السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي مهد العلوم تمهيدا ربته لمن شاء من خلقه في معرفة الدين فتحا مجيدا احمد ابوه سبحانه حمدا يزيدنا في حمده تحميدا واشكره على ما اولى من فضله مبتدأ ومعيدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. لا اثبت له ضدا ولا نديدا واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالدين اخلاصا وتوحيدا واصلي عليه وعلى اله وصحبه واسلم تسليما مزيدا اما بعد ايها المؤمنون انما نار العلم المنير وقدره شريف شريف وليس يخفى فضله على من له اقل معينة الوحيين متقاطرة على بيان فضله والتعريف بشرفه وشرف اهله حتى صار هذا الامر ابين من الشمس في رائعة النهار ومن القمر اذا تبدى ليلة البدر قمر الاقمار ومن جوامع التأليف المبينة فضله المعرفة بقدره وقدر اهله كتاب مفتاح دار السعادة لابي عبدالله ابن القيم رحمه الله تعالى فقد ساق مئين من الادلة من القرآن والسنة التي تكشف عن فضل العلم وتبين قدره وما لاهله من جلالة الرتبة في الدنيا والاخرة وتربعه في منزلة ميراث النبوة دعا الخلق الى استبانة متعلقاته واستيضاح متطلباته والكشف عن طرائقه والفسر عن بوارقه فنزعوا في ذلك بدلو ملأى واسمع فيه بقول جمع فاوعى والتعريف بالعلم وبيان متعلقاته فالتعريف بالعلم وبيان متعلقاته مبثوث في تصانيف اهله مسرودا على مناح شتى وطرائق قددا من احادها تبيين المحدثين المبرز في قالبين احدهما تصانيف مفردة ككتاب العلم لابي خيثمة زهير بن حرب النسائي وكتاب العلم لاحمد ابن عمرو ابن ابي عاصم وكتاب العلم لادم ابن ابي اياس شيخ البخاري وجامع بيان فضل العلم لابي عمر ابن عبدالبر القرطبي والجامع لاخلاق الراوي واداب السامع لابي بكر الخطيب البغدادي رحمهم الله فهذه التصانيف المذكورة افردت في التعريف بالعلم وبيان متعلقاته على طريقة المحدثين والاخر ابواب مترجمة تسلك في عقد التصانيف الحديثية الكبرى يجمع نظامها ويلم شتاتها كتاب العلم وتسرد مقاصدها في تراجم متتابعة تتصدرها كلمة باب فيقصد المصنف الى وضع ترجمة كبرى مبدأها كتاب العلم ثم يسلسل بعدها تراجم تفصيلية تبين مقاصده فيه يصدر كل ترجمة بقوله باب وسمي كل باب ترجمة بانه يترجم عن مقصود المصنف من ايراد الحديث فاصل الترجمة البيان والتوضيح وسمي المترجم مترجما لانه يبين لغة بلغة اخرى وفي ذلك قلت تفسيرهم للغة بلغة في عرفهم يسمى بالترجمة تفسيرهم للغة بلغة في عرفهم يسمى بالترجمة واصل الترجمة ايضاح وبيان ونقل الكلام من لسان الى لسان هو مندرج في جملة هذا المعنى وجمع الترجمة تراجم بكسر الجيم لا بضمها فالتراجم بالضم تفاعل من الرجم وهو الرمي بالحجارة وغيرها فلا يقال في بيان نظام الابواب تراجم وانما يقال تراجم بكسر الجيم لا بالضم لان للضم معنى اخر يباين المقصد المذكور فهو كما تقدم من باب تفاعل المتعلق بالرمي وهو ما يكون بين اثنين فاكثر كاتقى من باب تفاعل كالتقاتل والتراحم والتغافل وغير ذلك من متعلقات هذه المادة. فاذا اردت الخبر عن نسق ابواب فلا تقل تراجم بل قل تراجم وكذا اذا اريد الخبر عن سير اهل العلم فلا يقال عنها صنف فلان تراجم صنف فلان تراجما وانما يقال صنف فلان تراجم لجماعة من اهل العلم والتأليف الحديثية المشتملة على كتاب العلم جملة مستكثرة منها كتاب الموطأ للامام ما لك بن انس ففيه كتاب العلم ومنها ايضا صحيح ابي عبدالله البخاري فثالث كتبه هو كتاب العلم ومنها ايضا صحيح ابي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ومنها ايضا سنن ابي داود ومنها ايضا سنن الترمذي المعروفة باسم الجامع ومنها ايضا السنن الكبرى لابي عبدالرحمن النسائي ومنها ايضا صحيح ابن خزيمة فان من كتبه كتاب العلم وهو من جملة الابواب المفقودة التي ليست في النسخة التي بايدينا منه ومنها ايضا صحيح ابي حاتم ابن حبان البستي فان من كتبه كتاب العلم ومنها ايضا كتاب المستدرك لابي عبدالله الحاكم رحمهم الله جميعا فان هذه التأليف الحديثية المذكورة كل كتاب منها يشتمل على ترجمة رأسها كتاب العلم واحق التأليف الحديثية بادارة الانظار وازالة الافكار هي الكتب الستة وتسمى الامهات الست ويقال ايضا الامهات بلا هاء فان ام فان اما تجمع على امات وامهات ومن اهل العربية من جعل الامهات بالهاء للعاقل وبغير هاء لغير العاقل والمشهور عند اهل العربية التسوية بينهما فيقال في الكتب الستة الامهات الست والامهات الست وتسمى كذلك الاصول الستة وتسمى ايضا الصحاح الست ومنع اخرها لعدم اختصاصها بجمع الصحيح سوى صحيح البخاري وصحيح مسلم. واما بقيتها وهي السنن الاربع ففي الصحيح والحسن والضعيف. فالاولى ترك تسميتها جميعا باسم الصحاح الستة الا على ارادة التغليب اي ان اغلبها هي الاحاديث الصحيحة لكن هذا اللفظ يوهم ان جميع ما فيها صحيح وليس الامر كذلك فالاولى تركه وتسديس الكتب المذكورة لو نزع فيه قديما ثم استقر الامر على المشهور فالمذاهب في تسديس كتب الحديث ثلاثة فالمذهب الاول ان الستة هي البخاري ان الستة هي صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن ابي داوود هو جامع الترمذي وسنن النسائي وموضأ الامام ما لك والمذهب الثاني ان الستة هي الخمسة المقدمة انفا مع جعل سنن الدارمي عوضا عن موطأ مالك والمذهب الثالث ان الستة هي الخمسة المقدمة المقدم ذكرها اولا مع جعل سنن ابن ماجة عوضا عن موطأ مالك في المذهب الاول وعن سنن الدالمي في في المذهب الثاني وهذا المذهب الاخير هو المشهور فالمشهور عند اهل العلم ان الكتب الحديثية الستة هي صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن ابي داود وجامع الترمذي وسنن النسائي الصغرى المعروفة بالمجتبى من السنن المسندة وسنن ابن ماجة فهذه هي الكتب الستة وينسب جعل سنن ابن ماجة سادسا الى ابي الفضل محمد ابن طاهر المقدسي انه اول من سدس الكتب الستة بسنن ابن ماجة فجعله بعد الخمسة المشهورة ثم قارنه قريبا من زمانه الحافظ عبدالغني المقدسي الذي صنف كتاب الكمال في اسماء الرجال فجعل سادس الكتب سنن ابن ماجة. ثم تتابع المصنفون بعده. في الرجال والاطراف على جعل الستة الخمسة المذكورة اولا مع سنن ابن ماجة. كالحافظ ابي الحجاج المزي والحافظ ابي عبد الله الذهبي والحافظ ابي الفضل ابن حجر فيما صنفوه من كتب تراجم الرواة واطراف الحديث فشاع الامر وذاع ان الكتب الستة هي المعدودة انفا صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن ابي داود وجامع الترمذي وسنن النسائي الصغرى وسنن ابن ماجة وهذه الكتب الستة هي الجديرة بالعناية بين تآليف المحدثين فاليها يرد جمهور الادلة الشرعية من السنة النبوية ولا يكاد يوجد حكم يحتاج اليه في السنة النبوية الا ودليله فيها ولا يخرج عنها شيء من الاحاديث الثابتة الا واصله في الباب موجود فيما رواه المصنفون لهذه الكتب الست فالاقبال على هذه الكتب الستة دون غيرها هو الاولى بطالب العلم. وان من تضييع زهرة العمر ان يجعل طالب العلم وكده وعنايته في غيرها فطالب العلم في مبتدأ امره يبتدأ بكتب الحديث المجردة كالمشهورة عند اهل العلم في قطرنا وغيرهم من تقديم الاربعين النووية ثم عمدة الاحكام ثم بلوغ المرام ثم رياض الصالحين ثم المنتقى للمجد ابن تيمية لمن اراد ان يتوسع في احاديث الاحكام فاذا ارتفعوا الى دراسة كتب الحديث المسندة فان الذي ينبغي سلوكه هو تقديم هذه الكتب الستة دون غيرها ومن يعتني بقراءة غيرها كمسند احمد او معجم الطبراني الكبير او صحيح ابن خزيمة او سنن الدارقطني او مستدرك الحاكم مع ترك هذه الاصول الستة فانه مباين لجادة العلم السوية ولابي الفرج ابن رجب كلام نفيس في تعظيم هذه الكتب والانباه الى جلالة رتبتها يكتب بماء الذهب فانه ذكر رحمه الله تعالى كلاما في بيان رد العلم الى الكتاب والسنة ثم بين ما تعلق بكتابة المصحف وجمعه ثم قال فيما يتعلق بالسنة قال واما سنة النبي صلى الله عليه وسلم فانها كانت في الامة تحفظ في الصدور كما يحفظ القرآن وكان من العلماء من يكتبها كالمصحف ومنهم من ينهى عن كتابتها ولا ريب ان الناس يتفاوتون في الحفظ والظبط تفاوتا كثيرا ثم حدث بعد عصر الصحابة قوم من اهل البدع والضلال ادخلوا في الدين ما ليس منه وتعمدوا الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم فاقام الله تعالى لحفظ السنة اقواما ميزوا ما دخل فيها من الكذب والوهم والغضب وضبطوا ذلك غاية الضبط وحفظوه اشد الحفظ ثم صنف العلماء التصانيف في ذلك وانتشرت الكتب المؤلفة في الحديث وعلموه وصار اعتماد الناس في الحديث الصحيح على كتابي الامامين ابي عبدالله البخاري وابي الحجاج الحسين ابن مسلم القشيري رضي الله عنهما واعتمادهم بعد كتابيهما بقية الكتب الستة خصوصا سنن ابي داوود وجامع ابي عيسى يعني الترمذي وكتاب النسائي ثم كتاب ابن ماجة ثم كتاب ابن ماجة الى اخر كلامه حتى قال بعد واما سائر الناس فانهم يعملون على هذه الكتب المشار اليها يعني الستة. ويكتفون بالعزو اليها. انتهى كلامه رحمه الله تعالى فمحل المعارف الشرعية من الكتب الحديثية المسندة الى الكتب الستة فهي الحقيقة بالتقديم والجديرة بالتكريم وفي دراستها لاستخراج درايتها خاصة وما يلزم من روايتها من روايتها ثلاث طرق وهذه الطرق كما قلت انفا هي موضوعة لاستخراج درايتها اصالة مع ما يتبع من روايتها وهي المقدمة على غيرها فان مجرد سرد الحديث بالازمنة الاخيرة لاتصال الاسناد انما يصلح لمن شدى قدرا حسنا في العلم وصار له فهم فيه فينتفع بهذا السرد على الاطلاع على الاحاديث النبوية في مدة يسيرة مع اغتنام اتصال سنده باولئك المصنفين. اما الاكتفاء بهذه الجادة. والاستغناء بها عن طريقة اهل العلم علم كما صار اليوم مما يسمى مجالس السماع فانه وبال على اهله ان استغنوا بهذه الطريقة عن دراسة كتب الحديث فهما واستنباطا. اما ان كانوا من ارباب الدراية وفرسان العلم. ومن احرزوا في معرفة المنقول والمعقول حظا وافرا ونصيبا متينا فان ذلك سائغ لهم باجماع اهل المعرفة بالعلم والطرق الثلاث التي اشرت اليها في دراسة كتب الحديث الستة تنتظم فيما يأتي فالطريق الاول تقديم دراسة صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ثم سنن ابي داوود ثم سنن الترمذي ثم سنن النسائي ثم سنن ابن ماجة فهي جارية على الترتيب المشهور لهذه الكتب المتقدم ذكره وهذه الطريق كانت لما كان العلم منتعشا هي الطريق المشهور في بلاد الحجاز ونجد ومن اخر من اقرأ هذه الكتب على النسق المذكور العلامة عبد المحسن العباد في المسجد النبوي وامضى في ذلك اربعا اربعة وعشرين عاما ابتدأها بصحيح البخاري وختمها بسنن ابن ماجة والطريق الثاني تقديم دراسة البخاري ثم اتباعه بدراسة جامع الترمذي مع البيان التام والكشف عن مشكلات الاحاديث وبيان علوم هذين الحافظين في كتابيهما ثم دراسة بقية الكتب مسلم لابي داوود فالنسائي فابن ماجه مع تقرير يسير وكانت هذه الجادة مسلوكة في بعض نواحي البلاد الهندية فيأخذون صحيح البخاري درسا في ستة اشهر ثم يأخذون جامع الترمذي درسا في ستة اشهر ثم يمرون على بقية الكتب الستة المتقدم ذكرها مع تقرير يسير بستة اشهر فتتم الكتب الستة في هذه المدة لكن عنايتهم في بيان المعاني وحل الاشكالات وفتح المغلقات والجواب عن الايرادات وكده يرجع الى صحيح البخاري وجامع الترمذي فقط والطريق الثالث تقديم دراسة سنن ابن ماجة ثم سنن النسائي ثم سنن الترمذي ثم سنن ابي داوود ثم صحيح مسلم ثم صحيح البخاري وكانت هذه الجادة مسلوكة في بعض نواحي البلاد اليمنية التهامية كزبيد والمراظعة وكان عليها بعض علمائهم الذين انتقلوا الى البلاد الهندية وهو العلامة حسين ابن محسن الانصاري رحمه الله تعالى فانه كان يأخذ الاخذين عنه بترقيتهم من الادنى الى الاعلى فيبتدأ بسنن ابن ماجة فالنسائي فالترمذي فابي داوود فمسلم فالبخاري واولى هذه الطرق بالتقديم اخرها لما فيها من الترقي من الادنى الى الاعلى فيقوى بذلك عود المتلقي ويشتد حتى اذا بلغ اجلها وهو صحيح البخاري كان له فهم في العلم يعينه على كمال الانتفاع بصحيح البخاري فتكون منفعته في فهم معاني الاحاديث وما تعلق بدرايتها وروايتها متينا لانه بدأ بالاسهل الادنى وليس فيها دني ثم ترقى الى ما فوقه ثم ترقى الى ما فوقه حتى وصل الى ذروتها وهو صحيح البخاري ومن المسالك الحسنة في دراسة الكتب الحديثية الستة ظم النظير منها الى النظير في بقية الكتب الستة فيظم النظائر المتوافقة في نسق واحد وفي احراز ذلك ثلاث طرق الطريق الاول ضم النظير الى النظير من الاحاديث مما يتعلق بمقصد واحد ضم النظير الى النظير من الاحاديث مما يتعلق بمقصد واحد وتكفلت به جملة من كتب الرواية المجردة كعمدة الاحكام لعبد الغني المقدسي وبلوغ المرام لابي الفضل ابن حجر ورياض الصالحين لابي زكريا النووي فان هذه الكتب تجمع في ابوابها النظائر من الاحاديث في الكتب الستة وغيرها فانك اذا اتيت الى كتاب الصلاة مثلا من بلوغ المرام وجدته ابوابا ووجدت تحت كل باب احاديث مختلفة من الكتب الستة وغيرها فيعين ضم النظير الى النظير من الاحاديث على دراسة معانيها وفهمها كلها والطريق الثاني ضم النظير الى النظير من التراجم في مقصد واحد فينظر الى كتاب تكرر ذكره فيها ثم تدرس تراجمهم فيه ككتاب الايمان مثلا فانك تجد كتاب الايمان طليعة صحيح البخاري بعد بدء الوحي وتجده كذلك طليعة صحيح مسلم النيسابوري وتجده كذلك في سنن ابي داوود وجامع الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة فاذا ضممت التراجم المعقودة في كتاب الايمان عندهم جميعا اعانك ذلك على فهم كتاب الايمان بما بينوه من المقاصد والطريق الثالث ضم النظير من التراجم والاحاديث ظم النضير ظم النظير من التراجم والاحاديث فتجمع تراجمهم واحاديثهم في مقصد واحد مضمومة النظير الى النظير ككتاب الايمان مثلا فانك تجمع في صعيد واحد التراجم والاحاديث المذكورة في الكتب الستة ثم تدرسها على هذا النحو وهذه الطريق الثالث وهذا الطريق الثالث اتمها نفعا وهو قليل الوجود في التأليف وضعا وفي التعليم درسا فعامة من جمع احاديث الكتب الستة اهمل تراجم مصنفيها وفي ذلك غبن شديد لان من العلوم والمعارف ما قد لا يوجد الا في تلك التراجم فالبخاري مثلا عقد ترجمة ذكر فيها معلقا ان ابن عمر رضي الله عنهما كان اذا دخل المسجد دخل بيمينه واذا خرج خرج بيساره يعني بقدميه وهذا الاثر لا يوجد في كتب اهل العلم قاطبة الا في ترجمة للبخاري ولم يوجد موصولا صرح بذلك ابو الفرج ابن رجب وابو الفضل ابن حجر الذي لا يعير الى تراجم المحدثين فالذي لا يعير تراجم المحدثين اهتماما يفوته علم كثير وما شاع اليوم من اسم حفظ الكتب الستة مع تجريد متونها وترك تراجمها فيه اوابد من جملتها ترك التراجم الحديثية ولا سيما تراجم صحيح البخاري فانه لا يستغني عنها طالب العلم والطريق الاول الذي ذكرناه وهو ضم النظائر من الاحاديث دون التراجم هو اشهرها ذكرا واكثرها عملا وعليه جمهور المشتغلين بتفهم معاني الحديث واما الطريق الثاني وهو تجريد التراجم فيكاد يكون في الدرس معدوما لا يعرف وكان من بقاياه في بلاد المغرب سرد تراجم صحيح البخاري فكان من مجالس العلم في بلاد المغرب قبل مجلس تسرد فيه تراجم البخاري من اولها الى اخرها مع الارشاد الى ما في جملة منها من حل اشكال او فتح مغلق او ايراد عليها او غير ذلك واما في التأليف فتكاد تنحصر عناية اهل العلم في تراجم صحيح البخاري فكم من مصنف في بيان تلك التراجم تبني المنير وابن جماعة هو احمد ابن عبد الرحيم الدهلوي وزكريا الكندهلوي غفر الله لهم ورحمهم وهذه الطريق عظيمة الفاء وهذا الطريق عظيم الفائدة في تقوية ملكة الاستنباط وتنمية مدارك الفهم وتحصيل الحذق والمهارة في العلم فاذا اراد المرء ان يروض عقله في العلم سلك عدة طرائق تنتظم تحت باب رياضة العقل منها الاقبال على دراسة تراجم الكتب تراجم الكتب الحديثية فيعمد الى كتب الحديث وينظر في معاني التراجم فيها ويستنبط صلة تلك التراجم بما ذكر فيها من الاحاديث وفي التراجم الحديثية عند المصنفين ما يعز ذكره عند غيرهم دلالة على مسائل العلم وتعريفا بها فكم من مسألة تجدها في تراجم المحدثين لا تجدها في كتب الفقهاء ولا غيرهم والمقصود من ذلك التعريف باهميتها لا الاستغناء بها عن الفقه فان الحديث والفقه توأمان لا ينبل في العلم حتى يأخذ بهما جميعا. وهذا اصل بالعلم كله فلا سبيل الى فهم العلم والنبل فيه الا برواية ودراية وفهم وحفظ والمقصود مما سبق من القول ان تعلم ان في تراجم المحدثين ما لا يوجد عند غيرهم فمثلا من تراجم مصنف عبد الرزاق في ابواب الوضوء باب مس الصليب يعني الوضوء من مس الصليب وهذه المسألة لو فتشت عنها في كلام الفقهاء لعلك لا تجد لها ذكرا ومن تراجم سنن النسائي الصغرى قوله كم مرة يقول يعني الامام كم مرة يقول استووا اي في الصلاة اذا اراد تسوية الصفوف وهذه مسألة نادرة في العلم ومن تراجم البخاري في الادب المفرد قوله باب لا يقول لشيء لا يعلمه الله يعلمه وهذه مسألة تذكر في الاداب وحفظ المنطق والكلام فالمقصود ان تعلم ان في تراجم المحدثين علم وافر لا ينبغي الجهل به والصد عنه والاحاطة بتراجم تآليف المحدثين تعرف الناظر بعلومهم وتشرف به على فقههم. فان من عرف الحديث طويت حجته وبانت محجته ورسخت قدمه في معرفة الدين وامتلأ قلبه باليقين وكيف لا يكون الامر كذلك؟ والسنة النبوية صنو القرآن وهي وحي كما القرآن وحي. قال الله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي رحمه الله فسنة النبي وحي ثاني عليهما قل اطلق الوحيان ومن الوان الاشراف على علوم المحدثين كما سلف ضم النظير الى النظير في تراجمهم لكتاب واحد اختير الليلة ليكون قاعدة التعليم وفنار التفهيم كتاب العلم منها وله ذكر حسن في الكتب الستة فقد عقد البخاري ومسلم وابو داود والترمذي كتابا للعلم في تراجم كتبهم الكلية اما النسائي فلم يحفل مصنفه فلم يحفى المصنفه الاصغر وهو المجتبى من السنن المسندة بكتاب في العلم وانما جاء مرويا في كتاب السنن الكبرى له واما ابن ماجة فادرك مقاصد هذا الكتاب في مقدمة سننه فترجم عدة ابواب تتعلق بالعلم. لكن دون جعلها تحت ترجمة جامعة تحمل اسم كتاب العلم وعدتها تسعة ابواب اولها باب فضل من تعلم القرآن وعلمه واخرها باب من سئل عن علم فكتمه وجعل البخاري رحمه الله تعالى كتاب العلم في صدر صحيحه بخلاف غيره ممن اخر هذا الكتاب فان مسلما وابا داوود والترمذي رحمهم الله وقد عقدوا ترجمة باسم كتاب العلم اخروا تلك الترجمة فجعلوها من اواخر الكتب ولا سيما مسلم الذي جعل كتاب العلم من اواخر الكتب في صحيحه وطريقة البخاري رحمه الله تعالى بتقديم كتاب العلم اليق واسبق وفي ذلك كلام نافع لابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى قال فيه ولهذا كانت طائفة من المصنفين للسنن على الابواب اذا جمعوا فيها اصناف العلم ابتدأوها باصل العلم والايمان كما ابتدأ البخاري صحيحه ببدء الوحي ونزوله فاخبر عن صفة نزول العلم والايمان على الرسول صلى الله عليه وسلم اولا ثم اتبعه بكتاب الايمان الذي هو الاقرار بما جاء به. ثم بكتاب العلم الذي هو معرفة ما جاء به فرتبه الترتيب الحقيقي وكذلك الامام ابو محمد الدارمي صاحب المسند ابتدأ كتابه بدلائل النبوة وذكر في ذلك طرفا صالحا وهذان الرجلان يعني البخاري والدالمي افضل بكثير من مسلم والترمذي ونحوهما ولهذا كان احمد بن حنبل يعظم هذين يحوهما لانهما فقهاء في الحديث اصولا وفروعا. انتهى كلامه بتمامه ومنه تعلم جلالة فقه البخاري رحمه الله تعالى في جعله كتاب العلم من صدور الكتب المقدمة في صحيحه بخلاف غيره ممن اخره من اقرانه ونظرائه المصنفين للكتب الستة وهم مسلم وابو داوود والترمذي رحمهم الله تعالى وعدد تراجم كتاب العلم عند البخاري ومسلم وابي داود والترمذي مجموعة خمس وثمانون ترجمة وتفصيلها ثلاث وخمسون ترجمة عند البخاري وثلاث عشرة ترجمة عند ابي داوود وتسع عشرة ترجمة عند الترمذي اما مسلم فانه ترجم ترجمة كلية هي كتاب العلم ثم لم يبوب على المشهور في طريقته فان مسلما رحمه الله تعالى ترك اكثر كتب صحيحه بلا تراجم فهو يقول كتاب الايمان ثم يذكر الاحاديث بعده دون فصلها بابواب ويقول مثلا كتاب التفسير ثم يذكر احاديثه متلاحقة هذا هو الاصل العام عند مسلم. وربما ترجم بكلمة باب في اثناء بعض الكتب فان هذا محفوظ في بعظ النسخ العتيقة في صحيح مسلم ومنها نسخة ابن الواني الحافظ بخطه وذكره ايضا القاضي عياض الي في شرحه على مسلم فانه ذكر مرة ان مسلما بوب على هذا الحديث بقوله باب كذا وكذا. فيكون ذلك كالنادر وهذا فصل المقال في مسألة مشهورة وهي هل بوب مسلم كتابه ام لا؟ والصحيح فيها ان مسلما بوبه بالكتب اتفاقا اي كتاب الايمان وكتاب العلم وكتاب التفسير واما تبويبه بتراجم الابواب فوقع منه قليلا في مواضع يسيرة وانفع ما يكون لمن اراد ان يترجم احاديث صحيح مسلم ان يأخذ بما ترجم لها الحفاظ المتقدمون الذين استخرجوا على صحيح مسلم كالحافظ ابي عوانة فانه استخرج على صحيح مسلم وبوب لاحاديث مسلم وكذا بعده الحافظ ابو نعيم الاصفهاني فانه صنف المستخرج على مسلم وترجم لابوابه وفي الاقبال على دراسة تراجم هذين الحافظين نفع عظيم اكثر من الانتفاع بتراجم النووي او غيره من المتأخرين الذين بوبوا للاحاديث النبوية عند مسلم بما يقتضيه مذهبهم الفقهي سواء الشافعي او غيره واول تراجم البخاري في كتاب العلم قوله باب فضل العلم وقول الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وقوله عز وجل وقل رب زدني علما واخره قوله باب من اجاب السائل باكثر مما سأله واما ابو داوود فاول تراجم كتاب العلم عنده باب الحث على طلب العلم واخرها باب في قصص واما الترمذي فاول تراجم كتاب العلم عنده باب اذا اراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين واخرها فضل الفقه في الدين وتتنوع هذه التراجم المذكورة عند هؤلاء في مسالك وضعها فتارة تذكر مسألة تتعلق بالعلم كقول البخاري باب من رفع صوته بالعلم وقول ابي داود باب سرد الحديث وقول ابي عيسى الترمذي باب كتمان العلم وتارة يذكر الحكم في الترجمة كقول البخاري باب اثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم وقول ابي داود كراهية منع العلم وقول ابي عيسى الترمذي باب كراهية كتابة العلم ثم اتبعه بباب في الرخصة فيه وتارة تورد الترجمة على هيئة السؤال عما تعلق به كقول البخاري باب متى يصح سماع الصغير فيورده استفهاما اما لعدم قطعه بالقول في ذلك او لارادته اثارة ذهن المتلقي حتى يستنبط مأخذ المسألة من الحديث المذكور فيها وتارة يذكر في الترجمة دليل من القرآن الكريم كقول البخاري رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ما اوتيتم من العلم الا قليلا وايراد الايات القرآنية في تراجم البخاري وقع على ثلاثة انحاء اولها ان يذكرها البخاري مقرونة بكلام من كلامه كقوله انفا باب فضل العلم وقول الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وثانيها ان يذكر البخاري الاية مصرحا بكونها اية كقوله باب قول الله تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا وثالثها ان يذكر البخاري الترجمة بسياق اية ولا يقول باب قول الله تعالى فيقول ابو كذا وكذا ويذكر اية من ايات القرآن الكريم وتارة تذكر التراجم بكتاب العلم عند هؤلاء بلفظ الحديث النبوي كقول البخاري باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والبخاري رحمه الله تعالى كما كان له باع واسع في بيان الاحاديث باسنادها وذكرها مسندة فان له باعا طويلا في ذكرها في التراجم وقد افرد احد المعاصرين رسالة في ذكر الاحاديث التي اوردها البخاري في تراجم صحيحه فانه يريدها تارة وينبه على تضعيفها ويريدها تارة وينبه على معنى فيها. ويريدها تارة ثم في الباب نفسه الذي ذكر الحديث معه ويريدها تارة ويسندها في باب اخر ويوردها تارة ويسندها في كتاب اخر له ويريدها تارة ولا توجد مسندة عنده بل عند غيره ومما يقوى به النزع في مسألة ما من مسائل العلم عند المحدثين ومنهم اصحاب الكتب الستة تواردهم على الترجمة لها بعبارات تأخذ باطراف منها. فمثلا بوب البخاري بقوله في صدر كتاب العلم باب فضل العلم وبوب ابو داوود فقال باب فضل نشر العلم وبوب الترمذي فقال باب فضل طلب العلم فانت تجد في هذه الابواب الثلاثة نسقا متتابعا يتعلق ببيان فضل العلم. جعله البخاري رحمه الله تعالى اصلا كليا فقال باب فضل العلم واخذ ابو داوود بطرف منه فذكر فضل نشر العلم يعني بثه بعد تحصيله واخذ الترمذي بطرف اخر فقال باب فضل طلب العلم فاخذ بطرف اخر وهو ابتداء جمعه وتحمله عن اهله فاذا ضمت الابواب المتناظرة المتفقة المعنى عند هؤلاء وغيرهم تبين من معاني العلم عند المحدثين ما لا يتبين بالنظر الى واحد منهم وتلك التراجم وتلك التراجم الخمسة والثمانون المذكورة انفا في الكتب الستة مما في البخاري وابي داوود والترمذي اذا ضمت اليها التراجم المتعلقة بالعلم عند ابن ماجة في مقدمته وعدتها تسع تراجم فبلغت اربعا وتسعين ترجمة كانت كفيلة بايضاح قدر وافر من بيان المحدثين لمتعلقات العلم في مسائله واحكامه مما يرجع الى نقيه ونشره وادبه وغير ذلك فمن اراد ان يجمع كتابا في العلم عند المحدثين فليقبل على هذه التراجم الاربعة والتسعين ترجمة ثم ينضمها في نسق متصل ثم يبين معاني كل. فيبين له علم وافر من بيان المحدثين للعلم وفضله وشرفه وادبه وكيفية تحمله وادائه وانفاد القول فيها يضيق عنه المقام والمقصود الاكبر من هذه المحاضرة هو التعريف بهذه الجادة في الاستفادة من تراجم الكتب الحديثية وامعانا في الافهام اكتفي بتراجم البخاري في تحقيق المراد وهي ام التراجم الحديثية فمن مشهور القول ان فقه البخاري في تراجمه وعدها ابو الفضل ابن حجر الجهة العظمى الموجبة تقديمه لانها حيرت الافكار وادهشت العقول والابصار فمن موجبات تقديم صحيح البخاري ما سلك فيه رحمه الله تعالى من درر التراجم الحديثية المبينة فقهه وعلمه رحمه الله تعالى وفي بيان علو رتبتها قال ابن المنير الاسكندراني في المتوالي سمعت جدي يقول كتابان فقههما في تراجمهما سمعت جدي يقول كتابان تراجمهما بفقههما في تراجمهما كتاب البخاري في الحديث وكتاب سيبويه في النحو فهذان الكتابان علمهما النضار ومنفعتهما الكبرى في تراجم الابواب فمن وعى ما فيهما من علم التراجم ادرك فقها كثيرا وقد قيل في كتاب سيبويه في النحو انه من الكتب التي من درسها برز في العلم وكذا يقال في كتاب البخاري ان من درسه ووعاه وادرك معانيه برز في العلم. ولا سيما اذا جعل قبلته في فهم معانيه كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني فانه كتاب عظيم النفع. وفيه قال الشوكاني لما اريد منه شرح البخاري لا هجرة بعد الفتح. اي ان كتاب الفتح بابن حجر كاف عن غيره من شروح البخاري فمن جعل له حظا عظيما من فهم صحيح البخاري بالنظر فيفتح الباري فقد استوعب علما عظيما وكان من رؤوس المحدثين في البلاد اليمنية والهندية في القرن الماضي العلامة حسين بن محسن الانصاري المتوفى سنة اربع وعشرين بعد الثلاث مئة والالف ومن تلاميذه من اهل قطرنا سعد بن حمد بن عتيق واسحاق بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى وكان رجلا يذكر انه لشدة اقباله على فتح الباري تكاد يستحضره بل جزم تلميذه حيدر حسن التونكي بانه كان يحفظ فتح الباري. وهذه مبالغة ظاهرة لكنه لكمال اقباله على الكتاب المذكور وعنايته به صار بمنزلة من كانه حافظ له فمما يستعين به المرء على فقه تراجم البخاري شروحه ومن جملتها فتح الباري وفهم تراجم البخاري مفتاح فهم صحيح البخاري فمن اخذ في الرتبة الاولى فهم التراجم فقد بلغ الثلث او اكثر من فهم صحيح البخاري قال ابو الحسن السندي رحمه الله تعالى في حاشيته على تراجم صحيح البخاري اعلم ان تراجم الصحيح على قسمين باسم يذكره لاجل الاستدلال بحديث الباب عليه اي انه يجعل الترجمة ثم يذكر هذا الحديث للاستدلال بالحديث عليها وقسم يذكره ليجعله كالشرح لحديث الباب. وقسم يذكره ليجعله كالشرح لحديث فيعين على فهم الحديث. وهناك تقاسيم اخرى لتراجم صحيح البخاري باعتبارات مختلفة موجودة في كلام ابي الفضل ابن حجر واحمد ابن عبدالرحيم الدهلوي رحمهم الله عز وجل لا نطول المقام بذكرها والمقصود ان تعرف ما لتراجم البخاري من رتبة منيفة ولجلالة تراجم البخاري وجدت صداها في ميدان العلم. واظهروا ذلك مقامان احدهما تراجم الكتب الحديثية المصنفة بعد البخاري كجامع ابي عيسى الترمذي فان جماعة من المحدثين اخذوا حذو القذة بالقذة بتراجم صحيح البخاري فتجد الترجمة عند البخاري وتجدها بلفظها عند من بعده كقوله رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل فان الجوهري في مسند الموطأ اعادها بنصها وكجملة من تراجمه في ابواب المتفرقة ذكرها بنصها الحافظ ابو عيسى الترمذي وهو تلميذ له في كتابه السنن المعروفة بالجامع والاخر المسائل المستنبطة من الاحاديث النبوية فان جماعة ممن صنفوا في فهم معاني الحديث وذكر فوائده ربما ذكروا فائدة هي ترجمة في صحيح البخاري كجملة من مسائل ابواب كتاب التوحيد فانها من تراجم البخاري في صحيحه فتجد امام الدعوة رحمه الله تعالى يذكر مسألة تجدها بنصها او قريبا منها في ابواب البخاري رحمه الله تعالى وبهذا تعلم غدر تراجي من صحيح البخاري رحمه الله تعالى وعظيم اثرها في العلم وهذا امر محتاج الى دراسة مفردة وتراجم كتاب العلم في صحيح البخاري تشرق مطالعها تشرق معارفها في مطالع عدة فالمطلع الاول شرف العلم وفضله وفضل اهله وحملته فان البخاري رحمه الله تعالى وضع جملة من التراجم المتفرقة تبين هذا المطلع فمنها قوله رحمه الله تعالى باب فضل العلم وقول الله تعالى يرفع الله الذين اوتوا العلم الذي يرفع يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. وقوله عز وجل وقل ربي زدني علما فانه اراد بهذه الترجمة بيان فضل العلم وهذه الترجمة جعلها البخاري صدرا كتاب العلم من صحيحه. وبين ابو الفضل ابن حجر انه مقتد من العرب في ذلك فان العرب تقدم ذكر فضل الشيء قبل بيان حقيقته لتتجوف النفوس الى معرفته. فانك اذا ذكرت فضل شيء ثم بينته تطلعت النفوس الى معرفته لتدرك فضله بخلاف عكس ذلك ثم اعاد البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة في موضع اخر في صحيحه فقال باب فضل العلم واضح عادها في موضع اخر في صحيحه لماذا لماذا اعاد البخاري سلطان احسنت قد يكون من باب التذكير وغيره تحديد الهمة باعادة المعنى ان يعيد المعنى مرة اخرى مما ينبغي ان يقطع به ان ما وقع عند البخاري وغيره من اعادة التراجم الحديثية ان وجد منه شيء لوهن المرء ونسيانه فانه لا يمكن ان يكون جوابا صالحا في كل المقامات يعني من اسهل الاجوبة ان تقول انه نسي الترجمة الاولى لكن هذا وقع منه ومن غيره فاذا وقع ذلك منهم فانهم يريدون بيان معنى جديد وهذا هو الذي اراده البخاري فانه في الترجمة الاولى اراد بالفضل القدر والشرف واراد بالفضل في الترجمة الثاني الزيادة من العلم. فقوله في المقام الثاني باب فضل العلم يعني باب الزيادة من العلم فالفضل هو الزيادة والبقية من الشيء ومن تراجم صحيح البخاري المتعلقة بهذا المطلع قوله باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وهذه الترجمة هي لفظ حديث نبوي اخرجه البخاري ومسلم ايضا من حديث الزهري عن حميد ابن عبد الرحمن عن معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنه وعن ابيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن التراجم المنطوية تحت هذا المطلع قوله رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل فاراد ان يبين ان من ما يدل على فضل العلم وشرفه انه متقدم على غيره من القول والعمل ومنها ايضا قوله الاغتباط في العلم والحكمة اي ان مما يطلب اي ان مما تطلب المحاذاة فيه عند من كان عند غيره العلم فان المرء يغبط غيره على رئاسة اعظم ما تغبط فيه الرئاسة العلم في الدين والجود في المال كما صحت بذلك الاحاديث النبوية ومن جملتها قوله رحمه الله تعالى باب فضل من علم وعلم اي فضل من تعلم العلم فطلبه ثم علمه فبته ونشره. ومنها ايضا قوله باب قول الله تعالى وما اوتيت تب من العلم الا قليلا تعريفا بفظل العلم ان مما يحملك على الازدياد منه ان تعلم ان ما تصل اليه من العلم هو قليل ومن اعظم الناس علما من يعلم انه لا يعلم اشياء تغيب عنه. اما الذي يظن انه قد قطع نفاذه وجاوز القنطرة وحوى علوم الخافقين فهذا قليل المعرفة بالعلم وحقيقته واصله والمطلع الثاني تحمل العلم وتلقيه فمن تراجم البخاري في هذا المطلع قوله باب القراءة والعرض على المحدث اي ان مما يتلقى به العلم ويتحمل ان يقرأ الاخذ على محدث ويعرض عليه العلم ومنها قوله باب حفظ العلم وقوله باب الفهم في العلم والحفظ والفهم صنوان لا يفترقان ومن رام العلم باحدهما دون الاخر لم ينله فلا بد من حفظ وفهم. فان في العقل قوتين هما قوة الحفظ وقوة الفهم فمريد التبريز في العلم والوقوف على مطاويه والفوز بدرره لا محيص لهو ولا مفر من ان يكون ذا حفظ وذا فهم وبوب ايضا تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على ان يحفظوا الايمان والعلم ويخبروا من ومن التراجم المنتظمة في هذا المطلع قوله رحمه الله تعالى باب الحرص على الحديث فان من الة العلم التي تبلغه الحرص عليه والرغبة فيه. فلا ينال العلم الا بحرص ومنها قوله رحمه الله تعالى الخروج في باب الخروج في طلب العلم وقوله ايضا وقوله ايضا الرحلة في المسألة النازلة وتعليمه اهله وقوله ايضا ما ذكر في ذهاب موسى في البحر الى الخضر فكل هذه التراجم الثلاث ترجع الى الرحلة بطلب العلم وان مما يؤخذ به العلم ويتحمل الرحلة في سبيل جمعه واخذه. المطلع الثالث اداء العلم ومن تراجم البخاري في هذا المطلع قوله رحمه الله تعليم الرجل امته واهله فالمرء انما يطلب العلم لمقاصد معتد بها شرعا من جملتها ان ينوي رفع الجهل عن غيره واولى الناس بطلب رفع الجهل عنهم هم من قرب منه ممن يكون من اهله او له عليه ولاية ملك كالارقاء من الاماء وغيرهن ومن تلك التراجم قوله رحمه الله تعالى من رفع صوته بالعلم فمما يؤدى به العلم في بعض الاحوال رفع الصوت به ليبلغ مبلغه ليبلغ مبلغه في نفوس السامعين ومنها قوله رحمه الله تعالى باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا اي يطلب ملتمسا اقبال نفوسهم فيعظهم ويحدثهم بين الفينة والفينة فمتى خيف نفور المتعلم لوحظ هذا الاصل فيه ومتى ارتفع هذا الامر صاغ عدم تخوله لانه يرى ان منفعته في جمع نفسه على ذلك وهو مأخذ ما يسمى اليوم بالدورات العلمية فان الدورات العلمية التي تكون في مدة يسيرة ربما يتوهم متوهم انها مخالفة لطريق الشرع لكن من وعى شرع وجد انها تكون موافقة له في حال ومخالفة في حال اخر. فاذا علم ان المتلقي عنده اقبال ورغبة وجمع للنفس كان ذلك سائغا واما ان كان المتلقي ممن ينفر ويراد ترغيبه في العلم فانه يتخول بتقليل العلم الذي يعطى له ويبذل ومن تلك التراجم قوله رحمه الله تعالى ما يستحب للعالم اذا سئل اي الناس اعلم فيكن العلم الى الله عز وجل فان من تمام عقل صاحب العلم ان يعرف انه انحاز من العلم قدرا فقد غاب عنه اقداره قال ابو عبدالله الذهبي والعلم بحر لا ساحل له وهو ممزوج في الامة لمن التمسه. انتهى كلامه بلفظه او اذا منه فلا يكاد يجمع العلم في واحد من الخلق ويوجد في الخلق من يفتح الله عز وجل عليه فيكون عنده علوم ليست عند غيره لكن لا ينبغي ان يتجاسر هو او غيره على اطلاق انه اعلم الناس في زمانه لان علم هذا الى الله سبحانه وتعالى وربما كان في قال الذين يدركون زمانهم من يمضغ في العلم فيكون اعلم منه فحين اذ لا يصح ان يقال انه اعلم اهل زمانه ومن الكلمات المخالفة للشرع ما يقوله بعضهم بان فلانا خاتمة الحفاظ او خاتمة الفقهاء او خاتمة السلف فان علم هذا الى الله سبحانه وتعالى وهذا من التألي على الله عز وجل في فضله فانه ليس بمستكثر على الله ان يجعل للمتأخر ما لم يكن للمتقدم. ذكر هذا المعنى ابو عبد الله ابن مالك في تسهيل الفوائد والمطلع الرابع ادب مجلس العلم فعقد البخاري رحمه الله جملة من التراجم فيه كقوله باب ذكر العلم والفتيا في المسجد فالمسجد هو المحل المقدم شرعا لبذل العلم ونشره وتلقيه واخذه. وغيره انما يكون على وجه البدل لا ان يكون اصلا. فالاصل ان العلم في المسجد وما ينشأ في ازمنة متباعدة في تاريخ الامة الاسلامية من المدارس والاربطة والزوايا والمعاهد والمدارس فانها بديل ينتفع به. ولا ينبغي ان يترك الاصل ومن ظن انه يحصل بغير الاصل ما يحصل في الاصل فهو خاء مخطئ فان من بركة المجلس في المسجد ما لا يكون في غيره من غشيان الرحمة ونزول السكينة وحث الملائكة وكون المسجد بيتا من بيوت الله عز وجل. فيتهيأ فيه من العون والمدد والتوفيق والتيسير ما لا يوجد في غيره. ومن احابيل الشيطان ايهام بعض الناس ان نفع الخلق بالقنوات الفضائية يكون اكثر من نفعهم في المساجد. ففي المسجد كما يقولون يجتمع عندك العشرات وفي الفضائيات يجتمع عندك الالوف بل مئات الالوف وربما وصل الى ما يسمى في لسانهم بالملايين وليست العبرة بكثرة العدد وانما العبرة بالبركة والبركة في المسجد وليست كائنة في غيره. نعم لا بأس ان تجري تلك مجرى معين معاضد للمسجد اما تعطيل المساجد وترك التدريس فيها والوقوف وراء الشاشات الفضائية فانه لا ينصر الاسلام ولا يكسر العدو ومن تلك التراجم قوله رحمه الله تعالى الانضباط الانصات للعلماء. اي الاقبال عليهم بالسمع فمن ادب مجلس العلم اذا جلست عند العالم ان تقبل عليه بسمعك فانه مقبل عليك بلفظه فهو لا يتكلم الى احد دون احد ولا الى المقدم دون المؤخر وانما يتكلم الى كل واحد ممن يسمع خطابه ومنها قوله رحمه الله تعالى من برك على ركبتيه عند الامام او المحدث اشعارا بشدة الرغبة في العلم فهو يبرك على ركبتيه مستحفا المعلم او المحدث ان يعلمه ويحدثه والمطلع الخامس كيفية التعليم وله رحمه الله تعالى بهذا المطلع تراجم عدة منها قوله تعالى قوله رحمه الله تعالى باب طرح الامام المسألة على اصحابه ليختبر ما عندهم من العلم فمن طرائق ايصال العلم ونفع الخلق فيه ان يطرح المعلم السؤال على المتعلمين ليختبر ما عندهم من العلم ويثير اذهانهم بالاقبال على ما ينفعهم ومنها قوله رحمه الله تعالى باب الغضب بالموعظة والتعليم اذا رأى ما يكره فمن طرائق التعليم مقارنته الغضب اذا رأى المعلم ما يكره من المتعلم فان لم يوجد هذا المعنى صار الغظب سبة فيكون ممن غلط في هذا الامر طائفتان الطائفة الاولى التي ترى الغضب في العلم مطلقا ولو لم يوجد موجبه فتجد يعلم وهو غضبان فيذهب من بركة تعليمه بقدر ما حصل من النقص في ادبه وخلقه وتقابلها طائفة اخرى لا ترى التعليم الا لينا وسهولة وكلا الطائفتين مجانب للجادة النبوية فان الذي الان القول في التعليم هو صلى الله عليه وسلم الذي غضب فيه وبوب عليه البخاري باب الغضب في الموعظة والتعليم اذا رأى ما يكره وهذا الباب من التراجم التي استل امام الدعوة فائدتها فاوردها في باب من ابواب كتاب التوحيد وهو هو باب من تبرك بشجر او حجر ونحوهما ومن تلك التراجم قوله رحمه الله تعالى باب عظة الامام النساء وتعليمهن فمما يحث عليه المعلم ان يعلم النساء لكن مع سلوك جادة اهل العلم فيه فان تعليم النساء مرغب فيه شرعا لكن لا يكون بطرائق تخالف الطريقة الشرعية فليس من الطريقة الشرعية اخراج النساء من بيوتهن. بل المرأة مأمورة بقرارها في بيتها. وانما يختبل في تعليمها المواقيت الشرعية التي تخرج فيها المرأة كصلاة التراويح في رمضان او صلاة العيد او موسم الحج. فهذه الاوقات التي جاءت الشريعة باخراج النساء فيها هي التي تهتبل في تعليم النساء وتلقينهن الدين. وما عدا ذلك فان الاصل ان المرأة قارة في بيتها فان خرجت احيانا كيوم من اسبوع فذلك سائغ. اما خروجها كل يوم لما يسمى بالعلم والدعوة فهذا ليس من الطريقة الشرعية ولا هدي السلف ولا طريقة اهل هذا البلد الذين عرفوا بمتانة دينهم. وقد رزق الناس اليوم بحمد الله من انواع التقانة كاجهزة التواصل الاجتماعي والشبكات العنكبوتية وغيرها ما يمكن معه تعليم المرأة وهي في بيتها ومنها قوله رحمه الله تعالى باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية الا يفهموا فالعلم في اصله يبث للخلق جميعا ولا يكون لناس دون ناس قال عمر ابن عبد العزيز اذا رأيت قوما يتناجون دون العامة بامر فاعلم انهم يتناجون بسوء فاصل العلم الذي يحتاجه الناس في اعتقادهم وصلاتهم واخلاقهم يجتمع فيه كل الخلق لكن ما ارتفع فوق ذلك من مشكلات الفهم ومطولات العلم فهذا يمكن ان يخص به قوم دون قوم بالنظر الى ما نالوا من العلم لا بالنظر الى مناصبهم وجاههم ورتبتهم فان الذي يجعل مدار العلم على المنصب والجاه من المعلمين لا يفلح ابدا فان العلم دين الله وانما يبذل على ما امره الله. جاء رجل من الامراء الى وكيع ابن الجراح فجلس اليه اعرض عنه وكيع فقال له اتفخر بابناء الخلفاء فقال له وكيع حتى تجلس جلسة الادب فاحدثك. فجلس الامير جلسة الادب فحدثه وارسل رجل وارسل امير رجلا الى الاعمش ومعه شفاعة من ذلك الامير ان يحدثه فجاء الرجل الى الاعمش وقال هذا كتاب الامير اليك ان تحدثني يعني جاب ايش واسطة واسطة في العلم فاخذها الاعمش وكانت عنده داج. يعني شاة فالقمها اياه عطاه الشاه هذا هذا كتاب العلم الامير في العلم هذا سبيله العلم انما يبذل وفق ما امر به الله سبحانه وتعالى والمطلع السادس زوال العلم بقبض العلماء ورفع العلم ومن تراجم البخاري فيه قوله باب رفع العلم وظهور الجهل فمما يحكم به الله قدرا ان يرفع العلم من الناس. وان يظهر الجهل فيهم ويفشوا ويكون ذلك من علامات يوم القيامة ومنها قوله رحمه الله باب كيف يقبض العلم يعني بقصد العلماء كما جاء في حديث عبدالله ابن عمرو المخرج في الصحيحين من حديث هشام ابن عروة عن ابيه عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا من صدور الناس وانما يقبضه بقبض العلماء الحديث فمما يكون من علامات قبض العلم ذهاب العلماء واحدا بعد واحد ومما ينبغي ان يعتني به الراغب في العلم اهتبال وجود العلماء فينقب عنهم ويتطلب ما عندهم من العلم ليكون ممن يحفظ الدين والقيام بهذه الوظيفة من اعظم الوظائف كما ذكره القرافي رحمه الله تعالى ويتأكد ذلك في في حق من قوي حفظه وجاد فهمه فيؤجر على ذلك اجرا عظيما لا يناله غيره من المشتغلين بالعلم هذه زمرة مما ذكره البخاري رحمه الله تعالى في بيان العلم في صحيحه دون استيفاء لها فاني اعرظت عن جملة منها ضيق المقام عن الاحاطة بها فانه عقد اربعا وخمسين ترجمة وفي بعض النسخ ثلاثا وخمسين ترجمة كل ترجمة فيها فهم عظيم لمتعلق من متعلقات العلم والمراد من هذه المحاضرة فتح الكوة اولا الى فهم تراجم صحيح البخاري بالاطلاع عليها ثم الاشراف من بعد على علم المحدثين المبثوث في تراجم كتبهم الحديثية. اسأل الله العلي العظيم ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. اللهم لا تجعل فتنتنا في ديننا ولا تسلط علينا. من لا يخافك بنا ولا يرحمنا هذه جملة من الاسئلة نجيب على ما عن منها بحسب المقام يقول هذا السائل من رام حفظ الحديث فبماذا يبدأ يبدأ الراغب في حفظ الحديث بحفظ كتب الاحاديث المجردة ككتاب الاربعين للنووي ثم عمدة الاحكام المقدسي ثم بلوغ المرام لابن حجر ثم رياض الصالحين للنووي فهذه الكتب الاربعة هي محط ما يلزم من الاحاديث النبوية ونجيب على الاسئلة المتعلقة بالدرس دون غيره يقول ما افضل الكتب بالحث على طلب العلم وهي للمبتدئين والمتوسطين في طلب العلم. الكتب المصنفة في فضل العلم والحث عليه كثيرة سمينا بعضها كتاب الجامع لابي لابي عمر ابن عبد البر وكتاب الحث على حفظ العلم لابي هلال العسكري وكتاب الحث على حفظ العلم ابي الفرج ابن الجوزي والاخير ان يوجد عليهما شرحان صوتيان محفوظان في موقع برامج الدعوة والارشاد للمتكلم يقول الاخ ما هي طريقة حفظ الكتب الستة طريقة حفظ الكتب الستة تحفظ الكتب الاربعة التي ذكرناها. الاربعين ثم العمدة ثم البلوغ ثم رياض الصالحين فاذا حفظتها مر علي في المسجد يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين هل المقصود بالفقه؟ هل فهم لجميع ابواب الدين ام المقصود هو الفقه بالاحكام؟ المقصود بالفقه شرعا هو ادراك خطاب الشرع والعمل به فلا يكون المرء فقيها حتى يكون عالما بخطاب الشرع عاملا به. ذكر اجماع السلف على ذلك ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة يقول من اول من كتب في العلم وهل يوجد كتب في عهد الصحابة والتابعين واليست احق بالعناية ان وجدت قال السيوطي في الفيته اول جامع الحديث والاثر ابن شهاب امرا له عمر. فاول من شهر بجمع الحديث من شهاب الزهري في طبقة التابعين ثم صنف جماعة كابن جريج وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وحماد بن سلمة في اخرين. واما قوله اليست احق بالعناية وجهة نعم هي احق بالعناية اذا بلغت مرتبتها فيبتدأ المرء بمقدمات العلوم من المتون المختصرة ثم يترقى حتى يصل الى فهم كتب السلف رحمهم الله تعالى يقول بدأت في طلب العلم ولكني تفاجأت بالانقسامات الموجودة بين طلاب العلم والمشايخ فما هو موقفي؟ وقد اصبحت في حيرة. موقفك ان تلزم قرز كبار العلم الزم غرز كبار العلم وتمسك بما هم عليه واترك غيرهم. هذا هو طريق السلامة كسماحة المفتي عزيزي ال الشيخ والعلامة صالح بن فوزان والعلامة صالح الحيدان والعلامة عبد الرحمن البراك الزم الاكابر ودع ما سواهم تسلم والبركة مع اكابر وهذا اخر البيان على هذه الاسئلة والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين