السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له ثواني وكثرا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى اله وصحبه ومن اتخذه اماما وجليلا. اما بعد فهذا المجلس الحادي عشر في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد وهو كتاب فتح مجيد لشرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وقد انتهى من البيان الى قوله باب الدعاء لا شهادة ان لا اله الا الله نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى في كتابه الفتح المجيد قوله باب الدعاء باب الدعاء الى شهادتي ان لا اله الا الله لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى التوحيد وفضله وما نوجب الخوف من ضده نبدأ بهذه الترجمة على انه لا ينبغي لمن عرف ذلك ان يقتصر على نفسه بل يجب عليه ان يدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة فما هو سبيل المرسلين واتباعهم؟ كما قال الحسن البصري رحمه الله لما تلا هذه الآية ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين فقال هذا حبيب الله هذا ولي الله هذا صفوة الله هذا خيرة الله هذا احب اهل الارض الى الله اجاب الله في دعوته شيل ما اجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في اجابته وقال ان لي من المسلمين هذا خليفة الله السلام عليكم عقد امام الدعوة رحمه الله تعالى ترجمة قال فيها باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله ثم ذكر حفيده في هذه الجملة من كتابه ايضاحا لها بيانه من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله الدعاء هو الطلب وهو بمعنى الدعوة فتقدير الجملة الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله اي طلب الخلق اليها وقوله هذا صفوة الله اي مجتباه فالاصطفاء الاجتماع والانتقاء وقوله هذا الله اي مختاره اي مختاره واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها بين المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين من طوى تحت هذه الترجمة من معنى يفتقر الى بيان افتتحه بذكري مورد ترتيب هذه الترجمة بينما تقدمها من التراجم فاظهر مناسبتها قائلا لما ذكر المصنف رحمه الله التوحيد وفضله وما يوجب الخوف من ضده نبه بهذه الترجمة على انه لا ينبغي لمن عرف ذلك ان يقتصر على نفسه بل يجب عليه ان يدعو الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسلين واتباعهم فوقع وضع هذه الترجمة بعد التراجم المتقدمة لان سابق التراجم تفيد امرين لان السابق التراجم افيد امرين احدهما الترغيب بالتوحيد ببيان حكمه وفضله الترغيب بالتوحيد ببيان فضله وحكمه والاخر الترهيب من ضده وهو الشرك بالتخويف منه الترهيب من ضده وهو الشرك بالتخويف منه فلما اشربت النفوس تحقيق هذين الامرين لزم اطلاعها على امر تابع لما سبق لاحقا به وهو السعي في بذل هذه الدعوة التوحيدية الى الناس فلا ينبغي لمن عرف التوحيد وضده ان يقتصر على نفسه بل يجب عليه ان يدعو الى التوحيد ويحذر من الشرك لان فلاح العبد ونجاته موكولة بسعيه في ابلاغ الحق قال الله تعالى ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فلا يحصل النجاح والفلاح الا باستماع هذه الامور الاربعة المذكورة في السورة ومنها التواصي بالحق بان يأمر بعضهم بعضا به ويدعو بعضهم بعضا اليه واعظم الحق الذي ينبغي الدعوة اليه هو الدعوة الى توحيد الله سبحانه وتعالى ومن تبوأ مقامه من الدعوة فقد ارتقى مرقاة عظيمة من الكمال لان الكمال الانسانية مرده الى اصلين عظيمين لان الكمال الانساني مودة الى اصلين عظيمين احدهما تكميل العبد نفسه احدهما تكميل العبد نفسه بالعلم والعمل والاخر تكميل العبد غيره تثمين العبد غيره بالدعوة الى الحق والصبر والمصابرة فيه بالدعوة الى الحق والصبر والمصابرة فيه ذكر معناه ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابو عبد الله ابن القيم فمن تهيأ له العلم بالتوحيد وامتثله عملا ادرك الاصل الاول في تكميله نفسه وبقي وراءه ان يسعى في تكميل لغيره بدعوتهم الى التوحيد والصبر والمصابرة على ذلك فالباب المذكور موقعه مما تقدم انه تتميم للكمال المحصل من العلم بالتوحيد والعمل به فيما تقدم نظمه من الابواب فيترشح العبد بعد الى الارشاد الى دعوة الناس الى توحيد الله سبحانه وتعالى وقد عقد المصنف رحمه الله تعالى الترجمة بقوله باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله واعرض عن ذكر المدلول وهو التوحيد وجعل كلمة الشهادة نائبا عن المدلول في الارشاد اليه لعظمها فان كلمة التوحيد هي لا اله الا الله وبدونها علما وعملا وتحقيقا لا يكون العبد موحدا فقوله باب الدعاء لا شهادة ان لا اله الا الله بمنزلة قوله باب الدعاء الى التوحيد لكنه جاء بالدال نائبا عن المدلول لكنه جاء بالدال نائبا عن المدلول فالدال هو كلمة الشهادة والمدلول هو ارادة تحقيق التوحيد وتحصيله وهذا التحقيق والتحصيل يكون بالدعوة اليه قال المصنف رحمه الله تعالى بل يجب عليه ان يدعو الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسلين واتباعهم فان لم تنفع دعاهم بالمجادلة الى التي هي احسن وفي هؤلاء الثلاث نظام مراتب الدعوة وسيأتي فيما يستقبل من كلام المصنف ثم قال كما قال الحسن البصري لما تلا هذه الاية ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل طالحا وقال انني من المسلمين فقال هذا حبيب الله واسم الاشارة عائد الى المذكور في الاية وهو احسن الناس قولا وبينه الحسن بقوله فقال هذا حبيب الله اي محبوبه الذي يحبه الله سبحانه وتعالى هذا ولي الله اي المنصور من الله فولي الله يطلق على معنيين احدهما الوئي الناصر وهذا منفي عن الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع وقال تعالى ولم يكن له ولي من الذل والاخر الولي المنصور وهو الذي اثبته الله عز وجل قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون والثاني هو المذكور في هذا الاثر اي المنصور من الله عز وجل هذا صفوة الله اي مجتابه اي مجتباه ومنتقاه هذا خيرة الله اي مختاره من خلقه. هذا احب الله هذا احب اهل الارض الى الله اجاب الله في دعوته ودعا الناس الى ما اجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحا في اجابته وقال انني من المسلمين هذا خليفة الله رواه ابن المبارك وفي كتاب الزهد وغيره وفي اسناده ضعف والجملة الاخيرة منه مما تنازع اهل العلم في جوازها واحسن الاقوال في هذه المسألة التفصيل بان يقال ان هذه الاضافة خليفة الله تجيء على معنيين احدهما ان معناها انه خليفة عن الله والاخر ان معناها انه خليفة عن غيره من الخلق ممن كان قبله انه خليفة عن غيره من الخلق ممن كان قبله فالاول ممنوع والثاني جائز فالاول ممنوع والثاني جائز ومأخذ المنع ان معناه انه يخلف الله ومأخذ المنع ان معناه انه يخلف الله والله سبحانه وتعالى وارث ولا وارث له ومأخذ جوازي الثاني ان الله يخلفه غيره ان الله يخلفه غيره فيقدر الله عز وجل وجوده بعد وجوده بعد وجود غيره من الخلق فيقدر الله وجوده بعد وجود غيره من الخلق فالاول خليفة عن الخالق والثاني خليفة عن المخلوق الاول خليفة عن الخالق والثاني خليفة عن المخلوق فظهر منع الاول وجواز الثاني فظهر منع الاول وجواز الثاني هذا محصل ما ابداه ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى مهذبا مقربا والاية المذكورة وهي قول الله تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله الاية من اجل الايات الواردة في فضل الدعوة الى الله عز وجل لان هذا البناء في كلام العربي يدل على بلوغ الغاية في الفعل المذكور معه فمعنى قوله ومن احسن اي لا احد احسن ممن ذكر ومعنى قوله ومن اظلموا الى احد اظلم ممن ذكر وقوله ومن اضل اي لا احد اضل ممن ذكر فيكون الموصوف بهن قد بلغ الغاية فيهن فالآية المذكورة خبر عن ما بلغه من دعا الى الله سبحانه وتعالى وعمل صالحا وقال انني من المسلمين من الحسن فتقدير الجملة لا احد احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال ان لي من المسلمين فاحسن الناس قولا هو الداعي الى الله العامل صالحا المصرح باسلامه ونسبته الى اهله بقوله انني من المسلمين وذكر بعض المفسرين ان الآية تتناول المؤذنين لانهم يصدحون باكمل الكلام في كل صلاة في الدعاء الى الله سبحانه وتعالى لما في الاذان من توحيد الله عز وجل والاية تتناول المؤذنين وتتناول غيرهم ممن اتصف بهذا الوصف ويكون ذكر من ذكرهم من باب التنويه ببعض الافراد التي يتناولها العام لرفعة شأنها وعلو قدرها وامر الدعوة الى الله سبحانه وتعالى امر عظيم والناس محتاجون اليه كما لا الحاجة والفقه فيه من اعظم الفقه في الدين ومن ابواب الديانة التي يحتاج طالب العلم الى الفقه فيها فقه الدعوة الى الله عز وجل لانها تتعلق ببلاغ العلم الذي يطلبه فلابد من تحصيل علم متين في الدعوة الى الله عز وجل ليوصل الخلق الى الهداية التي احتمل طلبها فان ملتمس العلم لا ينبغي ان يكون منتهى قصده ان يضم متفرق العلم الى نفسه بل من كمال نيته الحسنة ان ينوي رفع الجهل عن الناس بتعليمهم ودلالتهم وهدايتهم وارشادهم فهو مفتقر الى فقه الدعوة وفقه الدعوة الى الله يكتسبه طالب العلم من جهتين عظيمتين احداهما الشيوخ الدالون الى الله الشيوخ الدالون الى الله المبلغون للعلم المرشدون للناس والاخرى الدواوين المصنفة الدواوين المصنفة في الدعوة الى الله عز وجل فيقتبس طالب العلم من هذين الموردين عذبا زلالا من فقه الدعوة فان صحبة الاشياخ من معلمي الخير الذين رسخت اقدامهم وتمت علومهم وكملت عقولهم وظهر نفعهم من اعظم ما يتعرف به المرء الى فقه الدعوة بتصفح احوالهم فهو يرى منهم كيفية معاملة الصغير والكبير والعديد والحقير والامير والمأمور والجاهل والمتعلم والمقبل والمعرض فيعرف من تصريف احوالهم ما يدله اكثر من بيان معرب فكم من حال تؤخذ عن عالم بكيفية معاملة الناس تكون ابلغ من قراءة العبد ميئين من الصفحات في امر الدعوة الى الله عز وجل وكان لابي علي محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى من ذلك حظا وافرا فانه رجل جمع الى العلم كمال العقل في هداية الناس ومن اخبار ذلك ما اخبرني به الشيخ سعيد الدعجان ختم الله له بخير وهو من قدماء اهل العلم ممن جاوز التسعين وقارب المئة عن الشيخ عبدالملك ابن عمر ال الشيخ رحمه الله تعالى انه اخبره ان مما اتصل بهم من انباء امام الدعوة رحمه الله تعالى في دعوة الخلق انه لما خرج من البلاد النجدية وقد قارب العشرين الى بلادي الحجاز للقراءة على علمائها سمع من احد من يحضر عنده في مجلس الدرس كلاما استنكره فاراد ان ينبهه الى اشكاله بعبارة لطيفة فجاء اليه مرة بعد انفضاض الناس فقال له اني رجل اتيت لطلب العلم واحفظ من القرآن ما احفظ فاريد ان اقرأ عليك تورة مما احفظ لئلا اكون مخطئا في اياتها فقال له اقرأ فقرأ عليه سورة قريش وفيها قول الله سبحانه وتعالى فليعبدوا رب هذا البيت فلما جاء الى هذه الاية قال امام الدعوة فليعبدوا هذا البيت فقال له معلمه بل قل فليعبدوا رب هذا البيت فقال انا كذلك كنت احفظ ولكنني سمعتك اذا اردت ان تقوم من مجلس درسك تقول يا كعبة الله فلماذا لا تقول يا رب الكعبة فنظر اليه وقال انت يا ولدي لست جاهلا فانظر الى طريقته رحمه الله تعالى في فقه الدعوة وله في ذلك اخبار يضيق المقام عن حصرها وهي التي انتقلت في اطوار مع علماء الدعوة رحم الله امواتهم وحفظ البقية الباقية من احيائهم فكان لهم في نبراس الدعوة وجادتها وسبيلها ما ليس لغيرهم وحصل بهم نفع الخاص والعام والقريب والبعيد وظهرت بركة دعوتهم في بلاد المسلمين ولم يكن ذلك لو لم يكونوا اهل فقه بالدعوة الى الله عز وجل فمن صحبهم ودار في فلكهم وكان معهم استفاد من وجوه فقه الدعوة ما لا يوجد في الكتب لكن اكثر طلاب العلم واقفون مع صورة العلم لا حقيقته تهمهم المعلومات والمسائل والانقضاء من الكتب اما النظر في الاحوال والاستفادة من كل مقال وصحبة المشايخ في كل حال. فهذا قليل فيهم فلا تجدوا احدهم يستشير شيخه ولا يعرض عليه همومه ولا يراجعه في اموره ولا يستفهم منه مشكلاته ولا يفاهمه في احواله فصار طلاب العلم منبتين عن علمائهم. مقطوعين عن مرشديهم. فصار احدهم اما ان يركب رأسه فيحدث امورا افترعها من نفسه واما ان يهتدي باناس ناقصين فيكون ارشاد ناقصان ووراء هذه الصحبة الجهة الثانية وهي الدواوين المصنفة في الدعوة الى الله عز وجل وهي قليلة الوجود فيما عليه اهل السنة والجماعة فان كثيرا من الكتب المصنفة في فقه في فقه الدعوة هي من غثاثة المقالات التي بنيت على تقلبات الاحوال وما يجري به القدر وموافقة الكفار وفيها خير كثير قارنه شر كثير فلا ينتفع منها كل احد ولا يترشح لها كل احد الا كتبا يسيرة مما كتبه العلماء او تكلموا به في محاضرات طبعت برسائل الرسائل التي للعلامة عبدالله ابن حميد والعلامة عبد العزيز بن باز والعلامة عبدالرحمن بن سعدي والعلامة محمد ابن صالح ابن عثيمين واضراب هؤلاء فان كتب هؤلاء التي في فقه الدعوة واحوالها ومسائلها هي من انفع الكتب التي ينبغي ان يعتني طالب العلم بالقراءة فيها لكن لا غنية له عن الاصل الاول ولو اراد المرء ان يعرب بلسانه عن كثير من الامور التي رآها من العلماء ووجد فيها الخير الكثير وفي امر الدعوة الى الله عز وجل لضاق المقام عن ذلك. والاكمل ان تطلب مقارنة تلك الاحوال والحرص على الاستفادة من هذا الفقه منهم قبل ذهاب من ابقاه الله سبحانه وتعالى من بقايا العلماء في هذا البلد نعم عليكم يقول رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله ادعوا الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الاية قال ابو جعفر ابن جرير رحمه الله يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد هذه الدعوة التي ادعو اليها والطريقة التي انا عليها من الدعاء الى توحيد الله واخلاص العبادة له دون ما سواه من الالهة والاوثان والانتهاء الى طاعته وترك معصيته. سبيل وطريقتي ودعوتي الى الله تعالى وحده لا شريك له على بصيرة بذلك ويقين علم مني به انا وانا ويدعو اليه على بصيرة ايضا من اتبعني وصدقني وامن بي قوله وسبحان الله يقول له تعالى ذكره وقل تنزيها لله تعالى وتعظيما له من ان يكون له شريك في ملكه او معبود سواه في سلطانه قالت وما انا من المشركين. يقول وانا بريء من اهل الشرك به لست منهم ولا هم مني انتهى قال في شرح المنازل يريد ان تصل باستدلالك الى اعلى درجات العلم وهي البصيرة التي تكون نسبة العلوم فيها التي تكون نسبة العلوم فيها الى القلب كنسبة المرء الى البصر. وهذه الخصيصة التي تؤلف خصيصة. وهذه الخصيصة التي اختصت هذا لحم مشهور هي خصيصة نعم. السلام عليكم وهذه القصيصة التي اختص بها الصحابة عن سائر الامة وهي اعلى درجات العلماء قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة او انا ومن اتبعني اي انا اي انا واتباعي على بصيرة وقيل ومن اتبعني عطف على المرفوع فيه ادعو اي انا ادعو الى الله على بصيرة ومن اتبعني كذلك يدعو الى الله تعالى على بصيرة وعلى القولين في الاية تدل على ان اتباعهم هم اهل البصائر الداعين الى الله تعالى ومن ليس منهم فليس من اتباعه على الحقيقة والموافقة. وان كان من اتباعه على الانتساب والدعوة. قال المصنف رحمه الله في مسائل منها التنبيه على الاخلاص لان كثيرا لو دعا الى لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه ومنها ان البصيرة من الفرائض ومنها ان من دلائل حسن التوحيد انه تنزيه لله تعالى عن المسبة ومنها ان من قبح الشرك كونه تبت لله تعالى ومنها ابعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك انتهى. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى قوله تعالى ادعوا الى الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة الاية ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة اقسام بحسب حال المدعو فانه اما ان يكون طالبا للحق محبا له مؤثرا له على غيره اذا عرفه فهذا يدعى بالحكمة. ولا يحتاج الى موعظة وجدال واما ان يكون مشتغلا نرد الحق لكن لو عرفه اثره واتبعه فهذا يحتاج الى الموعظة بالترغيب والترهيب واما ان يكون معاندا معارضا فهذا يجادل بالتي هي احسن في الرجع فان رجع وان لم تقل معه الى الجلاد ان امكن انتهى وقال ايضا رحمه الله تعالى والفرق بين حب الايمان والدعوة الى الله وحب الرئاسة هو الفرق بين تعظيم امر الله والنصح له وتعظيم النفس والسعي في حظها فان الناصح لله المحب له ان يطاع ربه فلا يعصى وان تكون كلمته هي العليا وان يكون الدين كله لله وان يكون العباد ممتثلين اوامره مجتنبين نواهيه فقد ناصح الله في في عبوديته وناصح خلقه في الدعوة الى فهو يحب الامامة في الدين بل يسأل ربه ان يجعله للمتقين اماما يقتدي به المتقون فما اقتدى فما اقتدى هو بالمتقين فاذا احب هذا العبد الداعي الى الله ان يكون في اعين الناس جليلا وفي قلوبهم مهيبا واليهم حبيبا وان يكون فيهم مطاعا لكي لكي يأتموا ويقصفه اثر الرسول صلى الله عليه وسلم على يديه لم يضرهم ذلك بل يحمدوا عليه لانه داع الى الله يحب ان يطاع ويعبد ويوحد فهو يحب ما يكون هونا على ذلك موصلا اليه. ولهذا ذكر الله سبحانه عباده الذين اختصهم لنفسه واثنى عليهم في تنزيله واحسن جزاءهم يوم لقائه. فذكرهم باحسن اعمالهم واوصافهم ثم قال والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعينهم واجعلنا للمتقين اماما فسألوه ان يقر اعينهم بطاعة ازواجهم وذرياتهم له سبحانه وان يسر قلوبهم باتباع المتقين لهم على طاعته وعبوديته فان الامام والمؤتم متعاونان على الطاعة وانما سألوهما يعاونون به المتقين على مرضاته على مرضاته وطاعته وهو دعوتهم الى الله بالامامة في الدين. التي اساسها الصبر واليقين. كما قال تعالى منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا. وكانوا باياتنا يوقنون فسؤالهم ان يجعلهم ائمة للمتقين هو سؤال ان يهديهم ويوفقهم ويمن عليهم بالعلوم النافعة والاعمال الصالحة ظاهرا وباطنا التي لا تتم الا بها وتأمل كيف نسبهم في هذه الايات الى اسمه الرحمن جل جلاله. ليعلم خلقه ان هذا انما نالوه بفضله ورحمته محض جوده ومنته وتأمل كيف جعل جزاءهم في هذه السورة الغرف وهي المنازل العالية في الجنة وهذا لما كانت الامامة في الدين من الرتب العالية بل من اعلى مراتب بل من اعلى مراتب يعطاها العبد في في الدين. فهذا جزاؤه عليها العالية في الجنة وهذا بخلاف طلب الرياسة فان طلابها يسعون في تحصيلها لينالوا بها اغراظهم من العلو في الارض وتعبد القلوب لهم وميلها اليهم ومساعدتهم لهم على جميع اغراضهم مع كونهم عاليين عليهم قاهرين لهم. فترتب على هذا الطلب من مفاسد ما لا يعلمه الا الله من البغي والحسد والطغيان والحقد والظلم والعصبية والحمية للنفس دون حق الله وتعظيم من حقره الله واحتقار من اكرمه الله ولا تتم الرئاسة الدنيوية الا بذلك ولا تنال الا به. وباضعافه من المفاسد. والرؤساء في عمل عن هذا. فاذا كشف الغطاء تبين لهم في فساد ما كانوا عليه ولا سيما اذا حشروا في صور الذر يطأهم اهل الموقف بارجلهم اهانة لهم اهانة لهم وتحقيرا كما صغروا امر الله وحقهم عباده انتهى كلامه رحمه الله تعالى بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله رحمه الله هي الخصيصة فعيلة من الخصوص في الصفحة العشرين بعد المائتين فعيلة من الخصوص وجمعها خصائص فالقبيلة والقبائل كالقبيلة والقبائل معنا كالقبيلة والقبائل يعني في الوزن الصافي كالقبيلة والقبائل وهي المزية وهي المزية وقوله في الصفحة الثالثة والعشرين بعد المائتين ومحض جوده ومنته المحض الخالص المحض الخالص واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان المصنف رحمه الله تعالى شرع يبين ما ذكره جده رحمه الله تعالى من ادلة هذا الباب وطبيعتها قوله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله الآية وابتدأ بيانه بالنقد عن ابي جعفر ابن جرير الطبري انه قال يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قل يا محمد وتقدم ان المختار عدم مباشرة الخبر عنه في هذه الاوامر بقول قل يا محمد بل يقال قل ايها الرسول اي ايها او ايها النبي خبرا عنه بما اخبر الله عز وجل من مقامه ونبه على هذه النكتة العلامة عبد الحميد ابن باديس في مجلس من مجالس تفسيره افرد باسم كتاب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذه ثم قال هذه الدعوة التي ادعو اليها والطريقة التي انا عليها من الدعاء الى توحيد الله واخلاص العبادة له دون ما سواه من الاله الهة والاوثان والانتهاء الى طاعته. وترك معصية السبيل وطريقتي ودعوتي الى الله تعالى وحده لا شريك له على بصيرة بذلك ويقين ويقين علم مني به انا. ويدعو اليه على بصيرة ايضا انا ويدعو ويدعو اليه على بصيرة انا ايضا على بصيرة ايضا من اتبعني وصدقني وامن بي. وسيأتي ايضاحو. هذا في كلام ابن القيم فيما يستقبل ثم قال قوله وسبحان الله يقول له تعالى ذكره وقل تنزيها لله تعالى وتعظيما له من ان له شريك بالملك او معبود سواه في سلطانه وما انا من المشركين يقول وانا بريء من اهل الكبير لست منهم ولا هم مني فانتظم في هذه الاية ثلاثة اصول عظيمة فانتظم في هذه الاية ثلاثة اصول عظيمة احدها خبره صلى الله عليه وسلم عن سبيله خبره صلى الله عليه وسلم عن سبيله وثانيها تنزيهه ربه عز وجل عما يخالف هذه السبيل تنزيهه ربه عز وجل عما يخالف هذه السبيل وثالثها براءته صلى الله عليه وسلم من المشركين براءته صلى الله عليه وسلم من المشركين ثم اتبع النقلة المتقدمة نقلا عن ابن القيم رحمه الله تعالى فقال قال يعني ابن القيم وحذفه للعلم به في شرح المنازل والمنازل هو كتاب منازل السائلين ل ابي عثمان الهروي رحمه الله تعالى وشرح ابن القيم اسمه مدارج السالكين ويسمى ايضا مراحل السائلين ثم ساق عبارته فقال يريد ان تصل باستدلالك الى اعلى درجات العلم وهي البصيرة التي تكون نسبة العلوم فيها الى القلب كنسبة المرء الى البصر اي ان المذكورة في الاية في قوله صلى الله في قوله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم ادعو الى الله على بصيرة اي حال كوني واصلا اعلى درجاتي العلم فان البصيرة فعيلة من البصر فان البصيرة فعيلة من البصر واصل هذه المادة يرجع الى المشاهدة والاطلاع يرجع الى المشاهدة والاطلاع وهي مشاهدة كائنة بعين القلب لا بعيني البصر وحقيقتها معرفة الحق بالقلب كانه رأي عين وحقيقتها معرفة الحق بالقلب كأنه رأي عين فهي تشارك العلم في اصلها وتزيد عنه في قدرها فهي تشارك العلم في اصلها وتزيد عنه في قدرها فاصل العلم والبصيرة يرجعان الى المشاهدة والاطلاع لكن البصيرة علم خاص وهو علم تام يكون الحق فيه في القلب مستقرا بمنزلة ما يستقر في العين اذا رأت شيئا والبصيرة ثلاثة انواع والبصيرة ثلاثة انواع احدها بصيرة بالاسماء والصفات احدها بصيرة في الاسماء والصفات وثانيها بصيرة بالامر والنهي وتانيها بصيرة في الامر والنهي وثالثها بصيرة في الوعد والوعيد بصيرة بالوعد والوعيد ذكره ابن القيم في مدارج السالكين والى هذه الانواع الثلاثة يرجع العلم المطلوب المأمور به شرعا والى هذه الانواع الثلاثة يرجع العلم المطلوب المأمور به شرعا. مما حواه القرآن والسنة مما حواه القرآن والسنة قال ابن القيم رحمه الله تعالى بالنونية والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان. علم باوصاف الاله وفعله. وكذلك الاسماء للديان والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد الثاني. والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان والله ما قال انبئ متحذلق بسواهما الا من الهذيان ثم قال ابو عبد الله ابن القيم قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني اي انا على بصيرة وقيل ومن اتبعني عطف على المرفوع في ادعو اي انا ادعو الى الله على بصيرة ومن اتبعني كذلك يدعو الى الله تعالى على بصيرة فالعطف في الاية ومعناها فيه قولان احدهما ان معناها هذه سبيلي ادعو الى الله ومن اتبعني يدعو الى الله هذه سبيلي ادعو الى الله ومن اتبعني يدعو الى الله والاخر ان معناها هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة ومن اتبعني يدعو الى الله على بصيرة ومن اتبعني يدعو الى الله على بصيرة قال ابن القيم وعلى القولين فالاية تدل على ان اتباعه هم اهل البصائر الداعين الى الله تعالى ومن ليس منهم فليس من اتباعه على الحقيقة والموافقة وان كان من اتباعه على الانتساب والدعوة انتهى. فالقولان متلازمان. فالداعون الى الله من اتباعه صلى الله عليه وسلم هم على الحقيقة اولئك الذين يدعون على بصيرة ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى هذا المعنى في مدارج السالكين والصواعق المرسلة ومفتاح دار السعادة وغيرها من كتبه ولو قال قائل ان اكثر اية تكلم عليها ابن القيم في كتبه هذه الاية لما ابعد فانه ذكرها في غير كتاب من كتبه ومنها ايضا زاد المعاد في مقدمته. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى نقلا عن جده قال المصنف يعني امام الدعوة رحمه الله فيه مسائل اي في الاية المذكورة مسائل واصل المسألة ما يبرهن عليه من العلم. اصل المسألة ما يبرهن عليه من العلم وهي مفعلة من السؤال ومسائل كتاب التوحيد هي وجوه من الاستنباط لما انتظم في دلائله هي وجوه من الاستنباط لمن انتظم في دلائله كان العلامة عبد الله كان العلامة عبد الله ابا بطين يسميها فوائد فمن تلك الفوائد منها التنبيه على الاخلاص لقوله في الاية ادعو الى الله فهو لا يدعو الى نفسه ولا الى بلده ولا الى طائفته ولا الى حزبه بل يدعو الى الله سبحانه وتعالى وحده. فليس في قلبه توجه الى ارادة احراز حظ نفسه او حظ لاهل بلده او حظ لطائفته او حظ لحزبه. وهذا امر ثقيل لا تكاد النفوس منه الا بالمجاهدة العظيمة. فان من الناس من يدعو الى الله عز وجل ثم يكون له حظ في الدعوة الى نفسه فيفوته من الاخلاص بقدر ما يلتفت الى حظ نفسه. وهذا معنى قول المصنف لان كثير لو دعا الى الحق فهو يدعو الى نفسه لانه يعلق الحق بنفسه فيتعصب له ويرى ان قبول الحق موقوف على تعظيمه والاخذ بقوله فيرى لنفسه في الحق مكانا فيكون في نفسه رؤية لنفسه فيهلك بذلك بفوات الاخلاص من نفسه. او تتعلق دعوته بان يدعو الله سبحانه وتعالى مع ملاحظة حق اهل بلده الذين نشأ فيهم فهو يدير الكلام فيما يوافق احوالهم ويواطئ ما عليه امورهم المنتظمة فيكون في قلبه التفات اليهم او يدعو والى الله سبحانه وتعالى وينظم في سلك ذلك الدعوة الى حزبه وطائفته الذي يتحزب له وهذا امر لا يختص باحد دون احد. فان من الناس ممن هم براء من احزاب خاصة باسمائها من يتخذون احزابا خاصة باوصافها فليست البراءة من الحزبية ان لا يكون المرء غير منتظم في حزب باسمه بل البراءة من الحزبية الا يكون في قلبه عصبية بالولاء والبراء لاحد كائنا من كان وانما عصبيته ولاء للحق فهو يعرف الحق بالحق ويرى من يرسل اليه ويدل ويهدي عليه من اهل الحق دعاة اليه يصيبون ويخطئون هنا وهم بشر من جنس البشر يجوز عليهم الخطأ والزلل فيقع منهم ذلك فلا يتعصب لهم لكل حال ولا يجعل الحق مناطق بفلان من الخلق. بل الحق ما كان في الكتاب والسنة. ولا ينتظم في بلاد المسلمين في واحد دون غيره بل جعل الله سبحانه وتعالى في بلاد المسلمين من الحجج القائمة من العلماء المعروفين بسلوك سبيل الاسلام والسنة ما هم ادلاء على الحق واخراج النفس من سلطان هذه السطوة يحتاج الى جهاد عظيم بمعرفة الحق والعمل به ورد الباطل على المتكلم به كائنا من كان. مع معرفة اقدار اهل العلم والفضل وما اهل السنة والحديث جميعا. ثم قال رحمه الله تعالى ومنها ان البصيرة من فرائض ونتمه بعد الاذان نعم الله اكبر الله اكبر اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد حي على حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله ثم ذكر امام الدعوة في تمام المسائل المذكورة في هذا الباب مما نقله عنه حفيده ومنها ان البصيرة من الفرائض اي مما فرضه الله سبحانه وتعالى على الخلق فليس لاحد ان يعمل بلا بصيرة ولا ان يدعو بلا بصيرة بل العمل والدعوة موقوفة على حصول البصيرة لان العمل بلا علم يوقع في الشرك والبدعة والدعوة بلا علم توقع في الشرك والبدعة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخبر الله عنه بعد ذكر سبيله وسبحان الله وما انا من المشركين. تنزيها عن مقامات النقص التي تلحق من فاتته البصيرة ومنها ان من دلائل حسن التوحيد انه تنزيه لله عن المسبة والله سبحانه وتعالى مستحق للإعظام والاجلال والتقدير وانما يقع الشرك بعدم اجلال الله وتعظيمه وتقديره. قال الله عز وجل وما قدروا الله حقه ولا يتحقق تقدير الله واجلاله الا بالتوحيد. فمن دلائل حسن التوحيد وكماله انه يتحقق به تنزيه الله عن المسبة ومنها ان من قبح الشرك كونه مسبة لله تعالى. لما تقدم من كونه تنقصا لله ربي العالمين في الامور السبعة التي ذكرناها في صدر الباب السابق باب الخوف من الشرك. ومنها ابعاد المسلمين عن المشركين لا يصير منهم قم ولو لم يشرك اي النأي به عن مرافقة المشركين ومساكنتهم لكي لا يصير منهم ولو لم يشرك اي ولو لم يفعل الشرك ابتداء لكنه ركن اليهم ثم سكت عن شرك شركهم ولم يتبرأ منهم فيكون كالمشرك حقيقة. لان عدم البراءة من الشرك تنقض عقدة الاسلام ولا يكون العبد مسلما حتى يؤمن بالله ويكفر بالطاغوت. ومن كفره بالطاغوت البراءة من المشركين والذي يساكن المشركين تقوى عاصرة صلته بهم حتى يصاحبهم لهم فلا يتبرأ من دينهم ولا يبطله. ثم قال وقال العلامة ابن القيم في معنى قوله تعالى ادعو الى سبيل ربك الاية ذكر سبحانه مراتب الدعوة وجعلها ثلاثة اقسام بحسب حال المدعو وحاصل ما ذكره هو وشيخه ابو العباس ابن تيمية وبعدهما ابن ابي العز ان مراتب الدعوة ثلاث ان مراتب الدعوة ثلاث المرتبة الاولى مرتبة الحكمة مرتبة الحكمة بدعوة من كان طالبا للحق محبا له في حق من كان طالبا للحق محبا له راغبا فيه والثانية مرتبة الموعظة الحسنة مرتبة الموعظة الحسنة في حق من هو معرض عن الحق غافل عنه في حق من هو معرض عن الخلق امعرض عن الحق غافل عنه لكنه لو عرفه اثره واتبعه اتبعه. لكنه لو عرفه اثره واتبعه فهذا يدعى بالموعظة الحسنة والموعظة الحسنة هي بيان الامر والنهي مصحوبا بالترغيب والترهيب بيان الامر والنهي مصحوبا بالترغيب والترهيب والمرتبة الثالثة مرتبة المجادلة بالتي هي احسن مرتبة المجادلة بالتي هي احسن وهي لمن كان معارضا للحق معاندا له وهي لمن كان معاندا للحق معارضا له فهذا يجادل بالتي هي احسن فهذا يجادل بالتي هي احسن فان لم ينتفع بالمجادلة فما وراء الجدال الا الجلاد فما وراء الجدال الا الجبال فلا دواء يحسم شره الا بامضاء سيف الحق في الجهاد لينكب عن باطله ويرجع ويرجع عن شره ثم ذكر رحمه الله تعالى كلاما طويلا نفيسا بالفرق بين حب الامامة والدعوة الى الله وحب الرئاسة فان هذه المنازل تتناوش الخواطر فيشق عليها فصل بعضها عن بعض وربما ضعف ضعف سير العبد الى الله لعدم فقهه بما يفرق فيه بين الامر المرغوب وبين الامر المرهوب. مما يرجع الى اصل واحد كالاخلاص والرياء. فان بين الاخلاص والرياء شعرة والامر كما قال سهل ابن عبد الله التستري ومحمد ابن ادريس الشافعي لا يعرف الرياء الا مخلص اي لا يتمكن من فقه دقائقه ودرك حقائقه الا مخلص يتخوف الرياء فهو لفرط خوفه من الرياء له فقه فيه لا يكون لغيره. ومثل هذا ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى من الفرق بين حب الامامة والدعوة الى الله. وحب فقال في ذلك هو الفرق بين تعظيم امر الله والنصح له وتعظيم النفس والسعي في حظها فالداعي الى الله الراغب في الامامة معظما امر الله ناصح له ومحب الرئاسة طالبها هو معظم نفسه ساع في حظها ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما يدل على هذا وعلى ذاك. فقال فان الناصح لله المحب له يحب ان يطاع ربه فلا يعصى وان كلمته هي العليا وان يكون الدين كله لله الى اخر ما ذكر ثم قال بعد ذلك في اخر الصفحة الثالثة والعشرين بعد المائتين. وهذا بخلاف طلب الرئاسة طلب الرياسة فان طلابها يسعون في تحصيلها لينالوا بها اغراضهم من العلو في الارض. وتعبد القلوب لهم غيرها اليهم ومساعدتهم لها لهم على جميع اغراضهم مع كونهم عاليين عليهم قاهرين لهم. الى اخر فيما ذكر فالفرق بين الدعوة الى الله والامامة في الدين وبين طلب الرئاسة ان الاول ينظر الى حق الله في الخلق ان الاول ينظر الى حق الله في الخلق والثاني ينظر الى حق نفسه فيهم والثاني ينظر الى حق نفسه فيهم فلتباين النظرين اختلف المقامان فلتباين النظرين اختلف المقامان فالداعي الى الله عز وجل الطامع في الامامة للمتقين يبين للخلق ما يجب عليهم من حق الله عز وجل ويرشدهم اليه ويعاونهم عليه ويرغبهم فيه ولا يطلب لنفسه شيئا واما طالب الرئاسة فانه يريد من الخلق حظ نفسه فهو يعاملهم بقدر ما يعاملونه فمن عظمه احسن اليه ومن رفعه ادناه منه ومن مدحه جعله جعله صفيا جعله صفيه وخليله فامره في معاملة الناس دائر مع ما يعاملونه به في حظ نفسه. ومن كملت معرفته بالله سقط من عينه رؤية حظه من الخلق. فهو لا يريد منهم شيئا ولا يسألهم شيئا. ولا يعاتبهم في فوات شيء فالامر كما اخبر ابو العباس ابن تيمية ان العارف بالله لا يطالب ولا لا يعاتب ولا يغالب فهو لا يطالب الناس بشيء ولا يعاتبهم على شيء ولا يغالبهم في شيء فهو في حال والناس في حال وهو في واد والناس وفي واد فهو يريد من الله ولا يريد من الناس وينظر الى امر الله ولا ينظر الى امر الناس ومن كان كذلك لم يبالي بالجموع. فالواحد كالالف والالف كالواحد. لان مقصوده نشر الحرف فان بلغ الحق اسماعا كثارا فذاك غاية المنى. وان كانت الاذن التي يبلغها الحق من فيه اذنا فان ذلك امتثال لما امره الله عز وجل من البلاغ والبيان والهداية والارشاد فهو ينظر الى ما امر الله لا الى ما قدر الله فامره الله عز وجل بان يدعو ولم يقدر له ان يجلس اليه كبير احد من المدعوين. وذلك لا يحمله على ان يكف نفسه عنا امر الله سبحانه وتعالى به وشواهده في احوالكم من الخلق كثير. فان نافعا مولى ابن عمر رضي الله عنهما كان يجلس بعد الفجر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجلس اليه احد في العلم الا ما ابن انس فحمل ما لك ابن انس علم نافع. وقل الرواة عن نافع وكان امامهم وكان امامهم مالكا وكثر الرواة عن مالك. فروى عنه مئين فنشر علم بعلم برواية مالك عنه لما علم الله عز وجل من صدقه وجهاده في تبليغ ما عنده من العلم ولو لم ويجلس له الا رجل واحد وكان ابو عبد الله ابن مالك صاحب الالفية قد حبس نفسه على مدرسة شرط واقفها تدليس العربية والقراءات. فكان يجلس بعد صلاة الفجر كل يوم منتظرا ان يأتيه واحد يقرأ عليه العربية او القراءات ولم يكن ينقطع عند عدم مجيء احد اياما متتابعة بل كان ملازما جلوسه كل كيوم لشرط الواقف بل كان قبل ان ينصرف يخرج من قوة اي فتحة في جدار المدرسة ثم يقول بصوت عال هل من طالب للقراءات؟ هل من طالب للنحو؟ ثم يخرج رحمه الله تعالى وهذه حال تعظم على النفس فان النفس اذا كثر السامعون قويت واذا قل السامعون ضعفت الا من وفقه الله عز وجل الا يرى الخلق شيئا فهو لا يرى الا ما امره الله عز وجل من الدين في الامر بالبلاغ والبيان الهداية والارشاد. فمن قام في هذا المقام فهو قائم في ميراث النبوة. متمسك اهداب الهدي النبوي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وينبغي ان تكون هذه هي حال المؤمن الصادق فهمه اصلاح الناس ودعوتهم الى الله سبحانه وتعالى. ومن صدق الله عز وجل فان الله عز وجل يفتح له حينئذ من ابواب الفهم والعلم والادراك ما لا يكون لغيره ومن شغل قلبه برؤية الناس وطلب العلو عليهم وجلس على الكراسي ليكون ارفع منهم فان هذا في قلبه كبر مرض يمنعه من كمال العلم. قال الله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق قال سفيان ابن عيينة احرمهم فهم القرآن. وقال الفريابي امنعهم تدبر امري. فما يحصل من فوت العلم احدنا ليس مرده الى قلة فهمه ولا الى ضعف حفظه كلا بل مرده الاعظم الى فساد في قلبه يحتاج الى اصلاح. فهو محتاج الى نفي القاذورات القلبية التي انطوى عليها ضميره من حقد او حسد او غل او بغض او غير ذلك من ادواء القلوب التي يحتاج المرء فيها الى دوام المجاهدة مرة بعد مرة. فلا ينبغي ان يغفل العبد عن قلبه ولا قدر اغماضة عين. لان القلب يتقلب سريعا. فمن تقلبه ما يشربه من الاهواء فان لم يتفطن يعد اليها ويبادر الى ويبادر الى قرعة مداواتها بانواع المراهم والادوية المنعوثة في الشرع والا فان قلبه يفوته. وكم من امرئ زاحم بالركب في مجالس العلم ثم نقص على عقبيه وما ربك بظلام للعبيد والله الاكرمين ولا يرد مقبلا عليه. ولكن الشأن انه اقبل بالصورة الظاهرة وصدف بالحقيقة الباطنة فهو في ظاهر صورته مقبل على العلم مزاحم فيه. واما في حقيقة باطنه فان قلبه مشغول طلب رئاسة فيه او منصب او مال او حظ من الدنيا او شهرة او مكانة من الناس او منطو على شيء من هذه القاذورات النتنة من امراض القلوب تقلعه حينئذ من مجالس العلم وتخرجه بعد ان دخل نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا جميعا علما نافعا وعملا صالحا وان يجعلنا من عباده واولياءه وهذا اخر البيان على هذه الجملة ونستكمل بقيته باذن الله تعالى بعد صلاة الفجر الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين