السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له ثواني وكثرا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى اله وصحبه ومن شهده اماما ودليلا اما بعد فهذا الميت الثامن في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد والكتاب المقروء فيه هو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد في العلامة عبدالرحمن بن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب التميمي رحمه الله تعالى وقد انتهى من البيان الى قوله رحمه الله قال المصنف رحمه الله وعن ابي سعيد الخدري رضي الله وعنه الى اخره فقبل ان يستهل القارئ قراءته اود التذكير بادبين احدهما رفع الكتاب بين يدي صاحبه فانه ليس من ادب الكتاب وضعه على الارض فمن رفع الكتاب اليه ارتفعت علومه اليه ومن حط الكتاب بين يديه على الارض ان حطت علومه عنه فلم تصل اليه وسبق بيان هذا الادب بغير هذا المقام وثانيهما ان من اضطر ان يجلس متكئا في اخر المسجد والسنة خلافه وهو الانجماع في الحلقة وهو الانجماع في الحلقة فان من كمال ادبه ان اضطر للاتكاء الا يمد رجليه في حضرة مجلس الدرس تأمل من الاخوان ان يمتثلوا اداب العلم فان للعلم حرمة ان رعيت قام سوقه ونفقة امه وان خرمت هذه الحرمة وابتذلت لم يصب اهلها من العلم بغيتهم. وما اتيتم الا وانتم مبتغون للعلم. ولما جلس المتكلم على كرسي التعليم الا ابتغاء ايصاله ومما يعين على اصوله وحصول النفع والانتفاع التزام الاداب المتعلقة بمجلس العلم. اسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا جميعا الى محابه ومراضيه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. تقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن عن ابن حسن رحمه الله تعالى في كتابه قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال قل يا موسى لا اله الا الله قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والارضين السبع في كفة. ولا الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. رواه ابن حبان والحاكم وصححه ابو سعيد اسمه سعد بن ما لك بن سنان بن عبيد الانصاري الخزرجي صحابي جليل وابوه كذلك استصفر ابو سعيد باحد وشهد ما بعدها مات بالمدينة سنة ثلاث او اربع او خمس وستين وقيل سنة اربع وسبعين قوله واذكرك اي اثني عليك به وادعوك اي اسألك به. قوله قل يا موسى لا اله الا الله. فيه ان الذاكر يقولها ولا يقتصر على لفظ الجلالة ولا اعلاه كما يفعله غلاة جهال المتصوفة فان ذلك بدعة وضلالة قوله كل عبادك يقولون هذا ثبت بخط المصنف بالجمع كما ذكره. والذي في الاصول يقول بالافراد مراعاة للفظة كل. وهو وفي المسند من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما بلفظ الجمع كما ذكره المصنف على معنى كل ومعنى قوله كل عبادك يقولون انما اريد شيئا تخصني به من بين عيوب عبادك ان انما اريد شيئا تخصني به من بين عموم عبادك وفي رواية بعد قوله كل عبادك يقولون هذا قل لا اله الا الله قال لا اله الا انت يا ربي ما اريد شيئا تخصني تخصني تخصني بي. ولما كان بالناس بل بالعالم كله من الضرورة الى لا اله الا الله ما لا نهاية له كانت من اكثر الاذكار وجودا وايسرها حصولا واعظمها امانا والعوام والجهال يعدلون عنها الى الدعوات المبتدعة التي ليست في الكتاب في السنة قوله وامرهن غيري هو بالنصب عطف على السماوات اي لو ان السماوات السبع ومن فيهن من العمال غير الله تعالى ولارضين السبع ومن فيهن وضعوا في كفة الميزان ولا اله الا الله في كفة اخرى مالت بهن لا اله الا الله وروى الامام احمد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ان نوحا عليه السلام قال قال لابنه عند موته يأمرك لا اله الا الله فان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعت في كفة ولا اله الا الله في كفة رجحت بهن لا اله الا الله ولو ان السماوات السبع ولو ان السماوات السبع والارضين السبع كن حلقة مبهمة قسمتهن لا اله الا الله قوله في كفة هو بكسر الكاف وتشديد الفاء اي كفة الميزان. قوله مالت بهن اي رجحت وذلك لما اشتملت عليه من نفي الشرك وتوحيد وذلك لما اشتملت عليه من نفي الشرك وتوحيد الله الذي هو افضل الاعمال واساس الملة والدين. فمن قالها باخلاص ويقين وامن بمقتضاها ولوازمها وحقوقها واستقام على ذلك فهذه الحسنة لا يوازنها شيء كما قال تعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ودل الحديث على ان لا اله الا افضل الذكر كحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي لا لا اله الا الله وحده وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رواه احمد والترمذي. وعنه ايضا مرفوعا يصاح برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر. سجلان مليون تسعين ايش كم لا من كسر بدون تشديد احسن الله اليكم فينشر له تسعة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها. كل سجل منها مد البصر ثم يقال اتنكر من هذا شيئا؟ فيقول لا يا رب. فيقال الك عذر او حسنة؟ فياب الرجل فيقول لا فيقال بلى ان لك عندنا حسنة وانه لا ظلم عليك. فيخرج له بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله فيقول يا ربي ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول انك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. رواه الترمذي وحسنه النسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط وقال الذهبي في تلخيصه صحيح. قال ابن القيم رحمه الله تعالى فالاعمال لا تتفاضل بصورها وعددها وانما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب فتكون صورة العملين واحدة وبينهما من التفاضل ما بين السماء والارض قال وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة ويقابلها ويقابلها تسعة وتسعون سجلا كل سجل كل سجل منها بدون تشكيل نعم كل سجل منها مد البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يعذب فلا يعذب ان كل موحد له هذه البطاقة وكثير منهم من يدخل النار بذنوبه. قوله رواه ابن حبان والحاكم ابن حبان اسمه محمد ابن حبان بكسر المهملة وتشديد الموحدة. ابن احمد ابن حبان ابن ابن معاذ ابو حاتم التميمي البستي الحافظ صاحب التصاميم كالصحيح والتاريخ والضعفاء وغير ذلك قال الحاكم كان من اوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال مات سنة اربع وخمسين وثلاث مئة بمدينة بستن بالمهملة واما الحاكم فاسمه محمد بن عبدالله بن محمد النيسابوري ابو عبد الله الحافظ ويعرف بابن البيع ولد سنة احداه وعشرين وثلاث مئة وصنف التصانيف كالمستدرك وتاريخ نيسابورا وغيرهما. ومات سنة خمس واربعين بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها. والجهة الثانية نوم سياقها فاما الجملة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله رحمه الله وهابي جليل اي منسوب الى الجلالة وهي العظمة ورتب الصحابة متفاوتة فيما لهم وبينهم من الفضل وقوله اذ تصغر اي عد صغيرا لا يصلح للقتال اي عد سريرا لا يصلح للقتال وقوله على لفظ الجلالة اي كلمة الله اي كلمة الله وجرى في عرفي كثيرين الخبر عن اسم ربنا الله بلفظ الجلالة والاولى العدول عنه استغناء بما جاء من نعت للاسماء الالهية في كتاب ربنا فان الاسم الالهي يقع في كتاب الله عز وجل موصوفا باحد امرين الاول الحسن قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فيقال في الواحد منها الاسم الاحسن والاخر الجلال قال الله تعالى تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام تبارك اسم ربك ذو الجلال والاكرام على قراءة ابن عامر على قراءة ابن عامر وهو كذلك في المصاحف الشامية فيكون قوله ذو الجلال نعتا للاسم فيوصف الاسم الالهي بانه ذا جلال ويقال فيه الاسم الجليل الاسم الجليل وهذا وقع التعبير به في كلام جماعة كالراعي المالكي واختاره بعض اهل العلم والاول اكثر واشهر فاما ان يقال عند ذكر اسم ربنا الله الاسم الاحسن او الاسم الجليل فانما اخبر الله عز وجل به عن اسمه اولى من خبر غيره فينبغي للمعربين اذا ارادوا استعمال ما يخبرون به عن الاسماء الالهية بالاعراب ان يقولوا الاسم الاحسن او الاسم الجليل مرفوع او منصوب او مجرور بحسب عامله الداخل عليه وقوله في الصفحة الخامسة والسبعين بعد المئة في اولها وهو في المسند اصل المسند عند المحدثين مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال مرفوع صحابي بسند ظاهره الاتصال ثم صار اسما للديوان الجامعي تلك الاحاديث ثم صار أسماء للديوان الجامع تلك الاحاديث واشهر المقيدات الحديثية فيه كتاب المسند للامام احمد بن حنبل وبلغ من شهرته انه صار هو المراد عند الاطلاق كقول المصنف هنا وهو في المسند يعني بالمسند الاحمدي لما تقرر من الحاق مسند الامام احمد بالكتب الستة وانه بعدها في العزو اليها اذا فقد الحديث منها فاذا طلب الحديث في كتب الحديث الستة ثم لم يوجد نظر طلبه في كتاب المسند للامام احمد فانه رأس المسانيد اشار الى هذا المعنى ابن حجر في مقدمة كتابه في تلخيص زوائد مسند البزار وقوله وعامرهن عامر الشيء المقيم فيه عامل الشيء المقيم فيه وقوله في اخر سطر منها في كفة الكفة اثم لطرف الميزان الذي يجعل عليه الموزون اسم بطرف الميزان الذي يجعل عليه الموزون وقوله في الصفحة الثالثة والسبعين بعد المئة حلقة مبهمة اي دائرة مغلقة اي دائرة مغلقة قوله رسمتهن القصم هو الكسر والحل القسم هو الكسر والحل وقوة ايقافه وصاده جعلته في رتبة اعلى من الفصم فالفصم بالفاء والصاد اسم لما لانا من القطع قال الله تعالى لا انفصام لها اي لا انقطاع لها اما ما قوي واشتد فانه يسمى وصما وقوله بالصفحة نفسها اي خفة الميزان لا يبين به معنى الكفة الا بقيد هو الذي تقدم ذكره ان الكفة محل الموزون منه ان الكفة محل الموزون منه اي الموضع الذي يوضع فيه ما اريد وزنه قوله مالت بهن اي صغت وانحرفت قوله مالت بهن وغت وانحرفت وتفسير المصنف لها بقوله اي رجحت تفسير باللازم تفسير باللازم لانه يلزم من وقوع انحرافها واصتغائها ان يقع الرجحان حينئذ وكلام العرب يفسر بما وضع له لا بلوازمه ولازموا الكلمة لا يصلح ان يكون معنى لها وانما ينبه به الى ملازمها كتفسير بعض اهل العربية الرب بانه المعبود فان هذا تفسير للرب لا بما وضع له في لسان العرب وانما بلازمه الرب عند العرب يدور على ثلاثة معان ذكرها ابن الانباري وغيره هي السيد والمالك والمصلح للشيء القائم عليه وما وراء هذه الالفاظ الثلاثة فانه يعود اليها تضمنا والتزاما كقول القائلين الرب هو المعبود فان لازم اعتقاد كون احدا ربا هو استحقاقه العبادة لان الذي يصلح ان يكون معبودا مألوها تعظمه القلوب وتخضع له هو الذي يدبرها بافعال الربوبية كالخلق والملك والرزق والتدبير وقوله في الصفحة التابعة والتابعين بعد المئة فينشر له اي يظهر ويبزق اي يظهر ويبسط قوله رجلا بكسر السين والجيم بلا تشديد والشائع في السنة الناس السجل لحن بل هو مكسور مخففا وهو الكتاب ويجمع على بلا تشكيل جيم ايضا وقوله مد البصر اي منتهاه مد البصر اي منتهاه وقوله يخرج له بطاقة تقدم ان البطاقة رقعة صغيرة تعلق بالثوب يذكر فيها ثمنه ثم استعملت بكل ما طهورا من المقيدات بالاوراق وشبهها وقوله فطاشت اي طارت وتفرقت بشدة اي تفرقت وطارت من شدة وسمي الطيش طيشا لتفرق عقلك صاحبه وذهابه سمي الطيش طيشا بتفرق عقل صاحبه وذهابه وقوله في الصفحة الثامنة والسبعين بعد المئة قال الحاكم كان من اوعية العلم الوعاء ظرف من ظروف الانية ظرف من ظروف الانية اي نوع منها واستعماله هنا على المجاز وقوله الحافظ تقدم ان الحافظ عند المحدثين هو المبرز بالحديث قد جاء الجامع لاوصاف من علمه ترجع الى سماعه ومعرفة رواته وتمييز صحيحه وسقيمه وتقييدها بحفظ مئة الف حديث لا يعرف عند المحدثين وهو شيء ذكره ابن الاكفان في اسفل المقاصد ثم تبعه من تبعه واشتهر بعد المئة العاشرة ولم يكن معروفا عند الاوائل وذكرت لكم فيما سلف ان حافظ الصحابة بالاجماع وهو ابو هريرة قاله الذهبي لا يبلغ ما له من الحديث معشارا ما ذكروه من اشتراط حفظ مائة الف فان المعروف عنه هو خمسة الاف واربع مئة خمسة الاف وثلاث مئة واربعة وسبعون حديثا وقوله واما الحاكم الحاكم وصف لا يتعلق برتبة من مراتب المحدثين وهو المشتغل بالقضاء فكانوا يسمون القاضي حاكما وهذا هو المذكور في حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين اذا حكم الحاكم ثم اجتهد الحديث واما من زعم ان الحاكم رتبة لمن حفظ ثلاث مئة الف حديث فهذا قول محدث على طريقة المحدثين غير معروف عندهم وقوله نيسابور بفتح النون ولا تكسر واصلها نيسابور فسابور ملك ملأ بنى هذه المدينة بالني وهو اعواد القصب فسميت نيسابور وركبت بعد ذلك تركيبا ماديا وصارت مدينة نيسابور واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين ما يتعلق بالحديث الذي اورده جده عن ابي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام يا رب الى تمام الحديث وابتدأ بيانه بذكر رتبتي بذكر طرف من ترجمة صحابيه وهو ابو سعيد وكان جديرا به ان يسلك ما سلكه فيما سبقه ببيان رتبته ثم يتبعه بذكر طرف من سيرة صحابيه وهذا الحديث روي من وجه لا يثبت بهذا الثياب ولجملة فضل لا اله الا الله من رجحانها الكفة وهي قوله لو ان السماوات السبع وعمرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله كواهد تحسن بها الجملة المذكورة فالحديث بتمامه لا يثبت لكن الجملة الواردة منه في فضل لا اله الا الله رويت بما يقويها ويقربها من الحكم بحسنها فكانت هذه الجملة من بيان رتبة الحديث جديرة بالتقديم بين يدي بيان المصنف المتعلق بذكر طرف من سيرة صحابي حديث الذي ذكره بقوله ابو سعيد اسمه سعد بن ما لك ابن سنان ابن عبيد الانصاري الخزرجي صحابي جليل وابوه كذلك اي هو صحابي ايضا فهو صحابي ابن صحابي وهذا كثير في الصحابة واعلى من هذه الرتبة من ينتظر في عموده ثلاثة من الصحابة فيكون هو صحابيا وابوه صحابي رواه ابوه صحابيا وجده صحابيا وافرد العلائي وغيره كتبا في هذا المعنى جمعوا فيها من اجتمع له مع ابيه وجده الصحبة والرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كعائشة بنتي ابي بكر واسمه عتيق او عبد الله بن عثمان فعائشة صحابية وابوها صحابي وجدها صحابي ثم قال في ترجمته استصغر ابو سعيد باحد اي عد صغيرا لا يصلح للقتال فمنع من احد ولم يكن شهد ما قبلها قطعا لصغره ثم شهد ما بعدها من المغازي مات بالمدينة سنة ثلاث او اربع او خمس وستين وقيل اربع وسبعين فتعيين تاريخ وفاته مما جرى القله فيه بين المحدثين والاخباريين على هذه الاقوال المذكورة وذكر غيرها في ترجمته رضي الله عنه وبابه وهياة الصحابة زمانا ومكانا وحالا جدير بالافراد بمصنف ولم يحفل بشيء في ايدي الناس واف بذلك وذلك بتحرير تواريخ وفياتهم وامكنة تلك الوفيات وتمييز احوال وقوعها موتا حتم انوفهم او شهادة وقتلا او حرقا او غرقا او غير ذلك وما قيل في ذلك من الاخبار والاشعار وهو باب من ملح العلم نافع وفي كتاب الاصابة لابن حجر قدر حافل من هذا المعنى وللصاغان كتاب ذكره في كتابه في اللغة اسمه در اسمه در الصحابة في وفيات الصحابة ثم قال المصنف قوله اذكرك اي اثني عليك به وليس هذا المعنى هو معنى الذكر فالذكر شيء والثناء شيء اخر فقد عرفت فيما سلف ان الثناء هو تكرار ذكر المحاسن ان الثناء هو تكرار ذكر المحاسن فاذا كررت المحاسن مرة بعد مرة سمي ثناء اما الذكر فهو ايش هو اعظام الله وحضوره بالقلب او اللي في القلب واللسان او هما بالقلب او اللسان او هما معا اعظام القلب وحضوره اعظام الله عظام اعظام الله وحضوره بالقلب او اللسان او هما معا وتحرير هذا المعنى للذكر يعلم قدره اذا فتشت في كتب اهل العلم عن معنى الذكر وسبق ايراده بما يناسب مقامه في شرح الباقيات الصالحات وقوله ادعوك فسره المصنف بقوله اي اسألك به وهذا بعض ما يندرج في معنى الدعاء فان الدعاء شرعا يقع على معنيين فان الدعاء شرعا يقع على معنيين احدهما معنى عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر معنى خاص وهو ماذا ايوسف ايش ايش ارفع صوتي اه هو سؤال العبد ربه سؤال العبد ربه اصولا ما ينفعه ودوامه سؤال العبد ربه اصول ما ينفعه ودوامه ورفع ما يضره او دفعه ورفع ما يضره او دفعه ويسمى الاول دعاء العبادة والثاني دعاء المسألة ويسمى الاول دعاء العبادة والثاني دعاء المسألة فيكون بيان المصنف لقوله وادعوك اي اسألك به اقتصارا على بعض معنى الدعاء فالدعاء يكون بالمعنيين السابقين معا فيجوز ان يكون قول موسى ادعوك به اي دعاء يرجع الى المعنى العام بالعبادة كالتعظيم والاجلال او السجود والركوع او غير ذلك او دعاء بسؤال الله عز وجل وطلبه ثم قال المصنف رحمه الله قوله قل يا موسى قال قل يا موسى لا اله الا الله فيه ان الذاكر يقولها كلها ان يقولوا هذه الكلمة الطيبة كاملة لا اله الا الله ولا يقتصر على لفظ الجلالة وهو قول الله الله وتقدم ان المختار الخبر بالاسم الاحسن او الجليل ولا على هم التي حقيقتها الاقتصار على ضمير دال على ربنا سبحانه وتعالى ولا على انت كما يفعله غلاة جهال المتصوفة فان ذلك بدعة وضلالة لان النبي صلى الله عليه وسلم وهو اعظم الخلق ذكرا لربه بين لنا ما نذكر به الله سبحانه وتعالى ولم يخبر بشيء مما يذكره به هؤلاء المتهوفون فان قال قائل في صحيح مسلم لا تقوم الساعة حتى لا يبقى في الارض احد يقول الله الله الجواب هذا من حجج هؤلاء يقول هذا حجة يقول الله الله نعم ان هذا اخبار اما يكون في اخر الزمان وليس فيه حجة على المشروعية وهذه مسألة من مشكلات العلم وهو وقوع الخبر عن شيء هل هو اذن به ام لا مثل ايش؟ عند الفقهاء ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام عند المئذنة البيضاء شرقي مسجدي دمشق فرج الله عن المسلمين فيها اذا حجة في المئذنة ومذهب الصحابة الاحتجاج بهذا. ففي حديث جابر انه صلى الله عليه وسلم قال انه ستكون لكم انوار فكان الزوج جابر تحتج بهذا الحديث بان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه ستكون لكم انماط فاحتجت بها والمقصود الانباه الى هذا الاصل لا البحث فيه الان ودائما حل الاشكال لا ينبغي ان يحال على ما فيه اشكال لان هذا يضعف الحل ولذلك في حديث لم يعملوا خيرا قط المشكل كان من الاجوبة الممكنة النظر في هذه الزيادة من جهة الرواية لكن هذا فيه انظار مختلفة لانها في صحيح مسلم. فلا ينبغي ان يعول على هذا الوجه لاحتمال سقوطه لتصحيح مسلم له وتصحيح مسلم متلقن بالقبول فيعمد الى ما يمكن ان يكون وثيقا دون غيره من وين كيده حديث شيء مقدر من احاديث اخرى ها يا عبد الله وين هذي هذي يدورها الاخ خالد لانه هو قال انا مقدر نعم هذا الجواب مؤتلف اه ها الجواب ان يقال انه وقع البيان المعرب عن ان هذه الرواية وقعت بالمعنى او اختصارا قال احمد حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى لا يبقى بارض احد يقول لا اله الا الله واسناده صحيح ورجاله رجال مسلم. فتكون هذه الرواية دالة على التقليل الذي ذكره الاخ وهو هو الواقع في الرواية التي عند احمد فيكون مبطلا دعوى هؤلاء المدعين. ومن القواعد النافعة في ابطال الاقوال النظر في اذ الذي ادعاه المبطل فانه قل ما ادعى احد دعوة ردها الى دليل الا كان في ذلك الدليل ما يبطل قوله. ذكر هذا المعنى قديما الامام مالك وبسطه ابو العباس ابن وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم ومن مثله هذا الحديث المحتج به على هذه الدعوة فان روايته الواقعة في مسند بل تبين ان المراد هو قول لا اله الا الله تامة لا قول الله الله ثم قال المصنف قوله كل عبادك يقولون هذا ثبت بخط المصنف اي امام الدعوة بالجمع اي في الفعل يقولون كما ذكره والذي في الاصول اي الكتب التي روت هذا الحديث يقول بالافراد مراعاة للفظة كل ففي هذا الفعل وجهان احدهما يقولون مراعاة لمعنى كله احدهما يقولون مراعاة لمعنى كل. لان معنى كل يدل على الجمع. وهي ابلغ صيغ العموم كما بينه الطوفي في كتابه الواسع في العموم والاخر يقول بالافراد يقول بالإفراد مراعاة لي لفظة كن مراعاة للفظة كل انها جاءت مفردة فالوجه الاول لوحظ فيه المعنى والوجه الثاني لوحظ فيه المبنى ثم قال المصنف وهو في المسند من حديث عبد الله ابن عمرو بلفظ الجمع كما ذكره المصنف على معنى كل يعني في بعض نسخه والمسند مما وقع اختلاف بين نسخه في مواقع منها في الفاظ الحديث لان العناية بضبطه لم تبلغ مبلغ العناية بالكتب الستة رواه الشيوخ والمسندون الذين لم يكونوا من الحفاظ المتقنين. فسرى اليه الوهم والغلط من هذه الجهة ثم قال ومعنى قوله كل عبادك يقولون هذا انما اريد شيئا تخصني به من بين عموم عبادك وهو اخبر ان لا اله الا الله قول جائر على السنة الخلق كافة وهو سائل شيئا يختص به قال وفي رواية بعد قوله كل عبادك يقولون هذا قال قل لا اله الا الله قال لا اله الا انت يا رب انما اريد شيئا تخصني به ثم قال ولما كان بالناس بل بالعالم كله من الضرورة الى لا اله الا الله ما لا نهاية له كانت من اكثر الاذكار وجودا وايسرها حصولا واعظمها معنى. وجاء في السنة النبوية ما يرشد الى هذا الكلام وهو ما رواه ابن ماجة بسند حسن عن جابر ابن عبدالله رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افضل الذكر لا اله الا الله افضل الذكر لا اله الا الله فهو موضح المعنى الذي ذكره المصنف من اضطرار الخلق الى اللهج بلا اله الا الله ودوام ذكر الله بها ها من اكثر الاذكار وجودا وايسرها حصولا واعظمها معنى فهي من الاذكار التي ينبغي ان يلازمها العبد تكرارا ذاكرا لله سبحانه وتعالى بها وكان من خبر امام الدعوة رحمه الله تعالى انه كان في مجلسه كثير اللهج بالتهليل والتسبيح والتحميد انه كان في مجلسه في الدرس كثير اللهج بالتهليل والتكبير والتحميد ذكره ابن غنام وغيره ثم قال والعوام والجهال يعدلون عنها الى الدعوات المبتدعة التي ليست بالكتاب ولا في السنة وهذا من تلاعب الشيطان بهم. اذ يعدلون الى دعوات تشتمل على بدعة وضلال يفرحون بها ويحرصون عليها ويجتمعون على قراءتها ويرتبونها اورادا ووظائف يصدون بذلك عن الذكر الاعلى. وهو ذكر الله عز وجل بما ذكر به نفسه. وبما ذكره به رسوله صلى الله وعليه وسلم فاكملوا الذكر ما جاء في الكتاب والسنة واذا اراد العبد ان يذكر بشيء ليس فيهما وجب عليه ان يكون موافقا للشرع غير مخالف له. فان فارق الشرع وخالفه وقع في البدعة والضلالة ثم قال قوله وعامروهن غيري هو بالنصب وعامرهن غيري هو بالنصب عطف على السماوات اي لو ان السماوات السبع ومن فيهن من العمال اي المقيمين غير الله تعالى والارضين السبع ومن فيهن وضعوا في كفة الميزان ولا اله الا الله في الكفة الاخرى مالت بهن لا اله الا الله اي رجحت بهن لا اله الا الله وتقدم ان العامر للشيء هو المقيم فيه فعمار السماء والارض هم المقيمون فيها وقال المصنف في قرة عيون الموحدين قوله وعامرهن غيري استثنى ممن في السماوات نفسه استثنى ممن في السماوات نفسه لانه العلي الاعلى استثناء ممن في السماوات نفسه لانه العلي الاعلى ثم استطرد رحمه الله تعالى في بيان انواع علو بنا عز وجل ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا رواه الامام احمد عن عبدالله ابن عمر فيه ما في حديث ابي سعيد من بيان فضل لا اله الا الله وانها ترجح بالسماوات والارض وانها لو كانت السماوات والارض حلقة مبهمة اي دائرة مغلقة ثم وضعت عليهن لا اله الا الله لقسمتهن اي كسرتهن فانحلت كل واحدة عن الاخرى لثقل لا اله الا الله وليس ثقل لا اله الا الله في مبناها فحروفها من اسهل الحروف ولكن ثقل لا اله الا الله في معناها لمن فظم فيها من نفي الالهية عن غير الله وافراد الله عز وجل بالالهية وحده فلثقل المعنى صار هذا اثرها. وانما يحصل هذا الثقل من جاء بهذه الكلمة معتقدا معناها ملتزما مقتضاها دائرا مع حكمها. اما من قالها وهو لا يعتقد معناها ولا يلتزم مقتضاها ولا يأتي باحكامها من الاعمال فهذا خف قدره في الميزان لخفة لا اله الا الى الله عنده ثم قال قوله في كفة هو بكسر الكاف وتشديد الفاء اي كفة الميزان وتقدم انه لا يتبين الا بان يقال ان الكفة هي محل الموزون منه اي موضع جعل الموزون في الميزان. ثم قال قوله مالت بهم اي رجحت وهذا لازم المعنى كما تقدم فما لك صغت وانحرفت؟ فاذا صغت وانحرفت حصل الرجحان ثم وجه رجحانها فقال وذلك لما اشتملت عليه من نفي الشرك وتوحيد الله الذي هو افضل الاعمال واساس الملة والدين الى اخر ما قال. ثم قال ودل الحديث على ان لا اله الا الله افضل الذكر واصح منه ما تقدم عن جابر ابن عبد الله عند ابن ماجة. ثم ذكر نظيرا له وهو حديث عبد الله ابن عمر. عند الترمذي وغيره خير الدعاء دعاء دعاء يوم عرفة وفيه لا اله الا الله وحده لا شريك له الى اخره وهو حديث ضعيف لا يثبت ثم اتبعه بحديث اخر عن عبد الله ابن عمرو رواه الترمذي والنسائي في الكبرى ناده صحيح وهو من صحيح حديث المصريين وفيه قصة صاحب البطاقة وهو رجل يصاح به على رؤوس الخلائق فتنشر له اعماله في تسعة وتسعين سجلا كل سجن منها مد البصر ثم يقال اتنكر من هذا شيئا اي من اعمالك القبيحة التي جاءت فيها فيقول لا يا رب فيقال الك عذر حسنة فيهاب الرجل فيقول لا فيقال بلى ان لك عندنا حسنة وانه لظلم عليك فيخرج له بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا عبده ورسوله فيقول يا رب ما هذه البطاقة؟ مع هذه السجلات؟ فيقال انك لا تظلم فتوضع السجلات في في كفتة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. وثقل البطاقة كان وجود كلمة التوحيد لله والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وليس هذا الحديث حجة على ترك العمل والاكتفاء بالاعتقاد والقول وان العبد ينجو بذلك بل وجه هذا الحديث احد امرين الاول ان يكون ثبوتها مكتوبة في البطاقة ان يكون ثبوتها مكتوبة في البطاقة حصل بما قارنها من العمل ان يكون ثبوتها مكتوبة في البطاقة حصل بما يقارنها من العمل اذ لو كانت قولا فقط لم تنفع صاحبها فان المنافقين يقولون لا اله الا الله ولم تنفعهم لان قولهم جار على اللسان فلا يثبت به شيء وثبوت هذه الكلمة على البطاقة اقترن بما يدعو اليه وهو العمل المصدق لها فدعواه في قول لا اله الا الله صادقة وشاهده عمله وان قل وثانيها ان يكون هذا الحديث في حق من منعه عذر من العمل. ان يكون هذا الحديث في حق من منع عذر من العمل بموته مع صدق شهادته بموته مع صدق شهادته فهو صادق في شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكنه لم يتمكن من العمل لموته. والثاني اختيار خيار شيخنا صالح بن فوزان ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلاما لابن القيم في بيان تفاضل الاعمال وانها لا تتفاضل بصورها عددها وانما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب. فتكون صورة العملين واحدة وبينهما من التفاضل كما بين السماء والارض فوقع التفاضل بما في القلوب من المحبة والخضوع والاقبال على الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر كلاما لابن القيم في تصديق ذلك بما كان من حديث صاحب البطاقة وفي اخره قوله ومعلوم ان كل موحد له هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه اي تخف هذه الكلمة في ميزانه لما اظعفها من الذنوب حتى ثقلت به سيئاته كما تقدم في كلام وشيخه ابي العباس ابن تيمية ثم قال قوله رواه ابن حبان والحاكم ابن حبان اسمه محمد ابن حبان بكسر المهملة اي الحاء وتشديد الموحد اي الباء ابن احمد ابن حبان ابن معاذ ابو حاتم التميمي البستي الحافظ صاحب التصاريف كالصحيح والتاريخ والضعفاء والثقات وغير ذلك وكتاب الضعفاء هو كتاب المجروحين على المشهور. وقيل ان كتاب الضعفاء كتاب اخر غير كتاب المجروحين. وكان عبد الله الغماري يزعم ان في مكتبة اخيه احمد وكان جماعا لكتب الحديث من كتاب الضعفاء هي غير كتاب المجروحين. ثم ذكر عن الحاكم في مدح ابن حبان انه كان من اوعية العلم. يعني كان ممتلئا بالعلم بالفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال ثم ذكر وفاته انه مات سنة اربع وخمسين وثلاث مئة بمدينة بوشت بالمهملة وهي اليوم في بلاد افغانستان فيما احسب. ثم قالوا اما الحاكم فاسمه محمد بن عبد الله بمحمد النيسابولي ابو عبد الله الحافظ ويعرف بابن البيع وهو صاحب المستدرك والعزو اليه يراد به كتاب المستدرك ولدت ثلاثة احدى وعشرين وثلاث مئة وصنف التصانيف كالمستدرك وتاريخ عيسى ابوه. والاول مطبوع والثاني مفقود وتوجد منه ملخصات ومنتقيات ويذكر انه محفوظ في موضع خاص في مكتبة كدى بخش مثنى بالهند وهي مكتبة زاخرة بكتب لا تزال اسرار لحال القائمين عليها ثم قال ومات سنة خمس واربعمئة وهذا اخر البيان على هذه الجملة ونستكمل بقيته بعد الاذان باذن الله الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله نعم احسن الله اليكم يقول رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وللترمذي وحسنه عن انس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة ذكر المصنف رحمه الله تعالى الجملة الاخيرة من الحديث وقد رواه الترمذي بتمامه فقال عن انس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. يا ابن ادم لو بلغت عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي. يا ابن ادم انك لو اتيتني الحديث الترمذي اسمه محمد بن عيسى بن سورة بفتح المهملة بن موسى بن الضحاك السلمي ابو عيسى صاحب الجامع واحد الحفاظ كان ضرير البصر رواه عن قتيبة وهنى دين والبخاري وخلق مات سنة تسع وسبعين ومئتين. وانس هو ابن مالك ابن النظر الانصاري الخزرجي رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمه عشر سنين وقال اللهم اكثر ماله وولده وادخله الجنة مات سنة اثنتين قيل ثلاث وتسعين وقد جاوز المئة. وقد رواه الامام احمد من حديث ابي ذر رضي الله عنه بمعناه وهذا لفظه. ومن عمل ومن قراب الارض خطيئة ثم لقيني ثم لقيني لا اشرك به شيئا جعلت له مثلها مغفرة. رواه مسلم. واخرجه الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لو اتيتني بقراب الارض بضم القاف وقيل بكسرها والضم اشهر وهو وهو ملئها او ما يقارب ملئها قوله ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا شرط فقير في الوادي في حصول المغفرة وهو السلامة من الشرك كثيره وقليله صغيره وكبيره. ولا يسلم من ذلك الا من سلمه الله تعالى وذلك هو القلب شربوا كما قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم قال ابن رجب رحمه الله تعالى من جاء مع التوحيد بقراب بقراب الارض خطايا لقيه الله تعالى بقرابها مغفرة الى ان قال فان كمل توحيد العبد فان كمل توحيد العبد واخلاصه لله تعالى فيه وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه وبقلبه ولسانه عند الموت اوجب ذلك مغفرة ما قد سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية. فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه واخرجت منه كل ما سوى الله؟ اخرجت كل منه كل ما سوى الله تعالى محبة وتعظيما واجلالا؟ ومهابة وخشية وتوكلا؟ وحينئذ تحرق ذنوبهم وقطع ياه كلها وان كانت مثل زبد البحر انتهى ملخصا قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى الحديث ويعفى لاهل التوحيد المحض الذي لم يشوبه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس كذلك. فلو لقي الموحد الذين المشرك بالله شيئا البتة ربه بتراب الارض خطاياته بقرابها مغفرة ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده فان التوحيد الخالص الى شوبه شرك لا يبقى معه ذنب لانه يتضمن من محبة الله واجلاله وتعظيمه وخوفه وخوفه ورجائه وحده ما يوجبه غسل الذنوب ولو كانت قراب الارض فالنجاسة عارضة والدافع لا قوي انتهى. وفي الحديث كثرة ثواب التوحيد وسعة كرم الله تعالى وجوده ورحمته في هذا وفي هذا الحديث وفي هذا الحديث احسن الله اليكم وفي هذا الحديث كثرة ثواب التوحيد وسعة كرم الله تعالى وجوده ورحمته. والرد على الخوارج الذين يكفرون المسلم بالذنوب وعلى معتزلة وعلى المعتزلة القائلين بالمنزلة بين المنزلتين. وهي الفسوق ويقولون ليس بمؤمن ولا كافر ويخلد في النار والصابر قول اهل السنة انه لا يسلب عنه اسم الايمان ولا يعطاه على الاطلاق بل يقول هو بل يقال هو مؤمن ناص او مؤمن بايمانه فاسق وعلى هذا يدل الكتاب والسنة واجماع سلف الامة وعن ابن وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال لما اسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به الى سدرة المنتهى فاعطيها ثلاثة اعطي الصلوات الخمس وخواتيم سورة البقرة وغفر وغفر لمن لا يشرك بالله من امته شيئا المقحمات رواه مسلم. قال شيخ الاسلام رحمه الله الشرك نوعان اكبر واصغر فمن خلص منه ما وجبت له الجنة. ومن مات على الاكبر وجبت له النار. ومن خلص من الاكبر وحصل وحصل له من اصغر ما حسنات راجحة مع حسنات راجحة على ذنوبه دخل الجنة فان تلك الحسنات توحيد فان تلك الحسنات توحيد كثير مع يسير من الشرك الاصغر. ومن خلص من الاكبر لكن كثر الاصغر. حتى رجحت به سيئاته دخل النار فالشرك يؤاخذ به العبد اذا كان اكبر او كان كثيرا اصغر. والاصغر القليل فيه جانب الاخلاص الكثير لا يؤاخذ به انتهى. قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره واخرج الامام احمد والترمذي وابن ماجه والنسائي وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الاية هو اهل التقوى واهل المغفرة وقال قال ربكم انا اهل ان اتقى افلا يجعل معي اله فمن اتقاني فمن اتقى ان يجعل معي الها كان اهلا ام اغفر له؟ قال المصنف رحمه الله تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة فانك اذا وجمعت بينه وبين حديث عتبان تبين لك معنى قول معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرورين وفيه ان بها يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله والتنبيه لروحانها بجميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها يقف ميزانه الميت بعض الصفات خلافا للمعطلة وفي انك اذا عرفت حديث انس رضي الله عنه عرفت ان قوله في حديث عتبان ان الله حرم على النار من قال لا لا اله الا الله ابتغي بذلك وجه الله انه ترك الشرك ليس قولها باللسان انتهى بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي آحاد مفرداتها فقوله الترمذي بكثر التاء في اللغة المشهورة وذكر الضم والفتح ايضا وقوله بفتح المهملة الحرف المهمل هو الغفل من النقط هو الغفل من النقط والمعجم هو المنقوت منها وقوله صاحب الجامع الجامع في في عرف المحدثين ما احتوى معارف الدين من اطرافها محتوى معارف الدين من اطرافها ففيه ما يتعلق بالايمان فيه ما يتعلق بالاحكام وفيه ما يتعلق بالتفسير وفيما يتعلق بأشراط الساعة ذكره عبد العزيز الدهلوي في العجالة النافعة والكتالي في الرسالة المستطرفة قوله كان ضرير البصر اي ممسوسا بالضر في بصره اي ممسوسا بالضر في بصره وهو وصف لمن كان اعمى وهو وصف لمن كان اعمى فان ابلغ ضره في بصره ذهاب نور عينيه فان ابلغ ضره في بصره ذهاب نور عينيه وقوله في الصفحة الحادية والثمانين بعد المئة في منتصفها فان التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك اي لا يخالطه اي لا يخالطه وشوب الشيء خلقه وشوب الشيء قره وقوله فيها انه لا يجذب عنه السلب النفي والاعدام السلب النفي والاعدام وقوله في الصفحة الثانية والثمانين بعد المئة المقحمات اي الملقيات المقحمات اي الملقيات وهو اسم للذنوب الكبائر وهو اسم للذنوب الكبائر لانها تلقي صاحبها في النار لانها تلقي صاحبها بالنار وقوله في الصفحة الثالثة والثمانين بعد المئة المغرورين جمع مغرور المغرورين جمع مغرور وهو الغافل المخدوع وهو لا يدري وهو الغافل المخدوع وهو لا يدري وقوله خلافا للمعطلة اصل التعطيل الترك والتخلية اصل التعطيل الترك والتخلية والتعطيل المذكور في ابواب الاعتقاد ثلاثة انواع والتعطيل المذكور في ابواب الاعتقاد ثلاثة انواع احدها تعطيل المصنوع عن صانعه تعطيل المصنوع عن صانعه وهو المتعلق بالربوبية وثانيها تعطل الصانع عن كماله تعطيل الصانع عن كماله وهو المتعلق بالاسماء والصفات وهو المتعلق بالاسماء والصفات وثالثها تعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد تعطيل معاملته عما يجب على العبد من التوحيد وهو المتعلق بتوحيد الالهية وهو المتعلق بتوحيد الالهية ذكر هذه الانواع الثلاثة ابو عبد الله ابن القيم في الجواب الكافي والمقريزي في تجريد التوحيد واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين ما ذكره جده من ادلة الباب في قوله وللترمذي وحسنه عن انس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى يا ابن ادم الحديث فذكر في ابتداء بيانه ان المصنف يعني جده ذكر الجملة الاخيرة من الحديث. وقد رواه الترمذي بتمامه ثم ذكر لفظ الترمذي تاما ثم ذكر طرفا من ترجمة الترمذي فقال اسمه محمد ابن عيسى ابن ثورة بفتح المهملة ابن موسى ابن ضحاك السلمي اي من بني سليم فهو عربي وصليبة ومسلم وابو داود والترمذي وابن ماجة من العرب الخلص ثم ذكرت نيته انه يكنى ابا عيسى ثم قال صاحب الجامع احد الحفاظ حفاظ كان ضرير البصر روى عن قتيبة وهناد والبخاري وخلق مات سنة تسع وسبعين ثم ذكر ترجمة صحابي حديث فقال هو ابن مالك ابن النضر الانصاري الخزرجي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمه عشر سنين فقال الله اللهم اكثر ما له وولده وادخله الجنة. اي دعا له بكثرة المال والولد وان يدخل الجنة مات سنة اثنتين وقيل ثلاث وتسعين وهو اخر من مات من الصحابة رضي الله عنهم في البصرة وقد جاوز المئة فهو من المعمرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين نيفوا عن المئة ثم قال وقد رواه الامام احمد من حديث ابي ذر بمعناه وهذا لفظه ثم ذكر لفظه ثم ذكر ان حديث ابي ذر عند مسلم ثم ذكره ايضا من رواية ابن عباس عند الطبراني واسناده لا يصح وفيما ثبت في مسلم من حديث ابي ذر غنية عن حديث ابن عباس وحديث انس من جنس الاحاديث الحسان ثم شرع يبين معاني الحديث فقال قوله لو اتيتني بقراب الارض بضم القاف وقيل بكسرها فيقال قراب وقراب. والظم اشهر اي اكثر ذكرا واجرى دورانا على الالسنة. والمشهور من اللغات في كلمة ما اولى بالذكر. لانه هو الو اما الغريب الشاذ فهو نشاز على الاسماع. فينبغي اجتنابه. وربما وقع العبد باستعماله في التقهع في عري المذموم شرعا ثم قال وهو ملؤها اي امتلاؤها او ما يقارب ملئها ثم قال قوله ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا شرط ثقيل في الوعد بحصول المغفرة. فالمغفرة الموعود بها مناطة بشرط ثقيل وهو البراءة والسلامة الشرك كثيره وقليله صغيره وكبيره سره وعلنه جليه وخفيه ولا يسلم من ذلك الا من سلم الله تعالى. وذلك هو القلب السليم كما قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. واجمع قول في القلب السليم انه السالم من كل شهوة وشبهة انه السالم من كل شهوة وشبهة ذكره ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم ولا يكون كذلك حتى يكون بريئا متنزها عن الشرك. ثم ذكر كلاما لابن رجب رحمه الله تعالى في معنى الحديث فقال من جاء مع التوحيد بقراب الارض خطايا لقيه الله تعالى بقرابها مغفرة الى ان قال فان كمل توحيد العبد واخلاصه لله تعالى فيه وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه او قلبه ولسانه عند الموت اوجب ذلك مغفرة ما قد سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه اخرجت منه كل ما سوى الله تعالى محبة وتعظيما واجلالا ومهابة وخشية وتوكلا وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها وان كانت مثل زبد البحر. فلكلمة التوحيد من نور الاشراق ما يدفع عن القضايا والذنوب ويجعله في حصن مشيد آمن من غائلتها. ثم ذكر كلاما لابي عبد الله ابن القيم في الحديث قال فيه ويعفى لاهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس كذلك. فلو لقي الموحد الذي لم يشرك بالله شيئا البتة ربه بتراب خطاياه بتراب الارض خطايا اتاه بقرابها مغفرة ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده فان التوحيد الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب لانه يتضمن من محبة الله واجلاله وتعظيمه وخوفه ورجعه وحده ما يجب غسل الذنوب ولو كانت قراب الارض فالنجاسة عارظة والدافع لها قوي انتهى كلامه. والمراد من هذين القولين ما بينه بلسان فصيح ابن القيم في مدارج السالكين ان المراد من هذه الجملة الاعلام بان التوحيد اذا سبب لمغفرة الذنوب. الاعلام بان التوحيد سبب لمغفرة الذنوب. لا انه قدروا ان يأتي عبد بملئ الارض خطاياه ثم يكون موحدا كاملا فان هذا لا يوجد الا في فرض العقل واما في حقائق الايمان والقلوب فان الامر لا يكون كذلك والحال كما قال ابن القيم ولربما ما قال جدلي ما المانع من ذلك؟ وما الذي يحول من ذلك؟ فما اقسى قلبه الى اخر كلامه رحمه الله الله تعالى لان من استهتر بالذنوب وانهمك فيها فادمنها فلا بد ان يتسلط عليه شر فيكون في قلبه رغبة الى غير الله ورهبة الى غير الله وتعلق بغير الله سبحانه وتعالى الا هو كلام ابن القيم في مدارج السالكين وهو حقيق بالنظر فيه لتصحيح المقصود من هذا الحديث انه تعريف باثر التوحيد في مغفرة الذنوب لا تحقيق الصورة المذكورة فيه لانتفائها شرعا فالمراد منها تقريب المعنى. ثم قال المصنف ذاكرا فوائد هذا الحديث. وفي هذا الحديث كثرة ثواب التوحيد وساعة كرم الله تعالى وجوده ورحمته والرد على الخوارج الذين يكفرون المسلم بالذنوب لان الله سبحانه وتعالى اخبر عما يأتيه بقراب الارض خطايا فلم يجعله كافرا بتلك الذنوب وهو رد ايضا عن المعتزلة القائلين بالمنزلة من المنزلتين وهي الفسوق ويقولون ليس بمؤمن ولا كافر يعني في الدنيا فلا يحكمون عليه بكفر ولا ايمان ويجزمون مع الخوارج انهم انه خارج في النار فكلا هذين القولين عاطل باطل مخالف للادلة القرآنية والاحاديث النبوية والاثار السلفية ان الكبيرة لا يسلب بها عن العبد اسم الايمان بل يبقى له اصله وان كان الا يكون مؤمنا كاملا وهذا هو الذي ذكره المصنف بقوله والصواب قول اهل السنة انه لا يسلب عنه اسم الايمان اي لا ينفى ولا يعدم عنه اسم الايمان. ولا يعطاه على الاطلاق فلا يقال المؤمن الكامل. بل يقال هو مؤمن عاص او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فيقيد بما يدل على نقصه. ومن اهل السنة من يقوله هو مسلم ويمتنع ان يقول هو مؤمن لما تقرر من ان الايمان اعظم درجة من الاسلام فهذه الفاظ ثلاثة من الخبر عن فاعل كبيرة عند اهل السنة احدها انه مؤمن عاص وثانيها انه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته وثالثها انه مسلم ولا يذكرون اسم الايمان له ثم اورد حديثا عن عبد الله ابن مسعود عند مسلم وفيه وغفر لمن لا يشرك بالله من امته شيئا المقحمات اي غفر للموحد الذنوب الكبائر بتوحيده. ثم ذكر كلاما لابي العباس ابن تيمية الحفيد ذكر فيه ان الشرك نوعان اكبر واصغر وسيأتي هذا في موضعه اللائق به من الكتاب ثم اخبر عن المراد فقال فمن خلص فمن خلص منهما وجبت له الجنة ومن مات على الاكبر وجبت له النار. ومن خلص من الاكبر وحصل له بعض الاصغر مع حسنات راجحة على ذنوبه به دخل الجنة فان تلك الحسنات توحيد كثير مع يسير من الشرك الاصغر فلا يغفر له الشرك الاصغر ويكون في عفة سيئاته وترجح الحسنات بها. فيكون حظه دخول الجنة ومغفرة دخول الجنة وعدم ادخاله النار ومن خلص من الاكبر لكن كثر الاصغر حتى رجحت به سيئاته دخل النار. فيدخل النار مع كونه موحدا عقوبة دله على ذنوبه ثم قال فالشرك يؤاخذ به العبد اذا كان اكبر او كان كثيرا اصغر والمراد بالمؤاخذة رقبته بدخوله على النار والاصغر القليل في جانب الاخلاص الكثير لا يؤاخذ به وليس المراد لا يؤاخذ به انه يغفر له فان الشرك ولو كان اصغرا لا يغفر للعبد. ولكن المراد انه لا يدخل النار. ثم ذكر حديثا رواه الترمذي وابن ماجه والنسائي عن انس عزاه الى ابن كثير لانه نقله عنه وفيه قال ربكم انا اهل ان نتقى فلا قالوا معي اله فمن اتقى ان يجعل معي الها كان اهلا ان اغفر له اي من كان موحدا فهو مستحق للمغفرة واسناده ضعيف ومعناه صحيح ثم قال قال المصنف رحمه الله يعني امام الدعوة تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة فانك اذا جمعت بينهم وبين حديث عتبان تبين لك معنى قول لا اله الا الله وتبين لك خطأ المغرورين اي الذين يظنون ان قولها باللسان كاف في حصول الوعد المرتب عليها. ثم قال وفيه ان الانبياء يحتاجون للتنبيه على فضل لا اله الا الله لان تنبيههم على فضل لا اله الا الله يمكن التوحيد من قلوبهم ويزيده في نفوسهم فيعظم تعلقهم به وغيرهم الى هذا التنبيه احوج ثم قال والتنبيه لرجحانها اي كلمة التوحيد بجميع المخلوقات مع ان كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه لما تقدم من ذكره لما تقدم ذكره من انه يقولها لا معناها ولا يلتزم مقتضاها ولا يأتي باحكامها. ثم قال وفيه اثبات الصفات اي الصفات الالهية لربنا سبحانه وتعالى والصفة الالهية هي ما دل على كمال متعلق بالذات ما دل على كمال متعلق بالذات خلافا للمعطلة اي النفات للصفات ومعنى التعطيل اعم لكن المراد هنا تعطيل الصانع عن كماله بنفي اسمائه وصفاته او نفيه اسمائه الذين في صفاته دون اسمائه فان العبد مأمور باثبات الاسماء والصفات لله. ثم قال وفيه انك اذا عرفت يا انس عرفت ان قوله في حديث عتبان ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله انه ترك الشرك ليس باللسان اي ان المقصود من لا اله الا الله هو البراءة من الشرك وعدم مواقعته لا ان يقولها العبد بلسانه ثم يبقى متلطخا بنجاسات الشرك وذكر المصنف رحمه الله تعالى هذا المعنى المراد في كلامه وكلام غيره ملخصا في قرة عيون الموحدين قال لما ذكر هذا الحديث يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة؟ قال في هذا الحديث ما يبين معنى لا اله الا الله الذي رجحت بجميع المخلوقات وجميع السيئات. وان ذلك هو ترك والشرك قليله وكثيره وذلك يقتضي كمال التوحيد. فلا يسلم من الشرك الا من حقق توحيده. واتى بما تقتضيه كلمة من العلم واليقين والصدق والاخلاص والمحبة والقبول والانقياد وغير ذلك مما تقتضيه تلك الكلمة العظيمة كما قال تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم انتهى بنصه من قرة عيون الموحدين في الصفحة الحادية والثلاثين بعد المئة. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب. ونستكمل بقيته بعد صلاة الفجر غدا باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين