الحمد لله الذي جعل دينه جماع المصالح. وفرق بحكمته بين الفاسد والصالح. احمده سبحانه واشكره واتوب اليه من كل ذنب واستغفره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا الى يوم الدين. اما بعد فان من مرابع البيان ومراتع التبيان ذكر اثر العلم في تحقيق مصالح الامة لا يختلف المتكلمون في المصالح في كونها. ايصال ما ينفع. وان جعلوها تارة مصلحة او منفعة او لذة او غير ذلك من الالفاظ المعبر بها عن تلك الحقيقة. فان المصلحة عندهم هي ايصال ما ينفع الى العباد. وتقسم المصالح عند الاصوليين باعتبارات مختلفة من جملتها تقسيم المصالح بالنظر الى تعلقها بعموم الافراد او احادهم المتكلمين في هذا هو ابو حامد الغزالي في كتاب شفاء الغليل. ثم تتابع بعده جماعة يبينون هذا معنى واحسن ما يقال في تقسيمه ان مصالح الخلق باعتبار عموم الافراد واحادهم تنقسم ينقسم الى نوعين احدهما المصالح الجماعية وهي التي تتعلق بجماعة المسلمين. والاخر المصالح الفردية وهي التي تتعلق باحادهم. والمراد بالاحاد هنا هو النوع لا احدا بعينه وانما نوعا من الانواع كالذي يذكرونه من المصلحة في توريث امرأة من طلقها في مرض الموت او في فسخ نكاح امرأة المفقود او غير ذلك فهم لا يعنون احدا من الخلق بعينه وانما يعنون نوعا من الانواع. وهذه المصالح التي ذكرنا مما يتعلق بعموم الافراد احسن ما عبر كما ذكرت هو التعبير بانها مصالح جماعية اي تتعلق بجماعة المسلمين. وقد سماها بعض الاقدمين مصالح الامة فان هذه الكلمة ليست وليدة اليوم وان كانت كثيرة الذكر على السنة المتكلمين في المصالح من ذكر هذا وهو من ابناء القرن الرابع هو قدامة ابن جعفر الكاتب في كتاب الخراج. واقدم منه من ذكرها بلفظ اخر يوافقه في المعنى اذ رويت باسم مصالح المسلمين في اثر يروى عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عند عبد الرزاق في مصنفه. وسميت ايضا بمصالح الجماعة عند ابن ثغر برد في النجوم الزاهرة ثم تبعه جماعة من المتأخرين ووسعوا. فمصالح الامة هي المصالح الجماعية التي تتعلق بالخلق كافة وقد تتعلق باكثرهم لا بجميعهم وتعلقها بالاكثر لا ينفي عنها الكلية فان تخلف بعض الافراد لا يقدح في كلية امر ما على ما ذكره الشاطبي في كتاب الموافقات. فمصالح الامة هي المصالح التي تتعلق بالامة سواء تعلقت بالامة جمعاء او باكثر تلك الامة. وهذه المصالح كما ذكرت لكم مما تكلم فيه المتكلمون قديما وحديثا وان اختلفت عباراتهم. وما لهج به جماعة من المتكلمين في هذه المسألة من المتأخرين بان الفقهاء الماضين غيبوا الحديث عن مصالح الامة هو قلق عليهم فان الحديث عن مصالح الامة موجود في كلام المتقدمين في مولدين. احدهما في باب السياسة شرعية فان الامام نائب عن الامة في مصالحها. فالذين تكلموا من الفقهاء في السياسة الشرعية ذكروا تلك المصالح في جملة ما عدوه من المصالح المناطة بولي الامر. والاخر ان تلك المصالح توجد في مصالح الافراد واحدا واحدا. وباجتماعها تتحقق المصلحة الكلية للامة جمعاء. ذكره الطاهر ابن عاشور رحمه الله في كتاب مقاصد الشريعة. وهذه الامة التي تذكر بقولنا مصالح الامة هي في اصل الخطاب الشرعي ترجع الى نوعين. احدهما امة الدعوة وهم كل من شملته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعثته والاخر امة الاجابة. وهي الامة التي اجابت النبي صلى الله عليه وسلم وامنت به. فتلك تسمى امة وتلك ايضا تسمى امة. وبرز نوع ثالث من الامم وهو ما يسمى بالدولة فان هذا جزء مما يشمله اسم الامة. وانت تسمع اليوم اسم الامة السعودية او الامة المصرية. وهذا صحيح باعتبار الوضع اللغوي. فان اصل الالف والميم والميم دال على الضم والاجتماع ومنه سميت الام. وسمي الامام. وسميت الامة. فتسمية جماعة من الناس موضعا من الارض يليه ولي امر باسم الامة هذا صحيح باعتبار الوضع اللغوي. وتواردت عليه ايضا الاوضاع النظامية الموجودة في العالم اليوم. فان هناك ما يسمى اليوم بالمصلحة العامة ويريدون بها مصلحة دولة او ما يسمى بالمصلحة الوطنية. فان هذا جزء مما يلحق اسم الامة. فصارت الامة باعتبارات ما يتعلق الامة ثلاث احدها امة الدعوة وثانيها امة الاجابة وثالثها الامة التي في الوضع الشرعي طائفة لكن يصح باعتبار الوضع اللغوي. وما تجري عليه سياسة الولاية السلطانية تسميتها امة من الامم وتتعلق بها احكام معروفة في باب السياسة الشرعية. واذا اريد جمع مصالح الامة فانه ينبغي وقبان ما يوجد من هذه المعاني في امتي الدعوة وفي امة الاجابة وفي الامة بالمعنى الذي الذي يشكل طائفة من طوائف المؤمنين. فالنظر الى هذه الموارد الثلاث المتعلقة بالامة ينتج منها معرفة مصالح الامة. والمتكلمون في مصالح الامة من المتأخرين لهم مسلكان. احدهما بيان مصالح الامة وفق منظور شرعي فهم يرصدون مصالح الامة باعتبار دلالة ادلة الشرع والاخر من يرصد مصالح الامة باعتبار منظور حزبي فهو يبين مصالح الامة منطلقا من ثوابت حزب ما سواء كان حزبا يساريا شيوعيا او حزبا قوميا او حزبا اسلاميا فانه يحدد تلك المصالح عبر هذا الضيق والوادي الفيح الواسع هو رصد مصالح الامة باعتبار دلالة الوضع الشرعي اي باعتبار ما وجد في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وانعقد عليه الاجماع في كون ذلك مصلحة من مصالح الامة مما تشترك فيه امة الدعوة وامة الاجابة والامة التي صارت تسمى بلسان اليوم الدولة او الشعب او غير ذلك من المسميات العصرية ويصف عليها باعتبار الوضع اللغوي وما يتعلق بها من احكام الولايات السلطانية ان تسمى امة. فاستقراء دلالة وضع الشرع في مصالح الامة يردها الى ثمان مصالح. المصلحة الاولى الصلاح والمصلحة الثانية الخيرية التي يسميها المتأخرون هوية الامة الاسلامية او تميز الامة الاسلامية وسمتها الشريعة الخيرية. والمصلحة الثالثة الجماعة. والمصلحة الرابعة العلم. والمصلحة الخامسة القوة والمصلحة السادسة الاكتفاء اي حصول الكفاية فيما يحتاج اليه من مأكل او مشرب او ملبس او مسكن. والمصلحة السابعة العدل والمصلحة الثامنة الامن. فهذه المصالح التي ذكرنا هي ثابتة بطريق الشرع. فما من واحد منها الا وتتوارد عليه ادلة كثيرة. لا ترجعوا الى عدد قليل فهي من كليات الشرع. تثبت ان ما ذكرناه هو مصلحة من المصالح التي عنيت الشريعة بتعيينها فيما يتعلق بالامة. وتلك المصالح التي ذكرناها يندرج في افرادها اشياء يرد الى بعضها الى بعض. فالذي ذكرناه من مصلحة الصلاح مثلا دليله في القرآن الكريم ايات كثيرة قال تعالى يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون الى الخيرات واولئك من الصالحين وقال تعالى فاجتباه ربه فجعله من الصالحين. وقال تعالى في دعاء ابراهيم ربي هب لي من الصالحين. وفي كنف هذا الصلاح فروع عدة منها عبادة الله. قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومنها طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ومنها الالتزام بدين الاسلام كله. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ومنها المحافظة على الاخلاق والقيم الفاضلة. قال تعالى وقولوا للناس حسنا. وقال تعالى وانك لعلى خلق عظيم. فليست واحدة من هذه المصالح الا وفي كنفها فروع متعددة. فما لا لكأنه مصلحة من المصالح فانظر لعله يرجع الى واحدة من هذه المصالح الثمانية وليس بممنوع ان يدل استقراء على شيء زائد فان ما ذكرته من هذه الثمانية هو ناتج من استقراء ادلة القرآن والسنة والاجماع في اثبات في اثبات هذه المصالح التي ذكرناها من مصالح الامة. اذا تقرر