نجيب على ما تيسر من الاسئلة بحسب ما يناسب المقام. الاسئلة التي تتعلق بما ذكرنا يعني يذكر الاسئلة التي تتعلق المحاضرة. يقول هذا الاخ نرجو ان توصون وصية امسك بهذا في الزمان وننجو اوصيك بما سبق ذكره في هذه الكلمات التي تقدمت يقول ما هو احسن كتاب تعرفونه في امراض القلوب ودوائها؟ احسن كتاب هو القرآن الكريم. فينبغي للانسان ان يكثر من قراءة القرآن وان يعتني بفهمه كي ينتفع به انتفاعا عظيما. يقول قولي يا حاج لمن حج او كبير السن عند هل لها اصل شرعي؟ لا ليس لها اصل شرعي. واذا قيلت على ارادة انه ممن حج فلا بأس نقول له يا حاج لانه حج. اما اذا قيلت لاجل الافتخار بها وجعلها لقبا ينشر به الانسان على غيره فانه لا يطلق ولا يقال يا حاج على هذا المعنى. يقول هذا السائل ان الحاج بعد حجه يرجع غليظ الطبع والمعاملة قاسية مع من حوله فما قولكم؟ الجواب عن هذا ان مثل هذه الاحوال تعرض لبعض الناس هي في حق بعض الحجاج. واما جمهور الحجاج من المسلمين فالمظنون بهم ظنا حسنا انهم يرجعون الى بلدانهم وقد اخبتت قلوبهم وانكسرت نفوسهم وحرصوا على الاحسان مع الله ومع خلقه فهذا حال جمهور المسلمين ان شاء الله. وان وجد من احد غلظة في طبعه بعد حجه فهذا قد يكون لاجل الاغترار بالعمل او الفخر بلقب الحاج على غيره. وهو الامر الذي حذرنا منه فيما تقدم فان من اثار استرسال النفس بمثل تلك الامور ان يغلظ القلب ويقسو ثم يسيء المرء معاملة الناس ويستعدي عليها. فينبغي للحاج ان يحذر من الاغتراب بعمله والاستعلاء على خلق الله بان لا يرجع الفساد دينه وطبعه. هذا السائل يقول رجل حج وعنده مظالم لا يستطيع التحلل منها فما هو السبيل لتكفيرها؟ والجواب ان المظالم التي تكون عند الانسان مما بالناس نوعان احدهما اقوال والاخر اعيان فالامر الاول وهو الاقوال ان يكون اغتاب احدا او نم عليه او استهزأ به او غير ذلك فهذا تكفيه في اصح القولين ان يتوب الى الله وان يستغفر وان يدعو لمن اساء اليه. وهذا قول الشافعي واختيار ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم في الوابل الصيب. وان امكنه ان يتحلل بدون حصول مفسدة اخرى فيتحلل. وانشق ذلك او خاف حدوث مفسدة فانه يكفيه ان يدعو له وان يستغفر ويتوب الى الله سبحانه وتعالى. واما ان كان اعيان مثل مال نقود او اثاث او غير ذلك فانه يجب ان يرده اليه. اما ان يرد قيمته او يرده اذا كان له مثل فان جهله ولم يعلم اين هو فانه يتصدق عنه. كمن سرق مئة دينار او مئة جنيه او مئتا ريال من احد. وهذه مظلمة مالية. فينبغي له اذا لم يمكنه معرفته ان يتصدق بها ناويا عن ذلك الرجل. فبهذا يحصل له. التحلل. مع الاجتهاد بالتوبة والاستغفار ودعاء الله سبحانه وتعالى ان يتوب عليه. والنبي صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده لاخيه مظلمة فليتحلل منه قبل ان يأتي يوم لا ينفع فيه درهم ولا دينار يقول كيف الجمع بين حديث للعام الاجر خمسين؟ وحديث لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيب. والجمع بينهما ان يقال ان الفضل المذكور هو في العمل. واما باعتبار مجموع الفضائل والشمائل فالصحابة رضي الله عنهم واحدهم بمجموع شمائله وماله دون غيره هو افضل من كل احد بعده. ومن اعظم شمائلهم مبادرتهم الى تصديق النبي صلى الله عليه وسلم والايمان به واتباعه ورؤيتهم له صلى الله عليه وسلم. وهذه الرؤية لا يشاركهم احد فيها ممن جاء بعده. فباعتبار مجموع الشمائل والفضائل فالواحد من هذا افضل لكن باعتبار افراد العمل فقد يكون للعامل فانه يكون للعامل في ايام والقبض على الجمر اجره خمسين من الصحابة على ذلك العمل. يقول من ارتكب معصية في ايام التشريق الحج هو باطل لا لا يبطل حجه اذا ارتكب معصية من المعاصي دون ان يأتي فرجا حراما. الفرج الحرام هو الجماع فيه التفريق بين كونه في التحلل قبل الاول او بعد التحلل الاول ولها موضعه الذي يفتى فيه. لكن ان اصاب ذنبا ولو كبيرة سوى المحظورات في الحج مما يندرج باسم الجماع المتعلق به الكفارة المعروفة فلا يبطل به حجه كما لو كتاب او كذب او نظر نظرة حرام او غير ذلك لا يبطل حجه. لكن ينقص من اجره بقدر ما وقع من ذنب. فينبغي ان يكثر من دعاء الله سبحانه وتعالى التوبة وان يستغفر ما بقي في هذه الاماكن الشريفة يقول احب ان اكون عالما نافعا للامة. ولكنها اماني لم تتحقق على الواقع. فما السبيل الى تحقق ذلك هذه المحبة من العمل الصالح. فمحبة العلم من الاعمال الصالحة. فيؤجر عليه ولا لو لم يبلغها امله لكنه يحب ان يكون عالما يتعلم دين الله ويعلمه ويفسد الناس فهذا يؤجر على هذه النية الحسنة ويرجى له بها خير عظيم. واما الاماني التي تجول في نفسه فينبغي له ان يحطمها فان الاماني رؤوس اموال المفاليس. لكن العمل الجاد الصادق هو الذي يبلغ الانسان امله. فيجتمع في ملازمة اهل العلم والاخذ عنهم وتلقي العلوم بالحفظ والفهم ويدعو الله بالتوفيق والفتح والاعانة وييسر الله سبحانه وتعالى له. فمن جد واجتهد ورغب فيما عند الله ودعاه وسأله. وكان صادقا يعينه الله سبحانه وتعالى. مهما كانت الصعاب التي تحيط به. في نفسه او في بلده. وفي اخباره لبعض من سبق ان رجلا اراد العلم فشق عليه حفظه والجلوس الى اهله. فخرج في ظاهر البلد. فجلس ازاء نبع ماء. يعني موضع ينبع منه الماء في جانب الجبل او نحوه. فرأى صخرة اسفل تنزل عليها قطرة من النبع. مرة بعد مرة. وقد اثرت هذه القطرة حتى حفرت تلك الصخرة. فقال الماء مع اثر في الصخر مع كثافته. فالعلم اولى ان يؤثر في قلبه. فحمله ذلك على الى طلب العلم والاستزادة منه. وهذا اخر هذا المجلس نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا اجمعين ان يوفقنا الى العلم واليقين والحمد لله رب العالمين