الحمد لله حمدا حمدا شغل الخارجية الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تعانيا وجدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا. وعلى آله وصحبه ومن اتخذه اماما دليل اما بعد فهذا المجلس الثاني والعشرون بشرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف طمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب فتحي المجيد لشرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن بن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وقد انتهى بنا البيان الى ذكر الجهة الثانية المتعلقة ببيان الدليل الثاني من الادلة التي ذكرها امام الدعوة رحمه الله في باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما وهو حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر الحديث فان الشارح رحمه الله ابتدأ بيانه بترجمة راويه الا انه اقتصر على ذكر اسمه فقط وكأن بداءته بها غير مرادة اذ الحق بعد ما تشتد اليه الحاجة من ترجمته في قوله الاتي وهو صحابي مشهور الى اخره فقدم ذكر الاسم لا ابتداء بالترجمة بل لحاجة المقام في معرفة اسم الراوي الذي ذكر بكنيته ونسبه والا فالمقدم عنده وفق العادة الجارية منه هو ذكر ما يتعلق بتخريج الحديث وبيان رتبته فقوله ابو واقد اسمه الحارث ابن عوف لم يرد به الترجمة لان المطلوب منها اوسع وهو المذكور بعده في كلامه وابتدأ بمطلوبه المقدم وهو بيان رتبة الحديث فقال وفي الباب عن ابي سعيد وابي هريرة قاله الترمذي وكأنه اراد ان يبني ما ذكره على ما ذكره المصنف نفسه فتقدير الكلام رواه الترمذي وصححه. وفي الباب عن ابي سعيد وابي هريرة قاله الترمذي ففادت الجملة باجتماع طرفيها بين المصنف والشارح ثلاثة امور احدها ان الحديث عند الترمذي اي في جامعه المعروف بالسنن وثانيها ان الترمذي لما رواه صححه اذ قال حديث حسن صحيح واطباق المحدثين على نعت ما يذكره الترمذي بقوله حسن صحيح انه تصحيح له اعلام بثبوت رتبة الصحة لكل حديث يتبع الترمذي روايته بقوله حسن صحيح فليس في عرف المحدثين الاعلام عن هذه العبارة بان يقولوا حسنه الترمذي وصححه ولا ان يقولوا حسنه الترمذي او صححه. بناء على القولين المشهورين من اقوال عدة في تفسير كلامه لكنه مؤتلف على ان هذه الجملة يطلق عليها اسم التصحيح. فيقال صححه الترمذي والامر كذلك فانه حديث صحيح وثالثها بيان ما روي في هذا الباب عن غير ابي واقد الليثي فروي فيه عن ابي سعيد الخدري وابي هريرة الدوسي رحمهما الله ورضي عنهما والثابت في الباب هو حديث ابي واقد الليثي وما ذكره الترمذي مشيرا اليه بقوله وفي الباب هو على معنى الاصلي الجامع كما تلف بيانه مستوفى وعبارة الشارح رحمه الله تعالى عدول عن الاكمل الذي جرى عليه صاحب تيسير العزيز الحميد فان صاحب تيسير العزيز الحميد ذكر هذا الحديث مسوقا من جامع الترمذي اسنادا ومثنا ثم قال وفيه مخالفة لما في الكتاب لفظا ومعنى وفيه مخالفة لما في الكتاب لفظا ومعنى وقد اتفق اللفظان على المقصود هنا وقد اتفق اللفظان على المقصود هنا انتهى كلامه فامام الدعوة ساق الحديث بلفظ قريب من لفظ الترمذي لا انه عنده باللفظ نفسه واحتيج الى سياقه بتمامه للاطلاع عليه كما فعله صاحب تيسير العزيز الحميد ثم ذكر الشارح رحمه الله جماعة ممن روى هذا الحديث من المصنفين في الحديث كثير كاحمد ابن حنبل وابي يعلى الموصلي الى اخر المعدودين في كلامه ثم رجع الى استيفاء ما جرى عليه من الترجمة للرواة من الصحابة فقال قوله عن ابي واقل تقدم ذكر اسمه في قول الترمذي فيعلم منه ان المذكور اولا هو نقل على الترمذي وانه اراد ان يصل ما ذكره المصنف بما بينه هو مختصرا ذلك من عبارة صاحب تيسير العزيز الحميد وهو اكمل عبارة واحلى اشارة ولولا نقص تيسير العزيز الحميد لما ارتفع شأن فتح المجيد فان تيسير العزيز الحميد كتاب عظيم النفع واضح العبارة مليح الاشارة مستوف لمعارف متعددة من واذا غمضت عليك عبارة فتح المجيد تفزع الى تطلب نصها في تيسير العزيز الحميد فانه اتم بيان واحسن سياق رحمهما الله وشكر لهما سعيهما فيما ابديا من المعارف التوحيدية والعلوم الايمانية. ثم قال الشارح مترجما لابي واقد الليث وهو صحابي مشهور مات سنة ثمان وستين وله خمس وثمانون سنة وكان اسلامه يوم الفتح وما ذكره جماعة من انه اسلم قبل الفتح وهم فالمحفوظ انه اسلم يوم الفتح بينه ابو الفضل ابن حجر في كتاب الاصابة واختاره شيخ شيوخنا عبدالرحمن ابن يحيى المعلمي برفع الاشتباه ثم بين الشارخ معنى قوله رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين بسياق الرواية المفصحة عن تعيين وقت ذلك الخروج وهي الواردة في حديث عمرو بن عوف رضي الله عنه ففيه غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ومنه يعين الزمن الذي كان فيه الخروج فيكون الخارجون حين اذا هم مسلمة الفتح مع ما مع من كان من النبي صلى الله عليه وسلم من اهل المدينة وغيرهم. الذين شاركوا في فتح مكة فقوله خرجنا ينطوي فيه اهل مكة من مسلمة الفتح مع من كان غزاة مع الرسول صلى الله عليه وسلم من اهل المدينة ومن وافقه وناصره من القبائل حولها وزاد في قرة عيون الموحدين تعيين موضع حنين فقال رحمه الله في الصفحة الحادية والثلاثين بعد المئتين قوله الى حنين هو اسم واد بشرقي مكة معروف واسم واد بشرقي مكة معروف قاتل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازنا كما قال تعالى ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم قم فلم تغني عنكم شيئا والوقعة مشهورة عند اهل المغازي والسير وغيرهم. الى اخر ما ذكر رحمه الله ووقع في رواية عوفي ابن مالك تقدير عدد الخارجين للغزاة مع النبي صلى الله عليه وسلم. فقال ونحن الف ونية اي وزيادة عن النية ومن قواعد العربية في النيف انه يذكر بعد عقد كامل فاما ان يذكر بعد العشرات او ان يذكر بعد المئات او ان يذكر بعد فاذا ذكر بعد المئات فاذا ذكر بعد العشرات صار احادا واذا ذكر بعد المئات صار عشرات واذا ذكر بعد الالوف صار راء مئات فقوله هنا الف ونية يعني ومئة او مئتين يعني مئة او مئتين او ثلاث مئة بما تقدم من ان النيف من الثلاث الى من الواحد الى الثلاث ثم بين الشارح رحمه الله ان معنى قوله ونحن حدثاء عهد بكفر اي قريب عهدنا بالكفر وزاد في قرة عيون الموحدين بعده فلذلك خفي عليهم هذا الشرك المذكور فلذلك خفي عليهم هذا الشرك المذكور ثم قال الشارح ففيه دليل على ان غيرهم ممن تقدم اسلامه من الصحابة لا يجهل هذا والذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم قسمان احدهما قوم قدماء في الاسلام قوم قدماء في الاسلام والاخر قوم حدثاء العهد بالكفر قوم حدثاء العهد بالكفر فالواقع المذكور في الحديث لم يصدر من جميع الصحابة فالواقع المذكور في الحديث لم يصدر من جميع الصحابة لكنه صدر من ذوي الحداثة عهدهم بالكفر ثم قال الشارح وان المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن ان يكون في قلبه بقية من تلك العادة. ذكره المصنف رحمه الله يعني امام الدعوة فالعبد المتخلي عن باطل اعتاده لا يأمن ان تبقى في قلبه بقية من ذلك الباطل لطول اعتياده فان الامر كما قالت العرب الالف قيد فان من الف شيئا واعتاده رسخ فيه فلا يكاد ينتزعه من نفسه اذا رام التخلي عنه الا بجهد جهيد وجهاد مديد فالمرتفعون عن الباطل الى الحق ينبغي ان يرعوا هذا الاصل ليحفظوا انفسهم من النكوص الى الباطل بعد الخروج منه ومن غفل عن رعاية هذا الاصل الجليل في اصلاح النفوس وتهديدها ربما اصيب مقتله منه فالحال فيه ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى من ان من فارق ذنب بل كان عليه ثم رجع اليه فمنشأه من بقية بقيت منه في نفسه لم يتخلى عنها فسقاها ماء من شهوة او شبهة فنبتت شجرتها مرة اخرى في في قلبه ودوام حراسة القلوب وصيانتها من العوادي هو سبيل السلامة من افات العادات التي كان عليها المتخلي من الباطل ويمدها ادمان محاسبة النفس فان من حاسب نفسه تفطن للعلل التي تعتريها والامراض التي تعتليها تعتليها والغافل عما يعتريه ويعتليه من مرض يؤخذ شيئا فشيئا حتى احجب عن الحق ويرجع الى الباطل. وعجز النفوس عن طلب الحق او اكثر منشأه من هذه العلل التي تتخلل في القلوب وتستوي في افئدتها فيثقل بالقلب فعل الخير مع ارادته له والقيد الذي يضرب على القلب اعظم من القيد الذي يجعل في اليد والرجل فكم من عبد تثقل يداه ورجلاه بالحديد لكنه لا يحجب عن الخير والحق وكم من امرئ مطلق وكم من امرئ مطلق اليدين والرجلين لا يتمكن من فعل الخير والحق لان قلبه علاه من الران ما يمنعه من القيام بالخير نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلهمنا رشدنا وان يقينا شر انفسنا ثم قال الشارح رحمه الله قوله وللمشركين سدرة يعكفون عندها العكوف هو الاقامة على الشيء في المكان اي البقاء فيه ومنه قول الخليل عليه السلام ما هذه التماثيل التي انتم لها؟ عاكفون ومن اللحن الشايع ذكرهم عكفا الركب يريدون بها ثنيها وطيها وهذا لا يسمى عكفا بل يسمى ثانيا قال الشاعر يكفيك من اناخة ثني الركب واما ما يذكره المتكلمون في العلم وغيره من ثني الركب من الذي يذكره المتكلمون في العلم وغيره من عكب الركب يريدون به الاقامة واللبث في الموضع الذي يراد فيه العلم او غيره. ثم قال وكان عكوف المشركين عند تلك السدرة تبركا بها وتعظيما لها. فهم متوجهون بقلوبهم الى اجلال هذه الشجرة محبة وخضوعا ومستمدون منها تبركا فالتعظيم مبتدأ الامر والتبرك اخره. فانهم باشروا بقلوبهم تعظيم تلك الشجرة حبا لها وخضوعا ثم نشأ من تعظيمهم لها ان استمدوا منها البركة وبين وبين بحديث عمرو كيفية استمدادهم البركة وهو الذي ذكره المصنف في قوله وفي حديث عمرو كان يناط بها السلاح وسميت ذات انواط وكانت تعبد من دون الله وهو المذكور في قول ابي واقد وينوطون بها اسلحتهم قال الشارح اي يعلقونها عليها للبركة. فكانوا يقصدون بتعليق الاسلحة عليها من السيوف والرماح والاقواس وغيرها ان تكسبها تلك الشجرة قوة فيكون السيف صلفا والرمح نافذا والسهم صائبا فكانوا قدون ان الشجرة تفيض بركة على تلك الاسلحة ولا يراد بالتعليق مجرد رفعها من الارض. فان هذا شيء من باب المباح. فاذا رفع العبد سلاحه في عمود او شجرة او غير ذلك معلقا له لم يكن من هذا الجنس. لكن اذا توجه قلبه الى القصد المذكور الحق به ووجود هذا القصد لا يتغير حكمه سواء كان مع شجرة او مع حجر او مع عمود او مع جدار او غير ذلك. ثم قال الشارح قلت ففي هذا بيان ان عبادتهم لها بالتعظيم والعكوف والتبرج وبهذه الامور الثلاثة عبدت الاشجار ونحوها. فالعبادات التي كانوا يتوجهون بها الى هذه الشجرة ثلاثة اولها تعظيمها باشتمال قلوبهم على محبتها والخضوع لها. باشتمال قلوبهم على محبتها والخضوع لها. رجاء حصول النفع. رجاء حصول النفع به رجاء حصول النفع به ومخافة لحوق الضر عند طيه ومخافة لحوق الضر عند طيه وعدم الاحتفال بها وثانيها العكوف عندها. وهو الاقامة تحتها او حولها فكان من عادتهم كما في كتب الاخبار والادب انهم يأتون اليها في يوم من السنة انهم كانوا يأتون اليها في يوم من السنة فيقيمون عندها يومهم ذلك. وثالثها التبرك التبرك بها اي طلب حصول الخير كثيرا دائما منها ثم نقل المصنف رحمه الله تعالى بعد كلام ابي السعادات ابن الاثير في ايضاح قول الصحابي فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط. قال ابو السعادات سألوه ان يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك وانواط جمع نوط وهو مصدر سمي به المنوط يعني المعلق فهي ذات انواع اي ذات معلقات زاد ابن قاسم في حاشيته سميت بذلك لكثرة ما يناط بها من السلاح سميت بذلك بكثرة ما يناط بها من السلاح وقول ابي واقد فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انوار فيه نسبة الطلب الى جماعة فيه نسبة الطلب الى جماعة ووقع في رواية احمد وغيره فقلت يا رسول الله اجعل لنا ذات انوار وفي هذه الرواية التصريح بان ملتمس جعل الشجرة ذات انواط هو ابو واقد الليثي الا ان اسناد هذه الرواية ضعيف والمحفوظ الخبر عن صدور الطلب من جماعة ثم بين الشارخ رحمه الله تعالى مقتضي طلبهم المذكور فقال ظنوا ان هذا امر محبوب عند الله وقصدوا التقرب به. والا فهم اجل قدرا من ان يقصدوا مخالفة مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم انتهى كلامه فلم يقع في نفوسهم ان ما سألوه يخالف الدين الذي دعاهم اليه وتوهموا ان مضاهاة المشركين في فعل ذلك يكون محبوبا عند الله عز وجل يتقرب به اليه ثم قال قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر. وفي رواية سبحان الله والمراد تعظيم الله تعالى. اي اجلاله واكباره وتنزيهه عن الشرك باي نوع كان مما لا يجوز ان يطلب ويقصد به غير الله تعالى اي تبرئة لله عز وجل من النقص والعيب بتوجه القلوب الى غيره واقعة في الشرك فجمع في الروايتين الله اكبر وسبحان الله بين امرين فجمع في الروايتين الله اكبر وسبحان الله بين امرين احدهما اثبات الكمالات لله. اثبات الكمالات لله والاخر نفي النقائص والعيوب عنه. نفي النقائص والعيوب عنه ثم قال الشارح وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل التكبير والتسبيح في حال التعجب تعظيما لله وتنزيها له اذا سمع من احد ما لا يليق بالله مما فيه هضم للربوبية والالهية اي بخس لحق الله عز وجل في الالهية والربوبية. وقد عقد البخاري رحمه الله الله تعالى ترجمة في صحيحه لبيان قروض السنة بالتكبير والتسبيح عند التعجب وللمصنف رحمه الله تعالى بيان واف في ذكري مناسبة التكبير والتسبيح للتعجب عند هذا المقام ذكره في قرة عيون الموحدين في الصفحة الثانية والثلاثين تاليتها فينظر فيه ثم قال الشارح قوله انها السنن بضم السين اي الطرق والسنن جمع كنه وهي الطريقة وجمع الطريقة طرائق وزاد المصنف رحمه الله في قرة عيون الموحدين قوله يشير الى الطرق التي تخالف دينه. يشير الى الطرق التي تخالف دينه. الذي شرعه تعالى لعباده الذي شرعه تعالى لعباده. انتهى كلامه ثم قال قوله قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها شبه مقالته هذه بمقالة بني اسرائيل بجامع ان كلا طلب ان يجعل له ما يؤلهه ويعبده من دون الله وان اختلف اللفظان فالمعنى واحد تغيير الاسم لا يغير الحقيقة وهذا الذي ذكره المصنف رحمه الله مصير منه الى ان الذي طلبوه هو اتخاذ الالهة وبه صرح في قرة عيون الموحدين فقال في الصفحة الثالثة والثلاثين بعد المائتين اخبر ان التبرك بالاشجار والاحجار يجعلها الهة وان لم يسموها الهة. ولذلك شبه قوله هذا بقول بني اسرائيل لموسى اجعل لنا اله ان كما لهم الهة فالمشابهة بين بني اسرائيل وهؤلاء واقعة في طلب اتخاذ الالهة واقعة في طلب اتخاذ الالهة وهذا احد القولين وهذا احد القولين في المسألة فانا اهل العلم اختلفوا في المشابهة المذكورة على قولين احدهما ان المطلوب المشابهة المطلقة ان المذكور المشابهة المطلقة لليهود في اتخاذ الالهة فيكون اهل الكتاب التمسوا اتخاذ اله وهؤلاء التمسوا اتخاذ اله وهو قول ابن القيم في اغاثة اللهفان واحد قولي امام الدعوة واحد قولي امام الدعوة المذكور في كشف الشبهات المذكور في كشف الشبهات وتابعه حفيداه وتابعه حفيداه. سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد والشارح في فتح المجيد وشيخنا ابن باز رحمهم الله جميعا فيكون الواقع من هؤلاء طلب الشرك الاكبر فيكون الواقع من هؤلاء طلب الشرك الاكبر والاخر ان في الاول ما الذي طلبه لا هو العبارة ان وتانيها اولا ولا ايش قلنا القول الاول ولا اولها احدها والاخر ان المذكور مطلق المشابهة ان المذكور مطلق المشابهة فليس هو اتخاذ الالهة فليس هو اتخاذ الالهة لكنه يشاركه في نوع تأله. لكنه يشاركه بنوع تأله وهذا قول ابي العباس ابن تيمية هذا قول النووي وهذا قول النووي وابي العباس ابن تيمية لماذا قدمنا النووي لانه اقدم وهذا قول النووي وابي العباس ابن تيمية والشاطبي و ملا علي قال واحد قولي امام الدعوة المذكور في كتاب التوحيد واحد قولي امام الدعوة المذكور في كتاب التوحيد في مسائل هذا الباب وعبارة الشاطبي في الاعتصام قوله فان اتخاذ ذات انوار يشبه اتخاذ الالهة من دون الله. لا انه هو بنفسه فان اتخاذ ذات انواط يشبه اتخاذ الالهة من دون الله لا انه هو بنفسه. انتهى كلام فيكون الواقع من هؤلاء من الشرك الاصغر فيكون الواقع من هؤلاء من الشرك الاصغر وقد تقدم بشرح ابطال التنديد قولنا عند هذا الحديث وهذا الذي بدر من حدثاء العهد بالكفر ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم اختلف في مقداره اهو شرك اكبر ام شرك اصغر على قولين هما لامام الدعوة رحمه الله؟ فانه ذكر في كشف الشبهات انهم وقعوا في الشرك الاكبر وذكر في كتاب التوحيد ان انهم وقعوا في الشرك الاصغر ولو قيل ان هذا وذاك موجودان بالنظر الى تعدد الافراد. كان هذا متجها. فيكون في اولئك من تعلق قلبه لارادة في التبرك باعتقاد كونه سببا مؤثرا بنفسه فيكون قد طلب شيئا يتعلق بالشرك الاكبر ومنهم من لم يكن كذلك وانما التمسه سببا فيكون قد وقع في الشرك الاصغر واضح؟ يعني يكون فيهم قوم هكذا وقوم هكذا. ويوجد ايضا قوم لم يقع منهم شيء فان لم يمكن التوفيق بما ذكرنا فان المتعين حينئذ حمله على الشرك الاصغر تانا للظن بالصحابة رضي الله عنهم ولو قدر انه كان اكبر فانهم لم يفخروا لانهم لما طلبوا ذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم والانسان اذا اراد ان يقع في شرك اكبر ثم نهي عنه فانتهى فانه لا يكون كافرا بذلك ثم ذكر الشارح رحمه الله مما يستفاد من تلك الواقعة قوله ففيه الخوف من الشرك وان الانسان قد يستحسن شيئا يظنه يقربه الى الله وهو ابعد ما يبعده من رحمته ويقربه من سخطه ولا يعرف هذا عن الحقيقة الا من عرف ما وقع في هذه الازمان من كثير من العلماء والعباد مع ارباب القبور من الغلو فيها وصرف جل العبادة لها ويحسبون انهم على شيء وهو الذنب الذي لا يغفره الله. ان جاء كلامهم فاذا انا الوقوع في الشرك كائنا في الصحابة رضي الله عنهم والقرون الفاضلة بعدهم فانه مع تأخر الازمنة وضعف الناس بعهد النبوة وبعدهم عن زمان صلى الله عليه وسلم واضمحلال كثير من معالم الشريعة فيهم احق واولى بمزيد الخوف من الشرك وسبق تقرير هذا عند الترجمة التي عقدها امام الدعوة باب الخوف من الشرك. ثم نقل الشارخ رحمه الله تعالى كلاما للحافظ ابي شامة وهو عبدالرحمن ابن اسماعيل الشافعي ذكره في كتاب البدع والحوادث يبين وقوع هذا في الخلق في المئة السادسة والسابعة والثامنة مما نقله المصنف بعد عن ابن القيم فلا يستنكر حينئذ الدعوة التي اظهرها امام الدعوة رحمه الله من النكير على الناس الذين يتبركون بالاشجار والاحجار وهم يزعمون انهم على الاسلام فان هذه الابدة والبلية الواقعة كانت في قرون الامة السابقة مما انا بعد القرن الخامس والسادس فما بعده وتزايد الشرك الى يومنا هذا وانكره من انكره من العلماء فلم يكن هو رحمه الله تعالى ابن وقته ونفسه في النكير على الناس في باب التبرك بل العلماء العارفون بالشرع انكروا ذلك كالمنقول عن ابي شامة المقدسي ثم ابن القيم رحمهما الله تعالى وزاد في تيسير العزيز الحميد النقل عن ابي بكر الطرطوشي الحافظ من علماء الاندلس. وذكر رحمه الله تعالى مواضع اعتراها التعظيم والاجلال من البقع والاشجار والاحجار والعيون. وكان مما ذكره الشجرة التي نعتها ابو اسامة بقوله الملعونة لما يقترف عندها من الشرك خارج باب النصر ثم دعا فقال سهل الله قطعها واجتثاثها اي اقتلاعها من اصلها فالاجتثاث الاقتلاع. وهذا يلحق باحاد المفردات ووهن تكلموا عن بيانه في محله. وقد اظهر الله الحق وابطل الشر. وحقق ما دعا به ابو شامة المقدسي فان الشجرة المذكورة رصدها ابو العباس ابن تيمية الحفيد واخوه عبدالله فقطعاها واستأصلاها وهما فيقولان وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا حتى تهاوت واضمحلت وانتزعت من الارض ايذانا بانتزاعها من قلوب الناس فان الشرك اذا نزعت معالمه قميل ان ينزع من قلوب الناس مع انه وتبقى فيه بقية في الناس ومن دقائق الافادات ما ذكره شيخ شيوخنا محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى لما ذكر الرجال الخمسة من قوم نوح الذين عظمهم من عظمهم من قوم نوح ثم بقي تعظيمهم في العرب الى ان بعث النبي صلى الله عليه وسلم ففيه بقاء الشرك في قلوب الناس مع طول المدة فمع تطاول هذه القرون بقي بقية في قلوب الخلق من تعظيم هؤلاء الصالحين الخمسة مما يبين شدة الحاجة الى تعليم التوحيد والتحذير من الشرك. وهذا ظاهر في اهل بلادنا. فان في الناس مع شيوع التوحيد ونصره. ووادي شركي وقهره لا يزال فيهم بقية تتشوف نفوسهم الى اعلام الشرك ويستروحون ذكره ويبكون على ما كان من اعلامه وراياته في الزمن السابق ولو ضعف في الناس التوحيد واهمل ذكره لرأيت من الناس عجبا في طول البلاد وعرضها. ومن اهلها من يحفظ مواضع شركية كانت تقصد عند الناس اما براءة منها واما ممن عرفنا تعظيما واجلالا ونظرا الى تلك المحال الاجلال والاكبار ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة من الفوائد المستفادة من حديث ذات انوار وهو حديث عظيم جليل قلت قبل انه حقيق بالافراد لاستنباط مسائله رواية ودراية وقد قيدت مع الايام شيئا منثورا لم ينظم سياقه في خيط جامع رجاء ان يفتح في الاجل لنفسه او لغيره ممن يبين فوائد هذا الحديث العظيم. فذكر الشارح رحمه الله تعالى من الفوائد ان ما يفعله من يعتقد بالاشجار والقبور والاحجار من التبرك بها والعكوف عندها والذبح لها هو الشرك فان هؤلاء يتوجهون اليها بالاعظام والاجلال ورجاء البركة وحصول الخير. ثم قال ولا يغتر بالعوام وهم دهماء الناس ورعاعهم ولا يستبعد كون الشرك بالله تعالى يقع في هذه الامة بل يقطع بوقوعه كما صحت لي الاحاديث وعقد المصنف ترجمة في هذا الكتاب قال فيها باب ما جاء ان بعض هذه الامة ايش يعبد الاوثان يعبد الاوثان يعني بعد ظهور معالم الاسلام وسيأتي في محله ثم قال فاذا كان بعظ ظنوا ذلك ظنوا ذلك حسنا وطلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين لهم ان ذلك كقول بني اسرائيل اجعل الها فكيف لا يخفى على من هو دونهم في العلم والفضل باضعاف مضاعفة مع غلبة الجهل وبعد العهد باثار النبوة بل عليهم عظائم الشرك في الالهية والربوبية فاكثروا فعله واتخذوه قربة انتهى كلامه. ومن فتش احوال علم صدق قوله فانه واقع في من ينتسب الى العلم فضلا عن الجهلاء ثم قال ومنها ان الاعتبار في الاحكام بالمعاني لا بالاسماء. ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم طلبتهم كطلبة بني اسرائيل ولم يلتفت الى سموها ذات انواط. فالعبرة انتهى كلامه. فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بالالفاظ مباني فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بالالفاظ والمباني. وهؤلاء طلبوا توجه قلوبهم بالتعظيم الى هذه الشجرة على وجه التبرك منها. ولم يشفع لهم في برائتهم من الشرك انهم سموها ذات انواط. قال الشارح فالمشرك مشرك. وان تم شركه ما سماه كمن يسمي دعاء الاموات والذبح والذبح لهم كمن يسمي دعاء الاموات والذبح لهم والنذر ونحو ذلك تعظيما ومحبة فان ذلك هو الشرك وان سماه ما سماه وقف على ذلك. فالاسماء التي انتهى كلامه. فالاسماء التي يزين بها المشركون شركهم تسميته محبة او تعظيما او اجلالا او قياما بحق او معرفة لقدر الصالح او توسلا لا تخرجوا الشرك عن حقيقته فالمعتمد المعاني والمقاصد التي توجد في قلوبهم. وتقدم ان من بين دين ان بين الفرق بين شرك الاولين وشرك المتأخرين ان الاولين يقرون بوقوعهم في الشرك. فيقولون لو شاء الله او ما اشركنا نحن ولا اباؤنا. اما المتأخرون فانهم ينفون عن انفسهم الشرك. بل يدعون ان ما يفعلونه محبوب لله وانه من اجلال الصالحين واعظامهم والقيام بحقهم. ثم قال الشارح قوله لتركبن من كأسننا من كان قبلكم بضم الموحدة يعني الباء الواحدة وضم السين اي طرقهم ومناهجهم وقد يجوز فتح السين على اي طريقهم فتكون في الكلمة روايتان احداهما سنن وهي الطرائق والاخرى سنن وهي الطريق. ثم قال والواقع من كثير من هذه الامة يشهد له اي تحقق وقوعه في سلوك طريق المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى واليه اشار في قرة عيون الموحدين فقال فقد وقع كما اخبر به صلى الله عليه وسلم في هذه الامة فركبوا طريق من كان قبلهم ممن ذكرنا ثم قال وفي الحديث النهي عن التشبه باهل الجاهلية واهل الكتاب فيما كانوا يفعلونه الا ما دل دليل على انه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولابي العباس ابن تيمية كتاب حافل نافع في تحقيق هذا اسمه اقتضاء الصراط المستقيم لا بنية لملتمس العلم عنه ثم قال الشارح قال المصنف وفيه التنبيه على مسائل القبر اما من ربك فواضح واما من نبيك فمن اخباره بانباء الغيب واما ما دينك فمن قولهم اجعل لنا الها الى اخره. وبيانه ان اه معرفة الرب مستفادة من قولهم اجعل لنا ذات انوار فانهم لم يقصدوا اجعل لنا الها نعبده على اصح القولين في معنى الحديث. فهم يعرفون ان ربهم الله لكنهم التمسوا شيئا يقربهم اليه. واما معرفة النبي فمن اخباره صلى الله عليه وسلم بانباء الغيب وهو خبره عن ما وقع من موسى عليه السلام وبني اسرائيل. واما معرفتهم الدين فمن قولهم اجعل لنا الها لانهم ارادوا كيفية تحصل بها العبادة وحقيقة الدين الكيفية التي يتعبد بها لله سبحانه وتعالى. فهذا وجه التنبيه على مسائل القبر في هذا الحديث ثم قال وفيه ان الشرك لابد ان يقع في هذه الامة خلاف لمن ادعى خلاف ذلك وسيأتي باب مفرد فيه. ثم قال وفيه الغضب عند التعليم وعليه ترجم البخاري رحمه الله في كتاب العلم من صحيحه واستفيد الغضب من قرائن الالفاظ. واستفيد الغضب من قرائن الالفاظ الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده الله اكبر انها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى فلم يأتي بالحديث التصريح بوقوع الغضب منه صلى الله عليه وسلم لكن الدلائل الالفاظ تفصح عن ذلك. ثم قال المصنف وانما ذم الله به يعني وفيه ايضا ان ما ذم الله به اليهود والنصارى فانه لنا لنحذره اي هو مذكور لنا لنحذر الوقوع فيه قاله المصنف يعني امام الدعوة رحمه الله تعالى وزاد صاحب تيسير العزيز الحميد مسائل تستفاد من هذا الحديث فقال وفيها ان ما عبد فهو اله. وفيها اي في القصة ان ما عبد فهو اله وقال ايضا وفيها ان معنى الاله هو المعبود ان معنى الاله هو المعبود ثم قال وان من اراد ان يفعل الشرك جهلا وان من اراد ان يفعل الشرك جهلا فنهي عن ذلك فانتهى لا يكفر فنهي عن ذلك فانتهى لا يكفر. ثم قال وان لا اله الا الله تنفي هذا الفعل مع دقته وخفائه على اولئك الصحابة. وان لا اله الا الله تنفي هذا الفعل مع دقته وخفائه على اولئك الصحابة ذكره المصنف لان التوحيد اذا استقر في القلب لم يتوجه الى التماس شيء من غير الله عز وجل فهو لا يرجو النفع ولا يخاف الظر الا من ربه سبحانه وتعالى ثم قال في محل اخر وفيه سد الذرائع وفيه سد الذرائع وهي الوسائل المفضية الى الشرك فصار صاحب التيسير زائدا ذكرى خمس خمسة فوائد فصار صاحب التيسير زائدا ذكرى خمس فوائد ثم ختم الشارح رحمه الله تعالى هذا الباب ببيان محتاج اليه في الحق الحقيقة لحكم التبرك باثار الصالحين الذي شاع عند المتأخرين. نأتي على بيانه بعد الاذان باذن الله تعالى نعم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله انتهى بنا القول الى ان الشارح رحمه الله ختم هذا الباب ببيان يتعلق بحكم التبرك باثار الصالحين فقال رحمه الله واما ما ادعاه بعض المتأخرين من انه يجوز التبرك باثار الصالحين فممنوع من وجوه والمراد بالمنع التحريم وعد رحمه الله من تلك الوجوه وجهين فقال في الوجه الاول منها ان السابقين الاولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته ولو كان خيرا سبقونا اليه وافضل الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن شهد له بالجنة وما فعله احد من الصحابة والتابعين مع احد من هؤلاء السادة ولا فعله التابعون مع ساداتهم في العلم والدين وهم الاسوة. يعني القدوة الذين يؤتم ويهتدى بهم. والمقصود من بيان هذا الوجه هو الاعلام بوجود الداعي. في زمن السلف وعدم المانع بوجود الداعي في زمن السلف وعدم المانع. مع تركهم فعلهم. مع تركهم فعله مما يدل على انه ليس من الدين ولا سنن المهتدين ثم قال امعانا في تقرير هذا الوجه فلا يجوز ان يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم احد من الامة وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح ان يشاركه فيها غيره يفعله اصحابه كالتبرك شعره ووضوءه انتهى كلامه وذكره للاعلام بالفرقان البين بين الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مباركا فتبرك به اصحابه رضي الله عنهم في شعره ووضوءه وشرابه وطعامه وغيره لا يقطع بكونه كذلك. وان ظهرت منه اسباب البركة كالعلم والصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم والهداية والصلاح. فيكون الامر مختصا به صلى الله عليه وسلم للقطع ببركته وتعذر القطع ببركة غيره ثم ذكر وجها اخر فقال ومنها ان في المنع عن ذلك سدا لذريعة الشرك كما لا يخفى والله اي ان النهي عن التبرك باثار الصالحين يثمر سد الوسائل المفظية للوقوع في الشرك لان التبرك بهم يفضي الى الغلو فيهم وبالغلو في الصالحين وقعت عبادتهم كما سيأتي في ترجمة مستقلة في كتاب التوحيد. وهذا الذي ذكره المصنف رحمه الله هو بعض المنتزع من معين تيسير العزيز الحميد وعبارة صاحب تيسير العزيز الحميد اتقن لفظا واكمل علما. وقد ذكرتها قبل في شرح ابطال التنديد مصحوبة بتقرير مقدمة حسنة ومتبعة ببيان ما في كلامه رحمه الله تعالى من الحجة القاطعة والبراهين الناصعة فقلنا حينئذ وهذا الباب وهو باب التبرك. باب عظمت به البلوى في المتأخرين وكثر فيه استدلال المتعلقين بما لم يأذن به الشرع من انواع التبرك وادلة هؤلاء لا تخرج عن نوعين وادلة هؤلاء لا تخرج عن نوعين احدهما نوع صريح غير صحيح نوع طريح غير صريح والاخر نوع صحيح غير صريح. نوع صحيح غير صريح فاما النوع الاول فاما النوع الاول فهو الاخبار التي رويت في التبرك مما لا يصح فيها شيء. فهو الاخبار التي رويت بالتبرك مما لا يصح فيها شيء كحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث الى مطهر المسلمين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث الى مطهر المسلمين اي مواضع وضوئهم يرجو بركتهم فهذا الحديث صريح في التبرك فهذا الحديث صريح في التبرك بغير النبي صلى الله عليه وسلم لغير النبي صلى الله عليه وسلم لكنه حديث منكر سندا ومثنى. لكنه حديث منكر سندا ومثنى واما النوع الثاني فهو احاديث كثيرة فهو احاديث كثيرة يتعلق بها زعما انها من التبرك وليست كذلك كدعاء العباس رضي الله عنه في الاستسقاء. لما امره عمر رضي الله عنه فانه كان استثقاء بدعائه فانه كان استسقاء بدعائه. لا تبركا بذاته رضي الله عنه وارضاه ومن محاسن كتاب تيسير العزيز الحميد انه ختم هذا الباب بتنبيه شريف نوه فيه بهذه المسألة فقال رحمه الله تنبيه ذكر بعض المتأخرين ان التبرك باثار الصالحين مستحب كشرب سورهم والتمسح بهم او بثيابهم وحمل المولود الى احد منهم ليحنكه بتمرة حتى يكون اول ما حتى يكون اول ما يدخل جوفه ريق الصالحين والتبرك بعرقهم ونحو ذلك. وقد اكثر من ذلك ابو زكريا النووي في شرح مسلم في الاحاديث التي فيها ان الصحابة فعلوا شيئا من ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم وظن ان بقية الصالحين في ذلك كالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وهذا خطأ صريح لوجوه وهذا خطأ صريح لوجوه. منها عدم المقاربة فضلا عن المساواة للنبي صلى الله عليه وسلم في الفضل والبركة ومنها عدم تحقق الصلاح فانه لا يتحقق الا بصلاح القلب. وهذا امر لا يمكن الاطلاع عليه الا بنص والصحابة الذين اثنى عليهم رسول الله اثنى اثنى الله عليهم ورسوله صلى الله عليه وسلم او ائمة التابعين او شهر وبصلاح ودين كالائمة الاربعة ونحوهم من الذين تشهد لهم الامة بالصلاح وقد عدم اولئك. اما غيرهم غاية الامر ان نظن انهم صالحون. فنرجو لهم. اي ولا نرجو بهم ومنها اننا لو ظننا صلاح شخص فلا نأمن ان يختم له بخاتمة سوء. والاعمال بالخواتيم لا يكون اهلا للتبرك باثاره. ومنها ان الصحابة لم يكن لم يكونوا يفعلون ذلك مع غيره لا في حياته ولا بعد موته ولو كان خيرا لسبقونا اليه فهلا فعلوه مع ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ونحوهم من الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. وكذلك التابعون هلا فعلوه مع سعيد ابن المسيب وعلي ابن الحسين واويس القرني الحسن البصري ونحوهم ممن يقطع بصلاحهم فدل ان ذلك مخصوص للنبي صلى الله عليه وسلم. ومنها ان فعل هذا مع غيره صلى الله عليه وسلم لا يؤمن ان يفتنه وتعجبه نفسه فيورثه العجب والكبر والرياء فيكون هذا كالمدح في الوجه بل اعظم. انتهى كلامه. فهذه خمسة وجوه تبين ان ما شاء عند المتأخرين من الدعوة الى التبرك بالصالحين خلاف ما تقتضيه الادلة. وليس القول في هذه المسألة من مبتكرات التيمية او الوهابية كما يزعمه بعض الناس بل من احسن نقضا لما ادعوه العلامة الشاطبي في كتاب الاعتصام. وهو عالم مالكي خالف اعتقاد السلف في مسائل لكنه كان تباعا للحق. فنظره في الادلة اقتضى ان يزيف دعوى التبرك بالصالحين. وان يبين ان هذه من البدع التي انتشرت عند المتأخرين فكلامه من احسن الكلام في ابطال التبرك بالصالحين الذي اشاعة عند المتأخرين وما يتعلق به بعض الناس من بعض الاثار التي وردت عن الصحابة او ائمة الهدى وضع لها في غير موضعها كما اشتهر باخرة وروج له بعض من روج له من الناس في اشياء ذكرت بيناها في شرح اي ابطال التنديد في الدرس السابع منه وهو موجود في الشبكة العنكبوتية ومنه قرأت ثم كان خاتمة القول بعد ذكر ترويج هذه الدعوة اليوم وكل هذا مما يبين اثر الهوى في افساد الهدى. فان الانسان اذا كان له هوى علق بقلبه خرج منه الهدى فصار يتكلم باعتبار هواه فتجده متناقضا واعتبر هذا في اهل الاهواء فان العلامة البينة في اهل الى هواي تناقضهم لان الهدى واحد لا يتغير ولا يتلون. واما الهوى فانه يتعدد باعتبار ما يدعو صاحبه باعتبار ما يدعو صاحبه اليه فتجده تارة على قول وتارة على قول وتجده مع بعضهم على قول ومع بعضهم على قول تجده اليوم على قول وغدا على قول وتجده مع ناس على قول مع ناس على قول انتهى كلام اشارة الى فعل من يدعي من من نشأ على التوحيد في هذه البلاد بان المثبتة في مقرراتها من التبرك بالصالحين انه خلاف ما تقتضيه الادلة وتتابعت عليه قرون الامة وكان في زمن سابق يقرر في مجالسه الحق الحقيق لكن التحير والتلون وتعرض العبد للهوى يخرجه من الهدى الى الضلالة ومن السنة الى البدعة. والحق وفي نفسه ثابت لا يتغير. فلا يخاف عليه وانما الخوف على المنتسب اليه. وكم من امرئ كان يقرر التوحيد والسنة والهدى خرج في اخر مدته الى تقرير ما يقابلها ليعلم الخلق ان الامر كله بيد الله وان من افضى بنفسه من منجذب الروح اليه اعانه الله. وان من التفت بعيني قلبه الى غير الله سبحانه وتعالى فلا يأمن عليه ان تتخاطفه الشبهات او الشهوات فتهوي به في ريح سحيق وخير ما يختم به من القول ما انشده ابن القيم في نونيته اذ قال واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن فلا يامن العبد على نفسه موته على التوحيد والسنة حتى تخرج روحه روحه منه. واما قبل ذلك فان من عرف الله وعرف نفسه اشتد خوفه من ان يزيغ قلبه فلا قالوا يلهج بدعاء الله بان يثبت قلبه فاللهم انا نسألك يا ولي الاسلام واهله ان تثبت قلوبنا على الحق حتى نلقاك اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف غنى اللهم احفظنا بالاسلام قائمين واحفظنا بالاسلام قاعدين واحفظنا بالاسلام نائمين. اللهم احينا على الاسلام والسنة وتوفنا على الاسلام والسنة. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين عين