هذا بقي الامر الاعظم. وهو الذي ينبغي ان يعرف اهل العلم خاصة وهو اثر العلم الشرعي في تحقيق مصالح الامة. فان وراث النبي صلى الله عليه وسلم وامناء البلاغ وحملة الشريعة هم احق الناس واجدرهم واولاهم بان يكون للعلم الذي يحملون اثرا في تحقيق مصالح الامة. وينتظم ذلك في وجوه متعددة. الوجه الاول تعيين مصالح الامة والتعريف بها فالعلم يهدينا الى معرفة امر ما انه من مصالح الامة. فباتا ما ذكرت لكم من ان الخيرية من مصالح الامة تظاهرت عليها ايات كثيرة عرفنا بطريق العلم ان هذه مصلحة من مصالح الامة العامة. قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس. وعند الترمذي من حديث معمر ابن راشد عن مهز ابن حكيم ابن معاوية بن حيدة عن ابيه عن جده معاوية بن حيدة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تتمون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله عز وجل. فالعلم يعين مصالح الامة ويعرف بها. والوجه الثاني الدعوة الى مصالح الامة والحث عليها. فالعلم يدعو الى مصالح الامة ويحث عليها. فقد عرفت من قبل ان مما صالح الامة القوة. قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. وفي صحيح مسلم من حديث محمد ابن يحيى ابن حبان عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي لكل خير. فالعلم هنا دعانا الى تلك المصلحة العظيمة وهي مصلحة القوة وحثنا عليها. الوجه الامر بحفظ مصالح الامة والنهي عن اضاعتها. فان العلم يرشدنا الى تلك المصالح امرا لنا ان نحافظ عليها وينهانا اشد النهي عن اضاعتها. فمن مصالح الامة كما عرفت سابقا الجماعة والعلم يأمرنا بها وينهانا عن اضاعتها. قال تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وعند الترمذي من حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن ابيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالجماعة واياكم والفرقة واسناده صحيح. والوجه الرابع صيانة مصالح الامة ووقايتها من المفسدات. فتلك كالمصالح التي ذكرت لك جاء العلم الشرعي بصيانتها وحفظها ووقايتها من المصالح. فتلك الجماعة التي ذكرتها لك مصلحة من المصالح جاء العلم مبينا وجوب المحافظة عليها وصيانتها ووقايتها من المفسدين فالجماعة مثلا قال الله سبحانه وتعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. والوجه الرابع تحديد او الوجه الخامس تحديد واجب العبد في تحقيق مصالح الامة فتلك المصالح التي ذكرت لك يكون على الواحد منا نحن عباد الله واجب ينبغي ان به في تحقيق تلك المصالح. فقد ذكرت لك مما سبق ان من مصالح الامة الاكتفاء وهو بلوغ الكفاية في سد الاحتياج من مطعم او ملبس او مشرب او مسكن وجاء العلم ليبين لنا وظائف من وظائف اولئك الذين يعنون يعنون بهذا فجعل الله سبحانه وتعالى من موارد الاكتفاء الزكاة. وجعل المأمورين بها هم وبين وظيفتهم. ففي الصحيحين من حديث يحيى بن عبدالله بن صيف عن ابي معبد نافذ مولى ابن عباس عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث بعث معاذ الى اليمن بعد ذكر الصلاة فاخبرهم ان الله عليهم زكاة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم. فبين الشرع وظيفة الغني بالزكاة. وان يجب ان يخرجها وان يردها الى اهلها والمذكور منهم في الحديث هم الفقراء. والوجه السادس تقسيم وظائف تحقيق مصالح الامة بين افرادها. فتلك المصالح التي ذكرنا هي مصالح للامة تحققها الامة جمعاء. ولا يمكن ان واحد منهم وقد جعل لكل واحد من الامة وظيفة في تحقيق تلك المصالح. ينبغي ان يقوم بها وجاء الشرع الحكيم بذلك. قال تعالى ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقالت تعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم. وقال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل ثقة منهم طائفة. فالعلم يبين لك ان تحقيق مصالح الامة حدد وظائف تحقيق تلك المصالح وقسمها بين الامة. فقد علمت سابقا ان من مصالح الامة القوة ومن موالد هذه القوة الجهاد. وقد اناط الشرع الحكيم الجهاد بولي الامر فهو وظيفة ولي الامر. ففي الصحيحين من حديث ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الامام جنة يقاتل من ورائه به ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم يقاتل من ورائه يعني يصدر عن رأيه في امر الجهاد وجعلت غيره ان يكون تابعا له. وعند احمد بسند صحيح من حديث عبدالله بن عوف عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال الرجل لا يحمل على الكتيبة الا باذن امامه. والوجه السابع تدريج الخلق الى بلوغ مصالح الامة وتحصيلها فان الوصول الى تلك المصالح وتحصيلها في الافراد او في الامة لا يكون دفعة واحدة وانما يجيء تدريجا شيئا فشيئا. وجاء العلم ليهدينا الى هذا الاصل. وان تلك المصالح التي نأمل الوصول اليها من الصلاح والخيرية او الجماعة او القوة لا تجيء دفعة واحدة وانما تؤخذ شيئا فشيئا فما ذكرت لك اول من الصلاح وما يدخل فيه من تزكية النفس تجد في الشرع الحكيم ما يبين لك التدريج في ذلك ومنه وجاء في الصحيحين من حديث محمد بن عبدالرحمن مولى بني زهرة عن ابي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له اقرأ القرآن في شهر فقال اني اطيق اكثر من ذلك. فقال صلى الله عليه وسلم اقرأ القرآن في عشرين فقال قال اني اطيق اكثر من ذلك فقال اقرأ القرآن في سبع فلم يبتدره النبي صلى الله عليه وسلم بامره بقراءة القرآن في سبع وانما بدأه صلى الله عليه وسلم بان يقرأ القرآن في شهر ثم ذكر من طاقته ما ذكر فارشده النبي صلى الله عليه وسلم الى ما ارشده فهذا من جملة ما يبين لك ان العلم يدرج الخلق في تحصيل مصالح الامة. والوجه الثامن الحكم على ما يعده العادون في مصالح الامة وبيان مواقعها من الشرع. فما ذكرته لك من نظام هو مما جاء من استقراء الكتاب والسنة وليس بمدفوع ان يجيء غيري بشيء يرده الى الكتاب والسنة ولكن لكن المدفوع بالعلم ان تدعى مصلحة من مصالح الامة ليست كذلك. فمن اثر العلم الشرعي انه يفرق بين مصالح الامة الثابتة شرعا والمصالح المدعاة. فمثلا من المصالح التي يلهج بها جماعة من المتأخرين في مصالح الامة ما تم بسيادة الامة ويفسرونه بتفسيرات مختلفة فيها حق وفيها باطل. واشهر تلك التفسيرات انهم يجعلون الامة مصدرا للتشريعات وهو بهذا المعنى باطل لا محالة فان دلالة الكتاب والسنة والاجماع على ان الحكم لله وان ما رتبه الشرع في في تنظيم هذه الاحكام هو الذي اليه المرد وليس الى ما يسمى بسيادة الامة. والوجه التاسع تمييز الوضع الشرعي لمصالح الامة فقد ذكرت لك من قبل ان من مصالح الامة العدل وهذا دلت عليه ايات واحاديث كثيرة قال تعالى اعدلوه هو اقرب للتقوى. وقال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان في ايات اخرى. وحقيقة العدل التي يدل عليها العلم ان العدل هو اعطاء كل ذي حق حقه. فالعدل على اصلين احدهما بذل حق لاحد. والاخر ان البذل يكون وفق حقه وليس في الشرع ما يسمى بالمساواة فان المساواة تكون تارة عدلا وتكون تارة ظلما فما ينسب الى مصالح الامة المساواة ويطلق القول فيها فهذا قول باطل ولا تجد في دلالة الكتاب والسنة ما يدل على ذلك عتارة جعل الفضل للرجال وتارة اخرى جعل الفضل للنساء في مسائل متعددة. والوجه العاشر بفقه النوازل المستجدة المتعلقة بمصالح الامة. فالمصالح التي ذكرت لك تتجدد للناس فيها نوازل الحوادث باعتبار ما يحدث في ازمانهم من احوال تتغير بها امورهم فيما يتعلق بدينهم او دنياهم او غير ذلك علم الشرعي يبين لنا حكم تلك الحوادث والنوازل التي تتعلق بتلك المصالح. فمثلا اذا قيل ان من مصالح الامة مصلحة العدل وهي كما تقدم. ثم ذكر ان مما يتعلق بهذه المصلحة ما يسمى بالمشاركة الشعبية قيل ان هذه المشاركة الشعبية ترد الى العلم في بين العلم هذه النازلة وفق دلالة الكتاب والسنة وان هذه المشاركة الشعبية كلمة فظاظة. تارة تنحصر في واقع شرعي معتد به وهو الشورى لاهل الحل والعقد لا يؤبه بها اذا جعل الخيار حقا لكل احد من صغير وكبير وعاقل ومجنون ورشيد وغير رشيد الوجه الحادي عشر وبه اختم الفصل بين الحقائق المشتركة لمصالح الامة في الاسلام وغير الاسلام فمن اثر العلم الشرعي انه يفصل لنا بين تلك الحقائق التي يشارك فيها الاسلام غيره مما فيه تحقيق تلك المصلحة. فما ذكرته لكم من مصلحة الاكتفاء نجدها اليوم فيما يسمى بالمدرسة الرأسمالية ونجدها ايضا فيما يسمى مدرسة الشيوعية ولكن المدرسة الرأسمالية تجعل الاكتفاء حقا للفرد وتغلبه. والمدرسة الشيوعية تجعل الاكتفاء حقا للجماعة تغلبه واما الاسلام فقد جاء بما يبين ملكية الفرد وملكية الجماعة وحدد لكل احد الاطر التي هذه العلاقة بينهم. هذا البيان الذي ذكرته هو نبذة من يسير فيما يتعلق بامر عظيم وهو مصالح الامة واثر العلم الشرعي في تحقيق المصالح. ولقد اثرنا سماحة الشيخ المفتي حفظه الله بالحديث عن ذلك بين يديه فضلا منه وامتنانا جزاه الله خيرا وهو احق بالحديث. كما ان صاحبنا الشيخ عبد السلام جزاه الله خيرا اثرني بكثرة الحديد بين يديه ومن حديث المفضول بين يدي الفاضل فهو بما ذكرته الصق وعليه اعلم واسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفع بنا جميعا ان يتولانا في الصالحين والحمد لله رب العالمين. شكر الله لصاحبه الفضيلة الاستاذ الدكتور الشيخ عبد السلام الشيخ الدكتور فيما تفضل به في هذه الندوة المباركة. نحن واياكم ايها الاحبة موعد مع التاريخ المبارك من سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ال الشيخ المفتي العام الرئيسي هيئة فليتفضل سماحتك جزاه الله خيرا. الحمد لله رب العالمين. اللهم صلي على نبينا محمد اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله واصحابه اجمعين وعلى من تبعهم وسار على طريقهم باحسان الى يوم الدين وبعد. الشيخان الفاضلان الدكتور العصيمي يتحدث عن موضع مهم اثر العلم في توعية المجتمع ومحافظة على مصالح الامة. العلم الشرعي اساس الخير كله. قال الله جل وعلا الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يذكرون الالباب. العلم هو علم الكتاب والسنة والتفقه فيهما فان علم الكتاب والسنة والعلم الحق والعلم ان يقدم على غيره كل العلوم تابعة له القرآن والسنة التشريع. قال الله جل وعلا قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يا ديب الا ومن اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات الى الملاية. فالعلم يوعي الناس ويضيع يدا صادقة في امور دينه ودنياه ولماذا؟ بايديه خلقوا. ولاي بعث الله الرسل. وانزل الكتب. واحكام الشريعة متفاصيل ذلك والايمان بها ووجوب اليها. الى غير ذلك من الواجبات. الشطر الثاني ان العلم النافع من صالح الامة في امور ديني ودنياها فالمصالح العامة والخاصة قد اجتمعنا شريعة الاسلام الله جل وعلا قد جاء اعوذ بربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وقال ان هذا القرآن يا دين فمات عن شي قال الشرعي المصالح كل هذه امور وكلهم طيبة لمن تأمل وتأمل فيها. فمن نظر الى هذه المحاضرة وما قيل فيها من خير فانها ولله الحمد قيمة ادت الى بتوعية الامة بمصالح الامة وابراز العلم الشرعي وبيان اهمية المجتمع نسأل الله لنا ولكم التوفيق والصلاح وصلى الله على محمد