهل البيت بحيث يحكم المتعلم اهله ولا يحكمونه. فلا يجعل تدبير الامور اليهم. ومنها حثه لهم على مشاركته في الطلب وتحبيبه فيه. ومنها تعريفهم بما لهم من الاجر. اذ يشاركونه في فضل طلب العلم. لانهم عليه ومنها الاتفاق معهم على ترتيب الوقت لاعطائهم حقوقهم مما يحتاجونه في حق خاص او عام فيها مكافأتهم لقاء صبرهم واعانتهم واختيار ما تميل اليه نفوسهم من الهدايا. ولا فرق في اعمال هذه الاصول بين من تزوج واحدة او ضم اليها غيرها. ولكن يجب بطالب العلم الا يبادر نفسه بظن زوجة الى اخرى. فكثرة الواجبات تبطنه فيضعف سيره بل يؤخر ذلك مدة حتى يحصل من العلم قدرا وافرا. الهم الثالث عشر هم اصلاح الذرية فالذرية تعاقب الرجل بعده وصلاحه من يسبه في الدنيا والاخرة فمما لا ينقطع من عمله ولد صالح يدعو له كما ثبت في صحيح مسلم. وامام سبل الطلب تضطرب النفس في امر الذرية وهداية واذا زاد الاقبال على العلم استفادة وافادة عظم هذا الهم مع ما ذكره بعض اهل العلم من ان الفساد يأتي الى ابناء اهل العلم في انشغالهم بالناس عن اصلاح اولادهم. وينشأ من هذا احيانا اخلال بحق النفس بالعلم او حق الولد في التزكية والهداية. والخطب يسير لان المعين قدير. وهو الله سبحانه وتعالى فمن صدقت نيته بالعلم واستعان بربه على اصلاح الذرية اعانه الله عز وجل لان الله لا ذرية من قام يحفظ دينه. ولكن لابد هنا من تعاطي اسباب تزين لهم الخير وتحببهم فيه انتخاب زوجة صالحة ابتداء تكون اما لهم تعين على اصلاحهم. ومنها دوام الدعاء لهم بالصلاح والهداية فسريان دعاء الوالد في ولده عظيم النفع لقرب الاجابة. فينبغي على الوالد ان من دعائه لولده بالصلاة في خلواته وجلواته وشدته ومسرته. ومنها اصطحابهم الى رياض وحلق العلم لتدركهم بركتها وتشملهم رحمة الله فيطيب نباتهم مع صغر اسنانهم. ومنها تحبيبهم في العيد وحثهم على التعلم ووضع المسابقات والجوائز فيه. ومنها اختيار مؤدب له يهذب اخلاقه ويعلمهم كتاب ربهم. وحلق القرآن المبثوثة اليوم في مساجدنا. تقوم بحمد الله بقدر كبير من ذلك ومنها ملاحظة احوالهم في داخل البيت وخارجه ليقوم سلوكهم وتهذب نفوسهم ان حدث ما لا يحمد منهم ومنها شراء كتب واقلام واوراق خاصة بهم وجعلها في موضع المكتبة ليأنسوا بها ويتلهوا عن اشغال والدهم بما في ايديهم. ومنها ترغيبهم في الاستقلال بحضور تلك الرياض اذا شبوا وطبيعتهم ومنها حفظهم من نوازع الشر وابواب الاغواء ورخصاء السوء لئلا يعقب الولد بصحبتهم فيهلك الهم السابع عشر هم الركون الى الدنيا ان زخوف الدنيا وزينتها مزين للنفوس كما قال الله سبحانه وتعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام. والحرب ذلك متاع الحياة الدنيا. والحرص على الدنيا يولد الهم ما هو الغفل؟ قال ابو عبدالله الداري كان اهل العلم لله والقبول منه يقولون ان الزهد في الدنيا ان الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن. وان الرغبة في الدنيا تكفر الهم والحزن. والبطالة تقسي القلب توجه البدن وقال بعض من مضى انما يحصل الهم والغم من جهتين التقصير في الطاعة والحرص على الدنيا وقلب طالب العلم مملوء من شواهد الوحي في ذنب الدنيا وبيان حقارتها. غير ان نوازع تجره اليها ومشاهد الزيف تحمله عليها. ويشاهدون من حوله اليها يدعونه لموائدها. ويعلم ان له فيها حظا لابد منه لقوام عيشه واصلاح حاله فيهتم بما يجري عليه من دواعيها. ودفع هذا الهم يحصل منها دعاء الله عز وجل الا يغلبه الهم والا تكون الدنيا اكبر همه ويستعيذ بالله عز وجل من شرها ويسأله خيرها. ومنها ترك الحقد والطمع. قال ابراهيم ابن ادهم رحمه الله قفوة الحرص والطمع تورث الهم والجزع. ومنها تقصير الهم فيها. قال الحرامي رحمه الله اكبر الهم والاهتمام انما هو من طول الامل. فلاجله تتكلف الاعمال والاشغال. وتجمع وتدخر الاموال ومنها اعتقاد تقلب هذه الدنيا وعدم ثباتها على حاله. قال بعضهم الدنيا ان بقيت لم تبقى انت لها وكان يقال تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت وتحدث بعد الامور امور وتجد الليالي باستماع وفوقة وتطلع منها انجم وتغور. فمن ظن ان الدهر باق سروره فداك قالوا لا يدوم سرور عفا الله عمن صير الهم واحدا وايقن ان الدائرات تدور. فهذه الدنيا الاحوال متغيرة الحال لا تثبت على شيء. واذا وقر هذا في القلب كان من اعظم ما يزهد فيها ويبعد عنها الهم الثامن عشر هم حال المسلمين. لقد كنا ايها المؤمنون كقطع تلك الدجاعة اليها اكلتها فتسلط على هذه الامة اعداءها وغلب ابرارها تجارها الا من رحم الله. وحيث العبد بنظره واستسمع الاخبار بسمعه شاهد في الامة جروحا ناجفة والاما مورقة وعامة المسلمين مهمومون بهذه الحال ومنهم طلاب العلم. ويعرض لهم هذا الهم في طريق الطلب. فيحارون في كيفية معه وربما حازوا عن السواء بسبب الغرق فيه. وليس المخرج من هذا الهم اماتة حق المسلمين في بقي التراحم من القلوب وانما المخرج منه في ارشاد القلوب الى ما فيه منفعتها في تلك الاحوال. لان كثير من اهل الاسلام اذا رأى ما عليه حال المسلمين من الغربة وتبدل الدين علاه الهم والغم؟ واكثر التأسف والالم كما شيخ الاسلام ابن تيمية وهذا يؤذيه ولا ينفعه. والنافع هو النظر في كيفية دفع هذه الغربة. ووقفت في ووجع الالم من الامة وكل واحد من ابنائها يجب عليه قدر يلائم حاله. ومن عرف هذا من طلاب العلم نجا وانجى غيره ومن جهله هلك واهلك غيره. ومواصلة الطلب هو من اعداد الحجة لنصرة الامة. فان اخر هذه لا يصلح الا بما صلح به اولها. وجهل الامة بدينها يوجب ضعفها. وعلمها بالدين يوجب لها فالبكاء والثبات والصراخ والعويل والاحلام الطائشة لن تدفع مصيبتنا بل يدفعها بناء المؤمنين وتقوية دعائم الدين بالعلم واليقين. فلتكن عند ورود الهم. ثابتا على طلبك. قائما بما يجب عليك من النصرة فلا تتكلف شيئا ليس لك واذا اردت هذا فانظر الى احوال العلماء الراسخين في الفتن الجتام الذي مرت بهذه الامة ابتداء من فتنة الخليج الاولى الى اخر هذه الفتن. وكيف انهم لم يتركوا درسا ولا انقطعوا عن فتواه. بل كانوا يغضون لمواصلة العلم والتعليم وهدايتنا بيقينهم انه بدون علم بالدين لا تدفعوا المعرة عن المسلمين بل لو كمل احدهم بالقيود وغسل في السجن بين الحشود لا يزال حرصه على تعلم الناس وهدايتهم. فالشيخ شيخ شيوخنا نبي الحسين رحمه الله تعالى وهو من شيوخ سعد ابن حمد ابن عتيق وعلي ابن ناصر ابو وادي من علماء هذه البلاد لما وضعه الانجليز في السجن لم ينقطع عن اقراء صحيح البخاري فدرس صحيح البخاري. الهم التاسع على الموت. هم تقلد قبل بلوغ الغاية مما يكون سببا للهم عند طالب العلم تقلده للولاية وهي تدبير الامور في شيء ما قبل بلوغ الغاية منه وكان عمر رضي الله عنه يقول تفقهوا قبل ان تزوجوا اي تصيروا سادة بتقلد الولاية واخر ما يدخل الهم على المبتدئ والمتوسط في هذا المدخل هو من جهتين. احدهما ولاية الامامة والاذان ولاية التعليم في المدارس الحكومية ونظائرها من وظائف المتخرجين. فتقع نفس طالب علم عرضة للنواجع بين القيام بالولاية وبين الاشتغال بالعلم. والحق ان السلامة لا يعدلها شيء. فمن لم يضطر الى شيء منها لكن من صار قائما بشيء منها ولا قدرة له على تركه لانه يرى ان ارتفاعه هو ببقائه يدفع همه باعطاء كل ذي حق حقه. فليجتهد باحسان تدبير الولاية. واداء حقها مع الاقبال على ويغتنم الاوقات التي يسوء له فيها النيابة بالبداية ليستفيد منها في طلب العلم كالاجازات او ما يسمح به من الاستئذان والانابة وليحذر اهدار الاوقات التي لا تعارض فيها بين طلبه للعلم وقيامه بالولاية انها لبعد الفجر واواسط الليل بعد العشاء. الهم المكمل لعشرين. هم التصدي والافادة. اذا الحدث فاته علم كبير. والرئاسة في العلم للصغير تذهب بكثير من العيد. وفرح المتعلم بما حصل ورغبته في الخير وتبليغ الدين تحمله على التصدي والإفادة. فاذا ذكر الامر الاول ضعف واذا ذكر الامر يا شيخ وهو بينهما مهموم بالعبد فيهما. وفرض هذا الهم بادراك الطالب ان حياته العلمية الى وقتين اثنين احدهما وقد تحمل واخذ بالعيد وثانيهما وقت اداء وتبليغ له ولا ينبغي له ان يتجاهل في وقت التحمل باداء يمنعه من الازدياد من العلم. بل يجعل نفسه مجموعة على الطلب والتحفيظ ولا يمزق شملها بتصد قاطع وافادة مانعة من الزيادة. ولا يخرج سيره وفق هذا من ارشاد او هداية مستهدف بقدر لا يقطعه عن مراده الاكبر وهو التحمل والاخذ للعلم. ومن سار في العلم مبتليا بهذه القاعدة اندفع عنه هم التصدي والافادة لعلمه بان زمانه هذا لا ينفع لذاك حتى اذا علما تصدى لنفع الناس وافادتهم. وبعد ايها المؤمنون فهذه عشرون هما. هي جماع الاصول التي تجتمع فيها اموم الطالبين. وقد بينا احوالها وسبل دوائها. فحري بخاصة النجاة والتحصيل العلم ان يجتهد في دفع هذه الواردات اذا تكاثرت على قلبه وليأخذ بهذه الادوية نافعة فانها مستخرجة من القرآن والسنة النبوية مستصحب فيها تجاوب الامم الماضية. وليعلم ان هذا الطريق قد سلفه قبله سابقون بهديهم وليستفد بارشادهم وليستكثر من خيرهم فبذلك تندفع عنه الغموم والغموم. اللهم نفس كرب المكروبين وفرج هموم المهمومين واقضي الدين عن المدينين واصلح احوال المسلمين. اللهم انا نسألك علما نافعا وعملا صالحا وايمانا زائدا ويقينا راسخا. اللهم حبب الينا الايمان وزينه بقلوبنا. وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان. واجعل اللهم من عبادك الراشدين اللهم ارنا الحق حقا والزمنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه اللهم احفظنا بالاسلام القائمين قاعدين واحفظنا بالاسلام نائمين. اللهم اهدنا عن الاسلام والسنة. وتوفنا عن الاسلام والسنة. اللهم هيء لنا من امرنا رشدا واجبر كسرنا وارحم ضعفنا واستر زلاتنا وكفر سيئاتنا واغفر خطيئاتنا وتجاوز عما سلف لنا من امرنا وهين لنا فيما بقي من عمرنا صلاحا في اقوالنا واهوالنا واعمالنا وذرياتنا. اللهم انا نسألك بركة في نياتنا بركة في ذرياتنا وبركة في اعمالنا وبركة في اقوالنا وبركة في قواتنا وبركة في اخواتنا سبحان ربك رب العزة عما وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين