السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له ثواني وكثرا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا. وعلى اله وصحبه ومن اتخذه اماما ودليلا اما بعد فهذا المجلس الثالث عشر في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد وهو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا البيان الى قوله رحمه الله قال المصنف رحمه الله ولهما عن سهل ابن سعد. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه فتح المجيد قال المصنف رحمه الله تعالى ولهما عن سار ابن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه. فبات الناس يذوقون ليلتهم ايهم يعطاها فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها. فقال اين علي ابن ابي طالب؟ فقيل هو يشتكي عينيه قال فارسلوا اليه فاتي به فبصق في عينيه ودعا له فبراءة ان لم يكن به وجع. فاعطاه الراية وقال انفث على رسلك حتى تنزل مساحتهم ثم ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه. فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. يذوقون ان يخوضون قوله عن سعد ابن سعد اي ابن مالك ابن خالد الانصاري الخزرجي الساعدي ابو العباس صحابي شهير وابوه صحابي ايضا مات سنة وثمانين وقد جاوز المئة قوله قال يوم خيبر اي في غزوة خيبر وفي الصحيحين ايضا عن سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان رمدا فقال انا اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي رضي الله عنه فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله عز وجل في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية او ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله او قال يحب الله ورسوله يفتح الله على فاذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فاعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه قوله لاعطين قال الحافظ رحمه الله في رواية بريدة اني دافع اللواء الى رجل يحبه الله ورسوله وقد صرح جماعة من اهل اللغة في ترادفه لكن روى احمد والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ومثله عند الطبراني عن بريدة عن ابن وعند ابن عدي عن ابي هريرة رضي الله عنه وزاد مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله قوله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فيه فضيلة عظيمة لعلي رضي الله عنه قال شيخ الإسلام رحمه الله ليس هذا الوصف مختصا بعلي ولا بالائمة فان الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله لكن هذا الحديث من احسن ما يحتج به على النواصب الذين لا يتولونه او يكفرونه او يفسقونه كالخوارج لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة الدالة على فضائل الصحابة كانت قبل ردتهم فان الخوارج وفي علي مثل ذلك لكن هذا باطل فان الله تعالى ورسوله لا يطلق مثل هذا المدح على من يعلم الله انه يموت كافرا وفيه اثبات صفة المحبة لله خلافا للجاهمية قوله يفتح الله على يديه صريح في البشارة صريح في البشارة بحصول الفتح فهو اعلم من اعلام قوله فبات الناس يتركون ليلتهم بنصف ليلتهم ويذوقون قال المصنف يقولون اي في من يدفعها اليه وفيه حرص رضي الله عنهم على الخير واهتمامهم به وعلو مرتبتهم في العلم والايمان قوله ايهم يعطى هو برفع اي على البناء لاضافتها وحذف صدر صلتها قوله فلما اصبحوا قال قوله فلما اصبحوا غدوا وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطى. وفي رواية ابي هريرة رضي الله عنه عند مسلم ان عمر رضي الله عنه قال احببت الامارة الا يومئذ قال شيخ الاسلام رحمه الله ان في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بايمانه باطنا وظاهرا واثباتا لموالاته لله تعالى ورسوله وجوب موالاة المؤمنين له. واذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة او دعا له. احب كثير من الناس ان يكون له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء وان كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو لخلق كثير وهذا كالشهادة بالجنة ابن قيس وعبدالله ابن سلام رضي الله عنهما وان كان قد شهد بالجنة لاخرين والشهادة بمحبة الله ورسوله الذي ضرب في الخمر. قوله فقال علي فقال اين علي ابن ابي طالب؟ فيه سؤال الامام عن رعيته احوالهم قيل قوله فقيله ويشتكي عينيه اي من الرمد كما في صحيح مسلم عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه فقال وادعوا لي علي فاوتي به الحديث قوله فارسلوا اليه بهمزة قطع امرهم بان يرسلوا اليه فيدعوه فيدعوا له ولمسلم من طريق اياس ابن سلمة عن ابيه قال فارسل الى علي فجئت به اقوده ارمل وقول الشارخ امرهم الى اخره ليس هذا بظاهر ففي نسخة صحيحة بخط المصنف فقيل هو يشتكي عينيه فارسل اليه فارسل اليه مبني للفاعل الصلاة فارسل اليه مبني للفاعل وهو ضمير مستتر في الفعل. راجع الى النبي صلى الله عليه وسلم. ويحتمل ان يكون مبيا لما لم يسمى فاعل قوله فبصق بفتح الصادع تفل قوله فدعا له فغرق هو بفتح الراء والهمزة اي عوفي في الحال عافية كاملة كأن لم يكن به وجع من رمد ولا ضعف بصر وعند الطبراني من حديث علي رضي الله عنه فما رمت ولا ولا صدعت منه صدعت احسن الله اليكم بل فما رمته ولا صدعت منذ دفع الي النبي صلى الله عليه وسلم الراية. وفيه دليل على الشهادتين. قوله فاعطاه الراية قال نصنف رحمه الله تعالى فيه الايمان بالقدر بحصولها لمن لم يسعى ومنعها عمن سعى. وفيه ان فعل الاسباب المباحة الواجبات او المستحبة لا ينافي التوكل قوله وقال انفض على رسلك بضم الفاء ايمضي ورسلك بكسر الراء وسكون السين اي على رفقك من غير اجلة وساحتهم فناء ارضهم وهو ما حولها وفيه الادب عند القتال وترك العجلة والطيش والاصوات التي لا حاجة اليها وفيه امر الامام عماله بالرفق من غير ضعف ولا انتقاض عزيمة كما يشير اليه قوله حتى تنزل بساحتهم قوله ثم ادعه الى الاسلام اي الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان شئت قلت الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وما اقتضته الشهادتان من اخلاص العبادة لله وحده واخلاص الطاعة له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن هنا اطابق الحديث الترجمة كما قال تعالى لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بان مسلمون قال شيخ الاسلام رحمه الله والاسلام هو الاستسلام لله وهو الخضوع له والعبودية له. هكذا قال اهل اللغة وقال رحمه الله تعالى ودين الاسلام الذي ارتضاه الله وبعث به رسله هو الاستسلام لله وحده فاصله في القلب والخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه. فمن عبده وعبد معه الى ان اخر لم يكن مسلما. ومن استكبر عن عبادته لم يكن مسلما وهو في وفي الاصل هو من باب العمل عمل القلب والجوارح. واما الايمان فاصله تصديق القلب واقراره ومعرفته فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القلب انتهى فتبين ان اصل الاسلام هو التوحيد ونفي الشرك بالعبادة وهو دعوة جميع المرسلين هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة فيما امرهم به على السن رسله. كما قال تعالى عن اول رسل ارسله ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال لكن ان كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالهم ابتداء لان النبي صلى الله عليه وسلم غار على بني وهم ضارون وان كانوا لم تبلغهم الدعوة وجبت دعوتهم. وقوله واخبرهم بما يجب عليه من حق الله تعالى فيه. اي الاسلام اذا اجابوك اليه فاخبرهم بما يجب عليهم من حقوقه التي لابد لهم من فعلها. كالصلاة والزكاة كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم واموالهم الا بحقها. ولما قال عمر لابي بكر رضي الله عنهما في قتاله مانع الزكاة كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوا ما عصموا مني واموالهم الا بحقها. قال ابو بكر رضي الله عنه فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا. لو والله لو منعوني عناقا كانوا انا والله لو احسن الله اليكم والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها. وفي بعث الامام الدعاة بين الله تعالى كما كان النبي صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدون يفعلون يفعلون. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون كما في المسند عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال في خطبته الا اني والله ما ارسل عمالي اليكم ليضربوا ابشاركم ولا ليأخذوا اموالكم ولكن ارسلوهم اليكم ليعلموكم دينكم وسننكم قوله فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. ام مصدرية واللام قبلها مفتوحة لانها لام القسم. وان والفعل بعدها وفي تأويل مصدر رفع على الابتداء والخبر خير وحم بضم المهملة وسكون الميم جمع احمر والنعم بفتح النون العين المهملة اي خير لك من الابل الحمر وهي انفس اموال العرب. قال النووي رحمه الله وتشبيه امور الاخرة في امور الدنيا انما هو للتقريب الى الافهام والا فذرة من الاخرة خير من الارض باسرها. وامثالها معها وفيه فضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد وجواز الحليف على الخبر والفتيا ولو لم يستحنف بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها. والجهة الثانية نظم سياقها. فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله وكان رمدا اي ارمد العينين والرمد داء اصيبوا العين فتحمر وتتوهج داء تصيب العين فتحمروا وتتوهج وقوله لاعطين الراية الراية اسم للعلم المعقود اسم للعلم المعقود منشورا اثم للعلم المعقود منشورا وقوله اني دافع للجواء اللواء اثم للعلم غير للعلم المعقول غير منشور من علم المعقول غير منشور سيأتي مزيد بيان لهما فيما يأتي وقوله في الصفحة السادسة السادسة السادسة والثلاثين بعد المائتين بالصدر الثاني اي من الرمد تقدم انه علة تصيب العين فتحمر فتحمر وتتوهج قوله في الصفحة السابعة بعد الثلاثين والمائتين امر الامام عماله العمال هم نواب الامام في الحكم والامرة هم نو هم نواب الامام بالحكم والامرة وهم الامراء قوله في الصفحة الثامنة والثلاثين بعد المائتين في اخر سطر منها وهم غاظون اي غافلون وهم قارون اي غافلون واما الجهة الثانية وهي نظم فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين ما ذكره. جده رحمه الله تعالى من ادلة الباب في قوله ولهما عن سهل ابن سعد وابتدأ بيانه بذكر طرف من ترجمته. واستغنى عن كشف معنى قوله وله ما بما تقدم ذكره انفا فانه سلف منه الخبر متقدما ان قوله ولهما اي للبخاري ومسلم وعلمت فيما علمت ان التثنية عند الاطلاق في عرف المحدثين مجعولة للبخاري ومسلم بحيث قيل وله ما او اخرجاه فالمراد اخراج البخاري ومسلم الحديث في كتابيهما ثم جعل لقبا لهما على التثنية لقب الشيخين فالشيخان في العرف الحديثي ام البخاري ومسلم ثم ابتدأ المصنف بيانه فقال قوله عن سهل ابن سعد اي بن مالك بن خالد الانصاري الخزرجي الساعدي ابو العباس صحابي شهير اي ذائع ذائع الصيف شائع الذكر بين الصحابة ليس من اغمارهم واحادهم الذين لا ذكر لهم وابوه صحابي ايضا فهو صحابي ابن صحابي مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المئة وهو اخر من مات من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ثم قال المصنف قوله قال يوم خيبر اي في غزوة خيبر واليوم تجعله واليوم تجعله العرب أسماء للحدث واليوم تجعله العرب اسما للحدث والفعل فيقولون يوم كذا وكذا ويذكرون فعلا ومن اشهر افعالهم المسماة بالايام المعارك والغزوات فأيام العرب هي مواقيت ووقائع قتالهم كيوم ذي قار وغيره فيكون قوله في الحديث قال يوم خيبر اي في اليوم الذي وقع فيه الحدث والفعل في خيبر وهو غزوة خيبر لما قصدها النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا في الباب عن سلمة ابن الاكوعي يزيد حديث الباب تفصيلا وايضاح معاني حديث ما من الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث مسالك له ثلاثة مسالك المسلك الاول تفسير رواياته بعضها ببعض تفسير رواياته بعضها ببعض لحديث سهل ابن سعد هذا فانه يقع بيانه بما جاء في بعض رواياته يقع بيانه بما جاء في بعض رواياته فالرواية الزائدة عما ذكره المصنف تعين على فهمه الرواية الزائدة عما ذكره المصنف تعين على فهمه واعمل الحافظ ابن حجر هذا المسلك في فتح الباري فعد قرة شروح الاحاديث. واعمل ابن عبد واعمل ابن حجر هذا المسلك في فتح الباري فعد غرة شروح الحديث لانه يعمد الى الحديث الذي رواه البخاري فيجمع رواياته لانه يعمل الى الحديث الذي رواه البخاري فيجمع رواياته عند البخاري وغيره فيكون ابين في نشر مضامينه والاعراب عن معانيه وثانيها ان الاول العبارة تفسير وثانيها تفسير الحديث لحديث عن صحابي اخر في معناه تفسير الحديث لحديث عن صحابي اخر في معناه كالمذكور هنا من حديث سلمة بن الاكوع فانه يعين على ايضاح معاني حديث سهل ابن سعد لاتحادهما في حكاية الواقعة لاتحادهما في حكاية الواقعة فيكون جلبه لايضاح معاني سهل معاني حديث سهل ابن سعد فيكون جلبه لايضاح معاني حديث سهل ابن سعد اكمل في الوفاء بمقصود الحديث اكمل في الوفاء بمقصود الحديث فمن رام ايضاح حديث ما حسن به ان يجمع الاحاديث المروية عن الصحابة بالباب بالمعنى نفسه بالمعنى نفسه وثالثها تفسير الحديث تفسير الحديث بالمعروف في الهدي النبوي من السنة تفسير الحديث بالمعروف في الهدي النبوي من السنة مما يرجع الى بابه خاصة مما يرجع الى بابه خاصة او الى السنة عامة مما يرجع الى بابه خاصة او الى السنة عامة كتفسير معاني حديث تهل ابن سعد بالاحاديث الاخرى في غزوة خيبر كتفسير حديث سهل ابن سعد بالاحاديث الاخرى في غزوة خيبر مما ليس فيها هذا المعنى الخاص مما ليس فيها هذا المعنى الخاص من خبر علي مما ليس فيها هذا المعنى الخاص من خبر علي لكنها تشاركه في تعلقها بباب واحد لكنها تشاركه في تعلقها بباب واحد وهو غزوة غزوة خيبر. وهو غزوة خيبر ووراء هذا مما يرجع الى المسلك المذكور ووراء هذا ووراء هذا مما يرجع الى المسلك المذكور تفسيره بالمستفيض بالسنة تفسيره بالمستفيض من السنة في الاحوال النبوية كايرادي كايرادي اعلام النبوة في شفاء المرضى كايراد اعلام النبوة بشفاء المرضى عند قوله ودعا له فبرا عند قوله وجعله كبرى فمن احكم هذه المسالك الثلاثة بلغ الغاية في ايضاح معاني السنة وطرأ النقص على ايضاح معاني الاحاديث النبوية بقدر النقص من هذه المسالك فان الغلق فيها فاش كالغلط في ايضاح معاني القرآن الكريم اشار الى هذا ابو العباس ابن تيمية في اواخر مقدمة اصول التفسير ومن بدائع الاقوال الاحمدية قول الامام احمد بن حنبل الحديث يفسر بعضه بعضا. الحديث يفسر بعضه بعضا ونشر ما تضمنته هذه الجملة من درر الامام احمد هو ما تقدم املائه من المسالك الثلاثة في تفسير الحديث فيكون المصنف رحمه الله تعالى لقوله وفي الصحيحين ايضا عن سلمة ابن الاكوع اخر اذا بالمسلك الثاني بايراد ما جاء من حديث عن صحابي اخر اخر في معنى الحديث حديث المراد شرحه فان الحديث المراد شرحه هو حديث سهل ابن سعد ومما جاء في بابه حديث سلمة بن الاكوعي قال كان علي رضي الله عنه قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر اي لم يخرج معه عند خروجه وكان رمدا اي يشتكي عينيه بداء الرمد. فلاجل هذه العلة تخلف رضي الله عنه. ثم قال لنفسه انا اتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لوما ومعاتبة تحركه هذا اللوم والعتب الى الخروج. فخرج علي رضي الله عنه فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله عز وجل في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعطين الراية الحديثة فتأخر خروج علي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم ادرك علي النبي صلى الله عليه كلم فدخل معه في عسكره فكان من خبره ما كان مما سيأتي ذكره ثم قال المصنف قوله لاعطين الراية الراية. قال الحافظ في رواية بريدة اني اللواء الى رجل احبه الله ورسوله يحبه الله ورسوله. والمحفوظ في حديث الثقات من حديث سهل بن سعد وغيره ان المذكور فيه اعطاء الراية لا دفع لا دفع اللواء فان بين الراية واللواء فرقا. وان كان الامر كما قال المصنف قد صرح جماعة من اهل اللغة بترادفهما. لكن روى احمد والترمذي من حديث ابن عباس قال كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء ورواؤه ابيض. واسناده حسن مثله عند الطبراني عن بريدة وعند ابن عدي عن ابي هريرة وزاد مكتوب فيه لا اله الا الله محمد رسول الله وفي الزيادة المذكورة ضعف لكن حديثين ابن عباس وبريضة يدلان على ان الراية واللواء متغايران. فهما شيئان مفترقان. ولهذا قال العلامة سليمان ابن عبد الله فاحسن ولم يكن جديرا بالمصنف ان يترك ما ذكر قال في تيسير العزيز الحميد عند هذا الموضع بعد ذكر حديث ابن عباس وبريضة وابي هريرة قال هو ظاهر في التغاير. ولعل التفرقة بينهما عرفية وهو ظاهر في التغاير. ولعل التفرقة بينهما عرفية. انتهى كلامه فالحديث المذكور في صفة الراية واللواء يدل على انهما متغايران بينان وذهب الشيخ سليمان مع ذكر هذا الظاهر الى ان التفرقة ربما تكون عرفية اي بحسب العرف الذي يعترف عليه الناس. واما باعتبار الوضع اللغوي فان الراية واللواء شيء واحد. والاظهر والله اعلم ان الراية واللواء متغايران في الوضع اللغوي. واحسن ما ذكر في تغايرهما ان الراية علم يعقد في الرمح عند العرب فيما تلفا وينشر فتصفقه الرياح وتحركه وان اللواء يكون علما معقودا في الرمح لا ينشر وان اللواء يكون علما معقودا في الرمح لا ينشر. فالعرب كانت ترفع اعلامها في حربها في الرمح والراية يجعلونها رقعة تخفق تصفقها الريح فلا يكونها بل يعلقونها معقودة في الرمح وتكون منشورة. واما اللواء فانه يكون معلقا مشدودا في الرمح لكنه يعقد عليه ولا ينشر وهذا العرف هو المشهور في بلادنا فان المعروف في البلاد في الميدان العسكري ان الراية هي العلم الرسمي للدولة. ويكون منشورا في المحافل. واما الالوية التي تكون لواء للكلية العسكرية او غيرها فانها تكون معقودة وتنقل بين حال عقدها لا حال نشرها وهذا العرف هو الذي كانت عليه العرب فيما سلف في احسن الاقوال التي بين التي في التفريق بين الراية واللواء. والعادة الجارية عندهم ان الراية تكون كبيرة ام ان الراية تكون كبيرة تعم. واما اللواء فيكون صغيرا يختص فيكون لكل قوم لواء وتلك الالوية مندرجة تحت الراية. ومنه في عرف العرب في جيوشهم ان الالوية العسكرية تتعدد في الجيش فلا يكون الجيش كله لواء واحد بل تتعدد الويته وتعدد الالوية اصله تعدد اللواء عندك كل قبيلة فيما سلف عند العرب وكان هذا باقيا اذا وقت قريب فيما يعرف من رايات القبائل في اين او فيما يعرف من رايات الامارات الصغيرة التي تكون منتظمة تحت ولاية تجمعها في حال الحرب ثم ثم تلاشى الامر بما تغير وصار ما صار في احوال الامم مما يتعلق بهذا الاصل بقي سؤال للفائدة الذي ادرك الكبار يسمع البيرق البيرق البيرق كان معروف عند الكبار في الحروب ما هو البيرق اه ايش؟ الراية الراية العالم اللواء اللواء هو الراية هو البيرق بس كبار السن ما يقولون كذا ابدا ليس عندهم الراية واللواء والبيرق شيء واحد ها يا سيد طيب البيرق لا تعرفه العرب في لسانها. بعض الناس يظن هذه الكلمة فصيحة. هي لا اصل لها في كلام العرب. انما هذه كانت تجعل علم صغير تجعل علما صغيرا فالقبيلة يجعل لها لواء وبعض افخاذها التي تكون مشهورة بالقوة والمنعة تتخذ بيرقا مبالغة في اظهار قوتها فهي علم صغير دون اللواء ثم مات هذا الشيء لكن بقي عند الناس الان اسمع كلمة بيرق وكلمة بيارق ويأتي انسان يقول انا اريد ان اسمي بنتي بيرق وهذه الكلمة لا تعرفها العرب في كلامها ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قوله يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فيه عظيمة لعلي رضي الله عنه. لان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت له المحبة من طرفين احدهما انه هو يحب الله ورسوله. انه هو يحب الله ورسوله وهذا متعلق بعمله وهذا متعلق بعمله والاخر ان الله ورسوله يحبانه ان الله ورسوله يحبانه هذا متعلق بجزائه وهذا متعلق بجزائه فجمع له الامران رضي الله عنه فبان بهذه الخصيصة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم الا ان هذه الخصيصة ليست حكرا عليه ولا حصرا فيه. قال شيخ الاسلام ابو العباس ابن تيمية فيما نقله عنه المصنف ليس هذا الوصف مختصا بعلي ولا بالائمة اي المهديين من الخلفاء والعلماء وغيرهم فان الله ورسوله ايضا ولا كذلك ائمة ال البيت. فان الله ورسوله انه يحب كل مؤمن تقي يحب الله ورسوله. لكن هذا الحديث لكن هذا الحديث من احسن ما يحتج به على النواصب الى اخر ما ذكر. فخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان عليا يحب الله ورسوله وصف لكل مؤمن. فان كل مؤمن يحب الله ورسوله. ولا يصح ايمانه احدهم الا بمحبة الله ورسوله وما رتب عليه من الجزاء من محبة الله ورسوله له متحقق ايضا لكل مؤمن تقي فان الله ورسوله يحب ان كل مؤمن تقي الا ان صدق محبة محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لآحاد المؤمنين متفاوتة بحسب تفاوتهم في الايمان والتقوى فمن كمل ايمانه وتقواه كملت محبة الله له ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم لم قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا يتقون فالاولياء هم المنصورون من الله واصل ولايتهم من الله هو حب الله سبحانه وتعالى لهم فان الولاية لا تنعقد بالنصرة الا بعد المحبة. فان الله لما احبهم نصرهم. وهذا هو المذكور في حديث ابي هريرة رضي الله عنه عند البخاري النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل من عادى لي وليا اذنته بالحرب وما تقرب عبدي بشيء بشيء احب الي مما افترضته عليه. لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فتقع المحبة منه الله عز وجل للعبد بحسب ما له من العلم والتقوى والصلاح والايمان والديانة. ثم قال قنفوا ثم قال شيخ الاسلام مبينا رتبة هذا الحديث في الانتفاع به في الاستدلال قال لكن هذا الحديث من احسن ما يحتج به على النواصب الذين لا يتولونه او يكفرونه او يفسقونه كالخوارج. اي ان هذا الحديث يكسر قناة النواصب الذين يناصبون ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم العداوة فيبغضونهم ولا يتولونه او يكفرونه او يفسقونهم كالخوارج منهم فان الخوارج من جملة النواصب الذين وقع منهم ما وقع فيما يتعلق بحق ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وفي حق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عامة ثم قال لكن هذا الاحتجاج لا يتم على قول الرافضة الذين يجعلون النصوص الدالة على فضائل كانت قبل ردتهم. فان الخوارج تقول في علي مثل ذلك. اي ان هاتين الطائفتين تاني تردان كثيرا مما جاء في فضائل النبي في فضائل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وال بيته بدعوى انها كانت قبل ردتهم وكفرهم. فالرافضة يردون فضل الصحابة بانها كان بان تلك الاحاديث قبل ردتهم موقع ما وقع بينهم. وكذا الخوارج يزعمون ان تلك الاحاديث في علي وغيره ثابتة لهم قبل وقوع الردة والاختلاف والتحكم الى الرجال. قال ابو العباس ان هذا باطل اي هذه الدعوة باطلة فان الله تعالى ورسوله لا يطلق مثل هذا المدح على من يعلم الله انه يموت كافرا اي مما يدل على وهن تلك المقولة وردائتها ان علم الله سبحانه وتعالى كامل وعلم النبي صلى الله عليه وسلم خبر عن علم الله عز وجل فهو وحي يوحى اليه فاذا اقدر ان الله ورسوله يحب ان احدا فان اطلاق مثل هذا المدح لا يكون على من يعلم الله انه يموت كافرا لجلالة هذا المدح وعلو رتبته. ثم قال المصنف وفيه اثبات صفة هبة لله خلافا للجهمية وهم اتباع الجهمي ابن صفوان من نفاة الصفات. فان قوله صلى الله عليه كلما ويحبه الله ورسوله اثبات وقوع المحبة من الله سبحانه وتعالى وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان في الادلة اكثر من مئة دليل ان في الادلة اكثر من مئة دليل على ان ان الله يحب ويحب على ان الله يحب ويحب فادلة الشرع متكاثرة في اثبات صفة المحبة لله عز وجل وان الله يحب من يحب من خلقه من الانبياء والعلماء والشهداء والاولياء والصالحين وغيرهم ثم قال قوله يفتح الله على يديه صريح في البشارة بحصول الفتح فهو علم من اعلام النبوة اي برهان من براهين النبوة. لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان الفتح يكون وبشر به بهذه الاشارة فاتفق وقوع ما اخبر اخبر عنه صلى الله عليه وسلم فصدق الخبر دال على نبوته صلى الله عليه وسلم. واعلام النبوة في عرف السلف هي دلائل النبوة وكانوا يسمون ما دل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم اية او دليلا او علامة وصنفوا في ذلك ايات النبوة ودلائل النبوة واعلام النبوة. اما لفظ الاعجاز فانه لفظ متأخر حادث احدثته المعتزلة. وجعلوا شرط وقوع الاعجاز التحدي. وادخلوا فيه معان باطلة لا تعرف في الكتاب والسنة بسقه ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى في غير موضع من كتبه ومنها كتاب النبوات. فالاكمل مجافاة هذا اللفظ وعدم ذكر معجزات الانبياء والاكتفاء بما جاء في القرآن والسنة من انها ايات وبينات دالة على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال المصنف قوله فبات الناس يذوقون ليلتهم بنصب ليلتهم ويذوقون قال يعني امام الدعوة يخوضون. وذلك في اخر الحديث فان امام الدعوة رحمه الله لما ساق الحديث تمامه قال قوله يذوقون اي يخوضون. وبين الشارح معنى يخوضون فقال اي في من يدفعها اليه. فهم يتراجعون الكلام في تعيين من سيدفعه النبي صلى الله عليه وسلم اليه وللمصنف رحمه الله تعالى بيان اخر للكلمة المذكورة ذكره في قرة عيون الموحدين فقال قوله يدركون اي يخوضون بين المصنف رحمه الله تعالى معنى هذه اللفظة بان المراد خوض السامعين في هذا الخير. لان المراد خوض السامعين في هذا الخير. وتمني حصوله والله اعلم. انتهى منه في الصفحة الخامسة والسبعين بعد المئة. وتاليتها. ثم قال المصنف وفيه حرص الصحابة على الخير واهتمامهم به وعلو مرتبتهم في العلم والايمان فانهم باتوا يخوضون متراجعين في معرفة من رشح له هذا الخير الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حرصا عليه ورغبة فيه واعتناء به. والاعتناء هو اللفظ وضوء المواطن لمقصود المتأخرين بالاهتمام. فان الاهتمام في اصح القولين ليس عربيا فصيحا وان اجازه مجمع اللغة العربي. اما القدامى فانهم لم يكونوا يعرفون هذا اللفظ. ويضعون موقعه الاعتناء والرعاية واشباههما. ثم قال وعلو مرتبة في العلم والايمان لان هذا هو شغله واشتغالهم بطلب الخير دال على سمو نفوسهم فيما تطلب وعلو بذلك فان نفس المرء لا تعلو بقدر ما له من مال او منصب او رياسة او او نسب فعلوها موقوف على مطلوبه. قال ابو العباس ابن تيمية الناس يقولون قيمة كل امرئ ما يحسنه الناس يقولون قيمة كل امرئ ما يحسنه. والعارفون يقولون قيمة كل امرئ ما يطلبه والعارفون يقولون قيمة كل امرئ ما يطلبه انتهى كلامه. اي قيمة المرء باعتبار ما تتحرك اليه همته وتتطلع اليه نفسه. فان عظم مطلوبه وعلت همته عد عظيم القدر. ثم قال قوله ايهم يعطاها هو برفع اي على البناء لاضافتها وحذف صدر صلتها فهي مبنية غير معربة وبناؤها على الضم وموجب البناء الاضافة وحذف صدر الصلة ثم قال قوله فلما اصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يعطاها اي في نفسه ان ينالها. وفي رواية ابي هريرة عند مسلم ان عمر رضي الله عنه قال ما احببت الامارة الا يومئذ وحبه الامارة يومئذ حامله عليه الفوز بشرف الرتبة الدينية حامله عليه الفوز بشرف الرتبة الدينية وهي محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم له. فمحبتها كائنة لامر خارجي. واما في فان الامارة في نفسها لا تطلب ولا تكون من شغل المخلصين لما فيها من الشغل والقطع عن المطالب العظيمة في الدنيا والاخرة. فان ظهرت للمرء مصلحة جينية فيها صاغت له وجاز قيامه بها او تعينت عليه ان تعطلت عن او ان تعطل قيام غيره بها. والقول في سائر المناصب كالقول في الامارة. فالمناصب ومن المناصب الدينية تطلب اباحة او استحبابا او ايجابا باعتبار القرائن التي تكون محيطة بها في تحقيق غرض شرعي مطلوب شرعا. فالمرء اذا تخوف ان تناط الرتبة دينية بمن يفسد على الناس دينهم او كان هذا متحققا عند ترشيح غيره لها وجب عليه ان يتصدر لها واذا كان في البلد من يكفيه مؤنة الامر فذلك خير له في الدنيا والاخرة. ثم ثم ذكر كلاما عن ابي العباس ابن تيمية انه قال ان في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بايمانه باطلا وظاهرا واثباتا لموالاته لله تعالى ورسوله ووجوب موالاة المؤمنين له. ثم قال واذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين بشهادة او دعا له احب كثير من الناس ان يكون له مثل الشهادة ومثل ذلك الدعاء. كما تقدم نظيره في حديث عكاشة ابن لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو له ان يكون منهم فتتابع بعده غيره حتى قطع النبي صلى الله وسلم تسلسلهم بقوله سبقك بها عكاشة ثم قال وان كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو لخلق كثير وهذا في الشهادة بجنة ثابت ابن قيس عبدالله ابن سلام رضي الله عنهما وان كان قد شهد بالجنة اخرين. والشهادة بمحبة الله ورسوله الذي ربا في الخمر وهو الصحابي الملقب حمارا فانه ضرب في الخمر فسبه بعض الصحابة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه يحب الله ورسوله. رواه مسلم. فشهادة النبي صلى الله عليه وسلم على تعيين تفيد اثبات ما شهد به النبي صلى الله عليه وسلم. فمن شهد له بالايمان شهدنا له بالايمان. ومن شهد له جنة شهدنا له بالجنة والنبي صلى الله عليه وسلم شهد لخلق كثير ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فبان ذلك فبان بذلك فضله عرفنا له هذه الفضيلة ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لخلق كثير من اصحابه ولامته كما قال رجل للبراء ابن عازب او زيد ابن ارقم في الصحيح والشك مني استغفر لك الرسول صلى الله عليه وسلم فقال استغفر لي ولك فقال اين؟ فقال في قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. ثم قال قوله فقال اين علي ابن ابي طالب؟ فيه سؤال الامام عن رعيته وتفقه خذوا احوالهم لان قيامه برعايتهم تقتضي سؤاله عنهم فان الامام راع ومسئول عن رعيته ثبت في الصحيحين من حديث سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما ثم قال قوله فقيل هو يشتكي عينيه اي من الرمد كما في صحيح مسلم عن سعد ابن ابي وقاص فقال ادع عليا فاوتي به اظمج فكانت علته الرمد وهو الداء الذي يكون في العين فتتوهج وتحمر وقال الشارح رحمه الله تعالى عند هذا الموضع في قرة عيون الموحدين قال المصنف في الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعى لها ومنعها عمن سعى لها. قال المصنف في قرة عيون الموحدين عند هذا الموضع قال المصنف فيه الايمان بقدر لحصولها لمن لم يسعى لها ومنعها عمن سألها واخره في فتح المجيد فجعله بعد قوله فاعطاه الراية. فقال في الصفحة السابعة والثلاثين بعد المائتين قوله فاعطاه الراية قال المصنف رحمه الله فيه الايمان بالقدر لحصولها لمن لم يسعى ومنعها عمن سعى هذه الجملة صالحة للمقامين. فقوله ادع لي عليا مقام الابتداء. وقوله فاعطاه الراية ما قاموا الانتهاء فقوله ادعوا لي عليا مقام الابتداء وقوله فاعطاه الراية مقام الانتهاء كلاهما واقع بقدر الله عز وجل. فايراد ما ذكره امام الدعوة صالح في الموضعين مع. ثم قال قوله فارسلوا اليه بهمزة قطع امرهم بان يرسلوا اليه فيدعو له ولمسلم من طريق اياس ابن سلمة عن ابيه قال فارسلني الى علي فجئت به اقوده ارمد وربما توهم اختلاف الروايتين لان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالارسال ثم ارسل هو بينهما بان يكون النبي صلى الله عليه وسلم امر امرا عاما بالارسال. ثم عين سلمة ابن الاكوع بالامر بالذهاب الى علي رضي الله عنه. وذكر بعض شراح التوحيد انه وقع في مسلم ان الذي جاء به سعد ابن ابي وقاص وذكر بعض شراح التوحيد انه وقع في مسلم ان الذي جاء به سعد بن ابي وقاص وهذا غلط فان اللفظ الذي في حديث سعد ابن ابي وقاص فاوتي به بالبناء لغير الفاعل لا فاتى به وقوله فاوتي به يفسره حديث سلمة انه هو الذي جاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم قال قنف رحمه الله وقول الشارح يعني الشيخ سليمان امرهم الى اخره يعني في قوله بان يرسلوا اليه ليس هذا بظاهر ففي نسخة صحيحة بخط المصنف فقيل هو يشتكي عينيه فارسل اليه اي ارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم مبني للفاعل وهو ضمير مستتر في الفعل راجع الى النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل ان يكون مبنيا لما لم يسمى فاعله فارسل اليه والجمع بينهما ما تقدم من ان الامر المبني لغير الفاعل كان للعموم ثم كان التخصيص لسلمة ابن الاكوع رضي الله عنه فارسله الى علي فجاء به يقوده رضي الله عنه وهو ارمد الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على حي على حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله لا اله الا الله ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قوله فبصق بفتح الصاد اي تفلا والبصاق هو الريق المجتمع هو الريق المجتمع وهو مثلث السين بصق وهو مثلث الصاد والسين والزاء فتكون صادا وسينا وزايا. فيقال بصق وبثق وبزق ثم قال قوله فجعله فبرأ هو بفتح الراء والهمزة اي عوفي في الحال عافية كاملة. فتم له بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم الشفاء من مرضه. قال المصنف كان لم يكن به وجع من رمد ولا ضعف بصر وعند الطمراني من حديث علي فما رمدت ولا صدعت منذ دفع النبي صلى الله عليه وسلم الراية اخرجه الطبراني في المعجم الاوسط خلافا لما يوهمه اطلاق المصنف وهو عند من هو اقدم منه كالطيالسي بمسنده واسناده حسن قال المصنف وفيه دليل على الشهادتين. وفيه دليل على الشهادتين. يعني قوله فدعا له فبرأ. فيه دليل الشهادتين كيف ها يوسف يعني في صدق في صدق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له وقوعها علم على نبوته فيكون دليلا على الشهادتين. يبين قوله وفيه دليل على الشهادتين. قول المصنف نفسه قول المصنف نفسه في قرة عيون الموحدين وفيه علم من اعلام النبوة ايضا. وفيه علم من اعلام النبوة ايضا وذلك كله بالله ومن الله. وذلك كله لله ومن الله. وهو الذي الضر والنفع وهو الذي يملك الضر والنفع والعطاء والمنع لا اله غيره ولا رب سواه. لا اله غيره ولا رب سواه. انتهى كلامه. فقوله وذلك كله بالله ومن الله اثبات شهادة ان لا اله الا الله. فقوله وذلك كله بالله ومن الله فيه اثبات شهادة ان لا اله الا الله وقوله وفيه اعلم من اعلام النبوة فيه اثبات شهادة محمدا رسول الله فيه اثبات شهادة ان محمدا رسول الله. فلما تحقق وقوع الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم له شفي وبرأ من مرضه علم صدق نبوته وهو يخبر ان الله ارسله فكان في ذلك شهادة لله بالتوحيد وله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ثم قال قوله فاعطاه الراية قال المصنف رحمه الله فيه الايمان بقدر لحصولها لمن لم يسعى ومنعها عمن سعى اي في ما وقع من اتفاق تطلع نفوس الصحابة وتشوفهم الى اخذ الراية ثم وقوعها علي وكان غائبا ولم يأتي عسكر النبي صلى الله عليه وسلم الا في الليل ايمان بالقدر لانها حصلت لمن لم يسعى لها وهو علي ومنعها ومنعها من سعى لها ممن سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم وابتغى الفوز بما وعد به النبي صلى الله عليه وسلم كعمر رضي الله عنه وغيره. ثم قال وفيه ان فعل الاسباب المباحة او الواجبة او المستحبة لا ينافي التوكل ففعل الاسباب غير قادح في التوكل وهو شرط لصحة التوكل فلا يكون التوكل صحيحا الا ببذل السبب اما الذي يزعم التوكل ثم يتعاطى الاسباب المعينة على بلوغ امر ما فهو غير صادق في توكله غير كم من لما يجب من شروطه ثم قال قوله وقال انفذ على رسلك بضم الفاء اي يمضي. قال في قرة عيون الموحدين بضم الهمزة والفاء بضم الهمزة والفاء وهذا احسن من اقتصاره على قوله بضم الفاء. ومعنى النفوذ المضاء في الفعل المضاء في الفعل ثم قال قوله ورثلك بكسر الراء وسكون السين اي على رفقك من غير عجلة. فالترسل هو في اخذ الامر فالترسل هو الترفق في اخذ الامر من كلام او مشي او غيره قال في قرة عيون الموحدين امره ان يسير اليهم بادب واناه. امره ان يسير اليهم بادب بين وانا وكان باكورة ادبه رضي الله عنه كما في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه عليه وسلم لما قال له انفذ على رسلك خرج علي. ثم وقف ولم يلتفت ثم صاح باعلى صوته على ما اقاتلهم يا رسول الله. فقوله ففعله ورضي الله عنه بعدم الالتفات امتثال لما امره النبي صلى الله عليه وسلم من النفوذ اليهم. وفي رواية عند مسلم امش ولا تلتفت. فامتثل النبي صلى الله عليه فامتثل علي رضي الله عنه ما امره النبي صلى الله عليه وسلم فلم يلتفت الى النبي صلى الله عليه وسلم بعد خروجه منه فهذا غاية الامتثال لامر النبي صلى الله عليه وسلم روي عن اصحابه رضي الله عنه عنهم وجوه من الرواية في هذا المعنى. ثم قال وساحتهم فناء ارضهم وهو ما حولها اي ما حول اراضيهم التي يملكونها ويسكنون فيها. وفي قرة عيون الموحدين ما قرب من حصونهم. ما قرب منهم عصونهم فالساحة الفضاء المحيط بحصونهم فالساحة الفضاء المحيط بحصونهم التي كانوا يتخذونها سكنا ثم قال وفيه الادب عند القتال وترك العجلة والطيش والاصوات التي لا حاجة اليها. فمن الادبي وكمال العقل ان يترك العبد العجلة والطيش والاصوات التي لا حاجة اليها فان العبد امور بالسكينة والوقار والتؤجج والعنائة وهي من علامة قوة الديانة وكمال العقل والادب المذكور من اولى الاداب التي ينبغي ان يكون عليها طلاب العلم فان العلم شعار الشريعة ولا يصلح ان يكون دليلا على الشعار ما عليه بعض المنتسبين الى العلم من عجلة وطيش ورفع للاصوات وجلبة لا خير فيها. سمع الليث ابن سعد جلبة لاصحاب الحديث عليهم فقال انتم الى قليل من الادب احوج الى كثير من الحديث الذي جئتم فاطلبونه ثم قال وفيه امر الامام عماله بالرفق من غير ضعف ولا انتقاض عزيمة كما يشير اليه قوله حتى تنزل بساحتهم فالتؤدة والتأني ولزوم عدم الطيش والعجلة في الوصول الى المقصود مأمور به وهذا هو حقيقة الرفق من غير ضعف ولا انتقاض عزيمة يعني نقض عزيمة وترك الاقدام على امر كان مقبلا عليه ثم قال قوله ثم ادعهم الى الاسلام اي الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فامره ان يدعوهم الى الشهادتين لان حقيقة الاسلام تدور عليهما فان الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والاستسلام لله بالتوحيد لا يقع الا مع الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وسيأتي مزيد بيان قال وان شئت قلت الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله سوته الشهادتان من اخلاص العبادة لله وحده واخلاص الطاعة له ولرسوله صلى الله عليه تكلم ومن هنا طابق الحديث الترجمة لان الحديث قد ساقه المصنف رحمه الله تعالى في الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله ولازمها الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. قال المصنف كما قال تعالى لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا ولا نشرك به كي الاية ثم قال المصنف قال شيخ الاسلام رحمه الله والاسلام هو الاستسلام لله وهو الخضوع له والعبودية له هكذا قال اهل اللغة وهذا الخضوع يكون بالتوحيد وهذا معنى ما ذكره ابن تيمية نفسه وغيره من اهل العلم ان ان الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد. وذكر جماعة من اهل العلم تتمة فقالوا الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك ليه؟ والجملتان المؤخرتان ملازمتان الجملة الاولى فانهما مندرجتان في في جملة الاستسلام لله بالتوحيد. فمن استسلم لله بالتوحيد ان قاد له بالطاعة وبرئ من الشرك واهله والافصاح عنهما للاعتناء بهما والافصاح عنهما للاعتناء بهما اي ذكر مع توقف حقيقة الاسلام عن الاستسلام لله بالتوحيد لجلالة هذين الامرين وهو الانقياد لله بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. ثم قال وقال رحمه الله ودين الاسلام الذي ابتضاه الله هو بعث به رسله هو الاستسلام لله وحده فاصله في القلب والخضوع لله وحده بعبادته وحده دون ما سواه ثم قال ابو العباس وفي الاصل هو من باب العمل عمل القلب والجوارح واما الايمان فاصله تصديق القلب واقراره ومعرفته فهو من باب قول القلب المتضمن عمل القلب وهذه الجملة اريد بها بيان صلة هذين الكلمتين الايماني والاسلامي بالدلالة على الدين فالاسلام يدل على الدين باعتبار وقوع استسلام العبد بالعمل فالاسلام يدل على الدين باعتبار وقوع استسلام العبد بالعمل. والايمان يدل على الدين باعتبار التصديق الجازم من العبد والايمان يدل على الدين باعتبار التصديق الجاز من العمل ومن ثم قلنا فيما سلف ان الايمان شرعا وايش ها يا سيدي قلنا ان الايمان هو التصديق الجازم بالله هو التصديق الجازم بالله باطل وظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة وقلنا ان الاسلام هو يا عبد الله تعبدا احسنت هو الاستسلام لله باطنا وظاهرا. هو الاستسلام لله باطنا وظاهرا. تعبدا له شرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة هو الاستسلام لله باطنا ظاهرا تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة. فهذان الحدان المذكوران يدل كل واحد منهما على الدين كله. فاذا اطلق الايمان بالمعنى الذي ذكرناه صار دالا على الدين كله. واذا خلق الاسلام بالمعنى الذي ذكرناه صار دالا على الدين كله. الا ان متعلق الايمان هو التصديق الجازم الاسلام هو الاستسلام. وكلا التعريفين في كنفه المعاني الخاصة لمراتب الدين وهي الاسلام الايمان والاحسان ففي كليهما ارشاد الى ما يكون في القلب من التصديق الجازم ومن التعبد بشرع بالشرع على محمد صلى الله عليه وسلم ومن وقوع ذلك التعبد على مقام المشاهدة والمراقبة. ثم قال المصنف فتبين ان اصل الاسلام هو التوحيد ونفي الشرك في العبادة وهو دعوة جميع المرسلين وهو لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة فيما امرهم به على السن رسله كما قال تعالى عن اول رسول ارسله ان اعبدوا الله واتقوه واطيعوه. ثم قال وفيه مشروعية الدعوة قبل القتال هي الدعوة الى الاسلام وعدم ابتداء الناس قبل دعوتهم اليه. ثم استدرك فقال لكن ان كانوا قد بلغتهم الدعوة جاز قتالهم ابتداء لان النبي صلى الله عليه وسلم اغار على بني المصطلق وهم غارون اي غافلون وهم قد بلغتهم الدعوة من وان كانوا لم تبلغهم الدعوة وجبت دعوتهم فالدعوة الى الاسلام تتقدم القتال عليه ثم قال قوله اخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه اي في الاسلام اذا اجابوك اليه فاخبرهم بما يجب عليهم من حقوقه التي لا بد لهم من فعلها الصلاة والزكاة كما في حديث ابي هريرة فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم واموالهم الا بحقها. اي بحق الاسلام. ولم قال عمر لابي بكر في قتاله مانع الزكاة كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله فاذا قالوها عصوا مني دماءهم واموالهم الا بحقها قال ابو بكر عليه فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها في علم منه ان قول لا اله الا الله لا تبقى معه عصمة للعبد بعد حال الابتداء حتى يأتي بما يلزم من حق لا اله الا الله في الصلاة والزكاة قال المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين في الصفحة السبعين بعد المئة قوله واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه مما امر به وشرعه من حقوق لا اله الا الله فهذا يدل على ان الاعمال من الايمان خلافا للاشاعرة والمرجئة في قولهم انه القول وزعموا ان الايمان هو مجرد تصديق فتركوا ما دل عليه الكتاب والسنة لان الدين ما امر الله به فعلا وما نهى عنه تركا ثم قال في موضع اخر في الصفحة الرابعة والسبعين بعد المئة قوله واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه من اداء الفرائض الوجه الشرعي والنهي عن تعدي الحدود التي حدها الله بين الحلال والحرام وذلك من الايمان خلافا للاشاعرة والمرجئة ونحوهما فالحلال احله الله والحرام ما حرمه الله والدين ما شرعه الله فاذا اخذ بالاسلام الذي فاذا اخذ بالاسلام الذي هو التوحيد والاخلاص واحل ما احله الله وحرم ما حرمه الله والدين ما شرعه الله فاذا اخذ بالاسلام وامر بذلك عليه فقد قام بما وجب وبالله التوفيق. ثم قال المصنف رحمه الله وفيه بعث الامام الدعاة الى الله كما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدون يفعلون كما في المسند عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال في خطبته الا واني الا اني والله ما ارسل عمالي يعني امرائي اليكم ليضربوا ابشاركم يعني جلودكم فالبشرة اسم للجلدة الظاهرة ولا ليأخذوا اموالكم ولكن ارسلهم اليكم ليعلموكم دينكم وسننكم. فالمقصد الاكبر من نصب الامراء هو حفظ الدين. ويكون حفظ الولاية معينا عليه. فيبعث الامراء او ليعلموا الناس دينهم اما بانفسهم ان كان لهم علم فيه والا نصبوا معهم من يعلم الناس دينهم. قال المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين. ثم ادعهم الى الاسلام هذا هو شاهد الترجمة وهكذا ينبغي لاهل الاسلام ان يكون قصدهم بجهادهم هداية الخلق الى الاسلام والدخول فيه وينبغي لولاة الامر ان يكون هذا هو معتمدهم ومرادهم ونيتهم. فالقصد الاكبر من جهاد جهاد الحجة والبيان وجهاد السيف والسنان هداية الخلق الى الاسلام. فليس المقصود من حجة جهاد الحجة والبيان ان يظهر والمرء مكنون علمه وان يبدي للخلق ظهور فضله. ولا المقصود من جهاد السيف والسنان ان يتشفع المرء من الناس ويرتوي من الدماء ويفرغ غيظ قلبه على احد من الخلق لاجل جنسه او اقليمه او بلده المقصود ايصاله الى الخير بهدايته الى الاسلام. ثم قال المصنف قوله فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ان اي دلة على المصدر فيما يؤول بعدها كما سيأتي واللام قبلها مفتوحة لانها لام قسم اي التابعة لقوله فوالله ثم قال وان والفعل بعدها في تأويل مصدر اي تقديره فوالله لهدايتك رجلا ثم قال رفع على الابتلاء والخبر خير. ثم قال وحمر لضم المهملة وسكون الميم جمع احمر. لان ضمها جمع حمار. قال الله تعالى كأنهم حمر مستنفرة بضم الميم اما حمر بسكون الميم فهو جمع احمر ثم قال والنعم بفتح النون والعين المهملة اي خير لك من الابل الحمر. بل نعم هي الابل. والابل الحمر قال المصنف رحمه الله تابعا بغيره وهي انفس اموال العرب. وهي انفس اموال العرب. ما تقولون اه ها ذلك الصف هو من الامثل الحمرا هل هي انفث؟ هذا تركي الذين هم ايه احسنت ليست الحمر انفس الابل لذلك لو ذهبت الى اهل الابل وقلت لهم انفس الابل الحمراء ضحكوا عليكم انفز الابل عندهم ايش المغاتير ثم المجاهيم يعني السود على القول المشهور عندهم وقال الحمرا واهل الابل يجتمعون على ان الحمرا ليست انفس الابل لكن المقصود عند اهل الحجاز لانها سواد ابلهم. فهي الابل التي كانت في الحجاز هي انفس الابل التي كانت بالحجاز سيكون باعتبار المخاطبين من اهل الحجاز ثم قال رحمه الله قال النووي وتشبيه امور الاخرة بامور الدنيا انما هو للتقريب الى الافهام والا فذرة من الاخرة خير من الارض باسرها وامثالها معها اي في قوله خير لك من حمل النعم فانما يجري على العبد من الخير في الاخرة لما له من عمل في الدنيا اعظم مما في الدنيا كلها ثم قال وفيه فضيلة من اهتدى على يديه رجل واحد للاجر العظيم الذي رتب عليه. وجواز الحلف على الخبر والفتية ولو لم يستحلف اي ولو لم يطلب منه وفي قرة عيون الموحدين قال فيه جواز الحلف حلف المفتي على ما افتى به. وزاد المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين فيما يستنبط من الحديث قال وفيه الترغيب في الدعوة الى الله وطلب الهداية لمن اراد الله هدايته ليحصل للداعي الى الحق هذه الفظيلة العظيمة هداية من اهتدى فلا ينبغي التفريط في المطالب العالية وبالله التوفيق. وقال ايضا قبل ذلك في الصفحة بعد المئة في ذكر فائدة من فوائد الحديث قال وفيه الرد على المشركين المستدلين على الشرك بكرامات الاولياء دلالتها على فضلهم اي اذا وقعت منهم كرامة صارت عندهم علم على الفضيلة ولو كان مشركا. قال وامير المؤمنين علي رضي الله عنه وقع له من الكرامات ما لم يقع لغيره وله من السابقة والجهاد والفضائل ما ليس لغيره. وقد خد الاخاديد واضرمها بالنار وقذف فيها من غلا فيه واعتقد فيه بعض ما كان يعتقده هؤلاء المشركون مع اهل البيت وغيرهم فصار من اشد الصحابة رضي الله عنهم بعدا عن الشرك وشدة على من اشرك حتى حرقهم بالنار. يعني في وقعته المشهورة لما امر مولاه انظر ان انظر ان يوقد النار وضع فيها من وضعه ممن زعم له شيئا من الالوهية كان عليا بريئا من تلك الدعوة وقال في ذلك لما رأيت الامر امرا منكرا اججت ناري ودعوت قمبرا ودعوت قنطرة فلو ادرك علي رضي الله عنه هؤلاء المعظمين له فوق ما له من الرتبة لصنع بهم ما صنع ممن رفعه فوق فوق مقام له ولم ينكر احد من الصحابة على علي ما فعل الا التحريض. واما التقتيل فانهم اقروه عليه قال وكذلك عمر بن الخطاب مع ما اعطي من الكرامات صار من ابعد الصحابة عن الشرك وذرائعه فهؤلاء افضل اهل الكرامات فما زادهم ذلك الا قوة في التوحيد وشدة على اهل الشرك والتنديد. اي لم يغروا بتلك الكرامات التي جرت لهم. قال كما جرى لعمر رضي الله عنه بالاستسقاء بالعباس وتعمية قبر دانيال لما وجده الصحابة في بيت ما لك الرمزان كما ان المعجزات انما زادت الرسل قوة في الدعوة الى التوحيد وشدة على اهل الشرك والانكار عليهم وجهادهم لكن قد يقع من الاحوال الشيطانية لمن يستحوذ عليه الشيطان فانساه ذكر ربه ما قد كبسوا على الجهال الذين قد تلبسوا بالشرك ويظنون ان ذلك كرامات وهي من مكر الشيطان واغوائه لمن لم يعرف الحق من الباطل والهدى من الضلال وقد قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم فكذلك يجب على كل احد ان يطلب الحق من القرآن بتدبره فانه الصراط المستقيم ولا يلتفت الى ما زخرفته الشياطين كما اغتر به من اغتر في هذه الامة ومن قبلهم. قال ابن القيم رحمه الله تعالى حدق بقلبك في النصوص كمثل ما قد حذقوا في في رأي طول زماني واترك رسوم الخلق لا تعدى بها في السعد ما يغنيك عن دبران. فاذا عن للمرء حال من الاحوال المخالفة للشرع فانه لا ينبغي له ان يغتر به ولو كان صادرا ممن كان في رتبة عظيمة فما خالف الشرع فانه ملقى مطرح مهما جرى لصاحبه من احوال يظن انها كرامات وهو وهي في الحقيقة احوال شيطانية قال الافظلي في الدرة الثنية قال الاخضري في نظمه في باب الرقائق والتصوف كما يقولون. قال اذا رأيت رجلا يطير وفوق ماء البحر قد يسير. ولم يكن شروط الشرع فانه مستدرج وبدعي وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة الفجر لله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين