المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بحي العزيزية بالرياض يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة الحق والهدى واشهد ان محمدا عبده ورسوله قدوة كل من اهتدى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم صلاة وتسليما يبلغان اقصى المدى اما بعد فان حفظ الدين اعظم الضرورات واهم المهمات اذ بحفظه تحفظ غاية غاية الوجود في توحيد المعبود بافراد الله وحده لا شريك له بالعبادة ومدار حفظ الدين على ثلاثة اشياء الاول الدعوة اليه بالترغيب والترهيب والثاني جهاد من عانده اورام افساده والثالث تلافي النقصان الطارئ في اصله. ذكره الشاطبي في الموافقات وحفظ الدين اعظم وظائف ولي الامر الحاكم. واثقل الامانات المعلقة بذمته فمما يلزمه للامة حفظ الدين على اصوله المقررة وقواعده المحررة ليكون الدين محروسا من الخلل. والامة ممنوعة من الزلل. ذكره جماعة منهم الجويني في غيات الامم والماوردي وابو يعلى الفراء كلاهما في الاحكام السلطانية. وابن جماعة في تحرير الاحكام. وابن رضوان بشهب اللامعة ومن ارفع نواب ولي الامر في حفظ الدين العلماء الراسخون والهداة المهتدون. فقوام الدين مصحف يقضي وسيف يمضي واهل المصحف هم اهل العلم لانه شعار العلم وهم به اعلم واهل السيف هم اهل الحكم لانه شعار الحكم وهم فيه اقوم. وفي المصحف بلاغ وبيان الدين. وفي السيف الحكم به بين المسلمين فالى الامراء والعلماء يرد حفظ الدين. فهم اهل ولايته اصالة ونيابة وقد كان للدولة السعودية في هذا منذ عهدها الاول الحظ الاوفى والمقام الاعلى ولم يزل اصلا اصيلا في في ادوارها الثلاثة كلها حتى صيغ في المادة الثالثة والعشرين من النظام الاساسي للحكم ان الدولة تحمي عقيدة الاسلام ومن طرائق حفظ الدين الرد على اهل الباطل واهله. الرد على الباطل واهله ووظيفة هذا الرد هو ولي الامر فهي من افراد حفظ الدين ومن مضامين ولايته على المسلمين. ذكره الجويني في غيات الامم وابن تيمية الحفيد في الكيلانية وهذا تارة يكون علميا بنقض المقالات الباطلة وكشف الدعاوى العاطلة وتارة يكون عمليا بالزجر والهجر والرفس والتأديب بالحبس وغيره. وينيب ولي الامر الحاكم في هذه البلاد من جاء في الرد العلمي للباطل كسماحة المفتي او اللجنة الدائمة او هيئة كبار العلماء وينيب من شاء في الرد عملي للباطن كوزارة الداخلية او وزارة العدل او النيابة العامة او امن الدولة. واذا تعطل الواجب المطلوب شرعا انتقل الى غيره ممن تقوم به الكفاية. وهم العلماء الراسخون. فلا يجوز لكل احد الدخول في الرد على الباطل فان هذا يفسد اكثر مما يصلح. فرد المقالات الباطلة والدعاوى العاطلة هو للعلماء الراسخين. ذكره الشاطبي في الموافقات وابن رجب في جامع العلوم والحكم. لان مولده اشتباه الحق بالباطل. ولا يقدر على تمييز احدهما من الاخر الا العالم الراسخ واعلان اختصاص الامن بالعلماء الراسخين حفظ للدين وقطع لاعناق المتسلقين وصيانة للشرع من اغاليط المتعجلين الذين بلوا بشهوة الكلام او محبة الرئاسة والعلو ثم الذي للعلماء هو الرد العلمي دون العملي فالزجر والهجر والتهديد والوعيد والحبس والرفس هي لولي الامر ذي السلطان اصلا. وقد تكون لغيره في خاصة نفسه او مع غيره وفق قواعد مرعية واحكام شرعية لا نزعات نفسية او نزغات شيطانية او تكوينات حزبية ولم يزل علماء هذه البلاد في ادوارها الثلاثة الى يومنا هذا يساهمون بحظ وافر وجهاد زاخر في الرد على الباطل واهله ومن الدعاوى المروجة اليوم قولهم ان العلماء لا يردون على الباطل. وهذه دعوة اثمة من جهتين. احداهما ادعاء الاحاطة بغيب لا لا يعلم. فمن ذا يحيط باحوال العلماء قولا وعملا ليجزم انهم لم يسعوا في رد ولا قاموا فيه بما تبرأ به ذمتهم. والاخرى الجهل بمسالكهم في ذلك. فانهم تارة يردون الباطل في في ثوب بيان الحق المزهق له فهم يبينون مقابله الذي يدمغه وتارة يكتفون بظهور بطلانه عن ابداء شيء فيه. لكون ذلك من ضروريات الدين او من المشهور فساده عند المسلمين. فيميتونه بالاعراض عنه ولا ينفخون فيه روح الحياة وتارة يتركون البيان الباطل خوف وقوع باطل اكبر. فالمفاسد درجات وقد تدفع مفسدة كبرى باحتمال مفسدة صغرى واللاهجون بدعوى ان العلماء لا ينكرون الباطل طائفتان اهل غيرة وحماسة واهل خسة جالسة فاما اهل الغيرة والحماسة فحملتهم غيرتهم الدينية وحماستهم الاسلامية على ما قالوا. فهم محسنون قصدا مسيئون عمل خلطوا عملا صالحا واخر سيئا وبئس ما يفعلون. واما اهل الخسة والنجاسة فمنهم من يسعى لاسقاط المدرسة السنية السلفية التي قارنت الادوار الثلاثة لهذه الدولة المباركة. فكانت صمام امان ورابطة اجتماع منهم من يرى علمائها يزيفون باطلا يعجبه. فيقصد اضعافهم بتحريض الناس عليهم. بدعوى انهم يسكتون على الباطل انظارهم الى باطن اخر وكلا الطائفتين تطلب نفسا يلهب المشاعر ويحرك الضمائر يخاطب العواطف ويحدث العواصف وهو نفس اجنبي عن الاسلام. مستلهم من مدرسة الرأي العام. والخطاب التعبوي والشعبية الضاغطة واولئك العلماء الذين انتصر لهم وادب عنهم هم من ثبت لهم وصف الديانة والعلم رسما لاسما ووجدت فيهم حقيقتهما لا مجرد الدعوة وعرفوا بنور الحق والحق لا يخفى. فكما كان للانبياء دلائل تدل على صدق نبوتهم. فان لورثتهم من العلماء امارات تشهد على صدقهم وهدايتهم والصادقون الساعون في نصرة الاسلام ينبغي ان يكونوا مع العلماء بالتذكير لا النكير. والاعتدال لا الاعتداء والاعانة نأتي الى الاهانة فهب ان العالم لا يقوم بشيء من ذلك اكتفاء بغيره في فرض كفاية او حتى عجزا عن الواجب وعملا بقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. فهل يكون المخرج من الازمة؟ عيبه وهمزه. والتشنيع عليه تنفير الخلق عنه واضعاف مكانته في النفوس. ان هذا لمن عمل الجاهلين اذا تقرر هذا فان المحاضرات المعقودة في الجامع الكبير هي حلقة من سلسلة نهوض ولي الامر واهل العلم بواجب رد الباطل تعاونا بين الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء ووزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد وامارة منطقة الرياض بمتابعة وتوجيه مباشر من سماحة مفتي عام البلاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ. وكل بتأييد واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وفقهما الله وايدهما بالحق وايد الحق بهما ويتقاسم اهل العلم المشاركون في هذه المحاضرات الرد على الباطل تبعا لما يذكرونه من الحق تارة او في محاضرات لهذا تارة اخرى كالرد على العقائد الفاسدة والفرق والاحزاب الضالة والمسالك والاساليب الخاطئة وان من افراد الباطل الذي يحتاج الى بيان خطره. والتحذير من ضرره باطل العلمانية. وهو الواجب الذي انيط بي من الجهة المنظمة هذه المحاضرات النافعة والمجالس الماتعة ويتأكد اليوم واجب رد الباطل العلماني اعظم من ذي قبل. لما احيط به الفكر العلماني من بهرج مدرستين متقابلين احداهما مدرسة اسلمة العلمانية والاخرى مدرسة علمنة الاسلام. فالمدرسة الاولى تجعل كان الشرع مع العلمانية في مساق واحد. فتقدم الاسلام العلماني ويسمونه العلمانية الناعمة. او المتصالحة وترى ان العلمانية توافق رح الاسلام وتوصف انموذجا مناسبا للزمان والمكان. والمدرسة الثانية ترى ان العلمانية هي الخيار الامثل للدولة الاسلامية. فلن تبقى تلك الدولة ولن يتحقق لها الرقي الا فوق صهوة في جواد العلمانية فهي تسعى سرا وجهارا لتحول بوصلة الاسلام نحو العلمانية وكلا المدرستين تغلفان دعوتهما ببناء الدولة المدنية. وتدعيان ان بناء دولة حديثة وفق اسس تنموية صيغ حضارية ومتانة اقتصادية ووحدة مجتمعية لا يكون الا عبر طريق العلمانية. وتروج المدرستان المفاهيم العلمانية كسبيل كفيل بالقضاء على التشدد والغلو. وتستغلان الحرب على التطرف المخالف للشرع بالعلمانية والهجوم على شرائع الاسلام ان الحديث عن العلمانية وغيرها من الاوضاع الفكرية الحادثة في الازمنة المتوخرة حديث شاق معقد لامرين. احدهم ما عدم وجود مصدر معتمد متفق على مرجعيته عند اربابه. تستمد منه تلك الافكار تصورا وممارسة هي تتشكل عبر عقول مختلفة الفهم والادراك والبيان. والمرجعية والاقليمية. فقد يدين علماني بشيء ويجعله المفردات العلمانية ويقابله اخر من المدرسة نفسها لا يعد ذلك من مفرداتها والاخر انه تتقاسم عند الحديث عن العلمانية وغيرها من الاوضاع الفكرية والثقافية الحادثة في الازمنة المتأخرة جوانب متعددة مترامية الاطراف كالدين والسياسة والاجتماع والثقافة والتاريخ. والوقت يضيق عن تناولها عبر كل تلك تلك المحاور ومنها ما لا يدرك مواقع القول فيه كل احد فهو مما يخص به قوم دون قوم ومنها ما لا يدخل تحت وظيفة العالم لا شرعا ولا عرفا. فيتولى مهامها جهات اخرى بانابة ولي الامر لها كوزارة الداخلية او العدل او الثقافة والاعلام. كما ان الحديث عنها يتخذ مسالك مختلفة. فالحديث بلغة الثقافة والفكر وتقديم سياق تاريخي واجتماعي وفلسفي يحوي رموزها ومدارسها. وما نشأ عنها من ممارسات الدول المؤمنة بها. واستنباط العلمانية في غيرها له موضعه اللائق لذوي الاختصاص. وانا هنا اتحدث بكلام تحيطه جلالة الشريعة وسمو العربية وايمان المخاطبين فلا احتاج للاكثار من المصطلحات والاسماء ذات الصلة بها والاستعمال غير العربية في مفردات حديثي وعندما اذكر شيئا عن العلمانية نصا او معنى فهو موثق لدي قائلا ومصدرا. ويتميز بهذا النظر وغيره التفريق بين جادة العلم وجادة الفكر في نقض الباطل كالعلمانية وغيرها. فالعلم يضع الامور في نصابها بقدرها ويتناولها عبر حكم الشرع للرأي. والفكر يخلط بين الواقع والمتوهم. والمتغير والثابت ويكون تناوله فلسفيا يعتمد التاريخ والاجتماع غالبا. وفي هذين اخطأ من اخطأ عند الرد على العلمانية وغيرها. فدخل عليه باطل من حيث اراد رد باطل اخر. مما يكشف بجلاء ان رد الباطل صناعة الراسخين. وان دخول غيرهم من عمل المفسدين وقد احسن المرشحون هذه المحاضرة لما حصروا مطالب البيان فيها فيما جعلوه عنوانا العلمانية حقيقتها على المسلمين فمنازل القول فيها اثنان منزل حقيقة العلمانية ومنزل خطرها على المسلمين فاما حقيقة العلمانية فهي بالخص عبارة الا يوجد الدين في حياة الناس. فتقام شؤونها على غيره وتستولي المتعة والدنيوية عليها ولا يعني هذا ان العلماني يعتقد بطلان الاديان. وانكار وجود الخالق. فانه وان كان هذا موجودا فيهم فانه يوجد فيهم ايضا متدينون وفق رؤيتهم الخاصة. فنعني بجملة الا يوجد الدين في حياة الناس ابعاد الدين عن شئون الحياة المجتمعية المختلفة كالسياسة والاقتصاد والثقافة والاعلام والاجتماع والرياضة والفن. فهي تتشكل وفق رؤية مجتمعية فقط او وفق ظروف مؤثرة دون ادنى تدخل ديني فلا حكم للدين فيها ودين الاسلام فيه احكام كثيرة تتناول هذه الجوانب وغيرها. تتناول هذه الجوانب وغيرها. فاذا وجد الاسلام منه وفيه وفي الفكر العلماني يكون دخول الحكم الديني فيها محظورا فمثلا يقوم الايمان في الاسلام على الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر. قال الله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا واطعنا غفرانك ربنا واليك البصير. وقال ان كل شيء خلقناه بقدر. ويرى العلماني ان الله والملائكة والكتب الرسل واليوم الاخر والقدر الفاظ يجب تجاوزها. وانها لا تؤدي دورا في الاتصال البشري. ويقترح ان يتحول علم اصول الدين الى علم الانسان. فبدل الحديث عن عن اركان الايمان يكون الحديث عن الانسان. فالانسان الكامل اكثر تعبيرا عن المضمون من لفظ الله تعالى الله عما يقول الافكون ويأمر الاسلام باخراج الزكاة من الاموال المقدرة شرعا ويجعل لها اهلا تدفع اليهم. قال الله تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وقال انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين. وفي سبيل الله وابن السبيل. فريضة من الله. ويرى العلمانية ان الزكاة استلاب للمال الخاص. ونظام يقوض الملكية الفردية. ويعزز البطالة ويشجع الفقراء على الكسل ويحدد الاسلام علاقة الحاكم بالمحكوم في طاعته وعدم الخروج عليه ومنازعته بالتوراة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له. ومن مات وليس في عنقه بيعة. مات ميتة جاهلية. رواه مسلم ويرى العلماني ان طاعة ولي الامر سلطوية تمنح الحاكم النيابة عن الله. وان الخروج عليه ومنازعته رفع للظلم وتحقيق للعدالة واطلاق للحريات وانتزاع للحقوق ويحفظ الاسلام عقول اهله من علوم الاوهام والدجل. فيحرم السحر والتنجيم والكهانة. قال الله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين بباب لهاروت بيروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفروا وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تأتوا الكهان. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. رواه ابو داوود. ويرى العلماني ان السحر والتنجيم والكهانة علوم انسانية وثقافات شعبية تعكس البعد الروحي للامم وان لم يؤمن بها. فتحريمها تجفيف للبعد الروحي عند مؤمنين بها وينظم الاسلام علاقة الرجل بالمرأة وفق الفروق النوعية بينهما تحت مظلة العدل. فيجعل من ذلك ان شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل. قال الله تعالى واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل ويرى العلماني ان علاقة الرجل بالمرأة تستثمر بان يكون احدهما ندا للاخر تحت شعار المساواة دون ملاحظة فرق بينهما وان الخطاب الديني في القرآن المتعلق بالمرأة طائفي وعنصري. فكيف تكون شهادة استاذة جامعية نصف شهادة رجل امي يعمل بوابا للجامعة التي تدرس فيها ويحرم الاسلام اكل الربا وشرب الخمر. قال الله تعالى واحل الله البيع وحرم الربا. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ويرى العلماني ان المحرم من الربا هو الذي يهدف لاحسان المدين او افلاسه او استرقاقه كما كان في القديم. واما اليوم فهو تطور اقتضاه التطور الاجتماعي فهو نظام اقتضاه التطور الاجتماعي والتقدم الاقتصادي. اما شرب الخمر فهو في النظر العلماني شأن ذاتي يتعلق بالذوق الخاص جدا. ولا يمكن ان يلزم الاخرون بالامتناع عن شربه ويرتب الاسلام عقوبات على محرمات تضر بالفرد والمجتمع. فيقتل القاتل وتقطع يد السارق. قال الله تعالى ولكم في قصاص حياته يا اولي الالباب. وقال تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا. نكالا من الله ويرى العلماني ان العقوبات الشرعية في الحدود وحشية وهمجية. لم تعد ملائمة للقرن الحادي والعشرين. فهي جعلت لاسلام الصحراء الجاف القاسي في زمن التشريع. فلا ينبغي ان تبقى في العالم المتحضر المتطلع للتطور. وان كل تلك الاحكام الشرعية التي مثلت بها في المعرفة والسياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع واشباهها هي وفق المنظور العلماني من ادخال الدين في الحياة العامة وتسلط الكهنوت والوصاية على الخلق في تسيير حياتهم كما يحلو قوله بلغة القوم وسواء اتفق العلمانيون على تلك الرؤى المتقدمة في المسائل المضروبة مثلا ام اختلفوا فهم لا يختلفون في الاصل الكلي الجامع له وهو تنحية حكم الدين عن حياة الخلق. وبوضوح اكثر هو تفريغ حياة الانسان من حكم الله في سلطان الله في شرعه على خلقه في ارضه. فهم يصرحون بان التشريعات العلمانية تريد الانتصار للانسان وليس في السماء حتى قال قائلهم ان العلمانية اله جديد يقرر افعال الخاضعين تحته ويراوغ العلمانيون في تقديم حقيقة صادقة عنها. عند خطابهم الناس لاستمالتهم. وينصبون حبائل الاصطياد بعبارات مموهة خداعة فيتحدثون عن حكم الكفاءات وضمان الحريات ودور العلمانية الواسع في تحديد الحياة الانسانية وتقديم مزيد من رغد المدنية. وانه لا مشكلة للعلمانية مع الدين. فهي تكريم للدين. واحسن حاضن له لانها تحمي الايمان وتنزه ايمان الناس عن عبث رجال الدين ورجال السياسة معا فتحفض كما يقولون المقدم من المدنس وعند المحققة والصبر في غور الفكرة العلمانية نجدها تتشكل من الغاء حكم الله في شؤون الحياة في المقبول والمرفوض من الدين فهي التي تقرر ذلك. حتى قال احدهم تهدف العلمانية الى بناء مجتمع بدون اله وقد ترجم عن حقيقة العلمانية بعبارات مختلفة لا تفي بحقيقة الحال ولا تقارن صدق المقال حقيقة العلمانية لا دين مع الحياة ولا حياة مع الدين. وللفرد ان يمارس معتقداته وفق دائرته الخاصة فقط وتتجلى هذه الرؤية العلمانية عبر تطبيقات واسعة في شؤون الحياة. تتغير افرادها وتتجدد زمانا ومجالا ويكفيك فهم الاطار الكلي لتلك التطبيقات. وهو نفي سلطان الشرع على بناء الحياة. فلا يقبل الحكم على شيء من مفرداتها بكونه حلالا ولا حراما فلا حلال ولا حرام في السياسة ولا حلال ولا حرام في الاقتصاد ولا حلال ولا حرام في التعليم ولا حلال ولا حرام في التربية والاخلاق ولا حلال ولا حرام في الاجتماع ولا حلال ولا حرام في الثقافة والاعلام ولا حلال ولا حرام في الرياضة ولا حلال ولا حرام في الفن. والاسلام الذي هو حكم الله يأبى ذلك. فان عبادتنا الله تدور على خضوعنا وحبنا له. وهذا الخضوع والحب لا يتبدل في زاوية المسجد فقط بل يستوعب الحياة كلها. لاننا نحن وزينة الحياة الدنيا. عبيد مملوكون لله ولا نتصرف في ملك الملك بغير اذنه ولا يضيق حكم الله عن اقامة حياة طيبة تواكب متغيرات الزمان والمكان وتراعي قوانين القوى والغلبة فمن خصائص في الاسلام امتزاج التشريع بالسلطان امتزاج الروح بالبدن. والقواعد المستمدة منه تمكن من بناء حضارة مع اثبات على حكم الله وعمل بشريعته. فتم مجالات واسعة لمضايق الانظار ومعارك الحياة. التي تجعل العبد عاملا بدين الله مراعيا احكامه متلائما مع ما يحمل عليه. فمن القواعد المانحة اصلاحا وفق الشرع كبار القدرة والعجز وان تصرف ولي الامر في الرعية منوط بالمصلحة. ويجوز في الجهاد ما لا يجوز في غيره. والضرورات تبيح المحظورات وتفويت ادنى المصلحتين لتحصيل اعلاهما وتدفع اكبر المفسدتين بارتكاب مفسدة صغرى وانما الطاعة في المعروف ولا ننزع يدا من طاعة واعتبار المآلات والضرر يقدر يدفع بقدر الامكان. الى غير ذلك من القواعد الشرعية التي تقدم حلا من الاسلام. يتم به بناء حياة طيبة. وهذه القواعد الشرعية لا تطوع الاسلام وفق ولا تستخدم جسرا لترك العمل به. لكنها تقدم حلولا بمنزلة الانعاش والحفاظ على استمرار العمل بشرع الله وفق حدود مقدرة يحكم بها الراسخون ولتحقيق ادراك صحيح للعلمانية لابد من تمييز اصلين. الاصل الاول ان دائرة المسائل المتنازع فيها بين حكمين شرعيين بخلاف معتد به. من عالم ذي اهلية له ادلته. فالقول باحدهما ليس من العلمانية. فهذا القول وذاك كلاهما دائر في فضاء النظر الفقهي الصحيح وينبغي هنا ملاحظة امرين يتعلقان بدائرة المسائل المتنازع فيها احدهما ان انعقاد الخلاف الكاسب للاحترام هو الواقع بين علماء معتد بهم يعولون على دلائل الشرع فلا حل هنا لغيرهم ممن يتسورون محراب العلم وليسوا من اهله المتأهلين. فاذا قدر وجود مثل هذا الخلاف في قيادة المرأة للسيارة بين علماء معتد بهم يعولون على دلائل الشرع فانه يمتنع ان يكون القول بالتحريم علوا وتشددا ويمتنع ايضا القول بان الاباحة علمانية ورقة دين. والاخر ان يكون جريان القول في المسألة المتنازع فيها وفق السياق الفقهي لحدود المسألة دون ارسال القول في مساحات لا حدود لها. فالقول في تلك المسألة مثلا للمتنازع فيه يجري وفق السياق الفقهي لحدودها. فالمحرمون يبيحون لها قيادتها. في حال ضرورة كانقاذ من مهلكة او فرار بدين او نفس او عرض او مال. والمبيحون يحرمون عليها قيادتها عند السفر بغير محرم او خروج دون اذن والد او زوج والمقصود ان دائرة المسائل المتنازع فيها بين علماء معتد بهم يعولون على دلائل الشرع لا يصح فيها وصف احد القولين بكونه واقعا علمانيا. وكذلك تلك المسائل التي تخالف الشرع لا يمكن ان تكون برهان صادقا على علمانية احد. فهي مع التحريم نشأت من مخالفة حكم الشرع. لا من استبعاد حكم الله بدعوى انه لا مدخل له ولا اعتداد به فيها. فالوقوع في المعاصي كاكل الربا وارتكاب الزنا وشرب الخمر الموسيقى والغناء وكشف المرأة وجهها بحضرة الرجال بحضرة الرجال الاجانب لا يصدق معه اسم العلمانية على احد واقع فيها ما لم يتم ما لم يتم تنحية الحكم الشرعي فيها بالغائه ومحاربته وازدراء العمل به دعوة انه لا حكم للدين في هذا. فهذه الامور المذكورة لا تخرج عن اسم المعصية عند المحرمين لها. وان كان منها ما هو من الكبائر ومنها ما هو من الصغائر وما تقدم ذكره من القواعد الفقهية في اصلاح وبناء الحضارة لا يقلب الحرام حلالا ولا يصير معه المنكر معروفا. فعندما احدثك عن كون الضرورات تبيح المحظورات. وانه ترتكب المفسدة الصغرى دفع الكبرى وغير ذلك مما تقدم لا يعني ان هذه المحرمات تكون حلالا. لكن يقع فيها من يقع ويعلم انها معصية ويستغفر الله ويتوب اليه. كما قال ابو ايوب الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا اتيتم غائطة فلا تستقبل القبلة ولا تستدبروها ببول ولا غائط. ولكن شرقوا وغربوا. قال ابو ايوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت قبل القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله والزجر عن ايقاع اسم العلمانية عن تلك على تلك الاعمال لا يعني السكوت عن انكارها والتحذير من عواقبها ببيان حرمتها والنكير عليها على دعاتها وفق ما توجبه الشريعة لا الرأي والهوى فهذه سبيل المؤمنين. وهذا البيان لحدود العلمانية من جهة درجوا فيها وما لا يندرج هو لوضع الامور في نصابها كي لا يقع تجاوزها بالتكفير ولواحقه والاصل الثاني ان انزال احكام الاسماء وما يترتب عليها كالحكم بالعلمانية على احد يكون بملاحظة الظاهر ومهما اوتي العبد من فطنة وذكاء وقدرة على استشراف المستقبل لم يكن مأذونا له شرعا ان يحاكم الناس اذا قراءته ويحكم عليهم برؤيته فهو مأمور شرعا بالحكم على الظواهر ووكل سرائر الخلق الى الله. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا اذا عقلت حقيقة العلمانية ومضمونها فلتعلم انها تتسرب بوسائل مختلفة الى اذهان المسلمين من خلال اصول تجسد روح العلمانية في المدارك البشرية. وربما تجري تلك المقالات على السنة ناس لا يدركون ما في باطنها من ولا يعرفون حقيقة العلمانية فمن تلك الاصول الايهام بغياب الفهم الصحيح للاسلام ووقوع الامة طوال تاريخها في الخطأ وعدم ادراك الناس الدين واعتبر هذا في دعوى عدم شمولية الاسلام. فالعلمانيون لا يرونه شاملا يستوعب حياة الناس. ويخصونه يخصونه بجوانب وفق اذواقهم. ويزعمون ان القول بشمولية ويزعمون ان القول بشمولية الاسلام ادراك لجوهرها وحقيقته. ومن ابرز انعكاسات ذلك في الاصول التي يقررونها ان الدولة وفق المنظور العلماني تحارب حاكمية السلطان فلا حكم له على وجه الاستقلال وهو خاضع لادوات تقيد سلطانه وليس له حصانة تمنع معارضته وكسر جبروته فيلغون عشرات الايات القرآنية والاحاديث النبوية التي تدعو الى طاعة ولي الامر في المعروف وتحرم منازعته الخروج عليه وتأمر بالصبر على جوره. ومنها المبالغة في تعظيم الحياة الدنيا وتكريس الجهود لنيل لذاتها وتغييب النظر الاخروي وتغيير الحقائق الشرعية والعرفية واخضاعها للمادية والله سبحانه وتعالى جعل في دينه وحكمه نظرة متوازنة للدنيا والاخرة. فقال الله تعالى وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك. واذا غاب النظر الاخروي لم يبقى في نفوس العاملين الثواب والعقاب. والوعد والوعيد. فيقارن سلطان النظرة المادية الا يرى للحكم الشرعي اي مجال في شيء من حياتنا الدنيا وربما عد الاسلام وربما عد حكم الاسلام في شؤونها تعويقا للتنمية وتقزيما للتطور ومحاربة للوطن وهجوما على الوطنية. واعتبر هذا في الحديث عن مكاسب الاتجار بالحرام وجمع المال من وجوه الاسلام فان الله احل منها ما احل وحرم منها ما حرم. وفي النظر الاقتصادي العلماني لا يعتد بالحكم الديني في فهم ممن قال الله فيهم فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق ومنها تعظيم العقل والمبالغة في تقديسه. والدعوة الى اطلاق حريته في بحار الافكار. فالعقل اولا ولا اتانيا فالسلطان على الانسان هو العقل. والله سبحانه انزل منه وحيا يحكم. وجعل للانسان عقلا يفهم فالوحي نص الحكم والعقل الة الفهم. قال الله تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. وقال تعالى فاوحى الى عبده ما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى. اي حصل ادراك العقل للوحي بالته. وهي القلب موافقا لما رأته العين فالعقل وعاء فهم الوحي لا جهاز الحكم عليه بالقبول او الرد لقصور العقل عن الاحاطة بكل شيء فهذه الارواح السارية في ابداننا والاحلام التي نراها في مناماتنا والموت الذي تنتهي به حياتنا كلها اشياء تخالطنا وتعجز العقول عن فهم حقائقها. ثم العقل الذي يراد جعله حاكما هو مختلف النسبة بين الخلق. بل المخلوق الواحد له عقول عدة بحسب اطوال عمره فتى فشابا فكهلا. وينشأ من بث هذا التعظيم المبالغ فيه للعقل هجر الحكم الشرعي وعدم اعتماده. اذ ليس مصدره العقل. فلا يحتمل الفكر العلماني ان تحدثه عن حدود علاقة الرجل بامرأة ليست من محارمه لان حديث لا يخلون رجل بامرأة الا ومعها ذو محرم لا يقبله العقل. بدعوى ان الرجل والمرأة جنس بشري فخلوة الرجل بامرأة ليست محرما كخلوة رجل برجل وخلوة امرأة بامرأة هذا مناقض تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها استباحة حرم القول على الله في احكام الحلال والحرام. والجراءة على والجراءة على الكلام في مسائل الشرع باصدار الاحكام دون اهلية معتمدة. فكل مسألة دينية تقبل التناول بالحكم فيها من احاد المجتمع. ما دام احد قادرا على الكلام فقط فاحكام الحلال والحرام حمى مستباح لكل حائض فيه ويدعي اولئك ان الدين للناس كلهم. وهذا حق باعتبار مخاطبتهم به. لا باعتبار بيانهم له. وتعبيرهم عنه. فقد جاء الينا رسول واحد يبلغ الدين وامرنا باتباعه جميعا. ولم يؤذن بالكلام في احكام الدين الا لمن له اطلاع عليه ومعرفة به واخذ عمن قبله ممن جعله النبي صلى الله عليه وسلم وارثا له. فقال العلماء ورثة رواه ابو داوود وهؤلاء هم اهل الذكر الذين امرنا بسؤالهم كما قال الله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون واعتبر هذا في الحديث الدائر عن حكم اغلاق المحلات التجارية في اوقات الصلاة. فربما عددت المتكلمين الوفا الفه ويندر ان تجد فيهم من هو مؤهل شرعا لبيان الحكم. فمن ذا الذي جرهم للمستنقع سوى لوثة الجراءة على الكلام في مسائل الشرع بلا خطام ولا زمام. ومنها تهوين الاحكام الدينية والاستخفاف بالشرائع. فهم يدندنون حول الحفاظ على اركان الاسلام الخمسة فقط. وان ما عداها هي فروع يجب ان تخضع للنظر الانساني. ولا فرق في الاسلام بين هذه الخمس وغيرها باعتبار كونها اجمع حكما لله تعالى فالذي حكم بها هو الذي حكم في السياسة والاقتصاد والثقافة والاعلام والاجتماع والفن والرياضة. وهو الذي له الحكم اليه ترجعون. واذا كان تحديدها بدعوى ان الخمس مجمع عليها ففي شرائع الاسلام ما هو مجمع عليه وليس من الخمس فبيعة ولي الامر مثلا وهي عقد السمع والطاعة له في المعروف من غير معصية الله مجمع عليها. ودلائل القرآن والسنة فيها متكاثرة ووفق التقرير العلماني لا بيعة في الاسلام فهي خارج دائرة الاركان الخمسة وتعد البيعة في المفهوم العلماني تكريسا للاهوت الحاكم ومنحه القداسة في تنفيذ ما يريد في الناس ولا تصح لديهم ولاية من انعقد حكمه ببيعه ثم ان النغمة العلمانية حول تعظيم الاركان الخمسة هي خدعة صفراء لاستلاب البسطاء. فالحقيقة المجموعة من متفرقات التدوين العلماني العربي التنادي لابطال هذه الخمس. ففي المفهوم العلماني ان الشهادتين تمثلان الشهادة النظرية عملية على قضايا العصر وحوادث التاريخ فقط. وان الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة ليست من الاسلام. لانها اضيفت الى الاذان فيما بعد؟ اذ كان الاسلام في البداية دعوة فقط الى لقاء كل الاديان. اما الصلاة فليست واجبة وهي مسألة شخصية فرضت لتليين عريكة العربي وتعويده على الطاعة للقيادة للقائد وتغني عنها رياضة اليوغا اما الزكاة فهي ايضا ليست واجبة. وانما اختيارية ولا تؤدي الغرض لانها تراعي معهود العرب في حياتهم التي كانوا لديها وهي مقدمة يحثنا فيها الاسلام على الوصول الى الشيوعية المطلقة. اما الصوم فكذلك ليس فرضا وانما هو للتخيير وهو مفروض على العربي فقط لانه مشروط بالبيئة العربية. ولذلك فالصوم بالنسبة للمسلم غير العربي مجرد دلالة وعبرة دينية. بل ان الصوم يحرم على المسلمين في العصر الحاضر. لانه يقلل الانتاج. اما الحج فهو من طقوس الوثنية العربية القديمة التي اقرها الاسلام مراعاة لحال العرب. وما هو الا تعبير عن الحنين الى اسطورة عود الابدي وليس من الضروري ان يقام بطقوسه المعروفة. اذ يكفي فيه الحج العقلي او الحج الروحي. فلم يبقى الاركان من الاركان الخمسة في المفهوم العلماني سوى الاسلام سوى الاسماء. فيمكن ان يكون هذا هو مقصود من يروج منهم دعوة الحفاظ عليها ومنها اشاعة ثقافة الخلاف وامكان قبول المختلف مطلقا وتصوير ان احكام الشرع تلف فيها بين علمائه وجعل مجرد وجود خلاف ولو كان ساقطا مسوغا لاختيار اي قول ولو لم يكن من وللمعتمدة في الاسلام فالاختلاف شماعة الانفلات وسلاح الشتات ومع كونهم لا يعولون على النص الشرعي في الاحكام اما فيقولون لا حجة في الكتاب والسنة فهم يستغفلون الناس باعتبار خلاف الفقهاء وما اجمع عليه من الاحكام اضعاف اضعاف ما اختلف فيه. وهي المسائل الشائعة في العمل العام للمسلمين. اما الخلاف فمع وقوعه فهو قليل بالنسبة لها ويكاد يكون اضيق دائرة بخصوص العمل. ذكر معنى هذا ابو اسحاق الاسرائيلي في شرح وابن تيمية الحفيد في كتاب الاستقامة. زد على هذا انه ليس كل خلاف ذو اعتبار. وكذلك فمجرد وقوع الاختلاف لا يعني توسيع دائرة الاخذ منه للاخذ منه لكل احد كما يشاء. فالحق واحد والقاضي العدل بين المختلفين الدلائل البينات من اهلها الثقات فالامر كما قال ابن السيد الاندلسي ان اختلاف الناس بالحق لا يوجب اختلاف الحق في نفسه كلامه. والذي يبيح اليوم الاختلاف في مسائل ترى هينة سيبيحه غدا في التوحيد والشرك والسنة والبدعة والجماعة والافتراض والسمع والعصيان المدني ومنها الازراء بعلماء الشرع ووصفهم بالتشدد وابتغاء الحق من قدرهم تصريحا او تلميحا. والاصطياد في الماء العكر وتعميم الاخطاء الفردية وقصر اسم العلماء على الماديين فقط. وتصوير ان القادة والموهوبين والاذكياء والمبدعين والعباقرة فالقدوات هم الدائرون في فلك المادة فلا محل لغيرهم. اما الخارجون عن دائرة المعرفة المادية فهم بسطاء وسطحيون وجهال وحيارى وتقليديون ومغفلون. وقد قال الله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء. رواه ابو داوود وغيره. فهم صمام امان حفظ الدين بين المسلمين. وليسوا معصومين. ومن بين خطأه منهم ففيهم من يتكفل برده. وقد يتلبس بالعلم من ليس من اهله. فالعبرة بمن وثق بعلمه ودينه هذا الازراء والعيب هو كونه سلما الى تنحية حكم الله. فالعلماء بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم هم حراس لورثتهم لها واذا ازيح الحراس كسرت خزانة الشريعة وعبث بها العابثون. ويصور هؤلاء ان علماء مؤسسة تحكم باسم الله وتحيط نفسها بقداسة خاصة مستجرين انموذج الكنيسة في القرون الوسطى ليلهمهم ذلك مزيدا من المضي في نشر الفكرة العلمانية وهو شيء يوجد في الاذهان لا حقيقة له في الخارج ومنها رمي اهل الحق بالباطل. وتوزيع التهم المعلبة. فمن قاموس الاتهام قولهم اصولي. راد كالي رجعي متخلف احادي اقصائي متسلق متأسلم صحراوي القالب بدوي الفقه ضيق الافق وهم يهتمون بابائهم الاولين المذكورين في قول الله تعالى كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون من طريقة اعداء الحق في كل زمان انهم يلقبون حملة الشريعة بالالقاب الشنيعة ويدعون صحتها على رأيهم الفاسد كما ان مشركين كانوا يلقبون النبي صلى الله عليه وسلم بالقاب افتروها فيجعلونه تارة مجنونا وتارة شاعرا وتارة كاهنا وتارة مفتريا. وكل ذلك لارهاب اهل الحق وحملهم على تركه وعدم بيانه وتشجيعهم وتبشيع حالهم بين وزرع رفض الحق لرفض اهله في زمن يفتقر فيه كثير من المتكلمين الى صحة الديانة وصدق اللهجة. ومنها حفاظ المجتمع الديني وجعله تقاليد وعادات وانماط فقدت الزمان والمكان. فتلك المتانة المجتمعية التي نراها في تعظيم شعائر الله وحفظ الشريعة وصيانة الاصول وحراسة الفضائل تمثل عندهم اغلالا يرفث فيها المجتمع وضعت في اعناق اهله وايديهم عبر تراكمية زمانية وتموضعية مكانية ولدت من رحمها تلك المتانة المرأة وجهها هي عند قوم اليوم شذوذ عن النسق البشري. وثوب اجنبي عن الاسلام فرضته مرحلة زمانية. وتم فيه لي نصوص الادلة لاجل قهر المرأة؟ فهكذا وجد عند السعوديين فقط. اولم يسمع هؤلاء ان رجلا يقال له ابو حامد الغزالي توفي سنة خمس وخمسمائة وكان عراقيا انه قال لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه والنساء يخرجن منتقبات وان رجلا اندلسيا من البلاد التي سطعت منها شمس الحضارة على اوروبا هو ابو حيان الاندلسي المتوفى سنة خمس واربعين وسبعمائة ذكر ان المرأة في بلاد الاندلس لم يكن يظهر منها الا عينها الواحدة وان يمانيا هو محمد بن علي الموزعي المتوفى سنة خمس وعشرين وثمانمائة قال لم يزل عمل الناس قديما وحديثا في جميع الامصار والاقطار فيتسامحون في كشف فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها ولا يتسامحون للشابة ويرونه عورة ومنكرا وبعدهم قال رابع من بلاد مصر هو ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ولم تزل عادة النساء قديما وحديثا يسترن وجوههن عند الاجانب ولست هنا للحديث عن حكم تغطية المرأة وجهها. وما ذكر فيه من اجماع او خلاف. وفتاوى اعلى جهة علمية شرعية كسماحة قوى اللجنة الدائمة هي وجوب تغطيته وحرمة كشفه. لكن مقصودي هنا بيان شناعة تسطيح حفاظ المجتمع وتدينه الفطري وتصويره شذوذا مقرفا مانعا من شم رائحة الحياة الجميلة ومنها دفع الناس الى التمرد على المألوف الموافق للشرع القويم والعرف المستقيم والهاب حماسهم نحو الانفلات ومقت ما نشأوا عليه من فطرة قويمة واخلاق مستقيمة ويتم اغراء الناس بتلك المساوئ في ظلال شعارات في ظلال شعارات براقة سراقة كالحرية وكسر القيد والاختيار الذاتي ووأد ثقافة العين واجل مثال اليوم تجد فيه هذا مع اختلاف الادوات اضعاف الغيرة. تلك القيمة المعظمة شرعا وعرفا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يغار وان المؤمن يغار. وقال ايضا اتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لانا اغير منه والله اغير مني ومنها تسويغ وقوع المنكرات وتجاوز الحد في اعذار الواقعين فيها وما لم تستوعبه دعاواهم فتحت له اعذار الكبت والمرحلة العمرية واستشراف المخفي. ومن رفع قول الحق في بيان حرمتها فهو احادي الرائي واقصائي الرؤية وسلطوي على المجتمع يمارس الوصاية. واهونهم قولا من يقول من ارادها فهي له ومن لم يردها فلم يجبر عليها. وذلك كله غفلة عن ما في الاسلام. من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال الله تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. وقال ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وليس وقوع المعصية من احدنا مستبعدا فكل ابن ادم كتب عليه حظه من الذنب لكن الحقيقة بالذم نفخ روح الاستكبار وعدم الخضوع لله عند فعل المعصية بالتماس الهداية والتوفيق للتوبة واعلان الندم استغفارا فاذا عرفت ان حقيقة العلمانية عزل الدين عن الحياة فان تنحية دين الاسلام عن حياة الفرد والجماعة باطل البطلان واعتقاد بطلانه من قطعي الاحكام بدلائل القرآن والسنة والاجماع والعقل والفطرة تأمل القرآن فمن الايات المبطلة العلمانية المقررة خضوع الحياة كلها لله وكونها تحت حكمه قوله تعالى ان الحكم الا لله وقوله تعالى والله يحكم لا معقب لحكمه. وقوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. وقوله تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. وقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. وقوله تعالى فلا ورب لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. واما السنة فالاحاديث النبوية المبطلة العلمانية كثيرة. منها قوله صلى الله عليه وسلم خذوا بكتاب الله وتمسكوا به. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس اني قد تركت فيكم ما ان تمسكتم به ما ان اعتصمتم به فلن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة نبيه رواه النسائي في السنن الكبرى وقوله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا يا رسول الله ومن يأبى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. وقوله صلى الله عليه وسلم جعل الذل والصغار على من خالف رواه احمد واسناده حسن وقوله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ثم قال هذا سبيل الله مستقيما. ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا ثم قال هذه السبل ليس منها سبيل الا عليه شيطان يدعو اليه ثم قرأ وان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل. رواه احمد وغيره. واما الاجماع فقال ابن حزم في مراتب الاجماع واتفقوا على او وجوب الحكم بالقرآن والسنة والاجماع. وقال ابن تيمية الحفيد في رسالة احوال التتار ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين ان من سوغ اتباع غير الاسلام او اتباع شريعة غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو وكافلة وعد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من نواقض الاسلام المجمع عليها من اعتقد ان بعض الناس لا يجب عليه النبي صلى الله عليه وسلم وانه يسعه الخروج عن شريعته واما العقل فالانسان روح وبدن. ولو قدر انه يتحكم في بدنه ويعرف ما يصلح له فهو يعجز عن التحكم بروحه ومعرفة ما يصلحها فلا بد من التسليم لمن يتحكم ببدنه وروحه وهو الله كما ان العلمانية طور من اطوار الحكم في البشرية. وكانت البشرية دونها مرتقية حضاريا. فكثير من الحضارات وجدت بلا علمانية؟ اولا يعلم هؤلاء ان حضارة اوروبا اشرقت من شمس الاندلس التي لم تعرف يوما حكم العلمانية وكان القائم فيها هو حكم الاسلام واما الفطرة فالناس مفطورون على الاسلام. وحقيقته الاستسلام لله. وفكرة العلمانية تنافي الاستسلام لله. لانها لا تجعل حكم الله نافذا في شأن دون اخر فهي مناقضة للفطرة. وهم ايضا مفطورون على طلب مصالحهم ومقرون بان الصلاح يحصل بحكم من يدبر امرهم وهو الله. فهو بهم اعلم وما ارشدهم اليه احكم. فكيف لا يكون لحكمه ولاية عليهم في دنياهم وهو المدبر لهم. وهذه الدلائل على اختلاف انواعها من القرآن والسنة اجماع والعقل والفطرة تحقق كون العلمانية كفرا. فاعتقاد حياة بلا دين يناقض اصل الاسلام في التسليم لله والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم والعمل بدينه والحكم بشرعه. ومن هنا صرح العلماء بان العلمانية كفر مخرج عن الملة. ومن هؤلاء من علماء بلادنا اعضاء اللجنة الدائمة للافتاء. واعضاء هيئة كبار العلماء ابن باز ومحمد ابن عثيمين وبكر ابو زيد وعبدالله ابن غديان وعبد العزيز ال الشيخ وصالح ابن فوزان رحم الله الاموات وحفظ الاحياء والسؤال الشائع المطروح اليوم هل العلمانية لديها مشكلة مع الاسلام؟ جوابه الواضح عند علماء الاسلام الذين يدينون بدين الحق لله وحده؟ نعم. لانها تحول دون العمل باحكام الاسلام في شؤون الناس. فتفرق حياتهم من الدين وهذا يناقض اصل الشريعة ويبطل علاقة الانسان مع الله ويجعله ندا له مع تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم الانقياد لما جاء به من الحق هذه هي حقيقة العلمانية. اما خطرها على المسلمين فيمكن عرضه في عشرة شرور فالشر الاول نزع توحيد الله من القلوب بما فيها من مناقضة اصل التسليم لله والجري وراء بهرج العقل. ولا استقيموا دين واحد الا بالتسليم لله. وجعل العقل خاضعا لما بينه وابداه. مع ما فيها من التعلق بالاسباب والاعراض عن مسببها عز وجل وجعل القيم الروحية قيما سلبية واتاحة المجال لانتشار الالحاد والاغتراب واحلال الغرائز دنيوية كالمنفعة والطمع والتصارع على البقاء بديلا عنها. والشر الثاني ابطال طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة الى تنحية السنة النبوية بدعوى انها حالت بين الناس وبين فهم القرآن ومنعتهم معرفة دين الله بل في النبوة ومعارضة السنن واعجب شيء ان يجعل احدهم ختم النبوة سبيلا لابطالها وانه هو هو روح الشرع لما قال فلقد حرر الاسلام العقل البشري من سلطان النبوة من حيث اعلانه انهائها كليا وتخليص البشرية منها قاصدا ان ختم النبوة وعدم مجيء نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم هو بوابة الغاء العمل بسلطانها والشر الثالث تعطيل احكام التشريع الاسلامي في ابواب كثيرة ومحو دائرة الحلال والحرام. فالعلمانية تصدع انه لا لا شريعة لله في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في العلم ولا في الاجتماعي ولا في الاعلام ولا في الرياضة ولا في الفن ويشيعون ويشيعون دعاوى مجحفة في سبيل تعطيلها. كدعوى جمود الشريعة وعدم مواكبتها الحضارة وانها الى العزلة والانحياز الذاتي واضطهاد حرية الفكر وتحول دون الابداع والرقي والشر الرابع مسخ هوية الامة ومحو خيريتها وبتر صلتها بدينها وتاريخها وتسييرها وتسييرها مبادئ صنعت خارج مصادرها واعدت لغير اهلها. فالعلمانية التي ناسبت بلادا يحتدم فيها الصراع بين الكنيسة والدولة والرب والانسان لا تناسب امة شرفها الله بالاسلام واكرمها ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام الرب اكبن دين ونظام ومن مفردات هذا الاضعاف النظرة الاقصائية للغة العربية وتهميشها لعدم صلاحيتها كلغة اتصال وتغيير النظام الاجتماعي بتفكيك الاسرة وزحزحة سلطان الوالد والزوج واشاعة الفواحش بفتح فوضى العلاقات والاحتكاك البشري والدعوة الى تحرير المرأة وفق النمط الغربي. والشر الخامس الغاء مدونات التراث الاسلامي. ومصادرة الجهود المبذولة فيه وتسليط معول نقد الموروث عليها وازدراء مضامينها وتصوير سذاجتها وزعم خلوها من الثقافة والفكر الطعن فيها ونزع هيمنتها وهيبتها من نفوس المسلمين. والشر السادس اساءة الظنون بسلفنا السابق فهم يرون ان اعمالهم كانت سببا لعرقلة مسيرة التطوير. ونصبت اوصياء على الخلق. يصرحون بهذا تارة ويخفون في لحن القول تارة اخرى فممن تناولوه عثمان ومعاوية رضي الله عنهما والامام احمد وشيخ الاسلام ابن تيمية وهم يطعنون في حكام وعلماء هذه البلاد من عهد دولة الامام محمد ابن سعود رحمه الله الى يومنا هذا ويتكاتمون ذلك لكن صدورهم افرغته في اوعية مشهورة من ابرزها الروايات والقصص. والشر السابع تجريد الاجيال من الاعتزاز بحضارتهم الاسلامية ومنجزاتها في الفرض والجماعة لانها عند العلماني لا شيء يستحق الذكر او هي فتات مسروق من الامم المتقدمة كاليونان والاشوريين. فتلك الحضارة كرست هيمنة الشريعة. ولم يستطع الاحرار الخروج من عبائتها. وعندما حاولوا كفروا وسفكت دماءهم. ويعنون بالاحرار الزنادقة المكذبين بالله رسوله صلى الله عليه وسلم. والشر الثامن اقصاء العلماء وحملة الشريعة من القيام بواجبهم الديني والاجتماعي واسقاط باعتبارهم ومحاصرة جهودهم والحيلولة دون تواصلهم مع الناس وعرقلة دعوتهم وتوهين العلوم الشرعية والوظائف الدينية ومحاولة صناعة دمى تكيف الدين وفق المقياس العلماني. والشر التاسع تعظيم الاقزام المتمردين على الشرع والعرف. وتلميع من حارب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وتقديمهم سادة وعظماء وروادا للفكر ومنارات للحرية وقادة للانسانية وحقيقة اقوالهم الكفر الصراح والشر العاشر تيسير سبل اعدائنا للتسلط علينا سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا او اجتماعيا. فمدرسة لا تدين بالفضل لاحد من امتنا. ولا ترى فائدة فينا وقبلة قلوبهم الى غيرنا فهم اعداء لنا ولبلادنا وامتنا ويرون في هذه البلاد حكاما علماء ورعاة ورعية شذاذا متخلفين قبح الله الافاكين وامام هذه الشرور وغيرها. فالملجأ هو اللجوء الى الله. والفرار اليه. والتمسك بدينه. والتعلق بعروته الوثقى والثبات على الاسلام والاعتزاز بالانتماء اليه. فقوة الله فوق كل قوة. ومكر الله فوق كل مكان فان الله ينصر عباده المؤمنين ويبطل كيد الكائدين. وقد تكفل الله بحفظ دينه ونصرة اهله. اذا سعوا في اسرته. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. وقال تعالى ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز. وقال تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وقال تعالى ان الارض لله ان الارض افضل الله يورثها من يشاء من عباده. والعاقبة للمتقين. وقال تعالى يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يزال امر هذه الامة مستقيما حتى تقوم الساعة او قال حتى يأتي يا امر الله. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق. لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم كذلك. وقال صلى الله عليه وسلم ليبلغن هذا الامر ما بلغ الليل والنهار. ولا يترك الله بيت ولا وبر الا ادخله الله هذا الدين بعز عزيز او بذل ذليل عزا يعز الله به الاسلام وذلا يذل الله به الكفر رواه احمد واسناده صحيح. فاذا عرفت حقيقة العلمانية وخطرها فان من النعمة المستحقة شكر الله عليها ما حظيت به هذه البلاد ما حظيت به هذه هذه البلاد من دولة الاسلام اسلامية الدولة فبينما تتصدر العلمانية المشهد في انظمة حكم كثيرة تجد النظام الاساسي للحكم في المملكة العربية السعودية ينص في المادة في الاولى ان المملكة العربية السعودية دولة عربية اسلامية ذات سيادة تامة. دينها الاسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي المادة السادسة يبايع المواطنون الملك على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وفي المادة السابعة تمد الحكم في المملكة العربية السعودية يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع انظمة الدولة. وفي المادة الثامنة يقوم الحكم في المملكة العربية السعودية على اساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الاسلامية. وفي المادة الثالثة والعشرون تحمي الدولة عقيدة الاسلام وتطبق شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب الدعوة الى الله. وفي المادة الثالثة والثلاثون تنشئ الدولة القوات المسلحة وتجهزها من اجل الدفاع عن العقيدة والحرمين الشريفين والمجتمع والوطن وفي المادة الخامسة والاربعون مصدر الافتاء في المملكة العربية السعودية كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي المادة الثامنة والاربعون تطبق تطبق تطبق المحاكم على القضايا المعروضة امامها احكام الشريعة الاسلامية. وفقا لما دل عليه الكتاب والسنة وما يصدره ولي الامر من انظمة لا تتعارض مع الكتاب والسنة. وفي المادة الخامسة والخمسون يقوم بسياسة الامة سياسة شرعية طبقا لاحكام الاسلام. ويشرف على تطبيق الشريعة الاسلامية والانظمة والسياسة العامة الدولة وحماية البلاد والدفاع عنها وانما يوجد فيها من نقص وتقصير. فموجبه الجبلة البشرية او المرحلة الحضارية. فكل بني ادم خطاء والايمان يزيد ينقص وهذا كما يكون في الافراد يكون في الدول ايضا على حد سواء. واحكام الضعف غير احكام القوة. ودفع النقص يكون بالنصح والدعوة والارشاد وانكار المنكرات ونشر العلم وبيان الحق والصبر على ذلك كله مع الاستغفار والتوبة والسعي استكتار من الاعمال الماحية للذنوب للذنوب الواقعة الاوان كل ذي نعمة محسود. فبلادنا الان تواجه دعوتين ماكرتين اخطر من ذي قبل حول علمانية الدولة فقوم يجرونها اليها ساعين في نشرها والدعوة اليها منتهزين كل فرصة مواتية في تزيينها اغراء بها وقوم يجرونها عليها فيتهمون هذه البلاد بالعلمانية والسير الحثيث اليها وتحويلها عن نهجها المعهود لال سعود فمن مسالك اهل الاهواء من الغلاة والجفاة شيطنة الدولة السعودية بشبح العلمانية فمنهم من ذلك بوقا ينفخ فيه لشحن النفوس نحو جهاد مقدس. ومنهم من يتخذه سوقا ينفق فيه سلعة العلمانية لتروج وتلبس. ومن جهاد هاتين الطائفتين ان يسعى الصادقون على اختلاف مراتبهم ووظائفهم. في امرين عظيمين حفظا للديانة واداء للامانة وابراء للذمة وصيانة للبلد والوطن والامة. احدهما تعزيز حكم الاسلام في شؤون بلادنا كلها. صغيرها وكبيرها وخاصها وعامها. والا يترك شيء مما شيد على هذا ولا يهجر العمل به. والاخر تعزيز الثقة في الحكم بالاسلام بين الراعي والرعية والحاكم والمحكوم. وان صمام الامان في القوة والبقاء لبلادنا هو الاسلام. فبلادنا الاسلام والاسلام لبلادنا. وان مما يرجى ويؤمل في حملة العلم واقلام الحق من العلماء والقضاة والمشايخ والمعلمين والخطباء وائمة المساجد ان يبذلوا ما يمكنهم في حماية الدين والدولة ونشر الفضائل ومحاربة الرذائل وحراسة الشريعة والوطن تقريرا لاصولها الراسخة وتأكيدا على مسيرتها الواضحة من غير مبالاة بالتهم المبطلين. وتشغيب المشاغبين. مستمدين قوتهم من الصدق مع الله وطلب رضا وتحقيق الحب في الله والبغض في الله وان مما تقوى به العزائم في تحصيل الغنائم العلم بان المملكة العربية السعودية هي دار الاسلام وحصنه المنيع ودرعه الذي تكسرت عليه موجات الانحرافات الفكرية المعاصرة القومية والناصرية والشيوعية وولاية الفقيه والغلو واقول احسانا للظن بالله وثقة في اهل بلادي حكاما ومحكومين رجالا ونساء ستنكسر موجة علمانية على هذه الصخرة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. والله غالب على امره. ولكن اكثر الناس لا يعلمون ان الله لا يضيع عمل المصلحين ولا يصلح عمل المفسدين. والله مولانا ولا مولى للمبطلين. قال الله تعالى ولا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون وقال تعالى بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهد. وقال تعالى فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض. اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين. واحفظنا بالاسلام نائمين اللهم احفظ على هذه البلاد دينها ودنياها وايمانها وامنها. اللهم وفق خادم الحرمين وولي عهده للبر والتقوى بنواصيهما لما تحب وترضى وارزقهما البطانة الصالحة الناصحة وجنبهما بطانة السوء. اللهم قوي عزائم العلماء الاتقياء في القيام بامانة البلاغ وحراسة الشريعة والف بين قلوبهم واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم انا نعوذ بك من شر الاشرار وكيد الفجار اللهم انا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم اللهم احينا حياة سعيدة وتوفنا وفاة حميدة. اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. اللهم ات نفوسنا تقواها ازكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. وفي ختام هذه محاضرة اشكر لكم جميعا حضوركم وانصاتكم سائلا الله ان تكون نافعة لي ولكم وحجة لي ولكم ومزيدا من البصيرة للمؤمنين وثقة بالاسلام والدين وثباتا على الحق واليقين. وافيدكم بان سماحة المفتي قد عرظ له من الشغل لما منعه من الحضور للتعليق على هذه المحاضرة كما ان السؤالات التي رفعت منكم هي سؤالات توجه اليه وهو غير حاضر هنا وانا لست نائبا عنه في الاجابة على هذه الاسئلة فعسى ان ترجى الى محاضرة قادمة يكون فيها حاضرا ويجيبكم على هذه السؤالات والله اعلم والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين