السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وكثرا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا. وعلى اله وصحبه ومن اتخذ له اماما ودليلا اما بعد فهذا المجلس الخامس في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد وهو الكتاب المقروء فيه هو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد في علامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله. فقد انتهى هنا البيان الى قوله قال المصنف رحمه الله وعن معاذ بن جبل نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال المصنف الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. قلت يا رسول افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا اخرجاهم في الصحيحين قال الشارح الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى هذا الحديث في الصحيحين من طرق وفي بعض رواياته نحو مما ذكره المصنف ومعاذ هو ابن جبل ابن عمر ابن اوس الانصاري الخزرجي ابو عبدالرحمن صحابي مشهور من اعيان الصحابة شهد بدرا وما بعدها وكان اليه المنتهى في العلم والاحكام والقرآن رضي الله عنه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم معاذ يحشر يوم القيامة امام العلماء رتوى اي بخطوة قال في القاموس والرسوة الخطوة وشرف من الارض وسويعة من الزمان والدعوة القطرة ورمية بسهم او نحو ميل او مدى البصر والرات العالم الرباني انتهى وقال في النهاية انه يتقدم العلماء برتوة اي برمية سهم وقيل بميل وقيل مدى البصر. وهذه الثلاثة اشبه بمعنى الحديث مات سنة ثماني عشرة بالشام في طاعون عمو واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على اهل مكة يوم الفتح يعلمهم دينهم علوم كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فيه جواز على الدابة وفضيلة معاذ رضي الله عنه قوله على حمار في رواية اسمه عفير قلت اهداه اليه المقوقص صاحب مصر. وفيه تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار والارداف عليه خلافا لما عليه اهل الكبر قوله اتدري ما حق الله على العباد اخرج السؤال بصيغة الاستفهام ليكون اوقع في النفس وابلغ في فهم المتعلم وحق الله تعالى على العباد هو ما يستحقه عليهم. وحق العباد على الله معناه انه متحقق لا محالة. لانه قد وعدهم جزاء لهم على توحيده ووعد الله لا يخلف الله الميعاد. وعد الله لا يخلف الله وعده. قال شيخ الاسلام كون المطيع يستحق الجزاء هو استحقاق انعام ليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق هذا المخلوق فمن الناس من يقول لا مانع للاستحقاق الا انه اخبر بذلك ووعده ووعده صدق. ولكن اكثر الناس يثبتون استحقاقا زائدا على هذا كما دل عليه الكتاب والسنة. قال تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين. لكن اهل السنة يقولون هو الذي كتب على نفسه واوجب على نفسه الحق لم يوجبه عليه مخلوق. والمعتزلة يدعون انه واجب عليه بالقياس على المخلوق. وان العباد هم الذين هم الذين اطاعوه بدون ان يجعلهم مطيعين له وانهم يستحقون الجزاء بدون ان يكون هو الموجب وعلقوا في ذلك هذا الباب غلطت فيه الجبرية القدرية اتباع جهل والقدرية النافية قوله قلت الله ورسوله اعلم فيه حسن الادب من المتعلم وانه ينبغي لمن سئل علم وانه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم ان يقول ذلك بخلاف اكثر المتكلفين. قوله ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا اي اي وحدوه بالعبادة وقد احسن العلامة ابن القيم رحمه الله حيث عرف العبادة بتاريخ جامع فقال وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القضبان ومداره بالامر امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان قوله ولا يشركوا به شيئا اي يوحدوه بالعبادة فلا بد من التجرد من الشرك في العبادة ومن لم يتجرد من الشرك لم يكن اتيا بعبادة الله وحده. بل هو مشرك قد جعل لله ندا. وهذا معنى قول المصنف رحمه الله الا وفيه ان العبادة هي التوحيد لان الخصومة فيه. وفي بعض الاثار الالهية اني والجن والانس في نبأ عظيم اخلق ويعبد غيري وارزقه ويشكر سواي خيري الى العباد نازل وشرهم الي صاعد اتحبب اليهم بالنعم ويتبغض الي بالمعاصي قوله واحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا قال الحافظ رحمه الله اقتصر على نفي الاشراك لانه يستدعي التوحيد بالاقتضاء ويستدعي اثبات الرسالة باللزوم من كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك وهو مثل قول القائل من توضأ اصحت صلاته الشروط انتهى قولها فلا ابشر الناس فيه استحباب بشارة المسلم بما يسره وفيه ما كان عليه الصحابة من الاستبشار بمثل هذا قاله المصنف رحمه الله تعالى قوله لا تبشرهم فيتكلوا اي يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس التنافس في الاعمال وفي رواية فاخبر بها معاذ عند موته تهكما اي تحرجا من الاثم. قال الوزير ابو المظفر رحمه الله الم يكن يكتمه الا عن جاهل يحمله جهله على سوء الادب بترك الخدمة في الطاع. فاما الاكياس الذين اذا سمعوا بمثل هذا ازدادوا في الطاعة ورأوا ان زيادة النعم تستدعي زيادة الطاعة فلا وجه لكتمانها عنهم. وفي الباب من الفوائد غير ما تقدم الحث ما لها اخلاص عبادة لله تعالى وانه لا تنفع مع الشرك بل لا تسمى عبادة والتنبيه على عظمة حق الوالدين وتحريم عقوقهما والتنبيه على عظمة الايات المحكمة في سورة الانعام وجواز كتمان المصلحة. قوله اخرجه اي البخاري ومسلم. والبخاري والامام محمد بن اسماعيل بن ابراهيم هو الامام محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن بردزبة الجعفي الجعفي مولاهم الكبير صاحب الصحيح والتاريخ والادب المفرد وغير ذلك من مصنفاته. روى عن الامام احمد ابن حنبل والحميدي وابن المدينة وعن الامام احسن الله اليكم روى عن الامام احمد بن حنبل روى عن الامام احمد بن حنبل والحميدي وابن المديني حنبل احسن الله اليكم روى عن الامام احمد بن حنبل والحميدي بن المديني وطبقتهم. وروى عنه مسلم والنسائي والترمذي والفربري والراوي الصحيح ولد سنة اربع وتسعين ومئة ومات سنة ست وخمسين ومئتين. ومسلم هو ابن الحجاج ابن مسلم ابو الحسين القشيري صاحب الصحيح والعلل والوحدان وغير ذلك. روى عن احمد بن حنبل ويحيى ابن معين. وابي خيذمة. روى عن احمد ابن باغين صححوها عندكم امبل ليس ممنوعا من الصرف دائما يشتبه وهو هو وجعفر فيظن انها ممنوعة من الصرف وهي مصروفة نعم احسن الله اليكم رواه عن احمد ابن حنبل ويحيى ابن معين وابي خيثمة وابن ابي شيبة وطبقتهم وروان البخاري. صحيحة. وروى عنه احدكم عندي نسخة غير هذي رواه عن البخاري طواعن البخاري بدون صحيحة نعم هذه نسخة الشيخ عبدالله بن حسن التي صححها وغيره نسخة الوليد فريان عبيد فريان ماذا رواه عن البخاري صحيحه نعم احسن الله اليكم يقول وروان الترمذي وابراهيم ابن محمد ابن سفيان راوي الصحيح وغيرهما ولد سنة اربع ومئتين ومات سنة احدى وستين ومئتين بني سابور رحمهما الله تعالى وعافى عنهما بمن وكرمه. امين الجهاز الخارجي الاجتماعات الخارجية بيان هذه الجملة من جهتين احداهما احاد مفرداتها والاخرى نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله من طرق اي باثانين فالطريق هو الاسناد وهو سلسلة قوات المسن كما تقدم وقوله وفي بعض رواياته الروايات وجوه نقل الحديث وجوه نقض الحديث واكثر ما يراد بها الالفاظ قوله صحابي مشهور اي جائع الصيت شائع الذكر فان الصحابة ليسوا على درجة سواء في جريان ذكرهم وذيوع صيتهم فمنهم افزادا لهم بين الناس ذكر شائع وخبر جائع ومنهم اناس يقل ذكرهم ومنهم اناس مغمورون لا يعرفون كالصحابة الاعراب وقوله من اعيان الصحابة اي من رؤسائهم المقدمين فيهم فاعيان الخلق اهل الوجاهة والصدارة فيهم قوله قال في القاموس اصل القاموس البحر وما اتسع من الماء وسمى به الفيروز ابادي يسمى به الفيروز ابادي كتابه بسعته في علم العربية وقوله وشرف من الارض اي مكان مرتفع منها فالشرف اثم لما علا من الارض واشراف الارض عواليها ومنه سمي اخلاق ومنه سمي رؤساء الناس اشرافا لانهم اعلاهم قدرا وقوله تويعة من الزمان اي برهة يسيرة منه تصغير ساعة والساعة اسم لما قل من الزمن وتقديره بحسب المعروف في احوال من ادركنا من العرب العرباء نحوا من اربعين دقيقة واخبرني احد اصحابنا انه وجد في كلام ابي تراب الظاهري العالم اللغوي تقديره بخمس واربعين دقيقة فالساعة في عرف العرب غير الساعة في عرفنا اليوم المقدرة بالدقائق. بل هي اقل منها وقوله او نحو ميل الميل مقدار لمسافة من الارض وهو المراد عند الاطلاق فاسم الميم يقع ايضا على عود المكحلة الا انه اذا اطلق الميم اريد به ما تقدر به المسافة وهو انواع متعددة برية وبحرية وفي كل حسابات مختلفة وقوله مدى البصر اي منتهاه وغايته وقوله العالم الرباني اي المنسوب الى الربانية وهي سياسة الخلق فيما يصلحهم وهي سياسة الخلق فيما يصلحهم واصله مشتق من ربان السفينة وهو الذي يسوسها ليمخر بها البحر فسمي من يحمل الناس بحسن السياسة والتدبير في الدين من العلماء ربانيا لانه يأخذهم فيدرجهم فيما فيه منفعتهم في الدنيا والاخرة وقوله في النهاية اي في كتاب النهاية في غريب الحديث والاثر لابن الاثير وقوله هذه الثلاثة اشبه اي اقرب واولى فاشتبهوا في هذا المقام وما قاربه يراد به الاولى والانسب وقوله في الصفحة السادسة والثلاثين بعد المئة في طاعون عمواس بسكون الميم وتحرك ايضا فيقال عمواس ناحية من نواحي ميلاد فلسطين وقوله الارداف هو الاتباع وقوله المقوقف بكسر القاف لا بكسرها بكسر القاف لا بفتحها. لقب لمن يتولى ملك مصر كقيصر فيمن يتولى ملك الروم كقيصر فيمن يتولى ملك فارس وهرقل في من يتولى ملك الروم والنجاشي فيما فيمن يتولى والنجاشيين في من يتولى ملك الحبشة وقوله صاحب مصر اي ملكها واصل الصحبة المقارنة وتكونوا مع كل احد بما يناسبه والمقارنة الموجودة بين مصر والمقوقص هو ملكها وقوله في الصفحة السابعة والثلاثين بعد المئة الجبرية القدرية هم القائلون باثبات القدر النافذ وان العبد لا اختيار له وانه مجبور على فعله وقوله والقدرية النفاة هم الزاعمون ان الامر انف والا قدر فهم ينكرون القدر ونسبوا ونسبوا اليه مع نفيهم له لانهم اول لانهم اول من اظهر هذه المقالة في الاسلام وهم قدرية باعتبار ابتداعهم ابطال القدر لا بالنظر الى اثباتهم له وقوله في ابيات ابن القيم هما قطبان القطب مثلثة القاف والاشهر فيها الضم هو حديدة تدور عليها الرحى والراحة الة الطحن المعروفة عند العرب قديما وقوله وعليهما فلك العبادة الفلك اسم لما استدار ومنه سميت مجرات الاكوان في الفضاء افلاكا لاستجارتها وقوله في بعض الاثار الالهية اي الاحاديث المنسوبة الى ربنا سبحانه وتعالى مما يسمى حديثا قدسيا او حديثا الاهيا او حديثا ربانيا والعادة جارية في ذكر اسم الاثار الالهية عند النقل عما يذكر عن اهل الكتاب فما يذكر عن اهل الكتاب يورده اهل العلم بقولهم وفي بعض الاثار الالهية وقوله في الصفحة التاسعة والثلاثين بعد المئة اي تحرجا معناه تخلصا من الحرج تخلصا من الحرج وهو الضيق والاثم من اعظم ما يضيق على الانسان امره وقوله بترك الخدمة هي القيام بما يلزم وقوله الاكياس جمع كيث وهو اللبيب العاقل وقوله في الصفحة الاربعين بعد المئة الايات المحكمات المحكمات في وصف الايات نسبة الى الاحكام واحكام القرآن الكريم نوعان احدهما احكام عام بالاتقان والمتانة والاخر احكام خاص بوضوح الدلالة وتبين المعنى وقوله اخرج اسم لقب موضوع بهذا الفعل للدلالة على ما اتفق عليه البخاري ومسلم فالتثنية في العزو الحديثي تكون لهما وقوله بردز ده بفتح الباء الموحدة وسكون الراء والزاي بينهما دال مهملة مكسورة ومعناه في لغتهم الذراع وكان اجداده اهل زرع وقوله الجعفي مولاهم اي ليس من انفسهم صليبة بل نسب اليهم باعتبار الولاء والولاء الذي نسب به البخاري بالجعفيين هو ولاء الاسلام فان انواع الولاء ثلاثة احدها ولاء العتق بان يكون ان رقيقا مملوكا فيعتقه احد فينسب اليه ولاء وثانيها ولاء الحلف وهو الولاء الذي سببه المعاهدة على المناصرة وهو الولاء الذي سببه المعاهدة على المناصرة وثالثها ولاء الاسلام وهو الذي سببه الدخول في الاسلام على يديه فجد البخاري رحمه الله تعالى اسلم على يدي يحيى ابن اليماني الجوعفي فنسب الى هؤلاء باعتبار ولاء الاسلام والى هذه الانواع الثلاثة مع ذكر حال البخاري اشار السيوطي بقوله في الفية الحديث ولا عتاقة ولا احلف ولا عتاقة ولا احل في ولاء اسلام كمثل الجعفي ولا عتاقة ولا احل في ولا اسلام كمثل الجعفي واراد بالبعثي البخاري رحمه الله وقوله ابن حنبل حنبل جد احمد فيلزم اثبات الف ابن لان الرجل اذا نسب الى غير ابيه المباشر كنسبته الى جده القريب او الاعلى او نسبته الى امه او جدة له عليا ارشد الى ذلك باثبات الف ابن كان ينبغي اثباتها لان حنبلا ليس والدا احمدا مباشر فان اسمه احمد ابني ابن محمد ابن حنبل ووقعت نسبة احمد الى جده لامرين احدهما ان اباه مات وهو صغير فنشأ في كنف جده وقام على رعايته والاخر ان حنبلا كان اشهر في الذكر واعرف في الخلق فهو من دعاة بني العباس وقوله وطبقتهم الطبقة اسم للقوم المشتركين بالشيوخ والسن اسم للقوم المشتركين بالشيوخ والسن فيكون اخذهم واحدا عن جماعة من الشيوخ مع تقارب اسنانهم عادة وقوله النسائي هي لغة فيه وفيه لغتان اخريان احداهما النسائي كالسبأ انشدنا شيخنا حماد الانصاري في نظم له قوله كبعض اشياخ الامام النسائي والثانية النسوي قلب الواو بقلب الالف واوا فهذه النسبة فيها ثلاثة اوجه احدها النسائي وثانيها النسائي وثالثها النسوي وقوله الف ربري بكسر الفاء وتفتح ايضا فيقال الف ربري وهو محمد ابن يوسف الفربي وقوله راوي الصحيح اي راوي كتاب البخاري المعروف بصحيحه والرواة قسمان احدهما رواة احاديث مفردة رواة احاديث مفردة والاخر روات كتب مصنفة والاخر رواة كتب مصنفة وبين النوعين اختلاف في موارد الجرح والتعديل فان راوي الكتاب يكفي في قبول روايته الكتابة اشتهاره عن مصنفه ولو لم يعلم تعديل هذا الراوي كعيسى ابن عمر السمرقندي راوي مسند الجارمي عنه انه لا يعرف بتعديل الا ان كتاب الدارمي مشهور متلقى بالقبول ومن لا يفرق بين الموردين يطعن في نسبة كتب الى اهلها كالواقع في كلام من جماعة من المخالفين في الاعتقاد بالطعن في جملة من كتب اهل السنة بدعوى ان رواتها مجاهيل ان رواتها مجاهيل فهذا قول ظاهر السقوط للتسوية فيه بين رواية الحديث ورواية الكتاب وبينهما بول ويكفي في ثبوت الكتاب اشتهاره عن مصنفه ولو لم يعرف قويه الذي بقيت روايته متصلة بالخلق فان البخاري مثلا اسمع صحيحه مئة الف بل يزيدون ولم يتصل بنا تماعا الا رواية الفربري بل من مدة قديمة في القرون الاولى لم يشتهر صحيح البخاري الا من رواية ثلاثة من الآخرين عنه مقدمهم هو الفرابري وقوله في الصفحة الحادية والاربعين بعد المئة النيسابوري هو بفتح النون ولا تكسر اصله نيثابور وصابور ملك من ملوك العجم بنى هذه المدينة بالني وهو القصب فجمعت اعواد القصب وبنيت مدينة نسبت اليه وقوله الوحدان بضم الواو وهو اسم لمن لم يروي عنه الا واحد وقوله عن احمد ابن حنبل تقدم بيان ما فيه وقوله في عد شيوخ مسلم وابن ابي شيبة اطلاق لا يحمد لان مسلما روى عن اثنين من ابناء ابي شيبة ابراهيم محمد ابن ابراهيم وهما ابو بكر ابن ابي شيبة واسمه عبد الله والاخر عثمان بن ابي شيبة فسواء السبيل ان يقال وابني ابي شيبة لروايته عن اثنين من ابناء ابي شيبة محمد ابن ابراهيم وقوله راوي الصحيح القول فيه كالقول المتقدم في الفرابر فان ابراهيم ابن محمد ابن سفيان النيسابوري هو الذي روى صحيح مسلم عنه وقوله بني سابورا تقدم القول فيها وانها ب فتح النون لا بكسرها واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين معاني حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله اعلم. قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. الحديث وابتدأ المصنف رحمه الله تعالى بيانه بذكر رتبة هذا الحديث مخرجا فقال هذا حديث في الصحيحين اي رواه البخاري ومسلم. فالصحيحان علم عليهما. ولا يكون لغيرهما. وان وجد بينهما مطابقة كاقتران ابي بكر ابن خزيمة بتلميذه ابن حبان وكون كل واحد منهما صنف صحيحا فلا يقال في كتابيهما الصحيح ان لانصراف هذا العلم بالاطلاق الى كتاب والبخاري ومسلم. ووقعت رواية هذا الحديث عندهما من طرق اي من غير اسناد روياه من وجوه عديدة واجتمع في روايته في احدى هذه الطرق عن شيخ واحد فقال حدثنا خطبة ابن خالد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة قال حدثنا انس بن مالك عن معاذ بن جبل وهذا اعلى المتفق عليه وهو ما اجتمع البخاري ومسلم على تخريجه عن شيخ واحد باسناده ومتنه. ورواياه من طرق اخرى ثم قال وفي بعض رواياته اي وجوه نقله نحو مما ذكره المصنف اي قريبا من اللفظ الذي ذكره المصنف ومن طرائق المحدثين في بيان اختلاف الالفاظ قولهم نحوه اي قريبا منه لا بلفظه. وهذا يصنعه مسلم في صحيحه كثيرا. فانه يسند الحديث اولا بلفظه ثم يسنده بطريق اخر فيقول بنحوه اي قريبا من اللفظ المذكور اولا ثم اتبع المصنف هذا البيان لمخرج الحديث رواية بذكر طرف من ترجمة راويه من الصحابة وهو معاذ رضي الله عنه فقال ومعاذ هو ابن جبل وكان الحقيق به ان يقول ومعاذ بن جبل هو ابن عمرو لان الاول هو المذكور في المتن فان المذكور في المتن وعن معاذ بن جبل فينبغي ان يكون البيان زائدا على ما ذكر وفي المتن لا بالاتيان ببعض ما في الفتن مسبوقا بقوله هو ابن جبل فسواء السبيل ان يقال ومعاذ بن جبل هو ابن عمر ابن اوس باسكان الواو الانصاري نسبة الى الانصار. الخزرجي نسبة الى الخزرجي منهم ان الانصار قبيلتان مشهورتان هما الخزرج والاوس وقاعدة العرب في النسب تقديم الاعلى ثم الحاقه بالادنى. لا ما عليه الناس اليوم من تقديم الادنى ثم الحاقه بالاعلى. فيقدم الاعلى وهو النسب الابعد ثم يذكر ما دون لانه اذا قدم الادنى عرف الاعلى بنسبة هذا الادنى الى الاصل الذي يرجع اليه اما اذا عكس فاعلم بالاعلى احتيج الى التفصيل عن الادنى وهم يقدمون الاعلى فالادنى فيقولون لن عبد الله ابن عباس ابن عبد المطلب القرشي الهاشمي فهم يقدمون النسبة الاعلى الى قريش ثم يتبعونها بفخذ من هذه القبيلة وهم بنو هاشم ثم ذكر كنيته فقال ابو عبدالرحمن صحابي مشهور اي ذائع الصيك شائع الخبر بين الناس من اعيان الصحابة اي من رؤوسهم المقدمين فيهم ثم ذكر مشاهده في الاسلام فقال شهد بدرا وما بعدها فهو قديم الغزاة مع النبي صلى الله عليه وسلم كان معه في غزوة بدر وما بعد هذه الغزوة من الغزوات النبوية ثم قال رحمه الله وكان اليه المنتهى في العلم والاحكام والقرآن رضي الله عنه اي باعتبار الموقع الذي كان فيه وهو بلاد الشام فكان اعلم الصحابة الشاميين في حينه هو معاذ بن جبل رضي الله عنه وكل بلد سكنه من الصحابة من كان رأسا في العلم اقتدي به كمعاذ في الشام وابن مسعود في الكوفة وانس في البصرة وابن عباس في مكة وجابر في المدينة ثم ذكر حديثا في بيان فضيلة معاذ وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال معاذ يحشر يوم القيامة امام العلماء برتوه وهو حديث رواه ابن سعد في الطبقات وغيره من وجوه لا يسلم شيء منها من ضعف الا ان اجتماعها يقضي معه الناظر فيها بان الحديث حسن وصح موقوفا من كلام انس ابن مالك ان معاذا امام العلماء واختلف اهل العلم في تفسير الرتوة فقيل بخطوة وذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذكر هذا التفجير كلاما منقولا عن الفيروز آباد في القاموس ثم اتبعه بكلام لابن الاثير في النهاية وهذان النقلان يشعران ان المذكور اولا بقوله اي بخطوة وقع زائدا لان هذا المذكور كرر ذكره مع غيره في كلام صاحب القاموس ويمكن ان يقال ان المصنف قدمه ترجيحا له لكن يعكر على هذا انه لما ذكر كلام ابن الاثير في النهاية قال وهذه الثلاثة اشبه بمعنى الحديث وليس في شيء منها اي بشيء من كلامه اي بخطوة. ففي وقوع هذه الكلمة موقعها نظر والاشبه ان النسخة الوثقى لفتح المجيد هي اسقاط هذه الكلمة ثم ذكر كلام صاحب القاموس وفيه هذه الكلمة ثم ذكر صاحب كلام النهاية ثم ذكر ترجيح مصنف فتح المجيء والنقل الاول ذكره المصنف معزوا الى كتاب وحدث فاعله اكتفاء بشهرته. فقال قال في القاموس وصاحب القاموس هو المجد الفيروز اباد وكتابه كتاب عظيم مشهور بين اهل العلم وهو من عمد كتب اهل العلم وان كان ترك شيئا من مواد اللغة المشهورة فلم يذكرها واستدركها عليه الزبيدي في تاج العروس ومستدرك الزبيدي محتاج للافراد ليكون صنو القاموس عند النظر فيه. فاذا جمع القاموس مفردا مع زوائد هادي العروس من المواد لا من البيان طاو عن الناظر فيهما ثروة عظيمة من العلم ووقع وراءهما ترك شيء من كلام العرب لن يحيط به. لان كلام العلم لان كلام العرب واسع لا يحيط به الا نبي. ذكر هذا المعنى الشافعي في الرسالة وابن فارس في كتاب الصاحب وكان مما ذكره صاحب القاموس في معنى الرتوة انها الخطوة والخطوة اسم لنقل الاقدام فنقل القدم بعد القدم يسمى خطوة والمسافة بينهما يسمى ايضا خطوة وهي بفتح الخاء وضمها ايضا فيقال خطوة وخطوة وذكر معنى اخر للرتوة انه شرف من الارض اي مكان مرتفع عال منها ثم ذكر معنى ثالثا انها سويعة من الزمان اي برهة يسيرة من الوقت ثم ذكر معنى رابعا انها الدعوة ثم ذكر معنى خامسا انها القطرة ثم ذكر معنى سادسا انها رمية بسهم ثم ذكر معنى سابعا انها نحو ميل ثم ذكر معنى ثامنا انها مد البصر وهذه المعاني تجتمع في امر كلي وهو اثبات البعد فبين معاذ وغيره من العلماء بعد وتقدير البعد وقع في هذه الاقوال الثمانية على وجهين احدهما تقديره بالزمان كقوله سويعة من الزمان والاخر تقديره بالمكان كقوله نحو ميل ثم قال والرافي العالم الرباني ان يضافوا الى ذلك المتقدم في العلم فمن القابه الراقي تبعا لفضيلة الثابتة لمعاذ في تقدمه على العلماء فهو تقدم العلماء فصار راكيا اي ثبتت له مرتبة في التقدم في العلم اولى ما تكون هي مرتبة الربانية التي امر الله سبحانه وتعالى بها في قوله ولكن كونوا ربانيين وتقدم ان الربانية اصلها سياسة الخلق بدلالتهم وارشادهم الى مصالحهم في الدنيا والاخرة ثم اتبع هذا النقب بنقبض عن صاحب النهاية وحذفه للعلم به وهو ابن الاثير وفيه انه قال انه يتقدم العلماء برتوه اي برمية سهم وقيل بميل وقيل مدى البصر. فاقتصر على ثلاثة اقوال من الاقوال الثمانية المتقدمة ثم قال صاحب فتح المجيد بعد ذلك وهذه الثلاثة اشبه بمعنى الحديث اي ان المذكورة في كلام ابن الاثير من التقدم برمية سهم او ميل او مدى البصر مما يرجع الى تقدير المسافة المكانية لا الزمانية اشبه اي اولى واقرب ويعزر ذلك انه وقع في بعظ طرق الحديث معاذ يحشر يوم القيامة امام العلماء برمي حجر وهذا اللفظ وان ضعف فان الرواية جاءت من وجه اخر ضعيف تشده وهو اولى ببيان معنى الحديث مما وقع في كلام اهل العربية وفي مثل هذا ينتفع بالحديث الضعيف اذا قيل بضعفه فان حمل الحديث على ما جاء في وان كان ضعيفا اولى من حمله على غيره مما لم يرد فيه شيء الا ان يمنع من ذلك مانع اخر اي قرينة اجنبية خارجة عن الامر فحين اذ يقترح اللفظ الضعيف. ثم ذكر في تمام خبر معاذ رضي الله عنه انه مات سنة ثماني عشرة بالشام. في طاعون عمواس وهو طاعون وقع في الشام. فعم ارجاءها ومات فيه جماعة من الصحابة منهم معاذ ابن جبل وابو عبيدة عامر ابن الجراح وبلال ابن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر بعض اهل اللغة ان طاعون الشام الذي وقع سنة ثمانية عشرة لم يسمى عم واس نسبة الى تلك المحلة من ارض فلسطين بل سمي عمواس لانه عم واسى اي عم الناس كلهم في الشام وجعل بعضهم اسوة بعض في من ذهب منهم واقتربته المنية ثم ذكر بسيرة معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه ويجعله اميرا بعده على اهل مكة يوم الفتح يعلمهم دينهم وهو خبر مشهور عند اهل السير والاخبار ثم ذكر ان قوله كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فيه جواز الارداف على الدابة اي الاتباع عليها وشرطه اشار اليه البخاري في ترجمة في صحيحه بقوله اذا كانت مطيقة اي اذا كانت الدابة تستطيع ان تقل اثنين فاكثر فلا بأس من الاوزاف عليها ولابن منده كتاب مفرد في معرفة ارداف النبي صلى الله عليه وسلم. والنبي صلى الله عليه وسلم اردف وراء ظهره تارة واردف بين يديه ووراء ظهره تارة اخرى ثم قال وفضيلة معاذ رضي الله عنه اي لان النبي صلى الله عليه وسلم جعله وظيفا له فهو شديد القرب منه عظيم الموقع من نفسه صلى الله عليه وسلم ثم قال المصنف قوله على حمار في رواية اسمه عفير. اسم ذلك الحمار الذي وقع الارداف عليه عفير. جاء ذكر ذلك في الصحيحين في رواية من حديث معاذ وفيه ان من سنن العرب تسمية بعض حيواناتهم باسماء باسماء تتميز بها. والنبي صلى الله عليه وسلم كانت له عدة عمر من اشهرها كانت له عدة حمر من اشهرها عفير ويعفور واختلف اهل العلم بصلتهما ببعضهما على قولين احدهما ان يعكورا وعفيرا اسم لحمار واحد اسمه يعفور ورخم تصغيرا على عفير وهذا اختيار ابي عبد الله ابن القيم وصاحبه ابي الفداء ابن كثير والاخر انهما حماران اثنان احدهما عفيض وهو الذي اهداه اليه المقوس ملك مصر وهذا هو الذي ذكره المصنف في قوله قلت اهداه اليه الموقوف صاحب مصر وان يعكورا حمار اخر اهداه اليه عمرو بن فروة الجذامي وهذا اختيار عبد المؤمن الدمياطي وابي الفضل ابني حجر وكان الدمياطي من اشد الناس معرفة بالسيرة النبوية ثم ذكر من فوائد الحديث قوله وفيه تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار والارداف عليه والارداف بالجر عطفا على الركوب لان فائدة جواز الانذار تقدم ذكرها فهذه الجملة تأسيس لمعنى جديد وهي من كلام امام الدعوة فاستفيد تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من وجهين احدهما في ركوبه صلى الله عليه وسلم الحمار وعدم انفته من ذلك والآخر انه مع ركوبه عليه جعل معه رديفا له فلم يخلص مقام الجلوس منه لنفسه بل اشرك غيره معه. قال المصنف خلافا لما عليه اهل الكبر. ممن لا يرضون بان يركبوا حمارا واذا ركبوه لم يردفوا عليه ثم قال قوله اتدري ما حق الله على العباد؟ اخرج السؤال بصيغة الاستفهام ليكون اوقع في النفس وابلغ في فهم المتعلم فمن طرائق النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الدين ايراد العلم به على هيئة السؤال لتحصيل منافع عدة منها المنفعتان اللتان ذكرها المصنف فالمنفعة الاولى انه اوقع في النفس اي اشد لصوصا بها والمنفعة الثانية انه ابلغ في فهم المتعلم فيكون ادراكه له اقوى بعد ورود الاستفهام عليه اذا اجيب عن سؤاله ثم ذكر رحمه الله تعالى معنى حق الله تعالى على العباد مما نبينه بعد الاذان باذن الله تعالى لا نعم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على حي على الفلاح حي على الفلاح اكبر الله اكبر لا اله الا الله ثم قال المصنف رحمه الله تعالى في تبيين حق الله تعالى على العباد قال هو ما يستحقه عليهم اي ما يثبت له سبحانه وتعالى على الخلق واصل الحق الثبات واللزوم ثم قال وحق العباد على الله معناه انه متحقق لا محالة لانه قد وعدهم ذلك جزاء لهم على توحيده وعد الله لا يخلف الله وعده فالمذكور في الحديث حقان احدهما حق الله على العباد والاخر حق العباد على الله فاما الحق الاول وهو حق الله على العباد فهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وسيأتي بيانه في كلام المصنف فيما يستقبل او لن يأتي ذكره في كلام المصنف فيما يستقبل استغناء بما مضى في بيان وجوب عبادة الله سبحانه وتعالى وعدم تركي به وقع في لفظ لمسلم ان يوحدوه ولا يشركوا به شيئا وهذا تفسير العبادة بانها توحيد الله عز وجل. واما الحق الاخر وهو حق العباد على الله عز وجل اي ما يستحقه العباد على ربهم سبحانه وتعالى من الجزاء فذكر فيه المصنف كلام ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى وتفصيل مقصوده في هذه الجملة ان تعلم ان اقوال الناس في حق العباد على الله ثلاثة احدها اثبات ذلك الحق لفظا دون ملاحظة معنى للاستحقاق اثبات ذلك الحق لفظا دون ملاحظة معنى للاستحقاق الا ان الله عز وجل اخبر به ووعده صدق فهم يقولون ان لله على الخلق حقا واجبا وهذا الحق لا يبينون مورده ويكتفون باجراء الوالد بالخبر عنه في الايات والاحاديث وهذا قول من اقوال اهل السنة وثانيها اثباته لفظا ومبنا اثباته لفظا ومعنى مع ملاحظة موجبه فيقولون ان الله سبحانه وتعالى اوجب على نفسه حقا فيقولون ان الله سبحانه وتعالى اوجب على نفسه حقا فهو حق لازم له اوجبه على نفسه انعاما وتفضلا اوجبه على نفسه انعاما وتفضلا فهم يثبتون اللفظ ويعللون المعنى بالانعام والتفضل وهذا القول هو المذكور في قول ابي العباس ابن تيمية ولكن اكثر الناس يثبتون استحقاقا زائدا على هذا كما دل عليه الكتاب والسنة قال تعالى وكان حقا عليه نصر المؤمنين وكان حقا علينا نصر المؤمنين والقائلون بهذا القول طائفتان الطائفة الاولى اهل السنة والجماعة وهم يقولون ان الله اوجب الحق على نفسه ولم يجبه عليه مخلوق والطائفة الثانية طائفة المعتزلة الذين يزعمون ان الحق واجب على الله بالقياس على المخلوق الذين يزعمون ان الحق واجب على الله بالقياس على المخلوق وان العبادة هم الذين اطاعوه بدون ان يجعلهم مطيعين له وانهم يستحقون جاء بدون ان يكون هو الموجب وغلطوا وغلطوا في ذلك وبين ابو العباس غلطهم بقوله وهذا الباب غلطت فيه الجبرية القدرية اتباع جهم والقدرية النفاة فالغالطون من القائلين بهذا القول هم من قال بالجبر في القدر بان العبد لا اختيار له وهم الجبرية القدرية اتباع جهم بن صفوان وكذا القضية قدرية النفاة الزاعمين الا قدر والقول الثالث قول من يقول انه حق تفضل انه حق تفضل ولا يذكرون اسم الايجاب انه حق تفضل ولا يذكرون اسم الايجابي فيزعمون ان ان الله عز وجل لا واجب عليه لا بإيجابه على نفسه ولا بإيجابه قياسا على المخلوق وهؤلاء هم الأشاعرة والسعداء بالقول الحق هم الذين اخبروا بما اخبر عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من ان الله اوجب على نفسه حقا واجبا وموجب ذلك الايجابي تفضله وانعامه عز وجل. وهذا قول اهل السنة حديث ثم قال المصنف رحمه الله تعالى في بيان قوله قلت الله ورسوله اعلم فيه حسن الادب من المتعلم لانه رد علم ما لم يعلمه الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذه الكلمة لها مقامان احدهما ان تتعلق بالكونيات كتقلب الاقدار وحدوث الوقائع فهذه لا تقال لا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعد موته لاختصاص علمي الغيب بالله عز وجل والاخر تعلقها بالشرعيات تعلقها بالشرعيات وهذه تقال في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد موته لكمال علمه صلى الله عليه وسلم بالشرعي ولو لم يكن حادثا الا بعد موته فلو قيل في نازلة من نوازل الاحكام كبنوك الحليب للرضاعة الله ورسوله اعلم كان صوابا لان مرد هذه المسألة الى الشرع والنبي صلى الله عليه وسلم هو اعلم الخلق الشرع وذلك يوجد في كلام السلف كعطاء ابن ابي رباح وغيره بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. واشار الى ذلك جماعة من اهل العلم رحمهم الله تعالى ثم قال وانه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم ان يقول ذلك بخلاف اكثر المتكلفين اي الذين ينسبون انفسهم الى العلم فيتبرعون بادعاء اشياء لا علم لهم بها وفي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه انه قال نهينا عن التكلف ومن الافراد المندرجة فيه ان يكلف الانسان نفسه من العلم ما لا علم له به ومثل هذا عند المحددين يكون له حكم الرفع لان الناهي لهم هو النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر المصنف تفسير ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وهذا هو الذي ذكرته انفا ثم وهلت عنه فبين معنى العبادة وعدم الشرك بقوله ان يوحدوه بالعباد كما وقع في لفظ مسلم متقدم الذكر واقتصر المصنف على بيان العبادة بنقل هذه الابيات الثلاثة عن ابن القيم اكتفاء بما تقدم ذكره وكان المناسب تقديم هذه الابيات في الموضع الاول والاستغناء ببيانها لان لا يقع التكرار. فقال ولقد احسن علامة ابن القيم حيث عرف العبادة بتعريف جامع قال وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قضبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القضبان ومداره بالامن امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان. وما رد هذا المعنى الى ان العبادة هي امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والذل وتقدم ان ذكر الذل فيه ما فيه وان الموافق للادلة انها امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. وهذا التعريف الذي ذكرناه لا يخالف التعريف الاخر الذي ذكرناه ان العبادة هي تألف القلب بالحب والخضوع. فكل له مأخذه فقولنا هو تأله القلب بالحب والخضوع بالنظر الى اصلها بالفعل وقولنا امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع مرده الى مراعاة المفعول وكلاهما اصل معتد له به في بيان الحقيقة الشرعية. ثم قال قوله ولا يشرك به شيئا ان يوحدوه بالعبادة يعني بنفي الشرك فلا بد من التجرد من الشرك في العبادة ومن لم يتجرد من الشرك لم يكن اتيا بعبادة الله وحده وهذا معنى قول امام الدعوة رحمه الله تعالى في القواعد الاربع فان العبادة لا تسمى عبادة الا مع التوحيد. انتهى كلامه اذا قارنها الشرك لم تكن عبادة ثم قال وهذا معنى قول المصنفي رحمه الله وفيه ان العبادة هي التوحيد لان الخصومة فيه يعني بين الانبياء واقوامهم ثم ذكر اثرا الاهيا وروي مرفوعا عند الطبراني مسند الشامين وغيره واسداده ساقب وهو من المأخوذ عن الكتب الالهية السابقة. وفيه بيان موجب توحيد الالهية من الخلق والرزق والتدبير. وكفر الخلق وعدم ايمانهم بالله عز وجل وعبادته. ثم قال قوله وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا قال الحافظ يعني ابن حجر لانه المراد بالاطلاق كما تقدم في اصطلاح صاحب التيسير الذي هذا الكتاب اختصار له. قال اقتصر على نفي الاشراك اي لم يقل الا يعذب من يوحده. قال اقتصر على نفي الاشراك لانه يستدعي التوحيد بالاقتضاء. اي بالاقتضاء العقلي فمن لم يمس بالله عز وجل اقتضى ذلك عقلا ان يكون موحدا لله عز وجل. ويستدعي اثبات الرسالة اي اثبات الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم لزوما. لان معرفة التوحيد وابطال الشرك لم تقع الا صلى الله عليه وسلم ثم قال اذ من كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك وهو ومثل قول قائل من توضأ صحت صلاته اي مع سائر الشروط انتهاء كلامه ثم قال قوله افلا ابشر الناس فيه استحباب بشارة المسلم بما يسره. ان كان ذلك لا اغره فان البشارة ممدوحة اذا سلمت من غائلة الاغتراب لان غائلة الاغترار ربما اضرت العبد فقط عن ربه سبحانه وتعالى وحجبته عنه ثم قال وفيه ما كان عليه الصحابة من الاستبشار بمثل هذا اي الفرح بمثل هذا لما فيه من خير الدنيا والاخرة قاله المصنف رحمه الله ثم قال قوله لا تبشرهم فيتكلوا اي يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس فيترك التنافس في الاعمال اكتفاء بالاصل الكلي وهو عبادة الله عز وجل وترك الاشراف به ثم قال وفي رواية فاخبر بها معاذ عند وفيه تأثما اي تحرجا من الاثم اي طلبا للتخلص من الحرج وهو الضيق بالاثم وغيره. ثم نقل كلاما عن الوزير ابي المظفر ابن هبيرة احد صلحاء الحنابلة وعلمائهم من الوزراء في بيان معنى هذه الجملة انه قال لم يكن يكتمها الا عن جاهل يحمله جهله على سوء الادب بترك الخدمة في الطاعة. اي لم يكن يكتم هذا العلم في فضل التوحيد الا عن جاهل يحمله جهله على اساءة عبادة الله عز وجل بالتفريط فيها خبر عن العبادة بالخدمة مما ينبغي تركه. لان الخدمة هي القيام بما يلزم في حق المخلوق. واما القيام بما اذا في حق الخالق فسماه الله سبحانه وتعالى عبادة ولم يسمه سبحانه وتعالى خدمة وهذا في كلام جماعة من اهل التصوف ويوجد في كلام جماعة من اهل السنة استصحابا للمعنى العام في ارادته في زمن من الازمنة او مكان من الامكنة لكن الاصل الكلي هو تجنب هذه الكلمة والاكتفاء بخبر الشريعة انهى ان القيام بما يلزم لله يسمى عبادة ولا يسمى خدمة. وشيوع هذا الاصل خرج منه من خرج من العجم اللقب المضاف الى الخدمة كخادم الملة او خادم الدين او خادم الشريعة فهي القاب اعجمية مبنية على هذا المعنى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثم ذكر الوزير ابن هبيرة تمام بيانه فقال فاما اكياس اي الالباء العقلاء الذين اذا سمعوا بمثل هذا ازدادوا في الطاعة ورأوا ان زيادة النعم تستدعي زيادة الطاعة فلا وجه لكتمانها عنهم. فان من الخلق من اذا عرف ما له عند الله ازداد شوقا اليه بل له فحمله ذلك على المبالغة في العمل تقربا الى الله عز وجل لانه يلاحظ ان زيادة النعم تستدعي زيادة القرب المبذولة تقربا الى الله سبحانه وتعالى. ثم قال المصنف وفي الباب من الفوائد غير ما تقدم وذكر منها الحث على اخلاص العبادة لله تعالى. وحقيقة الاخلاص تصفية القلب من ارادة غير الله. تصفية القلب من ارادة غير الله فالمخلص حقا هو الذي لا يكون في قلبه ارادة لغير الله عز وجل. فالعبادة الخالصة هي الصافية من كل شائبة من شوائب الارادة. وشوائب الارادة متعددة كارادة محبة الخلق او او ثنائهم او رئاساتهم او اموالهم او غير ذلك ومن الفوائد انها لا تنفع مع الشرك بل لا تسمى عبادة. اي ان التقرب الى الله عز وجل لا ينفع اذا كان العبد مشركا بل لا يسمى فعله عبادة. لان العبادة لا تكون الا الخالصة لله وحده ومن الفوائد التنبيه على عظمة حق الوالدين اي جلالته. ومن الفوائد تحريم عقوقهما وتقدم ان العقوق اصله الشك والقطع وعقوق الوالدين قطع ما يجب لهما عنهما فكل شيء اندرجا في هذا المعنى فهو من عقوقهما. ومن الفوائد التنبيه على عظمة الايات المحكمة في سورة الانعام. اي جلالتهن وعلو رتبتهن عظم ما فيهما من المعنى وتقدم تفسيرها في كلام ومن الفوائد جواز كتمان العلم للمصلحة. اي اذا اقتضت المصلحة كتمان شيء من العلم عن احد من الخلق فانه يكتم العلم لاجل ذلك. لان العلم كما ينفع بذله ينفع منعه. ومن يظن وان العلم ينفع مبذولا على كل حال فهو جاهل بالشرع. فان الشرع جعل من مقامات الديانة ما يبذل فيها العلم وجعل من مقامات الديالة ما يمنع فيها العلم. وكم من سائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤاله او انكر عنه مقالته. وهذا اصل قرره الشاطبي رحمه الله تعالى في احدى مقدمات في كتاب الموافقات والحامل عليه ابتغاء المصلحة. وليس المراد بالمصلحة المصلحة الدنيوية. كما يتوهمه ان يتوهموا بل المراد المصلحة الاخروية في استصلاح الناس وحملهم على ما ينفعهم وهذا من الطرائق التي يستنكرها بعض من لا معرفة له على اهل العلم فيرى انهم اذا لم يبينوا في شيء ما او سئلوا عن شيء ما سكتوا ان هذا من الكتمان الذي يذمون به وهو جاهل بهذا الاصل وان من العلم ما تكون منفعة الخلق فيه الكتم لا البوح به. لا خوفا من سطوة السلطان ولا ابتغاء رضاء الخلق. ولكن المقصود من ذلك حمل الناس على ما ينفعهم ومن هذا الجنس قول الاعمش لما لما سئل السكوت جواب اي ان من الناس من يكون دواؤه في جواب سؤاله ان يسكت عن سؤاله حملا له على اشغال نفسه بما ينفعها لا بما يقطعها فان من سؤالات محرقة تقطع العبد عن الله وليس الخوف عليه ان يقطع عن مصالحه الدنيوية بحبس او سجن او قتل ولكن الخوف فعليه عند العالم العارف بالله ان يقطع عن الله سبحانه وتعالى. فمن الناس من يتايع بنفسه في حملها على اسئلة لم تأهل لها في القيام بحقوق الله سبحانه وتعالى او حقوق خلقه فيثقل ذلك على فاهلها. فربما ولد فيها الياء فقطعها عن الله عز وجل فرجع بخفي حنين ونكب عن سواء الكبير وترك طريق الهداية لانه لم يحتمل ما رشح اليه نفسه من القيام بوظائف عظيمة لم لم يترشح لها بعد من نصرة الدين والابادة عن الحق وهداية الناس ودلالتهم. ومن عقل هذا من نفسه عرف الواجب عليه. والذي يريد من طلبة العلم والعلماء ان تكلموا في كل شيء كيفما كان ليس هذا من الدين. بل طالب العلم اذا كان في البلد علماء اكابر اكتفى بهؤلاء العلماء كاذب وكان هذا من طرائق حفظ الدين في بلادنا فكان اهل العلم من طلاب العلم الكبار يكتفون بالاحالة الى لان جمع القلوب عليهم من اعظم صور تحصيل الجماعة المأمور بها في الشرع ومن الناس من لا يعي من تحصيل الجماعة الا امضى الخلق بطاعة الامراء وهذا لون من الوان تحصيل الجماعة لكن حمل الناس على الفة قلوبهم بالرجوع الى الكبار اولى من تبديد شملهم بان يتكلم في العلم كل متكلم ولو قدر ان من نبهاء الخلق من يشار اليه علم مع شبيبته فان صاحب العقل الكامل يرى ان الرد الى الاكابر في السن احرى واولى لانهم هم ادرى بالحال واعلم الامر بتجربتهم وقربهم من اصحاب الولاية السلطانية. وهذا امر يحمل عليه الدين. لكنه يثقل على قلب الا قلب ممتلئا باليقين يعلم ان الدين دين الله وان الله لا يحفظ باحد من الخلق وانما يحفظه الله سبحانه وتعالى ويظهره على من شاء من خلقه وكان الناس اعني طلبة العلم والعلماء يردون امرهم الى كبيرهم من علمائهم حتى لا باسم العلم والامامة والاقتداء الا الى واحد ومن اخبارهم في ذلك ان نفرا من طلاب العلم من القصيم الى الرياض ابتغاء العلم فقصدوا حلقة العلامة سعد ابن حمد ابن عتيق وكان من رؤوس العلم حين اذ فجلسوا اليه بعد صلاة العشاء فلما خرج من مقدم المسجد الى بيته وكان قريبا اليه ادركوه مع الباب الاخر للمسجد يريدون السلام عليه ومفاتحته في طلب العلم ونادوه يا شيخ يا شيخ فالتفت اليهم ثم سلم عليهم فقال الاخوان من خارج الرياض؟ قالوا نعم. قال علمت ذلك لانكم تقولون يا شيخ ويا شيخ في الرياظ شيخ الا عبد الله ابن عبد اللطيف. وكان رحمه الله تعالى هو رأس العلماء. فهذا الرجل مع امامته وعلمه وكونه صاحب رحلة واسعة افي العلم الى الهندي وغيرها الا انه رأى ان نفع الناس من طلاب العلم هو ردهم الى واحد وكان هذا منتظما الى سنيات قريبة حتى انفرط العقد بكثرة المتكلمين في العلم ممن يقبل قوله ومن لا يقبل قوله والعاقل ممن يقبل قوله يكتفي بالرد الى العلماء الكبار المعروفين بالعلم والامامة والهداية والارشاد وهم لا يخفون على العجائز في بيوتهن فكيف يخفون على من له خروج وولوج ودخول واستماع بالناس لكن الاهواء تلعب بالخلق كيفما شاءت فتارة تسيرهم الاهواء النفسية وتارة تسيرهم الاهواء السياسية وتارة تسيرهم الاهواء الشيطانية فتحملهم على اشياء تخالف ما امروا به من الدين. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى تفسير قوله اخرجه بقوله اي البخاري ومسلم ثم ذكر طرفا حسنا من ترجمة البخاري انه امام محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ومن اللطائف المستجابة باسم البخاري ان الله عز وجل جمع في عمود نسبه تواليا اسماء الانبياء في عمود نسب نبينا صلى الله عليه وسلم. فان اسم نبينا محمد وجده الاعلى من الانبياء اسماعيل وابو اسماعيل ابراهيم فانتظموا في سياق نسب محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم البخاري رحمه الله تعالى صاحب الصحيح التاريخ والادب المفرد وغير ذلك من مصنفات من مصنفاته. ثم ذكر من شيوخه انه روى عن الامام احمد بن حنبل والحميدي واسمه عبد الله ابي الزبير وابن المديني وهو علي ابن المدينة وطبقتهم ثم ذكر جماعة من الاخذين عنه فقال وروى عنه مسلم والنسائي والترمذي وهو محمد بن يوسف راوي الصحيح اي راوي كتاب الصحيح عنه وهو احد رواته لكنه اشهرهم ممن بقي اتصال الاسناد به الى اليوم ولد سنة اربع وتسعين ومئة ومات سنة ست وخمسين ومئتين. ثم ذكر ترجمة صاحبه مسلم ابن الحجاج فقال ومسلم هو ابن الحجاج ابن مسلم ابو الحسين القشيري نسبة الى بني قشير النيسابوري صاحب الصحيح والعلل والوحدان وغير ذلك. ثم ذكر من شيوخه انه روى روى عن احمد ابن حنبل فهو شيخ له كالبخاري ويحيى ابن معين وابي خيثمة زويد ابن حرب وابن ابي شيبة وتقدم انهما اثنان من شيوخه هما ابو بكر وعثمان ابن ابي شيبة وطبقتهم ثم قال وروى عن البخاري صحيحه. وهذه الجملة غلط قطعا. فان مسلما لم يروي البخاري عن مصنفه فاما ان تكون وروى عن البخاري وهو الواقع في النسخة التي صححها العلامة عبد الله ابن حسن واما ان يكون في العبارة سقطا فتكون وروى عن البخاري خارج صحيحه اي روى عن البخاري احاديث لم يدخلها في الصحيح بل ادخلها في كتب له خارج الصحيح. فهذه الجملة فيها نظر على ما ذكرنا. ثم ذكر من الاخرين عنه فقال وروى عنه الترمذي وهو ابو عيسى محمد بن عيسى ابن ثورة الترمذي صاحب الجامع وابراهيم ابن محمد ابن سفيان النيثابوري راوي الصحيح اي صحيح مسلم وغيرهما ثم قال ولد سنة اربع ومئتين فهو متأخر عن البخاري وجودا والبخاري اكبر منه بست سنوات في في في عشر سنوات في تقدم ولادته ومات سنة احدى ومائتين بعد البخاري بخمس سنين بنيسابور رحمهما الله تعالى وعفا عنهما بمنه وكرمه وهما من اعظم ائمة الاسلام وحفاظ الحديث وكتاباهما اصح الكتب التي جمع فيها حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا غنى للخلق طلبة العلم وعامتهم على حد سواء من ان يكون لهم حظ من صحيح البخاري وصحيح مسلم فانهما ديوانان جامعان للصحيح من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكما يقرأ المرء القرآن ليعرف دينه فانه ينبغي له ان يقرأ البخاري ومسلما ليعرف دينه. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الملأ الصالح وهذا اخر البيان على هذه الجملة نستكمل بقيته بعد صلاة الفجر غدا باذن الله والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله اله وصحبه اجمعين