السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تواليا وتترا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى آله وصحبه ومن اتخذه اماما ودليلا اما بعد فهذا المجلس العاشر في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد وهو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد العلامة عبدالرحمن بن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب التميمي رحمه الله وقد انتهى بنا البيان الى قوله باب الخوف من الشرك نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في فتح المجيد وقوله باب الخوف من الشرك وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال ابن كثير رحمه الله اخبر تعالى انه لا يغفر ان يشرك به اي لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي من الذنوب لمن يشاء من عباده انتهى فتبين بهذه الاية ان الشرك اعظم الذنوب لان الله تعالى اخبر انه لا يغفره لمن لم يتب منه وما دونه من الذنوب فهو داخل تحت المسيرة ان شاء غفر له ان شاء غفره لمن لقيه به وان شاء عذبه وذلك يوجب للعبد شدة الخوف من الشرك الذي في هذا شأنه عند الله لانه اقبح القبيح واظلم الظلم وتنقص لرب العالمين وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره كما قال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ولانه مناقض للمقصود بالخلق والامر مناف له من كل وجه وذلك راية المعاندة لرب العالمين والاستكبار عن طاعته والذل والانقياد لاوامره الذي لا صلاح للعالم الا بذلك. فمتى خلا منه خرب وقامت القيامة؟ كما قال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يقال في الارض حتى لا يقال في الارض الله الله رواه مسلم ولان الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق تعالى وتقدس في خصائص الالهية من ملك الضر والنفع والعطاء والمنع الذي يوجب تعلق الدعاء والخوف والرجاء التوكل وانواع العبادة كلها بالله تعالى وحده. فمن فمن علق ذلك بمخلوق فقد شبهه بالخالق وجعل من لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا شبيها بمن له الحمد كله وله الخلق كله وله الملك كله وبيده الخير كله واليه يرجع الامر كله فازمة الامور كلها بيد سبحانه ومرجعها اليه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. لما اعطى ولا معطي لما منع. الذي اذا فتح للناس رحمة فلا ممسك لها ولا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم فاقبحوا التشبيه تشبيه العاجز الفقير بالذات بالقادر الغني بالذات ومن خصائص الالهية الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه ومالك يوجب ان تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والاجلال والخشية والدعاء والرجاء والانابة والتوكل والتوبة والاستعانة وغاية الحب وغاية الحب ما غاية الذل كل ذلك يجب عقلا وفطرة ان يكون لله وحده ويمتنع عقلا وشرعا وفطرة ان يكون لغيره فمن فعل شيئا من ذلك لغيره فقد شبه ذلك الغير لا شبيه له ولا مثل له ولا ند له وذلك اقبح التشبيه وابطله. فلهذه الامور وغيرها اخبر سبحانه وتعالى انه لا يغفر مع انه كتب على نفسه الرحمة هذا معنى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى وفي الاية رد على الخوارج المكفرين بالذنوب وعلى المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يخلدون في النار وليسوا عندهم بمؤمنين ولا كفار ولا يجوز ان يحمل قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء على التائب الشرك مغفور له كما قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. فهنا اعم ما اطلق لان المراد به التائب وهناك قصة وعلق لان المراد به من لم يتب هذا ملخص قول شيخ الاسلام بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله رحمه الله في الصفحة السابعة بعد المائتين فازمة الامور الاذمة جمع زمام الازمة جمع زمام واصله الحبل الذي يشد في انف البعير واصله الحبل الذي يشد في انف البعير ومنه سمي كل معلق زمام على وجه التشبيه قال بعض اهل العربية الازمة سلاسل الحلق الازمة سلاسل الحلق اي ما يجعل فيه من ثلاث لا تحيط به شبهها بالازمة التي تناط في انوف الابل وتختم بها وتقاد واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين معاني الباب الذي عقده امام الدعوة في كتاب التوحيد مترجما له بقوله باب الخوف من الشرك وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وابتدأ بيانه بالقول في تفسير الاية نقلا عن ابن كثير ابتداء ثم مدا للقول منه تتميما للبيان ونقص في بيانه الاعراب عن حقيقة الترجمة فكان من المستحسن ان يبتدأ بيانه بذكر معنى الترجمة ثم يلحق هذا البيان بما يتبعه من ايضاح معاني من معاني الادلة المذكورة فيها وترجمة هذا الباب الخوف من الشرك فهي مشتملة على كلمتين الاولى الخوف والثانية الشرك فاما الكلمة الاولى وهي الخوف فحقيقته مرار القلب ذعرا وفزعا فرار القلب ذعرا وفزع والفرار الذي يكتنف القلب نوعان والفرار الذي يكتنف القلب نوعان احدهما فرار الى الله احدهما فرار من الله وهو الخوف منه وبه يحصل امن القلب وطمأنينته والاخر فرار من غير الله الاول قلنا ايش فرار الى الله ليس منه طحوها فرار الى الله والاخر فرار من غير الله فرار من غير الله وحقيقته الخوف من سواه وحقيقته الخوف من سواه وبه يحصل تذبذب القلب واضطرابه وقلقه وبه يحصل تذبذب القلب واضطرابه وقلقه فالنوع الاول مأمور به لان حصول طمأنينة القلب وامنه متوقفة عليه فلا سبيل الى سكون النفس الا بالخوف من الله عز وجل قال الله تعالى ففروا الى الله والقلب الفار الى الله ملتجئ الى معقد امانه وسر اطمئنانه قال بعض السلف من خاف الله هرب اليه ومن خاف غيره هرب عنه من خاف الله فر اليه من خاف الله فر اليه ومن خاف غيره طرأ عنه واما الثاني وهو فراره من غير الله عز وجل فهو نوعان الاول ما يكون جبلة وطبعا ما يكون جبلة وطبعا كالخوف من اتباع وانواع الشرور الخوف من السباع وانواع الشروق فهذا يجري قدرا على العبد فهذا يجري قدرا على العبد والاخر الخوف من غير الله تألها وتعبدا الخوف من غير الله تألها وتعبدا وبه يقع العبد في الشرك وبه يقع العبد في الشرك على ما سيأتي بيانه بباب مفرد في كتاب التوحيد واما الكلمة الثانية وهي الشرك فالشرك شرعا يقع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره وتقدم ان حق الله نوعان هما حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب وتقدم ان حق الله نوعان هما حق في المعرفة والاثبات وحق بالارادة والقصد والطلب وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله توحيده في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته وينشأ من هذين الحقين ان الواجب لله توحيده في ربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته فاذا جعل شيء من حق الله لغيره كان الشرك واقعا فاذا جعل شيء من حق الله لغيره كان الشرك واقعا اما في الربوبية او الالوهية او الاسماء والصفات والاخر معنى خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله وهو جعل شيء من العبادة لغير الله فان اسم الشرك في خطاب الشرع اكثر ما يراد به ما تعلق بالعبادة فان اسم الشرك في خطاب الشرع اكثر ما يراد به ما تعلق بالعبادة واختير لادانة حقيقة الشرك كلمة جعل دون غيرها كصرف ونحوها لامرين احدهما مواطئة خطاب الشرع وموافقته مواطئة خطاب الشرع وموافقته فان الشرك يذكر في خطاب الشرع بالجعل قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وفي الصحيحين في حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اي الذنب اعظم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تجعل لله ندا وهو قلقت والثاني ان كلمة الجعل فيها من اقبال القلب وتألفه ما ليس في الصرف وغيره ان كلمة الجعل فيها من اقبال القلب وتألهه ما ليس في الصرف وغيره فان غاية الصرف تحويل الشيء عن وجهه فان غاية الصرف تحويل الشيء عن وجهه دون ملاحظة الوجه المحول اليه دون ملاحظة الوجه المحول اليه واقتران هاتين الكلمتين بالترجمة بقول المصنف الخوف من الشرك اعلام بوجوبه وشدة الحاجة اليه وان من اعظم مواضع فزع القلب التي ينبغي ان تطلب فزعه من الوقوع في حبائل الشرك لانه اقبح القبائح واعظم الظلم كما سيأتي في كلام المصنف رحمه الله ومن عقل شر الشرك وسوء عاقبته ووخيم ضرره في الدنيا والاخرة ادرك ان الخوف منه هو من اجل الخوف الذي ينبغي ان يتلبس به العبد فان فلاح العبد في الدارين موقوف على سلامته من الشرك فمن تلطخ بالشرك فقد صار من جثى جهنم فلا نجاة له من النار الحارقة والعذاب الاليم الا ببراءته وتنزهه من الشرك ولا يتحرز منه الا من خافه فان الخوف يولد في القلب الحذر منه فمن خاف شيئا نأى عنه وجانبه ومن لم يمتلئ قلبه بالخوف من شيء ركن اليه وساكنه فالعارف بالتوحيد يحذر الشرك اشد الحذر ويخافه لئلا يعلق بقلبه شيء من حبائله ومكايد الشيطان فيه فترديه في مهاوي الهلاك والعطب ثم ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى بيانه بقوله وقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويظهر ما دون ذلك لمن يشاء قال ابن كثير اخبر تعالى انه لا يغفر ان يشرك به اي لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك وحذف العبد للعلم به لان وقوع الجزاء مناط بمن يتعلق به خطاب الأمر والنهي وخطاب الامر والنهي يتعلق بالعبد انسيا كان او جنيا فتقدير الجملة ان الله لا يغفر لعبد ان يشرك ان يشرك به وحذف للعلم به ثم قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي من الذنوب لمن يشاء من عباده انتهى كلامه واصل المغفرة بلسان العرب هي الستر ومنه سمي المغفر الذي يكون على الرأس مظفرا وهو خوذة من حديد او غيره تجعل على الراس في الحرب لتقيه وتحميه فسميت مغفرا لسترها الرأس فمغفرة الله سبحانه وتعالى للعبد هي تتلو ذنوبه فاذا سترت ذنوب العبد طار العبد مغفورا له وصار الله سبحانه وتعالى ايش ايش قال الله تعالى غافرا وغفورا وغفارا قال الله تعالى غافرا وغفورا وغفارا فهذه الاسماء الالهية الثلاثة ترجع الى هذا الاصل وتكثيرها اعلام بسعة مغفرة الله سبحانه وتعالى وتكثيرها اعلام بسعة مغفرة الله سبحانه وتعالى وليس المراد بالمغفرة ترك المؤاخذة بالذنب كما يقع في كلام بعض المفسرين والمتكلمين في ابواب الرقائق والزهد فان ترك المؤاخذة شيء اخر غير المغفرة فستر الذنوب يسمى مغفرة وترك وترك المؤاخذة بالذنب يسمى عفوا والله عز وجل كما سمى نفسه غافرا وغفورا وغفارا سمى نفسه ايش عفوا تم نفسه عفوا. والذي يقتضيه اثبات الكمال لله ان يكون باسم العفو ما ليس في اسم الغفور والغفار والغافل فالاول وهو العفو فيه ترك المؤاخذة بالذنب والثاني وهو الغافر والمغفرة والغفور فيه معنى ستر ذنبي العبد وفقه باب الاسماء والصفات باب عظيم من الدين لا ينبل فيه الا من قوي نزعه من لسان العرب لان الشريعة عربية كما بينه الشاطبي في الموافقات فلا مكنة لمتعاطي معانيها لبلوغ مقاصدها منها الا باصابته حظا واسعا من العربية بالغ الشاطبي في قدره حتى جعله الحج الذي كان عند اكابر علمائها كالقليل وسيبويه واضرابهما وهذا منه تعظيم لمقدار اثر العربية في فهم الشريعة وان كان المجتهد فيها قد يتيسر له الاجتهاد وان لم يبلغ مبلغا المذكورين لكن لا يحسن بالمرء ان يتقاعد بنفسه عن معرفة اللغة فقها لالفاظها وفهما لسنن العرب في كلامها فان معرفة العربية لا تتوقف على الاحاطة بالمفردات بل لا بد من معرفة الامر الكلي الجامعي لنسق تلك المفردات وهو سنن العرب في فان للعرب في كلامها سننا متنوعة ووجوها مختلفة لا يكمل يكمل فقه المرء للعربية الا بمعرفة هذه السنن والاحاطة بذلك السنن وهذا الامر من اعظم وجوه تفضيل تفسير ابي جعفر ابن جرير الطبري فانه يشير مشيدا في مواضع كثيرة منه الى سنن العرب في كلامها وما كانت عليه في اصول وضعه ولابن فارس كتاب ماتع نافع في ذلك اسمه الصاحبي في اللغة ذكر فيه كثيرا من هذه الابواب التي ترجع الى ايضاح سنن كلام عربي والدراية بمواقع وضعه الكلية ثم قال المصنف رحمه الله تعالى فتبين بهذه الاية ان الشرك اعظم الذنوب لان الله تعالى اخبر انه لا يغفره لمن لم يتب منه وما دونه من الذنوب فهو داخل تحت المشيئة ان شاء غفره لمن لقيه به وان شاء عذبه اي بان بما تقدم ان الشرك اعظم الذنوب اي اعلاها في القباحة والسوء وموجب ذلك هو كون الله سبحانه وتعالى لا يغفره فانفراده بهذه الصفة وهي عدم مغفرة الله سبحانه وتعالى له يدل على قبحه وسوءه وانه اعظم الذنوب التي عصي الله سبحانه وتعالى بها ومقام عدم مغفرته هو لمن لم يتب منه فمن مات على الشرك لم يغفر ذنب الشرك له واما من تاب منه فان الله عز وجل يقبل توبة التائبين ويبين عظمى ذنب الشرك ان غيره من الذنوب داخل تحت المشيئة اي مشيئة ربنا سبحانه وتعالى لمن مات ولم يتب من ذلك الذنب ان شاء غفره لمن لقيه به وان شاء عذبه فاعظمية ذنب الشرك تتبين من جهتين فاعظمية ذنب الشرك تتبين من جهتين احداهما ان الشرك لا يغفر احداهما ان الشرك لا يغفر والاخرى ان غيره من الذنوب مما هو دونه على رجاء مغفرة ان غيره من الذنوب مما هو دونه على رجاء مغفرة ثم قال المصنف رحمه الله وذلك يوجب للعبد شدة الخوف من الشرك الذي هذا شأنه عند الله اي اذا وقر في قلب العبد ان الله سبحانه وتعالى لا يغفر الشرك وقع في قلبه الفزع والذعر من مواقعته لان الله عز وجل لا يغفره له ان مات عليه فمن اصابه ذنب الشرك لم يزل مقيدا باسر خوفي موته عليه وعدم مغفرة الله سبحانه وتعالى له ذنبه فيتحرز الموحد من ان يكون من هؤلاء الممسوسين بخطيئة الشرك فيحال بينهم وبين مغفرة الله سبحانه وتعالى لهم واذا حيل بين العبد وبين المغفرة فذلك عنوان خذلانه ودليل حرمانه اعاذنا الله واياكم من حال المقدورين المحرومين ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى وجوها عظم بها الشرك وبين موجب ان الله سبحانه وتعالى لا يغفره بالشرك ذنب عظيم لامور تبعث ذكرها المصنف رحمه الله فالشرك ذنب عظيم لامور سبعة ذكرها المصنف رحمه الله اولها انه اقبح القبيح اولها انه اقبح القبيح لان المبتدأ اليك بالجميل يعامل بالجميل لان المبتدأ اليك بالجميل يعامل بالجميل ومعاملته بضده علامة قبح ومعاملته بضده علامة قبح والله سبحانه وتعالى مبتدأ خلقه بانعامه واحسانه وافضاله ومشاهدي ربوبيتي. فمعاملته بالجميل تكون بالاقرار بالوهيته ومعاملته بالجميل تكون بالاقرار بالوهيته فان عدل العبد عن معاملة الله بالجميل فاشرك به فقد قبح منه فعله لانه كفران في مقابلة احسان فهو اقبح القبيح حين اذ وثانيها ان الشرك اظلم الظلم ان الشرك اظلموا الظلم قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم واحسن ما قيل بالظلم انه وضع الشيء في غير موضعه واحسن ما قيل في حقيقة الظلم انه وضع الشيء في غير موضعه ومن اشرك بالله عز وجل فقد جعل العبادة الواجبة لله في غير موضعها ومن اشرك بالله فقد جعل العبادة الواجبة لله في غير موضعها لانه تأله بقلبه لغير الله عز وجل لانه تأله قلبه لغير الله عز وجل وثالثها ان الشرك تنقص لرب العالمين ان الشرك تنقص لرب العالمين لانه يرجع الى تعطيله سبحانه وتعالى عما يجب له لانه يرجع الى تعطيله سبحانه وتعالى عما يجب له اي اخلاؤه عما هو حق له ونفي حقه سبحانه وتعالى وتقدم ان التعطيل له ثلاثة انواع احدها تعطيل ايش الصانع ولا المصنوع تعطيل المصنوع عن صانعه تعطيل المصنوع عن صانعه وهذا شرك في الربوبية وثانيها تعطيل الصانع عن كماله. تعطيل الصانع عن كماله وهذا شرك في الاسماء والصفات وهذا شرك في الاسماء والصفات وثالثها تعطيله عما يجب من معاملته سبحانه في التوحيد تعطيله عما يجب من معاملته سبحانه في التوحيد وهذا شرك في الالوهية وهذا شرك في في الالوهية ذكر هذه الانواع الثلاثة ذكر هذه الانواع الثلاثة ابن القيم في الجواب الكافي والمقريزي في تجريد التوحيد المفيد وهذه الانواع الثلاثة وقوعها ظاهر في تنقص الله عز وجل بما اكتنفها من التعطيل المذكور انفا ورابعها ان الشرك طرف خالص حقه لغيره ان الشرك طرف خالص حقه لغيره اي تحويل لحق الله عز وجل الخالص بجعله لغيره فكأن العبد جلب الله سبحانه وتعالى حقه تعالى الله عما يشركون وخامسها ان الشرك فيه عدل غيره به ان الشرك فيه عدل غيره به قال تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والمراد بالعدل ما ذكره الله عز وجل في قوله اذ نسويكم برب العالمين والمراد بالعدل ما ذكره الله عز وجل بقوله اذ نسويكم برب العالمين وسادسها ان الشرك مناقض للمقصود بالخلق والامر ان الشرك مناقض للمقصود بالخلق والامر فالمقصود بالخلق هو عبادة الله وحده فالمقصود بالامر هو عبادة الله فالمقصود بالخلق هو عبادة الله وحده قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وهو المقصود بالامر. قال الله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقال فاعبدوا الله مخلصين له الدين ووقوع ذلك بالاعراض عن مقصود الخلق والامر هو غاية المعاندة لرب العالمين والاستكبار والاستكبار عن طاعته والذل له والانقياد لاوامره الذي لا صلاح للعالم الا بذلك فمتى خلا منه خرب وقامت القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم لا تقوموا ساعة حتى لا يقال في الارض الله الله رواه مسلم. ورواه احمد برجال رجاله مسلم بلفظ حتى لا يقال له لا اله الا الله وتقدم بيانه وسابعها ان الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق ان الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق فيه خصائص الالهية في خصائص الالهية التي اختص بها الله سبحانه وتعالى من ملك الضر والنفع والعطاء والمنع وغير ذلك من خصائص ربنا سبحانه وتعالى فاذا علق العبد ذلك بمخلوق فقد شبهه بالخالق فمن يتوجه الى عبد يرجو منه نفعا او يخاف منه ضرا فقد شبهه بالله سبحانه وتعالى وبين الخالق والمخلوق فارق صادق بين بدلائل الوحيين والله عز وجل له كمال يليق بجلاله والمخلوق له كمال يناسب حاله فما لله لله وما للمخلوق للمخلوق ومن اصول الغلط في ابواب الاعتقاد عدم اقامة الفارق بين المخلوق والخالق فنشأ من اماتة هذا الاصل والاعراض عنه انواع من الشرك في الربوبية والالوهية والاسماء والصفات ثم قال المصنف رحمه الله تعالى قولا جامعا فاقبح التشبيه تشبيه العاجز الفقير بالذات وهو المخلوق بالقادر الغني بالذات وهو الخالق قال ابو العباس ابن تيمية فالفقر لي والصدات لازم ابدا فالفقر لي وصف ذات لازم ابدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي كما الغنى ابدا وصف له ذاتي وهذا هو المذكور في قول الله تعالى هانتوما الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى استطرادا ان من خصائص الالهية الكمال المطلق من جميع الوجوه الذي لا نقص فيه بوجه من وذلك يجب ان تكون العبادة كلها له وحده ثم قال كل ذلك يجب عقلا وشرعا وفطرة ان يكون لله وحده. ويمتنع عقلا وشرعا وفطرة ان يكون فلغيره فمن فعل شيئا من ذلك لغيره فقد شبه ذلك الغير بمن لا شبيه له ولا مثل له ولا ند له وذلك اقبح التشبيه وابطله فلهذه الامور وغيرها اخبر سبحانه وتعالى انه انه لا يغفره مع انه كتب على نفسه الرحمة. ثم قال هذا معنى كلام ابن القيم اي ما سلف فذكره من الوجوه التي فصلنا بعضها عن بعض واظهرنا مآخذها ومواردها هو معنى كلام لابن القيم في الصواعق المرسلة وفي الجواب الكافي ثم قال المصنف وفي الاية اي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. رد على الخوارج المكفرين بالذنوب اي الزاعمين ان العبد يكفر بالكبيرة اذا واقعها ثم قال وعلى المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يخلدون في النار اي في الاخرة وليسوا عندهم بمؤمنين ولا كفار اي في الدنيا بل اية المذكورة ترد على طائفتين فالآية المذكورة ترد على طائفتين الطائفة الاولى طائفة الخوارج الطائفة الاولى طائفة الخوارج ممن يكفر بالكبائر ممن يكفر بالكبائر لقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويدخل في قوله ما دون ذلك الكبائر فالكبائر تحت مشيئة الله ان شاء غفره لمن لقيه بها وان شاء عذبه والطائفة الثانية طائفة المعتزلة القائلين بان اهل الكبائر هم في الدنيا ليسوا بمؤمنين ولا كفار فيخرجون من الايمان ولا يدخلنا في الكفر واخراجهم من الايمان وابقاؤهم دون الكفر اضطر المعتزلة اذا القول بالمنزلة بين المنزلتين فالمنزلة بين المنزلتين عندهم هي منزلة بين الكفر والايمان خارجة عنهما فمن وقف فيها لا يكون مؤمنا ولا يكون ايضا كافرا وهي اصل من اصولهم ويحكمون على فاعل الكبيرة في الاخرة بانه في النار والاية ترد عليهم لان الله قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وشرط المغفرة الايمان فان الله لا يغفر للكافرين ولو كان هؤلاء قارئون من دائرة الايمان في الدنيا لما تحققت لهم المغفرة وكذا جواز المغفرة عليهم في الاخرة في قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء دالة على انه لا يخلدون بالنار بل هم تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى مترددون في حكمه بين مغفرة ذنوبهم او معاقبتهم عليها فالاية المذكورة ترد على الطائفتين وطائفتان والطائفتان المذكورتان تجتمعان في الحكم على فاعل كبيرة في الاخرة انه في النار وتفترقان في حكمه بالدنيا فالخوارج يجعلونه في الدنيا كافرا خارجا من دائرة الايمان صائرا الى دائرة الكفر والمعتزلة يجعلونه في الدنيا خارجا من دائرة الايمان غير داخل في دائرة الكفر فهو واقف في منزلة اخترعوها ورتبة ابتدعوها وهي المنزلة بين المنزلتين ثم قال المصنف رحمه الله ولا يجوز ان يحمل قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء على التائب فان التائب من الشرك مغفور له اي ان الوعد بالمغفرة في اية النساء لا يجوز ان يكون متعلقه التائب ان الله يغفره لان الله يغفر للتائب الشرك ايضا قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا قال المصنف فهنا عمم وابلغ اي شمل جميع الذنوب واطلق فيمن يغفر له لان المراد التائب وهناك اي في اية النساء خص وعلق لان المراد به من لم يتب فبين في اية النساء ان الله لا يغفر الشرك وتختص مغفرته بما دون الشرك وذلك معلق بمشيئة الله عز وجل. ان شاء غفر له وان شاء عذبه. هذا ملخص قول شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم فالايتان غير متعارضتين بل كل اية لها مقام فالآية الأولى وهي قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء في حق غير التائب والاية الثانية ان الله يغفر الذنوب جميعا في حق التائب فائتلفت الايتان واجتمعتا على الحق الصراح الذي لزمه اهل السنة والجماعة فسلموا به من عورة الخوارج وعورة المرجئة ولم يبين المصنف رحمه الله تعالى الشرك الذي لا يغفره الله اي شرك هو فان الشرك يتنوع باعتبار قدره منقسما الى قسمين احدهما الشرك الاكبر احدهما الشرك الاكبر وهو جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال اصل الايمان جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال اصل الايمان والاخر شرك اصغر وهو جعلوا شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال كمال الايمان جعل شيء من حق الله لغيره يتعلق به زوال كمال الايمان فالفرق المبين بين الشرك الاكبر والاصغر ما يزيله كل واحد منهما ما يزيله كل واحد منهما فالشرك الاكبر يزيل اصل الايمان فالشرك الاكبر يزيل اصل الايمان فمن كان من اهله لا يبقى مسلما فمن كان من اهله لا يبقى مسلما والشرك الاصغر يزيل كمال الايمان والشرك الاصغر يزيل كمال الايمان فمن كان من اهله باق على الاسلام فمن كان من اهله باق على الاسلام مع لحوق نقص به على قدر شركه مع لحوق نقص به على قدر شركه والاية المذكورة مما تنوزع فيما تعمه المغفرة مما تعمه عدم المغفرة للشرك التي ذكرت فيها فاختلف اهل العلم بالشرك الذي لا يغفر على قولين احدهما ان الشرك الذي لا يغفر هو الشرك الاكبر دون الاصغر ان الشرك الذي لا يغفر هو الشرك الاكبر دون الاصغر والاخر ان الشرك الذي لا يغفر هو الشرك كله ان الشرك الذي لا يغفر هو الشرك كله لا فرق بين قليله ولا كثيره لا فرق بين قليله ولا كثيره والقول الثاني هو قول ائمة الدعوة رحمهم الله والقول الثاني وقول ائمة الدعوة واحد قولي ابي العباس ابن تيمية واحد قولي ابي العباس ابن تيمية وهو الذي ينصره الدليل ويعذره وهو الذي ينصره الدليل ويعذره لان الله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به وان مع الفعل المضارع العاقب لها تقعان موقع مصدر مؤول وان مع الفعل العاقب لها تقعان موقع مصدر مؤول تقديره شركا فيكون واقعا فيكون نكرة واقعة في سياق نفي فتقدير الكلام ان الله لا يغفر شركا به ومن مواقع العموم عند العربي وقوع مجيء النكرة في سياق النفي ومن مواقع العموم في كلام العرب مجيء النكرة في سياق النهي فيكون الشرك المذكور عدم مغفرته عاما وعمومه يستغرق جميع الافراد مما يرجع الى الشرك الاكبر او الاصغر على حد دواء فالشرك الذي لا يغفر هو كل شرك ولو كان اصغر فالشرك الذي لا يغفر هو كل شرك ولو كان اصغر واضح طيب قال الله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار هذا اي شرك ها معاذ لذلك الاكبر لماذا ما تؤول طيب وش اللي يخليها تبقى على الاكبر ما يدخل معها الاصغر لان الادلة ان الشرك الاصغر لا يخلد في النار بياكل اية شغلة وش يدل عليه على شرك الاكبر تفيد العموم في الافراد تفيد العموم في الافراد الذي يشرك كائنا من كان هذا العموم المستفاد لكن عموم الشرك في الاية اورد بعضهم هذه الاية قائلا ان الشرك اذا اطلق في القرآن اريد به الاكبر قال لان الذي تحرم عليه النار ومأواه النار هو الاكبر. وهذا غلط لان الاية من باب الوعيد فالقول فيها كالقول في حديث لا يدخل الجنة نمام او لا يدخل الجنة قاطع رحم. فان الحديثين وما كان في معناهما من ايات القرآن هما وعيد يساق للتخويف من شؤم هذه الذنوب المذكورة وان قطع بان قاطع الرحم وان النمام مصيره الى الجنة فكذلك الذي يقع في الشرك الاصغر ان قطع بانه لا يخلد في النار وانه يخرج الى الجنة او لا يدخل النار اصلا لوجود حسنات رجحت به فكذلك يكون الحال القول في حاله كالقول في هذا. فالاية من ايات الوعيد ولا تخالفوا ما ذكرنا من عموم عدم المغفرة للشرك كله اذا علم هذا فان المصنف رحمه الله تعالى بين هذه الاية بكلام اخر ذكره في كتاب قرة عيون الموحدين قال فيه رحمه الله تعالى وهذه الآية من اعظم ما يوجب الخوف من الشرك لان الله تعالى قطع المغفرة عن المشرك واوجب له الخلود في النار واطلق ولم يقيد ثم قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فخصص وقيد فيما دون الشرك فهذا الذنب الذي هذا شأنه لا يأمن ان يقع فيه فلا يرجى له معه نجاة ان لم يتب منه قبل الوفاة انتهى من صفحة الثانية والخمسين بعد المئة نعم احسن الله اليكم يقول رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام الصنم كان منحوتا على صورة والوثن ما كان موضوعا منحوتا على غير ذلك ذكره الطبري عن مجاهد قلت وقد يسمى الصنم مثلا كما قال الخليل عليه السلام انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا ويقال ان الوثن اعم وهو قوي فالاصنام اوثان. كما ان القبور اوثان وبالعكس قوله وجنبني وبني ان نعبد عبدالله عثمان اي اجعلني وبني في جانبنا ايش في جانبنا عن عبادة الاصنام؟ وباعد بيننا وبينها وقد استجاب الله تعالى دعاءه وجعل بنيه انبياء وجنبهم عبادة الاصنام. وقد بين ما يوجب الخوف من ذلك بقوله ربهم انهن عضلن كثيرا من الناس فانه هو الواقع في كل زمان فاذا عرف الانسان ان كثيرا وقعوا في الشرك الاكبر وضلوا بعبادة الاصنام اوجب ذلك خوفا له من ان يقع فيما وقع فيه الكثير من الشرك الذي لا يغفره الله. قال تعالى قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان اكثرهم مشركين. قال ابراهيم التيمي رحمه الله. ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم. رواه ابن رواه ابن جرير وابن ابي حاتم فلا يأمن الوقائع فلا يأمن الوقوع في الشرك الا من هو جاهل به وبما يخلصه منه من العلم بالله وبما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم من توحيده والنهي عن الشرك به بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله منحوتا اي مقطوعا واصل النحت القطع واصل النحت القطع وهو في كل شيء بحسبه وهو في كل شيء بحسبه فهو في الصخر نقره وفي الخشب نجره فهو في الصخر نقره وفي الخشب نجره وقوله وتخلقون افك الافك الزور والكذب الملفق الافك الزور والكذب الملفق واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين الدليل الثاني الذي ذكره جده في هذا الباب وهو قوله تعالى واجنبني وبني ان نعبد الاصنام واتفق لجده لما ذكره ان قال وقال الخليل عليه السلام نبني وبني ان نعبد الاصنام فذكر القائل والقول ولم يعتني المصنف رحمه الله تعالى في فتح المجيد بتبيين ما يلزم مما لقوا بحال القائل وافرغ بيانه فيما يتعلق بالقول بخلاف ما اتفق له في قرة عيون الموحدين فانه ابتدأ بيانه بما يلزم فقال قوله وقال الخليل عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام اي ابراهيم عليه السلام قليل الرحمن والخلة اخص من المحبة ولهذا خص بها الخليلين ابراهيم ومحمدا عليهما الصلاة والسلام انتهى منه في الصفحة الثانية والخمسين بعد المئة فالخليل سمي خليلا لاتصافه بالمرتبة العليا في عبادة الله سبحانه وتعالى وهو بلوغه الخلة فتخللت قلبه محبة الله سبحانه وتعالى. فكملت عبوديته لله فصار له خليل لا ولم يحظى بهذا اللقب ولا بلغ هذه المرتبة الا نبينا صلى الله عليه وسلم وجده ابراهيم عليه الصلاة والسلام. وما دونهما من الخلق فهما في مقامات اخر سوى هذين المقامين من مقام من مقامات العبودية الخاصة ثم قال المصنف رحمه الله تعالى في فتح المجيد مستفتحا بيانه الصنم ما كان منحوتا على طورة والوثن ما كان موضوعا منحوتا على غير ذلك ذكره الطبري عن مجاهد وهو ابن جبر المكي فالصنم والوثن على هذا القول يشتركان في النحت ويفترقان في ان الصنم على صورة والوثن على غير صورة في ان الصنم على صورة وان الوثن على غير طورة ثم قال المصنف قلت وقد يسمى الصنم وثنا كما قال الخليل عليه السلام انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكاء مع قوله ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون. والتماثيل اي الصور الممثلة التي هي الاصنام ثم قال المصنف ويقال ان الوثن اعم وهو قوي فالاصنام اوثان كما ان القبور اوثان وبالعكس وهذا القول هو اصح هذه الاقوال فالوثن اسم لكل ما عبد من دون الله فالوثن اسم لكل ما عبد من دون الله ويختص اسم الصنم بما له صورة منه ويختص اسم الصنم بماله طورة منه فمثلا عبادة قبل ما تسمى عبادة ايش وثن وعبادة معظم مصور في تمثال يسمى وثنا وصنما تسمى وثنا وصنما. فالصنم اخص والوثن اعم ثم قال قوله واجنبني وبني ان نعبد الاصنام اي اجعلني وبني في جانب عن عبادة الاصنام وباعد بيننا وبينها فالذي دعا به ابراهيم هو اصول المجانبة بان يكون هو وبنوه في جانب والاصنام في جانب اخر فاذا وقعت المجانبة تحققت المفارقة والبراءة فاذا وقعت المجانبة تحققت المفارقة والبراءة ولم يكن بينهما حينئذ الا المصارمة والعداوة لانه هو في حد وهم في حج اخر وتقدم ان من مثالف الشرع في النهي النهي عن المواقعة مع الامر بالمباعدة النهي عن المواقعة مع الامر بالمباعدة فلا يكون النهي متمحضا المنهي عنه فقط فلا يكون النهي متمحضا في المنهي عنه فقط بل يكون نهيا عنه وعن كل سبب يوصل اليه وعن كل سبب يوصل اليه كقوله تعالى اجتنبوا كثيرا من الظن وقوله واجتنبوا قول الزور في اية اخر فان هذه الايات يتعلق بها امران فان هذه الايات يتعلق بها امران احدهما النهي عن المحرم المذكور فيهما النهي عن المحرم المذكور فيهما والاخر النهي عن الذرائع المفضية اليه النهي عن الذرائع المفضية اليه والوسائل المقربة منه والوسائل المقربة منه وهذا النهي عن قربان الوسائل امعان في تبعيد العبد عن انتهاك المحرمات فان الشريعة رتبت حجبا تحول بين الخلق وبين استمراء الذنوب والتلذذ بها فلا يصل الى المحرم المحض الا من هتك تثارة تلك الذنوب كتحريم الوسائل بالنسبة الى المقاصد كتحريم الوسائل بالنسبة للمقاصد او النهي عن الوقوع في الشبهات لئلا تنتهك المحرمات او النهي عن الوقوع في الشبهات لئلا ينتهك المحرمات فمن وعى هذا فرح بتلك الحجب واعظم قدرها وعظمها في قلوب الناس لتكون حصنا واقيا لهم من الجراءة على المحرم فالسني المدرك احكام الشرع يعظم الشبهة للخلق ويخوفهم منها لئلا يتهاون فيها فيأخذوا بها فيقعوا في الحرام والجاهل باحكام الشرع ومقاصده يصف الشبهة بان الامر فيها واسع فان شاء العبد فعلى وان شاء ترك وهذا التوسع في الترخيص في الشبهات وعدم النأي بالخلق عنها جعلهم يمدون اليد في انواع من الحرام تتعلق بالفروج والاموال وغيرها حتى وقعوا في الحرام المحض كانواع الانكحة التي زينها من زينها للخلق باسماء نكاح المسيار او المسفار او المضياف او غيرها او انواع المعاملات المالية الحادثة في البنوك كبيع المعادن او البطاقات او غيرها فوقع الناس في الحرام بقول من يقول لهم فيما اشتبه الامر فيه واسع لانه ليس امرا محرما متفقا عليه وكأن العبد لا يحظر عنه الا المحرم المتفق عليه وهذا كلام من لم يمتلئ قلبه بمعرفة الشريعة فان من عرف الشرع رأى ما في الشرع من حجب كثيفة جعلت لتحول بين الناس وبين المحرمات فهتك استارها وخرق سياجها يؤدي الى تسارع الناس في الحرام المحض والتهاون فيه ينبغي ان يعقد ملتمس العلم هذا الاصل العظيم في نفسه وفي ارشاده وهدايته القاعة ثم قال المصنف وقد استجاب الله تعالى دعاءه اي دعاء ابراهيم عليه الصلاة والسلام وجعل بنيه انبياء وجنبهم عبادة الاصنام ثم قال وقد بين ما يوجب الخوف من ذلك بقوله ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فالخوف الذي اعترى ابراهيم عليه الصلاة والسلام من عبادة الاصنام ما رآه من وقوع فئام كثيرين من الضلال بسبب عبادة الاصنام فخاف على نفسه وبنيه ان يقع في الضلال فيكون من المخذولين. قال المصنف فانه هو الواقع في كل زمان. فاذا الانسان ان كثيرا وقعوا في الشرك الاكبر وضلوا بعبادة الاصنام اوجب ذلك خوفه من ان يقع فيما وقع فيه الكثير من الشرك الذي لا يغفره الله قال تعالى قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان اكثرهم مشركين قال ابراهيم التيمي وهو احد التابعين. ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم. رواه ابن جرير وابن ابي حاتم. اي عبد صادق العبودية لله يأمن بلاء الشرك بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام فإن الداعي بالدعوة المذكورة هو إبراهيم الخليل الذي فسر الاصنام فاذا كان من اظهر لها ولاهلها العداوة والبغضاء واعمل فيها بأس التوحيد كسرا وحطما يخاف على نفسه ان يقع في الشرك او ان يقع فيه بنوه فما الحلي بغيره ممن لم يبلغ مبلغه عليه الصلاة والسلام من صدق العبودية لله عز وجل ولا كان له في جهاد الشرك واهله ما كان لابراهيم عليه الصلاة والسلام. فمن وعى هذا عظم خوف من الشرك ان يعلق به شيء من حبائله وهو لا يشعر فلا فيتردى في هوة سحيقة من بلائي اعاذنا الله واياكم من ذلك ثم قال المصنف فلا يأمن الوقوع في الشرك الا من هو جاهل به وبما يخلصه منه من العلم بالله وبما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم من توحيده والنهي عن الشرك به بل امنون من الوقوع في الشرك نوعان فالأمنون من الوقوع في الشرك نوعان احدهما الجاهلون بالشرك احدهما الجاهلون بالشرك والآخر الجاهلون بالتوحيد المخلص من الشرك والاخر الجاهلون بالتوحيد المخلص من الشرك فمن جهل الشرك وقع فيه ومن جهل التوحيد فلم يدرك مقاصده واحكامه مما يلزمه وقع في مخالفته. فلا نجاة للعبد الا بتعلم التوحيد والشرك فلا نجاة للعبد الا بتعلم التوحيد والشرك واضح طيب ما الفرق بين تعلم التوحيد وتعلم الشرك ها يا عبد القادر ايش تعلم التوحيد تحقيقه وتعلم الشرك كنابة هذا اثر التعلم لا نريد في حقيقة التعلم هاه هي احسن والفرق بين تعلم التوحيد والشرك ان تعلم التوحيد يكون اجمالا وتفصيلا ان تعلم التوحيد يكون اجمالا تفصيلا فيحيط العبد بمعاقد اصوله. فيحيط العبد بمعاقب اصوله وتفاصيل فصوله فيحيط العبد بمعاقب اصوله وتفاصيل فصوله اما تعلم الشرك فانه يكفي فيه معرفة اصوله الكلية فانه يكفي فيه معرفة اصوله الكلية لان تفاصيله ليست مطلوبة من العبد لان تفاصيله ليست مطلوبة من العبد ولا تتناهى افرادها ولا تتناهى افرادها بحسب ما يستجد في احوال الناس ولا تتناهى افرادها بحسب ما يستجد من احوال ان ومن وعى اصول الشرك عرف تفاصيله اذا حدثت ومن وعى اصول الشرك عرف تفاصيله اذا حدثت واضح مثلا هناك مما يفعله الناس انهم يجعلون مما يفعله بعض الناس انهم يجعلون الملح في اركان البيت لطرد الانفس الخبيثة ودفع العين هل الذي لا يعلم هذه المسألة ناقص التوحيد ما الجواب لا غير ناقص التوحيد طيب اذا سئل عنها الموحد ماذا يكون جوابه ما الجواب كذب لماذا ليس سببا شرعا ولا قدرا. احسنت اذا سئل عنها الموحد قال انها شرك لان شرط الاسباب ان تكون ثابتة اما بطريق الشرع او بطريق القدر وهذا السبب لم يثبت شرعا ولا قدرا فيكون استعماله من تعليق القلب بسبب غير مأذون به شرعا وهذا من فروع قاعدة الاسباب فيكون الموحد كامل العلم عرف بمعرفة اصول الشرك الجواب في هذه النازلة وان كان بعض اشياخنا من الاكابر رحمهم الله كانوا يسهلون فيها ويرون انها امرا معروفا عند الناس لعلهم تلقوه من بقايا السابقين مما ثبت بوحي الا ان الاظهر الجزم بانه شرك يجوز وهو قول شيخنا ابن فوزان حفظه الله تعالى وللمصنف رحمه الله تعالى كلام نافع ماتع في تبيين هذه الاية فقال رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين واجنبني وبني ان نعبد الاصنام وهذا ايضا يخيف العبد. فاذا كان الخليل امام الحنفاء الذي جعله الله امة وحده. وابتلاه الله بكلمات فاتمهن. وقال وابراهيم الذي وفى وامره بذبح ولده فامتثل امر ربه فامتثل امر ربه وكسر الاصنام واشتد نكيره على اهل الشرك ومع ذلك يخاف ان يقع في الشرك الذي هو عبادة الاصل بعلمه انه لا يصرفه عنه الا الله بهدايته وتوفيقه لا بحوله هو وقوته. وما احسن ما قال ابراهيم التيمي ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم فهذا أمر لا يؤمن من الوقوع فيه وقد وقع فيه الأذكياء من هذه الأمة بعد القرون المفضلة فاتخذت الاوثان وعبدت فالذي خافه الخليل عليه السلام على نفسه وبنيه وقع فيه اكثر الامة بعد القرون المفضلة بنيت المساجد والمشاهد على القبور وصرفت لها العبادات بانواعها. واتخذ ذلك دينا وهي اوثان واصنام كاصنام قوم وكلات والعزى ومناه واصنام العرب وغيرهم فما اشبه ما وقع في اخر هذه الامة بحال اهل الجاهلية من مشرك العرب وغيره بل وقع ما هو اعظم من الشرك في الالهية الشرك في الربوبية مما يقول عده فذكر عليه السلام السبب الذي اوجب له الخوف عليه وعلى ذريته بقوله ربي انهن اضللن كثيرا من الناس وقد ضلت الامم بعبادة الاصنام في زمن الخليل وقبله وبعده. فمن تدبر القرآن عرف احوال الخلق. وما وقعوا فيه من الشرك العظيم الذي بعث الله انبياؤه ورسله او بالنهي عنه والوعيد على فعله والثواب على تركه. وقد هلك من هلك باعراضه عن القرآن وجهله بما امر الله به. ونهى عنه. نسأل الله الثبات على الاسلام والاستقامة على ذلك الى ان نلقى الله على التوحيد انه ولي ذلك والقادر عليه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم انتهى في الصفحة الثانية والخمسين بعد المئة حتى الرابعة والخمسين بعد المئة نعم احسن الله اليكم يقول رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر فسئل عنه فقال الرياء اورد المصنف هذا الحديث مختصرا غير غير معزو وقد رواه الامام احمد والطبراني والبياقي. وهذا لفظ احمد قال حدثنا يونس قال حدثنا ليث عن يزيد عن يعني ابن الهاد عن عمرو عن عمرو عن محمود ابن لبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر قالوا وما الشرك الاصغر يا رسول الله؟ قال الرياء يقول الله تعالى يوم القيامة اذا جزى الناس باعمالهم اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء قال الممضي ومحمود بن لبيد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح له منه سماع فيما ارى ذكر ابن ابي حاتم ان البخاري قال له صحبة ورجحه ابن عبد البر والحافظ وقد روى وقد رواه الطبراني باسانيد جيدة عن محمود ابن لبيد عن رافع ابن خديج مات محمود سنة ست وتسعين وقيل سنة سبع وتسعين وله تسع وتسعون سنة قوله ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر هذا من شفقته صلى الله عليه وسلم بامته ورحمته ورأفته بهم فلا خير فلا خير الا دلهم عليه وامرهم به ولا شر الا بينه لهم واخبرهم به ونهاهم عنه. كما قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم. وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم فاذا كان الشرك الاصغر مخوفا على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال علمهم. وقوة ايمانهم فكيف لا يخافه وما فوقه ومن هو دونهم في العلم والايمان من هو من هو دونهم في العلم والايمان بمراتب؟ خصوصا اذا عرف ان اكثر علماء الامصار اليوم لا يعرفون من التوحيد الا ما اقر به المشركون وما يعرفوا معنى الالهية التي نفتها كلمة الاخلاص عن كل ما سوى الله. واخرج ابو يعلى وابن المنذر عن حذيفة ابن اليمان رضي عنه وعن ابي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل قال ابو بكر يا رسول الله وعلى الشرك الا ما عبد من دون الله او ما دعي مع الله قال ثكلتك امك الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل الحديث وفيه ان تقول اعطاني الله وفلان والند ان يقول الانسان لولا فلان قتلني فلان انتهى من الدر بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله في الحديث الرياء هو اظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه هو اظهار العبد عمله ليراه الناس فيحمدوه عليه وقوله غير معزو اي منسوب غير معزو اي منسوب وتقدم ارادة التخريج به اصطلاحا وقوله في الصفحة الحادية عشرة بعد المئتين اخفى من زبيب النمل الدبيب نوع من المشي الدبيب نوع من المشي وهو حال من يمشي رويدا ولا يسرع وهو حال من يمشي رويدا ولا يسرع تعرفون بيتي هذا مشهور ابراهيم ايش ارفع صوتك ما سمعت الاخبار كما قال يعني يبرئ نفسه كذا ما قلت هناء او كما قال اخونا يقول زعمتني شيخا ولست بشيخ انما الشيخ من يدب دبيبا فقوله ثكلتك امك اي فقدتك ثكلتك امك اي فقدتك فهو دعاء عليها بالثقل وهو الحزن والاسى والعرب تطلقه لا تريد حقيقته والعرب تطلقه لا تريد حقيقته هذا من جنس انواع السنن في كلامهم فانهم ربما اطلقوا كلاما لا يريدون حقيقته كالدعاء على العبد او الحلف بالاباء فانهم يقولون ذلك لا يريدون حقيقته فما جاء في بعض الاحاديث وابيه وابيك هذه كلمة تطلقها العرب لا تريد بها اليمين وانما جرت بها السنتهم اتفاقا ولو امكن الزعم بشذوذها في حديث فانه لا يمكن في احاديث اخرى فانها كلمة مروية في غير حديث وكلاها كلا هذين اللفظين في الصحيح واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين ما ذكره جده من ادلة الباب في قوله وفي الحديث اخوه ما اخاف عليكم الشرك الشرك الاصغر الحديث مبتدأ بعزو هذا الحديث مخرجا فقال اورده المصنف اورد المصنف هذا الحديث مختصرا غير معزو وقد رواه رواه الامام احمد والطبراني والبيهقي واطلاق العزو لاحمد ينصرف الى المسند واطلاقه للطبراني ينصرف الى معجم كبير واطلاقه للبيهقي ينصرف الى السنن الكبرى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى لفظ الحديث عند احمد باسناده ورجاله ثقات الا ان المحفوظ فيه هو روايته عند ابن خزيمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اخوف ما اخاف عليكم شرك السرائر ان اخوف ما اخاف عليكم شرك السرائر. قالوا وما شرك السرائر يا رسول الله قال ان يقوم الرجل فيصلي ويزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه ان يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه واسناده قوي وروي في كون الشرك الاصغر في كون الرياء تيركا اصغر احاديثه من امثالها ما رواه احمد ما رواه الحاكم في المستدرك باسناد حسن عن شداد ابن اوس رضي الله عنه انه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلام المنذرين في بيان حال هذا الحديث انه قال ومحمود بن لبيد رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح له منه سماع فيما ارى لان المعروفة عنه في الصحيحين انه عقل ايش مجة مجها النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وهو ابن خمس تنين ولم يروي شيئا سماعا عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ابن ابي حاتم ان البخاري قال له صحبة والامر كذلك لانه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به وعقل عنه مجة الماء التي مجها في وجهه ورجحه ابن عبد البر اي رجح صحبته في كتاب الاستيعاب والحافظ وتقدم ان الحافظ اذا اطلقه فالمراد به ابن حجر والمنذرين لا ينقل عن ابن حجر لماذا لان المنذرين متقدم عنه فهذا ادخال في غير مقامه فهذا ادخال في غير مقامه زاده الشيخ سليمان ابن عبد الله وتبعه المصنف فكان الصراط الصوي عند ارادة ذكرها ان يقال بعد ترجيح ابن عبد البر قلت ورجحه الحافظ ثم قال المنذر او ان يؤخر كلام الحافظ بعد تمام كلام المنذر ثم يقال قلت ورجح الحافظ صحبته لئلا يختلط الكلام ببعضه فيظن به خلاف الصواب فيظن به خلاف الصواب كالواقع ها هنا بان يظن ظان بان الكلام ليس للمنذر لتأخر ابن حجر عنه. فيظن ان نسبته الى المنذري غلط وهو كلام المنذري قطعا لكنه ادخل فيه ما حقه التأخير ومما يفضح الكلام ويبينه ان يكون فيه ما لا يصح عزوه اذا ما نسب اليه ان يكون فيه ما لا يصح عزوه الى من نسب اليه كالواقع في النسخة المشهورة بين الناس في شرح الاربعين النووية المنسوبة الى ابن دقيق العيد فان في موضع منها نقل عن البيقوني صاحب الارجوزة الحديثية المشهورة والبيقوني كان بعد ابن دقيق العيد بمدة طويلة تنقطع فيها اعناق المطي فهو ليس لابن دقيق العيد جزما ثم قال وقد رواه الطبراني باسانيد جيدة وهو عنده باسناد وهو عنده وعند غيره باسناد واحد ويقع هذا في كلام جماعة من المصنفين في الحديث المجرد كالطبراك المنذر في الترغيب والترهيب والنووي في الاذكار فيقولون باسانيد جيدة او حسنة عن فلان ويكون الحديث باسناد واحد فلا يكون موافقا للحال فلعلهم يريدون بذلك اختلاف وجوه للرواية في اعلاه لكن ذكروها في ادناه لعلهم يريدون وجوها من الرواية في اعلاه لكنهم ذكروها في ادناه فمثلا هذا الحديث مخرجه من الشيخ فمن فوقه عند احمد هو غير ما عند الطبراني هو غير ما عند البيهقي هو غير ما عند ابن خزيمة فيكون التعداد بهذا الاعتبار الا ان العبارة موهمة بل اولى تركها لكن المقصود بيان وجهها المحتمل مع ان تركه اولى ثم ذكر ان الطبراني رواه عن محمود ابن لبيد عن رافع ابن خديج ولا يثبت هذا الوجه والحديث حديث محمود ابن لبيد وهو من جنس مرسل الصحابي ومرسل الصحابي مقبول عند المحدثين ثم قال المصنف قوله ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر هذا من شفقته صلى الله عليه وسلم بامته ورحمته ورأفته بهم فلا خير الا دلهم عليه وامرهم به ولا شر الا بينه لهم واخبرهم به ونهاهم عنه كما قال صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على قيد ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم. فمن بالغ رحمته وشفقته صلى الله عليه وسلم تخوف عليهم ما تخوف والاخبار المذكورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في اخوف ما يتخوفه علينا متعددة والاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتخوفه علينا متعددة وكلها حق وكلها حق فان المذكورات من افراد المتخوفات عن الامة فان المذكورات من افراد المتخوفات على الامة كلها ذات شر وبين كلها ذات شر وبيل فالتخويف منها بالتعظيم حقيقة فالتخويف منها بالتعظيم حقيقة مثل ايش للمسيح الدجال مثل فتنة المال مثل فتنة النساء هذه كلها من المخوفات التي جاء في الاحاديث اخوف ما اخاف عليكم ان تفتح عليكم زهرة الدنيا ما تركت بعدي فتنة اخوف من النساء على الرجال وغير ذلك من الاحاديث وكلها حق فالافراد المذكورة فيها هي من اعظم المخوفات وهي جديرة بالجمع والافراد وهي جديرة بالجمع والافراد لشدة خطرها وعظم ضربها تخويفا للناس من وخيم عاقبتها وتحريرا لهم من غائلتها وبريتها ثم قال المصنف فاذا كان الشرك الاصغر وخوفا على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال علمهم وقوة ايمانهم فكيف فلا يخافوا وما فوقه من هم من هو دونهم في العلم والايمان بمراتب خصوصا اذا عرف ان اكثر علماء الانصار اليوم لا يعرفون من التوحيد الا ما اقر به المشركون وما عرفوا معنى الالهية التي نفتها كلمة الاخلاص على عن كل ما سوى الله اي اذا كان المذكور من الخوف من الشرك الاصغر خوطب به اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وهم الذين طهبوا الرسول وسمعوا التنزيل وشهدوا التأويل وقاموا وقعدوا في نصرة الدين الجليل فكيف لا يخاف من هو دونهم في العلم والايمان ممن جاء بعدهم. فينبغي ان يكون خوف العاق من الشرك عظيما ويتأكد هذا الخوف اذا امعنت النظر في احوال الخلق فيه ممن ينتسب الى العلم فان الامر كما قال المصنف خصوصا اذا عرف ان اكثر علماء الانصار اليوم لا يعرفون من التوحيد الا ما اقربه المشركين يكون وهو توحيد الربوبية وما عرفوا معنى الالهية التي نفتها كلمة الاخلاص عن كل ما سوى الله وما عدا هذه المعرفة فانها دونها بمراحل. فما يتلذذ به بعض الناس من معرفة احوال السياسة او الاقتصاد او الاعلام او الاخلاق او الانماط الاجتماعية كلها دون ما يجب من معرفة التوحيد والشرك والخوف من فوات التوحيد من النفوس والقلوب وتسلط تلك عليها ومن يظن ان عقول الناس في هذه الازمنة بلغت كمالا ذهنيا تأبى معه الشرك بخلاف العقل البدائي الذي كان عليه الاولون فهذا ضال لان اكمل الخلق عقلا هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعده ولا يأتي في هذه الامة اعني امة الاجابة والدعوة على حد سواء من يتقدمهم في الذكاء والفطنة والادراك والوعي ولهذا اجتباهم الله سبحانه وتعالى فجعلهم صفوة صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم ليحفظوا عنه دينه وينقل الينا شرعه ولو كان في الخلق من يكون بعدهم ممن هو احفظ منهم واذكى واظهروا نبوغا لجعله الله عز وجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لكنهم جمعوا من الذكاء والذكاء ما صاروا به صفوة الخلق واصحابا للنبي صلى الله عليه وسلم. واذا اراد هذا الافكاك المتهوك ان يظهر له خطأ قوله فما عليه الا ان يصرف نظره عن المخترعات الحديثة الى المخترعين ليرى ان اولئك الذين يسرعون في انتاج برنامج حاسوبي كل يوم من اليابانيين وغيرهم هم يعبدون بوذا وغيره من الاصنام فاي عقل عند هؤلاء واي ذكاء عند هؤلاء واي فطنة عند هؤلاء اذا كانت قلوبهم تتأله لصنم من نحاسن او من خزف او من صخر او من جلد لا يغني عنهم ولا يسمن جوعا. ولكن لا يدرك هذه المعاني الا من جعل الله عز وجل له نورا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديث في تعظيم الشرك عن ابي بكر رضي الله عنه انه قال الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل. قال ابو بكر يا رسول الله وهل الشرك الا ما عبد من دون الله او ما دعي مع الله اذا تمام الحديث الذي رواه ابو يعلى الموصلي في مسنده وغيره واسناده ضعيف ونقله المصنف من كتاب الدر وكتاب الدر اذا اطلق فالمراد به الدر المنثور في التفسير بالمأثور عبدالرحمن ابن ابي بكر السيوطي المعروف بالجلال السيوطي وكان من الكتب المستعملة في قطرنا للمطالعة والمراجعة في التفسير لانه مملوء بالاحاديث والاثار عن السلف رحمهم الله تعالى. والجملة المذكورة في الحديث الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل رويت من وجوه عدة تثبت بها. واما تمام الحديث فلا يصح بهذا السياق وللمصنف رحمه الله تعالى بيان لهذا المعنى في كتاب قرة عيون الموحدين. قال فيه فاذا كان يخاف على اصحابه الذين الله في العبادة ورغبوا اليه واذا ما امرهم به من طاعته فهاجروا وجاهدوا من كفر به وعرفوا ما دعاهم اليه نبيهم وما انزل الله في كتابه من الاخلاص والبراءة من الشرك. فكيف لا يخاف من لا نسبة له اليهم؟ في علم ولا عمل ما هو اكبر من ذلك. وقد قال صلى الله عليه وسلم بوقوع الشرك الاكبر فيهم بقوله في حديث ثوبان الاتي ذكره حتى يلحق قبائل من امتي بالمشركين وحتى فئام من امة الاوثان وقد جرى ما اخبر به صلى الله عليه وسلم وعمت به البلوى في اكثر الاقطار حتى اتخذوه دينا مع ظهور الايات المحكمات والاحاديث الصحيحة في النهي عنه والتخويف منه. كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وقال فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به وهذا هو هو تحقيق التوحيد كما تقدم في الباب قبله. ثم قال تعالى محذرا عباده من الشرك. ومن يشرك بالله فكأنما قر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سعيق. ومن لا تخوفه هذه الايات. وتزجره عن الشرك في العبادة اذا فلا حيلة فيه. انتهى كلامه رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين في الصفحة الخامسة والخمسين بعد المئة وتاريتها نعم احسن الله اليكم يقول رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار رواه البخاري. قال ابن القيم رحمه الله الند الشبيه يقال فلان ند فلان ونجده اي مثله وشبهه انتهى. قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون قوله من مات وهو يدعو لله ندا اي يجعل لله ندا في العبادة يدعوه ويسأله ويستغيث به. دخل النار. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى والشرك فاحذره فشرك ظاهر. ذا القسم ليس بقابل الغفران. وهو اتخاذ الند الرحمن ان كان من حجر ومن انسان يدعوه او يرجوه ثم يخافه ويحبه كمحبة واعلم ان اتخاذ الند على قسمين الاول ان يجعله لله شريكا في انواع العبادة او بعضها كما تقدم وهو شرك اكبر والثاني ما كان من نوع الشرك الاصغر كقول الرجل ما شاء الله وشئت ولولا الله وانت وكيسير الرياء فقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له لما قال له رجل ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده رواه احمد وابن ابي شيبة والبخاري في الادب المفرد والنسائي وابن ماجة وقد تقدم حكمه في باب فضل التوحيد وفيه بيان ان ان دعوة غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله شرك جلي كطلب الشفاعة من الاموات فانها ملك لله تعالى وبيده ليس بيد غيره منها شيء وهو الذي يأذن للشفيع ان يشفع فيمن فيمن لاقى الله بالاخلاص من اهل الكبائر كما يأتي تقريره في باب الشفاعة ان شاء الله تعالى بيان هذه الجملة من جهتين فاما الجهة الاولى فاحاد مفرداتها واما الجهة الثانية فنظموا ثياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله في الحديث ندا الند عند العرب ما جمع معنيين الند عند العرب ما جمع معنيين احدهما الشبه والمماثلة والاخر الضد والمخالفة الشبه والمماثلة والاخر الضج والمخالفة وقوله ويستغيث به ان يطلب منه الغوث ان يطلبوا منه الغوث وهو المساعدة عند وقوع الضرر وهو المساعدة عند وقوع الضرر واما الجهة الاخرى وهي نظم سياقها فان المصنف شرع يبين ما ذكره جده من ادلة الباب في قوله وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار. رواه البخاري وابتدأ بيانه بالنقل عن ابن القيم في حقيقة الند فقال قال ابن القيم الند الشبيه يقال فلان ند فلان ونزيده اي مثله وشبهه انتهى وهذا بعض ما ينتظم في معنى الند فان الند لا يكون ندا حتى يكون جامعا بين الامرين السابق ذكرهما وهما المشابهة والمماثلة وهما الشبه والمماثلة والضج والمخالفة فانه يكون شبيها لكنه يقف ازاءه موقف المخالف المقابل. ثم ذكر قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اي لا تجعلوا له شبه مخالفين له سبحانه وتعالى ثم قال قوله من مات وهو يدعو لله ندا اي يجعل لله ندا في العبادة يدعوه ويسأله ويستغيث به مذكورات من اعظم افراد العبادة ولا تنحصر العبادة فيهن. بل كل ما كان امتثالا لخطاب الشرع اقترن بالحب والخضوع فهو عبادة لله سبحانه وتعالى. ومن افراده الدعاء والسؤال والاستغاثة والاستعانة والمحبة والرجاء والتوكل وغيرها وقوله دخل النار بيان للجزاء ان من مات على الشرك فانه يدخل النار وانواع ادخال الشرك العبد النار نوعان وانواع ادخال الشرك العبد النار نوعان احدهما ادخال تأنيد ادخال تأميد وهو حق من يدخل النار الى امد ثم يخرج منها وهو حق من يدخل النار الى امد ثم ليخرجوا منها وهذا يقع لمن تلبس بالشرك الاصغر وهذا يقع لمن تلبس بالشرك الاصغر اذا لم يكن له ما يرجح حسناته اذا لم يكن له ما يرجح حسناته والاخر ادخال اجي تأبيد ادخال تأبيد وهذا حق من تلبس بالشرك الاكبر وهذا حق من تلبس بالشرك الاكبر فانه يدخل النار ثم لا يخرج منها ابدا اعاذنا الله واياكم من ذلك ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ابياتا من نونية ابن القيم بذكر الشرك فقال والشرك فاحذره فشرك ظاهر دا القسم ليس بقابل الغفران وهو اتخاذ الند للرحمن ايا كان من حجر ومن انسان يدعوه او يرجوه وهم يخافه ويحبه كمحبة الديان. وهذا هو الشرك الاكبر الذي يكون فيه العبد متخذا ندا لله يجعل له ما يجعله من عبادته والاصل في هذا الشرك انه شرك ظاهر وقد يخفى كما ان الاصل في الشرك الاصغر انه خفي وقد يظهر فالخبر عنه بقوله فشرك ظاهر اي بالنظر الى اصله. ونونية ابن القيم رحمه الله تعالى من عيون القصائد السلفية في بيان العقيدة الاسلامية ولا اعرف احدا من علماء نجد قديما ولا حديثا ذكر انه يحفظها. ولكنهم كانوا ينتخبون منها انتخابا فتوجد جملة من المنتخبات للنونية حرية بان يضم بعضها الى بعض جمعتها برهة من الزمن فمما اذكره منها منتخب العلامة سليمان ابن سحمان رحمه الله تعالى ومنها منتخب العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى ومنها منتخب العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى فهذه المنتخبات جديرة بالحفظ و فوق ذلك يكثر طالب العلم من قراءتها وانتخاب شيء من ابياتها فان فيها ابياتا من عيون الشعر النافعة في ابواب الاعتقاد وغيره وكان لاهل قطرنا حفاوة بهذه القصيدة حتى ادركت من ادركت من اهل العلم من قرأها خمس مرات على شيخه او اكثر ومن هؤلاء شيخنا حمد الحقير رحمه الله تعالى وكان يخبرني انه كان اذا قرأ نونية ابن القيم على شيخه عبد الله ابن عبد العزيز العنقري رحمه الله تعالى في مجلسه للقضاء والدرس في وسط اه سوق المجمعة اغلق اصحاب الحوانيت حوانيتهم وجاؤوا وجلسوا للدرس بجمال صوته وروعة ابيات النونية. وكان الناس هنا جهالهم وعوامهم قبل علمائهم لهم ولع بهذه القصيدة وكانت من القصائد التي كان الملك خالد رحمه الله تعالى يحبها ويكثر من سماعها في رحلات القنص وغيره وكان لهم طغارا حفاوة بها حتى ان سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى قرأ هذه القصيدة على شيخه عبدالرحمن بن حسن وعمره ستة عشر سنة ونسخته التي قرأ فيها محفوظة بحمد الله في خزانة الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف التي الت بعد وفاة بعض احفاده الى مكتبة جامعة الامام محمد ابن سعود ولهذه القصيدة اخبار واحوال ليس هذا محل ذكرها واستيعابها تامة. والمقصود الارشاد الى ما سلف بيانه من الاشادة بها والحرص عليها. ثم قال المصنف واعلم ان اتخاذ الند على قسمين الاول ان يجعله لله شريكا في انواع العبادة او بعضها كما تقدم وهو شرك اكبر. والثاني ما كان من نوع الشرك الاصغر للرجل ما شاء الله وشئت ولولا الله وانت وكيسير الرياء الى اخر ذلك حتى قال وقد ما حكمه في باب فضل التوحيد اي تقدم بيان حكم الشرك الاصغر في في باب فضل التوحيد واتخاذ الند يسمى تنديدا واتخاذ الند يسمى تنجيدا. والتنديد قسمان والتنديد قسمان احدهما تنديد اكبر تنديد اكبر وهو اتخاذ ند لله يجعل له شيئا من حقه اتخاذ ند لله يجعل له شيئا من حقه يتعلق به زوال اصل الايمان يتعلق به زوال اصل الايمان والاخر تنديد اصغر وهو ايش وهو اتخاذ ايش ابنوا على العبارة اللي عندكم وهو اتخاذ ند لله يجعل له شيئا من حقه وهو اتخاذ ند لله يجعل له شيئا من حقه يتعلق به زوال كمال الايمان يتعلق به زوال كمال الايمان والمراد بكمال الايمان المذكور زواله في الشرك هو كماله الواجب هو كماله الواجب لانه المراد عند الاطلاق فاذا اطلق ذكر كمال الايمان فاعلم انه يتناول الواجب فاذا اريد المستحب قيد بقولهم كمال الايمان الواجب واذا قيد هذا في الحد عند خوف التوهم والايهام كان ذلك سائغا. فاذا قال يتعلق به زوال كمال الايمان الواجب كان اكمل عند خوف الغلط على الشرعي او المقبل عنه وقول المصنف رحمه الله تعالى وكيسير الرياء اي قليله واقدم من ذكرت عنه هذه الجملة ممن جعل يسير الرياء من الشرك الاصغر هو ابن القيم رحمه الله تعالى في الجواب الكافي وظاهره ان كثير الرياء من الشرك ايش الاكبر وظاهره ان كثير الرياء من الشرك الاكبر وتقدم قول شداد بن اوس كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر وهذا يعم يسيره وكثيره وهذا يعم يسيره وكثيره فيسير الرياء وكثيره كله تلك اصغر فما وجه هذه الكلمة عند ابن القيم ومن تبعه من ائمة الدعوة نعم يعني قربت منها الى كم قريبين يعني بملاحظة تعلق الرياء بالفاعل بملاحظة تعلق الرياء بالفاعل لان الذي يتصور منه يسير الرياء هو المسلم لان الذي يتصور منه يسير الرياء هو المسلم. اما الذي يتصور منه كثير الرياء فهو ايش المنافق فهو المنافق. فلملاحظة الفاعل قيدوا الشرك الاصغر بيسير الرياء. لان الفاعل الذي يبدر منه الرياء الكثير فهذا منافق. لكن الاحكام تعلق بأسمائها ومقتضياتها دون النظر في افعالها فإن الى فاعليها فالامر في فاعليها امر اخر فالرياء يسيره وكثيره كله من الشرك ثم من الشرك الاعصاب ثم قال وفيه بيان ان دعوة غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله شرك جلي اي شرك جلي ظاهر انه اكبر كطلب الشفاعة من الاموات فانها ملك لله تعالى وبيده ليس بيد غيره منها شيء وهو الذي يأذن بالشفيع ان يشفع فيما لاقى الله بالاخلاء فيمن لاقى الله بالاخلاص والتوحيد من اهل الكبائر كما يأتي تقريره في باب الشفاعة ان شاء الله. وقال في وفي عيون الموحدين في هذا المقام فمن دعا ميتا او غائبا واقبل اليه بوجهه وقلبه رغبة ورهبة ورغبة منه سواء سأله او سأل به فهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله ولهذا حرم الله تعالى اتخاذ الشفعاء وانكر على من فعل ذلك اشد الانكار لكونه ينافي الاخلاص الذي هو اقبال القلب والوجه على الله في كل ما يخافه العبد ويرجوه ويتقرب به ويدين به ومن المعلوم انه اذا التفت للشفيع يسأله فقد اعرض بوجهه وقلبه عن الله تعالى الى غيره وذلك ينافي الاخلاص ويأتي بيان ذلك في باب الشفاعة ان شاء الله تعالى. نعم احسن الله اليكم يقول رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى ولمسلم عن جابر رضي الله عنه. مات هو الحين هو مات كيف تقول عنه يقول ومات الان يقول المصنف اه بكتابه يعني مستمر القول. نعم. هدى على طريق العقليين لكن في هذه من المسائل التي اختلف فيها السلف هل يجوز قال الله؟ هل يجوز يقول الله ثم يذكر اية؟ لان قول الله قد قال وقع فمنع ابن سيرين وغيره ان يقال يقول الله فيما يذكر من القرآن بانه قد قاله والجمهور على خلافه واستدللوا بقول الله والله يقول الحق الله يقول الحق. الراجح جواز قوله. جزاك الله خير. نعم احسن الله اليكم قولوا رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار قوله جابر هو ابن عبد الله ابن عمر ابن حرام بمهملتين الانصاري ثم السلمي بفتحتين صحابي جليل له ولابيه مناقض مشهورة رضي الله عنهما مات بالمدينة بعد السبعين بعد السبعين وقد كف بصره وله اربع وتسعون سنة قوله من لقي الله على به شيئا قال القرطبي اي لم يتخذ معه شريكا في الالهية ولا في الخلق ولا في العبادة. ومن المعلوم من من الشرع المجمع عليه عند اهل السنة ان من مات على ذلك فلابد له من دخول الجنة وان جرت عليه قبل ذلك انواع من العذاب والمحنة وان من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة ويخلد في النار ابد الاباد من غير انقطاع عذاب ولا تصر مئامات. وقال النووي اما دخول المشرك النار فهو على عمود فيدخلها ويقلد فيها ولا فرق فيه بين الكتابي اليهودي والنصراني. وبين عبدة الاوثان وسائر الكفرة. ولا فرق عند اهل الحق بين الكافر عنادا وغيره ولا بين من خالف ملة الاسلام وبين من انتسب اليها ثم حكم بكفره بجحده وغير ذلك واما دخول من مات غير مشرك غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به. لكن ان لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة اولا. وان كان صاحب لكبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة. فان عفي عنه دخل الجنة اولا والا عذب في النار. ثم اخرج من النار وادخل الجنة. وقال غيره اقتصر على نفي الشرك الاستدعاء التوحيد بالاقتضاء واستدعائه اثبات الرسالة باللزوم. اذ من كذب رسول الله فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك وهو كقولك من توضأ صحت صلاته اي مع سائر الشروط فالمراد من مات حال كونه مؤمنا ما يجب الايمان به بجميع ما يجب الايمان به اجمالا في الاجمال وتفصيلا في التفصيل انتهى بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها. والجهة الثانية نظم سياقها. فاما الجهة الاولى وهي هي احاد مفرداتها فقوله صحابي جليل تقدم ان الجليل من الصحابة من له مكانة ورتبة سامية فيهم فانهم على مراتب ودرجات فقوله مناقب اي محاسن وفضائل وقوله مناقب اي محاسن وفضائل وقوله وقد كث بصره الكف الرد والمنع اي رد بصره عليه بسلبه فصار لا يبصر وقوله ولا تصرمي امال التصرم التقطع والصرم القطع وقوله اماد جمع امد وهو المدة الطويلة من الزمان وهو وهو المدة الطويلة من الزمان قوله بالصفحة الخامسة عشر بعد المائتين مصرا عليها اي ايش؟ تقدمت معنا هذي ايش اشمعنى مصرا عليه ايش مقيما عليها اي مقيما عليها ملازما لها قوله وان كان صاحب كبيرة الكبيرة شرعا ما نهي عنه على وجه التعظيم كبيرة شرعا ما نهي عنه على وجه التعظيم وقوله بالاقتضاء الاقتضاء هو توقف طبقي الكلام على شيء توقف صدق الكلام على شيء وهو فرع من فروع دلالة الالتزام وهو فرع من فروع دلالة الالتزام وتقدم ان دلالة الالتزام هي دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له دلالة اللفظ على امر خارج عنه لازم له وقوله اثبات الرسالة باللزوم اللزوم عند علماء العقليات عدم الانفكاك بين مسمى اللفظ والخارج عدم الانفكاك بين مسمى اللفظي والخارج اي الموجود في اي الموجود في الاعيان لا في الاذهان اي الموجود في الاعيان لا في الاذهان واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين ما ذكره جده رحمه الله تعالى في قوله ولمسلم عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لقي الله لا يشرك به شيئا الحديث وابتدأه بذكر طرف من ترجمة جابر رضي الله عنه فقال جابر هو ابن عبد الله ابن ابن حرام بمهملتين الانصاري ثم السلمي نسبة الى ايش بني سلمة نسبة الى بني سلمة صحابي جليل له ولابيه مناقب مشهورة رضي الله عنهما فهو صحابي وابوه صحابي مات بالمدينة بعد السبعين وذكر انه اخر من مات بها والصحيح ان اخر من مات بالمدينة هو صاحب بيه البضاعة عبد القادر ايش هذا الطفل ما كان عبد الله من عمر لا يا اخوان بالبضاعة للبضاعة وين كانت عند بني ساعدة فاخر من مات من الصحابة في المدينة سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه وكان لجابر عندما مات اربع وتسعون سنة وقد كف بصره اي عمي فذهب نور عينيه رضي الله عنه وعن ابيه. ثم قال المصنف قوله من لقي الله لا يشرك به شيئا قال القرطبي وهو ابو العبد بات صاحب المفهم في شرح صحيح مسلم اي لم يتخذ معه شريكا في الالهية ولا في الخلق ولا في العبادة ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند اهل السنة ان من مات على ذلك اي بريئا من الشرك فلا بد له من دخول الجنة وان جرت عليه قبل ذلك انواع من العذاب والمحنة وان من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة ويخلد في النار ابد الاباد من غير انقطاع بعذاب ولا تصر من اماد. انتهى كلامه. فقوله صلى الله عليه وسلم من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة فيه بيان ان من مات على التوحيد لان التوحيد فيه انتفاء الشرك فانه يدخل قولوا الجنة وادخال التوحيد العبد الجنة نوعان وادخال التوحيد العبد الجنة نوعان احدهما ادخال ابتداء ادخال ابتداء وهذا حظ من كمل توحيده وهذا حظ من كمل توحيده فاستحق دخول الجنة ابتداء او نقص توحيده لكن له حسنات رجح بها او نقص توحيده لكن له حسنات رجح بها دخوله الجنة دون عذاب والاخر دخول انتهاء دخول انتهاء وهذا حظ من نقص توحيده فاستحق دخول النار ثم يستحق الخروج منها لما عنده من التوحيد ثم يستحق الخروج منها لما عنده من التوحيد فيدخل الجنة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلاما عن النووي في ان دخول المشرك النار على عمومه فيدخلها ويخلد فيها. لا فرق بين الكتابي اليهودي والنصراني وبين بدت الاوثان وسائل الكفرة لان هؤلاء كلهم مما يشملهم اثم المشركين في اصح قولي اهل العلم لان هؤلاء كن لهم مما يشملهم اسم المشركين في اصح قول اهل العلم. فان اهل العلم مختلفون في كون اليهود والنصارى مشركين ام غير مشركين على قولين اصحهما بدلائل القرآن ان اليهود والنصارى مشركون ولشيخ شيوخنا محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى رسالة مفردة في بيان ان اليهود والنصارى كانوا مشركين ثم قال واما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به. لكن ان لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة كاولا اي ابتداء وان كان صاحب كبيرة مات عليها فهو تحت المشيئة فان عفي عنه دخل الجنة اولا اي بلا عذاب والا عذب في النار ثم اخرج من النار وادخل الجنة انتهى. وقال غيره اقتصر على نفي الشرك اي في الحديث المذكور انفا اقتصر على نفي الشرك باستدعائه التوحيد بالاقتضاء اي انه يلزم من نفي الشرك اثبات التوحيد فان من سلم من الشرك كان موحدا واستدعائه اثبات الرسالة باللزوم اي اثبات الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم لان من نفى الشرك فكان موحدا لا سبيل له الى تحقيق هذه الرتبة الا بانه كان مطيعا مصدقا بالنبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال اذ من كذب رسول الله فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك. اي باعتبار الحال التي ذكرت فيما يتعلق بالشرك. فمن كذب فالمشركين في عدم ابطال الشرك فهو مشرك من كذب المشركين في عدم ابطال الشرك فهو مشرك لتصديقه بالشرك. وتصديقه اقرار للشرك. وهذا وجه ما ذكرناه في جواب هذا السؤال الذي تعلق بهذا الموضع وقد تقدم ان قول ابن حجر عن من كذب الله انه مشرك يعني باعتبار امر خارجي وهو انه كذب رسل الله في ابطالهم الشرك اما اصل تكذيب الرسل فهو من الكفر لان الكفر شرعا هو ستر الايمان. اصله او كماله. ثم قال وهو بقولك من توضأ صحت صلاته اي مع سائر الشروط فالمراد من مات حال كونه مؤمنا بجميع ما يجب الايمان به اجمالا في الاجمالي وتفصيل اذا في التفصيل انتهى. وذكر المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين. بيانا اخر الحديث فقال رحمه الله تعالى فقوله من لقي الله لا يشرك به شيئا هذا هو الاخلاص كما تقدم. فقوله ومن لقيه يشرك به شيئا دخل الجنة دخل النار هذا هو الشرك. فمن لقي الله بالشرك دخل النار قل او كثر. اما الشرك الاكبر فلا عمل معه ويوجب الخلود في النار كما تقدم في معنى الايات واما الاصغر فيسير الرياء وقول الرجل ما شاء الله وشئت وقوله ما لي الا الله وانت ونحو ذلك فهذا لا يكفر الا برجحان الحسنات بالسيئات. قال بعض العلماء اختصر على نفي الشرك لاستدعائه التوحيد الى اخر الجملة التي ختم بها المصنف رحمه الله تعالى الفصل المتقدم في كتاب فتح المجيد وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبدي ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته