السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله حمدا حمدا والشكر له ثوانيا واشهد ان لا اله الا الله. وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا. وعلى آله وصحبه ومن اتخذه اماما وجليلا اما بعد فهذا المجلس الثاني عشر بشرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد وهو كتاب فتح مجيد لشرح كتاب التوحيد العلامة عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب التميمي التميمي رحمه الله وقد انتهى من البيان الى قوله قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنهما لابد من نسختك يقرب ما معك النسخة الاخرى احد يعيرك نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ الى اليمن قال له انك تأتي قوم من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي رواية الى ان يوحدوا الله فانهم اطاعوا لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فانهم اطاعوا لذلك ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنياء فترد على فقرائهم. فانهم اطاعوك لذلك فاياك وكرائم اموالهم اتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب اخرجه. قال الشارح رحمه الله تعالى قال الحافظ كان اليمن سنة عشر قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره المصنف يعني البخاري في اواخر المغازي. وقيل كان ذلك في اخر سنة تسع عند منصرفه صلى الله عليه وسلم من تبوك رواه الواقدي باسناده الى كعب ابن مالك. واخرجه ابن سعد في الطبقات عنه. واتفقوا على انه لم يزل على لم يزل اليمني لان قدم في خلافة ابي بكر رضي الله عنه. ثم توجه الى الشام فمات بها. قال شيخ الاسلام ومن فضائل معاذ رضي الله عنه انه بعثه صلى الله عليه وسلم الى اليمن مبلغا عنه ومفقها ومعلما وحاكما قوله انك تأتي قوما من اهل الكتاب قال القرطبي يعني به اليهود والنصارى لانهم كانوا في اليمن اكثر من مشركي العرب او اغلب. وانما نبه على هذا ليتهيأ لمناظرتهم. وقال الحافظ رحمه الله هو كالتوطية للوصية ليجمع همته عليها. قوله فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. شهادة رفع على انه اسم رفع على انه اسم يكن مؤخر. واول خبرها مقدم ويجوز العكس. قول في رواية الى نوحد الله هذه الرواية ثابتة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري. واشار المصنف بذكر هذه الرواية الى التنبيه على ما معنى شهادة ان لا اله الا الله؟ فان معناها توحيد الله بالعبادة ونفي عبادة ما سواه. وفي رواية فليكن اول ما تدعوه من عبادة الله وذلك هو الكفر بالطاغوت. والايمان بالله. كما قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن من بالله فقد استمسك بالعرة الوثقى لا انفصام لها. والعروة والعروة الوثقى هي لا اله الا الله في رواية للبخاري فقال ادعوهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله قلت لابد في شهادة ان لا اله الا الله من سبعة لا تنفع قائلها الا باجتماعها. احدها العلم المنافي للجهل الثاني اليقين المنافي للشك الثالث القبول المنافي للرد الرابع للقياد المنافي للترك. الخامس الاخلاص المنافي للشرك. السادس الصدق المنافي للكذب السابع المحبة المنافية لعدمها. وفي دليل على ان التوحيد الذي هو اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه هو اول واجب ولهذا كان اول ما دعت اليه الرسل عليهم السلام. ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال نوح عليه السلام الا تعبدوا الا الله وفيه معنى لا اله الا الله مطابقة. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ولهذا خاطب الرسل اممهم مخاطبة من لا شك عنده في الله وانما دعوهم الى عبادة الله وحده لا للاقرار به قالت لهم افي الله شك فاطر السماوات والارض. فوجوده سبحانه وربوبيته وقدرته اظهر من كل شيء على الاطلاق فهو اظهر للبصائر من الشمس الابصار وابين للعقول من كل شيء تعقله وتقر بوجوده. فما ينكره الا مكابر بلسانه وقلبه وعقله وفطرته وكل تكذبه. قال تعالى الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش. وسخر الشمس والقمر يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون الى اخر الايات قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم. واتفقت عليه الامة ان اصل الاسلام وهو لم يؤمر به الخلق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فبذلك يصير الكافر مسلما والعدو وليا والمباح دمه وماله خصوم الدم والمال ثم ان كان ذلك من قلبه فقد دخل في الايمان وان قاله بلسانه دون قلبي فوضع فهو في ظاهر الاسلام دون باطن الايمان قال واما اذا لم يتكلم بها مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين باطلا وظاهرا عند سلف الامة وائمتها وجماهير العلماء انتهى قال المصنف رحمه الله تعالى وفي ان الانسان قد يكون عالما وهو لا يعرف معنى لا اله الا الله او يعرفه ولا يعمل به قلت فما اكثر هؤلاء لا كثرهم الله تعالى؟ قوله فانهم اطاعوك لذلك ان شهدوا وانقادوا لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس كصلوات فيه ان الصلاة اعظم واجب بعد الشهادتين. قال النووي رحمه الله ما معناه انه يدل على ان المطالبة بالفرائض في الدنيا لا يكون الا بعد الاسلام ولا يلزم ولا يلزم من ذلك الا يكونوا مخاطبين بها ويزاد في عذابهم بسببها في الاخرة صحيح ان الكفار مخاطبون بفروع الشريعة المأمور بها والمنهي عنه. وهذا قول الاكثرين انتهى. قوله فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من غير فترد على فقرائهم في دليل على ان الزكاة اوجب الاركان بعد الصلاة وانها تؤخذ من الاغنياء وتصرف على الفقراء وانما خص النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء لان حقهم في الزكاة اكد من حق بقية الاصناف الثمانية وفيه ان الامام هو الذي يتولى والزكاة وصرفها اما بنفسها او نائبه. فمن امتنع من ادائها اليه اخذت منه قهرا وفي الحديث دليل على انه يكفي اخراج الزكاة من في صنف واحد فما هو مذهب الامام مالك واحمد؟ وفي انه لا يجوز دفعها الى غني ولا الى كافر غير مؤلف. وان الزكاة واجبة في مال الصبي والمجنون كما هو قول جمهور لعموم الحديث قلت والفقير اذا افرد في اللفظ تناول المسكين وبالعكس كان ظائره قرره شيخ الاسلام رحمه الله قوله اياك وكرائم اموالهم بنصب كرائم على التحذير جمع كلمة قال صاحب المطالع هي جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة وجمال صورة وكثرة لحم وصوف ذكره النووي رحمه الله. قلت وهي خيار المال وانفاسه اكثره ثمنا. وفيه انه على العامل في الزكاة اخذ كرائم المال ويحرم على صاحب المال اخراج شراء المال بل يخرج الوسط فان طابت نفسه بالكريمة جاز قول واتق دعوة المظلوم ان يجعل بينك وبينها وقاية من العدل وترك الظلم. وهذان الامران من رزقه يا قياء من رزقهما من جميع شرور دنيا واخرى. وفي تنبيه على التحذير من جميع انواع الظلم. قوله فانه اي الشأن ليس بينها وبين الله حجاب. هذه جملة مفسرة لضمير الشأن. اي فإنها لا تحجب عن الله تعالى فيقبلها. وفي الحديث قبول خبر واحد العدل ووجوب العمل به. وبعث الامام العمال لجباية الزكاة وانه يعظ عماله وولاته. ويأمرهم بتقوى الله تعالى ويعلمهم وينهاهم عن الظلم ويعرفهم سوى عاقبة والتنبيه على التعليم بالتدريج قاله المصنف رحمه الله قلت ويبدأ بالأهم الاهم واعلم انه لم يذكر في الحديث الصوم والحج فاشكل ذلك على كثير من العلماء. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى اجاب بعض الناس ان بعض الرواة اختصر الحديث وليس كذلك فان هذا طعن في الرواة لان ذلك انما يقع في الحديث الواحد مثل حديث وفد عبدالقيس حيث ذكر الصيام وبعضهم لم يذكره فاما الحديثان المنفصلان فليس لهما فيهما كذلك ولكن عن هذا جوابا احدهما ان ذلك بحسب نزول الفرائض. واول ما فرض الله الشهادتين ثم الصلاة فانه امر بالصلاة في اول اوقات وحي. ولهذا لم يذكر وجوب الحج كعامة الاحاديث انما جاء في الاحاديث المتأخرة. قلت وهذا من الاحاديث المتأخرة ولم يذكر فيها. الجواب الثاني انه كان يذكر في كل مقام ما يناسبه في ذكر تارة الفرائض التي يقاتل عليها كالصلاة والزكاة ويذكر تارة والصيام لمن لم يكن عليه زكاة. ويذكر تارة الصلاة وزكاة والصوم. فاما ان يكون قبل فرض الحج واما ان يكون اخاطب بذلك لا حج عليه. واما الصلاة والزكاة فله ما شأن ليس لسائر الفرائض. ولهذا ذكر الله تعالى في كتابه القتال عليه لانهما عبادتان ظاهرتان. بخلاف الصنفين وامر باطل من جنس الوضوء والاغتسال من الجنابة ونحو ذلك مما يؤتمن عليه العبد. فان انسان يمكنه ان لا ينوي الصوم وان يأكل سرا كما يمكن ان يكتم حدثه وجنابته. وهو صلى الله عليه وسلم يذكر في الاعلام الاعمال الظاهرة التي يقاتل الناس عليها. ويصيرون مسلمين بفعلها. فلهذا علق ذلك بالصلاة والزكاة دون الصوم. وان كان واجبا كما في ايتي براءة فان براءة نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس. وكذلك لما بعث معاذا الى اليمن لم يذكر في حديثه الصوم لانه متابع وهو باطل ولا ذكر الحج لان لان وجوبه خاص ليس بعام ولا يجب في العمر الا مرة انتهى ملخص بمعناه قوله اخرج اي البخاري ومسلم واخرجه ايضا احمد وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهاز الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله رحمه الله في الصفحة الخامسة والعشرين بعد المائتين وقال الحافظ هو كالتوطئة اي التقدمة المسهلة اي التقدمة المسهلة وقوله في الصفحة السادسة والعشرين العروة الوثقى العروة اسم لما يتعلق به اسم لما يتعلق به وقوله الوثقى مؤنث الاوثق وهي الاقوى وقوله في الصفحة السابعة والعشرين بعد المائتين وقد علم بالاضطرار الاضطرار ما يعلم ضرورة ولا يمكن دفعه ما يعلم ضرورة ولا يمكن دفعه وقوله بعدها بسطرين في اخيه والمباح دمه وماله الدم المعصوم هو المحروس المحفوظ المحروس المحفوظ المحمي وقوله في الصفحة الثامنة والعشرين بعد المائتين في اخر سطر منها ولا الى كافر غير المؤلف اي المراد جمع قلبه على الاسلام وترغيبه فيه اي المراد جمع قلبه على الاسلام وترغيبه فيه ويسمى شرعا مؤلف القلب يسمى شرعا مؤلف القلب وهم المذكورون في اية الزكاة في سورة التوبة والمؤلفة قلوبهم واصح القولين عند اهل العلم بقاؤهم وان المصرف المذكور لم ينقطع بعد قوة الاسلام وان المصرف المنقطع او ان المصرف المذكور لم ينقطع بعد قوة الاسلام فاذا وجدت مصلحة في تأليف احد فاذا وجدت مصلحة في تأليف احد من الكفار عومل بهذا الاصل قوله بالصفحة التاسعة والعشرين بعد المائتين بالصبر قبل الاخير اخراج شرار المال هو رديئه وسيئه هو رديئه وسيئه وقوله بل يخرج الوسخ بتحريك السين العدل الخيار بتحريك السين مفتوحة العدل الخيار قوله في الصفحة الثلاثين بعد المائتين وبعث الامام العمال وبعث الامام العمال العمال هم نواب ولي الامر هم نواب ولي الامر بالامارة هم نواب ولي الامر في الامارة فنيابة ولي الامر تتنوع وين دلل فيها انواع عدة كالامراء والقضاة وائمة الصلاة وغيرهم ويختص اسم العمال لمن يلي امرة نيابة عن ولي الامر وقوله لجباية الزكاة اي جمعها وتحصيلها اي جمعها وتحصيلها واما الجهاز الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين معاني ما ذكره جده الشيخ محمد بن عبدالوهاب في هذا الباب من ثاني الادلة فيه وهو حديث عبدالله ابن عباس في بعث معاذ الى اليمن وابتدأه بالنقل عن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فيما يتعلق بخبر معاذ واهمل في هذا الموضع تقديم ما يتعلق بتخريجه وجعله مؤخرا وهو مخالف ما تقدم من جادته من تقديم بيان مخرج الحديث ثم ذكري راويه وكلا الامرين سائغ الا ان الاكمل هو جعل ذلك في صدر الكلام لان من قواعد ادراك المعاني الشرعية ان الحكم فرع عن التصحيح ان الحكم فرع عن التصحيح وهذا اصل اغلبي وهذا اصل اغلبي وفيه تفصيل ليس هذا محل بيانه لكن المقصود ان تعلم ان الاكمل الاعلام برتبة الخبر المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بيان معانيه وهذا هو الذي جرى عليه المصنف في مواضع تقدمت. وهنا اخر البيان المتعلق بذكر رتبته كما سيأتي اخرا فكان اول بيانه هو ما نقله عن الحافظ وهو ابن حجر جريا على اصطلاحه تبعا لمصنف الاصل صاحب تيسير العزيز الحميد ان الحافظ قال كان بعث معاذ الى اليمن سنة عشر قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره المصنف يعني البخاري في اواخر المغازي وقيل كان ذلك في اخر سنة تسع عند منصرفه صلى الله عليه وسلم من تبوك. رواه الواقدي باسناده الى كعب بن مالك. واخرجه ابن بعدين في الطبقات عنه. وهذه الجملة متظمنة ذكرى الخلاف في توقيت بعث معاذ على قولين احدهما ان ان بعثه كان عشر قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وبوب عليه البخاري في صحيحه والآخر ان بعثه كان في آخر سنة تسع ان بعثه كان في اخر سنة تسع عند منصرفه صلى الله عليه وسلم من تبوك جاء هذا عن كعب ابن مالك رواه الواقدي باسناده عنه وعن الواقدي رواه تلميذه محمد بن سعد المدني صاحب الطبقات والواقدي رحمه الله تعالى كان رأسا بالمغازي الا انه ضعيف الحديث ومن المحدثين من جرحه جرحا شديدا فعده متروكا الحديث وخبره يقبل ان كان مستفيضا مشتهرا عند اصحاب السير ولم يأت ما يخالفه اما ان وقعت المخالفة من وجه قوي فالعمدة على خبر غيره فالاشبه صحة القول الاول ثم ذكر ابن حجر اتفاق اهل العلم ان معاذا لم يزل على اليمن الى ان قدم في خلافة ابي بكر رضي الله عنه ثم توجه الى الشام فمات بها رضي الله عنه كم ثماني عشرة في طاعون عم واس كما تقدم في شرح حديثه في اول كتاب التوحيد ثم ذكر رحمه الله تعالى عن ابي العباس ابن تيمية قوله ومن فضائل معاذ رضي الله عنه انه بعثه صلى الله عليه وسلم الى اليمن مبلغا عنه ومفقها ومعلما وحاكما فجمع له النبي صلى الله عليه وسلم اطرافا من الكمال فلم تستقل بعثته بلون واحد فقط فلم يكن مبلغا فقط ولا كان مفقها معلما فقط ولا كان حاكما فقط بل جمع له صلى الله عليه وسلم هذه الاطراف الثلاثة فكان مبلغا عنه الدين رسولا الى اهل اليمن وكان مفقها معلما لهم مرشدا الى احكام الشرع وكان حاكما فيهم قاضيا بينهم واجتماع هذه الخصال له دال على جلالة رتبته عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى سيره نائبا عنه هذه الامور كلها ثم قال المصنف قوله انك تأتي قوما من اهل الكتاب قال القرطبي يعني به اليهود والنصارى لانهم كانوا في اليمن اكثر من مشركي العرب او اغلب وهم ايضا الذين كانت لهم الولاية والسطوة فكان الملك فيهم في تلك الجهة وكان من في تلك الجهة من مشركي العرب تابعينا لهم واصل رياستهم في النصارى واصل رئاستهم النصارى واليهود يتلونهم في الرتبة ثم بعدهم من كان في اليمن من مشركي العرب وبقيت اليمن مدة طويلة جامعة لليهود والنصارى بين اطرافها. الى وقت قريب ثوب محل فيه وجود النصارى فلم يعد لهم ذكر في البلاد اليمنية من اهلها واما يهودها فلا يزالون اذا اليوم وكان امتدادهم الى اطراف هذه البلاد. في اوائل عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى ثم بعد ذلك لم يبقى في هذه البلاد احد من اليهود الذين كانوا في اطرافها في مواقع من مجرانا وجيزان وغيرهما بل خرجوا منها وطهر الله عز وجل هذه البلاد منهم ثم قال المصنف ثم قال القرطبي فيما نقله المصنف وانما نبه على هذا يتهيأ لمناظرتهم اي انما اخبره بانه يأتي قوما من اهل الكتاب ليتهيأ لمناظرتهم فيرتب في نفسه ما يكون بينه وبينهم من انواع المجادلة بالتي هي احسن لئلا يهجم عليه ذلك الوارد مفاجأة فيضعف عن دفعه ومراغمته. فالمرء اذا اخبر عما يستقبله من قال او حال تهيأت نفسه لمعاملته فان فوجئ بذلك ضعفت نفسه للمباغتة التي اكتنفته ثم ذكر عن الحافظ ابن حجر ما يصدق هذا المعنى فقال وقال الحافظ هو الوصية يجمع همته عليها. اي ليعلم قدر التنويه بقدومه على قوم من اهل الكتاب وان النبي صلى الله عليه وسلم يخبره خبرا تسهل معه مناظرتهم وثلجهم وابطال مقالاتهم ثم قال قوله فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. وذكر وجهين مم في تعيين في تعيين اسم يكن وخبرها. فالقول الاول ان اسم يكن هو شهادة مؤخرا وخبرها اول مقدما والاخر ان اسم يكن اول وخبرها شهادة دون تقديم ولا تأخير واظهر الوجهين الاول واظهر الوجهين الاول بان يكون اسم يكن كلمة شهادة وخبر وخبرها اول فتكون الجملة فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. مع التقديم خير وموجب الاظهرية ايش ما هو موجب الاظهرية ايش ها معاذ ايش نعم اه اه ووجه الاظهرية تقديم الشهادة لجلالتها وعظم قدرها تقديم الشهادة لعظمها وجلالة قدرها ثم قال المصنف قوله وفي رواية الى ان يوحد الله هذه الرواية ثابتة في كتاب التوحيد من صحيح البخاري فهي رواية عند البخاري وحده ومن قواعد المعرفة الحديثية ان التمييز الكائن بقولهم وفي رواية من رد الفرع لا اصله من رد الفرع الى اصله فتكون تلك الرواية فرعا عن الحديث المدفوع فتكون تلك الرواية فرعا عن ذلك الحديث المذكور لا اصلا اخر مستقلا لا اصلا اخر مستقلا واقعا واقع حديثا اخر واقع حديثا اخر فتستعمل بين لفظ من حديث مذكور ولا تستعمل بين حديثين مستقلين ولا تستعمل بين حديثين مستقلين فاذا قال قائل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما الاعمال بالنيات الحديث متفق عليه وفي رواية من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فانه مخالف جادة الصواب. لان الرواية المذكورة هي حديث اخر مستقل ولو قال عن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اما الاعمال بالنيات متفق فانما الاعمال بالنية متفق عليه وفي رواية للبخاري بالنيات كان فعله طوابا اشار الى هذه الدقيقة العلامة سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب في موضع من تيسير العزيز الحميد فيكون قوله هنا وفي رواية الى ان يوحدوا الله اي في رواية من حديث ابن عباس المذكور وهذه الرواية عند البخاري في كتاب التوحيد من صحيحه واشار المصنف رحمه الله تعالى الى تعيين موضعها من كتاب البخاري لان مواقع الفاظ البخاري منه تغمض حتى على العلماء لان مواقع الفاظ البخاري منه تغمض حتى على العلماء. البخاري رحمه الله تعالى يذكر الحديث في صحيحه بروايات متعددة في مواقع شتى فربما يسبق الى ذهن احد انه في الباب الفلاني لمناسبة ذلك الحديث للباب فاذا كشف عنه في ذلك الباب من البخاري لم يجده ويكون موجودا في موضع اخر من البخاري لا يظن الظان ان البخاري ذكره فيه وصارت الكواشف الحاسوبية اليوم معينة على تذليل هذا الامر. واما في ما سب فكان شاقا جدا لا يميزه الا من عظم الفه للبخاري وكثرت قراءته له. فانه يكاد يستحضر بكثرة قراءة الصحيح الفاظ البخاري في مواضعها ومما ينبه اليه ان من افات كثير من المختصرات الحديثية للاصول الكبرى اهمال الروايات المؤثرة في الفاظ الحديث عند ذلك المصنف فيعمد هؤلاء الى الاقتصار على رواية واحدة ويتركون الالفاظ الزائدة فيأتي من يحفظ هذه المختصرات ثم لا يحيط من لفظ حديث ما عند البخاري او غيره الا بالمثبت في ذلك المختصر. حتى اذا ذكرت له لفظة نسبت الى البخاري او غيره زعم انها لا توجد فيه اغترارا باللفظ الذي حفظه معزوا الى البخاري. فمن اراد ان يحفظ البخاري مختصرا فلا مناص له من ضم اطراف الروايات الزائدة بمعانيها الى اللفظ الذي اختير في ذلك المختصر فمثلا لو قدر ان احدا رغم ان ان يحفظ مختصرا الزبيدي للبخاري فانه اذا جاء الى اول حديث منه وهو حديث انما الاعمال بالنيات حسن به ان ينظر الى الفاظه في الاصل ثم يثبت الزائدة من الالفاظ النافعة في المعاني فروايتي هذا الحديث في كتاب الحيل عند البخاري فان اولها يا ايها الناس انما الاعمال بالنية وهذه الزيادة يا ايها الناس لم تذكر الا في هذا الموضع من صحيح البخاري. وهي رواية مؤثرة في المعنى لشدة العجب من ان شدة العجب من ان النبي صلى الله عليه وسلم حدث به في محفل عام خاطب فيه الناس جميعا ثم لم يؤثر هذا الحديث من رواية ثقاب الا عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ليعلم ان الاجتباء كما يكون في الارزاق يكون في العلو. فان الله يوفق من شاء من خلقه الى ان يحفظ ويفهم ما لا يتيسر لغيره كالذي اتفق لعمر ابن الخطاب رحمه الله تعالى ورضي عنه فانفرد رواية هذا الحديث ثم قال المصنف رحمه الله تعالى واشار المصنف يعني امام الدعوة بذكر هذه الرواية الى التنبيه على معنى شهادة ان لا اله الا الله. فان معناها توحيد الله بالعبادة ونفي عبادة ما سواه فهي متظمنة النفي والاثبات نفي جميع الالهة دون الله واثبات الالهية والعبادة لله وحده وهذا المعنى صدق بالرواية الواقعة عند البخاري الى ان يوحد الله فصارت شهادة ان لا اله الا الله هي كلمة توحيد الله ودلالة شهادة ان لا اله الا الله على التوحيد هي دلالة مطابقة. ودلالة المطابقة كما تقدم هي دلالة القول على جميع معناه قال الاخظري دلالة اللفظ على مطابقة دلالة اللفظ على ما وافقه يدعونها دلالة مطابقة. ثم قال وفي رواية فليكن اول ما اتدعوهم اليه عبادة الله؟ وهي شاهدة لما تقدم تقاريره من ان حقيقة الشهادة لله سبحانه وتعالى بالتوحيد هي الشهادة له بالعبادة فلا معبود حق سوى اهو ثم قال وذلك هو الكفر بالطاغوت والايمان بالله. اي ذلك المذكور من الشهادة ان لا اله الا الله وما جاء في رواية البخاري الى ان يوحد الله. وفي الرواية الاخرى اول ما تدعوهم اليه عبادة الله تتضمن الكفر بالطاغوت والايمان بالله فدلالة لا اله الا الله على الكفر بالطاغوت وابطال الشرك هي دلالة تضمن فان هذا المعنى بعض معناها التام. وذكر المصنف رحمه الله تعالى شاهده في كتاب الله تعالى وقال كما فقال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فالكفر بالطاغوت ابطال عبادة غير الله عز وجل والايمان بالله افراد الله عز وجل وحده بالعبادة. قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فقوله اي اعبدوا الله تفسير قوله ويؤمن بالله وقوله واجتنبوا الطاغوت تفسير قوله فمن يكفر بالطاغوت فالكفر بالطاغوت هو وجه جنابه وتقدم ان الاجتناب هو المباعدة مع الكف عن المواقعة المباعدة مع الكف عن المواقعة فهو زجر عن المنهي وعن الذرائع المفضية اليه ثم قال المصنف وفي رواية للبخاري فقال ادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله فصرح بدعوتهم الى اثبات الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي ملازمة للشهادة لله عز وجل بالتوحيد. فان العبد لا تصح من شهادته لله بالتوحيد الا بشهادته للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة. لتوقف معرفتنا توحيدا على خبره صلى الله عليه وسلم لتوقف معرفتنا التوحيد على خبره صلى الله عليه وسلم فالموحد الكامل هو مقر بالشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بانه رسول الله فالشهادتان متلازمتان لا انفكاك بينهما ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قلت وهي علامة على ما زاده على تيسير العزيز الحميد لابد في شهادة ان لا اله الا الله من سبعة شروط لا تنفع قائلها الا باجتماعها اي ان هذه الكلمة وما بلغته من عظم قدرها وجلالة رتبتها لا تكون نافعة قائدها الا اذا اجتمع في الاتيان بها سبعة شروط وهذه الشروط مستفادة من استقراء دلائل الشرع. واستقراء الدلائل وتصفحها هو واستخراج الدلالة الكلية منها على امر ما من طرائق اثبات العلم وهو الذي لهج به لها قنة العلم وجههابذته في ابواب شتى من الدين. لم يأتي في خبر انتظام ما تعلق بها من شروط او اركان او واجبات واستفيد ذلك من تتبع بادلة الشرع واستخراج ما تعلق منها بالمقام الذي اناطوه به من ركن او شرط او واجب ومن جملة المندرج في ذلك المذكور هنا في شروط لا اله الا الله فانها لم تأتي منتظمة في دليل واحد وخبر جامع ان لا اله الا الله لها سبعة شروط لكن علم بتتبع خطاب الشرع ان هذه الامور شروط للا اله الا الله. فمثلا تقدم في حديث عثمان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله وابتغى بذلك وجه الله فقوله صلى الله عليه وسلم وابتغى وجه الله تقييد لاطلاق قول لا اله الا الله. فهي لا تنفع الا بهذا القيد الذي هو شرط لها. فاستفيد من حديث عتبان ان من شروط لا اله الا الله الاخلاص وهذه الشروط السبعة مجموعة من ادلة مختلفة وتقدم بسط القول فيها في مواقع مختلفة من البيان منها بشرح رسالة مفتاح الاسلام او مفتاح دار السلام العلامة حافظ الحكمي وهو احد الكتب التي تقدم يقرأها في احدى سنوات برنامج الدرس الواحد فانها كانت متعلقة بلا اله الا الله وذكر فيها شروطها. ثم اعيد البيان مرة اخرى بما يناسب المقام بشرح اعلام السنة المنشورة العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى. فتفصيل القول فيها زيادة على ما هنا. يرجع فيه الى المقامين المذكورين ونظيرهما ثم ان استفادة هذه الشروط السبعة المجموعة من دلائل الوحي لا تمنعوا الزيادة عليها لكن ببرهان بين لا بدعوى عاطلة. فاذا وجد احد شيئا من الشروط المذكورة فيه دليل ثم اورده زائدا على هذه السبعة ساغ ان صح الدليل على ما ذكر. فان الساعين في الزيادة على هذه الشروط السبعة انتهى مقالهم الى احد امرين انتهى مقالهم الى احد امرين اولهما ان يذكروا شيئا ان يذكروا شيئا يرجع الى احد هذه الشروط ان يذكروا شيئا ليرجعوا الى احد هذه الشروط او يكون نتيجة له او يكون نتيجة لها كزيادة الكفر بما يعبد دون الله كزيادة الكفر بما يعبد دون الله فان هذا الشرط الثامن الذي زيد اما راجع الى الاخلاص او هو نتيجة للشروط السبعة مجتمعة اما راجع الى الاخلاص او هو نتيجة للشروط السبعة المجتمعة والاخر ان يذكر زيادة عليها ما لا يكون شرطا ان يذكر زيادة عليها ما لا يكون شرطا. بل هو من حقيقة التوحيد بل هو من حقيقة التوحيد كزيادة التوكل كزيادة التوكل لقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فان التوكل ليس شرطا بلا اله الا الله بل هو من معنى لا اله الا الله بل هو من جملة معنى لا اله الا الله فليست التوكل خارجا عن حقيقتها فليس التوكل خارجا عن حقيقتها والشرط يكون خارجا عن ماهية ما جعل له والشرط يكون خارجا عن ماهية ما جعل له. كرفع الحدث للصلاة كرفع الحدث للصلاة فان رفع الحدث امر خارجي مباين لحقيقة الصلاة الشرعية فان رفع الحدث امر خارجي مباين لحقيقة الصلاة الشرعية وهي اقوال وافعال الن معلومة تبتدأ بالتكبير وتختتم بالتسليم فيصلح ان يكون شرطا ولا يكون من جملة ماهيتها بخلاف التوكل. فانه ليس خارجا عن ماهية التوحيد حتى يكون شرطا له. بل هو من جملة التوحيد وخلاصة المقال فيما سلف ان المضغوط قطعا بيقين هو عد هذه السبعة شروطا للا اله الا الله واجمل ذكرها نظما شيخ شيوخنا سعد بن حمد ابن عتيقة فقال علم يقين واخلاص وصدقك معه علم يقين واخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها. محبة وانقياد والقبول لها وزيد ثامنها وزيد ثامنها الكفران منك بما وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الاله من الاوثان قد اولها والاله من الاوثان قد اوليها انشدنيه انشدنيهما عنه تلميذاه محمد ابن احمد ابن سعيد وعبدالله ابن فالح رحمهما الله تعالى وتفصيل هذه الشروط المذكورة في البيتين هو الوارد في قول المصنف احدها العلم المنافي للجهل فتكون شهادته ان لا اله الا الله عن علم لا عن جهل والمراد بالعلم ادراك ما جاء في الشرع عنها ادراك ما جاء في الشرع عنها من بيان معناها من بيان معناها فلا يراد ادراك كل شيء جاء في الشرع عنها. فلا يراد ادراك كل شيء جاء في الشرع عنها وبلوغ تلك المرتبة مقام عظيم لكن الذي يتعلق بالشرط هو ادراك معناها بما فيه من النفي والاثبات بما فيه من النفي والاثبات. والمراد بالادراك هنا هو اصول النفس اليها اصول النفس اليها وحصوله عليها هو وصول النفس اليها وحصوله عليها. وهذا يرجع الى معنى الادراك لغة. فهذا يرجع الى معنى الادراك لغة انه بلوغ الغاية. انه بلوغ الغاية في الشيء ومنه قولهم ادرك الغلام اذا احتلم وادركت الثمرة اذا نضجت وليس المراد معنى الادراك الذي يذكره علماء العقليات وليس المراد معنى الادراك الذي يذكره علماء العقليات ثم قال المصنف الثاني اليقين المنافي للشك واصل اليقين هو طمأنينة القلب والنفس واستقرار الامر فيهما طمأنينة القلب والنفس واستقرار الامر فيهما فاليقين اصله في لسان العرب ما سكن واطمئن ما سكن واطمئن ومنه قولهم يقن الماء اذا استقر ويقن الرجل اذا مات قال تعالى واعبدوا ربك حتى يأتيك اليقين لان الميت اذا خرجت روحه منه استقر جسده فلم تكن فيه حركة وهذا الاستقرار الذي ينجمع عليه القلب وتطمئن به النفس ينافي الشك لان حقيقة الشك ترجع الى التداخل. لان حقيقة الشك ترجع الى فقل الموجب للاضطراب الموجب للاضطراب. فان الشاك يقع له وتردد فان الشاك يقع له تردد يضعف معه اليقين يضعف معه اليقين. فاذا استحكم ذلك التردد وصار قلقا واضطربت النفس مع ارتفع الى رتبة الريب ارتفع الى رتبة الريب التي تنافي ما يجب من يقين التي تنافي ما يجب من اليقين. قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ثم قال المصنف الثالث القبول المنافي للرد من اللطائف لكن هذه ما تكتب عاد اسمعوها في الشرط السابق الذي هو اليقين المنافي للشك اذكر مرة قديما اني رأيت محلا للخياطة اسمه الخياطة النسائية اسمه خياط التوحيد. واول مراتبه الشك لان يكتبون شك تطريز الى اخرها ثم قال المصنف القبول الثالث القبول المنافي للرد والمراد بالقبول الاذعان والمراد بالقبول الاذعان فيكون العبد مذعنا قاضعا لما تضمنته لا اله الا الله من افراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه وذلك ينافي ردها. فان راد لا اله الا الله لا يكون مذعنا خاضعا بل هو مخالف مغالب. ثم ذكر الشرط الرابع فقال الرابع الانقياد المنافي للترك والمراد بالانقياد الامتثال. والمراد بالانقياد الامتثال فهو يمتثل ما تقتضيه لا اله الا الله مباعدا بذلك ما ينافي انقياده من الترك فيظهر عمله وتصديقه بلا اله الا الله. ثم ذكر الشرط الخامس فقال الخامس الاخلاص المنافي للشرك بان يكون المراد في قلبه واحدا فحقيقة الاخلاص في لا اله الا الله توحيد المراد. فحقيقة الاخلاص بلا اله الا الله توحيد المراد. ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى وهذا الاخلاص مناف للشرك لان المشرك لا يوحد مراده بل يكون في قلبه ارادة الله وارادة غيره. ثم ذكر الشرط السادس وهو الصدق قل منافي للكذب وحقيقة الصدق فيها توحيد الارادة. وحقيقة الصدق فيها توحيد الارادة في ان يجمع قلبه عليها. بان يجمع قلبه عليها امتثالا مم وتصديقا بان يجمع قلبه عليها امتثالا وتصديقا وهذا الجمع مباين حال اهل الكذب من المنافقين. مباين حال اهل للكذب من المنافقين الذين يزعمون ارادتهم الله عز وجل وهم كاذبون في ذلك فارادتهم مشوشة مضطربة مقسومة وبما ذكرناه عن ابن القيم رحمه الله تعالى يتحرر لك الفرق بين الاخلاص والصدق فالاخلاص توحيد المراد والصدق توحيد الارادة. فالاخلاص توحيد المراد والصدق توحيد الارادة. فالقاصد اليهما يتوجه الى مراد واحد في اخلاصه يتوجه الى مراد واحد في اخلاصه واذا توجه الى ذلك المراد جمع عليه ارادته. فلم يكن في ارادته فجاعة لداع اخر يجيبه فيضعف سيره الى ذلك المراد ثم قال السابع المحبة المنافية لعدمها وهو البغض فمن شروط لا اله الا الله ان يحب العبد لا اله الا الله مبغضا من ابغضها وامتثال المحبة يخرج البغض من القلب. وحقيقة المحبة كمال تعلق القلب واقباله كمال تعلق القلب واقباله فيتعلق القلب تعلقا كاملا ويقبل على الله سبحانه وتعالى. وتنجذب الروح اليه دائرة مع تصديق خبره وامتثال طلبه والخبر عن المحبة خبر تنحصر عن الوفاء به السنة الفصحاء. لانها ذوق ووجد قلبي يدرك زيادة ونقصانا بما يكون بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى من معاملة ومن احسن الناس بيانا عنها ابو العباس ابن تيمية الحفيد وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم وابو الفرج ابن رجب رحمهم الله تعالى. ولولا هؤلاء الثلاثة بعد فضل الله لخفيت كثير من معالم ابواب الرقائق والزهد والسلوك عن اهل السنة والجماعة لما شابه من شوائب الاحداث بعد انخراف انخرام زمن السلف الصالح. فان الاحداث في الابواب المذكورة عظم بعدهم بما ظهر في دعاوى اهل التصوف والمعرفة. فخلص الله عز وجل ما ينبغي في هذا الباب مما كان عليه السلف بما كتبه هؤلاء العلماء. وهذه الابواب المذكورة ابواب عظيمة. لا يحسن بطالب العلم ان يكون خلوا منها فان خلوه منها خلو مما يلزمه وينفعه من العلم فيجب ان يكون له حظ من تعلمها فليست هي مما يقرأ بالمطالعة فقط بل يؤخذ عن اهل علم فان تفاصيل تلك الابواب وما ينتظم فيها من المسائل يجب ان تكون محررة تحريرا علميا موارد القول المهيئة للعمل فيها وكان اهل قطرنا يعظمون هذا الامر. فمن كتب الدرس عندهم كتاب الزهد. للامام احمد وكتاب الجواب الكافي لابن القيم وكتاب اغاثة الله فان القيم فكانت هذه الثلاثة لا تكاد تنفك عن القراءة والتعليم في مجالس الدرس فيما سلف. بل كان الجواب الكافي كتابا من الكتب التي يؤمر ائمة المساجد بقرائتها على المأمومين فكم قرئ مرة بعد مرة فيما سلف من زمان لعظيم الحاجة له بما فيه من بيان شؤم المعاصي اولا ثم ذكر حقيقة التوحيد وهاديك الشرك وما ينبغي ان يكون عليه قلب من محبة الله سبحانه وتعالى والبراءة من كل ما يخالف تلك المحبة فلما ضعف العلم باخرة وانحلت كثير من عراه توهم من لا معرفة له بالعلم ان هذه الكتب اما كتب تؤخذ بالمطالعة والقراءة واما كتب تكون لعامة الناس والدهماء لاحتياجهم اليها. ويذهل ان الحاجة الى اصلاح القلب وترقيقه وتهذيب النفس اكد وابلغ فيمن تعاطى طلب العلوم الشرعية لانه لا تتم له معرفته بالله عز وجل الا معرفة هذا الباب والاحاطة به. فان خلا علمه منها ال به الى قسوة القلب قال ابو الفرج ابن الجوزي تأملت العلم والميل اليه والتشاغل به فاذا هو يقوي القلب قوة تميل به الى نوع قساوة لان انتهى كلامه لان العلوم التي هي المسائل اذا تعاطاها طالب العلم ولم يكن في قلبه حظ من معرفة الله ومعاملته بالحب والخوف والرجاء سرى الى قلبه ارادة الدنيا هذه المسائل فصار همه منها اصابة شهادة او منصب او رئاسة او جاه او مال او تقدم دمي على غيره من اقرانه فلا يدفع هذه العلل عن نفسه الا تصحيح الطلب بان يصيب حظا وافرا منه هذه المعارف المذكورة. فاياكم يا طلاب العلم واهمال هذه الابواب. واحرصوا على المقيدات السلفية فيها فالزهد للامام احمد ابن حنبل والزهد لابي داوود السيستاني والزهد لابي بكر والبيهقي والزهد ابن ابي عاصم والزهد لاسد ابن موسى والزهد لوكيع بن الجراح والزهد لهناد ابن السري الله تعالى ثم ما كتبه الثلاثة المذكورون انفا ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم حفيده بالتلمذة ابن رجب رحمهم الله تعالى والمذكور من هذه الشروط علق نفع لا اله الا الله بوجوده كما قال المصنف من سبعة شروط اتنفع قائلها الا باجتماعها؟ ثم قال رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين معربا عن هذا المعنى وقد تقدم ان لا اله الا الله قد قيدت في الكتاب والسنة بقيود انتقال منها العلم واليقين والاخلاص والصدق والمحبة والقبول والانقياد والكفر بما يعبد من دون الله. فان اجتمعت هذه القيود لمن قالها نفعته هذه الكلمة وان لم تجتمع هذه لم تنفعه والناس متفاوتون في العلم بها والعمل فمنهم من ينفعه قولها ومنهم من لا ينفعه كما لا يخفى انتهى كلامه ثم قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه دليل على ان التوحيد الذي هو اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له. وترك عبادة ما سواه هو اول واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث فليكن اول ما تدعوهم اليه هو شهادة ان لا اله الا الله وهذه الاولية مختلفة بالنسبة الى اختلاف انواع الخلق فان اولية وجوب التوحيد نوعان. فان اولية وجود وجوب التوحيد نوعان. اولها اول احدهما اولية باعتبار وجوده فيهم احدهما اولية باعتبار وجوده فيهم وهو المحكوم بإسلامه مع صغره. وهو المحكوم باسلامه مع صغره والاخر اولية والاخر اولية باعتبار طلبه منهم اولية باعتبار طلبه منهم وهي المتعلقة بالكافر وهي المتعلقة بالكافر هذا معنى الاولية. وهو الذي اشار الى ما تقتضيه هذا النظر ابو العباس ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل. فانه ذكر ان اولية ما يجب باختلاف الخلق. فمن كان كافرا فانه يطالب التوحيد ليدخل في اسلام ومن كان مسلما حال صغره بنشأته بين ابويه فانه عند بلوغه يطالب بما يجب عليه من الوضوء والصلاة. وهذا التقرير الذي ذكره ابو العباس ابن تيمية لا يرجع على كلامه هو وكلام غيره من ان اول واجب هو التوحيد. او ان واول واجب هو الشهادتان لان هذه الاولية متحققة اما باعتبار وجوده فيهم او باعتبار طلبه منهم. فمن كان ولدا لابوين مسلمين نشأ في بلاد الاسلام فان اول واجب وجد معه هو توحيد الله سبحانه وتعالى. فلا يحتاج عند بلوغه ان اجدد اسلاما بالنطق بالشهادتين. لان امتثال ما تقتضيه الشهادتان موجود معه. فالاولية متحققة فيه ملازمة له. واما من كان كافرا فان اول ما يجب عليه هو الشهادتان. واندفع بهذا الاشكال الذي وقع في كلام بعض المعاصرين توهما ان اولية الواجب مختلفة باختلاف الخلق بمعنى ولده لكن بالمعنى الذي قرره اهل العلم من من ان اول واجب هو التوحيد ومنهم ابو العباسي ابن تيمية نفسه فان تكون مختلفة على ما ذكرنا. اما ان تكون اولية وجوده فيهم وهي في حق الصغير الناشئ. فاذا بلغ طلب بالوضوء الصلاة او اولية المطالبة بامتثاله والاتيان به وهي في حق الكافر الذي لم يسلم وذكر المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين تعليل هذه الاولية اي بيان موجب بالتوحيد اول واجب فقال لانه اساس الملة واصل دين الاسلام لانه اساس الملة واصل دين الاسلام. ثم قال رحمه الله تعالى في قرة عيون موحدين واما قول المتكلمين ومن تبعهم ان اول واجب معرفة الله بالنظر والاستدلال فذلك امر فطري قدر الله الله عليه عباده ولهذا كان مفتتح دعوة الرسل اممهم الى توحيد العبادة ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وقوله الا تعبدوا الا الله. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى قال العماد ابن كثير وهذا يحتمل شيئين احدهما افي وجوده شك؟ فان الفطر شاهدة بوجوده ومجبولة على الاقرار به. فان الاعتراف به ضروري في الفطر السليمة. والمعنى الثاني اي في افي الهيته وتفرده بوجوب العبادة له شك. وهو الخالق لجميع الموجودات فلا يستحق العبادة الا هو وحده. لا شريك له فان غالب الامم كانت مقرة بالصانع ولكن تعبد معه غيره من الوسائط التي يظنونها تنفعهم او تقربهم من الله زلفى. انتهى. ثم قال المصنف في قرة عيون الموحدين قلت وهذا الاحتمال الثاني يتضمن الاول اي كون الشك متعلقا بالالوهية لان الربوبية فرع عنها باعتبارها باعتبار كونها مرقاة اليها فان الربوبية تفضي الى الالوهية وما وقع من شك في الالوهية يلازمه شك في الربوبية. اذ لو كان ايمانهم بالربوبية كاملا خالصا من كل لشك لحملهم ذلك على افراد الله سبحانه وتعالى بالالوهية. انتهى من كتاب قرة عيون الموحدين في الصفحة الرابعة والستين بعد المئة. ثم قال المصنف في فتح المجيد ولهذا كان اول ما دعت اليه الرسل عليهم والسلام ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال نوح عليه السلام الا تعبدوا الا الله. وفيه معنى لا اله الا الا الله مطابقة اي في التوحيد ان لا اله الا الله تقع مطابقة لمعناه لما تقدم من ان التوحيد الله بالعبادة وابطالها عما سواه. وهذه حقيقة لا اله الا الله. وهو المذكور في حديث ثم قال المصنف قال العلامة ابن القيم رحمه الله ولهذا خاطب الرسل الرسل اممهم مخاطبة من لا شك عندهم في الله وانما دعوهم الى عباده الله وحده لا الى الاقرار به. فقالت لهم افي الله شك فاطع السماوات والارض؟ فوجوده كان هو ربوبيته وقدرته اظهر من كل شيء على الاطلاق فهو اظهر للبصائر من الشمس للابصار وابين للعقول من كل ما تعقله وتقر فما ينكره الا مكابر بلسانه. وقلبه وعقله وفطرته وكلها تكذبه الا مكابر بلسانه وقلبه وعقله وفطرته وكلها تكذبه. قال تعالى الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لاجل مسمى يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون الى اخر الايات. ثم قال قال شيخ الاسلام فقد علم بالاضطرار من الرسول صلى الله عليه وسلم اي علم علما متيقنا لا يمكن دفعه مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الامة ان اصل الاسلام اول ما به الخلق شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فبذلك يصير الكافر مسلما والعدو وليا والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال ثم ان كان ذلك من قلبه فقد دخل في الايمان وان وان قاله بدون لسانه دون قلبه فهو في ظاهر الاسلام دون باطن الايمان وهي حال المنافقين. ثم قال واما اذا لم يتكلم بها مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين باطلا وظاهرا عند سلف الامة وائمتها وجماهير انتهى لماذا لم لماذا من لم يتكلم بالشهادتين مع القدرة؟ فهو كافر احسنت لان الشهادة تتضمن كما تقدم اعلامه غيره بها ومن جملة ذلك تكلمه بها وهو هو احد الاصول الاربعة التي ذكرها ابن القيم في مدارج السالكين للشهادة وسبق ذكرها فاذا لم يتكلم بها مع القدرة عليها فهو كاذب في دعواه كافر باتفاق المسلمين باطنا وظاهرا عند سلف الامة وائمتها وجماهير العلماء وقول ابي العباس ابن تيمية فبذلك يصير الكافر مسلما والعدو وليا والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال اي حال نطقه بها. فمن نطق بها ثبتت له عصمة. فان جاء اه تقتضيه لا اله الا الله بقيت هذه العصمة وان جاء بما يخالف لا اله الا الله لا اله الا الله انتفت هذه العصمة فالعصمة الناشئة من لا اله الا الله نوعان. فالعصمة الناشئة من لا اله الا الله نوعان احدهما عصمة الحال احدهما عصمة الحال لمن قالها عصمة لمن قالها فمن نطق بها ثبتت حرمة دمه وماله. من نطق بها ثبتت حرمة دمه وماله والاخر عصمة المآل. والاخر عصمة المآل. وهي تثبت لمن التزم ما تقتضيه لا اله الا الله. وهي تثبت لمن التزم ما تقتضيه لا اذا اله الا الله فلا تبقى العصمة الاولى الا بالتزام ما تقتضيه الشهادة فلا ستبقى العصمة الاولى الا بما تقتضيه الشهادة. فان لم يأتي بمقتضى ارتفعت العصمة الاولى. فان لم يأتي بمقتضاها ارتفعت العصمة الاولى فمثلا من قال لا اله الا الله بين اظهرنا من الكافرين. فانه بقوله بهذه الكلمة تثبت له حرمة ماله ودمه وهي معنى العصمة كما تقدم فان طولب بعد ذلك بما تقتضيه لا اله الا الله من توحيد الله عز وجل الصلاة والزكاة صيام والحج وغيرها من لوازم لا اله الا الله ثم لم يلتزمها ولم لم يأتي بها فان العصمة الاولى ترتفع لانخرامها بتركه امتثال لا تقتضيه لا اله الا الله فبطلت حينئذ عصمته الاولى وبهذا التقرير يعرف متى تكون لا اله الا الله عاصمة للدم والمال فان من الخلق من يقول لا اله الا الله ثم يذبح لغير الله وينذر لغير الله ادعوا غير الله ويستغيث بغير الله. فاذا طولب بامتثال ما تقتضيه لا اله الا الله من يكون النذر وحده لله والدعاء وحده لله والاستعانة وحدها بالله والاستغاثة قفث وحدها بالله امتنع عن ذلك. فاذا كان الامر كذلك ارتفعت عنه العصمة اتيانه بما يحرمها. وهذا المعنى لما خفي على من خفي عليه من اهل العلم في زمان امام الدعوة قالوا كيف تقاتلون قوما يقولون لا اله الا الله؟ كيف تقاتلون قوما؟ يقولون لا اله الا الله ظن هؤلاء ان مجرد قول لا اله الا الله تدوم به العصمة. وهذا قول باطل مخالف للأدلة الشرعية وهي ثمانية ادلة او اكثر اقتصر على الثمانية مع مص وجوه دلالتها امام الدعوة في كشف الشبهات. فان النبي صلى الله عليه وسلم رفع عصمة الدم عن الخوارج قال صلى الله عليه وسلم لئن ادركتهم لاقتلنهم قتلى عاد. وهم يقولون لا اله الا الله. وهؤلاء بعده اصحابه رضي الله عنهم قاتلوا قوم مسيلمة وهم يقولون لا اله الا الله محمد رسول الله لكنهم يقولون ومسيلمة رسول الله. فقاتلهم الصحابة. قال ابو علي محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فاذا كان ذلك فيمن رفع مخلوقا الى رتبة لا تصلح له وهو مسيلمة فكيف بمن رفع مخلوقا الى ركبة الخالق سبحانه وتعالى الا فمن وعى هذا المعنى زالت عنه كل شبهة تتعلق بالقتال والتكفير الذي استنكره من استنكره على ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى. فان ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى ما حملهم على ذلك الا امتناع من امتنع عن التوحيد وبدائتهم هم لهم القتال فان المخالفين للتوحيد هم الذين جيشوا الجيوش على دعوة التوحيد مرة بعد مرة تارة على يد ابن عريعر وتارة على يد هبة الله المكرمي وتارة على يد ابراهيم ابن محمد علي باشا واخوه قوسون من قبله. فهم الذين بدأوهم بالقتال. ثم صار بعض الناس الان يعلن الوقيعة في ائمة الدعوة بزعم انهم اهل القتال والتكفير. وهل كانوا هم الا دابين عن انفسهم حافظين عن حرمهم واموالهم ودمائهم وهم الذين بدأوا بالقتال والتكفير وتأليف طالبيهم في تكبيرهم قديما وحديثا تضج بهذا اكثر مما في كتب ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى ثم ان ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى لم يحملهم على ذلك مخالفة الاوطان وافتراق البلدان وانما حملهم على ذلك فراق الاديان فانهم قاتلوا وكفروا من كان بجوارهم من اهل نجد قبل غيرهم. واما سواهم فانه حمله على قتالهم العصبية الملك والحمية للسلطان. فغزاهم الترك من مصر على يد لهؤلاء الاتراك الذين كانوا في مصر وقصدوا الى اماتة دعوتهم. ولكن احيا الله عز وجل من احيا الله عز وجل من امات فكتب الله سبحانه وتعالى لهذه الدعوة مدة مديدة من السلطان والانتشار في نفوس والقبول عند الخلق وذهب اعدائهم. وهذا الامر لن يبقى في النفوس لاجل المنافرة والعصبية واختلاف البلدان ولكن الحامل عليه هو اختلاف الدين. فالذي يترك التوحيد ويهون منه ويشتم اهله ويطعن فيهم فهو عدو للموحدين. ولو كان من ابائهم او من ابنائهم او من اخوانهم او من اهل بلدهم لان ليس عصبية للخلق ولكن الامر عصبية لدين الله سبحانه وتعالى وهي عصبية امر بها الشرع ولا يصح العبد الا بها. وصار الافاكون المتهوكون يلبسون اليوم بانواع من الشبهات ويزعمون ما يزعمون في هذا الباب ويريدون بث الفرقة بين اهل هذه المملكة بما يشيعونه من ان اهل البلد الفلاني كانوا على خلاف اهل نجد وان اهل الاقليم الفلاني كانوا على خلاف اهل نجد وان اهل نجد انما جعلوا هذه الدعوة ستارا لمقاصد مقاصد السياسية وهم كاذبون فان كل قطر من هذه الاخبار التي سموها كان فيها اناس من دعاة التوحيد وسجنوا في التوحيد فهذا ابو بكر خوجين رحمه الله تعالى كان من علماء الحجاز وسجن في التوحيد واخرجه جيش الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى من سجنه عند متولي مكة من الاشراف وهؤلاء علماء الحفاظية والنعميين في البلاد الجنوبية او دعاة الى التوحيد مع انهم كانوا في مملكة آل عائض ولم يكونوا في مملكة آل سعود حينئذ. وهؤلاء جماعة من علماء حائل وما ورائها من ال سالم وغيرهم كانوا دعاة الى التوحيد في دولة الرشيد وكانت دولة آل الرشيد دولة سلفية طبعت كثيرا من الكتب السلفية ومن اولها واعظمها كتاب تفسير ابن جرير وكان في الاحساء دعاة الى التوحيد من علماء كمحمد الملا وابن عيد الشافعي وغيرهم من علماء تلك الناحية من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة لكن الذين يجهلون التاريخ ولا يعرفونه معرفة صحيحة يزعمون هذه المقولة ثم يصدقهم كثير من الناشئة الذين يجهلون تاريخ الدعوة ويظنون انها مختصة انها مختصة بهذا القطر دون ذاك ولكنها احق شاع وداع وكتب الله عز وجل له ما كتب من القبول في بعض هذه الاقطار سمى به من من الخلق ولو لم تكن معه دولة ال سعود كتلك النواحي التي سميناها مما كان يتولاها اخرون غير ال سعود كآل عائض في ابها او ال رشيد في جهات حائل او غيرهم من المتولين. فدعوة التوحيد موجودة في نفوس الناس من قبل ومن بعد لما خبث في دولة ال سعود ابقاها الله عز وجل في نفوس من عرفها ممن كانوا في هذه الدول. فلم تأتي هذه الدولة الثالثة التوحيد لاقامة صرح سياسي بل اجابت الدعوة الصادقة التي كان عليها اباؤهم سواء في نجد او كان في الحجاز او كان في البلاد الجنوبية او كان في بلاد الاحساء او غيرها من بلاد المسلمين. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى اعني صاحب فتح المجيد قال المصنف رحمه الله يعني امام الدعوة وفيه ان الانسان قد يكون عالما وهو لا يعرف معنى لا اله الا الله او يعرفه ولا يعمل به. لان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا اناس عندهم علم من الكتاب من اليهود والنصارى. فهم لهم علم لكن علمهم ليس تاما صحيحا فهو فهم لا يعرفون معنى لا اله الا الله كما يجب او يعرفون ولا يعملون بها وهم في الحقيقة في الصورة الظاهرة علماء. وفي الحقيقة الباطنة جهلاء فلهم حظ من قول الله تعالى يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. قال المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين قال فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وكانوا يقولون لا اله الا الله يعني اليهود والنصارى قال ولكنهم لكنهم جهلوا معناها الذي دلت عليه من اخلاص العبادة لله وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه فكان قولهم لا اله الا الله لا ينفعهم لجهلهم بمعنى هذه الكلمة كحال اكثر المتأخرين من هذه الامة فانهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الاموات والغائبين والطواغيت والمشاهد فيأتون بما ينافيها فيثبتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم وينفون ما اثبتته من الاخلاص كذلك. وظن ان معناها القدرة على الاختراع تقليدا للمتكلمين من الاشاعرة ونحوهم وهذا هو توحيد الربوبية الذي اقر به المشركون فلم يدخلهم في الاسلام الى اخر ما ذكر في معنى اقراض المشركين بتوحيد الربوبية انتهى منه في الصفحة الحادية والستين وتاليتها ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قلت فما اكثر هؤلاء لا كثرهم الله اي ما اكثر هؤلاء الذين ينتسبون الى العلم وهم جاهلون في حقيقة لا اله الا الله لا كثرهم الله تعالى دعاء عليهم لانهم شر على الخلق فهم يلبسون الدين على الناس ويصرفونهم عن توحيد الله سبحانه وتعالى بما يزينون لهم من الوان الشرك انواعه ثم قال قوله فانهم اطاعوك لذلك اي شهدوا وانقادوا لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم وخمس صلوات قال المصنف فيه ان الصلاة اعظم واجب بعد الشهادتين. لان النبي صلى الله عليه وسلم عقب بالامر بها الامر بالشهادتين فقال بعد اذعانهم بها فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمسا صلوات وهي الصلوات الخمس المكتوبة في اليوم والليلة. ثم قال المصنف قال النووي ما معناه انه يدل على ان المطالبة بالفرائض بالفرائض في الدنيا لا تكون الا بعد الاسلام. ولا يلزم من ذلك الا يكونوا مخاطبين بها. ويزاد في عذابه بسببها في الاخرة والصحيح ان الكفار مخاطبون بفروع الشريعة المأمور به والمنهي عنه فهذا قول الاكثرين انتهى ومقصود النووي رحمه الله تعالى ان المطالبة بالفرائض في فعلها في الدنيا لا تكون الا بعد الاسلام فلا يطالب الكافر بصيام ولا حج وهو لم يسلم. فاذا اسلم طولب بها ولا يلزم ومن ترك مطالبته لهذه في الدنيا الا الا يكون مخاطبا بها. بل هو مخاطب بالصيام والحج لن تصح منه ويزاد في عذابهم بسببها في الاخرة. فيعذبون في ذلك ثم قال النووي والصحيح ان الكفار مخاطبون بفروع الشريعة وهو ذكر قول صح عنده في مسألة معروفة يذكرها الاصوليون وهي هل الكفار مخاطبون بفروع الشريعة ام ليسوا مخاطبين بها. ومرادهم بفروع الشريعة. الاحكام العملية. وفي صحة هذا المعنى نظر والصواب في الاصول والفروع ان الاصول هي ما لا يقبل الاجتهاد سواء كان في باب الخبر او الطلب ان الاصول ما لا يقبل الاجتهاد سواء كان في باب الخبر او الطلب وان الفروع ما يقبل الاجتهاد سواء كان في باب الخبر او الطلب. وان الفروع ما يقبل الاجتهاد سواء كان باب الخبر او الطلب. اما ما ذكره جماعة من المتكلمين وشاع عند الاصوليين من ان الاصول هي العلميات والاعتقاديات. والفروع هي العمليات. فان هذا قول باطل مخالف لدلائل الشرع زيفه ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم رحمهم الله تعالى وتقدم سرد ما يتعلق به في مقام اخر. والمقصود ان تعرف ان هذه المسألة وهي الخطاب للفروع موردها الاحكام العملية الفقهية وهم مختلفون في هذه المسألة على ثلاثة اقوال جمع نسقها ابن عاصم في بيت واحد فقال في ملتقى الوصول والخلف في الخطاب بالفروع والخلف في الخطاب بالفروع ثالثها بالنهي عن ممنوع. والخلف في الخطاب بالفروع ثالثها بالنهي عن ممنوع كيف ذكر ثلاث اقوال في البيت ما الجواب ها يا اخواننا الاول نعم ان الاول انهم مخاطبون والثاني انهم غير مخاطبين والثالث التفصيل انه مخاطبون بالفروع فقط فالمسألة في خطابهم والثالث انهم مخاطبون بالنهي فقط من باب الفروع والثالث انهم مخاطبون فقط بالنهي من باب الفروع. فانتظمت الاقوال الثلاثة في قوله والخلف في الخطاب بالفروع ثالثها النهي عن ممنوع فاولها انهم مخاطبون بالفروع وتأنيها انهم غير مخاطبين بالفروع ثالثها انهم بالنهي عن المحظورات دون الامر بالمأمورات. انهم مخاطبون بالنهي المحظورات دون الامر بالمأمورات. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قوله فاعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم فيه دليل على ان الزكاة اوجب الاركان بعد الصلاة لان النبي صلى الله عليه وسلم رتب المطالبة بها بعد الاقرار بالصلاة لقوله فانهم اطاعوك لذلك اي اطاعوك الى الصلاة فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمسا علمه ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم ففيه دليل على ان الزكاة اوجب الاركان اداء الصلاة ولجلالة قدرهما كثر في الايات والاحاديث قرنهما ولجلالة قدرهما كثر في الايات والاحاديث قرنهما فان اقامة الصلاة تقرن غالبا بايتاء الزكاة ثم قال المصنف وانها يعني الزكاة تؤخذ من الاغنياء لقوله تؤخذ من اغنيائهم وهم اصحاب الجدة سعى وهم اصحاب الجدة والسعة. وتصرف على الفقراء وهم اهل العوز والعدم. وتصرف على فقراء وهم اهل العوز والعدم. وسيأتي بيان اكثر. ثم قال وانما خص النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء انهم لان حقهم في الزكاة اسد من حق بقية الاصناف الثمانية اي المذكورة في اية اصحاب الزكاة في سورة التوبة وكان حقهم اكد لشدة حاجتهم. وكان حقهم اكد لشدة حاجتهم فاشد مصارف الزكاة حاجة هم الفقراء. قال وفيه ان الامام اي صاحب السلطان هو الذي تولى قبض الزكاة وصرفها فهو الذي يجمعها من اهلها وينفقها في وجوهها ممن يستحقها اما بنفسه او نائبه الذي يبعثه نيابة عنه لحصول هذا المقصد فمن امتنع من ادائها اليه اخذت منه قهرا. لوجوب دفعها الى الامام فمن منعها منع حقا الامام فمتى منعه اخذ منه قهرا؟ وهذا الحق للامام جعله الشرع. فالنبي صلى الله عليه وسلم قال تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم وكان مخاطبا بهذا الحديث الحاكم الذي بعثه اليه نائبا عنه وهو معاذ بن جبل رضي الله عنه. فمن وظائفه السلطانية انه يجمع المال مال الزكاة ثم يجعله في وجوه صرفه. فلا يجوز الامتناع عن ادائها اليه. فاذا امتنع احد عن ادائها اليه اخذت منه قهرا بحكم الشرع. وحقوق المال والحكم عند الناس اليوم فيها اضطراب كبير لعدم وعيهم السياسة الشرعية وفقههم ما يسمى بالسياسة المدنية المنتظمة في مدونة منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة وغيرها من المنظمات الارضية الطاغوتية اما الحقوق في الحكم والمال المرتبة في الشرع فاكثر الناس فيها يجهلون ما حكم الشرع؟ وهذا الجهل يضرب عطنه في قلوب كثير من المنتسبين الى الشريعة من ينسبون انفسهم الى العلم والدين. فلا تجد احدهم يحتفل بكتاب الاموال لابن زنجويه او كتاب الاموال لابي عبيد في حق المال ولا يحتفل بكتاب الامامة لابي نعيم في باب الامارة والسلطنة وكتاب فضيلة العادلين فيه ايضا لابي نعيم الاصفهاني او غيره من كتب ائمة الهدى في ابواب الحكم والمال وغيرها من ابواب السياسة شرعية فيكون مقطوع الصلة بها اجنبيا عنها. فيبدر من كلامه ما يوافق به الغرب تارة والشرق تارة ويكون بمنأى عظيم عما جاء في الكتاب والسنة. وهذا الباب وهو فقه السياسة الشرعية باب عظيم من الفقه اللازم لطالب العلم وهو من انواع الفقه التي ترى فيها الجهل فطم البلاء فيها وعم باب فقه الاذكار وباب فقه الدعوة وباب فقه السياسة الشرعية. فصار يتكلم في هذه الابواب من يتكلم بجهل وعموم طلاب العلم خلو من المعاني الصحيحة للسياسة الشرعية. ومن الكتب النافعة التي ينصح باستشراحها واستخراج معانيها كتاب السياسة الشرعية لابي العباس ابن الحفيد وهو كتاب من الكتب التي شرحها العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وشرحه الذي ينصح او به هو الشرح المحفوظ بصوته وشرحه الذي ينصح به هو الشرح المحفوظ بصوته فانه انفع وامتعوا واصدق فيما يراه الشيخ في هذه المسائل. ثم قال المصنف وفي الحديث دليل على انه في اخراج الزكاة في صنف واحد كما هو مذهب الامام مالك واحمد ومذهب ابي حنيفة ايضا فهو مذهب جمهور اهل العلم انه اذا دفعها الى فقراء فقط او الى المساكين فقط او الى او الى المساكين فقط او الى المؤلفة قلوبهم فقط صح ذلك. ثم قال وفيه انه لا يجوز دفعها الى غني لانها تؤخذ منه ولا تدفع اليه وصح عند ابي داود وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب يعني الزكاة ومعنى قوله لا حظ اي لا طيبا ثم قال ولا الى كافر لانه ليس من جملة المسلمين فانه قال تؤخذ من اغنيائهم اي اغنياء المسلمين فترد على فقرائهم اي على فقراء المسلمين فمحلها اخذا وردا هم المسلمون. واستثني من ذلك للقرآن والسنة الكافر مؤلف القلب وهو المراد ترغيبه في الاسلام وتحبيب الاسلام اليه في دفع اليه من بقدر ما يحصل به تأليف قلبه. ثم قال وان الزكاة واجبة في مال الصبي والمجنون كما هو وقول الجمهور لعموم الحديث او لاطلاق الحديث فان الصدقة المذكورة اطلقت فلم تعلق بمال دون مال فيذكر فيدخل في ذلك مال الصبي وغيره ثم قال المصنف قلت والفقير اذا افرد في اللفظ تناول المسكين وبالعكس كان ظاهره قرره شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى فان هذا من جنس الاسماء التي اذا اقتصر على واحد منها اندرج فيه الاخر. واذا ذكر كان الفرق بينهما ما كسم الايمان والاسلام والفحشاء والمنكر والفقير والمسكين. فهذه الاسماء اجتماعا لكل واحد منها معنى وافتراقا يدل كل واحد منهما على الاخر. ثم قال المصنف قوله فاياك وكرائم اموالهم بنصب كرائم على التحذير اي اجتنب كرائم اموالهم ولا تأخذ منها شيئا المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين وجه التحذير فقال فاياك وكرائم اموالهم تحذيرا له من ان يتجاوز ما شرعه الله ورسوله في الزكاة وهو اخذها من اوساط المال لان ذلك سبب لاخراجها بطيب نفس ونية صحيحة. وكل ما زاد عن المشروع فلا خير فيه. وهذا اصل ينبغي التفطن له انتهى في الصفحة السابعة والستين بعد المئة فهو جعله منصوبا على التحذير المتضمن النهي عن تجاوزي ما اذن الله عز وجل به في الزكاة اخذا وعطاء. ثم بين معنى الكرائم فقال جمع كريمة. قال صاحب المطالع وهي جامعة الكمال الممكن في حقها. من غزارة لبن وجمال صورة وكثرة لحم وصوف ذكره النووي. فالكريم من المال ما بلغ صفات الكمال منه مبلغها كالذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى قال الشارح قلت وهي خيار المال وانفسه واكثره ثمنا يعني هذه الكرائم ثم قال وفيه انه يحرم على العامل اي نائب الامام في الزكاة اخذ كرائم المال. ويحرم على صاحب المال اخراج شرار المال. فالمخ يحرم عليه الرديء السيء والاخذ يحرم عليه الكريم الغالي ثم قال المصنف بل يخرج الوسخ يعني عدل الخيار فان طابت نفسه بالكريمة وهي الاعلى منه جاز ذلك خطيب النفس بالمال مأذون به في هذا الباب ثم قال قوله واتق دعوة المظلوم اي اجعل بينك وبينها وقاية بالعدل وترك الظلم فاصل التقوى جعل العبد وقاية. فاصل التقوى جعل العبد وقاية. وقوله في هذا الحديث اتقي دعوة المظلوم اي اجعل بينك وبينها وقاية. وتحصيل هذه الوقاية موقوف على المذكور في قوله العدل وترك الظلم فمن عدل وترك الظلم فانه يتقي بذلك دعوة المظلوم. قال وهذان الامران يقيان من رزقهما من جميع الشرور دنيا واخرى اي اذا وفق العبد الى العدل وترك الظلم فانه يتقي بذلك جميع الشرور التي تكون في الدنيا والاخرة. لان اصل فساد الخلق يرجع الى امرين. لان اصل فساد الخلق يرجع الى امرين احدهما عدم معرفة امر الله احدهما عدم معرفة امر الله والاخر عدم القيام بامر الله عدم القيام بامر الله فالاول موجبه الجهل والثاني موجبه الظلم. فالاول موجبه الجهل. والثاني موجبه الظلم اذ لو كان عادلا لقام بامر الله عز وجل ولم يجعله الى ولم يجعله لغيره وهذان الامران هما اصل النقص في الانسان. وهذان الامران هما اصل النقص في الانسان. قال الله تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. وحملها وحملها الانسان انه كان ومن جهول وهاتان الظلمتان تدفعان بنورين وهاتان الظلمتان تدفعان بنورين فظلمة الجهل تدفع بنور العلم. وظلمة الجهل تدفع بنور العلم. وظلمة الظلم تدفع بنور عدل وظلمة الظلم تدفع بنور العدل فعلى العلم والعدل مدار صلاح الخلق في الدنيا والاخرة. فعلى العلم والعدل ادار صلاح الخلق في الدنيا والاخرة والاخرة وعلى الظلم والجهل مدار فساد الخلق في الدنيا والاخرة. وعلى الظلم والجهل مدار الشر في الدنيا الفساد في الدنيا والاخرة. قال ابو عبد الله ابن القيم في اخر اغاثة اللهفان اصل كل خير العلم والعدل اصل كل خير العلم والعدل واصل كل شر الجهل والظلم. اصل كل خير العلم والعدل. واصل كل شر الجهل والظلم انتهى كلامه. وحصول العدل موقوف على العلم. وحصول العدل موقوف على العلم فمن علم عدل ومن جهل لم يمكنه العدل. فمن علم عدل ومن جهل لم يمكنه العدل فرجع الامر كله الى العلم. فرجع الامر كله الى العلم قال القرافي اصل كل خير العلم اصل كل خير العلم واصل كل شر الجهل اصل كل خير العلم واصل كل شر واصل كل شر الجهل انتهى كلامه وجملته ابين في الدلالة على حقيقة الحال من كلام ابن القيم لكن لما كان الجهل يقارنه غالبا الظلم. والعلم يقارنه غالبا العدل نوه ابن القيم بالامرين معا ثم قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه تنبيه على التحذير من جميع انواع الظلم اي من جميع صور الظلم في قوله اتق دعوة المظلوم لان الظلم الذي يرجع الى هذا هو ظلم العباد بعضهم لبعض هو ظلم العباد بعضهم لبعض. فتكون انواع بهذا في هذا السياق بمعنى صور لا انواعه الجامعة اصله فان انواع الظلم كما تقدم ثلاثة فان انواع الظلم كما تقدم ثلاثة احدها ظلم الشرك احدها ظلم الشرك فيظلم العبد نفسه بالشرك. وثانيها ظلم العبد نفسه ظلم العبد نفسه بما دون الشرك من المعاصي ظلم العبد نفسه بما دون الشرك من المعاصي وثالثها ظلم الخلق بعضهم لبعض ظلم الخلق بعضهم لبعض وهو الذي يتعلق به قوله صلى الله عليه وسلم اتق دعوة المظلوم. وهو الذي يتعلق به قوله صلى الله عليه وسلم اتق دعوة المظلوم. وقال المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين قوله واتق دعوة المظلوم يدل على ان العامل اذا زاد على المشروع صار ظالما لمن اخذ ذلك منه. ودعوة المظلوم مقبولة ليس بينها وبين الله حجاب يمنع قبولها وفيه التحذير من الظلم مطلقا فعلى العامل ان يتحرى العدل بما استعمل فيه فلا يظلم باخذ زيادة على الحق ولا يحابي بترك شيء منه فعليه ان يقصد العدل من الطرفين والله اعلم انتهى في الصفحة السابعة والستين بعد المئة ثم قال المصنف قوله انه اي الشأن ليس بينه وبين الله حجاب. ثم قال هذه الجملة مفسرة لضمير الشأن يعني في قوله فانه وهو الهاء اي فانها تلك الدعوة لا تحجب عن الله تعالى. فيقبلها فالمراد بنفي الحجاب حصول اجابة دعوة الله عز وجل دعاء المظلوم فاذا ارتفع الحجاب لم يكن الا القبول فاذا قبلت دعوة المظلوم في ظالمه عجل بالانتصار له. ثم قال وفي الحديث ايضا قبول خبر الواحد العدل. فان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذ بن جبل الى اليمن واحداشر بلغوا عن النبي صلى الله عليه وسلم الدين ويعلم الناس ويخبرهم بفصل القضاء في الاحكام بما جاء به الشرع ثم اردفه النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ابا موسى الاشعري فجاء وكان معه في ولاية اليمن ثم قال ووجوب العمل به او اي وجوب العمل بخبر الواحد. فاذا صح خبر الواحد العدل امتثاله والعمل به اتفاقا عند اهل السنة والجماعة. ثم قال وبعث الامام العمال لجباية الزكاة اي في الحديث ان الامام وهو السلطان الاعظم يبعث العمال وهم النواب عنه في الحكم نراه لجباية الزكاة اي لجمعها وتحصيلها كما اتفق من بعده صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن ثم قال وانه يعظ عماله وولاته. اي ينصحهم ويأمرهم بما فيه منفعتهم ومنفعة المسلمين كما قال ويأمرهم بتقوى الله تعالى ويعلمهم وينهاهم عن الظلم ويعرفهم سوء عاقبته. وهذا من اوجب ما يجب على الامام فيمن يبعثه وينصبه من العمال والامراء ان يرشدهم الى الواجب عليهم بتقوى الله سبحانه وتعالى واقامة العدل والانتهاء عن الظلم. وامرهم بهذا اولى من امرهم بحفظ امانة الولاية وعدم خيانتها والوفاء للسلطان في حكمه. فان هذه يتعلق به فيما يتصل فيما بينه وبين السلطان. وتلك تتعلق به فيما بينه وبين الناس. وصلته اكثر من صلته بالسلطان. فالواجب عليه يتعلق به طرفان. احدهما طرف للامام الاعظم من الطاعة وعدم الخروج احدهما طرف يتعلق بالامام الاعظم من الطاعة وعدم الخروج. والاخر طرف علقوا بالناس الذين بعث اليهم حاكما طرف يتعلق بالناس الذين بعث اليهم حاكما اقامة العدل واظهار الشرع فيهم وتعليمهم دين الله سبحانه وتعالى فيؤمرون بهذا وهذا على حد سواء وامرهم بالثاني اكد. لان صلتهم بالناس اكثر فينبغي اعلامهم بهذا الاصل وارشادهم اليه وتذكيرهم به وهو امر يغفل عنه الخلق. ثم قال تنبيه على التعليم بالتدريج اي فيه التنبيه على التعليم بالتدريس قاله المصنف يعني امام الدعوة رحمه الله تعالى فان امام الدعوة رحمه الله تعالى ذكر في مسائل هذا الباب التنبيه عن التعليم بالتدريج استنباطا من بداءة النبي الله عليه وسلم امره معاذا بان يدعوهم الى التوحيد ثم الى الصلاة ثم الى الزكاة. وذلك تدريج لهم فيما يرقون اليه من من المعرفة بدين الله سبحانه وتعالى. وكما يكون هذا في دعوة الناس الى الدين العام يكون كذلك ففي دعوتهم الى الدين الخاص وهو طلب العلم الشرعي. فان العلم الشرعي هو الة صناعة الاسلام ومن قام ان يناله ينبغي ان يكون مترقيا فيه بالتعليم بالتدريج. فمن تدرج تخرج وترك غيره يتفرج كما قلنا في مقام اخر ومن صار يلهث وراء مجالس العلم ويأخذ من هذا شيئا ومن ذاك خطفا ومن ثالث نذر دون تدريج ولا رعاية لما يبدأ به من العلم فهذا يضر بنفسه حاله كحال الاكل الذي يرفع اللقمة ثم يجعلها وراء ظهره ثم يأخذ اخرى فيجعلها وراء ظهره هذا لا يشبع ولا يسد هذا لا يسد جوعه فضلا عن ان يشبع وانما يصل الى سد الجوع من يوصلها الى فيه وتجريج تعليمي يرجع الى اصلين وتدريج التعليم يرجع الى اصلين احدهما تدريجه فيما يتعلمه. تدريجه فيما يتعلمه. بتقديم ما يلزمه بتقديم ما يلزمه من اعتقاد واحكام واداب واذكار والآخر تدريجه فيما يتعلق باوعيته تدريجه فيما يتعلق باوعيته وهي الكتب لما يريد ان يتعلمه. تدريجه فيما يتعلق باوعيته وهي الكتب فيما يريد ان يتعلمه فيبدأ بالمختصرات الوجيزة. فيبدأ بالمختصرات الوجيزة وجمع الامرين يضرب له مثل بان العبد يلزمه ابتداء تعلم التوحيد فيدرج نفسه فيما يتعلموه بحملها على التوحيد. وتأليف اهل العلم فيه كثيرة. فيقدم من بينها من بينها رسالة ثلاثة اصول لامام الدعوة لانها تتضمن سؤالات القبر الثلاثة التي يتعلق بها الثواب والعقاب في الدنيا والاخرة. فالساعي على النحو المذكور مدرج نفسه وفق الامرين المذكور انفا. اما اذا ابتدأ مبتدأ بالتوحيد ثم درس شرح العقيدة قوية لابن ابي العز فانه يكون قد اصاب امرا واخطأ في اصاب في امر واخطأ في اخر فاصاب في تقديم التوحيد واخطأ في تقديم الوعاء الذي يتعلم منه التوحيد لان هذا الكتب ليس من كتب الابتداء ونظيره في الخطأ من قدم معرفة النحوي على التوحيد من كتاب المقدمة الرامية. فهذا اخطأ في امر واصاب في باخر فاخطأ في تدريج نفسه فيما يتعلمه. فبدأ بعلم حقه ان يؤخر ان يقدم واصاب في تعيين الكتاب الذي يبتدأ فيه بدرس النحو وهو المقدمة الاجرامية. واكثر نقص الخلق في العلم اليوم هو مما يرجع الى هذا الاصل. واكثر نقص الخلق اليوم هو فيما يرجع الى هذا الاصل. فان ان التدريج طويت مراقيه في اكثر العالم الاسلامي. فان التدريج طويت مراقيه في اكثر العالم الاسلامي وصار المعلم لا يأبه بتدريج اصحابه الاخذين عنه. فصار المعلم لا بتدريج اصحابه الاخذين عنه فيأتيه من لم يأخذ في العلم حظا ويكون قد علق بقلبه محبة كتاب رآه لاجل حسن طباعته. فيأتي الى معلمه ويقول له ان هذا الكتاب طبع حديثا. وهو كتاب يطبع اول مرة واسمه كتاب كيت وكيت ويسمي كتابا كبيرا من الكتب في التفسير او الحديث او الفقه او غيرها من العلوم فيزين له معلمه القراءة في هذا الكتاب وهو لم يتأهل له بعد وربما قارن رغبة المعلم ان يقرأ هذا الكتاب فيتخذ هذا التلميذ طريقا الى قراءته فيجعله يقرأ عليه فتكون الفائدة العظمى في الصورة الظاهرة للمعلم يأكل المتعلم علقما ربما قطعه عن العلم بعد ذلك. والمعلم ايضا في الحقيقة الباطنة لا ينتفع بهذا فان الانتفاع بالمختصرات اعظم من الانتفاع بالمطولات. ومن صدق في نفع الناس ودرجهم فيما يلزمهم فتح الله عز وجل عليه بما في المطولات ولو لم يقرأها. لكن المحجوبون بحجاب الخلق ممن تبهرهم طباعة الكتب ويرغبون في التكتل من قراءتها ويتزايدون في عدد ما يضمونه الى انفسهم من اطرافها شغلوا بهذا. فصار علمهم قليلا فصار علمهم قليلا قال احد اهل العلم الذين زرته مرة واحدة وادركته على كبر رحمه الله تعالى وهو الشيخ محمد الحمود الحصيني المتوفى في فضل هذه السنة عن اربع وتسعين سنة قال كلمة نافعة مما حفظته عنه. قال كانت الكتب الى والعلم كثيرا وصارت اليوم الكتب كثيرة والعلم قليلة كانت الكتب قليلة والعلم كثيرا فصارت الكتب اليوم كثيرة والعلم قليلا. وصدق رحمه الله تعالى. ثم قال المصنف قلت ويبدأ بالاهم فالاهم ان يقدموا الاعلى درجة ثم ما دونه على ما تقدم بيانه ثم قال واعلم انه لم يذكر في الحديث الصوم والحج فاشكل ذلك على كثير من العلماء. وللعلماء رحمهم الله تعالى في بيان لكشف هذا الاشتباه مقالات مختلفة من اجمعها ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى عن ابي العباس ابن تيمية الحفيد انه قال اجاب بعض الناس ان بعض اختصروا الحديث الحديث وليس كذلك فان هذا طعن في الرواة لان ذلك انما يقع في حديث الواحد مثل حديث وفد عبد القيس حيث ذكر الصيام وبعضهم لم يذكره اي ان هذا الجواب يصلح فيما اذا كان الحديث المتنازع فيه واحدا. اما اذا تعددت الاحاديث وفي بعضها ترك بعض اركان الاسلام فلابد من جواب اخر. قال فاما الحديثان المنفصلان فليس الامر فيهما كذلك لكن عن هذا جوابان احدهما ان ذلك بحسب نزول الفرائض اي بحسب ترتيب نزول الفرائض فيأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم ات ويسأله فيخبره عما فرض كالشهادتين والصلاة. ولا يذكر له الصوم الحج لانهما لم يفرضا بعد قال المصنف واول ما فرض الله الشهادتين. واول ما فرض الله الشهادتين ثم الصلاة ما اعراب الشهادتين ها قبر ايش اول بتكون ايش؟ الشهادتان قل به وين الفعل لا مفعولية الا بفعل فرض الله الشهادتين. طب وين خبر اول تتركون اول بلا خبر ايش ما تتم الجملة واول ما ما تتم الجملة لحظة واحد واحد يا اخوان ايش ايه صحيح لو قلت انها قدرت انت انها موصولة واول الذي خلاص كملت الجمعة مبتدأ وخبر؟ ها فرضه لابد الصلة حتى تبينها خبر قبر ثاني ايش يعني الذي فرضه السري عن الشهادتان. ما تقول الشهادتين نعم لكن اقصد الشهادتان تكون ما تكون الشهادتين على الخبرية ان تقول خبر تكون مرفوعة اذا جملة فعلية الجملة الفعلية كلها خبر ما يتم الخبر بها وان ذلك بحسب نزول الفرائض نعم اي ان ذلك كائن بحسب نزول الفرائض تنصب المبتدأ وترفع الخبر. واول واول واول اصل الجملة والشهادتين اول ما فرض الله. والشهادتين اول ما فرض الله فتكون الشهادة منصوبة بالعطف على اثم ان تكون الشهادتين منصوبة بالعطف على اسم ان فتقدير الكلام ان ذلك بحسب نزول الفرائض والشهادتين اول ما فرض الله يعني وان الشهادتين اول ما فرض الله. ثم قال ثم الصلاة فانه امر بالصلاة في في اول وقت الوحي ولهذا المذكر وجوب الحج كعامة الاحاديث وكعمة الاحاديث انما جاء في الاحاديث المتأخرة. اي ان ما وقع في بعظ الاحاديث يكون باعتبار ترتيب الفظ فيكون بعظها قد قظ فاخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبعظها كالصوم والحج لم يفرض فلم يخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم واورد المصنف رحمه الله تعالى ايرادا فقال قلت وهذا من الاحاديث المتأخرة ولم يذكر فيها لان النبي صلى الله عليه وسلم قاله لما ارسل معاذا الى اليمن في السنة العاشرة فيكون متأخرا فلا يصح الجواب الاول. قال الجواب الثاني انه كان يذكر في كل مقام ما يناسبه في ذكر الفوائض التي يقاتل عليها كالصلاة والزكاة ويذكر تارة الصلاة والصيام لمن لم يكن عليه زكاة ويذكر تارة الصلاة والزكاة والصوم فاما ان يكون فرض قبل الحج واما ان يكون المخاطب بذلك لا حج له. واما الصلاة والزكاة فلهما شأن ليس الفرائض ولهذا ذكر الله تعالى في كتابه القتال عليهما لانهما عبادتان ظاهرتان بخلاف الصوم فانه امر باطل من جنس الوضوء والاغتسال الجنابة ونحو ذلك مما يؤتمن عليه العبد. فان الانسان يمكنه الا ينوي الصوم وان يأكل السرا كما يمكنه ان يكتم حدثه وجنابته وهو صلى الله عليه وسلم يذكر في الاعلام الاعمال الظاهرة التي يقاتل الناس عليها ويصيرون مسلمين بفعلها لهذا علق ذلك بالصلاة والزكاة دون الصوم وان كان واجبا كما في ايتي براءة فان براءة نزلت بعد فضل الصيام باتفاق الناس. وكذلك وهذا محل الشاهد. وكذلك لما بعث معاذا الى اليمن لم يذكر في حديثه الصوم. لانه تبع وهو باطن ولا ذكر الحج. لان وجوبه خاص ليس بعام ولا يجب في العمر الا في العمر الا مرة فقوله لم يذكر في حديث الصوم لانه تبع يعني تبع لغيره من الاحكام الظاهرة التي يقاتل عليها وهي الصلاة والزكاة فهو تابع لهما وهو ايضا باطن يعني يتعلق بسر الانسان. ولا ذكر الحج لان وجوبه ليس بعام ولا يجب يعني خاص بمن له استطاعة ليس بعام على الخلق ولا يجب في العمر الا مرة واحدة فيؤمر العبد بتكراره انتهى ملخصا بمعناه ولو قال قائل ان ترك الصوم والحج في الذكر لتقررها عندهم ان ذكر ان ترك ذكر الصوم والحج في الحديث لتقررها عند اهل الكتاب. ما الدليل انها متقررة عند الاهل كتاب احسنت في الصوم ان الله قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصوم كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم فهو معروف في شريعة والحج ولكل امة جعلنا منسكا لكن بعض اهل العلم يقول هذا في الذبائح لكن اظهر منه ايش قصة ابرهة ها يا ابراهيم واذن في الناس ان دعوة ابراهيم واذن في الناس بالحج عامة للخلق كلهم عامة للخلق كلهم وفي الصحيح النبي صلى الله عليه وسلم كأني ارى موسى ملبيا بالحج. فذكر تلبية موسى رضي الله عنه بالحج وسمى صلى الله عليه وسلم موضع تلبية وهو عند الثنية فاخبر ان موسى عليه عليه الصلاة والسلام قصد الحج فيعرفه المؤمنون به من اليهود والنصارى تبع لليهود في دينهم. فكأنه ترك لعلمهم به وانه من الشرائع المستقرة عندهم. فهو مألوف لهم لكن ترتيب الصلاة خمسة اوقات وتعيين الزكاة بهذه الاموال ليس معروفا في شرائعهم والله اعلم. ثم قال قوله اخرجاه وهذا هو الذي ذكرنا ان المصنف اخره قال اخرجاه اي البخاري ومسلم واخرجه ايضا احمد وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة فيكون هذا الحديث ممن اجتمع على تخريجه السبعة ممن اجتمع على تخريجه السبعة كما هو اصطلاح الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في بلوغ المرض فاذا روى الحديث اصحاب الكتب الستة واحمد سمي قيل في روايته رواه السبعة. وهذه الاحاديث التي عليها السبعة من اخر احاديث الاسلام فلجلالتها اخرجها هؤلاء العلماء مجتمعون. وتقدم ان حديث اذا كان في الصحيحين او احدهما اكتفي بالعزو اليهما عن العزو الى غيره للقطع بصحة ما فيهما ذكر هذا المعنى الدمياطي في صدر صدر المتجر في الرابح وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة المغرب والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته