بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين باسمكم جميعا نرحب بشيخنا الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي ان يدرس بالحرمين آآ وفرصة ان نلتقي به في هذا الصباح المبارك الذي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا واياكم فيه من المقبولين اه كلمات اه نستمع اليها باذن الله سبحانه وتعالى. نستفيد منها وان كان فيه مجال لبعض الاسئلة. اه اه باذن الله تطرح على الشيخ نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى الحمد لله الذي سوى السماوات بلا عمد ورفع وبسط الارض بسطا ووضع واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة نبرأ منها من الاشراك واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادة نرجو بها من النار الفكاك اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اما بعد ايها المؤمنون ان الدنيا دار امتحان وابتلاء والاخرة دار فصل وجزاء وان الله سبحانه وتعالى اودعنا الدنيا ليبتلينا وعند ابن ماجة باسناد صحيح من حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يبقى من الدنيا الا بلاء وفتنة وقال الله سبحانه وتعالى في سورة الانسان انا خلقنا الانسان من موقفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا والابتلاء الذي اريد منا هو ابتلاؤنا في اينا احسن عملا قال تعالى في سورة الملك الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا فنحن مودعون في دار الابتلاء ليبتلينا الله سبحانه وتعالى في اينا احسن عملا ومفتتح حسن عمل الانسان ان تكون عبادته كلها لله سبحانه وتعالى فان الله عز وجل خلقنا للعبادة وامرنا بها قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. ان الله هو الرزاق ذو قوة المتين وقال تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا والطاغوت وقال تعالى فاعبدني واقم الصلاة لذكري وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون والعبادة التي خلقنا الله عز وجل لها هي توحيده بان تكون جميع اعمالنا لله فمحبتنا لله وتوكلنا على الله واستعانتنا بالله واستعادتنا بالله واستغاثتنا بالله قال الله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وقال تعالى قل اعوذ برب الفلق وقال تعالى قل اعوذ برب الناس وقال الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقال تعالى وكانوا انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين فالعبد مأمور بان تكون عباداته كلها لله سبحانه وتعالى. ولا يكون شيء منها لاحد سواه وهذه هي حقيقة التوحيد وحقيقة التوحيد ان يقبل العبد على ربه اقبالا تاما فلا يكون شيء من عمله قل او كثر في سر او علن الا لله وحده لا شريك له ومن اعظم مقاصد الحج اقامة التوحيد لله عز وجل ومشاهد ذلك في الحج كثيرة ومن اجل تلك المشاهد التلبية التي نلبيها فاننا نلبي لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك. لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك فان هذه التلبية عنوان التوحيد وفي صحيح مسلم من حديث جعفر بن محمد بن علي عن ابيه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما لما نعت حجة النبي صلى الله عليه وسلم فوصفها حتى قال جابر رضي الله عنهما فاهل بالتوحيد يعني النبي صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك فاخبر جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اهل بالتوحيد ثم فسر اهلاله بالتوحيد بذكر تلبية النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الجمل المذكورة التي مبتدأها في الاولى قوله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك ثم قوله صلى الله عليه وسلم في الجملة الثانية لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك ثم قوله صلى الله عليه وسلم الجملة الثانية لبيك لا شريك لك ثم قوله صلى الله عليه وسلم في الجملة الثالثة لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك فان هؤلاء الجملاء الثلاث يدور ضحاهن على توحيد الله عز وجل. فالجملة الاولى وهي قولك لبيك اللهم لبيك. حقيقتها انك تقول لبيك فيا الله لبيك. وقول العبد لبيك جمع بين اقبالين احدهما اقبال الظاهر والاخر اقبال الباطن. ولا تأتي نظير هذا فيما جرى مجراها من الكلمات فانك لو قلت نعم او قلت اجل او قلت بلى او غيرها من الكلمات لم تقم مقام هذه الكلمة اذا قال العبد لبيك اللهم لبيك فانك بقولك لبيك تعلن اقبال ضاهيك قبال باطنه وهذه هي حقيقة التوحيد ان يكون العبد بباطنه وظاهره مقبلا على الله سبحانه وتعالى وحقيقة التلبية عند اهل العربية انها اجابة بعد اجابة. فهي تحقيق للاقبال على الله عز وجل الجامع بين اقبال الباطن واقبال الظاهر وهذه حقيقة الحنيفية التي مدح بها ابراهيم عليه الصلاة والسلام فقال الله تعالى في مدحه ان ابراهيم في مكان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين وقال الله امرا رسوله صلى الله عليه وسلم ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. فحقيقة حنيفية وجود اقبال الظاهر والباطن على الله سبحانه وتعالى. وافتتح هذا بقول العبد لبيك اللهم لبيك. وفي قوله اللهم ثم تقدير لنداء اداته محذوفة فاصلها يا الله. قال ابن القيم بلا خلاف. واصل قول احدنا اللهم اي يا الله فاذا قلت اللهم اغفر لي فتقدير الكلام يا الله اغفر لي. لكن درج خطاب الشرع على تعويض الياء بعد حذفها بالميم واستماعهما بكلمة واحدة وهي ان يقول العبد اللهم واوجب هذا الحلف استبعاد النداء بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى. فاكملوا النداء هو ان تجرد ردائك الله سبحانه وتعالى من اذاته فلا تقولوا فلا تقل يا ربنا ولكن قل ربنا ولا تقل يا الله ولكن قل اللهم وموجب ذلك امران احدهما رعاية تقديم اسم الله عز وجل على غيره. فانك اذا قلت يا الله قدمت اداة النداء على اسم ربنا سبحانه وتعالى واذا قلت يا ربنا قدمت اداة النداء على اسمه سبحانه وتعالى فاذا باشرت بالنداء قائلا ربنا او قائلا اللهم فقد قدمت مستحق التقديم. وهو الله سبحانه وتعالى. والاخر ان تستعمل لايداء البعيد والله سبحانه وتعالى قليل وقد امرنا سبحانه وتعالى ان ندعوه. فكمال التصديق بقربه ان يجرد العبد رداءه من قول يا بل يقل الله بل يقول اللهم او يقول ربنا دون ذكر لاداة النداء. فقول العبد اللهم اصلها يا الله فاذا قلت لبيك اللهم لبيك اي لبيك يا الله لبيك ثم لما حذفت ياء النداء جعل بدلا منها الميم فصار العبد عوض قوله يا الله يقول اللهم والسر في اختيار الميم دون غيرها كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان الميم تجتمع فيها الشفتان اطباقا اذا نطقت بها. فاذا قلت اللهم فقد جمعت بين الشفتين والجمع بين بين الشفتين ظاهرا تنبيه الى جمع القلب باطنا فانك في قولك اللهم جامعا بين شفتيك في سؤال الله عز وجل حقيق بان تجمع قلبك على الله عز وجل بان لا يكون دعاؤك من قلب ساه غافل لاه بل من قلب مقبل على الله متعلق به يدور في رضاه ويرغب رحمته ويخاف عذابه. اجتماع هذه المعاني في الدعاء توجب سرعة اجابته من الله سبحانه وتعالى. فقول احدنا اولا لبيك اللهم لبيك هو توحيد لله سبحانه وتعالى اولا بتصديق اقبال القلب عليه كما في اقبال الظاهر بقولك لبيك ثم في الاعلان بسؤاله سبحانه وتعالى دون غيره فانت لا تسأل غيره بل تقول لبيك يا الله لبيك اسأل الله عز وجل ولا تسألوا غيره ثم ثالثا في تكرار لبيك مرة ثالثة تحقيق لهذا الاقبال على الله سبحانه وتعالى ثم قولك في الجملة لبيك لا شريك لك ابطال لكل شريك سوى الله سبحانه وتعالى. وان الله عز وجل لا يصلح ان يكون له شريك من الخلق وقد كان المشركون اذا لبوا قالوا لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملكت. فابطل الله سبحانه وتعالى هذا من دين اهل الجاهلية. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم بدين اهل الاسلام وفيه اخلاص اقبال على الله عز وجل في تلبية الحج بابطال ملك شيء سوى الله عز وجل شيئا ولو قل فان الملك لله سبحانه وتعالى كما قال تعالى تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. فالملك كله لله سبحانه وتعالى ثم في الجملة الثالثة قولك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك اعلان لملك الله سبحانه وتعالى لحمدك للنعمة التي يردها عليك وللملك فالحمد كله لله عز وجل وحقيقته خبرك عن محاسنه سبحانه وتعالى. فالمحاسن الكاملة كلها لله عز وجل. فاذا قلت الحمد لله اخبرت بانه ما من شيء من محاسنه سبحانه وتعالى الا وهو مستحق للثناء عليه عز وجل عن تلك المحاسن لكماله سبحانه وتعالى. ثم قولك والنعمة معلما ان النعمة لله سبحانه وتعالى اقرارا بقول الله عز وجل وما بكم من نعمة فمن الله. وقوله سبحانه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ثم قولك بعد والملك اقرار بان الملك كله لله سبحانه وتعالى. ثم جعل ختم هذه التلبية ابطال الشرك في قولك لا شريك لك اي لا يصلح ان يكون احد شريك لله سبحانه وتعالى فاذا تأمل العبد هذه المعاني في التلبية علم قدر ما في الحج من التوحيد في شيء واحد منه وهو وتلبية الملبين اذا ضجوا بقولهم لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك فان هذا كله اعلان بتوحيد الله سبحانه وتعالى. فينبغي ان يجتهد الناسك في معرفة هذا التوحيد والفقه في كامل وان يطلب ذلك في نفسه فلا يكون في فلا يكون في قلبه توجه لغير الله سبحانه وتعالى ولا رجاء لغير الله سبحانه وتعالى ولا تعلق بغير الله سبحانه وتعالى. فالمزار امره كله في سره وعلنه على ملاحظة سؤال بالله والخضوع له والانكسار بين يديه ودوام اللجوء والاستكانة بين يديه سبحانه وتعالى فان هذا هو مقامكم من الموحدين الذين لا يرون للخلق شيئا ويرون ان كل ما في الوجود هو لله سبحانه وتعالى ملكا وخلقا ورزقا وتدبيرا فحقيق بان تكون جميع احوال العبد لله سبحانه وتعالى. اذا مرض توجهه لله عز وجل اذا خاف توجهه لله عز وجل اذا شكر توجهه لله عز وجل اذا دعا توجهه لله عز وجل لا يرجو من الخلق شيئا ولا يعمل من الخلق شيئا ولا ينازع الخلق في شيء ولا يزاحم الخلق في شيء انه يعلم ان الدنيا زائلة فانية لا تستحق عناية ولا اقبالا وان الحقيقة بمن عرف الله سبحانه وتعالى ان ينفق فجهده وجهده ووقته وقوته في كل ما يقربه الى الله عز وجل. وان يمتلئ قلبه بتوحيد الله واعظامه واجلاله واكباره والتعلق به والتوكل عليه ورجائه والخوف منه سبحانه وتعالى. نسأل الله وتعالى ان يجعلنا واياكم من عباده الموحدين وان يتولانا في الصالحين وان يتم على المسلمين نسكهم وان يتقبل منهم اعمالهم اللهم امن المسلمين واتم عليهم نسكهم. اللهم امن المسلمين واتم عليهم نسكهم. اللهم امين واتم عليهم نسكهم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين بالنسبة للاسئلة الشيخ عبيد الله ان شاء الله اذا بدأ دروسه يجيبكم عليها وفق الله الجميع لما يحبه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم عليه وسلم