السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تعاليا وجدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى آله وصحبه ومن اتخذه اماما وخليلا اما بعد فهذا المجلس السابع عشر بشرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد في سنته الثانية الف واربع مئة واربعة وثلاثين والف وخمسمائة واربعمائة وخمس وثلاثين وهو كتاب فتح المجيد في شرح كتاب كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله وقد انتهى من البيان في السنة الفائتة الى قول المصنف رحمه الله تعالى باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه نعم الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه قال الشارق الشيخ الامام عبدالرحمن بن حسن في كتابه فتح المجيد رفعه ازالته بعد نزوله ودفعه منعه قبل نزوله. بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها تقول المصنفي رحمه الله باب من الشرك المراد بالشرك شرعا جعل شيء من حق الله لغيره وربما اطلق على بعض معناه فقيلا جعل شيء من العبادة لغير الله بالشرك شرعا يقع على معنيين احدهما معنى عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره فتندرج فيه انواع الشرك كافة والآخر معنى خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله فيقتص بشرك العبادة والالوهية والمعنى الثاني منهما هو المعهود شرعا فهو المراد عند الاطلاق فمتى ذكر الشرك في خبر الشريعة كان المراد به شرك العبادة والالهية وقوله لبس بضم اللام وسكون الباء ولا يقال لبس الا على ارادتي ما يلبس من الارجية ونحوها فالمصدر هو اللبس واما اللبت فهو اسم للملبوس كالذبح والذبح كالذبح والذبح فالذبح هو المصدر والذبح اثم لما يذبح وقوله الحلقة بسكون لامها اتفاقا وكنوزع في صحة تحريك اللام الحلقة والاشهر عند اهل اللغة انها لغة ضعيفة وهي اسم لما يدار من حديد او اجتماع قوم وهي اسم لما يدار من حديد ونحوه او اجتماع قوم فمتى ادير حديد او ما في معناه فجعل على صورة الدائرة باب او اجتمع قوم فتمثلوا في مجلسهم صورة الدائرة اطلق عليهم اسم الحلقة بسكون اللام وتنزع في فتحها على ما تقدم وقوله ونحوهما اي ما كان في معناهما اي ما كان في معناهما فان نحو الشيء شبهه وما كان قريبا منه فان نحو الشيء شبهه وما كان قريبا منه وشبه الحلقة والخير الخرز والمسامير وسلاسل الحديد قال شيخ شيوخنا محمد حامد الفقي رحمه الله في حاشيته على فتح المجيد عند هذا الموضع ومن هذا الباب ما يفعله الجاهليون اليوم من الباس اولادهم قلاخيل الحديد وغيره يعتقدون ان ذلك يحفظهم من الموت الذي اخذ اخوتهم الذين ماتوا قبلهم ومنه لبس حلقة الفضة للبركة او لمنع البواسير انتهى كلامه وبعضه في حاشية ابن قاسم العاصم على كتاب التوحيد قوله البلاء اي الشدة والضيق اي الشدة والضيق واصلوا للبلاء واصلوا البلاء الاختبار والامتحان يقال ابتلي الرجل اي اختبر وامتحن ويشمل ما يجري محنة ومنحة قال الفيروز ابادي في القاموس المحيط والبلاء قد يكون منحة وقد يكون محنة والبلاء قد يكون منحة وقد يكون محنة انتهى كلامه وشاهده في التنزيل قوله تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة فجعل الابتلاء واقعا بما يحب ويطلب وواقعا بما يذم ويغلب لكنه عند الاطلاق مجعول للمذموم المغلوب الذي تكرهه النفوس وتعاقبه وهو المراد في كلام المصنف فان قوله لرفع البلاء او دفعه يراد به دفع الشدة والضيق او رفعها ونظير هذا البشارة فانها اسم يشمل الخبر عن الخير والشر فمن الاول قوله تعالى وبشرناه بغلام عليم ومن الثاني قوله تعالى فبشرهم بعذاب اليم لكن المعهود عند الاطلاق للبشارة ارادة الخبر عن الخير فكذلك القول في البلاء انه يشمل الخير والشر لكن المراد منه عند الاطلاق هو ما يتعلق بالشر واما الجهة الثانية وهي نظم تياقها فان الشارح رحمه الله تعالى شرع يبين معنى ما ترجم به جده في قوله باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه فذكر ان رفع البلاء هو ازالته بعد نزوله وان دفعه هو منعه قبل نزوله فالبلاء يتعلق به امران احدهما طلب الرفع والاخر طلب الدفع فاما طلب الرفع فمتعلقه بعد النزول فاذا نزل البلاء وحل بالعبد طلب رفعه واما دفع البلاء فمتعلقه قبل النزول بان تطلب الوقاية منه قبل نزوله بالعبد فترجم المصنف رحمه الله بما يشمل الجهتين مع ولم يذكر المصنف رحمه الله ولم يذكر الشارح رحمه الله تعلق هذا الباب بما سبق من الابواب بما هو مبني على قول المصنف رحمه الله تعالى في خاتمة الباب السابق عند ذكر مسائله وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الابواب فان ابتداء هذه الترجمة بقوله باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه ايذان بمقصد جديد اشار اليه العلامة سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد بقوله ومن هنا ابتدأ المصنف في تفسير التوحيد ومن هنا ابتدأ المصنف في تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله بذكر شيء مما يضاد ذلك بذكر شيء مما يضاد ذلك من انواع الشرك الاكبر والاصغر من انواع الشرك الاكبر والاصغر. فان الضد لا يعرف الا بضده فان الضد لا يعرف الا بضده كما قيل وبضدها تتبين الاشياء فمن لا يعرف الشرك لا لم يعرف التوحيد فمن لا يعرف الشرك لم يعرف التوحيد وبالعكس انتهى كلامه فمقصود المصنف رحمه الله تعالى بذكر هذه الترجمة عقب الابواب المتقدمة هو الافصاح عن حقيقة التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله بذكر ما ينافيها من الشرك على اختلاف انواعه فان ذكر ضد الشيء يميزه فان الاشياء تتميز بامرين فان الاشياء تتميز بامرين احدهما ذكر حقائقها ذكر حقائقها فان الذكر حقيقة الشيء يبين معناه والاخر بيان اضدادها بيان اضادها فان الظد يميز ما يقابله واكمل البيان ما جمع فيه الامران واكمل البيان ما جمع فيه الامران وهو الواقع في كتاب التوحيد فان تفسير التوحيد وبيانه وقع تارة فيه بذكر متعلقاته المندرجة ببيان حقيقته تارة ووقع ببيان ما ينافي اصله او كماله تارة اخرى وقول المصنف رحمه الله من الشرك اشارة الى ان المذكور في الباب هو بعض افراد الشرك فان من هنا واقعة موقع الدلالة على التبعيض فتقدير الترجمة باب في بعض انواع الشرك والمذكور فيها هو من الشرك الاصغر والمذكور فيها هو من الشرك الاصغر نص عليه الحفيدان سليمان بن عبدالله وعبدالرحمن ابن حسن وتبعه وتبعهما ابن قاسم العاصمي في جماعة اخرين والسر في الابتداء بالشرك الاصغر قبل الاكبر ذكره الشارخ الاول سليمان ابن عبد الله فقال انتقالا من الادنى الى الاعلى انتقالا من الادنى الى الاعلى اي بداءة بالادنى من نوعي الشرك ترقيا الى الوصول الى الاعلى وموجب البداءة بالشرك الاصغر قبل الاكبر امران وموجب البداءة بالشرك الاصغر قبل الاكبر امران احدهما ان نزع الشرك الاصغر وقلعه من نفس مرتكبه ان نزع الشرك الاصغر وقلعه من نفس مرتكبه اهون واخف من نزع الشرك الاكبر من نفس مرتكبه اهون واخف من نزع الشرك الاكبر من نفس مرتكبيه لان مرتكب الشرك الاصغر مقر بتوحيد الله لان مرتكب الشرك الاصغر مقر بتوحيد الله لكنه متلطخ بما ينافي كماله الواجب لكنه متلطخ بما ينافي كماله الواجب فاذا بين له منافاته كمال التوحيد الواجب عليه. فانه قمين ان يذعن وينخلع من الشرك الاصغر واما مرتكب الشرك الاكبر فانه منازع في اصل التوحيد واما مرتكب الشرك الاكبر فانه منازع في اصل التوحيد فالشبهة عنده اقوى والبلية باخراجه من شركه الاكبر اعظم والاخر شدة البلوى به شدة البلوى به وكثرة وقوعه في الناس شدة البلوى به وكثرة وقوعه في الناس فان عامة ما يقع من المنتسبين الى الاسلام هو الشرك الاصغر لما تقرر في النفوس من منافاة الشرك الاكبر لاصل التوحيد اشار الى الثاني منهما عثمان بن منصور في فتح الحميد وهذا الشرح المنقول منه الفائدة الثانية من الشروح التي اعرض عنها علماء الدعوة رحمهم الله تعالى لاشتماله على مواضع منه على امور تخالف التوحيد وميل مصنفه مسائل الى موافقة بعض شيوخه كداود ابن جرجيس في مسائل قرروها على خلاف الدليل المنصور فمثله مما لا يحتفل به ولا يتخذ مدارا التعليم وانما يقتطف منه العارف بالتوحيد اشياء ينفع بها الناس واما جعله اصلا وتقديمه واشهاره فهذا مما تجافاه علماء الدعوة رحمهم الله تعالى واشار الى وقوع الخلل فيه جماعة منهم عبدالرحمن ابن حسن وابنه عبد اللطيف رحمهما الله تعالى وقول المصنف رحمه الله تعالى وقول الشارح رحمه الله تعالى رفعه ازالته بعد نزوله ودفعه منعه قبل نزوله اتمه بيانا في كتابه الاخر قرة عيون الموحدين فقال يعني اذا كان هذا هو القصد يعني اذا كان هذا هو القصد فتعلق قلبه به فتعلق قلبه به في دفع ظد في دفع ضر ما قد نزل بدفع ضر ما قد نزل ومما لم ينزل فقد صرحت الاحاديث بان هذا شرك بالله فقد صرحت الاحاديث بان هذا شرك بالله انتهى كلامه وهو يبين ان اللام في قوله لرفع البلاء للتعليم وهو يبين ان اللام في قوله لرفع البلاء للتعليل اي من اجل رفع البلاء او دفعه فمتى وجد هذا القصد في التعاليق التي تجعل على الانسان كان محرما منهيا عنه معدودا في جملة الشرك واما ان اتخذه لقصد اخر كالزينة فالاصل فيه الجواز واما ان اتخذه لامر اخر لقصد اخر كالزينة فالاصل فيه الجواز الا ان يكون مختصا بالتعاليق الشركية الا ان يكون مختصا بالتعاليق الشركية او فيه مشابهة للكفار او النساء او فيه مشابهة للكفار او النساء فينهى عنه فلو تعلقت او فلو لبست المرأة مثلا حلقة في يدها كالاساور لقصد الزينة لم يجري فيها القول المذكور في هذا الباب. لانها لم تجعلها لرفع البلاء او دفعه بل جعلتها للزينة فلا ينهى عنها لذاتها وانما ينهى عنها لامر خارج عنها اذا وجد كأن تكون تلك الاسورة مما شاع عرفا اختصاصها بالتعاليق الشركية او كانت من خصائص الكفار فينهى عنها لاجل ذلك واما ان وجد القصد الذي ترجم به المصنف فانه يحكم بكونه شركا والشرك المراد هنا هو الاصغر فلبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه هو من جملة الشرك الاصغر لما فيه من تعليق القلب بغير الله عز وجل واتخاذ ما لم يشرع من الاسباب لما فيه من تعليق القلب بغير الله عز وجل واتخاذ ما لم يشرع من الاسباب فمتى وجد هذا المعنى حكم عليه بانه شرك اصغر ومن قواعد الباب التي ذكرها بعض العلماء ان السبب المتخذ ولم يثبت كونه سببا هو الشرك الاصغر ان السبب المتخذ الذي لم يثبت كونه سببا هو شرك اصغر وثبوت سببية شيء ما لها طريقان وثبوت سببية شيء ما لها طريقان احدهما طريق الشرع احدهما طريق الشرع بان يأتي في خطاب الشرع قرآنا او سنة دليل على كونه سببا بان يأتي في خبر الشرع كتابا او سنة دليل على انه سبب والاخر ما ثبت بطريق القدر ما ثبت بطريق القدر فيقوم برهان القدر المقطوع المقطوع به فيقوم برهان القدر المقطوع به على كون شيء ما سببا من الاسباب المنتفع بها كدلالة التجربة على ذلك كدلالة التجربة الظاهرة على ذلك وكون اتخاذ هذه التعاليق من الشرك الاصغر هو حكم عليها بالنظر اليها فقط هو حكم عليها بالنظر اليها فقط لا بالنظر الى قصد فاعلها لا بالنظر الى قصد فاعلها فان قصده ربما خرج به الى الوقوع في الشرك الاكبر فان قصده ربما خرج به الى الوقوع في الشرك الاكبر كاعتقاد استقلالها بالنفع والضر اعتقاد استقلالها بالنفع والضر فانه حين اذا شرك في الربوبية فالاصل في التعاليق انها شرك اصغر وربما طرأ عليها من الاوصاف ما يجعلها شركا اكبر وبه تعلم ان ما ذكره ابن قاسم العاصمي في حاشية التوحيد وغيره من ان لبس الحلقة والخير يكون تارة تلك الاكبر وتارة شركا اصغر هو بالنظر الى الفعل والفاعل معا وبالنظر الى الفعل والفاعل معا اما بالنظر الى الفعل فقط فهو شرك اصغر اما بالنظر الى الفعل فقط فهو شرك اصغر نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى كذب الله نعم وقول الله تعالى ولا فرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره قال الشارخ رحمه الله تعالى قال ابن كثير رحمه الله تعالى اي لا تستطيع شيئا من الامر قل حسبي الله اي اي الله كافي من توكل عليه. عليه يتوكل المتوكلون. كما قال هود عليه السلام وحين قال له قومه الا تراك بعض الهتنا بسوء قال اني اشهد الله واشهد ان بريء مما تشركون. من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذهم بناصيتها ان حي على صراط مستقيم. قال مقاتل رحمه الله تعالى بمعنى الآية فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم فسكت اي لانهم لا يعتقدون ذلك فيها. وانما كانوا يدعونها على معنى انها وسائق وشفعاء عند الله تعالى لا على انهم يكشفون الضر ويجيبون دعاء المضطر فهم يعلمون ان ذلك لله وحده كما قال تعالى ثم اذا مسكم الضر فاليه تجارون ثم اذا كشف الضر عنكم اذا بريق منكم بربهم يشركون قلت فهذه الاية وامثالها تبطل تعلق القلب بغير الله في جلب نفع او نفع قرب. وان ذلك شرك بالله وفي بيان ان الله تعالى وسم اهل الشرك بدعوة غير الله. والرغبة اليه من دون الله. والتوحيد ضد ذلك وهو الا يدعو الا الله ولا يرغب الا اليه. ولا يتوكل الا عليه. وكذا جميع انواع العبادة لا يصلح منها شيء لغير الله فما دل على ذلك الكتاب والسنة واجماع سلف الامة وائمتها كما تقدم بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احد مفرداتها فقوله تعالى في الاية التي ذكرها المصنف اعتراك اي اصابك اعتراك اي اصابك وقوله تعالى فيها قوله تعالى بعدها بايتين بناصيتها اي بمقدم رأسها الناصية مقدمة الرأس وقوله قال مقاتل هو ابن سليمان الخرسان وهو المراد عند اطلاق ذكره في بيان معاني القرآن فان مقاتلا اسم لجماعة من الاوائل فمنهم مقاتلون سليمان ومنهم مقاتل ابن حيان ويكثر النقل عن هذين في ابواب العلم لكنه اذا اطلق في باب التفسير اريد به مقاتل ابن سليمان وهو من اقدم المصنفين في التفسير وعلوم القرآن وهو من اقدم المصنفين في التفسير وعلوم القرآن وله غير كتاب منشور بايدي الناس مما طبع باخرة ومما ينبه اليه ان جماعة من المتكلمين في الملل والنحل ينسبونه الى التجسيم ولم يثبت كونه كذلك ولم يثبت كونه كذلك ومنشأ هذا والله اعلم ان مقاتلا معدود في مثبتة الصفات ان مقاتلا معدود في مثبتة الصفات وكان بارض خراسان وعامة من فيها من الجهمية وعامة من فيها من الجهمية النافين الاصطفات فكأنهم ارادوا تنفير الخلق مما قالته في اثبات الصفات فرموه بالتجسيم فكأنهم ارادوا تنفير الخلق مما قالته في الصفات فرموه بالتجسيم والله اعلم وقوله المضطر اي الذي اصابته ضرورة اي الذي اصابته ضرورة وهي الضيق والحرج وقوله وسما اهل الشرك اي جعل لهم علامة جعل لهم علامة ووصفا الوسم العلامة والسمة الوسم العلامة والسمة واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معاني الدليل الاول من ادلة الباب الذي ذكره جده المصنف وهو قوله تعالى قل افرأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشف ضره الاية وابتدأ بيانه بالنقل عن ابن كثير فقال قال ابن كثير واطلاق النقل عنه يراد به تفسيره العظيم المسمى تفسير القرآن العظيم وتقدم ان ائمة الدعوة خاصة واهل العلم كافة يحتفلون بتفسير ابن كثير ويقدمونه لانه مختصر لاعظم التفاسير عند الاوائل وهو تفسير ابن جرير مع زيادة تنقيح وتحقيق وبسطت هذه الجملة فيما تلف من التقرير على هذا الكتاب فقال المصنف فقال الشارح في نقله قال ابن كثير اي لا تستطيعوا شيئا من الامر فالمراد بالاستفهام في قوله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله هو استنكار مقالتهم اي تزييفها ونسبتها الى النكرة وهي خلاف المعرفة فهي مقالة من كرة مرذولة مخذولة فلا سبيل يؤدي بمن يدعونه من دون الله الى كشف الضر او اصابة احد بالرحمة ثم قال ابن كثير في تتميم بيان معنى الاية قل حسبي الله اي الله كافي من توكل عليه. فالحسب والكافي ولذلك لا يطلق الا على الله عز وجل قال الله تعالى يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين اي حسبهم الله ايضا وليس معنى الاية ان الله والمؤمنين يكفون النبي صلى الله عليه وسلم بل معنى الاية ان الله هو كافي رسوله صلى الله عليه وسلم وهو كافي عباده المؤمنين فلا يطلق الحسم الا على الله وحده فلا يجوز ان يقول العبد انا في حسب فلان ولا محسوبك فلان لانهما من هذا الباب فقوله انا في حسب فلان معناه في كفايته وليس احد من المخلوقين كافيا غيره منه وكذلك قوله محسوبك فلان اي المتكفل بكفايتك هو فلان ففيه المعنى المتقدم من اعتقاد الكفاية في احد من الخلق ولتقرير ابطال هذا قال الله عز وجل في تتميم الاية عليه يتوكل المتوكلون ان يسلمون امرهم له ثم قال ابن كثير كما قال هود عليه السلام حين قال له قومه ان نقول الا اعتراف بعض الهتنا بسوء فكان فيما ذكره ان قال اني توكلت على الله ربي وربكم فتحقيق رد الامر اليه يكون بكمال التوكل عليه ثم قال ابن كثير قال مقاتل وهو ابن سليمان كما تقدم في معنى الاية فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا اي انقطعوا عن ادعاء تلك الدعوة فانهم لا يدعون ذلك في الهتهم كما قال اي لانهم لا يعتقدون ذلك فيها وانما كانوا يدعونها على معنى انها وسائط وشفعاء عند الله. لا على انهم يكشفون الضر ويجيبون دعاء المضطر وهم يعلمون ان ذلك لله وحده. كما قال تعالى ثم اذا مسكم الضر فاليه ثم اذا فريق منكم بربهم يشركون فلم يكن هؤلاء يعتقدون ان ما يدعونه من دون الله عز وجل من الاصنام والاوثان تكشف الضر وتجيب دعاء المضطر ولكنهم كانوا يعتقدون ان هذه الالهة وسائط وشفعاء عند الله تتوسط لهم في حصول النفع ودفع الضر وتشفع عند الله عز وجل فكان في الاية استنكار لمقالتهم وقطع لدعواهم وابطال لذلك. وهذا معنى قول المقاتل فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا فانه لا يحكي هذا حديثا وانما يحكيه لبيان المعنى اي كأنه انزل على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية فذكرها لهم فانقطعت حجتهم فانه لا حجة لهم بينة على ما يدعونه في تلك الالهة فيرغبون اليها ويتقربون اليها رجاء التوسط عند الله عز وجل ثم قال الشارخ رحمه الله قلت وتقدم ان الجملاء المستفتحة بقوله قلت هي من زياداته على تيسير العزيز الحميد فان الاصل ان هذا الكتاب اختصار لتيسير العزيز الحميد وكان المصنف سماه اولا بما يدل على ذلك. ثم عدل الى هذا الاثم. فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد استقر عليه الامر. فمتى قال قلت فهو يذكر شيئا لم يذكره صاحب فتح المجيد فقال الشارح رحمه الله قلت فهذه الاية وامثالها تبطل تعلق القلب لغير الله في جلب نفع او دفع ضر وان ذلك شرك بالله ومنشأ ابطال تعلق القلب بغير الله في جلب نفع او دفع ضر هو عدم قدرته عليه فلا سبيل لاحد دون الله عز وجل في جلب نفع لاحد او الدفع ضر عنه ومتى بطل صدور ذلك منه بطل تعلق القلب به فان القلب لا ينبغي ان يتوجه لاحد الا لما يرجوه من ايصال نفع اليه او دفع ضر عنه فاذا تخلف هذا بطل تعلق القلب به. فانه لا نفعل القلب في التعلق بغير من يحصل له نفعا ولا يدفع عنه ضراء. ومتى وجد تعلق القلب به وقع العبد في الشرك كما قال الشارح وان ذلك شرك بالله لان تعليق القلب في حصول المطلوبات ودفع المغلوبات انما يكون بالله انه القادر عليه ومتى صرف القلب الى التعلق بغير الله وقع العبد في الشرك ثم قال الشارح وفي الاية بيان ان الله تعالى وسم اهل الشرك اي جعل علامة عليهم يتميزون بها عن غيرهم قال بدعوة غير الله والرغبة اليه من دون الله والتوحيد ضد ذلك وهو الا يدعو الا الله ولا يرغب الا اليه ولا يتوكل الا عليه وكذا جميع انواع العبادة لا يصلح منها شيء لغير الله كما دل على ذلك الكتاب والسنة واجماع سلف الامة وائمتها كما تقدم فمن علامة المشركين دعوة غير الله. ومن علامة الموحدين دعوة الله وحده لا شريك له ومد الشارح رحمه الله تعالى القول في بيان دلالة الاية على الترجمة في قرة عيوني الموحدين فقال رحمه الله في الصفحة الثامنة والتسعين بعد المئة وتاليتها قلت فاذا كانت الهتهم التي يدعون من دون الله لا قدرة لها على ان تكشف فضرا اراده الله بعبده او تمسك رحمة انزلها على عبده فيلزمهم بذلك ان يكون الله تعالى هو معبودهم وحده لزوما لا محيد لهم عنه ثم قال وذكر تعالى مثل هذا السؤال عن خليله ابراهيم لمن حاجه في الله فقال انا احيي واميت؟ قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين فاقام الله تعالى الحجة على المشركين بما يبطل شركهم بالله وتسويتهم غيره به في العبادة بضرب الامثال وغير ذلك وهذا في القرآن كثير ثم ذكر رحمه الله تعالى ايا من القرآن في ضرب الامثال لابطال الشرك وهذا من المسالك الموضوعة في القرآن لابطال الشرك وفي القرآن ايات كثيرة اتخذ بها مسالك عدة لابطال الشرك ومن نافعي القول تطلب المسالك القرآنية في في ابطال العبادات الشركية المسالك القرآنية في ابطال العبادات الشركية فان من شرع في هذا يقف على تلك المسالك ويجد في القرآن جملة من جوامع الاي المبطلة للشرك ويجد في القرآن جملة من جوامع الاي المبطلة للشرك وسيأتي في باب الشفاعة ما ذكره المصنف رحمه الله نقلا عن ابن القيم في قوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة ذرة في السماوات ولا في الارض. الاية من ان هذه الاية من الاية التي اجتثت نياط الشرك من القلب بما تظمنته من اربعة امور يأتي بيانها في مقامها. فحقيق ملتمسي العلم ان يعتني بجمع المسالك القرآنية في ابطال العبادات الشركية ويتضمن طلبه ذلك التماس جوامع القرآن في ابطال الشرك من الاي الجوامع التي اخمد فيها الشرك اخمادا بينا ونصف نسفا شديدا. ومن جملتها الايات التي ذكر المصنف طرفا منها في قوله تعالى قل افراي ثم تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره الاية؟ ما بعدها ومما ينبه اليه ان الاية المذكورة هي في الشرك الاكبر اتفاقا واوردها المصنف رحمه الله في الشرك الاصغر وهو مصيب بايراده لها. فلا يعترض عليه بذكرها للدلالة على ابطال الاصغر مع كونها في الاكبر وذلك لامرين احدهما ان من الجار في عرف الصحابة ومن بعدهم من السلف ان من الجاري في عرف الصحابة فمن بعدهم من السلف الاستدلال بالايات الواردة في الشرك الاكبر على الاصفر الاستدلال بالايات الواردة الشرك الاكبر على الاصغر لاشتراكهما في جعل شيء من حق الله لغيره لاشتراكهما في جعل شيء من حق الله لغيره فان الشرك الاكبر والاصغر يجتمعان بجعل شيء من حق الله لغيره فلما وجد الجامع بينهما صلح ذكر الاية الواردة في الشرك الاكبر للاستدلال بها على الشرك الاصغر والاخر ان مقصود الاية ان مقصود الاية الاعظم هو ابطال جلب النفع ودفع الظر من غير الله. ان مقصود الاية الاعظم وابطال جلب النفع او دفع الضر من غير الله سبحانه وتعالى سواء تعلق بافراد الشرك الاكبر او افراد الشرك الاصغر سواء تعلق لافراد الشرك الاكبر او افراد الشرك الاصغر فهي في ابطال هذا المعنى وهو موجود في الاصغر كما يوجد في الاكبر فهي في ابطال هذا المعنى وهو موجود في الاصغر كما هو موجود في الاكبر فالاية سيقت لابطال هذا الاعتقاد فصارت صالحة للنهي عن لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء او دفعه وبيان انه من الشرك لان معلقها كما تقدم يقصد بتعليقه ان يدفع الضر عنه مما نزل ومما لم ينزل. فلما وجد هذا المعنى كانت الاية صالحة لذكره دليلا لانه مضمن معناها فان مضمن معناها ابطال اعتقاد صدور النفع او الضر من غير الله عز وجل وهذا المنزل من المقامات الدالة على صفوف نظر المصنف وحسن معرفته بتفسير القرآن وكمال نزعه منه فانه جعل هذه الاية الواردة في الشرك الاكبر دليلا على نوع من انواع الشرك الاصغر وحسن النزع من القرآن من دلائل كمال العلم فمن كمل علمه بالشرع عرف مواقع دلالة الخطاب الشرعي على افراد المسائل ولا يتهيأ العبد لذلك الا بامور عدة من اتمها مما يذكر تعريفا به وتنبيها اليه امران احدهما طهارة القلب احدهما طهارة القلب لان القلب في العلم بمنزلة المرآة للصور لان القلب بالعلم بمنزلة المرآة في الصور فانه متى كانت المرآة نظيفة كانت الصورة ظاهرة حسنة وان كانت المرآة متلطخة بانواع من القاذورات ساء بروز الصورة فيها وكذلك القلب اذا كان طاهرا تبدت له محاسن العلم وعتاق الفهم فادرك من الخطاب الشرعي ما لم يدركه من حجب عن ذلك. قال الله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وموجب صرفهم واشتمال قلوبهم على ما ينجسها واعظمه الكبر والاستعلاء فمتى اشتملت القلوب على شيء من الفساد والدغل حجبها ذلك عن فهم القرآن. ولم تحسن النزع منه والاخر كثرة قراءة القرآن كثرة قراءة القرآن وكمال الاقبال عليه فان من الف لسانه وقلبه القرآن برزت له مواقع العلم منه ظاهرة العيان قال عبدالله بن وهب كنا نعجب من نزع مالك من القرآن كنا نعجب من نزع مالك من القرآن اي من حسن استدلاله على ما يريد بايات القرآن الكريم فسألنا اخته فسألنا اخته فقالت انه كان اذا دخل البيت لم يكن له شغل الا القرآن انه كان اذا دخل البيت لم يكن له شغل الا القرآن فكمال اقباله على القرآن وكثرة تلاوته له انتج حسن نزعه وتمام فهمه للقرآن الكريم نعم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وعن عمران ابن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجل رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه؟ قال من الواهنة؟ فقال انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. رواه احمد بسند لا بأس به. قال الشارخ رحمه الله تعالى قال الامام احمد حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا المبارك عن الحسن قال اخبرني عمران ابن حصين رضي الله عنه ان النبي صلى الله الله عليه وسلم ابصر على عضد رجل حلقه قال اراه من صفر فقال ويحك ما هذه؟ قال من الواهنة على ما انها لا تزيدك الا وهنا انبدها عنك فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. ورواه ابن حبان في صحيحه قال فانك ان مت وكلت اليها والحاكم وقال صحيح الاسناد واقره الذهبي. وقال الحاكم اكثر مشايخنا على ان الحسنة سمع من عمران وقوله في الاسناد اخبرني عمران يدل على ذلك قوله عن عمران ابن حصين اي ابن عبيد ابن خلف الخزاعي ابو نجيد بنون وجيم مصغر صحابي بن صحابي اسلم ابا خيبر ومات سنة اثنتين خمسين ابي البصرة قوله رأى رجلا في رواية الحاكم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عضدي حلقة صفر فقال ما هذه الحديث فالمبهم في رواية احمد هو عمران راوي الحديث قوله ما هذه؟ يحتمل ان الاستفهام للاستفصال عن سبب لبسها ويحتمل ان يكون للانكار وهو اظهر قوله من الواهنة. قال ابو السعادات الواهنة عرق يأخذ في المنكب. وفي اليد كلها فيلقى منها. وقيل هو مرض يأخذ في العضد. وهي تأخذ الرجال دون النساء. وانما نهي عنها لأنه انما اتخذ على انها تعصفه من الالم وفيه اعتبار المقاصد قوله انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا. النزع هو الجذب واخبر انها لا تنفعه بل تضره وتزيده ضعفا. وكذلك كل امر نهي عنه فانه لا ينفع غالبا وان نفع بعضه فضروه اكبر من نفعه. قوله فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا. لانه شرك. والفلاح هو الفوز والظفر سعادة قال المصنف رحمه الله فيه شاهد لكلام الصحابة رضي الله عنهم ان الشرك الاصغر اكبر من الكبائر. وانه لم يعذر وانه لم يعذر وفيه الانكار بالتغليظ على من فعل. وفيه انه لم يعذر بالجهالة. وفيه الانكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك قوله رواه احمد بسند لا بأس به. هو الامام احمد ابن هو الامام احمد ابن محمد ابن حنبل ابن هلال ابن ابن اسد ابن ادريس ابن عبد الله ابن حيان ابن عبد الله ابن انس ابن عوف ابن قاصط ابن قاسط ابن مازن ابن شيبان ابن لابن ثعلبة ابن عتابة ابن صعب ابن علي ابن بكر ابن وائل ابن قاصت ابن قاسط ابن هند ابن ابن دعمي ابن ابن جديلة ابن اسد ابن ربيعة ابن نزار ابن معد ابن عدنان الامام العالم ابو عبد الله الذهلي ثم الشيباني المغوازي ثم البغدادي امام اهل عصره واعلمهم بالفقه والحديث واشدهم ورعا ومتابعة للسنة والذي يقول فيه بعض اهل السنة عن الدنيا ما كان اصفره. وبالماضيين ما كان اشباهه. اتته الدنيا فاباها. والبدع فنفاها فرج به من من مر وهو حمل فولد ببغداد سنة اربع وستين ومئة في شهر ربيع الاول وطلب احمد العلم وفاة مالك وهي سنة تسع وسبعين فسمع من هشيم وجرير ابن عبد الحميد وسفيان ابن عيينة ومعتمر ابن سليمان ويحيى بن سعيد القطان ومحمد ومحمد بن ومحمد بن ادريس الشافعي ويزيد ابن هارون وعبد الرزاق وعبد عن ابن مهدي وخلائق بمكة والبصرة والكوفة وخلائق بمكة والبصرة والكوفة وخلائق وخلائق بمكة والبصرة والكوفة وبغداد واليمن وغيرها من البلاد. روى عنه ابناه صالح وعبدالله والبخاري ايها مسلم وابو داوود وابراهيم الحربي وابو زرعة الرازي وابو زرعة الدمشقي. وعبدالله بن ابي الدنيا وابو بكر الاكرم وعثمان ابن سعيد الدارمي وابو القاسم البغوي وهو اخر من حدث عنه. وخلائق وروى عنه من شيوخه عبدالرحمن ابن مهدي والاسود ابن ومن اقرانه علي ابن المديني ويحيى ابن معين. قال البخاري مرض احمد لليلتين خلتان ربيع الاول ومات يوم الجمعة لاثنتي عشرة قالت منه. وقال حنبل مات يوم الجمعة في ربيع الاول سنة احدى واربعين ومئتين وله سبع وسبعون سنة. وقال ابن عبد الله والفضل ابن زياد مات في ثاني عشر ربيع الاخر ربيع الاخر رحمه الله تعالى بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفراداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احد مفرداتها فقوله في الحديث الذي ذكره المصنف بيده حلقة تقدم انها من سكون اللام وهي اسم لما يدار وقوله من الصفر اي من نحاس سمي كفرا لميل لونه الى الصفرة سمي صفرا لميل لونه الى الصفرة وقوله من الواهلة سيأتي تفسيرها في كلام الشارح نقلا عن ابن الاثير وقوله انزعها بفتح الزاي لا كسرها قال الشارح النزع هو الجذب بقوة النزع هو الجذب بقوة وقوله وهنا بسكون الهاء وتحرك ايضا فيقال وهنا وهو الضعف وقوله مت بكسر الميم وتضم ايضا فيقال مت ومت وبهما قرأ في قوله تعالى يا ليتني مت قبل هذا وقوله بسند تقدم ان السند هو سلسلة رواة المتن وسلسلة رواة المتن فالمتن المروي مرفوعا او موقوفا او مقطوعا يوصل اليه لنقلة حمله بعضهم عن بعض ويسمى نظم تتابعهم سندا واسنادا ايضا ومن اهل العلم من فرق بينهما فجعل السند اسما لسلسلة الرواة والاسناد اثما بحكاية تلك السلسلة والاسناد اثما لحكاية تلك السلسلة بما اشتملت عليه من اسماء الرواة وصيغ الاداء بينهم وقوله لا بأس به اي لا شيء يوهنه فيه اي لا شيء يوهنه فيه ووصف اسناد ما بانه لا بأس به يقضي بكونه حسنا ووصف اسناد ما لكونه لا بأس به يقضي بكونه حسنا الا ان المخبر به عدل عن قوله بسند حسن الى قوله بسند لا بأس به لكونه عنده في اقل درجات الحسن لكونه عنده في اقل درجات الحسن ومثله قولهم اسناده صالح فانهم يريدون حسنه لكن الناقد ينزل به في نفسه عن جعله في اعلى درجات الحسن فيعبر بلفظ يدل على تراخيه فيعبر بلفظ يدل على ترى فيه ومن لطائف العلم جمع القاب الحكم على الاحاديث جمع القاضي الحكم على الاحاديث فان القاب الحكم على الاحاديث لا تنحصر في المشهور وهو الصحيح والحسن والضعيف بل تتعدى هذه الاقسام الثلاثة الى الفاظ متنوعة تجمعها الالفاظ الثلاثة المتقدمة والوقوف عليها يفصح عن مقامات تلك الالفاظ في الدلالة على احكام تلك الاحاديث فانه ربما جرى عندهم حكم على حديث بلفظ لا يريدون به الخبر على الخبر عن ثبوته لقولي ابي نعيم الاصبهاني وجماعة من الاوائل ثم شاع عند المتأخرين عن حديث ما حديث شريف فان هذا حكم على الحديث بالشرف لا يفيد ثبوتا وانما يفيد جلالتا الحديث المخبر عنه بذلك وانه في رتبة تامية من الاحاديث النبوية فان الاحاديث النبوية يقع فيها التفاضل كما يقع في في الايات القرآنية فان الايات القرآنية فان الايات القرآنية متفاضلة عند اهل السنة وافضلها اية كرسي فكذلك الاحاديث النبوية متفاضلة مختلفة المراتب والخبر باسم الشرف عن واحد منها يراد به بيان جلالته وعلو شأنه وقوله قال الامام احمد هو ابن حنبل فان هذا الاثم مع اللقب المذكور قبله صار علما على ابي عبدالله احمد ابن حنبل فاذا وقع ذكره هكذا صار هو المراد وتقدم ان حنبلا جد الامام احمد وشهرت نسبته اليه لا لابيه محمد لامرين احدهما ان جده هو الذي قام بكفالته ان جده هو الذي قام بكفالته فان اباه مات وهو صغير فكفله جده وقام على تربيته وتنشأته والاخر ان جده كان اشهر مقاما واعلى ذكرا من ابيه فانه كان رأسا من الدعاة للعباسيين فانه كان رأسا من الدعاة للعباسيين فنسبته الى المشهور اكثر في الناس فنسبته الى المشهور اكثر في الناس ومن هذا الباب ان بيت المصنف رحمه الله كانوا يعرفون في نجد اذا ذكر احدهم بابن الشيخ فكان اذا قيل فلان ابن الشيخ يريدون من ذرية الشيخ محمد بن عبد الوهاب. سواء كان ابنا له او حفيدا او من دون ذلك وربما وجدتهم يذكرون الشارحة بقولهم عبدالرحمن بن حسن ابن الشيخ ويقتصرون على هذا يريدون ابن الشيخ محمدا ابن عبدالوهاب رحمه الله ثم فشى باخرة ذكرهم باسم ال الشيخ وقوله على عضد العضد اثم لاعلى اليد اسم لاعلى اليد الواقعي بين المرفق والمنكب اسم لاعلى اليد الواقع بين المرفق والمنكب فكل هذا من اليد يسمى عضد وقوله انبذها هو في معنى الرواية المتقدمة انزعها الا ان النبذ ابلغ وسيأتي في كلام الشارخ ما يبين بلاغته وقوله ابن حبان هو بكسر الحاء وتقدم انه محمد بن حبان البوست وقوله والحاكم هو لقب للحافظ محمد بن عبدالله النيسابوري وهذا اللقب عندهم موضوع لمن ولي القضاء. وهذا اللقب عندهم موضوع لمن ولي القضاء فيوجد في المحدثين وغيرهم فيوجد في المحدثين وغيرهم وما شهر من جعله لقبا على درجة من درجات حفاظ الحديث وهو من حفظ ثلاثمئة الف حديث لا اصل له في عرف المحدثين بل تكلم به جماعة من المتأخرين ثم انتشر حتى صار متقررا في كلام من يذكر رتب الحفاظ من الاوائل ولا اصل له في عرفهم وتقدم التنبيه الى ذلك فيما سبق وقوله صحيح الاثنان الاسناد الصحيح هو الجامع ثلاثة اوصاف الاسناد الصحيح هو الجامع ثلاثة اوصاف احدها عدالة رواته وتانيها تمام ضبطهم وثالثها اتصاله بتحقق اخذ بعضهم عن بعض اتصاله بتحقق اخذ بعضهم عن بعض فمتى اجتمعت هذه الامور الثلاثة في اسناد ما حكم عليه انه صحيح ولا يلزم منه صحة الحديث ولا يلزم منه صحة الحديث لافتقار الحكم على الحديث بالصحة الى امرين زائدين عما تقدم وهما السلامة من الشذوذ والسلامة من العلة فاذا قيل صحيح الاسناد او اسناده صحيح وما في معناهما علم ان الحكم متعلق بالاسناد فقط ولا يحكم على الحديث بالصحة حتى يستكمل وجود الامرين الاخرين وهما السلامة من والعلة وهذا الذي ذكرناه يحكم به على احكام المتأخرين وهذا الذي ذكرناه يحكم به على احكام المتأخرين اما الحفاظ الاوائل كاحمد ابن حنبل والبخاري واضوابهما فان قول احدهم اسناده صحيح او صحيح الاسناد يريدون به ثبوت الحديث يريدون به ثبوت الحديث وعدل المتأخرون الى هذه العبارة للاقتصار على الحكم على الاسناد لنقص علومهم عن علوم الاوائل فان الاوائل كانوا يحفظون الاحاديث ويعرفون مخارجها ويميزون عللها فوقوفهم على مرتبة الحديث ابين في نفوسهم من المتأخرين. فالمتأخر يحتاج الى تتبع طرق الحديث مما لا يوجد في نفسه يطلع على سلامته من الشذوذ والعلة قوله واقره اي اثبت ما ذكره اي اثبت ما ذكره ان كان تصحيحا او تضعيفا وفي معناها قولهم وافقه الذهبي وهذه الجملة يراد بها احكام الذهب في تلخيص المستدرك فان احكام الحاكم على الحديث هي الموجودة في مستدرك في مستدركه على الصحيحين فاذا ذكر شيء منها مطلقا انصرف الاطلاق اليه فقوله هنا والحاكم وقال صحيح الاسناد اي في مستدركه وقد لخصه الذهبي رحمه الله تعالى واختار جماعة من اهل العلم للخبر عما وقع في هذا التلخيص من الاحكام انها موافقة من الذهب واقرار للحاكم على ما ذكره من الاحكام ووضع هذه الجملة للدلالة عن هذا القصد موجودة في كلام جماعة من الحفاظ كالذيلع بنصب الراية وابن حجر والسيوط في اخرين وفي وقوع ذلك اقرارا وموافقة منازعة لان الذهبية ربما صرح بابطال كلام الحاكم في كتب اخرى له وخاصة ميزان الاعتدال. فكم من حديث في ميزان الاعتدال يذكره ويذكر تصحيح الحاكم له ثم يتعقب الحاكم بما يبين عدم موافقته له والاولى ان يعبر عما يقع كذلك بان يقال وسكت عنه الذهبي فاذا نقلت كلاما الحاكم في مستدركه ثم اردت ان تذكر ما تضمنه تلخيص الذهب فقل وسكت عنه الذهبي اي في تلخيصه فلم يتعقبه لانه يتعاقبه في مواضع من التلخيص نفسه وربما حكم عليه الحاكم بالصحة فلم يوافقه الذهبي كأن يقول الحاكم باسناد حديث به ابو بكر ابن ابي مريم اسناده صحيح او صحيح على شرط مسلم فيقول الذهبي ابو بكر وهب يعني ضعيف جدا فمثل هذا يقال تعقبه الذهبي فقال ابو بكر اي شديد الضعف وما لم يقع فيه التعقب فالاكمل ان يقال وسكت عنه الذهبي والذهبي هو محمد ابن احمد ابن عثمان الذهبي المتوفى سنة ثمان واربعين وسبعمائة وقوله مصغر اي مقلل اللفظ مصغر اي مقلل اللفظ فان تقليل اللفظ يسمى تصغيرا ومقابله المكبر ومقابله المكبر وهو الباقي على اصل الوضع اللغوي. وهو الباقي على اصل الوضع اللغوي كقولهم بالعمريين الراويين عن نافع مولى ابن عمر عن جدهما عبد الله ابن عمر هما عبد الله المكبر ابن عمر العمري واخوه عبيد الله فيسمون الاول مكبرا والثاني مصغرا وكلاهما يروي عن نافع مولى ابن عمر والمكبر ضعيف والمصغر ثقة من رجال البخاري ومسلم وقوله فالمبهم اي الذي لم يسمى فان الابهام هو ترك الشيء غفلا فان الابهام هو ذكر الشيء غفلا ومن جملته الابهام في اسماء الرواة كقولهم عن رجل او عن امرأة ونحوهما قوله الاستفهام اي طلب الفهم قوله الاستفهام اي طلب الفهم وهو المعرفة وقوله للاستفصال اي طلب الفصل وهو تمييز المحكوم عليه اي طلب الفصل وهو تمييز المحكوم عليه قوله قال ابو السعادات هي كنية المبارك بن محمد ابن الاثير الجزري ليكنية المبارك بمحمد ابن الاثير الجزري المتوفى سنة ست بعد الستمئة صاحب جامع الاصول والنهاية في غريب الحديث والاثر واطلاق ذكره عند بيان المعاني يراد به كتابه النهاية في غريب الحديث والاثر. واطلاق ذكره في بيان المعاني يراد به كتاب النهاية في غريب الحديث والاثر فمتى وجدت بيانا لمعنى؟ قيل فيه قال ابن الاثير او قال ابو السعادات فاعلم انه منقول من كتاب النهاية له كالمذكور هنا وقوله في الصفحة الثمانين بعد المئتين ان الشرك الاصغر تقدم ان الشرك الاصغر هو جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال كمال الايمان جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال كمال الايمان فمتى ارتكبه العبد زال عنه كمال الايمان وبقي اصله وهو قسيم الشرك الاكبر وهو قسيم الشرك الاكبر فان الشرك ينقسم باعتبار قدره الى قسمين فان الشرك ينقسم باعتبار قدره الى قسمين احدهما الشرك الاكبر وهو جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به ايش زوال اصل الايمان وهو جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال اصل الايمان. والاخر الشرك الاصغر وهو جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال كمال الايمان وتقدم ان الحكم على الشرك بانه اصغر حكم اثري وارد في الاحاديث النبوية والاثار السلفية واصح ما فيه ما رواه الحاكم باسناد حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر كنا نعد الرياء على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر وقوله من الكبائر هي جمع كبيرة والكبيرة شرعا ما نهي عنه على وجه التعظيم ما نهي عنه على وجه التعظيم فهو المنهي عنه المقترن بما يدل على عظمة النهي. فهو المنهي عنه المقترن بما يدل على عظمة النهي ووجوه تعظيم النهي متعددة كنفي الايمان والوعيد بالعذاب وتحريم دخول الجنة وذكر الاصل الجامعي لها اولى من المتابعة ببيان ذكرها عند ارادة الافصاح عن حد الكبيرة فان قول من يقول الكبيرة هو او هي ما توعد عليه بعذاب اموت الله. ما توعد عليه بعذاب او حد في الدنيا او نفي الايمان او تحريم الجنة او دخول النار لا ينتهي الى هذا القدر فان قرائن التعظيم للمنهي في الخطاب الشرعي تبلغ نحو ثلاثين والاصل في الحدود الاختصار ذكره السيوطي في تدريب الراوي. فالموافق لصناعة العلم ان يبين في حد الكبيرة الاصل الجامع لها وهو المتقدم ذكره بقولنا ما نهي عنه على وجه التعظيم ثم يفصح عن وجوه التعظيم ببيانها مقرونة بورودها في الخطاب الشرعي وهذا المعنى الذي ذكرناه للكبيرة هو معناها في الشرع اما الكبيرة في الاصطلاح فهي ما نهي عنه على وجه التعظيم مما هو دون الشرك والكفر ما نهي عنه على وجه التعظيم مما هو دون الشرك والكفر فتختص الكبيرة اصطلاحا بالذنوب الواقعة دون الكفر والشرك. فتختص الكبيرة اصطلاحا اي في اصطلاح العلماء بالذنوب الواقعة دون الشرك والكفر واما في خطاب الشرع فان الشرك والكفر يسميان كبيرتان. واما في خطاب الشرع فان الكفر والشرك يسميان كبيرة واضح واضح الفرق بين الكبيرة شرعا واصطلاحا طيب لماذا العلماء وضعوا هذا لماذا وضعوا الحقارة الاصطلاحية ما اكتفوا بالحقيقة الشرعية تاني واحتيج للمعنى الاصطلاحي واحتيج الى المعنى الاصطلاحي لبيان ترتيب الاحكام على الخلق في الاسماء الدينية لبيان ترتيب الاحكام على الخلق في الاسماء الدينية المتعلقة بالاسلام والكفر وقوله والبدع في وصف بعض اهل السنة للامام احمد هي جمع بدعة والبدعة شرعا ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب ما احدث في الدين مما ليس منه بقصد التقرب وقوله وهو حمل اي في بطن امه وقوله وهو حمل اي وهو في بطن امه فابتدأ خلقه حملا دي مارو وانتهى ولادة ووضعا في بغداد ووضعته امه في بغداد وفيها توفي رحمه الله ودفن وقوله وخلائق جمع خليقة وهم الناس قوله وخلائق جمع خليقة وهم الناس وقوله ربيع الاول وربيع الاخر هما اثنان لشهرين لا يذكران في اللغة العالية الا بقيدين لا يذكران في اللغة العالية الا بقيدين احدهما تقديم اسم الشهر قبلهما تقديم اثم الشهر قبلهما فيقال شهر ربيع الاول وشهر ربيع الاخر ولا يلزم هذا في غيرهما من شهور السنة ولا يلزم هذا في غيرهما من شهور السنة عند اهل العربية والاخر تنوين كلمة ربيع تنوين كلمة ربيع مكسورة وجعل الاول والاخر وجعل الاول والاخر وصفا تابعا لهما فيقال شهر ربيع الاول فيقال شهر ربيع الاول وشهر ربيع الاخر هذه هي اللغة العالية المتفق على فصاحتها وكنوزع في صحة شهر ربيع الاول وربيع الاخرين على الاضافة وجوزه بعض اهل العربية جريا على انه من اضافة الشيء الى صفته جريا على انه من اضافة الشيء الى صفته فهو اول ربيع واخر ربيع فيقال فيه عند الاضافة ربيع الاول وربيع الاخر والاكمل ما ذكر اولا من اشتراط من اشتراط القيدين السابقين فيقال شهر ربيع الاول وشهر ربيع الآخر واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان فان الشارح رحمه الله شرع يبين معاني الدليل الاول من الادلة التي ذكرها المصنف رحمه الله في هذا الباب وابتدى ذلك بقوله قال الامام احمد تائقا الحديث بسنده ومتنه ولم يبين الحامل له على ذكر الحديث بسنده ومتنه وهو شيء طواه افصح عنه صاحب تيسير العزيز الحميد فان صاحب تيسير العزيز الحميد ابتدأ بيانه بقوله هذا الحديث ذكره المصنف بمعناه هذا الحديث ذكره المصنف بمعناه اما لفظه قال الامام احمد الى اخره فموجب ذكر الحديث بسنده ومتنه هو الاعلام بان المصنف رحمه الله ذكر الحديث بمعناه واحتيج الى سياق الحديث تاما فاولد بلفظه كندا ومثنى نقلا عن مسند الامام احمد الذي عزاه اليه المصنف فان المصنف قال رواه احمد واطلاق العزو اليه يراد به المسند الاحمدي فاذا قيل رواه احمد فاعلم انه في مسنده رحمه الله تعالى ثم تمم الشارح بيانه بالحكم على الحديث فقال ورواه ابن حبان في صحيحه فقال فانك ان مت وكلت اليها والحاكم وقال صحيح الاسناد واقره الذهبي فذكر رواية ابن حبان والحاكم هي للاعلام بصحة الحديث فان العزو اليهما معلن بالصحة. فاذا قيل في حديث ما رواه الحاكم وابن حبان فاعلم ان الاصل كونه مصححا عندهما. وربما اخبر بالصحة بالنقل عنهما اعتمادا على التخريج فيقال في هذا الحديث مثلا رواه احمد وصححه ابن حبان والحاكم وتصحيحهما المراد هو باخراجهما في كتابيهما صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم وهو في الاول ظاهر. فان ابن حبان اذا اخرج حديثا كان محكوما عليه بصحته واما الحاكم فانه ينبغي ان يتفطن الى ما يذكره هو ويبين علته. فانه ربما اخرج حديثا واعله ثم قال وذكرناه للمعرفة فالاصل فيما ينقل عن الحاكم انه يقال صححه الحاكم اي باخراجه بالمستدرك الا شيئا رواه فتعقبه ببيان علته. فمثل هذا لا يسوغ ان يقال صححه الحاكم والحديث المذكور مما تنوزع في صحته وصححه جماعة من اهل العلم وظعفه اخرون ومنشأ الاختلاف في صحته وضعفه وجوه اشهرها اثنان احدهما الاختلاف في اتصال اسناده وانقطاعه الاختلاف في اتصال اسناده وانقطاعه والاخر الاختلاف في رفعه ووقفه الاختلاف في رفعه ووقفه والاظهر في الامرين ان الارجح فيه الوقف مع كونه منقطعا ان الارجح فيه الوقف مع كونه منقطعا فان اصحاب الحسن البصري الثقات رووه موقوفا عن عمران ابن حصين فان اصحاب الحسن الثقاف رووه موقوفا عن عمران ابن حصين لكن هذا الموقوف لا يقال بصحته لان الحسن لم يسمع من عمران ابن حصين في اصح القولين وقد اشار الشارح رحمه الله تعالى الى الاختلاف في سماع الحسن البصري من عمران ابن حصين بما نقله عن الحاكم فقال وقال الحاكم اكثر مشايخنا على ان الحسن سمع من عمران وهذه الجملة منقولة بمعناها عن الحاكم وعبارته في المستدرك فان مشايخنا وان اختلفوا في سماع الحسن من عمران فان مشايخنا وان اختلفوا في سماع الحسن من عمران ابن حصين فان اكثرهم على انه سمع منه فان اكثرهم على انه سمع منه انتهى كلامه ويوجد هذا المعنى في مواضع اخرى من المستدرك كالذي نقله ناشر الكتاب عنه لكنه ترك العبارة الادل الموافقة لما ذكره الشارح وهي التي سردناها لكم ثم قال الشارح وقوله في الاسناد اخبرني عمران يدل على ذلك اي يدل على اثمه السماع وهو معنى ما قاله صاحب تيسير العزيز الحميد رواية الامام احمد ظاهرة في سماعه منه فهو الصواب. رواية الامام احمد ظاهرة في سماعه منه فهو الصواب انتهى كلامه وما ذكره الشارحان متعقب بما بينه الامام احمد من ان الراوي عن الحسن هنا وهو المبارك بن فضالة البصري يذكر الاخبار فيما يرويه عن الحسن مخالفا غيره من الثقة. اي ان المبارك ابن فضالة يروي اشياء عن الحسن ثم يقول فيها اخبرني فلان وغيره من اصحاب الحسن يجعلونه بالعنعنة فيقولون مثلا عن الحسن عن عمران ابن حصين فهو متعقب بان وجه الاخبار المذكور لا يثبت ومن طرائق تعليل الاخبار تزييف صيغة السماع المذكورة فليت كل سماع يذكر في اسناد ما يكون ثابتا واثبات السماع بمجرد وقوعه في اسناد ما لا يكفي. بل لا بد ان يسلم ذلك السماع من تعقب الحفاظ النقاد فان الحفاظ النقاد ربما علموا بان ذكر السماع وهم قطعا فاعلوه به كالذي ذكرناه عن الامام احمد في رواية المبارك بن فضالة عن الحسن البصري وهذا الاصل يحتاج اليه فيما تنوزع في اثبات السماع والانقطاع فيه. فلا يعول على مجرد وقوعه في اسناد ما بل لا بد ان يكون ذلك الاسناد سالما من الانتقاد وكبار الحفاظ كيحى بن سعيد القطان واحمد ابن حنبل وعلي بن المدين ويحيى ابن معين وابي حاتم الرازي وابي حاتم الرازي على ان الحسن لم يسمع من عمران خلافا لمن تأخر عن رتبتهم كابن خزيمة والبزار والحاكم ممن ذهب الى اثبات السماع فالراجح ان الحسن لم يسمع من عمران ابن حصين وهو مذهب نقاد الحديث الكبار الذين سميناهم قبل فيكون الحديث ضعيفا لانقطاعه مع ان المحفوظ فيه الوقف دون الرفع ثم اتبع الشارح رحمه الله تعالى الحكم على الحديث ترجمة راويه فذكر طرفا حسنا من ترجمته فقال عن عمران ابن حصين اي ابن عبيد ابن خلف الخزاعي ابو نجيد بنون وجيم مصغر اي مقلل اللفظ صحابي ابن صحابي وهذا اكمل في الفضل من كونه صحابيا ابن صحابي واعلى ما جاء في ذلك تتابع ثلاثة وصنف فيه العلائي وغيره ومن امثلته عائشة بنت ابي بكر ابن عثمان ابن ابي احافة رضي الله عنهم فان عائشة صحابية ووالدها ابو بكر واسمه عبد الله او عتيق صحابي وجدها عثمان صحابي ثم قال اسلم عام خيبر اي في السنة السابعة ومات السنة اثنتين وخمسين بالبصرة ثم قال الشارح في بيان قوله رأى رجلا قال في رواية الحاكم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عضدي حلقة صفر فقال ما هذه الحديث فالمبهم في رواية احمد اي المذكور في قوله رأى رجلا هو عمران راوي الحديث وعدل عمران في هذه الرواية الى الابهام لعدم الحاجة الى ذكر اسمه وعجل عمران في هذه الرواية الى الابهام لعدم الحاجة الى بذكر اسمه وافصح عنه في رواية اخرى لحصول فائدة بذكره وافصح عنه في رواية اخرى لذكر فائدة بذكر اسمه ثم قال الشارح قوله ما هذه؟ اي سؤاله صلى الله عليه وسلم بقوله ما هذه يحتمل ان الاستفهام وهو طلب الفهم للاستفصال اي الفصل لتمييز الحكم عن سبب لبسها اي لاي شيء لبسها ويحتمل ان يكون للانكار. اي لانكار تعليقه اياها ثم قال وهو اظهر وبه قطع في قرة عيون الموحدين وبه قطع في قرة عيون الموحدين فقال والظاهر انه للانكار عليه. والظاهر انه للانكار عليه فالاستفهام الوارد في هذه الجملة يحتمل امرين فالاستفهام الوارد في هذه الجملة يحتمل امرين احدهما الاستفصال عن سبب اللبس الاستفصال عن سبب اللبس والاخر الانكار على لبسها. الانكار على لبسها وهو في الثاني اظهر من الاول وبه قطع في قرة عيون الموحدين ثم بين الشارح معنى الواهنة فقال قوله من الواهنة قال ابو السعادة وهي كنية المبارك بن محمد بن الاثير الجزري الواهنة عرق يأخذ في المنكب اي يضرب في المنكب وهذا معنى قول اللغويين في هذا الموضع ريح في المنكب اي شبه الريح من الاهتزاز. فان ضرب العرض ينشأ منه اهتزازه في البدن كالنبض يسمى ضربا وعرقا وريحا يأخذ في المنكب وهو اعلى العاتق وفي اليد كلها اي ربما اشتد حتى صار ضربا في اليد كلها فيرقى منه اي تطلب له الرقية وقيل هو مرض يأخذ في العضد وهو اعلى اليد بين المرفق والمنكب الواهلة علة تنشأ من ضرب عرق علة تنشأ من ضرب عرق في العضد او المنكب او اليد كلها بالعضد او المنكب او اليد كلها واسقط الشارح كلاما لابن الاثير بعد هذا وهو قوله بعد كلمة العضد قال وربما علق عليها جنس من الخرز يقال لها خرز الواهنة ربما علق عليها جنس من الخرز يقال له خرز الواهنة انتهى وهي الحلقة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم وتسميتها خرز الواهنة نسبة للعلة المذكورة اي انه خرز يربط ويشد مدارا على العضد لاجل دفع هذه الا ووقع في نقل ابن قاسم في حاشيته عن ابن الاثير يقال لها خرز العصمة يقال لها خرز العصمة وهي في معنى ذلك فان المراد منها العصمة من المرظ وهي في معنى ذلك فان المراد منها العصمة من المرض اي الحفظ منه ثم قال ابن الاثير بتمام كلامه المتقدم وهي اي الواهنة تأخذ الرجال دون النساء. اي تصيب الرجال دون النساء فهي من علل الرجال دون النساء ثم قال وانما نهي عنها لانه انما اتخذها على انها تعصمه من الالم. اي تقيه من الالم ثم قال الشارح وفيه اعتبار المقاصد اي الاعتداد بها اي الاعتداد بها وهي نية العبد في فعله وهي نية العبد في فعله وزاد صاحب تيسير العزيز الحميد بعده وفيه استفصال المفتي. وزاد صاحب تيسير العزيز الحميد بعده وفيه استفصال المفتي وتعمد الشارف اسقاطها لماذا ها عبد الرحمن احسن وتعمد الشارح اسقاطها مصيرا منه الى ان المقصود هو الانكار للاستفصال مصيرا منه الى ان المقصود هو الانكار للاستفصال على ما تقدم بيانه ثم قال الشارح قوله انزعها فانها لا تزيدك الا وهن النزع هو الجذب بقوة وهذه الرواية ابلغ من الرواية الاخرى وهي وهذه الرواية وقعت في الرواية الاخرى انبذها وذكر النبذ ابلغ من ذكر النزع وذكر النبذ ابلغ من ذكر النزع قال في تيسير العزيز الحميد وحاشية ابن قاسم والنبذ يتضمن ذلك وزيادة والنبذ يتضمن ذلك وزيادة. وهو الطرح والابعاد وهو الطرح والابعاد. انتهى كلامهما فالنبذ نزع وزيادة فهو يطرحها اولا ثم يبعدها عنه ثانيا فيأخذ بها قاصدا لها عن جسده ثم يلقيها بعيدا عنه ثم قال الشارح اخبر انها لا تنفع اخبر انها لا تنفعه بل تضره وتزيده ضعفا وكذلك فكل امر نهي عنه فانه لا ينفع غالبا. وان نفع بعضه فضره اكبر من نفعه فالمنهيات الشرعية لا نفع فيها. بل فيها ضرر ولو قدر وجود شيء من النفع فيها فان ضررها اكبر من نفعها وذكر صاحب تيسير العزيز الحميد رحمه الله عند هذا الموضع ايرادا كيفية حصول الضعف منها مع نفي تأثيرها في كيفية حصول الظرر منها مع نفي تأثيرها فانه اخبر صلى الله عليه وسلم بانها لا تزيده الا وهنا. الا ضعفا مع ان المتقرر نفي تأتي بها ثم اجاب عنه رحمه الله بان ذلك على وجه العقوبة له بنقيض قصده بان ذلك على وجه العقوبة له بنقيض قصده فهي لا تأثير فيها فهي لا تأثير فيها لكن زيادة الوهن وقعت عقوبة له لكن زيادة الوهن وقعت عقوبة له. فنشأ من تعلق قلبه بغير الله ان عاقبه الله بان يكون ذلك سببا لزيادة اعتلاله ومرضه وموجب زيادة اعتلاله هو تعلق قلبه بغير الله فان من تعلق قلبه بغير الله خذلا فلحقه من العناء والضعف والنهك ما لا قبل له به ومنه المذكور في قوله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا اي ضعفا ووهنا على احد القولين في تفسيرها وستأتي في محلها من كتاب التوحيد وتعليق القلب بغير الله عز وجل يزيده ضعفا كما ان تعليقه بالله عز وجل يزيده قوة ولهذا فان اعظم الادوية هي الادوية الروحانية الالهية ولهذا فان اعظم الادوية هي الادوية الروحانية الالهية ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام جامع نافع بتقرير الانتفاع بهذه الادوية ذكره في زاد المعاد في القسم المتعلق بالطب النبوي فانه لما ذكر الادوية المباحة الظاهرة اتبعها بذكر الادوية الروحانية الالهية وذكر نفعها واعظم الادوية الالهية الروحانية امران هما التوحيد والتوبة فان التوحيد يمد القلب اسباب قوته فان التوحيد يمد القلب باسباب قوته والتوبة تحفظه من طوارق علته والتوبة تحفظه من طوارق علته فالتوحيد من باب التحلية والتوبة من باب التخلية وفي ذلك يقول ابن القيم في ذلك يقول ابن القيم رحمه الله في الموضع المذكور من زاد المعاد فيفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار فيفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار ثم قال الشارح قوله فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا لانه شرك ومتى وجد الشرك انتفى الفلاح ثم قال والفلاح هو الفوز والظفر والسعادة وهي اجمع كلام العرب للدلالة على الفوز ذكره جماعة من اهل العربية فاكمل ما يكفر به عن حصول الفوز والظفر هو اسم الفلاح ونفي الفلاح لا يكون في خطاب الشرع الا عن الكافر كفرا اكبر ونفي الفلاح في خطاب الشرع لا يكون الا عن الكافر كفرا اكبر الخارج من الملة ذكره شيخا شيوخنا محمد الامين الشنقيطي في اضواء البيان والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير ويشكل عليه هذا الحديث فان المذكور في الحديث هو من جملة الشرك الاصفر فان المذكور في الحديث من جملة الشرك الاصغر ويجاب عنه بامرين ويجاب عنه بامرين احدهما ان هذا من جملة ادلة الوعيد ان هذا من جملة ادلة الوعيد التي يذكر فيها التغليظ التي يذكر فيها التغليظ بما يدل على الخروج من الاسلام لما يدل على الخروج من الاسلام وان لم يكن الامر كذلك وان لم يكن الامر كذلك كقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ابدا وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما فان من قتل مؤمنا هو من جملة من يدخل في المشيئة ولا يخلد في النار فلا يخرج منها والاخر ان يكون الحكم عليه متعلقا بالفاعل دون الفعل ان يكون الحكم عليه متعلقا بالفاعل دون الفعل فالاصل في الفعل انه شرك اصغر فالاصل في الفعل انه شرك اصغر لكن قارنه في حال الرجل لكن قارنه في حال الرجل ما دل على الشرك الاكبر لكن قارنه في حال الرجل ما دل على الشرك الاكبر وهو اعتقاد ايش استقلالها بالتأثير واعتقاد استقلالها بالتأثير. نفعا وضر ويدل عليه ما وقع في الرواية الموقوفة ولو مت وانت ترى انها نافعتك ولو مت وانت ترى انها نافعتك لمت على غير الفطرة لمت على غير الفطرة رواه ابن ابي شيبة بالمصنف والخلال في السنة وابن بطة في الابانة ووقع في رواية خلال لمت على غير ملة الفطرة. ووقع في رواية الخلال مت على غير ملة الفطرة وهذا وهذه الرواية وان كانت موقوفة لفظا فانها مرفوعة حكما وهذه الرواية وان كانت موقوفة لفظا الا انها مرفوعة حكما لماذا يا صالح اللي هو يعني بسبب معصية لان الخبر عن كون شيء معصية او كفرا له حكم الرفع في اصح قولي اهل العلم لان الحكم لان الخبر عن الحكم على شيء بانه معصية او كفر له حكم الرفع في اصح قولي اهل العلم. ومن جملته نسبته الى مخالفة الفطرة ومن جملته نسبته الى مخالفة الفطرة فان له حكم الرفع فان له حكم الرفع وهذا مذهب ابي عبد الله البخاري وابن حجر وهذا اختيار ابي عبدالله البخاري في صحيحه وابن حجر في فتح الباري وكذا ابن رجب لكنه قيده بنسبته الى فطرة محمد وكذا ابن رجب في فتح الباري لكنه قيده بنسبته الى فطرة محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال الشارح مستكملا فوائد هذا الحديث قال المصنف يعني امام الدعوة رحمه الله تعالى فيه شاهد لكلام الصحابة ان الشرك الاصغر اكبر من الكبائر لما تضمناه من نفي الفلاح عنه فجنس الشرك الاصغر اكبر من الكبائر. وانه لم يعذر بالجهالة اي في وقوع التعليق منه فباشره بقوله فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا وتخلف العذر الجهل هو لموجب يستدعي ذلك وتخلف العذر بالجهل هو لوجود ما يستدعي ذلك ككون المسألة ظاهرة من اصول الدين لكون المسألة ظاهرة من اصول الدين او كون الفاعل متمكنا من العلم العلم فمتى وجد ما يستدعي نفي العذر لم يعذر الجهالة وهذه المسألة من غوامض المسائل فيما ينسب الى المصنف ولا يترشح لها الا من تلقى طريقته عن علمائها فان الذي يأتي الى كتبه المصنفة ربما وجد في كلامه شيئا يتوهم منه بان بعضه يخالف بعضا وهذه المخالفة انما هي في الصورة الظاهرة. واما في الصورة الباطنة فانه يصدق بعضها بعضا فيقال عنه انه رحمه الله لا يعذر بالجهل. ويقال عنه ايضا انه رحمه الله يعذر بالجهل بحسب ما يحتف بالمقام مما يستدعي وجود العذر او يمنعه فان الدلائل الشرعية دلت على اعتبار هذا في مقام وعلى منع اعتباره في مقام اخر وهو الواقع من كلامه رحمه الله تعالى. فقوله هنا ولم وانه لم يعذر بالجهالة يعني بعدم تدعي العذر بالجهل والغلط على المصنف رحمه الله تعالى في هذه المسألة نشأ من الثابت من اعظمها ان المتفهم لكلامه يأخذ تفهمه من ظاهره دون تلقي عن العلماء الذين يعون مواقع القول ومثل هذا جار في كلام ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى فانه يكون في عرفهم اطلاق امر ما يريدون به معنى متقررا عندهم ثم يأتي من يطالع كلامهم ويحمله على شيء ظنا انهم يريدون ذلك الشيء وهم لم يدر في خلدهم ارادة هذا المعنى ومن هذا الجنس ما ذكره العلامة عبد الله العنقري في قوله والمشايخ رحمهم الله كالشيخ سليمان ابن عبد الله والشيخ عبد اللطيف والشيخ حمد بن عتيق اذا ذكروا موالاة المشركين فسروها بالموافقة والنصرة والمعونة والرضا بافعالهم والمشايخ رحمهم الله كالشيخ سليمان ابن عبد الله والشيخ عبد اللطيف والشيخ حمد بن عتيق اذا ذكروا موالاة المشركين فسروها بالموافقة والنصرة والمعونة والرضا بافعالهم انتهى كلامه وفيه اعلام بان الموالاة عند الاطلاق عندهم لها معنى متقرر ائتلافوا عليه في كلامه فمتى وقع الكلام حمل على هذا المعنى وان لم يفصحوا عنه فيأتي من يتلقى العلم عن الكتب من يتلقى العلم عن الكتب ثم يزعم انهم يضطربون في اقوالهم او ينسب اليهم مذهبين او غير ذلك من المقالات التي كان يقيه منها بعد توفيق الله حسن تلقي العلم عن هذه المدرسة العلمية. وهذا الواقع في هذه المدرسة كالواقع في مدارس الصحابة كمدرسة ابن عباس ومدرسة ابن مسعود. فان الغلط عند متأخرين في محاكمة بعض كلام ابن عباس وابن مسعود نشأ من عدم رعايتهم الى فهم اصحابه وما افتى به اصحابه اصحابهما في المسائل التي ترجع الى المنقول عنهما. فمما يقي العبد من الغلط في مسائل العلم ملاحظة اصطلاحات مدرسة علمية ما. وما يجري في عرفها عند ارادة الكلام. كالقول في هذه المسألة ومما يزيد البلاء بها ان يتطاول على الكلام فيها من لم ترسخ قدمه ولم يتحقق العلم الكامل فيزيد الامر علة والطين بلة. ومن عرف هذا الاصل وقاه الله عز وجل المسائل الطبوليات ومن غفل عن هذا الاصل صار كل يوم له تطبيل طبل ثم قال بعد تكميلا الفوائد منقولة عن المصنف وفيه الانكار بالتغليظ على من فعل مثل ذلك وزاد صاحب تيسير العزيز الحميد بما يفيده هذا الحديث فقال وفيه ان الصحابي لو مات وهي عليه ما افلح ابدا وفيه ان الصحابي لو مات وهي عليه ما افلح ابدا ففيه رد على المغرورين الذين يفتخرون بكونهم من ذرية الصالحين او من اصحابهم ثم قال وفيه ان رتب الانكار متفاوتة وفيه ان رتب الانكار متفاوتة. ثم قال وفيه ان المسلم اذا فعل ذنبا وانكر عليه فتاب منه فان ذلك لا ينقصه وفيه ان المسلم اذا فعل ذنبا وانكر عليه فتاب منه فان ذلك لا ينقصه. وانه ليس من شرط اولياء الله عدم الذنوب. وانه ليس من شرط اولياء الله عدم الذنوب كلامه وفيه ذكر ثلاث فوائد زائدة عما تقدم ومن تتميم بيان الباب الاشارة الى ثلاثة اشياء مشهورة الحقها العلامة سليمان ابن حمدان في النضيد لاحكام هذا الباب اولها المعضد المعضد الذي يتخذ لمداواة الروماتيزم المعضد الذي يتخذ لمداواة الروماتيزم. وهي حلقة تجعل على في اليد ربما جعلت على الساق او الركبة لمداواة الروماتيزم. وتانيها قبلة الزواج قبلة الزواج ليلة الزفاف او قبله لدفع الفرقة. دبلة الزواج ليلة الزفاف او قبله لدفع الفرقة وثالثها التطعيم وثالثها التطعيم الذي يستعمل لبعض الامراض كالجدر والكوليرا. التطعيم الذي يستعمل لبعض الامراض كالجدر والكوليرا فاما الامران الاولان اللذان ذكرهما فالقول قوله. فاما الامران الاولان اللذان ذكرهما فالقول قوله من انها من جنس تعليق الحلقة والخيط وانها شرك اصغر. فالمعضض الذي يجعل على العضد لدواء الرومانسية متوهم لا حقيقة له فانه لم يثبت كونه نافعا لذلك. ومنه اسورة الطاقة المنتشرة اليوم وسبق التنبيه عليها في كلام معروف مبثوث وكذا ما ذكره بعد من دبلة الزواج ليلة الزفاف او قبله للقصد الذي ذكره وهو دفع الفرقة فاذا ما كان الزوج يجعل الخاتم في يد زوجته في اصبع زوجته وهي تجعله في اصبعها طلبا لدفع الفرقة قال وبقاء الالفة بينهما فهذا مشتمل على قصد دفع البلاء. فيكون من جنس الشرك الاصغر. اما ان فعلاها لاجل ذلك فانه لا يلحق بالشرك الاصغر. فاما ان يكون مختصا باهل الكفر فيحرم على الصحيح في القولين وقيل يكره او لا يكون مختصا لاهل الكفر فلا يلحق بالنهي عنه كراهة او تحريما والله اعلم. واما الامر الاخير وهو التطعيم اي ضرب الابر في العضد او في الفخذ لاجل الوقاية من بعض ضاد فليس من هذا الباب. فليس من هذا الباب لانه ثبت نفعها. لانه ثبت نفعها فهي اسباب قدرية. فهي اسباب قدرية قال شيخنا ابن باز رحمه الله في كتيا له قال فهذه كلها اذا عرف انها تنفع فلا بأس بها فهذه كلها اذا عرف انها تنفع فلا بأس بها. ولا تدخل في هذا الباب ولا تدخلوا في هذا الباب انتهى كلامه. وصدور الكلام المتقدم عن الشيخ سليمان ابن حمدان موافق للقواعد الشرعية فانه كلام عنها قبل تحقق نفعها او خفاء ذلك عليه وعلى اهل بلده. فيكون كلامه صحيحا. غير محارب للعلوم النافعة اما بعد ان عرف موقعها وانها تنفع فارتفعت علة ما ذكر فتكون من قبيل الجائز. ثم ذكر رحمه الله تعالى ترجمة حسنة للامام احمد ساق فيها جر نسبه الى عدنان وهو من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا اتم الصلاة تسليم تحقيقا لعربية الامام احمد وانه من العرب. ثم ذكره واصفا له بان انه امام اهل عصره واعلم بالفقه والحديث واشدهم ورعا ومتابعة للسنة. وهو الذي يقول فيه بعض اهل السنة وهو ابو عمير ابن النحاس رواه عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق وغيره انه قال عن الدنيا ما كان اصبره وبالماظين ما كان اشبهه اتته الدنيا فاباها اي بعد ارتفاع المحنة بولاية المتوكل فاراده المتوكل على ان يلي شيئا من امور المسلمين فلم يرضى بذلك والبدع يعني في عهد سابقه وهو المأمون ثم ذكر من اخباره انه خرج به من مرو وهو حمل اي في بطن امه ثم ولد في بغداد ثلاث اربع وستين ومئة في شهر ربيع الاول. فيكون ولد في شهر ربيع ومات في شهر ربيع واختلف في وفاته اية في ربيع الاول ام في ربيع الاخر وطلب احمد سنة العلم سنة وفاة مالك ذكره في مسنده فانه في مسنده تم السنة التي ابتدأ فيها طلب العلم وهي سنة تسع وسبعين اي وبعد اي وبعد ايش؟ المئة. اي وبعد المئة. وترك ذكره لاستقراره وترك ذكره لاستقراره فلا يعترض على المصنف بانه كان ينبغي ان يقول سنة تسع وسبعين ومئة لاستقرار ذلك والعلم به ثم ذكر جماعة من شيوخه كهشيم وهو ابن بشير الواسطي وجرير بن عبد الحميد الى اخر ما ذكر وقال وخلائق يعني انسي كثيرا بمكة والبصرة والكوة وبغداد واليمن وغيرها من البلاد وتسمية هذه البلاد للاعلام برحلته في طلب العلم وشهرته بذلك. ثم ذكر جماعة من الاخرين عنه كابنيه صالح وعبدالله والبخاري ومسلم الى ان ذكر في اثناء ذلك ابا القاسم البغوي وقال وهو اخر من حدث عنه. اي اخر من روى عن الامام احمد فاخر من بقي في الارض يقول سمعت احمد واخبرني احمد يروي عنه العلم يروي عنه العلم هو ابو القاسم البغوي رحمه الله تعالى. ثم قال في اثناء ذلك وروى عنه من شيوخه عبدالرحمن المهدي والاسود ابن عامر ومن اقرانه علي ابن المدينة ويحيى ابن معين للاعلام بعلو رتبته في العلم وانه احتاج اليه من احتاج من شيوخه واقرانه فرووا عنه والاول من رواية الاكابر عن الاصاغر. والثاني للرواية الاقران فعلي روى عن احمد واحمد روى عن علي و كذلك يحيى ابن معين ثم ذكر سنة ثم ذكر تاريخ وفاته بالنقل عن ابي عبد الله البخاري ابن اسحاق ابن اخي الامام احمد رحمه الله تعالى وبينهما خلف والاقرب تقديم الاقرب كيف ها حنبل والاقرب تقديم الاقرب لان من كان من اهل بيته اعرف به لان من كان من اهل بيته اعرف به في ذلك يسير ومن جملة الاقرب الخبر الثاني وهو عن ابنه عبد الله. فان ابنه عبد الله قال مات في ثاني عشر ربيعي الاخر فاقرب الاقربين اذا اختلفوا مقدم. فخبر عبد الله مقدم على غيره لاختصاصه بابيه. وهو اصغر من اخيه صالح لكن شهرت نسبة الامام احمد الى ابنه عبد الله في شدة ملازمته له واقباله عليه فان صالحا كان متوليا للقضاء فشغل به. واما عبد الله فكان شديد الملازمة لابيه فعرف وشهر به وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد افضل واعلم