السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي انعم علينا بشهود حج هذا العام وجعلنا فيه من وفد بيت الله الحرام نحمده سبحانه على ما اشاد به من الانعام ونشكره جل على ما منح من الاكرام. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له هو الحي القيوم الذي لا ينام. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صفوة الانام. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد ايها المؤمنون ان الله سبحانه وتعالى لما خلق الانسان جعل له آلات ووهب كل آلة قوة. وان من جملة التي منحنا الله سبحانه وتعالى الة العقل فبها ميزنا الله سبحانه وتعالى عن البهائم العجماء فانت قد جعل الله عز وجل لك عقدا. وترى من حولك خلقا كثيرا لا عقل لهم. يدورون في الله سبحانه وتعالى. وهذه الالة التي وهب الله سبحانه وتعالى لنا. وهي الة العقل جعل الله الله عز وجل لها موضعا وهو القلب مع اتصاله بالدماغ. وسير الله سبحانه مدار الصلاح والفساد على هذه الالة وقوتها فبها يصلح الانسان وبها يفسد الانسان. وفي الصحيحين من حديث زكريا ابن ابي زائد عن عامل شعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الا وان في مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. وهذا الصلاح والفساد في القلب يجعل الانسان يولي هذه الالة وقوتها العناية العظيمة. ومن وفي الشريعة على العناية بهذه الالة قلب في القرآن انواع من الاية التي تأمرنا باثارة الذكر وازالة النظر واعمال القلب والعقل تارة بقوله تعالى افلا ينظرون وتارة بقوله تعالى الا تبصرون مغتارة بقوله تعالى افلا تتفكرون وكل هذه السؤالات المراد منها اثارة نفوس لاعمال قلوبنا وعقولنا في طلب ما يصلحنا. ومن جملة ما ينبغي من مواضع الاحوال التي فيها المرء فكرة ويعمل قلبه. ويحرك عقله الاحوال التي نقلب فيها من حال الى حال فذاك الذي كان اعزبا ثم صار نكحا متزوجا ينبغي ان يفكر في هذين الحالين. وذلك الذي كان غنيا ثم افتقر او كان فقيرا ثم اغتنى. ينبغي ان يتأمل في هذه الاحوال. وذاك الذي كان صحيحا ثم مرض او كان مريضا ثم صح ينبغي ان يفكر في الحال الاولى والحال الثانية. لماذا اغتنى؟ ولماذا افتقر؟ او لماذا افتقر؟ ولماذا اغتنى بماذا كان اعزبا ثم صار نكحا؟ وما الفرق بين الحالين؟ وما الامور التي ينبغي ان يرعاها المرء في كل حال منه ولذلك قال الله سبحانه وتعالى فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق لتركبن ان طبقا عن طبق اقسم الله عز وجل بهؤلاء كلهن للاعلام باننا ننقل من حال الى حال. فقوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق اي لتحولن من حال الى حال. وانتم ايها المؤمنون كنتم قبل ايام غير حجاج لبيت الله الحرام. واليوم صرتم ممن حج بيت الله الحرام. وربما فيكم من هذه اول بحجة له فتلك الحال التي كنا فيها والحال التي صرنا اليها تستدعي منا ان ننظر في هذا الامر واي شيء ينبغي ان يحدث في نفوسنا وان يحرك في قلوبنا وان ليجيل في عقولنا لان هذه الاجالة والعقل يرجع على المرء بمنفعتين عظيمتين. احداهما الاحسان مع الخالق والاخرى الاحسان مع المخلوقين. فعندما تستدعي قلبك وتحرك وعقلك وتثير فكرك في الحال التي مررت بها هذه الايام غير حاج وحاج. فالمراد من ذلك ان تبلغ مرتبة الاحسان التي قال الله عز وجل فيها واحسنوا ان الله يحب المحسنين وهذا الاحسان يكون تارة مع الخالق ويكون تارة اخرى مع المخلوق. فالاحسان مع الخالق هو الذي ذكره النبي صلى الله عليه في قصة جبريل المروية في الصحيحين من حديث ابي هريرة وفي مسلم من حديث عمر وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الاحسان مع الله قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. واما الاحسان مع المخلوق فهو الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله ابن عمرو في صحيح مسلم وفيه قوله صلى الله عليه وسلم وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه. فالاحسان مع المخلوقين ان تعامل الناس كما تحب ان يعاملوك. وهذه الاجالة للفكر والنظر والعقل. في حالنا قبل الحج وبعده. المراد منه ان نكون من المحسنين ان نكون من المحسنين مع الله وان نكون مع المحسنين مع خلق الله. فلا ينبغي ان تمضي علينا هذه الحال دون اثارة قلوبنا وتحريك عقولنا وازالة الفكر فيما مررنا فيه من ايام واقوال واعمال واحوال واماكن تنقلنا من مكان الى مكان ومن الى حال ومن قول الى قول ومن لباس الى لباس كل ذلك يستدعي ان ننظر الى انفسنا بعين الفكر كيف يكون حالنا مع الحج؟ وكيف يكون حالنا بعد الحج؟ حتى المنافع العظيمة من حجنا. فان هذا النظر الذي ذكرناه له متعلقان. احدهما النظر في المنافع التي حصلناها في الحج. والاخر النظر في الامور التي ينبغي ان نكون عليها بعد الحج فأما الأمر الأول وهو النظر في المنافع التي حصلناها في الحج. فإن الله قال ومن اصدق من الله قيلا قال لابينا ابراهيم واذن في الناس بالحج. يأتوك رجالا وعلى كل ضامن. يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم. اخبرنا الله سبحانه وتعالى ان شهودنا الحج له منافع ووقع هذا الاخبار منكرا لقوله تعالى منافع والتنكير للتكفير وجيء به على صيغة وفي منتهى الجموع مفاعل تكفيرا بعد تكفير. ولو ان احدنا دخل في معاملة مالية او وقف على كنز ما لي لاستقصر بما سيحوز من هذا المال. فانت ايها الحاج وقد اشهدك الله ما هي المنافع التي سترجع بها؟ تلك المنافع التي كثرها الله وعظمها وقال ليشهد منافع لهم ما هي تلك المنافع؟ لن احدثك عن منافع الدنيا وهي كثيرة. ولكن الاعظم ان احدثك عن المنافع التي ترجع عليك في دينك. لما انعم الله سبحانه وتعالى عليك وصرت من جملة الحجاج. فالمنفعة الاولى تحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى. فان الله لما ذكر فرض الحج قال ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. وقال واتموا الحج والعمرة العمرة لله. فالايتان اشتملتا على تعليق عمل الحج والعمرة بعبودية الله سبحانه وتعالى فانت عندما قدمت الى هذه المشاعر العظيمة حققت عبادة الله سبحانه وتعالى تحقيقا يتجلى فيه الحب والخضوع لله. تتوجه فيه القلوب الى الله سبحانه وتعالى حبه وترجوه وتخافه وتنيب اليه وتسلم له وتتوكل عليه وتستعين به وتستغيث به تسأل حاجاتها. وتستغيث في لهفاتها. تستمطر رحمات الله. وتستجلب وعطاءاته تشتكي جروحها وتذكر فقرها وتريد من ربها رحمة في الاولى والاخرة ان تحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى هو الغاية التي خلقنا من اجلها. كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. وانت ايها الحاج شرفك الله اليوم بان صرت ممن يحقق العبادة لله. اذا كان الناس يشربون عند الناس المناصب والرئاسات وجمع الاموال ونيل المقامات. فانت قد شرفت عند الله بان صرت عبدا لله عز وجل بتحقيق هذا الحج. وكم من انسان يتحسر على بلوغ هذا المقام وقد بلغت فمن اعظم المنافع التي احرزناها تجلي عبادتنا لله سبحانه وتعالى امتثال وتصديقا واشرابا للقلوب بحب الله سبحانه وتعالى والخضوع له. والمنفعة الثانية الاستسلام لله. فان الله عز وجل امرنا بالاستسلام له. فقال وانيبوا الى ربكم بكم واسلموا له. وقال ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن وقال بلى من احسن بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقال ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن. فقد استمسك بالعروة الوثقى. تجلى هذا الاستسلام بخروجنا من اهلينا ترارينا واموالنا وقصدنا الى مكة البلدة الحرام. تجلى هذا الاستسلام ان احدنا ينتقل من موضع الى موضع ومن مكان الى مكان ويلاحظ زمانا فزمانا اخر ويفعل افعالا ويقول اقوالا كل ذلك استسلاما لله سبحانه وتعالى بياتنا في منى استسلام لله. رمي الجمرات استسلام لله ذبح الهدي استسلام لله طواف الافاضة استسلام لله سعي الحج استسلام لله طواف الوداع استسلام لله. وقد يرى المحرومون بان رمي بمالنا معنى له ومنى بقعة من بقاع الارض كغيرها من البقاع. وتعظيم البلد الحرام والكعبة بالطواف شيء كان من الجاهلية. ولكن هؤلاء محجوبون عن الاستسلام لله. فالفرق بيننا وبين الكافرين اننا نحن اهل الاسلام مستسلمون لله سبحانه وتعالى. وعندما ينازعك المنافقون في هذا ويتخذونه سخرية وهزءا وان تسربلوا بسربال الاسلام فالفرق بيننا وبينهم اننا مستسلمون لله وهم معاندون. شاؤوا ام ابوا. فحقيقة افعال الحج واقواله انها استسلام لله سبحانه وتعالى. وهذا الاستسلام يزيدنا شرفا وفخرا وعزا عند الله سبحانه وتعالى كم من استسلام هو ذل ولكن الاستسلام لله عز وفخر. فعندما يأتي الحاج ويفعل افعال الحج. ويذكر اقواله ويتتبع مقاماته. ويهتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه مستسلم لله سبحانه وتعالى. واذا استسلمت للعظيم الكريم فابشر بالعظمة والكرم. قيل للحسن البصري لماذا نرى اهل الليل؟ يعني اهل صلاة الليل اضوأنا وجوها واحسننا. فقال لانهم خلوا بالله فالبسهم الله نورا من نوره. فكذلك المستسلمون لله بالحج. الذين تركوا اولادهم واهليهم واموالهم وحملوا انفسهم على الانتقال من مكان الى مكان. ومن زمان الى زمان ومن الى فعل ومن قوله الى قول هم يستسلمون لله ومن استسلم لله سبحانه وتعالى فليبشر ففي الدنيا لا احسن دينا بك. كما قال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن وفي الاخرة فكما قال الله سبحانه وتعالى في الاية المتقدمة فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون والمنفعة الثالثة تمحيص الاتباع للوحي والرسالة. فالحج به تحققوا اتباع الوحي الذي انزله الله عز وجل في الارض. ابتداء من ابينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام في مناسك الحج وانتهاء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ففي السنن الاربع من ليزيد من شيبانا عن يزيد ابن منبع الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في الناس في هذه المشاعر. وهو يقول يا ايها الناس قفوا على مشاعركم هذه فانكم على ارث من ابيكم ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وفي صحيح مسلم من حديث جعفر ابن محمد ابن علي عن ابيه عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لتأخذوا عني مناسككم. فعندما يأتي الحاج فعندما يأتي الحاج ويفعل ما يفعل. ويقول ما وينتقل من مكان الى مكان ومن زمان الى زمان. فيا لشرف الاتباع ان يكون بابي الانبياء ابراهيم عليه الصلاة والسلام. ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم. وهما الخليلان فمن اقتدى بالخليلين فقد اعظم حظه من عبودية الله سبحانه وتعالى. فيتحقق في نفوس الاتباع لمحمد صلى الله عليه وسلم المقتدي بابيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام في الحج. ونال حظا من تحقيق شرط محبة الله عز وجل الذي ذكره في قوله قل قل ان كنتم تحبون الله تبعوني يحببكم الله فانتم ايها الحجاج المتبعون لمحمد صلى الله عليه وسلم قد ازدلفتم الى مقام عظيم ومستنسك جليل من الفوز بمحبة الله سبحانه وتعالى. نسأل الله عز وجل ان يجعلنا جميعا ممن يحبه. والمنفعة الثالثة والمنفعة الرابعة. من منافع الحج تذكر الاخرة فان الله لما جعلنا في هذه الحياة الدنيا ببهرجها فيها وزينتها جعل من مقاصد الشريعة العظمى التذكير بالاخرة لئلا تصير حياة المسلمين مناطة بهذه الدنيا. متقلبة في قدرها متجسمة فدرها. فعني الاسلام بتخليص القلوب. من رق الدنيا واخراجها الى عز الاخرة بتذكيرها مرة بعد مرة بتلك الاخرة. فانظر الى صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم زوروا القبور فانها تذكركم الاخرة. فالمقصود من ذلك التذكير بالاخرة. وانظر الى قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين لما ذكر امر فقال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يخوف الله بهما عباده الشرع بالتذكير بالاخرة متنوعة. ومن جملتها حج بيت الله الحرام. يتذكر الناس الاخرة بازدلافهم الى موضع واحد من الارض. كما يجتمعون في الاخرة في يوم المحشر فهم يجتمعون هذه الايام في الحج في هذه المواضع من الارض وكما يتجردون من لباسهم في الدنيا ويلبسون لباسا خاصا يستوي فيه الخلق كافة فكذلك يتذكرون الاخرة التي اذا خرجوا من الدنيا البسوا لباس البسوا لباسا واحدا هو الاكفان. فتذكر حال الحج ما سيصير اليه الناس في الآخرة. يتذكر بالمشقة والحر والشمس. ما سيكون يوم القيامة؟ من الحر واجتماع الخلق ودنو الشمس وعلو العرق والجامه الخلق فيكون الحج مبكرا للاخرة يحمل العبد على العمل لها. وقد سئل الحسن البصري عن الحج المبرور ما علامته فقال ان يرجع الحاج راغبا عن الدنيا زاهدا فيها راغبا في الاخرة فيرجع الانسان من حجه وقد تذكر في هذا الحج الاخرة. وما يكون فيها وان الحج كما انقطعت ايامه فحياتك ستنقطع ايامها. وستنقل الى الله سبحانه وتعالى الا في يوم عظيم قال الله فيه واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله. ومن دقائق التصرفات القرآنية ان الله عز وجل لما ذكر كثيرا من احكام الحج في سورة باسمه هي سورة ايش؟ الحج ابتدأها بقوله تعالى ايش؟ يا ايها الناس ايش؟ اتقوا ربكم. ان زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم وترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت. وتضع كل ذات حمل حملها الناس سكارى وما هم بسكارى. ولكن عذاب الله شديد. افتتحت سورة الحج بهذه الاية ليكون الحج مذكرا بذلك اليوم. للتذكير بان هذا المقام العظيم والموقف الجليل الذي يجتمع فيه الناس من كل افق سيجمعهم الله عز وجل من كل افق في ارض المحشر. وسيحصل لهم شيء مما حصل من جنسه في الدنيا في الحج من الحر وشدة الشمس ونزول العرق وازدحام الخلق فمن منافع الحج انه يذكر بالاخرة. ومنافع الحج التي تتعلق بدين الخلق كثيرة. لكن نقتصر على هذه الجملة بما يناسب المقام ويبقى بعد ارسال النظر في منافع الحج يبقى اعماله في التي ينبغي ان يلاحظها الحاج بعد ان ينفصل من الحج. ويرجع الى اهله. فانت بعد حجك ليس كما انت قبل حجك. وذلك لامرين عظيمين. احدهم ان الحج نعمة عظيمة. واذا نزلت بالانسان نعمة فانه يجب عليه شكرها. قال تعالى واشكروا لله ان كنتم اياه تعبدون. وقال تعالى ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا ايعلموا ايها الذرية الباقية في الارض من ابيكم نوح عليه الصلاة والسلام ان اباكم نوح ان نال هذا المقام بشكره لله سبحانه وتعالى فكونوا له شاكرين. فالحج نعمة وللنعمة شوفوا والاخر ان العبد اذا حج يكاد يستكمل اركان الاسلام فهو قد شهد لله بالوحدانية ولرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. وقد اقام الصلاة وصام رمضان وآتى الزكاة غاليا لان الحج من شرطه الاستطاعة. ولم يبقى من اركان الاسلام الا الحج. وها هو اليوم قد صار حاجا وقد استكمل اركان الاسلام. فذلك وهذا يستدعيان من العبد ان يفكرا في الحال التي ينبغي ان يكون عليها بعد رجوعه من الحج. تفكيرا لا يستجلبه ان الناس ان يناديه الناس باسم الحاج فلان او ان يعقدوا له موائد الطعام. او يجتمع عليه مهنئين كلا لكنه يستدعي النظر منه الى امور عظيمة ينبغي ان يكون عليها بعد حجه. حركها في نفسه انه اليوم قد صار حاجا قبل ذلك لم يكن من حجاج بيت الله الحرام. فاول تلك الامور عدم الاغترار بالعمل الصالح قال الله تعالى فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. والغرور كل شيء اصيب به الانسان بغرة اي بغفلة. فكل شيء يولد الغفلة في في قلب الانسان فقد حذرنا الله سبحانه وتعالى منه. ومن جملة ذلك الاعمال الصالحة وفي صحيح البخاري واصل الحديث في الصحيحين الا ان اللفظة المذكورة عند البخاري وحده ان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر حديثا في فضل الوضوء وما يكفر من الذنوب قال الله عليه وسلم لا تغتروا. لا تغتروا بانكم عملتم هذه الاعمال لا تغتروا بانكم وقفتم في هذه المشاعر. لا تغتروا بانكم تركتم اهلكم ثم جئتم تطلبون ما عند الله. لا تغتروا فالله يقول انما يتقبل الله من المتقين قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لو اعلم ان الله تقبل مني ركعتين اني من اهل الجنة. وفي ترجمة عامر ابن عبد الكوفي وكان رجلا عابدا. انه لم ما حضره الموت جاءه بعض اصحابه يذكره اعماله الصالحة ليخفف عنه من شدة الموت فجعل يذكر له اعماله الصالحة. الم تفعل كذا؟ الم تفعل كذا؟ الم تفعل كذا؟ فرفع رأسه ثم قال فاين قول الله تعالى انما يتقبل الله من المتقين. فلا ينبغي للانسان ان ان يغتر بما عمل من الاعمال. وما بذل من الاموال ولكنه يحسن الظن بالله. فيكون قلب راغبا الى الله ملتمسا منه ان يتقبل منه عمله. لا ان يرجع منتفخ الصدر الجبهة مستعليا على الناس بانني صرت حاجا وانتم بعد لم تكونوا من الحاجين الذي بلغك هذا المقام هو الملك العلام سبحانه وتعالى. ونعم الله عليك كثيرة. فمهما عملت لله من عمل فانك لا تأتي بما يجب لله من شكر. وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه يعني تشققت كلامته عائشة رضي الله عنها شفقة به وذكرت له مغفرة الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال صلى الله عليه وسلم افلا اكون عبدا شكورا؟ وفي الصحيحين انه صلى الله الله عليه وسلم قال لن يدخل احد منكم الجنة بعمله. لن يدخل احد من الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته فلا ينبغي للانسان ان يغتر باعماله. لكن يحسن الظن بالله. ويدعو الله ان يتقبل منه عمله ويرجع مخبتا خاشعا لله طامعا في رحمته راجيا مغفرته ينظر الى ويحتقر عمله ولا يرى احدا من الخلق الا رأى غيره خيرا منه وانه دون من منزلة هؤلاء ليكسر ثورة الكبر في نفسه. ولا يستعني على الخلق بما انعم الله واوصل اليه من فضله والامر الثاني التوبة الى الله. فان الله قال وتوبوا الى الله جميعا اي المؤمنون لعلكم تفلحون. وقال يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار لم يخاطب الله الناس بذنوبهم. ولا سيئاتهم. فلم يقل سبحانه يا ايها المذنبون ولا قال يا ايها المسيئون ولا قال يا ايها المخطئون بل خاطبهم باعظم القاب الاسلام والايمان لله. وهو اسم المؤمن. فقال وتوبوا الى الله جميعا. ايها المؤمنون. وقال يا والذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة. للاعلام بشدة الحاجة الى التوبة. وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله الله عليه وسلم قال في حديث ابي عبد الله الى غرر المزني قال يا ايها الناس استغفروا الله وتوبوا اليه فان اني اتوب الى الله في اليوم مئة مرة. اذا كان ابو القاسم صلى الله عليه وسلم خير خير من وحي الحصى الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. يقول بجهر انه يتوب الى الله ويامر الناس بالتوبة ثم ينادينا الله باسم الايمان ان نتوب اليه فمن الجدير بنا ان يكون حالنا بعد الحج تائبين الى الله سبحانه وتعالى. وان نزداد من الخير وان اجتهد في تقليل ذنوبنا فانه لا يتصور وجود احد من الناس خليا من الذنوب ففي صحيح مسلم من حديث ابي ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انه قال يعني حديثا الاهيا يا يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار وانا يغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم. كما استطاع الناس ان يرصدوا حجم الميكروبات والجراثيم المنتشرة في الفضاء. فانظر لو ان الانسان كان هو ان ينظر الى معنى قول الله عز وجل في الحديث الالهي يا عبادي انكم تذنبون بالليل والنهار فذنوب الخلق غير منقطعة. فكذلك خلقوا ولذلك قال الله عز وجل في هذا الحديث فاستغفروني اغفر لكم. وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار فينبغي ان يجتهد الانسان ان يكون تائبا لله عز وجل ويغتنم ما من الله عز وجل به من شهود الحج ليكون من عباد الله التائبين. ومن جلطت في الله الذي يتجلى فيه اسم اللطيف. ان الله لما ذكر ذنوب العباد على طلب التوبة منه. قال قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. قال يا عبادي فنسبهم سبحانه وتعالى ليحرك نفوسهم الى التوبة. فينبغي ان نجتهد في تحقيق توبتنا لله سبحانه وتعالى من مجالسنا في هذه المشاعر وما بعد ذلك توبة تبقى معنا حتى نلقى الله سبحانه وتعالى جعلنا الله واياكم من عباده التائبين. والامر الثالث الاستقامة على دين الله فان الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم فاستقم كما امرت ومن تاب معك فأمره سبحانه وتعالى بأن يستقيم. ثم امر من تاب معه. صح؟ ولا لا صحيح ام لا؟ طيب انتم من الذين معه ام لستم من الذين معه؟ من الذين معه لما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وددت لو انا رأينا اخواننا قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال فلا انتم اصحابي. ولكن اخواني قوم يأتون من بعدنا الحديث. فقوله تعالى في الاية كما امرت ومن تاب معك ينجرد فيه كل متبع للنبي صلى الله عليه وسلم الى يوم القيامة. فهو مأمور بالاستقامة وفي صحيح مسلم ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اوصني قال قل امنت بالله فاستقم. وفي بعض نسخ مسلم ثم فامر بالايمان وان يلزم الاستقامة. فينبغي علينا ان نلزم الاستقامة. وحقيقتنا اقامة العبد نفسه على الدين. لان الصراط المستقيم الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم هو الاسلام فالمستقيم هو الذي يقيم نفسه على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فينبغي ان نستقيم على امر الله سبحانه وتعالى. واذا كان لاحدنا تفريط فيما مضى من عمره قبل الحج. في من استقامة كما امر الله فينبغي له ان يغتنم فرصة الحج بان يرجع مع عقد النية في قلبه ان يكون مستقيما لله سبحانه وتعالى كما امر الله عز وجل والامر الرابع تعلم دين الله والتفقه فيه فهذه الشعائر التي قمتم بها لم تكونوا لتأتوا اليها ولا ان تؤدوها قولا وفعلا الا مع العلم بها. فعلمتم ان الله افترض عليكم الحج. فاتيتم حاجين وعلمتم ان الحج يكون لله في البيت الحرام بمكة فاتيتم اليها دون سائر البقاع وعلمتم ان نبيكم صلى الله عليه وسلم طاف وسعى ورمى وحلق. فاتبعتموه فيما فعل وهذا الذي صار اليكم من العلم بشيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في الحج يستدعي منكم ان تتفقهوا في الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. فان الله قال امر النبي وقل رب زدني علما. وقال قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال نرفع درجات من نشاء. قال زيد ابن اسلم في هذه الاية نرفع درجات ممن نشاء قال بالعلم. وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. متفق عليه من حديث عن حميد بن عبدالرحمن عن معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما. فالعبد مأمور بان يتفقه في دين الله عز وجل. واذا علمت ان الله اكرمك بالاسلام. ثم اكرمك بمحمد صلى الله عليه وسلم. فينبغي ان تعلم الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ينبغي ان يجتهد احدنا بعد رجوعه الى بلاده في في طلب العلم لانه يعرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. يفرق فيه بين الحق والباطل والتوحيد والشرك والسنة والبدعة. والضلالة والهدى والخطأ والصواب. فلا سبيلا الى الوصول الى ما اريد بنا شرعا الا بان نتعلم الدين. الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم. وفي الصحيح ان ام ايمن رضي الله عنها كانت تبكي عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. فكان بكاؤها لاجل ايش انقطاع الوحي والمراد بانقطاع الوحي انقطاع نزوله من السماء لا وجوده في الارض. فالله عز وجل ابقى الوحي فينا محفوظا. بما اوحاه الى النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة وقال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. لكن اينا يشرفهم الله بان يكون ممن يتعلم العلم فيحفظ دين الله في الارض. ففي الصحيحين واللفظ للبخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف بكم اذا نزل فيكم عيسى ابن مريم يعني في اخر الزمان. وامكم منكم. قال ابن ابي ذئب في تفسير وامكم منكم. قال حكم بالكتاب والسنة. وهل تصل وهل يصل الكتاب والسنة الى عيسى عليه الصلاة والسلام بوحي جديد ما الجواب؟ لا لان الوحي انقطع في نزوله من السماء. فكيف يصل اليه بوجوده في الارض. ويبقى في الارض بتعلم العلم وبثه ونشره وتعليمه واذا كان احد من الناس يشرف بان يكون حارسا لملك او حارسا لامير او حارسا لغني. فيا للشرف ان تكون حارسا لدين الله سبحانه وتعالى تحرس دين الله عز وجل بحفظ العلم ونشره وبثه ولذلك قال بعض السلف اهل الحديث حراس الدين يعني العارفون بالسنة العاملون بها الداعون اليها هم حراس الدين الذين يحفظونه في الارض فينبغي ان تجتهدوا في تعلم دين الله وتعليمه ونشره وبثه لتكونوا ممن يرمي سهما في حراسة دين الله سبحانه وتعالى في الارض. فتنال الفضائل العظيمة لطلب العلم في الدنيا والاخرة. التي لا يقاربها شيء من الاعمال الا قليلا ولذلك اجمع الائمة الاربعة على انه لا عمل بعد الفرائض افضل من طلب العلم والعمل الافضل لما فيه من حفظ دين الناس. وتعليمهم واقامة ذكر الله. ان تبقى الله هي العليا ان يبقى دين محمد صلى الله عليه وسلم في المشرق والمغرب. فاذا تحقق هذا في نفس العبد وصار له حظ منه فهذه من جنة الدنيا التي انعم الله سبحانه وتعالى بها عليه نسأل الله سبحانه ان يجعلنا جميعا من العالمين بامره الناشرين لدينه الناصرين لشرعه. ومن جملة تلك توثيق صلة العبد بربه بدوام ذكره. فينبغي ان نرجع بعد الحج وقد استمسكنا بعروة وثقى من ذكر الله فان الله قال فاذا مناسككم فاذكروا الله كذكركم. اباءكم او اشد ذكرا. فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اولئك لهم نصيب مما كسبوا. والله سريع الحساب. امرنا بعد من المناسك ان نكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى. كذكرنا اباءنا لان ذكر الانسان اباه يجول في نفسه فبه يفتخر. وهو اصل وجوده. فينبغي ان يكون الذكر كذكره واعظم وكانت الجاهلية اذا فرغ اهلها من الحج اجتمعوا في النوادي والمجالس يذكرون مآثر ابائهم ومفاخرهم فينبغي للانسان اذا فرغ من المناسك ان يذكر الله سبحانه وتعالى بما يحصله من المنافع العظيمة في الدنيا والاخرة. فالله قال فاذكروني اذكركم. وقال يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا فينبغي ان يزداد حظ العبد من ذكر الله لما في ذلك من الخيرات وان يحرص الانسان بعد رجوعه ان يتعلم الاذكار. التي كانت من هديه صلى الله عليه وسلم. فيتعلم اذكار الصباح اذكار المساء والاذكار التي تقال في ادبار الصلوات المكتوبات. والاذكار التي تقال عند النوم وعند الاستيقاظ وعند الاكل والشرب وعند الفراغ منهما وعند العطاس وعند لقاء الناس. وغير ذلك من الاحوال التي تمر علينا في اليوم والليلة وان يكون بعد حجه اكثر ذكرا لله مما كان عليه قبل حجه وفي صحيح مسلم من حديث العلاء بن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه او من حديث زهير بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة ولا اظنه الاول من حديث اسماعيل ابن ابي جعفر عن العلاء ابن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم اقبل على جبل يقال له جندان ثم قال سيروا هذا جندان. سبق المفردون. لما رأى فلهم بطريق السفر قال لهم سيروا هذا جمدان ايش معناها؟ اشتدوا في السير في سفركم. ثم اراد ان ينبههم الى السير الاعظم. فقال سبق المفردون. قالوا ومن المفردون يا رسول الله؟ قال الله كثيرا والذاكرات. فيسبق الانسان في سيره الى الله بكثرة ذكره. فينبغي ان يكثر العبد من ذكر الله وان يحرص على ان تكون حاله بعد الحج غير حاله قبل الحج. والامر السادس الثبات على الاسلام. وعدم اتباع الدعوات المنضلة الى فان الله انعم علينا بالاسلام. وقال لنا نبينا صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي من حديث معمر من حديث عبد الرزاق عن معمر ابن راشد عن ابن حكيم ابن معاوية ابن عن ابيه عن جده معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم تكمون سبعين امة انتم خير واكرمها على الله. لم يجعلك الله يهوديا. ولم يجعلك الله نصرانيا ولن يجعلك مشركا ودنيا. ولكن جعلك حنيفا مسلما. جعلك من خير امة امة على الله سبحانه وتعالى. وهذه الكرامة تستدعي منا الثبات وفي صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتنة المسيح الدجال قال فاثبتوا عباد الله الله فاثبتوا عباد الله. وكما امرنا بالثبات بفتنة كبرى من المسيح فاننا نؤمر بالثبات على دين الاسلام امام كل الدجاجلة الصغار فان دين الحق يقمع كل زائق. والحق يعلو ولا يعلى عليه. وللباطل جولة ولكن الحق لا يزول من الارض. والله قال لما ذكر ابينا ابراهيم وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. وتلك الكلمة هي لا اله الا الله فهي باقية في الارض. في عقب ابراهيم حتى يلج الله الارض ومن عليها. وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من الناس عن الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم الى يوم القيامة. وهذا يستدعي من ان ان نحرص على الثبات على دين الله سبحانه وتعالى. والا ينجرف المرء وراء الدعوات المضللة فالله عز وجل لما ذكر الشيطان لما ذكر الشيطان قال ويريد الشيطان ان يضلكم ضلالا من بعيدا وقال والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ايش؟ ان تميلوا ميلا عظيما فهي معركة باقية بين الحق والباطل. والهدى والضلالة. والنور ما بقيت هذه الدنيا فاذا اكرمنا الله بدين الاسلام فينبغي ان نري من ان نري الله منا صدقا بالثبات على دين الاسلام. وهو سبحانه قال يثبت الله الذين امنوا ايش؟ بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. من الذي يثبت؟ الله. ومن الذي تبت ماشي الذين آمنوا من العبيد فعلى قدر الإيمان يكون الثبات ان الشيطان قد جعل له نوابا فمن النواب من يدعو الى الشرك ويزهد في التوحيد ومن النواب من يدعو الى البدعة ويزهد بالسنة. ومن النواب من يدعو الى الضلال ويزهد بالهدى. من النواب من يزين عبادة غير الله. بنصب شاهد والقبور ومن النواب من يزين للناس اكل الربا. ومن يزين للناس للنساء التبرج والسفور. وخلع الحجاب. كل هؤلاء نواب ابليس ولكن وكان كيد الشيطان ضعيفا. فالله معنا ولا احد معهم. والاسلام يعلو ولا يعلى عليه. فينبغي ان يعمر العبد قلبه بعد فراغه من الحج بالثبات على دين الاسلام. وان يقيم نفسه في ثغوره. وان يجتهد في حفظه في نفسه. وفي وفي اهله وذريته وفي جيرانه وفي اقربته وفي اهل بلده وان ان هذا المقام وهو مقام الثبات لله سبحانه وتعالى في ازمنة الفتنة مما يعظم به الاجر وفي سنن ابي داوود من حديث ابي ثعلبة الخشني رضي الله عنه لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ايام الصبر والقبض على الجمر قال ان للعامل فيها اجر خمسين قالوا منهم يا رسول الله؟ قال لا بل منكم. يكون له من الاجر على العمل اجر خمسين يعملون هذا العمل وذلك لقلة العامل به. واعراض اكثر الناس عنه. وغلبة الجهل والهوى على نفوس الخلق فمما يسلي قلوب الثابتين على دين الله ما وعدهم الله من الاجر العظيم في الدنيا والاخرة وانهم يريدون ان يجعلوا انفسهم عبيدا لله لا عبيدا لمن سواه. فلا عبودية في قلوبهم بمنصب ولا رئاسة ولا درهم ولا دينار ولا جمع ولا جمع ولا غير ذلك وقلوب معلقة بالله سبحانه وتعالى وهم يعلمون ان الحياة وان طالت فهي قصيرة. ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امتي بين الستين والسبعين. وقليل من يجاوز ذلك. ولو عاش مئة سنة او مئتين فانها تنتهي بالموت ووراءه اخرة ينادى فيها يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت. فالثابتون وان عانوا في الحياة الفانية وسينعمون في الحياة الباقية. وسيجدون من نعماء الله ما ينسون به كل بؤس ذاقوه في الدنيا. وفي صحيح مسلم انه يؤتى باشد الناس بؤسا في الدنيا من اهل الجنة فيغمس فيها ثم يقال له يا عبدي هل هل وجدت بؤسا قبل؟ فيقول لا يا رب وكذلك يفعل بانعم اهل الدنيا من اهل النار. فيغمس فيها ثم يقال يا عبدي هل وجدت نعيما قبل يقول لا يا رب. والمنفعة او الامر السابع ان من الامور التي ينبغي ان يورثها الحج فينا بعد فراغنا منه لزوم الجماعة والطاعة والحذر من مفارقة جماعة المسلمين ومنازعة من ولاه الله امرهم. فالله جمعنا جميعا من جماعة المسلمين في ايام الحج رابطة الجماعة ولنذكر قول الله تعالى واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا. ولا تنتظموا هذه الجماعة الا بالطاعة. ولذلك كان من السنن امارة الحج. فكان النبي صلى الله عليه وسلم اميرا للحج. ثم كان ابو بكر ثم كان عمر ثم كان عثمان ثم كان علي ثم هكذا في طبقات الاسلام الى يومنا هذا. فيوجد امير الحج لتحقيق هذا في نفوس الناس. وان يكون الحج مظهرا نتذكر فيه لزوم الجماعة. وعدم منازعة الطاعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالجماعة رواه احمد من حديث عمر واسناده قوي. وفي الصحيحين او في البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال على العبد المسلم السمع والطاعة فيما احب وكره فينبغي ان يكون من الامور التي نعمر بها قلوبنا بعد انفصالنا من الحج على لزوم جماعة المسلمين. والتأليف بين قلوبهم. وتقريب نفوس بعضهم بعضا. بين الراعي والرعية والصغير والكبير والغني والفقير والامير والمأمور. وان يذكر الناس بما يجب عليهم من طاعة من ولاه الله سبحانه وتعالى امرهم طاعة يتقربون بها الى الله ويبتغون بها صلاح الدين والدنيا. وما يكون لهم من الاجر في الاخرة. وانهم مهما فاتهم من شيء من الدنيا. فقد قال الله سبحانه تعالى اسألوا الله ما لكم ودعوا ما لهم. فيسأل الله فيسأل العبد ربه سبحانه وتعالى ما له من حق ويدعه لله وكفى بالله وكيلا وكفى بالله حفيظا فهذه الامور السبعة من الامور العظيمة التي ينبغي ان نستحضرها في قلوبنا بعد انفصالنا من الحج وهي ما مع هي ما مع مع ما سبق ذكره من المنافع العظيمة وهن اربع بما ذكرنا مما يناسب المقام مما ينبغي علينا جميعا ابتداء من المتكلم اليكم ان ننظر فيها وان نجيل الفكرة بعد الفكرة والبصيرة بعد البصيرة في تحقيق معانيها وفهمها كما ارادها الله سبحانه وتعالى منا لنرجع من هذا الحج بمنفعة عظيمة ترجع علينا بالخير الوافر في الدنيا والاخرة. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا جميعا من عباده المتقبلين. اللهم اجعلنا ممن قبلت حجه. وغفرت ذنبه وتقبلت طاعاتك. وكفرت سيئاتك. وكثرت حسناتك. اللهم آتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف العفاف والغنى اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين هونوا به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا. وابصارنا وقوتنا ابدا ما احييتنا. واجعله منا اللهم انا نسألك البركة في اعمالنا. ونسألك البركة في اعمالنا. ونسألك البركة في قواتنا. ونسألك البركة في اقواتنا ونسألك البركة في نياتنا ونسألك البركة في ذرياتنا اللهم الف بين قلوب عبادك اللهم الف بين قلوب عبادك المسلمين. اللهم ارحم امة محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم ارحمهم برحمتك وكلاؤهم بعنايته والف بين قلوبهم. اللهم وليهم خيارهم. اللهم ولي عليهم خيارهم. وقهم شر فرارهم. اللهم انا نعوذ بك من كيد الكفار وغدر الفجار. اللهم انا نعوذ بك من شرورهم. ونجرأ بك في نحورهم. اللهم احفظ على الحجاج حجهم. اللهم احفظ على الحجاج حجهم. اللهم اتم عليهم حجهم وهم في عافيتهم وعفو. وسلامة ومغفرة. اللهم امنهم في انفسهم. وامنهم على اموالهم. وامنهم على اهليهم. وامنهم على براريهم وامنهم على بلدانهم. اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحب وترضى. وخذ فيهما الى البر والتقوى. اللهم اعنهما على القيام بحق المسلمين عامة. وحق الحجاج خاصة. اللهم وفقهما في ذلك الى كل خير وقهم كل نقص وضيق. اللهم ارزقهما البطانة الصالحة الناصحة وجنبهم بطانة السوء. اللهم احفظ بلادنا المسلمين عامة من كل سوء. اللهم احفظ بلاد المسلمين عامة من كل سوء. اللهم احفظ بلاد المسلمين عامة من كل سوء. والحمد لله لله رب العالمين