قل هذه سبيلي. ادعو الى الله صلى عليه الله ثم سلم ما غرد القمري او ترنم واله وصحبه ومن تبع منادي الايمان فهو المتبع اما بعد ايها المؤمنون ان صلاح الانسان في حفظ قوته ودفع العلل عنه فان الانسان محل لادواء تعتاده فتذهب صحته وتضعف قوته وتزيل بهجته وان تلك الادواء التي تتسلط على جنس الانسان تكون تارة اجواء امم وتكون تارة اخرى ادواء افراد. وان ادواء الامم بالمحل الاعلى والمقابر اسمى فقد عنيت بها الشريعة وبينت في مواضع من الخطاب الديني الشرعي بان سريانها في الامة يوجب ضعفها ويوهن قوتها ويستدعي تسلط اعدائها عليها وان معرفة الداء نصف الدواء. فان من عرف الداء امكنه ان يداويه ومن جهل الداء عجز عن مداواته. والمأخذ الحسن في معرفة الادواء. معرفة اصولها الكلية التي متى بوشرت بالدواء اندفعت به علل كثيرة فان التشاغل بالاعراض الجانبية تذهب فيه غدر كثيرة وجهود وفيرة لا ترجع بالعلاج على اصل الداء. وان من ادواء امتنا التي هي من اصولها الكلية تفريق الدين الذي ياتي الحديث عنه اليوم مشاركة في تقوية الامة ودفع الضعف عنها واسهاما في نصح المسلمين ورعاة ورعية وحكاما ومحكومين. وان تفريق الدين هو اخذ بعض الدين وترك بعضه. فيعمد العبد او طوائف من الناس الى الاخذ بشيء من دين الاسلام ويتركون اشياء. فهم حينئذ مفرقون آخذون بعضه وتاركون بعضه وذلك التفريق له ثلاث مراتب المرتبة الاولى اعتقاد كون بعضه دينا وعدم اعتقاد بعض كونه دينا فيعتقدون ان هذا من الدين ولا يعتقدون ان ذلك من الدين. مع كونهما مما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم والمرتبة الثانية فعل بعض الدين وترك بعض الدين. فهم يعتقدون في المفعول والمتروك انهما من الدين لكنهم يتركون تارة شيئا ويفعلون تارة شيئا اخر والمرتبة الثانية انزال بعظ الدين غير رتبته الشرعية فهم يفعلون بعض الدين اخذين به ويتركون شيئا اخر من الدين غير ابهين به ويدعوهم الى الاخذ والترك عدم رعاية الرتبة الشرعية للمفعول او المتروك من الدين فاخذ الدين ببعضه وترك بعضه يرجع الى هذه المرتبة تارة ويرجع الى تلك المرتبة تارة ويرجع الى المرتبة تارة اخرى وتختلف احكامه بحسب ما يأتي في بيان انواع تفريق الدين وقد ذم الله سبحانه وتعالى تفريق الدين فجعله من خصال المشركين. فقال تعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون فاخبر سبحانه وتعالى ان تفريق الدين من خصال المشركين. فالمشركون يأخذون ببعض الدين ثم يتركون بعض اخر منه كما اخبر الله سبحانه وتعالى عن محبة المشركين للانداد مع مع محبتهم سبحانه وتعالى فقالوا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فمن خصال المشركين اخذهم بعض الدين وتركهم بعض الدين ومن دم تفريق الدين براءة النبي صلى الله عليه وسلم من اهله. كما قال تعالى ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء وهذا اخبار عن برائته صلى الله عليه وسلم من المفرقين للدين. فكفى ذما لتفريق الدين ان يكون من دين المشركين مع براءة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وان المتتبع لدلائل الشرع يجد ان تفريق الدين من اعظم المحرمات. كيف لا؟ والله سبحانه تعالى صرح بالنهي عنه فقال تعالى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه فامرنا الله سبحانه وتعالى بان نقيم الدين. ثم نهانا نهيا صريحا عن التفرق فيه. بفعل بعضه وترك بعضه واخذ بعضه وترك بعضه واخبر كما تقدم عن براءة النبي صلى الله عليه وسلم من اهله. فالنهي الصريح عنه مع عبراءة النبي صلى الله عليه وسلم من التفرق في الدين يدلان على ان التفرق في الدين من اعظم المحرمات انه يحرم على عباد الله المؤمنين ان يقعوا في هذه الابدة العظيمة والبلية الجليلة وهي تفريق دين الله سبحانه وتعالى. وتفريق الدين باعتبار انواعه له نوعان احدهما تفريق اكبر والاخر تفريق اصغر. فاما التفريق الاكبر فهو الذي يؤخذ فيه بعض ويترك فيه بعض الدين. ويخرج العبد من الاسلام. واما التفريق الاصغر فهو الذي يؤخذ فيه بعض الدين ويترك فيه بعض الدين ولا يخرج العبد فيه من الاسلام. وقد ذكر الله عز وجل من النوع الاول قوله تعالى ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. فاخبر الله عز وجل عن هؤلاء ممن وقع وفي التفريق الاكبر فاخذ بعض الدين وترك بعضه مما يخرج به من ملة الاسلام. كما انه يكون من تفريق الدين كما سيأتي ما يأتيه العبد لكنه لا يخرج من دين الاسلام. وهو واقع في امر عظيم قد نهى عنه الله سبحانه وتعالى واعلن رأت النبي صلى الله عليه وسلم منه ومن اهله. وان تاريخ تفريق الدين يمتد امتداد هذه الامة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا. فان النبي صلى الله عليه وسلم شهد في المدينة اليهود وكانوا مفرقين للدين كما اخبر الله عز وجل عنهم انهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض. فكان مما ارادوا به ان يمكروا بالمؤمنين اي يحملوهم على ذلك ووقعت منهم وقائع دبت الى بعض المنتسبين الى الاسلام فوقعوا في تفريق الدين ووقع في الصحيحين في قصة الثلاثة الذين ذكروا عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم استكثروها فقال احدهم اما انا قوموا ولا افطر وقال الثاني واما انا فاقوم وانام وقال الثالث واما انا فلا اتزوج النساء. فانكر النبي صلى الله عليه وسلم مقالته وعابها لانها من جملة تفريق الدين ثم اخبر صلى الله عليه وسلم عما ينبغي الاخذ به قال من رغب عن سنتي فليس مني. والمراد بالسنة في هذا الحديث هو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فمن عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من الدين فانه ليس من النبي صلى الله عليه وسلم وهو تصديق لاية البراءة المتقدمة في تفريق الدين. واذا بصرت بتفريق الدين في احوال الناس قديما وحديثا وجدت ان ثمة اسباب ان استدعت وقوع الخلق في تفريق الدين. فمن جملة ذلك التنازع والاختلاف. فان التنازع والاختلاف يفضي الناس الى ان يأخذوا بعض الدين وان يتركوا بعض الدين. فيؤمنون ببعضه ويتركون بعضه. متنازعين فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع وهي من صفات اهل الكتاب التي اخبر الله عز وجل عنهم فقال وقالت اليهود ليست على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم. فاخبر سبحانه وتعالى ان من اهل الكتاب ان قوما منهم يأخذون ببعض الدين ويزعمون ان غيرهم ليسوا على حق وان اخرين منهم يأخذون ببعض ويزعمون ان غيرهم ليسوا على حق. ومن جملة ما يؤدي الى تفريق الدين البغي. كما قال سبحانه وتعالى وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. وقال تعالى وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. فكان يبغي بعضهم على بعض. ويظلم بعضهم بعضا. بالعلو والطغيان عليه. فكان من اسباب اخذ بعضهم للدين وترك بعضهم للدين ان هذا يطغى على بعض الناس بشيء وهذا يقضى على بعض الناس شيء فيحمل هذا الامر كل واحد منهما على ان يأخذ بعضا من الدين ويترك بعضا من الدين. ومن جملة ما يدعو الى تفريق الدين عدم الانقياد الى الحق. عدم الانقياد للحق. قال تعالى لبني اسرائيل خذوا ما اتيناكم بقوة. واسمعوا ما فيه قالوا سمعنا وعصينا. فلما وقعوا في في العصيان ولم ينقادوا الى الحق تفرقوا. كما قال تعالى وما وما تفرق الذين اوتوا كتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة اي ما جاءهم من الحجج والايات فتفرقوا لما وقعوا فيه من عدم الانقياد للحق فيكون فيه من ينقادوا له الحقوا تارة وفيهم من لا ينقاد الى الحق ويكون في المقابلين قوم ينقادون الى الحق في زمن اخر ويترك كونه في زمن اخر فيقع هؤلاء وهؤلاء في اخذ بعض شيء من الدين وترك شيء اخر من دين الله سبحانه وتعالى ومن جملة ما يوقع في تفريق الدين اتباع الظن والهوى. قال تعالى وما يتبع اكثرهم الا ظنا. وان لا ان الظن لا يغني من الحق شيئا. وقال تعالى في سورة النجم ما لهم به من علم. ان يتبعون الا الظن. وان الظن الا يغني من الحق شيئا فالخيالات الجاهلية في اذهان الناس وما تميل به الاهواء منهم الى شيء دون شيء يحملهم على تفريق فيأخذ هؤلاء بشيء من الدين ويتركوا هؤلاء شيئا من الدين. ومن جملة تلك الاسباب الجهل. قال تعالى لموسى وهارون عليهم الصلاة والسلام فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون. فامرهما سبحانه وتعالى بالاستقامة ثم نهاهما عن اتباع سبيل الذين لا يعلمون من اهل الجهل لان الوقوع في الجهل يؤدي الى اخذ بعض الدين وترك بعض الدين لان من الناس من يعلم شيئا من الدين فيعمل به ولا يعلم ان هذا من الدين فيتركه وربما عظم هذا في امره حتى بلغ مرتبة اعظم من مجرد الترك والاخذ مما يوصله الى كونه يعده اعتقادا من الدين او لا يعده اعتقادا من الدين. فتلك الاسباب وغيرها هي مما يوقع في قلوب الناس تفريق الدين. فيأخذون ببعض الدين ويتركون بعضا من الدين. وان شيوع هذا الامر في المسلمين قديما وحديثا ابدى اثارا تشكلت في مظاهر واقعة في مظاهر واقعة بين المسلمين فمن فمن تلك المظاهر الواقعة بينهم الفرح ببعض الدين والابتهاج به والاحتفال وعدم بغيره كما قال تعالى فتقطعوا امرهم بينهم زورا كل حزب بما لديهم فرحون. وقال في الاية المتقدمة ان الذين دينهم او قال تعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون فيفرح هؤلاء بشيء من الدين ويحتفلون به ولا يفرح هؤلاء بذلك الامر ويقابلهم هؤلاء في فرحهم بشيء من الدين ورفع فوق رتبته الشرعية فيأخذ هؤلاء بالدين ويأخذ اولئك بالدين ويدع هؤلاء شيئا من الدين ويدع هؤلاء شيئا من ديني اخر ومن جملة تلك المظاهر بينهم ترتيب الاحكام الشرعية وفق مرادات النفوس. فلا يرتبون الاحكام الشرعية الدينية وفق دليل الخطاب الشرعي من القرآن والسنة. ولكنهم يرتبونها وفق اهوائهم دون هذا الامر من الدين بحسب ما يوافق هواهم ويتركون ذلك من الدين بحسب ما يكون ذلك من اهوائهم. ومن من جملة تلك المظاهر التي نشأت من تفريق الدين الكون شيعا كما قال تعالى في الاية المتقدمة ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. وقال تعالى ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. والشيع هم الجمع من الناس الذين حين يتبع بعضهم بعضا بدون بينة ولا حجة. فهؤلاء يتبع بعضهم بعضا في كون هذا من الدين وفي كون ذلك ليس من ويقابلهم اخرون يجتمعون على شيء من الدين ويتبعونه ويتركون غيره فيشيع بعضهم بعضا على هذا الامر ويقعون في تفريق الدين ومن جملة مظاهر تفريق الدين في الناس الرد الى غير اولي الامر. فان الله سبحانه وتعالى امرنا بالرد الى اولى الامر قال تعالى ولما جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه او منهم الاية فمن مظاهر تفريق الدين في الناس انهم لا يردون الامر الى اهله. ثم تراهم ينازعون اهل ان الامن فيما هو من امرهم فان الله عز وجل امرنا بطاعة اولي الامر. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فالعبد مأمور بان يطيع اولي الامر من الامراء والعلماء والا ينازعهم في شيء من ووجود المنازعة وعدم الطاعة هو مظهر من مظاهر تفريق الدين واثر من اثاره. ومن جملة مظاهر تفريق الدين الخروج عن دعوى الاسلام. فان الله سبحانه وتعالى سمانا المسلمين في كتابه هذا وفيما وفيما انزل على رسله من قبل كما قال تعالى في اخر سورة الحج هو الذي سماكم المسلمين من قبل وفي هذا اي في هذا الكتاب وامر النبي صلى الله الله عليه وسلم ان نلزم دعوى الاسلام. فقال في الحديث الذي اخرجه الترمذي وغيره من حديث يحيى ابي كثير عن زيد ابن سلام عن ابي سلام الحبشي عن الحارث الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ادعوا دعوة الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله. فالخروج عن دعوى الاسلام بالتسمي باسماء ليس من اسماء الاسلام ولا اسماء اهله مما تشكل في الفرق او الاحزاب او الجماعات كلها من مظاهر تفريق الدين التي نهينا عنها. ولما كان تفريق الدين امرا عظيما وداء قاتلا فقد عني الشرع ببيان المسالك التي وانتظمت تلك المسالك في موارد متعددة. منها الامر باتباع الشرع والاستقامة عليه. قال تعالى ان هذا صراطي مستقيم فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقال تعالى فاستقم كما امرت ومن تاب معك ومن جملة تلك الاصول الدخول في الاسلام كله والفرح به اجمع. قال تعالى يا ايها الذين امنوا ويدخل في السلم كافة اي في الدين كله. وقال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. قال ابي ابن وكان فضل الله الاسلام ورحمته القرآن. فالعبد مأمون بان يدخل في الاسلام كله. وان يفرح به اجمع. فكلها شرائع طائع الدين امرنا الله سبحانه وتعالى بها. ومن تلك الاصول الامر بتحكيم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والتسليم لامرهما. قال تعالى فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول. وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون. حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلم تسليما. ومن جملة تلك الاصول المراتب الحكمية لاحكام الشرع. فان الله سبحانه وتعالى جعل الشريعة على مراتب مختلفة وفي صحيح من حديث سهيل بن ابي صالح عن عبدالله بن دينار عن ابي صالح الاكوان الزيات عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضع وسبعون شعب او بضع وستون شعبة فافضلها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء من الايمان واصلها عند البخاري فاخبرها النبي صلى الله عليه وسلم عن تفاوت المراتب الحكمية لاحكام الشرع وانها ليست على شيء واحد فرعاية هذا الاصل وانزال الاحكام الشرعية ورتبتها مما يؤمن العبد من الوقوع في تفريق الدين. ومن جملة تلك الاصول تجريد الاخلاص لله. والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وقال تعالى ومن يطع الرسول فقد اطاع الله. فالعبد مأمور بان يطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مجردا الاخلاص لله فلا يكون في قلبه ارادة سوى ومجردا اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعدل احدا غير فلا يعمل احدا غير النبي صلى الله عليه وسلم بمقامه في الاتباع. ومن جملة تلك الاصول التحذير من البدع وفي سنن ابي داود وغيرها من حديث عبدالرحمن السلمي وحجر بن حثيث السنمي عن العرباض بن اسالية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومحدثات الامور لان محدثات الامور التي تقع بين الناس من البدع تؤدي الى تفريط الدين باخذ لبعضه وترك بعضه. ومن جملة تلك الاصول الاقتداء بالسلف. قال تعالى اولئك الذين هدى الله فبهداهم مقتدى نحن مأمورون بان نقتدي بمن تقدمنا من ائمتنا من الانبياء والرسل والصديقين والعلماء والشهداء والصالحين فخصهم نبينا صلى الله عليه وسلم ثم من بعده من القرون الثلاثة المفضلة من السلف الصالح وهم الصحابة والتابعون واتباع ومن جملة تلك الاصول لزوم جماعة المسلمين وامامهم. قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ومن جملة ما يندرج في الاعتصام بحبل الله لزوم الجماعة. ولا يتم لزوم الجماعة على الوجه الاكمل الا بلزوم الامام. ولذلك ارشد النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه لما ذكر اختلاف الناس فسأله عن المخرج فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تلزم جماعة المسلمين وامامهم. رواه البخاري ومسلم من حديث مسلم بن عبيد الله عن ابي ادريس الخولاني عن حذيفة رضي الله فسلامة العبد في عدم تفريق الدين باخذ بعظه وترك بعظ دينه مما يوفقه اليها ان يلزم جماعة المسلمين وامامهم ومن جملة تلك الاصول تقديم الاكابر واتباعهم. وفي الصحيحين من حديث سهل ابن ابي حثمة عن رجال من كبراء قومه في قصة حويصة ومحيصة وعبدالرحمن بن سالم الانصاريين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما تقدم وكان اصغرهم ليتكلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم كبر كبر. وهذا الاصل مطرد في الشريعة كلها فالعبد مأمور في هذه الشريعة ان يقدم الاكابر وان يقتضيها بهم وان يسير بسيلهم وان يكون بقولهم لان هذا اصون من تفريق الدين فهذه جملة من المسالك التي جعلتها الشريعة للوقاية من الوقوع في تفريق الدين. ولما كانت هذه البلاد بحمد الله مؤسسة على دين الاسلام فقد حفلت الاحكام السلطانية لولي الامن في هذه البلاد بما يعين على عدم تفريق الدين في حفظ للدين قوته وللمسلمين جماعتهم. فمن جملة انتهاء الاحكام ان دين هذه البلاد هو دين الاسلام. وان دستورها هو الكتاب والسنة. وان الولاية تعنى تربية الاسرة ابناءها على العقيدة الاسلامية وان من وظيفة الدولة وواجبها حماية العقيدة حماية العقيدة الاسلامية والقيام بدعوة بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى. وان اهل هذه البلاد مأمورون بالاعتصام بحمد الله والتعاون على البر والتقوى والتكافل بينهم وعدم التفرق الى غير ذلك من الانظمة السلطانية جاءت في نظام الحكم او غيره من الانظمة في هذه البلاد التي يجعل ذكرها تنبيها للغافلين ان من لم يردعه القرآن ردعه السلطان وان من ينتحل طاعة ولي الامر ثم لا يحققها في هذه الاصول فانه ضيع شيئا من الاحكام السلطانية المتعلقة بحفظ الامة في هذه البلاد من تفريق الدين والوقوع فيما لا يحمد العبد عاقبته العاجلة والآجلة واني لاجد حديثي بحمد الله موفقا اذ اتكلم به بين يدي سماحة مفتي المملكة ليقوم فيه من صحيح وينفي ما فيه من دخيل واجده ايضا موفقا مرة اخرى اذ يجد بين مشهدين عظيمين حفلت بهما الايام سابقة احدهما الحديث الذي تكلم به سماحة المفتي في ندوة الرياض ونشرتها جريدة الرياض فانها تشتمل على امور ان كنا ذكرته وكذلك من محاضرتي الشاملة التي القاها معالي وزير الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد معالي الشيخ صالح ابن عبد العزيز ال الشيخ قبل ايام وكان عنوانها اسباب قوة اهل السنة والجماعة فانها مشاركة ايضا في تأصيل الاصيل ولا فيه الدخيل. اسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا جميعا بما قلنا وان يجعله حجة لنا ولكم. وان يسددنا اجمعين وان يتولانا الصالحين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى والحمد لله رب العالمين شكر الله معالي الشيخ صالح بن عبد الله تفضل بهذه المحاضرة العظيمة النافعة نحن واياكم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله هذا الشيخ مفتي على المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء بالتعليق على هذه المحاضرة ثم الاجابة على اسئلتكم جزاه الله خيرا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد الانبياء والمرسلين وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد هذه المحاضرة للشيخ صالح العصيمي محاضرة جيدة قيمة من موضوعها هي بيان التفرغ المذموم والاختيار المذموم والاجتماع المحمود تحذير الخلاف وانه يجب عليهم التقوى في انفسهم وان يحذروا الاختلاف فان التحزم الاختلاف وسيلة الى كل شر قال جل وعلا ان اي ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لسنهم شيء. فالمؤمن يؤمن بالله من الكامل بالله ايمانا جاهزا بالله حجوب اركان الاسلام وجوب الصلاة والزكاة والصوم الصدق والامانة واداء الواجبات او الايمان يقدر على الله كما انزله الله. بخلاف اما اجزاء فان ايمانهم كامل بشريعة الاسلام التي بعث الله بها محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم. كما السابقة لكن العمل والتمسك انما هو بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم هذا قال الله جل وعلا كونوا من المشركين اولياء الامة لما كان في عهد رسول الله الكتاب والسنة وعقيدة واحدة وجتهم واحدة ولكن مواقع الاختلاف بينهم في اخر او المسلمين الاغتلاف والضلالات فلا يجمع فلا يجمع القلوب توحيد الله جل وعلا. قال الله جل وعلا قال الله جل وعلا قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والا بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز ثم قال جل وعلا واذكروا واذكروا نعمة الله عليكم. اذكروا اعداء فال بين قلوبكم. فاصبحتم في نعمتي اخوانا. الاية واجتماع الكلمة واتحاد الصف انما السنة والسمع بالمعروف بان نعتقد ان من له عمله انه وان يبغض كل من عاداها وان نكون السراء والضراء لان هذا من مقتضى الله على الخير ان يكون المسلم محبا للاسلام ومع المسلمين ضد من يتطاول عليه من شر والعدوان وضد من يسعى في الفساد وضد الامة. فالامة تجتمع الكتاب والسنة والتفاهم بين الحق والهدى. اما الاحزاب والشيع والاراء الباطلة والتحزبات الضالة. فان الامة تضعف قوتها وتؤدي بها الى كل شر وبلاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته