السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له ثوانيا وكثرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى اله وصحبه ومن اتخذه اماما وجليلا اما بعد فهذا الميت الاول في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد وهو كتاب فتح مجيد لشرح كتاب التوحيد العلامة عبدالرحمن بن حسن بمحمد ابن عبدالوهاب التميمي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الشيخ عبدالرحمن ابن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح مجيد. جرب الميكروفون بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين المشركين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين وقيوم السماوات والاراضين واشهد ان محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه اجمعين. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد واصحابه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم بعد بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى ما احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله رحمه الله وعليه التكلان بضم التاء وسكون الكاف ولا تحرك كافها وهي اسم من قولهم اتكل عليه في امره وهيثم من قولهم اتكل عليه في امره وقوله الا على الظالمين كالمبتدعة والمشركين اصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه هذا احسن الاقوال فيه وان كان ينظر في كل محل باعتبار ما يحتف به ذكره ابو العباس ابن تيمية الحفيد وظلم المبتدعة والمشركين لمخالفتهم امر الله عز وجل بوضع ما وجب عليهم من التوحيد والاتباع في غير موضعه فان المشركين جعلوا تألههم لغير الله فوضعوا توحيدهم في غير ما اذن الله عز وجل به شرعا والمبتدعة ظالمون لانهم مخالفون لما يجب عليهم شرعا من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وقوله والاراضين بتحريف الله وتسكن ايضا فيقال الارضي جمع ارض وقوله ومن تبعهم باحسان لقب موضوع لمعنيين احدهما شرعي وهم الصحابة الذين اسلموا بعد الفتح فانهم هم التابعون باحسان في خطاب الشرع قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وروي فيه حديث عند احمد اسناده ضعيف والاخر معنى الاصطلاح وهو لقب لكل من ثار بالثير الصحابة رضي الله عنهم فكل من جاء بعد الصحابة الى زماننا وسار بسيرهم موحدا الله متبعا رسوله صلى الله عليه وسلم فانه يعد من التابعين باحسان واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها بل قطعة المذكورة طرف من مقدمة الكتاب والمقدمات عند اهل العلم نوعان احدهما مقدمة علم وهي ما يكون من جمله المختصرة ومعانيه الكلية مما صار عند المتأخرين مسمى بالمتون والاخر مقدمة كتاب وهي الديداجة التي تجعل بين يديه وجاءب اهل العلم عن التزام اداب تنتظم فيها ديباجة الكتاب فاتحتها البداءة ببسم الله الرحمن الرحيم ثم حمد الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ووفى المصنف رحمه الله تعالى بالاداب المذكورة فحمد الله وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم وادخل في جملة هذه الديباجة الشهادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم قائلا في الجملة الاولى واشهد ان لا اله الا الله وقائلا بالجملة الثانية واشهد ان محمدا عبده ورسوله وهاتان الشهادتان هما اعظم الشهادة كافة واعظم ما يكون من الشهادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل يشهد له بانواع ترجع الى ربوبيته او اسمائه وصفاته لكن اعلى انواع الشهادة له هي الشهادة له بالوحدانية في العبادة والالهية وكاد النبي صلى الله عليه وسلم يشهد له بانواع من الشهادات كالشهادة له بما جعل الله عز وجل له من الخصائص والمناقب المأثورة التي ليست لغيره واعظم ما شهد به لمحمد صلى الله عليه وسلم هو الشهادة له بان انه عبد الله ورسوله وهاتان الشهادتان فرض على كل احد من الخلق. ولا يصح اسلام عبد الا بهما والمشهور في لفظهما الافراد بان يقول المتكلم واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله دون اتيان بجمع ووجه ذلك ان العبد مأمور بالشهادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم عن نفسه فلو شهد عنه غيره وهو لم يشهد لم تنفعه بخلاف ما جاء الخبر به مجموعا كالوارد في خطبة الاستعاذة في خطبة الحاجة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. فان العبد يحمد الله عن نفسه وعن غيره. ويستغفر الله عن نفسه وعن غيره ويستعين بالله عن نفسه وعن غيره. واما الشهادة فانها لا تكون الا عن النفس ذكر هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية الحفيد نقله عنه تلميذه ابن القيم في تهذيب سنن ابي داود فالمقدم في الخبر عن الشهادة ان يقول العبد واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ووقع في كلام جماعة من العلماء من الاوائل والاواخر الجمع بقولهم ونشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ووجه الجمع ان ذلك واقع خبرا لا انشاء فباعتبار الانشاء يخبر المرء عن نفسه فقط واما باعتبار الخبر فللإنسان ان يخبر عن نفسه وعن غيره كما لو قال امام بعد الصلاة اني واياكم نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فان هؤلاء المصلين قاطبة لم يجتمعوا في المسجد للصلاة الا وهم يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فساغ الخبر حينئذ بالجمع عنهم فعلم من هذا ان ذكر الشهادة له مقامان احدهما مقام الانشاء فيكون بالافراد فتقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله والاخر مقام الخبر فتقولوا نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله اذا كان خبرا عمن يعلم منهم ذلك. وبهذا يندفع الاشكال عما ذكره ابو العباس ابن تيمية انفا وما وقع في كلام غيره من سياق الشهادة بالجمع وان موجب هذا اعتبار وموجب ذاك اعتبار اخر فاذا لوحظت ارادة الانشاء كان الامر بالافراد واذا لوحظت ارادة الخبر كان ذلك بالجمع نعم اما بعد قال رحمه الله تعالى فان كتاب التوحيد الذي الفه امامه في الاسلام محمد بن عبدالوهاب انزل الله له الاجر والثواب وغفر له قد جاء بديعا من معنى او من بيان التوحيد ببراطنه وجمع جملة من ادلته لايضاحه وتبيينه. فصار علما فان هذا الامام رحمه الله في مبتدأ نشأته قد شرح الله صدره المظلوم الذي بعث الله به المرسلين من اخلاص العبادة في جميع انواعها لله رب العالمين. وانكار ما كان عليه الكثير من شرك المشركين الله ذمته وهو عزيمة. فتصدى لدعوة اهل نجد الى التوحيد. الذي هو اساس الاسلام والايمان. ونهاهم عن عبادة الاشجار والاشجار والخبول وخواته الاوثان وعن الايمان بالسحرة والمنجمين فابطل الله بدعوته كل بدعة وضلالة يدعو اليها كل شيطان الله به علم الجهاد والحظ به شبه المعارضين من اهل الشرك والبناء ودان بالاسلام اكثر اهل تلك الجيلات. الحاضر منهم ربي اعبده ومؤلفاته بالاباء حتى ابر له بالفضل من كان من اهل الشقاق الا من استحوذ عليه الشيطان وكره اليه بالايمان فاصر على وقد اصبح اكثر اهل جزيرة العرب بدعوته كما قال قتادة رحمه الله تعالى عن حال اول هذه الامة ان المسلمين لما قالوا لا اله الا الله وانكر ذلك المشركون وكبرت عليهم وضاق بها ابليس وجنوده فابى الله الا ان يمضيها وينصرها يظهرها على منة انها كلمة من خاصم بها فلج ومن قاتل بها نصر انما يعدها اهل هذه الجزيرة من المسلمين التي يتبعها واجب في ليالي القلائل ويسير الراكب في من الناس لا يعرفونها ولا يفرون بها وقد شرح الله صدور كثير من العلماء لدعوته وسره واستبشروا بطلعته واثنوا عليه نثرا ونظما. فمن ذلك ما قاله عالم صنعاء محمد بن في هذا الشيخ رحمه الله تعالى شعرا. وقد جاءت الاخبار عنه بانه يعيد لنا شرع الشريف بما يبديه وينشر اما طواف المجاهد ومبتدع منكم فوافق ما عندي ويأمر اركان الشريعة هادمة مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد اعادوا بها معنى رضوان ومثله يموت وودن بئس ذلك من والدي. وقد هتفوا عند الشدائد باسمها كما يهتف المضطر بالصمد الفردي. وكم عفوا من عفيظة ذلت لغير الله ذكرا فلا عندي. وكم طائف حول القبور مقبل ومستلم الاركان منهن باليدين بيد وقال شيخنا عالم الاحساء ابو بكر الحسين ابن غنام رحمه الله تعالى فيه لقد رفع المولى به رخصة الهدى في وقت به يعلى الضلال ويرفع فاحيا به التوحيد بعد اندراسه واهوى به من مطلع الشرك نهي عنه الذي ما ابتغى لها سواه ولا حاذاه فيها سميدع وشم رجل منهاج سنة احمد يشيد ويبني ما تعدى ويركع بلاغ الايات والسنة التي امرنا اليها في التنازع نرجع فاضحت به السمحاء يلزم ثغرها والزم حياها يضيء ويمنع وعاد به رواية خالصة وقد كان مسلوكا به الناس ترفعون. وجرت به نكب ميول افتخارها وحب لها بالابناء يترفعون. فاثار زوامل زواهره وانواره فيها تضيء وتمنع واما اذا بعث الله به رسله ومن توحيد العباد وبيانه بالادلة من الكتاب والسنة والاكتمال ما فيه من الشرك الاكبر او الوالد من الشرك الاصغر ونحوه. وما يقرب من ذلك او يوصل اليك وقد تصدى لشرحه حفيظ. بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احد مفرداتها والجهاد الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها وقوله رحمه الله الفه الامام هل فيه عبدية تفيد تقييدا فهو ليس اماما مطلقا للخلق فان الامام المطلق للخلق في هذا الدين هو سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم واذا جعل اسم الامام لغيره فانما يراد به التقييد بان يكون القدوة المهتمة بها في زمانه او في قطره او غير ذلك من ظرف زمان او مكان مقيد له فلا يكون الامام باطلاق الا حظا للنبي صلى الله عليه وسلم ومثل هذا قولهم امام الائمة فان امام الائمة على الاطلاق هو محمد صلى الله عليه وسلم لكن ان اريد به التقييد صار سائغا وهو المشهور في عرض عرف اهل العلم فانهم يريدون التقييد واشتهر به ابو بكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى فانه كان يعرف بامام الائمة ووقع تنقيب غيره به كالواقع في عقيدة الصابون عند ذكر محمد ابن شهاب الزهري انه امام الائمة يعني في زمانهما باعتبار كل واحد منهما فابن شهاب كان من رؤوس التابعين من اهل المدينة فهو امام ائمتها في زمانه وفد ابو بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى كان من رؤوس علماء اهل السنة في نيسابور. فهو امام ائمتها في زمانه. وفي ناحيته وقوله شيخ الاسلام لغب يراد به احد معنيين الاول رتبة علمية دينية والاخر وظيفة سلطانية لولاية شرعية وظيفة سلطانية لولاية شرعية والاول اسبقهما فان لقب شيخ الاسلام كان يبذل لمن تقدم في العلم على غيره وصارت له رئاسة فيه فيكون من اجلاله وتعظيمه نعته بشيخ الاسلام فهو من رؤوس اهل العلم فيه ثم صار من بعد باخرة لقبا لوظيفة سلطانية تتعلق بولاية شرعية كالواقع بدولة بني عثمان وغيرها فانهم كانوا يجعلون نقض شيخ الاسلام لمن ولي الافتاء الاعظم فيسمونه شيخ الاسلام وان كان غيره اعلم منه. واولى بهذا اللقب منه لكن درجوا على ذلك فجعلوه لقبا لوظيفة الافتاء اذا تقلد عموم الافتاء بالدولة العثمانية واما النوع الاول وهو الرتبة العلمية الدينية فلم تكن متقيدة برسم وانما كانت مجعولة لمن كان متأهلا لها ممن يشار اليه بالتقدم على غيره في العلم والدين ولم تكن لقبا الا لنفر يسير من اهل العلم في القرون المتوسطة ثم زاد الامر فيما بعد ذلك فصار شيخ الاسلام لقبا مبتدلا يلقب به من هو خلو من التقدم والامامة في الدين. وروي في تلقيب الصدر الاول به اشياء لا تثبت. فذكر في الالقاب التي عرف بها ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. الا ان الرواية في ذلك ضعيفة ولم يكن هذا اللقب معروفا بالرعيد الاول من الصحابة ولا التابعين ولا اتباعهم. بل تأخر عن هذه الطبقة قليلا وربما عرف في القرن الثالث او الرابع ثم زاد واشتهر في القرون المتوسطة ثم كثر في القرون المتأخرة وقوله له الاجر والثواب يشتركان في كونهما جزاء على العمل ويفترقان اختصاص الاجر بالثواب الحسن فان الثواب نوعان احدهما ثواب حسن والاخر جواب سيء والثواب الحسن يسمى اجرا فيكون قوله له الاجر والثواب من عطف العام على الخاص فالثواب اسم للجزاء كله حسنه وسيده واما الاجر فيختص بالثواب الحسن دون السيء وقوله من اجاب دعوته يعني دعوته الى الاسلام وليست دعوة ابتدأها لم تكن قبله وانما كان محييا تراث الدعوة الاسلامية الى التوحيد واتباع الرسل ليس لهم دعوة الا ما جاءت به الرسل وهذا اصل عظيم يخالف به دعوة اتباع الرسل غيرها فان اتباع الرسل ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم لا يبتدئون دعوة لم تكن عند انبيائهم بل يدعونا الى ما جاءت به الانبياء واما غيرهم وربما وقعوا في البدع والضلالات ودعوا الى ما الى غير ما جاء به الانبياء فقوله رحمه الله ومن اجاب دعوته اضيفت اليه باعتبار انه القائم بها لا باعتبار انه الواظع لها فلم يتقدمه احد فيها بل تقدمه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم من قام على النبوة من العلماء والصالحين الداعين الى توحيد الله سبحانه وتعالى وقوله يوم يقوم الحساب اي يوم يوضع الحساب ويجوز ان يكون بالكلام حذف اي يوم يقوم اهل الحساب فان الذين يقومون حقيقة له هم اهله قال الله تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين فقيامهم حينئذ هو للحساب وقوله لايضاحه وتبيينه الايضاح والتبيين يشتركان في اصل الدلالة والارشاد ويفترقان بان التبيين ابلغ بالدلالة والارشاد على المقصود فمن وضح شيئا بينه باعتبارهما في اصل الدلالة والارشاد. لكن باعتبار دلالة لكل واحد منهما على المعنى بتمامه فان لفظ التبيين ابلغ في الدلالة على الدلالة والارشاد من لفظ الايضاح. ولهذا لفظ التبيين هو اللفظ المقدم في الخطاب الشرعي. فانه لم يذكر في الخطاب الشرعي الايضاح وانما ذكر فيما تعلق بالدلالة الى الدين والارشاد اليه لفظ التبيين مرة بعد مرة في القرآن الكريم تارة بهذا اللفظ وتارة الاسم الفاعل وتارة بالمصادر المقاربة اليه وغير ذلك ومما ينبه اليه ان الاصل في كلام العرب وان اشترك في اصل فانه يفترق في بعض افراده وهذه هي حقيقة جزالة لغتهم وعظمها فلا يوجد في كلام العرب لفظ يدل على الاخر من كل وجه وانما يكون الخبر باحدهما عن الاخر على وجه التقريب ذكره ابو العباس ابن تيمية في مقدمة التفسير. فمثلا اذا قيل في بعض كتب العربية والامر كذلك التبيين هو الايضاح فلا يراد انه هو من كل وجه وانما يراد انه دال عليه في اصل معناه واما في افراده المنتظمة تحته فان بينهما فرق وهذا من دقة فقه كلام العرب ويكون الفرق تارة موجبا زيادة في بيان المعنى وتارة يوجب تعلقا بحال دون حال او غير ذلك من الموجبات التي حملت العرب على ان يجعلوا هذا اللفظ لهذا المعنى دون الذاكرة وقوله علما للموحدين اي امارة وعلامة لهم. فالعلم الامارة والعلامة التي تدل عليهم وقوله الملحدين جمع ملحد واصل الالحاد الميل عما يجب شرعا واصل الالحاد الميل عما يجب شرعا فمثلا الالحاد في اسماء الله عز وجل المذكور في قوله تعالى وذروا الذين يلحدون في اسمائه يراد به اتركوا الذين يميلون باسماء الله عز وجل عما يجب فيها شرعا ثم صار في عرف المتأخرين اثما لنفي الخالق فصار الملحد عند المتأخرين اذا ذكر مرادا به من انكر وجود الله سبحانه وتعالى. ولا يختص الالحاد به وهو فرد من افراد الالحاد وجعل الاصطلاح عليه ببشاعته وشناعته فصار الالحاد له معنيان احدهما شرعي وهو الليل عما يجب شرعا الميل عما يجب شرعا والاخر واصطلاحي وهو انكار الخالق سبحانه وتعالى والفرض الاصطلاحي منتظم في المعنى الشرعي فان من ينكر وجود الخالق مائل عما اوجب الله شرعا من اثبات وجوده سبحانه وتعالى وخص اسم الالحاد بانكار الخالق لانه من افظع واشنع وجوه الالحاد فان اقرارا الفطر بوجود الله عز وجل مغروس فيها. ولا يكاد يوجد في طبقات الخلق امة بعد امة من ينكر وجود الخالق الا الشاذ الفاذ بلأجل بشاعة جرمهم وشناعة امرهم صار اسم الالحاد اصطلاحا مختصا بهؤلاء وقوله فاعلى الله همته الهمة اثم للارادة اذا قويت بعد جريانها في الخاطر فان الارادة تبدأ مع العبد شيئا فشيئا فتكون بواسيرها خواطر تنتظم في قلبه فاذا استحكمت وقويت سميت همة قال ابن القيم الهم مبدأ الارادة. والهمة منتهاها انتهى كلامه فاذا اقدم المرء مريدا شيئا سمي هاما متحركة الهم فاذا تزايدت هذه الارادة سميت همة وقوله عزيمته العزيمة اسم للارادة اذا قويت بعد الهمة اثم للارادة اذا قويت بعد الهمة فاذا استحكمت همة المرء وقويت ارادته ترتفع بعد ذلك الى العزيمة فالعزيمة مرتبة للارادة تأتي بعد الهمة ومن كلام ابي عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة اذا طلع نجم الهمة في ظلام ليل البطالة واردفه قمر العزيمة واردفه قمر العزيمة اشرقت ارض القلب بنور ربها اشرقت ارض القلب بنور ربها انتهى كلامه من كتاب الفوائد وفيه خبر عن ان العزيمة تغضو الهمة فتكون أسماء للإرادة المستحكمة بعد الهمة فالهمة تأتي أولا والعزيمة تأتي ثانيا على وجه التعلي فيبتدأ المرء بوسوسة تتحول خاطرا ثم تستحكم ارادته فتكون همة ثم تقوى فتنعقد تكون عزيمة وقوله الحاضر منهم والباد الباب هو الساكن في البادية وهي لغة في البادي باثبات الياء وبهما قرأ في قوله تعالى العاكف منه العاكف فيه والباد. ففي قراءة باثبات الياء وقوله من وأها اي من عاداها فالمناواة هي المعاداة وقوله من خاصم بها فلج اي غلب خصمه اي غلب خصمه اي غلب خصمه واصل الثلج فاصل الفلج هو العلو والفوقية والغلبة وقوله في ابيات الامير الصنعاني ظل الناس فيها عن الرشد اشبعت الكسرة حتى صارت ياء لاجل الوزن اشبعت الكسرة حتى صارت ياء لاجل الوزن فالكثرة اذا اشبعت اي ملئت من حركتها انقلبت ياء فهذا يوجد في نظم الشعر وفي كتابتها حينئذ مذهبان احدهما اثباتها ياء في رسم الحروف كالواقع في البيت الثالث من ابيات الامير الصنعاني والاخر اثبات ياء صغيرة تحت الدار المكسورة اثبات ياء صغيرة تحت الدال المكسورة والمذهب الثاني اتقن واظهر. فاذا اشبعت الحركة لاجل الوزن فصارت ياء او واوا فانه يدل عليها بوضع حرف من جنسها يا ان او واوا تحت ذلك الحرف المرادي اشباع حركته وقوله في البيت التالي في اخره من ودي الود مثلث الواو مثلث الواو فيفتح ويضم ويكتر وهو المحبة الخالصة فيصوغ بئس ذلك من ودي او ودي او ودي وقوله في تاليه الفرض هو باشباع الياء على ما تقدم قبرا عن الله عز وجل فليس الفرد من اسماء ربنا وانما هو خبر سائغ عنه وروي في حديث لا يثبت عده باسماء الله عز وجل ورويت فيه احاديث اخرى لا يصح منها شيء. فلا يثبت الفرد اسما من اسماء الله وانما يقوم بمقامه وزيادة اسم الاحد والواحد واما الخبر به فذلك سائغ وقوله وكم عقروا العقل هو الذبح وقوله في شوحها جمع ساحة وهي متسعات الارض وقوله من عقيرة اي من ذبيحة وقوله في اخرها باليد باشباع الكثرة ياء على ما تقدم وقوله في ابيات ابن غنام نمير الفهم النمير هو الماء العذب الفرات السائغ جعل ما رزق من الفهم بمنزلة الماء العذب الذي يشربه الشارب فيمتد به ويهنأ وقوله وعام بسيار العون هي السباحة في الماء والتيار اسم لتحرك الماء بموج وغيره اي ذبح في امواج المعارف يقطعها وقوله بعد اندراسه اي ذهابه وزواله يقال ان درس الشيء اذا تلاشى واضمحل وقوله واوهى اي اضعف ووقع بعنوان المجد لابن غنام وغيره واقوى من القوام بالفتح والمد ومعناه اقفر وهذا هو الذي ذكره المصنف نفسه في حاشية نسخة من نسخ فتح المجيد اثبتها الناشر بالهامش الاول فقال ثم كتب قوله اقوى يحتمل ان المعنى اضمحل او ذهب تقرير مؤلفه اي استفيد من مؤلفه حال قراءة الكتاب عليه. فقرر هذا المعنى ان اقوى بمعنى اذ محل ودال من القوائي كما تقدم بالفتح والمد وهو القبر. فاثباتها اقوى اقوى فاثباتها اقوى اقوى فاقوى الاولى من القواء واقوى الثانية من القوة وقوله مهيع اي طريق واسع وقوله ذروة المجد الذروة بكسر الذال وضمها وذكر فتحها لغة رديئة متأخرة قوة اعلى الشيء ومنه سمي اعلى سنام البعير ذروة وقوله ولا حاذاه المحاذاة المقاربة والمساواة وقوله تميز بالذال ويقال ايضا بالدال سميدع وهو السيد الكريم الشريف وفي كلام العرب ما يكون بالدال والدال على معنى واحد ومنها ما يكون ب الدال على معنى وبالدال على معنى وللجعبري رحمه الله تعالى قصيدة في الفرق بين الدال والدال شرحها ابن ام قاسم ونشرت في احد اعداد مجلة المعهد العراقي للغة العربية. وهي منظومة لطيفة نافعة في هذا الباب من كلام العرب وقوله تعفى اي ترك ما زال واصل العفو الترك فقوله يشيد ويحيي ما تعفى يشيد ويحيي ما تعفى ويرفع اي يبني ويحيي ما ترك وذهب وقوله يبثم ثغرها الثغر اسم للمبسم اي موضع الابتسام من وجه الانسان في شفتيه وقوله محياها المحيا الوجه فالمحيا اوسع من المدفن وقوله الغواية بضم الغيب وتفتح ولا تكسر ابدا فلا يقال الغواية وانما يقال الغواية في اللغة الاعلى بالضم ويجوز ايضا فتحها فيقال الغواية. واما الكسر فلحن عند العرب والغواية خلاف الرشد وقوله وحق لها بالالمعي المعي هو الذكي المتوحد الالمعي هو الذكي المتوقد قال اوس بن حجر الالمعي الذي يظن لك الظن كان قد رأى وقد سمعه اي من كان بهذه المنزلة يخمن الشيء فيما يستقبل كأنما رآه وسمعه لفرط ذكائه وحجة ذهنه وقوله دوام جمع ثامن وهو الشيء العالي فقوله فاثاره فيها ثوام يعني عوان وقوله دوافل اي ظاهرة مجلية فالافكار هو الظهور والجلاء يقال اسفرت المرأة عن محاسنها اذا اظهرتها وجلتها واما الجهة الثانية وهي نظم ثياقها فان المصنف رحمه الله تعالى بعد افتتاحه كتابه بالخطبة المتقدم ذكرها شرع يلوح بمقصوده في هذا الكتاب مبتدأ بالتعريف بكتاب التوحيد فذكر ان كتاب التوحيد الذي الفه جده محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى قد جاء بديعا في معناه من بيان التوحيد ببراهينه وجمع جمل من ادلته لايضاحه وتبيينه فصار مما اتخذ به من النعت المذكور كتابا مقدما في معرفة توحيد الله سبحانه وتعالى اختصه الله عز وجل به تفضلا منه وانعاما عليه فلم يكن لاحد في عصره بل من جاء قريبا منه قبله كتاب في التوحيد يسامي هذا الكتاب. فهداه الله عز وجل لوضعه فوضع هذا الكتاب في ابواب وجعل حشو كل باب الادلة من القرآن والسنة فلا يكاد يوجد فيه كلام سوى الادلة القرآنية والاحاديث النبوية. الا اشياء يسيرة من كلام الصحابة والتابعين. واما كلام من تأخر عن القرون الثلاثة فانه قليل وربما ذكر في موضعين كلاما عن الامام احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى وذكر في موضع كلاما لابي العباس ابن تيمية الحفيد وذكر في موضعين كلاما لابي عبد الله ابن القيم ولم يجب كتابه بسوى الادلة الا النزر اليسير من الكلام الذي ذكرناه. ثم جعل بعد كل باب لا اله يشير بها الى ما انتظم في هذه الادلة من المعاني وكان العلامة عبد الله بن عبد الرحمن اذى بطين رحمه الله يسميها فوائد ان يسمي مسائل كتاب التوحيد بالفوائد ذكره في الدرر السنية. وصدق رحمه الله تعالى فان المسائل المنسوجة بعد كل باب هي فوائد مستنبطة مما في ذلك الباب من الايات والاحاديث واشبه شيء شبه به كتاب التوحيد هو صحيح البخاري فان من نظر في ابواب كتاب التوحيد رآها تضاهي كرادم البخاري وقد ذكرنا طرفا حسنا يتعلق من البيان لتراجم البخاري في محاضرة الليلة الماضية وهي العلم في تراجم الكتب الحديثية في تراجم الكتب الحديثية وامعنا في البيان بذكر صحيح البخاري نموذجا فتراجم كتاب التوحيد تضاهي دراجنا البخاري رحمه الله تعالى بل شيء منها يقارب تراجم كتاب التوحيد كتاب البخاري المذكورة في كتاب التوحيد من البخاري او في كتاب التفسير او غيره فاثر صحيح البخاري على كتاب التوحيد بين تارة في التراجم على المعنى الذي ذكرناه وتارة في فان من مسائل كتاب التوحيد ما هو مأخوذ من تراجم صحيح البخاري ومن مشهور الحكايات في وقوع هذه المحاذاة ما ذكر في اخبار شيخ شيوخنا عبدالكريم البكري رحمه الله تعالى وكان من الاخرين عن الشيخ عبدالله ابن عبد اللطيف ثم خرج الى الهند طالبا العلم واتخذ له تجارة وكان قريبا من دكانه مسجد يدرس فيه احد اهل البدع فكان اذا ختم درسه دعا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وامن الناس اجابة للدعاية المغرضة التي كان ينشرها الانجليز وغيرهم تجاه دعوة التوحيد فدعاه الشيخ عبدالكريم رحمه الله تعالى مرة الى طعام في دكانه مريدا هدايته الى الحق فاجابه ذلك الشيخ فجاء في الموعد الذي ضربه له فاحضر الشيخ عبد الكريم رحمه الله تعالى بعض الفاكهة التي تحتاج الى قطعها بسكين وتظاهر حاجته الى احضارها فخرج يطلب السكين وترك كتاب التوحيد منزوع الطرة في دكانه ليشتغل ذلك الرجل بالنظر فيه فلما رجع اليه بعد برهة وقد حصل السكين وجده يقرأ في هذا الكتاب فاخذ في قطع الفاكهة وقال له ما تقول في هذا الكتاب فقال كانه من صحيح البخاري فقال انت تعلم انه ليس من صحيح البخاري لان البخاري يضمن كتابه الاسانيد والاحاديث فقال الرجل لمن فقال الشيخ عبد الكريم هذا كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب فقال الرجل على البديهة الكافر فقال انت قرأت كتابه فهل رأيت فيه كفرا فسكت ثم قال ان كان هذا الرجل على ما في هذا الكتاب فقد ظلمناه فقال خذ هذا الكتاب عالية عندك. واتمم قراءته فان وجدت فيه كفرا فاخبرني فاهتدى الرجل على يديه الى دعوة التوحيد. والمقصود من هذه الحكاية وهي حكاية مشهورة ذكر شيئا منها شيخ شيوخنا محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى في فتاويه لكن على وجه غيري تام لان الحكاية لم تتصل بهم على تمامها. فالشيخ عبد الكريم بعد خروجه من نجد لم يرجع الا مرة واحدة للحج والسلام على الملك عبدالعزيز رحمه الله فاقام في بلاد الامارات في عدة امارات منها كالشارقة وعجمان وكان له رحمه الله تعالى الافتاء والقضاء والتعليم في زمانه وكانت في بلاد الامارات بقية باقية من تلاميذه انقرضوا اليوم الا احدا لا منهم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان كتاب التوحيد لما كان بهذه المنزلة بديعا في معناه من بيان التوحيد براهينه وجمع جمل من ادلته لايضاحه وتبينه صار علما اي امارة وعلامة للموحدين. فهو كتاب امام في توحيد الله سبحانه وتعالى. وهو حجة قاطعة طالعة لاباطيل الملحدين المائلين عما يجب شرعا فانتفع به الخلق الكثير والجم الغفير ثم ذكر رحمه الله تعالى ان امام الدعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في مبتدأ نشأته قد شرح الله صدره للحق المبين الذي بعث الله به المرسلين من اخلاص العبادة بجميع انواعها لله رب العالمين وان كان ما كان عليه الكثير من شرك المشركين واخبر رحمه الله تعالى انه كان في اول امره لا يعرف ما وصله بعد من معنى لا اله الا الله وذكر انه هو واشياخه واهل زمانه لم يكونوا يعرفون من معنى لا اله الا الله ما عرفه بعد رحمه الله هذا المعنى ربما استبعده من لم يعرف حقيقة الحال حينئذ. كما صار كلام المتكلمين اليوم من ان الشرك كان في بلادنا قليلا نادرا في بعض البوادي. وهذا سببه اضمحلال معالم الشرك فلم تعد القباب والمزارات والمشاهد موجودة ولا بقيت مدونات علماء مشركين مما كتبوا في تأييد ذلك الشرك او بما كانوا يكتبونه من الضلالات والبدع فاضمحلت بهذه الدعوة فنشأ قوم لم يعرفوا ذلك فظنوا ان ما ذكر كلام مبالغ فيه ثم زاد بعض سفهائهم في الطنبور نغمة فزعموا ان ذلك عصا سياسيا استعملتها دولة ال سعود لترويج ولايتها على الجزيرة. ومن طال عما كتبه الرحالة المغربيون الغربيون ممن وصل الى الحجاز واطراف نجد علم ما كان عليه الناس من شرك وضلالة وادرك صدق خبري رحمه الله عن نفسه انه لم يكن يعلم من لا اله الا الله ما صار اليه علمها من بعد. فلم يكن الناس يعلمون من معنى لا اله الا الله الا ما يذكروه علماء الكلام من ان معنى الاله القادر على الاقتراع عندهم ان معنى لا اله الا الله لا خالق الا الله او لا قادر الا الله اولى مبدعا ولا مدبر الا الله يعرفون في اقصى معرفتهم من معنى لا اله الا الله هذا المعنى. فحينئذ يكون ما بال له رحمه الله تعالى بعد من الادلة من ان معنى لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله شيء لم يصل اليه علمه من قبل ولا وصل الى علماء زمانه ولا من قبله. فيكون قوله موافقا للحق في نفسه. وهو لم رحمه الله تعالى بعد قيام دولة على يد دعوته فانه قام في الدعوة الى الله عز وجل وحيدا فريدا وخرج من العيينة لما ضاق عليه الامر فيها وهاب اميرها ابن معمر سطوة اميل الاحساء ابن عريعر لما اكرهه على اخراج الشيخ منها فخرج رحمه الله تعالى من العيينة وتركها وتوجه الى الدرعية. فكان وحيدا لم يحمله على ان يقول هذا القول ان ظهرت دولة تؤيده وتنصره بل صرح بالحق ودعا اليه مع كونه فردا غريبا رحمه الله تعالى فدعى الناس كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى واعلى الله همته وقوى عزيمته فتصدى لدعوة اهل نجد الى التوحيد فدان له بهذه الدعوة خلق كثير من بلاد نجد ثم دان بدعوته من وراءهم من اطراف البلاد الحجازية والاحسائية. ثم انتشرت دعوته انتشارا عظيما. وصار الامر كما قال المصنف ودان بالاسلام اكثر اهل تلك البلاد الحاضر منهم والبات. وانتشرت دعوته ومؤلفاته في الافاق حتى اقر له بفضل من كان من اهل الشقاق الا من استحوذ عليه الشيطان وكره اليه الايمان فاصر على العناد والطغيان. ثم استحالت حال الناس بدعوته الى الخير في جميع امورهم سواء ما يتعلق بتدبير الولاية الحكومية او ما يتعلق بامر العلم او ما يتعلق بامر الوفرة الاقتصادية او غير ذلك من احوال حياتهم فاربع في خير كثير بدعوة هذا الرجل الى توحيد الله عز وجل. وصار الامر كما اخبر قتادة من قبل قال المصنف فقد اصبح اكثر اهل جزيرة العرب بدعوته كما قال قتادة رحمه الله عن حال اول هذه امة ان المسلمين لما قالوا لا اله الا الله انكر ذلك المشركون وكبرت عليهم وضاق بها ابليس وجنوده فابى الله الا ان يمضيها وينصرها ويظهرها على من ناوأها انها كلمة من خاصم بها فلج ومن قاتل بها مصر انما يعرفها اهل هذه الجزيرة من المسلمين التي يقطعها الراكب في ليالي قلائل ويسير الراكب في فئام من لا يعرفونها ولا يقرون بها انتهى كلامه. ثم قال بعد ان بين حال الخلق وقد شرح الله صدور كثير من العلماء لدعوته. وسروا واستبشروا بطلعته. واثنوا عليه نكرا ونظمن فلم يكن الفرح بهذه الدعوة خاصا بعموم الناس ممن قامت عليهم الولاية السلطانية فصاروا تحتها بل العلماء العارفون بدين الله عز وجل مع بعد اقطارهم وكونهم خارج نجد اشادوا بهذه الدعوة. ومنهم عالم صنعاء محمد ابن اسماعيل هل امير الصنعاني فله قصيدة في مدح الشيخ والثناء عليه وذكر ان ما دعا اليه هو الذي دعا اليه النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر رحمه الله تعالى حال الناس حينئذ. كقوله وقد عند الشدائد باسمها كما يهتف المضطر بالصمد الفردي. وكم عقروا في سوحها من عقيرة اهلت لغير الله على عمدي وكم طائف حول القبور مقبل ومستلم الاركان منهن باليد فهذا الخبر من عالم في اطراف جزيرة العرب في البلاد اليمنية في عاصمتها صنعاء يخبر عن حال الناس حينئذ وانهم كانوا على الشرك. فليس خبرا عن رجل من علماء الدعوة الاصلاحية حتى يقال فيه ان هذا القول قاله قائل ينتمي الى هذه الدعوة واراد تعظيم هذه الدعوة بتعظيم وتمشيع حال الناس قبلها بل هذا الامر اخبر عنه علماء من من غير ني كخبر العلامة محمد ابن اسماعيل الصنعاني. وقد اشاد هو رحمه الله وكذا بعده العلامة امة محمد ابن علي الشوكاني بدعوة الاصلاح في جزيرة العرب. وانما وقعت ام ريبة بحسب ما نقل اليهم من اخبار مكذوبة على هذه الدعوة من انهم يقولون ان من لم هاجر الينا وهو كافر. وان من لم يدخل تحت ولايتنا فهو كافر. فوقع تردد عند علماء اليمن كالصنعاني ثم الشوكاني في هذه الدعوة وهذا التردد باعتبار بعض الاقوال التي نسبت اليهم اما باعتبار اصل دعوة التوحيد فان كلامهم ظاهر في تأييدها ككتاب الصنعاني في ذلك وكتاب الشوكاني الدر النظير في ذلك وقصيدة الصنعان التي قال فيها راجعت عن القول الذي قلته قد قلته في النجد قصيدة صحيحة النسبة اليه. وهو رجع باعتبار الاكاذيب نسبت الى هذه الدعوة اما باعتبار اصل التوحيد فانه كان موافقا هذه الدعوة في الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعده شعرا ابي بكر ابن غنام من علماء الاحساء رحمه الله تعالى في تأييد هذه الدعوة ونصرتها وذكر ما قام به امام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب من هداية الناس الى التوحيد وحثهم عليه وفي ذكر هذين النقلين عن هذين العالمين مع بعد قطرهما عن نجد تعريف بحقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. فلم ينقل المصنف كلام اهل نجد فيه وانما نقل كلام غيرهم فنقل كلام محمد ابن اسماعيل الصنعاني ثم اتبعه بكلام ابي بكر ابن غنام الاحسائي رحمهم الله تعالى تعريفا بان نصرة فهذه الدعوة والفرح بها والاشادة بما كانت عليه لم يكن حصرا على اهل نجد عصبية لمن قام فيهم واجابة لدعوة الولاية السلطانية بينهم وانما كان هذا الامر استجابة لامر الله عز وجل بوقوع هذه الدعوة موافقة بالكتاب والسنة وفي اخبار بعض من مضى من علماء نجد انه وصل الى اطراف البلاد اليمنية من جهة تهامة داعيا الى الله فقال له بعض علمائها مناظرا انكم تتبعون هذا الرجل يعني محمدا ابن عبد الوهاب فما قال لكم اخذتم به وما لم يذكره لكم لم تأخذوا به فقال له هذا العالم النجدي انما نتبع محمد بن عبدالوهاب بما عرفنا من الايات والاحاديث ولو انه قام من قبره الان فاحياه الله بعد رفاته فقال لنا ان الذي دعوتكم اليه كان باطلا ما صدقناه لاننا عرفنا الحق بما بان لنا من القرآن والسنة. فلم يكن تقديمهم لهم لارادة كونه من قطرهم بل لما جاء به من الدعوة ولما كان هذا هو الحق الصراح اجاب دعوته علماء من كل قطر ففي علماء اليمن وعمان ومواقع من البلاد الخليجية وبلاد وبلادي الشام وبلادي مصر وبلاد المغرب. من قام في تأييد هذه الدعوة من العلماء ونقل كلامهم اما تصنيفا واما فيما نقل من كلامهم في كتب اصحابهم فكانوا ينشدون بهذه الدعوة لكن لم يقم لهم سلطان في نصرة التوحيد ولا كانت لهم دولة تنصر التوحيد وتزود عنهم ولم هذا الامر الا لاهل هذه الجزيرة العربية في واسطتها في البلاد النجدية والبلاد الحجازية وذكر ابو بكر خوفير من علماء الحجاز في بعض كتبه نقلا عن بعض سادات اهل حضرموت انه لولا البقية الباقية من علماء نجد الذين قاموا في توحيد العبادة لاندرست معالم توحيد العبادة بين الخلق لكن الله سبحانه وتعالى احيا بدعوتهم ما احياه. ثم اجابهم من اجاب من كل بلد. والارض المقدسة لا تقدم احدا فكون هذه البلاد كانت موئلا لهذه الدعوة لا يستلزم بقاء هذه الدعوة فيها وانما بقاؤها على قدر قيام الناس بالحرص عليها والانتصار لها وتعليمها ونشرها بين الخلق وليست هي دينا لهم دون سائر الخلق بل قام بل من قام في التوحيد من بلاد المسلمين رطبة هو من اهل هذه الدعوة ولو لم يكن اذا عن علمائها لان المقصود منها هو تحقيق التوحيد. فاذا وجد هذا المقصود كان هذا هو المراد الذي يجب الاذعان له وليس في نفوس اهلها. اي عصبية من هم في بلادهم رأوا من نصر هذه الدعوة ممن لم يكن من بلاد نجد فبلاد الجنوب مثلا كانت مأوى لنصرة الدعوة بعد سقوط الدولة الاولى والثانية. وكان علماء الحفاظية والنعميين وغيرهم ممن صنف والف في نصرة دعوة التوحيد مع ذهاب ملكها وسلطانها في بلاد النجلية بل من علماء الاحزان من ال الملا من صنف كتابا في الاعتقاد سنة الف وثلاث مئة وتسعة ابان ذهاب ملك ال سعود فذكر ان عقيدة علماء الاحساء هي عقيدة الصالح مما كانوا عليه في توحيد العبادة وفي توحيد الاسماء والصفات. ولعلماء الاحساء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة ما فيه بيان لصحة هذه الدعوة وانها دعوة جاءت الخلق الى توحيد الله سبحانه وتعالى كما يلاك اليوم من دعوة نتنة الى تقويض دعوة التوحيد بحصرها في البلاد النجدية مكيدة شيطانية يقوم عليها ارباب متفرقون من اهل الاهواء من اهل البدع والضلالة والنفاق والكفر والواجب على العلماء وطلاب العلم ان يجودوا عن حمى التوحيد فانه من اعظم الجهاد والجهاد في ذلك اعظم من جهاد السيف والسنان ذكره ابن القيم في مفتاح دار السعادة. لان القائم بهذه الحجة والبيان نادر والمساعد عليه قليل. واذا تعلق هذا بتوحيد الله كان اعظم واعظم. واولى واولى. فحري بمن عزم على حضور هذا الدرس ان يتخذه مددا للاعداد فيما يلزمه من الجهاد في بيان توحيد الله سبحانه وتعالى فانه لن يقوم بجهاد السيف والسنان اذا احتيج اليه الا من قام بجهاد الحجة بيان اما المتلوء اما المتلون المتحير الذي يجعل له اليوم دينا وغدا دينا فهو سيتلون ويتحير في ولائه لهذه البلاد واهلها اذا وقعت الوقائع وارتكبت الفظائع. فيوما كانت قبلته اليهم ويوما ستكون قبلته الى غيرهم ومن عرف الناس ومنزلة التوحيد والسنة ومنزلة البدعة والضلالة من قلوبهم عرف هذا القول في موقعه كما ينبغي ومن جهل ذلك فان الايام كفيلة بان تعلمه. ثم قال المصنف بعد مبينا موضوع كتاب التوحيد قال واما كتابه المذكور فموضوعه في بيان ما بعث الله به من توحيد العبادة فكتاب التوحيد اخلصه مصنفه لبيان توحيد العبادة. وما وقع فيه من ابواب يسيرة تتعلق بتوحيد الربوبية او بتوحيد الاسماء والصفات فانها وقعت على وجه التبع من شدة الحاجة اليها لان انتظام عمود توحيد العبادة لا يكون الا بها مع وقوع البلوى بالمخالفة فيها فذكرها المصنف رحمه الله على تبعا ثم وقع ايضاح هذا الموضوع كما قال المصنف ببيان الادلة من الكتاب والسنة. وسبق ان ذكرت لكم حقيقة ما في كتاب التوحيد ثم قال مكملا موضوع كتاب التوحيد وذكر ما ينافيه اي ذكر ما يخالف التوحيد ويباعده من الشرك الاكبر. او ينافي كماله الواجب من الشرك في الاصغر ونحوه وما يقرب من ذلك او يوصل اليه اي مما ينافي كماله فكتاب التوحيد وضع لامرين احدهما بيان توحيد العبادة والاخر ابطال الشرك والتنديد احدهما بيان توحيد العبادة والاخر ابطال الشرك والتنديد. فالكتاب حافل في تحصيل هذين المقصدين ولا ينبل في العلم الا من قرأ هذا الكتاب شرعا وفهما واستنباطا واجتهد في حفظه. وكان السابقون لا يقرأون هذا الكتاب واشباهه الا بالحفظ فكانوا يحفظون مبانيه ثم يتفهمون معانيه ولشدة الحاجة اليه كان احد الكتب التي كان الامراء يوصون ائمة المساجد والقضاة بقرائتها وتعليمها للناس فعامة من مضى من الخلق كانوا يقرأون هذه الكتب تلقيا وتلقينا في المساجد فلهم بتوحيد الله عز وجل علم وافر لما كان هذا الكتاب وغيره مواد لما يبين للناس في المساجد فلما ضعف الامر وعدل عن هذا في كثير من المساجد وقع الجهل بتوحيد الله عز وجل ولا يعرف قدر هذا الكتاب وما فيه الا من ظرب في الارظ فرأى مواقع الشرك وبلاياه في المسلمين ورأى ضجيجهم في المشاهد والمزارات واجتماعهم عليها وطوافهم بها وذبحهم الذبائح عند وربما لا يقع في خاطر احدكم ان يرى احدا يقر بالشهادتين وهو يذبح لغير الله او يطوف لقبر من القبور او يسجد لذلك المقبور فاذا خرج احدنا الى خارج هذه البلاد في اطراف كثيرة من الارض رأى من ذلك عجبا ومن لم يبتلى برؤية الشرك فلا يطلبه. وكان السلف رحمهم الله تعالى منهم من يكره النظر الى المعاهدين من اهل ذمة لانهم اهل النار وكانوا اذا مروا به جعل عمامته بينه وبينهم فكان يسأل عن ذلك فيقول اني لا اريد ان انظر الى احد من اهل النار. فكيف لو كان يرى فعل اهل النار؟ فكيف اذا كان ذلك الفعل متعلقا بتوحيد الله سبحانه وتعالى. ومن عقل هذه الامور حق عقلها فيما ينبغي من رتبتها عظم كتاب التوحيد. ورأى انه من اولى الكتب بالحفظ والفهم. ومن اخبار الشيخ عبد العزيز الشعيبي رحمة الله عليه احد علماء منفوحة لما كانت منفوحة منفوحة تسامي الرياض في علمها كان من وصيته وقد مات رحمه الله تعالى سنة خمس عشرة او ست عشرة بعد الاربعمائة والالف في بلدة الخرج بعد ان تحول اليها وقد تجاوز المئة كان من وصيته لاولاده ان يجتمعوا كل شهر على قراءة كتاب التوحيد وما امرهم بذلك الا لفرط عقله بشدة الحاجة الى توحيد الله عز وجل وان المرء اذا تهاون في تفهم التوحيد ومعرفة مسائله ربما وقع في ضده. نعم الله قال المصنف رحمه الله تعالى وقد تصدى لشرحه حفيد مصنف وهو الشيخ سليمان بن عبدالله رحمه الله عليه شرح اجاز فيه وادرك فيه من حب انقض منه فسمى تيسير الادب الحميد في شرحه ما ما يدري ما يجب ان يطلب منه ويراد هذه هي في اوثق النسخ غي حاء هذه من اوثق النسخ وهي الموافقة للمعنى ما يجب ان يطلب منه فسمى تيسير العديد من في شرح كتاب التوحيد. وحيث اطلق شيخ الاسلام في ابو العباس احمد ابن عبد الكريم والحافظة ولما قرأت شرحا فاخذت فربما ادخلت فيه بعض النقود المستحسنة للفائدة والله اسأل ان ينفع به كل طالب للعلم والمستفيد وان يجعله خالصا لوجهه الكريم وموصلا وسعى فيه الى ذمة النعيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احد مفرداتها موجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله رحمه الله شيخ الاسلام تقدم بيان معناه وانه يقع تارة رتبة علمية دينية وتارة رتبة سلطانية لولاية شرعية وقوله الحافظ لقب من القاب المحدثين لمن بلغ مبلغا عظيما في معرفة الحديث باوصاف ونعوت مذكورة عندهم كأن يكون ممن سمع الكتب المشهورة على شيوخه وكانت له معرفة بتمييز الصحيح والضعيف واحوال الرواة وما تعلق بذلك من معاني الحديث واشتهر عند المتأخرين ان الحافظ اسم لمن حفظ مئة الف حديث وليس هذا من نهج المحدثين وانما وجد في كلام بعض المتكلمين بالعلوم وهو صاحب كتاب اسمى المقاصد ثم اشتهر هذا القول بعد المئة العاشرة بتقدير القاب المحدثين بعدد ما يحفظون من الحديث وهو مذهب حادث مخالف لما كانوا عليه وهذا الذهبي يذكر ان ابا هريرة الدوسي رضي الله عنه حافظ الصحابة بالاجماع ولا يبلغ حديث ابي هريرة عشرا عشرا ما ذكروه من نعت الحاضر فانه روى في اكثر ما قيل خمسة الاف وثلاث مئة واربعة وسبعين حديثا فعلى هذا الحد المذكور في العدد لا يكون حافظا. واما على طريقة المحدثين فانه حافظ الصحابة وقوله اطنب اي بسط القول وزاد عن الحاجة فيه وقوله بالبعض منه عن الكل اختلف في فصاحة دخول على بعض وكل على بعض وكل والمشهور ان الفصيح هو تجريدهما فلا يقال الكل والبعض وجوز بعض المتأخرين دخول ال عليهما والاظهر ان الفصيح عدم ادخال هل عليهما وقوله في تهذيبه تهذيب الكلام هو تنقيحه واصلاحه وازالة زوائده تهذيب الكلام هو تنفيحه واصلاحه وازالة زوائده ذكره الزبيدي في تاج العروس واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى بعد ان بين رتبة كتاب التوحيد وجلالة قدره وعرف بموضوعه ذكر ان حفيد المصنف تصدى لشرح فكانت طليعة الشروح المكتوبة على كتاب التوحيد هو شرح الشيخ سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب وتقدمه شروح في مجالس الدرس فان جماعة قرأوا كتاب التوحيد على مصنفه وعلى ابنائه وانما المراد بقوله تصدى لشرحه اي شرحا مكتوبا محفوظا بالقلم فاول طروح كتاب التوحيد هو شرح الحبيب سليمان ابن عبد الله رحمه الله تعالى ونعت المصنف هذا الشرح مادحا بقوله ووضع عليه شرحا اجاد فيه وافاد وابرز ففيه من البيان ما يجب ان يطلب منه ويراد وصدق رحمه الله تعالى فان شرح كتاب التوحيد للعلامة سليمان ابن عبدالله شرح حافل ممزوج بانواع الفوائد في ابواب متفرقة من العلم. وله رحمه الله تعالى يد طولى في العلم. ولو قدر امتداد عمره لكان اية من ايات ربنا عز وجل في معرفة العلم ولا سيما في العلوم الحديثية. فانه كان اماما في معرفتها وكان يقول معرفتي برجال الحديث اكثر المعرفة برجال الدرعية وكان يسأل عن بعض انواع الزروع التي في الدرعية كالدباء وغيرها فكان لا يعرفها. فكان الناس يتعجبون منه. ووجهوا ذلك ان شغل رحمه الله كان في طلب العلم ومعرفته فلم يكن عنده التفات الى الدنيا ولا اقبال عليها صبر في شبيبته في العلم. وتوفي رحمه الله تعالى وفيلا نحسبه عند الله عز وجل شهيدا سنة ثلاث وثلاثين بعد المائتين والالف وله ثلاث وثلاثون سنة رحمه الله رحمة واسعة واسم كتابه تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد. ولم يتمه رحمه الله تعالى بل انتهى الى باب ما جاء في منكر القدر ثم وقف العلامة حمد بن علي بن عتيق رحمه الله على مسودة لشرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان مما كان يعلقه على نسخته رجاء ان يبيضه بعد في الشرح ثم اخترمته بنية فنقل رحمه الله تعالى من فوائده في هذا القدر ما اثبته في كتاب ابطال التنديد. فمن خصائص كتاب ابطال التنديد انه احتوى على قدر من كلام الشيخ سليمان ابن عبد الله على معاني كتاب التوحيد لا توجد في التيسير وهي من مسودة تيسير العزيز الحميد التي ذهبت فوقف الشيخ حمد على تلك النسخة منها وعلق ما علق في كتاب ابطال التنجيد ثم ذكر رحمه الله تعالى اصطلاحان صاحب تيسير العزيز الحميد احدهما انه اذا اطلق شيخ الاسلام فالمراد به ابو العباس احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية. وهو احد المشهورين بهذا اللقب. من المتأخرين ولا يكاد يذكر هذا اللقب الا كان هو المراد بهم اللهم في كتب الشافعية فانهم يطلقون شيخ الاسلام يريدون القاضي زكريا الانصار البخاري واما في فتح الباري فان الحافظ ابن حجر يريد به شيخه البلطيني وما عدا ما ذكرنا فجمهور من يذكره يريد به هذا العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى والاصطلاح الثاني الحافظ فانه يطلقه في تيسير الحديث الحميد مريدا به احمد ابن علي ابن محمد ابن حجر العسقلاني صاحب فتح الباري ونزهة النظر والنكت على ابن الصلاح. وهو من اشهر المتأخرين الذين يذكرون بهذا اللقب حتى غلب على الناس انه اذا عزي كلام الى الحافظ دون تسمية دون تسمية صار المراد به ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان تيسير العزيز الحميد مع عظيم فائدته وجليل عائلته فقد اعتراه عيب من وجهين احدهما اطنابه في مواضع بما لا يحتاج اليه اطنابه في مواضع بما لا يحتاج اليه حتى وقع في تكرار يستغنى بالبعض منه عن الكل والاخر ان المنية اقترنته فلم يكمله ان المنية احترمته فلم يكمله فلما رآه موصوفا بهذين الامرين ليختار للافادة منه طريقا واسعا اذ قال فاخذت في تهذيبه وتقريبه وتكميله. وربما ادخلت فيه بعض النقود المستحسنة تتميما للفائدة فعمد المصنف رحمه الله تعالى الى كتاب تيسير العزيز الحميد فاعمل فيه معول الافادة والنفع في اربع مناح في اربعة مناح اولها التهذيب اولها التهديد وعرفت فيما اختلف ان تهذيب الكلام هو تنقيحه واصلاحه وازالة زوائده وثانيها تقريبه بان يأتي منه بالعبارة القريبة الفهم بان يأتي منه بالعبارة القريبة الفهم وثالثها تكميله وثالثها تكميله بان يزيد فيه ما يحتاج اليه من البيان ورابعها الحاق نقول مستحسنة. تتم بها الفائدة الحاق نقول مستحسنة. تتم بها الفائدة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى اسم كتابه ليستفاد عنه فان من ادب التصنيف ان يسمي المصنف كتابه ليعرف به فان الاسماء تدل على المسميات فذكر ان اسم حجابه هو فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد وهذا هو اسمه الذي استقر عليه وكان سماه اولا التهذيب والتجريد لشرح كتاب التوحيد التهذيب والتجريد لشرح كتاب التوحيد ثم عدل عن هذا الاسم الى الاسم المذكور ورأيت منه نسخة قديمة اثبت فيها هذا الاسم ثم ضرب عليها فكتب فتح المجيء لشرح كتاب التوحيد فالعلامة عبدالرحمن بن حسن جعل لشرحه على التوحيد اسمان احدهما التهذيب والتدريب في شرح كتاب التوحيد ووسم قديم والاخر فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد وهو الاسم الجديد الذي استقر عليه وهما اثنان لمثمن واحد وله رحمه الله تعالى حاشية على كتاب التوحيد انتشرت غفلا من الاثم فكانت مشهورة عند العلماء باسم حاشية الشيخ عبدالرحمن ابن حسن على كتاب التوحيد فهم يجعلون اسم الشرع على من على فتح المجيد. واما الحاشية فاسم لتعليقة اخرى. للشيخ عبدالرحمن ابن حسن على كتاب فالشيخ عبد الرحمن ابن حسن له عملان علميان يتعلقان بكتاب التوحيد احدهما الشرع واسمه فتح المجيء لشرح كتاب التوحيد. والاخر الحاشية وتركها غفلا فلم يسمها وسماها ابنه عبداللطيف قرة عيون الموحدين سماها ابنه عبداللطيف قرة عيون الموحدين. وهذا الاسم هو الاسم المشهور عند علماء الدعوة الاصلاحية ونشر هذا الكتاب باخرة باسم خاتمة البحث المفيد في بيان مسائل التوحيد قاسمة البحر المفيد في بيان مسائل التوحيد وهو مثبت على نسخة من محفوظات مكتبة بخش الهندية وهي نسخة نسخها احد النساخ في البلاد النجدية وقرأها العلامة اسحاق ابن عبد الرحمن ابن حسن على الشيخ حمد ابن علي ابن عتيق فهو اسم سمي به هذا الكتاب سماه به اما الناسخ واقره الشيطان او سماه احدهما ونسخ بهذا الاسم وليس هو من تسمية المصنف ايضا فان المقطوع به عند علماء هذه الدعوة من تلاميذ الشيخ فمن بعدهم ممن تلفظ العلوم من طريقهم انه علق حاشية تركها غفلا دون اسم. ثم سماها ابنه عبداللطيف قرة عيون الموحدين وسميت في نشرة حديثة خاتمة القول المفيد وخاتمة البحر المفيد في بيان مسائل التوحيد ولولا اقراءها على المشقوق الذي سماه به ابنه عبداللطيف وهو قرة عيون الموحدين. ثم ختم رحمه الله تعالى دي باجته بدعاء الله سبحانه وتعالى ان ينفع به كل طالب لعلم ومستفيد وان يجعله خالص لوجهه الكريم وموصلا من سعى فيه الى جنات النعيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وقد بلغ هذا الكتاب في نفوس العلماء مبلغه. فصار العمدة في شروح كتاب التوحيد. فان المشهور في هذه البلاد من شروح كتاب التوحيد في مجالس الدرس هو فتح المجيد وقل من يقرئ غيره كتيسير العزيز الحميد او ابطال التنديد. فالعمدة عندهم هو كتاب فتح المجيد. ولا تكاد تجد عالما من العلماء خاصة من اهل العارض الا وقد قرأ كتاب فتح المجيد واقرأه لكن لم يحتفظ بشروحهم صوتيا ولا كتبت عنهم رحمهم الله تعالى ولا كتبوا هم شيئا من ذلك والا فان هذا الكتاب لا يكاد احد من علماء البلاد النجدية من علماء الرياض خاصة الا واقرأهم مرة او اكثر من مرة في درسه قال المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم قال الشافعي رحمه الله تعالى ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتاب عزيز وعمل في حديث كل امر لا يفتح فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو اكبر. اخرجه ابن ضيفين طالبوا الصلاح والحديث حسن ولابي داوود وابن مالك كل ام جدال لا يوجد فيه الحمد لله او بالحمد فهو اخطأ ولاحمد من جبال لا يفتتح بذكر الله فهو ابتر او ابطأ. والابتداء فهو عن ابي هريرة مرفوعا. كل امر جبال لا يلجأ فيه لله فهو يرفع وان يخلف رحمه الله في بعض نسخه عن البسملة لانها من ابلغ الثناء والذكر وللحديث المتقدم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يختصر عليها في مراسلاته كما في كتابه العظيم ووقع لي نسخة رحمه الله وبدأ فيها بالجزملة تمنا بالحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واله وعلى هذا. الابتداء بالبسملة حديثه وبالحنبلة وسيد الاضافي. اي بالنسبة الى ما بعد الحمد يكون مهدوءا به والباقي بسم الله كثير من المتأخرين كونه فعلا خاصا متأخرا. اما كونه فعلا فلأن الاصل في العمل بالافعال واما كونه خاصا فلان كل مبتدئ بالبسملة في امره تخبر ما جعل البسملة مبدأا له. واما كونه فعل متأخرا في مكتب دلالته على الاختصاص وادخله الشعب واوقف للوجود ولان اهم ما يبدأ به ذكر الله تعالى وذكرا عن ابن القيم رحمه الله تعالى منها اما مضيء ما ينبغي ان يتقدم فيه غير ذكر الله تعالى. ومنها ان ننتقل الى حدث صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة. فكان وقال بسم الله للمصاحبة وقيل للاستعانة فيكون التقدير باسم الله يؤلف حالكم متبركا به المغرور في قوله اقرأ اسم ربك الذي خلق وفي قوله بسم الله نجريها ومرساها ولان المقام يقتضي ذلك كما لا يخفى ورزق من السمو وهو العلو وقيل من الوزن وهو العلامة لان كل ما سمي فقد نوه باسمه ووسم قوله الله قال في الصف الاله حدث الهمزة وادهم الى محلان فصارت الام واحدة مشددة مفخمة. قال نعم يا ابن القيم رحمه الله الصحيح انه اصدق وان اصدق للاله كما هو قول في بويه وجمهور اصحابه الا موتا وهو الجامع لمعاني الاسماء الحسنى والصفات تعالى فان هذه الاسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهي هزيمة ونحن لا نؤمن بالاشتقاق انها قلة انها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى لا انها متواجدون للفرع من اصله وتسمية المحافل المصدر والمستخدم رخصا وفرعا. ليس معناه ان احدهما متولد من الاخر وانما هو ان احدهما يتضمن الاخر وزيادة قال ابو جعفر ابن جرير الله اسمه الاله اسقطت الهمزة التي هي تاء الاسم. فاتقت الله بالتي هي الاسم واللام الزائدة وهي ساكنة الاخرى فانه على معنى ما روي لنا عنه عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما هو الذي يملكه كل شيء ويعبده كل خلق. وسيأخذ بسنده عن الضحى كما رضي الله عنهما قال الله على خلفه اجمعين. فان قال لنا قائل وما دل على ان الالوهية هي العبادة وان الهلاك هو المعبود وان له اصلا في فعل ويفعل وذكر بيت وفة من حجاج بالله يعني من تعبد وطلب الله بعمله ولا شك انك ايها التفاعل من اجلها يألف وقد جاء منه مصدر يدل على ان العرب قد نطقت منه بفعل يفعل بغير زيادة. وذلك ما حدثنا به سفيان بن وفيق انه قال عبادتك ويقول انه كان يعبد ولا يعبد وساخ بسند اخر عن ابن عباس رضي قال انما كان فرعون يعبد ولا يعبد وذكر مثله عن مجاهد ثم قال فقد دنيا قول ابن عباس ام جاهد قال ان الهة عبدا وان الى اخر المصدر وان الاله مصدره وساق حديث عن ابي سعيد مرفوعا ان عيسى فقال له فقال اذا اتدري ما الله اله الالهة. قال العلامة ابن ابن القيم رحمه الله بهذا الاسم الشريف عشر خصائص له هي في المظالم. واما خطائفه المعنوية فقد قال اعلم ترديده صلى الله عليه وسلم لا اخس ثناء عليك انت كما اهنيت على نفسك. وكيف تحصى لمسماه كل كمال على الاطلاق وكل مدح وكل حمد وكل ثناء وكل مجد وكل اجلال وكل كمال وكل عز وكل جمال وكل خير فله ومنه فما ذكر هذا الاسم في قليل الا كثره ولا عند خوف الا ازاله ولا عند كرب الا كشفه ولا منا غم الا فرجه ولا عند ضيق الا وسعه ولا تعلق به ضعيف الا افاده الفواح ولا دليل الا انه له العز ولا فقير الا اصابه ونياه ولا مستوحش الا انسه ولا مغلوب الا ايده ونصره ولا مفرد الا كشفه ضره ولا تريد الا اواه فهو الاسم الذي تكشف به الكربات وتستنزل به البركات وتجاب به الدعوة وتطالب به العثرات وتستنفع به السيئات وتستجلب به الحسنات وهو الاسم الذي قامت به الارض والسماوات وبه نزلت الكتب وبه الصلة وبه شرع شريعة الشرائع اقامة الحدود وبه شرع الجهاد وبهم قسمت الخليقة الى السعداء والاتقياء وبه حق الترحاب ووقعت الواقعة وبه وضعت الموازين اخذ الصراط وقام سلوك الجنة والنار. ربيع بد رب العالمين وحمد وبحقه وبعثت الرسل. وعنها السؤال في القبر يوم ويوما بعد والنشود وبه اليه المحاكمة وفيهم موالاة والمعاداة وبه سعد من عرفه وقام بحقه وبه شقي من فهله وترك حقه فهو سر الخلق والامن وبه واتقانا وثبت واليه انتهيا. فالخلق مثله واليه ولاجله. وما وجد خلق ولا ام ولا ثواب ولا عقاب الا مبتدأ منه منتهيا اليه ومقتضاه ربنا ما خلقك هذا باطلا فقنا عذاب النار. الى اخر كلامه رضي الله عنه قوله الرحمن الرحيم قال ابن جرير حدثني السرير ابن يحيى قال حدثنا عثمان ابن زكرى قال سمعت العرزمي يقول الرحمن بجميع المؤمنين وساق بسنده عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيسى ابن مريم قال الرحمن رحمن والدنيا والرحيم ورحيم الاخرة قال ابن القيم رحمه الله واسمه الله واسمه الله تعالى جاد على كونه مهلوما معبودا يألفه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا به في الحوادث والنواهب وذلك مستلزم بكمال ربوبيته ورحمته المتضمنين لكمال الملك والحمد اذ يستحل ثبوت ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر ولا باقواله وافعاله. فصفات الجلال والجمال الخاص باسم الله وصفات الفعل والقدرة والتخرج بالضر والنحر وتدبير امر الخليقة اخص باسم الرب وصفات الاحسان والجود والبر والحرم والمنة والرأفة واللطف اخص باسم الرحمن وقال ابن القيم رحمه الله تعالى ايضا الرحمان دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم تام على تعلقها بالمكرون واذا اردت قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما وقوله انه بهم انه بهم رؤوف رحيم ولم يجده الرحمن بهم وقال اسماء ربك ولا هي اسماء ونعول فانها دالة على صفات كماله فلا تناقض. فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية. فالرحمن اسمه تعالى ومن حيث هو صفة يرى تابع باسم الله ومن حيث هو اسم فرد في القرآن غير تابع بل ورود اسم علم كقوله تعالى الرحمن على مستوى انتهى ملاحزات بيان هذه الجملة من جهتين فالجهاد الاولى احاد مفرداتها فقوله للبسملة مصدر منحوت من جملة هي بسم الله الرحمن الرحيم ومن سنن العرب في كلامهم النحو بان يعمدوا الى جملة ثم يخبروا عنها بكلمة كقولهم البسملة في بسم الله الرحمن الرحيم. والحوقلة في لا حول ولا قوة الا بالله والحي على في حي على الصلاة وحي على الفلاح اذا نظائر ذكرها السيوطي رحمه الله تعالى في المذهل وغيره وقوله رحمه الله من طريقين الطريق عندهم هو سلسلة الاسناد والمحدثون يخبرون عن هذا المقصد بالفاظ منها السند ومنها الاثنان ومنها الطريقة ومنها الواجب فالالفاظ الاربعة المذكورة جميعا يراد بها سلسلة الرواة فمثلا قول مسلم ابن حجاج عددنا قتيبة بن سعيد وعلي ابن حجر ويحي ايوب قالوا حدثنا اسماعيل يعني ابن جعفر عن العلاء ابن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه فهذه السلسلة تسمى سندا وتسمى اسنادا ايضا وتسمى طريقا ايضا وتسمى وجها ايضا واكثر ما يذكرون ذلك بالسند وذهب بعض اهل العلم الى التفريق بين السند والاسناد لان السند هو سلسلة الرواة والاسناد هو حكاية ذلك السند بذكر غواته وطرق التحمل والاداء فيه فالسلسلة نفسها تسمى سندا ثم اذا حكيت ببيان هوتها وطرق التحمل والاداء بينهم سمي ذلك اسنادا والمشهور عند المحدثين التسوية بين السند والاسناد فقول المصنف من طريقين يعني من اسنادين وقوله وابن ماجة هو بالهاء وصلا ووقفا فلا يقال بالتاء في اصح القولين والى ذلك اشرت بقولي يا صاح بالهاب لا لجاجة يا صاحي او يا صاحي نطق ماجة منها بلا لجاجة وقوله عن ابي هريرة مرفوعا المرفوع هو ما اضيف الى النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او وصف لشرف نسبته اليه صار مرتفعا فسمي مرفوعا وقوله في الصفحة التاسعة والتسعين فلدلالته على الاختصاص الاختصاص اثبات الحكم لشيء الاختصاص اثبات الحكم لشيء وهو عند اكثر علماء العربية بمعنى الحصر الاختصاص والحصر مؤداهما واحد عند الاكثرين وذهب بعض اهل العربية الى التفريق بينهما من ان الاختصاص يتضمن يتضمن اثبات الحكم للشيء والسكوت عما عداه واما الحصر فانه يتضمن اثبات الحكم له ونفيه عما عداه والاشهر كما تقدم التسوية بينهما ويسمى الحصر قصرا عند علماء المعاني فان الاسم المشهور عندهم هو الخصر وهو بمعنى الحصر. لكن المتكلمين من الاصوليين يسمونه غالبا حصرا. والمتكلمون في علوم المعاني العربية. يسمونه وفي ذلك قال الاخضري يقيد امر مطلق بامر هو الذي يدعونه بالقصر وقوله رحمه الله انتهى ملخصا اي لا بنصه بل مع تقريبه بإثبات بعض كلامه وحذفه وهذا من جادتهم بما ينقلون رحمهم الله تعالى عن من تقدمهم من العلماء وربما قالوا انتهى بلفظه او انتهى بحروفه اذا كان نص كلام من سلف فان اخذ منه وترك منه قال انتهى ملخصا. وتصرفات اهل العلم في العلم بكيفية الاداء والتحمل مما ينبغي سلوكه والاخذ به. لان لا يحدث في العلم ما لم يكن من سنن من اهله وقوله رحمه الله تعالى في الصفحة المئة الصحيح انه مشتق الاشتقاق عند العربية عند اهل العربية رد لفظ لاخر بمناسبة بينهما في المبنى والمعنى رد لفظ لاخر لمناسبة بينهما في المبنى والمعنى قال السيوطي في الكوكب الساطع الاشتقاق يرد لفظ لسواه الاشتقاق رد لفظ لسواه. ولو مجاز لتناسب حواه ولو مجاز لتناسب حواه في احرف اصلية والمعنى باحرف اصلية والمعنى وشرطه التغيير كيف عنا وشرطه التغيير كيف عنا وقوله رحمه الله وجمهور اصحابه الا من شد اي انفرد عنهم اي انفرد عنهم والشذوذ تارة يراد به الانفراج وهو اصله وتارة يقترن الانفراد بالمخالفة كاستعمال المحدثين له او استعمال الفقهاء في قولهم هذا قول شاذ اي انه فرد متضمن للمخالفة. وربما اطلق على ارادة الانفراد كقوله هنا الا من شد اي من انفرد عن اصحاب سيبويه منهم وقوله قصدت الهمزة التي هي تاء الاسم الاسم مع قوله التي هي عين الاثم المراد بالفاء والعين ما يكون في الميزان الصرفي فان ميزان الكلمة عند الصرفيين الفاء والعين واللام فالكلمة لها فا وعين ولام ويسمى هذا فائها وهذا عينها وهذا لامها وقوله وان له اصلا في فعل ويفعل اي اصلا فيما يتصرف اي اصلا فيما يتصرف من الافعال فان النحات وضعوا تصريفا الفعل بالماضي والمضارع والامر والمصدر فيقولون ضرب يضرب يضرب ضربا. وهذا مرادهم في تصريف الكلمة وقوله لله در الذر العمل. يقال لله در فلان اي لله عمل فلان. على ارادة ان على الله عز وجل جزاؤه جزاءه فهو مدح له في احسانه العمل وقوله المدة اصلها المدة بالحاء وابدل تلحاؤها ان ومن دروب كلام العرب وقوع الابدال عندهم. فهم يبدلون حرفا موضع حرف كقوله هنا المدعي يعني المدحي اي المادحات وقوله في الصفحة الثالثة بعد المئة وبه وضعت الموازين القسط يعني الموازين العادلة يعني الموازين العادلة. فالقسط هو العدل. ووقعت هنا صفة للموازين. فالمراد بها العادلة وقوله في الصفحة الرابعة بعد المئة سمعت العرزمي هو بتقديم الراء على الزاي لا لتقديم الزاي على الراء فيقال العرزمي والعزرمي قوم اخرون والمشهور في الرواة هم العرزمي ومن لطائف ما يتعلق بحالهم ما ذكره ابن ابي شيبة في مسائله شيوخه عن ابي نعيم الفضل ابن دكيل لما ذكر العرزمي قال كان هؤلاء اهل بيت يتوارثون الضعف قرنا بعد قرن كان هؤلاء اهل بيت يتوارثون الضعف قرنا بعد قرن فيعلم منه ان الاصل في من نسب العرزمي انه راو ماشي انه راو ضعيف كما ذكره ابو نعيم الفضل ابن دكين شيخ البخاري وقوله في الصفحة الخامسة بعد المئة ان اسماء الرب تعالى هي اسماء ونعوت يعني هي اعلام واوصاف هي اعلام واوصاف. فالاسماء الاعلام والنعوت الاوصاف. واما الجهة التانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين معاني كتاب التوحيد مستفتحا ذلك ببيان ما تعلق بالبسملة فقال ابتدأ المصنف كتابه بالبسملة اقتداء كتابي العزيز وعملا بحديث كل امر ذي بال الى اخره. فرد المصنف رحمه الله تعالى ابتداء المصنف امنه وغيره كتبهم بالبسملة الى امرين احدهما الاحتجاء بالكتاب العزيز والاخر العمل بالحديث المشهور كل امر ذي بال لا يجزأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو اقطع فاما الامر الاول وهو الاقتداء بالكتاب العزيز فان له مقامين. احدهما الاقتداء به في تنزيله ولم يقع نزول القرآن كذلك فليس اول النازل بسم الله الرحمن الرحيم والاخر الاقتداء به في تدوينه. يعني في كتابته وهو الواقع في كتابة المصحف ان اوله بسم الله الرحمن الرحيم وهذه الكتابة وقعت اما بامر المصطفى او باجتماع الصحابة رضي الله عنهم على ذلك فالاولى الابانة عن هذا الوجه من الادلة بان يقال الاقتداء بكتابة القرآن الكريم بالمصحف في المصحف اذ جعل اوله بسم الله الرحمن الرحيم واما الامر الثاني وهو العمل بحديث كل امر ذي بال فهذا الحديث عزاه بهذا اللفظ. الذي فيه لا يجرأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم. عزاه المصنف الى ابن حبان وقال اخرجه ابن حبان من طريقين وقال ابن الصلاحي والحديث حسن وفي عزمه الى ابن حبان في هذا بهذا اللفظ نظر فانه لم يخرجه به وكذا ما عزاه الى ابن الصلاح من تحسين هذا الحديث. فان ابن الصلاحي لم يحسنه بهذا اللفظ وانما حسنه بلفظ لا يجزع فيه بحمد الله اما له بسم الله الرحمن الرحيم فلم يحسنه ابن الصلاح رحمه الله ولا اخرجه ابن حبان وانما اخرجه الرهاوي في كتاب الاربعين وقبله الخطيب في الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع من حديث ابي هريرة واسناده ضعيف ثم عاجاه المصنف الى ابي داوود وابن ماجة باللفظ الحمد لله او بالحمد ولاحمد بلفظ بذكر الله ولابي وللدار قطني بلفظ بذكر الله وكل هذه الالفاظ ظعيفة لا لا تسر. فالحديث المذكور له اربعة الفاظ. احدها لا يوجد فيه ببسم الله الرحمن الرحيم وثانيها لا يبدأ فيه الحمد لله وثالثها لا يجزأ فيه بالحمد ورابعها لا يجزأ فيه بذكر الله وكل هذه الالفاظ لا تثبت والاول اشدها ضعفا واما بقيتها فانها ضعيفة ومن اهل العلم من حسنها. والصحيح ان هذا الحديث لا يروى الا مرسلا اشار الى ذلك ابو داوود السستاني وابو عبدالرحمن النسائي والدارقطني والبيهقي في اخرين وعدل المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين عما ذكره في فتح المجيء فانه ذكر في قرة عيون الموحدين ان البداءة بالبسملة سنة ثم علله بقوله اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم في مراسلاته للملوك انتهى كلامه وهذا ابين واحسن بما يتعلق بالمنقول في السنة لاستفتاح الكتب البسملة انها وقعت تبعا لاستفتاح النبي صلى الله عليه وسلم بها مراسلاته للملوك ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان مصنف كتاب التوحيد اقتصر في بعض نسخه عن البث بلى وعلل ذلك بامرين احدهما بقوله لانها من ابلغ الثناء والذكر فالبسملة من ابلغ ما يثنى ويذكر به ربنا عز وجل. لكنها من الذكر المقيد لا المطلق. فتذكر بمواضعها المرتبة شرعا كالذبح وغيره واما الذكر المطلق فلا تكون منه فلا يشرع للانسان ان يجلس في ذكر فيقول بسم الله بسم الله بسم الله بسم الله الى ما يشاء من عدد فانها ذكر مقيد بمواطنها وليست ذكرا مطلقا. والاخر للحديث المتقدم اي حديث ابي هريرة كل امر ذي بال الى اخره وتقدم ضعفوه. ثم ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم نفسه كان يقتصر عليه بمراسلاته كما بكتابه العظيم الروم في الصحيحين وهو الذي جرى عليه كثير من المصنفين الاوائل كابي عبدالله البخاري وابي داوود السستاني وابي عيسى الترمذي وابي عبد الله ابن ماجة فان هؤلاء ليس في كتبهم الا بسم الله الرحمن الرحيم ثم باب كذا وكذا فيذكرون هنا ما يريدون من العلم دون ذكر غير البسملة ثم ذكر رحمه الله تعالى انه وقعت له نسخة بخطه اي بخط الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدأ فيها بالبسملة بالحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واله. فهي نسخة صحيحة لانها بخط المصنف وهذا خبر ممن يعرف خطه ومما اختص به كتاب تيسير العزيز الحميد وكتاب فتح مجيد وكتاب فتح حميد ان مصنفيها رأوا نسخا من كتاب التوحيد بخط المصنف فلا يكمل شرح كتاب التوحيد الا بالنظر الى هذه المواطن التي وقعت بخط المصنف ونقلها هؤلاء سليمان ابن عبد الله في تيسير عزيز حميد عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد وعثمان بن منصور في فتح الحميد فهؤلاء ينقلون من نسخ بخط كالواقع بهذا الموضع ثم قال المصنف مريدا الجمع بين الابتداء بالبسملة مع اثم الحنبلة بعدها قالوا وعلى هذا الابتداء بالبسملة الحقيقي اي مطلق لم يتقدمه شيء. وبالحمدلة نسبي اضافي. اي بالنسبة الى ما بعد الحمد يكون مبدوءا به. فبعد الحمد كلام يأتي ثانيا فيكون قبله قد بدي بالحمد فيقع بالامرين البدء بالبسملة والبدء بالحمدلة. فالبدء بالبسملة حقيقي مطلق لم يتقدمه شيء والبدء بالحمدلة نسبي مقيد بما بعدها. انها لم يتقدمها شيء سوى البسملة ثم هي امام فيما بين يدي من بعدها ما بعدها. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك كلاما البسملة قال فيه والباء في بسم الله متعلقة بمحذوب. لان الجار والمجرور لا بد له من متعلق يبين معناه اذ معناه في غيره فهذا اصل وضع حروف الجر عند علماء العرب. قال في نظم قواعد الاعراض لا بد للجار من تعلق بفعل ومعناه نحو مرتقي. ووقع الخلف في متعلق الجاد والمجرور. وقال المصنف اختار كثير من المتأخرين كونه فعلا خاصا متأخرا ومتعلق الجاد والمجرور موصوف بثلاثة اوصاف احدها انه فعل فليست منه والاخر وثانيها انه خاص فليت عاما لان التخصيص يفيد التقييد وثالثها انه متأخر لا يتقدم البسملة ثم علل رحمه الله تعالى ما ذكر في قوله اما كونه فعلا فلان الاصل في العمل الافعال اي ان المرء اذا اراد ان يعمل عملا اخبر عن عمله بفعل ولم يخبر عنه باسم ثم قال واما كونه خاصا اي لا عاما فلان كل مبتدئ بالبسملة في امر يضمر ما جعل البسملة مبدأ له ان ينطوي باطنه على ارادة شيء خاص لا عام فالشارع في الاكل انما يريد البسملة عليه. الشارع في الكتابة انما يريد البسملة عليها. والشارع في القراءة انما يريد البسملة عليها فلابد ان يكون فعلا خاصا مناسبا للمقام. فالقارئ مقصوده بسم الله اقرأ والاكل مقصوده بسم الله اكل والمصنف مقصوده بسم الله اصنفه ثم قال واما كونه فعلا متأخرا فلدلالته على الاختصاص اي اثبات الحكم له وحصره فيه وادخلوا في التعظيم اي ادل على التعظيم بان لا يقدم شيئا بين ذكر الله بل يقدم ذكر الله ويجعل غيره متأخرا. واوفق للوجود. اي انه موافق الوجود فان الله عز وجل اول لم يتقدمه شيء وافعال العباد انما وقعت بتقدير الله سبحانه وتعالى ولان اهم ما يبدأ به ذكر الله تعالى فتأخيره له اربعة وجوه احدها ان ذلك ادل على الاختصاص وتانيها انه ادخل في التعظيم وثالثها انه اوفق في الوجود. ورابعها ان اهم ما يبدأ به ذكر الله تعالى وتقدم بيان معانيها ثم نقل كلاما عن ابن القيم رحمه الله تعالى في بيان فائدة حذف العامل. فذكر ان من فوائد ذلك انه موطن لا ينبغي ان يتقدم فيه غير ذكر الله. ومنها ان الفعل اذا حذف صح الابتداء بالبسملة في كل عمل وقول وحركة فكان الحذف اعم فمن مواقع العموم الحلف. فاذا حذف المتعلق قال الفعل عاما ثم ذكر معنى الباء فقال وباء بسم الله للمصاحبة. لان حروف الجر يقال لها حروف المعاني اي تدل على معان مستكنة فيها فباء البسملة معناها للمصاحبة وقيل للاستعانة فيكون التقدير باسم الله اؤلف حال كوني مستعينا بذكره متبركا به. وهذا المعنى الذي ذكر اولا ثم اتبع بالثاني يرجع الى الاصل الكلي بمعنى الباء فان الاصل الكلية للباء هو الالصاق وهو الذي اختصر عليه في بويه في كتابه. واما المتأخرون فانه فانه انشق معانيه وكثروها مما يرجع جميعه الى المعنى الكلي وهو الانصاف ومما يندرج في معنى الانصاف المصاحبة والاستعانة وطلب البركة. فهو ملاصق الفعل حال كونه مصاحبا له يراد به الاستعانة بالله عز وجل والتبرك بذكره. ثم اجاب المصنف رحمه الله تعالى عن ايراد يذكره من يرجح غير الحد لقوله واما ظهوره اي عدم حذفه في قوله اقرأ باسم ربك الذي خلق وفي قوله بسم الله فيها وموساها اذ ذكر المتعلق والمحلف قال فلان المقام يقتضي ذلك كما لا يخفى اي ان الاصل حذفه لكن ربما وقع خلاف ذلك لما يقتضيه المقام من اظهاره. ثم ذكر رحمه الله تعالى الخلفاء باستقاق الاسم فقال والاسم مشتق من السمو وهو العلو وقيل من الوسم وهو العلامة فباشتقاق الجسم قولان احدهما انه مشتق من السمو وهو العلو والاخر انه مشتق من الوسم وهو العلامة. هكذا ذكر المصنف وفيما ذكره ثانيا نظر اذ ان القائلين بذلك وهم الكوفيون لا يردون الاشتقاق الى المصدر بل يردونه الى الفعل فيقولون من وثم فالكوفيون يرون ان اصل الاشياء الفعل والبصريون يرون ان اصل الاشياء المصدر ومذهب البصريين اصح كما يعلم من مضانه ويبسط فيما والمقصود هنا ان تعرف انك اذا رددت الاشتقاق الى البصريين فعندهم يرد الى المصدر. واذا رددته الى الكوفيين فعندهم يرد الى الفعل. فلا تخبر عنهم وقيل من الوسم وهو العلامة. وانما وقيل من وثم. اي جعل للشيء علامة يكون في اشتقاق الاسم مذهبان احدهما احدهما انه من السمو وهو العلو وهذا مذهب البصريين والاخر انه من ماشي من وثمة اي جعل للشيء علامة وهذا مذهب الكوفيين. ومذهب البصريين اصح. فالصحيح ان الاسم مشتق من السمو وهو العلو. فان جعل الف بشيء فان جعل لاسمه شيء ما يعليه ويرفعه فيبين به ويتضح وهذا اخر البيان على هذه الجملة ويتم بقية نظم سياقها بعد صلاة المغرب لله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين