المجلس الحادي والعشرون بشرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد في سنته الثانية اربع وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وخمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد. للعلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وقد انتهى بنا البيان الى قوله باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما قال الشارح كبقعة او قبر ونحو ذلك اي فهو مشرك بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي آحاد مفرداتها فقوله تبرك تفعل من البركة اي طلب لها بتكلف حصولها اي طلب لها بتكلف حصولها والبركة هي كثرة الخير ودوامه فهي جامعة امرين احدهما كثرة الخير فتختص به دون الشر ولا يراد الخير المجرد بل يراد عظمه وكثره فيكون المحوز منه كثيرا طيبا والآخر دوام هذا الخير واتصاله دوام هذا الخير واتصاله قوله ونحوهما اي ما يشبههما فنحو الشيء شبهه قال ابن قاسم العاصمي في حاشيته ونحوهما اي وما يشبههما انتهى كلامه وتقدم القول فيه قبل باب وقوله كبقعة اي موضع من الارض واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معنى الترجمة التي عقدها جده وهي قوله باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما واستفتح بيانه بالإفصاح عن الملحق بالشجر والحجر. فقال كبقعة او قبر ونحو ذلك فلا ينحصر حكم التبرك المذكور في هذا الباب بالشجر والحجر بل يتناول غيرهما من الافراد المتبرك بها على وجه يوقع في الشرك كالبقاع او القبور او عيون الماء او انهاره وغير ذلك ثم بين المقصود من الترجمة بقوله اي فهو مشرك وهو مصير منه الى ان من في الترجمة شرطية من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما فقد اشرك ويكون جواب الشرط محذوفا وهو فقد اشرك وموجب حذفه ايش العلم به المدرك من الادلة المذكورة في الباب. وموجب حذفه العلم به المدرك من الادلة المذكورة بالباب ونحى صاحب تيسير العزيز الحميد سليمان بن عبدالله منحا اخر تبعه فيه حمد بن عتيق في ابطال التنديد فانهما لما تاق الترجمة قال اي ما حكمه هل هو شرك ام لا اي ما حكمه هل هو شرك ام لا وهو مصير منهما الى ان من في الترجمة وهو مصير منهما الى ان من بالترجمة اسم موصول بمعنى الذي فتقدير الكلام باب الذي تبركا بشجرة او حجر ونحوهما باب الذي تبارك بشجرة او حجر ونحوهما فيصير المطلوب بيان الحكم فيصير المطلوب بيان الحكم فان ذكر فاعله اشارة الى التماس حكم فعله وبين المسلكين فرق فان صاحب فتح المجيد قطع بالحكم المراد في الترجمة واما صاحب تيسير العزيز الحميد وابطال التنديد فانهما جعلا الترجمة خارجة مخرج الاستفهام فانهما جعلا الترجمة خارجة مخرج الاستفهام الذي يحرك نفس المتلقي الى استخراج حكمه الذي يحرك نفس المتلقي الى استخراج حكمه ومحصل المذكور انفا ان من في الترجمة تحتمل معنيين ان من في الترجمة تحتمل معنيين احدهما انها شرطية حذف جوابها فتقدير الكلام من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما فقد اشرك والاخر انها موصولة فتقدير الكلام باب الذي تبرك بشجرة او حجر ونحوهما وهي صالحة للمعنيين معا وهي صالحة للمعنيين مع وكلاهما جادة للمصنف رحمه الله فانه ربما طرح بالحكم في الباب فانه ربما صرح بالحكم في الباب كقوله في اول ترجمة في مجالس هذه السنة ايش باب من الشرك لبس الحلقة والخير ونحوهما لدفع البلاء او رفعه وربما لم يذكر الحكم ووكل استنباطه الى المتلقي كقوله في الترجمة التالية للترجمة المذكورة باب ما جاء في طاء والتمائم واعرض المصنف رحمه الله عن المواطئة بين هذه الترجمة وسابقتها فلم يقل باب ما جاء في التبرك او باب التبرك لان الاحكام المنتظمة تحت باب التبرك مختلفة وليست من جنس واحد وهو لم يرد استيعاب احكامه بل اراد مأخذا افيح منها وهو التبرك الشرك وهو التبرك الشركي ومن دقائق تصرفات المصنف رحمه الله في تراجم كتابه انه ربما عقد ترجمة يريد بها مطلبا من المطالب المتعلقة بامر ما لستيعاب جميع الافراد المندرجة تحتها فيغلط عليه من يغلط بمناشدته باستيعاب الادلة المتعلقة به كقوله باب ما جاء في اللون فانه رحمه الله لم يرد استيعاب احكام قول لو بل اراد واحدا منها وهو اه وهو قولها على وجه التأسف والتحسر والتندم فان تعلقه بالتوحيد اعظم من تعلق سائر احكامها فلا تثيب عليه حينئذ بطي جملة من الادلة التي تتعلق باحكام لوم لانه لم يعقد الترجمة لاستيعابها بل اراد واحدا منها وهو المذكور انفا وحينئذ تعلم ان الترجمة المذكورة هنا تتناول التبرك ايش الشرك اما التبرك بعموم احكامه فانه ينقسم الى نوعين احدهما او في القسم الاول التبرك المشروع التبرك المشروع وهو المأذون به شرعا وهو المأذون به شرعا فان من الاعيان والاوصاف ما ثبتت بركته وثبت التبرك به شرعا فان من الاعيان والاوصاف ما ثبتت بركته وثبت والركوع به شرعا كالقرآن الكريم والعلم وماء زمزم والنبي صلى الله عليه وسلم وجماع شروط التبرك المشروع تلاتة اولها ثبوت البركة في المتبرك به تبوت البركة بالمتبرك به كما تدعى فيه البركة لا يصح ما ادعي له الا بمجيء الدليل به ودليل البركة منحصر في الدليل الشرعي دون القدر فطريق اثبات بركة شيء ما هو خطاب الشرع فمثلا ماء زمزم ماء مبارك لما ثبت في صحيح مسلم في حديث ابي ذر الطويل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انها مباركة فثبتت بركة ماء زمزم وان تخلف الدليل لم يحكم بوجود البركة المدعاة كالحجر الاسود فان الحجر الاسود ليس عينا مباركة فلا يجوز التبرك به ومسحنا اياه وتقبيلنا له لا على وجه البركة لا على وجه التبرك بل على وجه التعبد بل على وجه التعبد اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واضح وبه تعلم غلط ما يفعله كثير من الناسكين من الحجاج والمعتمرين من مسح وجوههم وصدورهم وابدانهم بايديهم بعد استلام الحجر فانك ترى احدهم يستلم الحجر بيده ثم يفيض بها مسحا على وجهه او صدره او بقية بدنه وهذا محرم لانه تبرك بما لم تثبت به البركة فينهى عنه ويكون من جنس الشرك الاصغر على ما ستعرفه بعد وتانيها ان يكون التبرك به على الوجه المأذون به شرعا فاذا عدل عنه الى غيره وقع العبد في المحرم. فاذا عدل عنه الى غيره وقع العبد الى وقع العبد في المحرم فالقرآن الكريم مثلا ثبتت بركته والتبرك به جاء على اوجه عدة كقراءته وتعلمه والاستشفاء رقية به فاذا تبرك به على غير ما ورد في الشرع لم يجز ذلك كمن يتبرك بالقرآن عند ارادة الفتح عليه في امر مستغلق كمن يتبرك بالقرآن عند ارادة الفتح عليه في امر مستغلق فيعمد الى القرآن فيأخذه مغلقا ثم يفتحه والاية التي يقع عليها نظره يجعلها حكما فيما اراده. والاية التي يقع عليها نظره يجعلها حكما فيمن فيما اراده كما لو تردد في نقض يمين في دخول بيت عزم على نفسه باليمين الا يدخله فحصل له تردد هل يحنث في يمينه ويكفر ام يبقى عليها ففتح المصحف فوقع نظره على قوله تعالى ادخلوها بسلام فاخذ من الاية الفتح عليه فيما استغلق وحمل نفسه على الدخول مع اخراج الكفارة وثالثها ان ينزل السبب المتبرك به منزلته الشرعية في طلب حصول البركة منه وتقدم ان الرتبة الشرعية لنظر القلب الى السبب ايش يا خالد الاطمئنان اليه والاستبشار به قال الله تعالى في سورة ال عمران وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وقال في سورة الانفال وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم فاذا رفع السبب المتبرك به فوق هذه الرتبة وقع العبد في الشرك الافضل او الاكبر على ما سيأتي بيانه واما القسم الثاني فهو التبرك الممنوع وهو التبرك الواقع على خلاف الوارد في الامر الشرعي وهو التبرك الواقع على خلاف الوارد في الامر الشرعي وجماع التبرك الممنوع نوعان وجماع التبرك الممنوع نوعان احدهما التبرك المحرم التبرك المحرم وهو الذي يكون المتبرك فيه ثابت البركة ثابت البركة لكن يتبرك به على غير الوجه الشرعي لكن يتبرك به على غير الوجه الشرعي كالمذكور انفا في التبرك بالمصحف بالقرآن فتحا للمصحف كالمذكور انفا من التبرك بالقرآن فتحا للمصحف فانه يكون محرما فانه يكون محرما والاخر التبرك ان في الاول المحرم والاخر التبرك الشرك التبرك الشرك وله حالا الحال الاولى ان يعتقد ان يعتقد استقلال المتبرك به في التأثير ان يعتقد استقلال المتبرك به بالتأثير وانه ينفع بذاته فهذا شرك ايش اكبر والحال الثانية الا يعتقد استغلال المتبرك به في التأثير الا يعتقد استقلال المتبرك به في التأثير ويجعله سببا وهذا شرك اصغر في صورتين وهذا شرك اصغر في صورتين اولاهما ان يتبرك بما لم تثبت بركته ان يتبرك بما لم تثبت بركته فاذا اتخذ سببا يتبرك به لا يعرف بطريق الشرع ان فيه بركة يكون العبد واقعا في الشرك الاصغر والاخرى ان يتجاوز به العبد ان يتجاوز به العبد المأذون به المأذون به بالنظر اليه ان يتجاوز به العبد المأذون به في النظر اليه فيقوى اعتماده عليه فيقوى اعتماده عليه حتى يقارنه حتى يقارنه الجزم بحصول التأثير حتى يقارنه الجزم بحصول التأثير فان وجدان الجزم شيء فوق الاطمئنان اليه والاستبشار به فان المطمئن الى السبب المستبشر به يكون نظره الاعظم الى الله وان الاسباب محكومة بقدره واما الجازم به فانه يضعف نظر قلبه الى الله حتى يقوى في قلبه وقوع مطلوبه الذي اراده. حتى يقوى في قلبه وقوع مطلوبه الذي اراده وهذه المسألة المذكورة وهي مسألة التبرك من كبار المسائل التي بها البلية فبسط القول فيها مما تشتد اليه الحاجة والايغال في تحرير مسائل توحيد العبادة هو من العلم وانفعه ولا يراد من قراءة الكتب النافعة مجرد الفراغ منها بل المراد الاعظم تقرب ما فيها من العلوم والمعارف في نفوس المتلقين حتى تكون هذه المسائل بينة له فلا يتلجلج بايراد شبهة ما ولا يتوقف عن اقتحام باطل ما هو خلاف ما قرر عنده من البيان التام لهذه المسائل فلا ينبغي ان يضيق قدر طالب العلم عن تطلب علم هذه المسائل ومن عرف التوحيد حقا فرح بتحرير مسألة واحدة منه ولو مد القول فيها لان تحقيق مسائل التوحيد يقوي في النفوس الوصول اليه فان العارفين بتوحيد الله المتمكنين من مسائله يجدون من لذة معرفته ما يعينهم على تحقيقه فيترشحون للوصول الى المرتبة الاعلى. وهي تحقيق التوحيد الذي يدخل الله اهله الجنة بغير حساب ولا عذاب. جعل الله واياكم منه ومن حيتان ما يذكر في هذا المقام ان شيخنا عبدالعزيز ابن مرشد رحمه الله تعالى كان يلزم قراءة كتاب مجموعة التوحيد فاذا فرغ منه اعاده ثانية فاتفق في مجلس لم اشهده واخبرني عنه معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ ان احد اصحاب الشيخ الاخذين عنه لما فرغ تلك الليلة من قراءة مجموعة التوحيد نبههم الى الشروع غدا فيه من اوله فاعترض بعض اصحابه بان الكتاب سبقت قراءته مرة بعد مرة فغضب رحمه الله غضبا شديدا وقال له في كلام طويل يا فلان انك قد مللت من التوحيد وهذا عنوان شر على العبد فان العارف بالتوحيد يحتاج الى تكراره مرة بعد مرة ولهذا لم يكن رؤوس العلماء في هذا البلد ينقطعون من تدريس التوحيد في كل مجاله ومن لم ندركه من الطبقة العالية المتصدين لاقراء الناس من شيوخ شيوخنا كمحمد ابن ابراهيم ال الشيخ واضرابه ومن قبله لم يكن يخلو يومهم ابدا من تدريس كتاب التوحيد اكثر من مرة فكان احد الكتب الملتزم بها في التعليم ولو لم يقدر ان احدا كان يعرضه ذلك اليوم فان الدرس الراتب يشتمل على كتاب التوحيد ولو لم يقرأه احد ممن وظيفته في ذلك اليوم قراءة درس التوحيد. فكان الطلاب مرتبين على ما يقرؤونه من الكتب وفيهم من يقرأ التوحيد واذا فقد من درسه راتب فان الدرس الراتب الذي كان يلزمه في جملة كتب كان منها التوحيد والعقيدة الواسطية وبلوغ المرام وقطر الندى في كتب اخرى كانت تقرأ كل يوم واذا انهيت اعيدت مرة اخرى والانتفاع بهذا اعظم من الانتفاع بتنقيل نفوس المتعلمين بين كتب غيرها اولى منها والكتب النافعة حقها ان تعاد مرة بعد مرة وكان هذا هو سبيل اخذ العلم وجادته في هذا القطر حتى تجدد ما تجدد من الحوادث وتغيرت الايام ومن اراد ان ينفع الناس فانه يستبصر بالطريقة التي كان عليها من نفع الناس ثم يسلكها ولا يأبه بطعن الطاعنين وغمز الغامزين بان هؤلاء القوم لا يعرفون الا هذه الكتب فانه مدح من حيث اريد الذنب. كما قال رجل للحافظ عثمان بن سعيد الدارمي لولا العلم لما كنت شيئا فقال الدارمي مدحني من حيث اراد ان يذمن يعني انه اثبت لي ما امدح به وهو العلم. وكان يريد ذمه. فالقول بان فلانا او فلانا او فلانا لا يدرسون الا هذه الكتب ينبغي الا يفت في عضده ولا يزهده فيها فتكرار هذه الكتب انفع له وللخلق. واذا كان هذا في حق المعلم المتمثل معاني تلك المعارف في نفسه فهو في حق المتعلم اولى ان يعيد هذه الكتب مرة بعد مرة. ولهذا كان من ادركنا من اهل العلم والمعرفة يحظون الطلبة على قراءتها مرة بعد مرة واذكر اني ارشدت مبتدأ للقراءة الى شيخنا عبد الله ابن عثمان ابن احمد ابن عثمان ابن بشر رحمه الله حفيد عثمان ابن ابن بشر مؤرخ نجد فقرأ عليه ثلاثة الاصول فلما فرغ منها قال الم تعلم للشيخ اي كتاب نقرأ بعده فقال ذلك الرجل وكان قارب الثمانين وعلم مئين من المتعلمين ورسخت في نفسه معارف ثلاثة الاصول نعيده مرة اخرى نعيده مرة اخرى لشدة الانتفاع به. فان كتاب ثلاثة الاصول فيه المسائل الثلاث العظام التي يسأل عنها العبد في القبر من ربك؟ وما دينك؟ ومن هذا الرجل الذي بعث فيكم وبدو هذه المعالم في نفوس المتلقين ترزقهم لذة العلم والدين وتعرفهم ان الانس بهذه المعارف اعظم من الانس بغيرها وان الاخلاد اليها يزيد النفس قوة والروح بهجة والقلب سكينة فلا لا يزال صاحبها متقلبا بين رياض الجنان في الدنيا وهو احق الناس بان يقلبه الله عز وجل الى جنان الاخرة. فان من ذاق هذه اللذة في الدنيا ظمين ان يرزقه الله اياها في الاخرة. ومن حرمها في الدنيا قنين ان يحرمها الله اياها في الاخرة قال ابن تيمية الحفيد ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة ذكره ابن القيم في مدارج السالكين فنسأله سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يملأ قلوبنا بمحبة توحيده وان يهدينا الى اذل سبيله وان يعيننا على الوصول اليه بما يحبه ويرضيه. وان لا يزيغ قلوبنا عنه ولا يجعل فيها شيئا ولا حظا من النظر الى الناس. ولا انشغالا ولا ابتلاء بهم فان استغناء قلوب الموحدين بالله يجعلها غنية عن المخلوقين فان من استغنى بالله اغناه الله. ومن توكل على الله كفاه الله. فتقلب في الدواء والشفاء ومن صرف نظره الى ملاحظة المخلوقين فقد ابتلي باعظم البلاء واشد الداء وهو ذكر الناس والتوجه اليهم. قال عبدالله بن عون ذكر الله دواء. وذكر الناس داء. وقال مكحول الشامي ذكر الله شفاء وذكر الناس داء نعم الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله تعالى فرأيتم اللات والعزى وملات الثالثة الاخرى الايات. قال الشارح رحمه الله تعالى وكانت في ثقيف والعزى لقريش وبني كنانة. لبني هلال وقال ابن هشام رحمه الله. كانت لهذيل وخزاعة تأمل لا تفقر الجمهور بتخفيف التاء وقرأ ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وحميد وابو صالح ورويس ويعقوب بتشديد التاء فعلى الاولى. قال الاعمش سموا اللات من العلاج والعزى من العزيز. قال ابن جرير رحمه الله الله وكانوا قد اشتقوا اسمها من اسم الله تعالى. فقالوا لاتوا مؤنثة منها فقالوا اللات مؤنثة منه تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا قال وهكذا العزى من العزيز. وقال ابن كثير رحمه الله الا تكانت صخرة بيضاء منخوشة عليها بيت بالطائف له وسار وسدنة وحوله فلان معظم عند الطائف وهم ثقيف ومن تابع يفتخرون به على من عاداهم من احياء العرب بعد قريش. قال ابن هشام رحمه الله فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة ابن شعبة فهدمها وحرقها بالنار. وعلى الثانية قال ابن عباس كان يلت السويق للحاج فلما مات واعتفوا على قبره ذكره البخاري. قال ابن عباس كان يبيع السويق والسمن عند صخرة ويتلوه عليها فلما مات ذلك الرجل عبدا ثقيف تلك الصخرة اعظاما لصاحب السويقة وعن مجاهد نحوه وقال فلما مات عبدوه رواه سعيد ابن منصور وكذا روى ابن ابي حاتم عن ابن عباس انهم ابدوا وبنحو هذا قال جماعة من اهل العلم قتل منافاة بين القولين فانهم عبدوا الصخرة والقبرة تألها وتعظيما. ولمثل هذا ولمثل هذا بنيت المشاهد والقباب على القبور واتخذت اوثانا وفيه بيان ان اهل الجاهلية كانوا يعبدون الصالحين والاصنام مثال واما العزى فقال ابن جرير كانت شجرة عليها بين مكة والطائف كانت قريش يعظمونها كما قال ابو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا الله مولانا ولا مولى لكم وروى النسائي وابن مردويه عن ابي الطفيل قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليدين نخلة وكانت فيها العزاب وكانت على ثلاث ثمرات فقطعت ثمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم اتى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره. فقال ارجع فانك لم تصنع شيئا فرجع خائف فلما اسرته السدنة امعن في الجبل وهم يقولون يا عزا يا عزا فاتا خالد فاذا عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعممها بالسيف فقتلها. ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه كما فاخبره فقال تلك العزاب. قال ابو صالح كان يعلقون عليها السيور والعين روى وعبد ابن حميد وابن جرير. قلت كل هذا وما هو اعظم منه يقع في هذه الازمنة عند ضرائ الاموات وفي المشاهد. واما مناة فكانت للمشلل عند مكة والمدينة وكانت خزاعة الخزرج يعظمونها. ويهلون منها للحج واصوات التقاقها من اسم الله المنان لكثرة ما يمنى ان يراق عندها من الدماء التبرك بها. قال البخاري رحمه الله في حديث عن عائشة رضي الله تعالى عنها ما صنم بين مكة والمدينة. قال ابن هشام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فهدمها عام الفتحة وقال العماد ابن كثير فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد ابن الوليد في غزوة بني المصلط فكسرها فمعنى لا كما قال القرطبي ان فيها حرفا تقديره افرأيتم هذه الالهة نفعت اضرت حتى تكون شركاء لله تعالى. وقولها الذكر وله الانثى قال ابن الكافرين تجعلون له ولدا وتجعلون ولده انثى وتختارون لكم الذكور. قولوا تلك اذا قسمة اذا اي جور وباطلة فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة التي لو كانت بين مخلوقين كانت جورا وسفها فتنزهون انفسكم عن الاناث وتجعلونهن لله تعالى. اي من وتلقاء انفسكم ما انزل الله بها من سلطان اي من حجة. ان يتبعون الا الظن. اي ليس لهم السند الا حسن ظنهم يا ايها الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم والا حظ انفس في رياستهم وتعظيم ابائهم لقدمهم من ربهم الهدى قال ابن كثير رحمه الله ولقد ارسل الله تعالى اليهم الرسل بالحق المنير والحجة القاطعة وما اتبعوا ما جاءهم به ونقادوا له انتهى ومطابقة الايات للترجمة من جهة ان عباد هذه او الثاني انما كانوا يعتقدون حصول البركة من ابي تعظيمها ودعائها والاستعانة بها والاعتماد عليها في حصول ما يرجونه منها ويأملونه ببركة وشفاعتها وغير ذلك. فالتبرك بقبور الصالحين كالاة وبالاشجار والاحجار كالعزى من فعل جملة اولئك المشركين مع تلك الاوثان فمن فعل ذا فمن فعل مثل ذلك واعتقد في قبر او حجر او شجر فقد ضاها عباد هذه الاوثان فيما يفعلونه معها من هذا الشرك على ان الواقع من هؤلاء المشركين معبوديهم اعظم مما وقام من اولئك فالله المستعان وعليه التكلان بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها. والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله تعالى في الاية التي ذكرها المصنف اللاك وقوله والعزى وقوله ومناه هي اصنام مشهورة لقبائل من العرب كما سيأتي مبينا بكلام الشارح بعد وقوله وقال ابن هشام هكذا ثبت في كتاب تيسير العزيز الحميد وتبعه من بعده والصواب وقال هشام وقال هشام وهو ابن محمد الكلبي مؤرخ شهير توفي سنة اربع بعد المئتين له كتاب حافل اسمه كتاب الاصنام ذكر فيه اصناما العرب والكلام المثبت من قول عنه وقوله قال الاعمش هو سليمان ابن مهران الكاهل مولاهم. سليمان بن مهران الكاهلي مولاهم توفي سنة سبع واربعين ومئة وقيل ثمان واربعين. توفي سنة سبع واربعين ومئة. وقيل ثمان واربعين يعني ثمانية واربعين وكم ومئة والاعمش لقب له وهو وصف لمن ضعف بصره وهو وصف ضعف بصره والالقاب التي يذكر بها اهل العلم والالقاب التي يذكر بها اهل العلم المتضمنة نقصا يجوز ذكره بها يجوز ذكره بها بشرطين احدهما ان يكون مراد ذاكره التعريف به ان يكون مرادا. ان يكون مراد ذاكره التعريف به لانه غلب عليه هذا اللقب فتميز به. لانه غلب عليه هذا اللقب فتميز به والاخر الا يعرف عنه كراهته له الا يعرف عنه كراهته له فانه اذا ذكر ذلك عنه ترى من ذكره بما يكره وهي غيبة قوله قال ابن جرير تقدم انه من محمد ابن جرير والطبري صاحب جامع البيان واطلاق النقل عنه يراد به هذا الكتاب وسبق الاعلام برتبة تفسيره وقوله قال ابن كثير تقدم غير مرة ان المراد به من اسماعيل ابن كثير ابو الفدا الدمشقي صاحب تفسير القرآن العظيم قوله له استار جمع ستر جمع ستر وهي الثياب التي تلقى وهي الثياب التي تلقى على الشيء وهي الثياب التي تلقى على الشيء او دونه لتحجبه عن الانظار. لتحجبه عن الانظار. قوله وسدنه جمع ساد جمع ساد وهو الخادم وهو الخادم جمعه بدنة ككافر وكفرة قوله وحوله فناء الفناء الرحمة الواسعة الرحمة الواسعة قوله قال ابن هشام هو عبدالملك ابن هشام الحميري مشهور دياري مشهور ما معنى سيري اي عارف بعلم السيرة النبوية. سيري مشهور له فيها المختصر المعروف وهو مختصر سيرة ابن اسحاق توفي سنة ثماني عشرة بعد المئتين قوله يلت السويق يخلطه ويضله يخلطه ويظله بسمن ونحوه والسويق هو الحنطة او الشعير قوله ويسلوه ويسلوه اي يصبه ويطرحه. اي يصبه ويطرحه قوله المشاهد جمع مشهد المشاهد جمع مشهد وهي المقامات التي يجتمع عليها الناس. وهي المقامات التي يجتمع عليها الناس وقوله القباب وقوله القباب جمع قبة جمع قبة وهو ما يرفع فوق القبور وهو ما يرفع فوق القبور من بناء مشيد من بناء مشيد عظيم قوله في الصفحة الثانية عشر بعد الثلاث مئة تمرات جمع تمرة وهي شجر معروف جمع سمرة وهي شجر معروف قوله ناشرة شعرها اي مفرقة له اي مفرقة له قوله تحفن التراب تحفن التراب اي تحثوه اي تحثوه على رأسها قوله فعممها اي شملها بسيفه فعلاها به. اي شملها بسيفه فعلاها به قوله قال ابو صالح هو ذكوان الزيات ويقال السمان تابعي من كبار اصحاب ابي هريرة رضي الله عنه قوله السيور جمع طيب وهو ما يقد من الجلود ما يقد من الجلود فيقطعوا على صورة الادارة غالبا فيقطع على صورة الادارة غالبا. وهو الذي يسميه العامة ايش للمغاط هو الذي يسميه العامة بالمغاط وقولهم المغار له اصل عربي فان مرض الشيء مده وعامة عامية اهل الجزيرة ترجع الى الاصول العربية فيما فبيانه في محل اخر. قوله العهن هو الصوف قوله ضوائح الاموات الضوائق جمع ايش ضريح وهو ايش القبر ولا البناء على القبر وهو القبر سمي ضريحا لانه يطرح فيه اي يشق باطنه. سمي ضريحا لانه فيه اي يشق باطنه وتسمية البناء عليه ضريحا وتسمية البناء عليه ضريحا هي تسمية عرفية لا لغوية هي تسمية عرفية لا لغوية قوله بالمشلل قوله بالمشلل بضم الميم وفتح الشين واللام مع تشديد الثاني منهما موضع قريب من المدينة يبعد نحو السبعة اميال قوله اديد بضم القاف موضع او واد واد بين مكة والمدينة. معروف بهذا الاسم الى يومنا قوله في تاليتها كما قال القرطبي هو محمد ابن احمد هو محمد ابن احمد القرطبي صاحب التفسير المعروف توفي سنة احدى وسبعين وستمائة واطلاق النقل منه يراد به تفسيره واسمه الجامع لاحكام القرآن قوله في تاليتها ظاها اي شابها فالمضاهاة المشابهة والمضاهاة المشابهة واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها. فان الشارح رحمه الله شرع يبين معاني الدليل الاول من الادلة التي ذكرها المصنف في هذا الباب وهو قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. الايات واثبات كلمة الايات واقع بخط المصنف واقع بخط المصنف نقله حفيده سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد ثم قال يعني الى قوله ولقد جاءهم من ربهم الهدى يعني الى قوله ولقد جاءهم من ربهم الهدى انتهى وابتدأ الشارخ بيانه بذكر القبائل التي اتخذت هذه الاصنام. فقال وكانت اللات لفقيه والعزى لقريش وبني كنانة ومنات لبني هلال وقال ابن هشام كانت لهذيل وخزاعة وما ذكره رحمه الله في تعيين القبائل التي اتخذت هذه الاصنام معروف عند نقلة التاريخ والاخبار مشهور بينهم سوى ما ذكره تبعا لصاحب تيسير العزيز الحميد ان منات لبني هلال وكأنهما تبعا القرطبي في تفسيره فانه ذكر في موضع منه ان من ات لبني هلال والذي دل عليه الدليل الثابت في الصحيح في حديث عائشة لما سألها ابن الزبير عن الطواف بين الصفا والمروة فذكرت ان منات كانت لمن للانصار ان منات كانت للانصار. قال ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله عند ذكر مناه كانت لاهل المدينة كانت لاهل المدينة ومن قال انها لغطفان ومن قال انها لغطفان فلانها كانت تعبدها ومن قال انها لغطفان فلانها كانت تعبدها وهي في جهتها. وهي في جهتها انتهى كلامه ويعلم به ان ذكر هذيل وخزاعة جار مجرى ذكري غطفان جار مجرى ذكر غطفان. فان هذه القبائل خذيلا وخزاعة وغطفان كانت من جهة المدينة فكانوا يأتون عليها كما تأتي الانصار. ويعبدونها الا انها مختصة بالتعظيم والولاية والقيام عليها باهل المدينة من الاوس والخزرج ثم بين الشارح رحمه الله المراد باللات فذكر ورود قراءتين قرآنيتين فيه فالقراءة الاولى بالتخفيف الا وهي قراءة جمهور القراء والقراءة الثانية اللات بتشديد التاء وهي قراءة جماعة سمى منهم المصنف من سمى. فقال وقرأ ابن عباس وابن الزبير مجاهد وحميد وابو صالح وويس عن يعقوب ورويس عن يعقوب وهو الثابت في بعض النسخ وهو الثابت في بعض النسخ الخطية للكتاب الموافق للواقع. الموافق للواقع فان يعقوبا له راويان هما هما رويس وروح هما رويس وروح فرواية رويث كائنة عن يعقوب فسواء العبارة التي ينبغي ان تصلحوها في نسخكم ورويش عن يعقوب ثم ذكر الشارح رحمه الله تعالى وجه كل قراءة تأمل قراءة التخفيف فذكر فيها وجهان احدهما ان تكون مشتقة من اسم الله تعالى ان تكون مشتقة من اسم الله تعالى والاخر ان تكون اثما ان تكون اثما لصخرة بيضاء منقوشة ان تكون اثما في صخرة بيضاء منقوشة ثم بين هذين الوجهين فقال فعلى الاولى قال الاعمش سموا اللات من الاله والعزى من العزيز ووقعت نسبة هذا الاثر هنا في فتح المجيد تبعا لتيسير العزيز الحميد الى سليمان ابن مهران الاعمش وهو في كتاب التوحيد نفسه منسوب الى ابن عباس رضي الله عنه ذكره المصنف في باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. فنسبته الى الاعمش وهم سبق الى ذهن العلامة سليمان ابن عبد الله انه المتكلم به ثم تبعه صاحب فتح المجيد وغفل عن كون الاثر في كتاب التوحيد الذي شرحاه لكن من كلام ابن عباس رضي الله عنهما ويأتي وقوع الغلط المشهور من العالم الكبير تحقيق لانفراد الله عز وجل بالكمال تحقيق لانفراد الله عز وجل بالكمال. فانه مهما بهر احد الناس بسعة وحسن لفظه فانه لا ينفك عما كتبه الله على الخلق من الوهم والنسيان ثم ذكر من كلام ابن جرير ما يفسر الاثر المتقدم سموا اللات من الاله العزى من العزيز وهو كونه واقعا على وجه الاشتقاق. وهو كونه واقعا على وجه اشتقاق وتقدم ان الاشتقاق اصطلاحا ردوا لفظ الى اخر لمناسبة بينهما في المبنى والمعنى. رد لفظ الى اخر لمناسبة بينهما في المبنى والمعنى. وبين ابن جرير اشتقاقه فقال وكانوا قد استبقوا اسمها من اسم الله تعالى فقالوا اللات مؤنثة منه تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ثم ذكر ما يبين الوجه الثاني وانها صخرة بيضاء منقوشة بالنقل عن ابن كثير وانه وكان عليها بيت بالطائف له استار وسدنة وحوله وحوله فناء معظم عند اهل ثقيف عند اهل الطائف وهم ثقيل ومن تابعها يفتخرون به على من عاداهم من احياء العرب بعد قريش ثم ذكر رحمه الله منتهى هذا الصنم فقال قال ابن هشام يعني عبد الملك الحميري صاحب الى السيرة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة ابن شعبة فهدمها وحرقها بالنار. فنقض تلك الصخرة واحرق تلك السطور. التي كانت عليها وفرق شمل السجنة الحافين بها وله فيها قصة طويلة مذكورة في كتب السيرة واخبار التاريخ وكتب الادب العربي العرب وبقي بعد هذين الوجهين وجه ثالث وهو ان يكون اللات مخففا ان يكون اللات مخففا من اللات المثقل من اللات المثقل خفف لكثرة استعماله ودوامر ذكره خفف لكثرة استعماله ودوام ذكره ثم ذكر الشارح رحمه الله وجه القراءة الثانية وهي المشددة فذكر عن ابن عباس انه قال كان رجلا يرد السويق للحاج فلما مات عكفوا على قبره ذكره البخاري اي اقاموا على قبره فيكون فاعلا يذكر بالتاء مشددا. لان اللث كان فعله فهو مأخوذ من لث يلط لتا فهو لات ثم اتبع هذا باثر اخر عن ابن عباس انه قال كان يبيع السويق والسمن عند صخرة ويسلوه اي يصبه ويطرحه عليها فلما مات ذلك الرجل عبد الثقيف تلك الصخرة اعظاما لصاحب السويق وذكر بيعه السويق والسمن لا يخدش في كمال حاله لامرين احدهما ان توفير ما يفقد ولو كان على وجه البيع محمود ممدوح. ان توفير ما يفقد ولو على وجه البيع محمود ممدوح والاخر انه كان يجتمع فيه البيع والاعطاء فضلا انه كان يجتمع فيه البيع والاعطاء فضلا فيبيع من يبيع ويعطي من يعطي بلا عوض ثم نقل عن مجاهد وغيره انه لما مات عبدوه وقال وبنحو هذا قال جماعة من اهل العلم واختلف في اسم اللات الملقب بهذا. فان اللات لقب. واما اسمه فذكروا فيه ثلاثة اسماء احدها عامر بن الغلب العدوان عامر بن الضرب العدواني وثانيها عمرو ابن لحي الخزاعي عمرو ابن لحي الخزاعي وثالثها صرمة بن غن. صرمة بن غنم ووقع مصحفا في بعض الكتب حرمة ابن تميم ووقع مصحفا في بعض الكتب حرمة ابن تميم فلا يتوهم انه رجل رابع والله اعلم والامر متردد بين الاول والثالث. والامر متردد بين الاول والثالث واما الثاني فقد استظهر ابن حجر استبعاده فقد استظهر ابن حجر استبعاده بما ذكره من الادلة في موضعه من فتح الباري وهو في الاول اشهر والله اعلم وهو في الاول اشهر والله اعلم ثم لما فرغ المصنف من ثم لما فرغ الشارح من ذكر التردد في خبر اللات اهو رجل ام صخرة بيضاء منقوشة قال قلت لا منافاة بين القولين فانهم عبدوا الصخرة والقبر تألها وتعظيما ولمثل هذا بنيت المشاهد والقباب على القبور. واتخذت اوثان وذكره بنحوه في قرة عيون الموحدين. وهو تابع لما ذكره صاحب تيسير العزيز الحميد. فاستظهر رحمهما الله ان اسم اللات على الامرين مع فيكون لقبا للرجل الذي كان يفعل هذا الفعل وكان يصنعه عند صخرة عظيمة. نسبت اليه فهي صخرة اللات ولما ماتا دفن عندها. ولما مات دفن عندها ثم وقعت العبادة للمحل كله. ثم وقعت العبادة للمحل كله قبرا مدفونا فيه رجل وصخرة بيضاء منقوشة وسيأتي بعد باب كلام لصاحب قرة عيون الموحدين يتعلق بمآل هذا المحل في الاسلام بعد نقضه ثم ذكر الشارح رحمه الله حقيقة العزى فنقل عن ابن جرير انها كانت شجرة عليها بناء واستار بنخلة بين مكة والطائف كانت تعظمها قريش كما قال ابو سفيان لان العزى ولا عزى لكم واتبع كلام ابن جرير بالحديث الذي رواه النسائي وغيره واسناده حسن عن ابي الطفيل رضي الله عنه واسمه عامر بن واثلة وفيه فاذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحفن التراب على رأسها فعممها بالسيف فقتلها ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره فقال تلك العزى وهي امرأة جنية كانت تقيم على سدانة هذا المحل نزين للناس عبادته ووقع تسمية الموضع بها فما ذكره في الحديث نفسه من الثلاث سمرات والبيت الذي كان عليها وهو الذي اقتصر عليه ابن جرير انفا لا يخالف اخر الحديث فالموضع المذكور سمي بالمرأة كالواقع في خبر اللات المتقدم وكان من خبر اهل الجاهلية في تعظيم العزة ما ذكره ابو صالح السمان قال كانوا يعلقون عليها السيور والعهن اي يعلقوا هنا عليها على وجه التعظيم قطع الجلود المقددة والصوف المعظمة عندهم ثم قال الشارح قلت وكل هذا وما هو اعظم منه؟ يقع في هذه الازمنة عند برائح الاموات وفي المشاهد فالذي وقع فيه من وقع من المتأخرين يضاهي حال اولئك المشركين الذين كانوا يعظمون الصالحين والاصنام والاوثان كما قال الشارح قبل لما ذكر اللات وفيه بيان ان اهل الجاهل ان اهل الجاهلية كانوا يعبدون الصالحين اصناما والاوثان ثم ذكر الشارح رحمه الله الصنم الثالث فقال واما مناه فكانت بالمشلل عند حديد بين مكة والمدينة وهو واد معروف فيه اليوم بيوت كثيرة حال مشهورة وتقدم انها وتقدم ان هذا الصنم كان لاهل المدينة من الاوس والخزرج ومن كان في تلك الجهة من هذيل وخزاعة وغطفان ثم ذكر الشارح منشأ تسميتها وفيه قولان احدهما ان اصل اشتقاقها من اسم الله من ان ان اصل اشتقاقها من اسم الله المنان والآخر انه انه سمي منات لكثرة ما يمنى ان يراقوا عندها من للتبرك بها فان منى لم تسمى منى الا لكثرة ما يمنى من الدماء ان يهراق فيها تقربا الى الله عز وجل وذكر ما في البخاري عن عائشة انها صنم بين مكة والمدينة مصدقا ما سبق ذكره ثم قال قال ابن هشام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فهدمها عام الفتح. فانتهى مآل والى هدم عليا رضي الله عنه لها في عام الفتح. وقال العماد ابن كثير فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد ابن الوليد في غزوة بني المصطلق فكسرها فاختلف في القائم على هدمها اهو علي رضي الله عنه او هو خالد بن الوليد. وقيل بل هو ابو سفيان بن حرب. بل هو ابو سفيان ابن حرب وهذا هو المشهور وهذا هو المشهور ان الذي ها هو ابو سفيان ابن حرب والاظهر ان هدمها كان عام الفتح والاظهر ان هدمها كان عام الفتح فتتفق الاصنام الثلاثة في وقوع هدمها عام بدح وتفترق في القائمين على هدمها فلات هدمه المغيرة ابن شعبة وكان خرج مع ابي سفيان ابن حرب وكان خرج مع ابي سفيان ابن حرب لهدمها لكن الذي باشر الهدم هو ابن شعبة واما العزى فتولى امرها خالد ابن الوليد رضي الله عنه. واما مناه فتولى هدمها ابو سفيان ابن حرب وذكر هذه الاصنام الثلاثة بالقرآن من اصنام العرب في نسق واحد دون غيرها لانها كانت اعظم اوثان اهل الجاهلية من اهل الحجاز لانها كانت اعظم اوتان اهل الجاهلية من اهل الحجاز ذكره الشارح في قرة عيون الموحدين وابن قاسم في حاشيته على كتاب التوحيد ثم نقل الشارح معنى الاية عن القرطبي في تفسيره انه قال ان فيها حذفا اي شيئا قوي فلم يذكر. تقديره افرأيتم هذه الالهة؟ انفعت او ضرت حتى تكون شركاء لله تعالى. انتهى كلامه ومن قواعد كلام العرب ان الفاء اذا ذكرت بعد همزة الاستفهام دلت على تعلق الكلام المذكور بعدها بكلام سابق لها ان الفاء اذا ذكر بعد همزة الاستفهام دلت على تعلق الكلام المذكور بعدها بما ذكر قبلها فقوله تعالى افرأيتم اللات والعزى متعلق بما تقدمه من الآيات من مستفتح صورة النجم والنجم اذا هوى حتى بلوغ هذا الموضع وتقديره الذي دل عليه سياق الكلام هو ما ذكره القرطبي. افرأيتم هذه الالهة انفعت ام ضرت حتى تكون شركاء لله تعالى فيكون ابطالا لها ثم ذكر تفسير قوله تعالى الكم الذكر وله الانثى عن ابن كثير انه قال اتجعلون له ولدا وتجعلون ولده اتجعلون له ولدا وتجعلون ولده انثى وتختارون لكم الذكور. لان الذكر عند العرب ام والانثى ناقصة. ثم قال في تفسير قوله تعالى تلك اذا قسمة بريزا اي جور يعني ظالمة وباطلة فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة التي لو كانت بين مخلوقين كانت جورا وسفها فتنزهون انفسكم عن الاناث وتجعلونهن لله تعالى والله سبحانه وتعالى متنزه عن الولد قال الله تعالى لم يلد ولم يولد فالمقصود من الانكار عيب مقالتهم في نفسها. فالمقصود من الانكار عيب مقال في نفسها ببيان ما فيها من الجور والظلم ببيان ما فيها من الجور والظلم من التحكم على الله من التحكم على الله بجعل الاناث ولا ده وهم الملائكة. وجعل الذكور اولادا لهم كما يزعمون. تعالى الله عما يقول المبطلون ثم ذكر قوله تعالى ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم فقال اي من تلقاء انفسكم يعني من قبلكم. يعني من قبلكم دون برهان عليها ولهذا اتبعه بقوله ما انزل الله بها من سلطان اي من حجة ثم قال ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس زيدوا هذه لانها هي الثابتة في بعض النسخ وهي الموافقة لبيان الكلام فقال ان يتبعون الا الظن. ومات هو الانفس. عندك ثابت في نسختك نعم ثم قال بيانا اي ليس لهم مستند الا حسن ظنهم بابائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم. والا حظ انفسهم في رئاستهم وتعظيم اباءهم الاقدمين فمتمسك هؤلاء القوم في اثبات دعواهم امران احدهما الظن وقد ابطله الله عز وجل بقوله ايش وان الظن لا يغني من الحق شيئا. وان الظن لا يغني من الحق شيئا والاخر الهوى الهوى وقد ابطله الله بقوله يبطل الثنتين هذي وقد ابطله الله بآيات من اعظمها قوله افرأيت من اتخذ الهه هواه باي اعظمها قوله افرأيت من اتخذ الهه هواه وهي ابلغ اية في ذم الهوى. وانه ينزل من النفوس منزلة الالهة المتخذة. التي يدور العبد معها ها رغبة ورهبة ومن ذخائر الافادات وجميل العبارات التي تكتب بماء العيون لا بالحبر المعجون جملة ذكرها ابن قاسم عند هذا الموضع فاكتبوها لعظم فائدتها قال رحمه الله فنهاية برهانهم مبني على امرين فنهاية برهانهم مبني على امرين فساد العلم وفساد الارادة. فساد العلم وفساد الارادة وكل فساد في الوجود من الشرك فما دونه وكل فساد في الوجود من الشرك فما دونه دائر على فساد العلم وفساد الارادة دائر على فساد العلم وفساد الارادة او هما جميعا او هما جميعا كما انه لاستقامة الا لمن عنده علم صحيح كما انه لاستقامة الا لمن عنده علم صحيح وارادة صحيحة فنهاية برهانهم مبني على امرين فساد العلم وفساد الارادة. وكل فساد في الوجود من الشرك فما دونه دائر على فساد العلم وفساد الارادة او هما جميعا كما انه لا استقامة الا لمن عنده علم صحيح صحيحة وبه تعلم قدر حاشية ابن قاسم التي يعيبها بعضهم بانها مختصرة من التيسير المجيد وليس فيها فائدة زائدة. فان هذا لا يقوله الا من لا يعرف هذه الحاشية ولو قدر انه لو لم يكن فيها الا التلخيص لظهر لمن طالعها ما فيه من حسن التخليص فانه لخصها تلخيص ماهر عارف بالعبارات مع الحاق زيادات. والقول فيها كالقول في ابطال التنديد فان من الناس من يرى ان ابطال التنديد لا فائدة فيه لانه مختصر من تيسير العزيز الحميد وسبق في درس الفجر فائدة عزيزة منه وهي نعم احسنت وهي تعقبه لما ذكره صاحب تيسير العزيز الحميد من ان كلام التابع الذي لا يقال من قبل الرأي له حكم الرفع فنوه ان هذا معروف فيما قاله الصحابي دون ما قاله التابع على ما سبق بيانه ثم ذكر الشارخ قوله تعالى ولقد جاءهم من ربهم الهدى ونقل تفسيره عن ابن كثير ان الله بعث الرسل بالحق المنير والحجة القاطعة والحاق هذه الاية الاية السابقة وجعلها ختما للمذكور قبل فيه اعلام الجواب النافع والدواء الرافع لما استرسل فيه مشرك العرب من اتباع الظن والهوى فانهما يرتفعان بما فتح الله عز وجل من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى ثم ذكر رحمه الله وجه مطابقة الايات للترجمة من ان مشرك العرب كانوا يعظمون هذه الاوثان ويتبركون بها فمن وقع فيما وقع فيه من التبرك بما لم يشرع التبرك به كالتبرك القبور والبقاع والجبال والعيون والانهار فقد شابه اولئك المشركين الذين انكروا والله سبحانه وتعالى عليهم تعظيم تلك الاصنام وذكر نحوه مختصرا في قرة عيون الموحدين فسياق هؤلاء الايات هو في ابطال التبرك. هو في ابطال التبرك بما فلا يتبرك به او يفعل على وجه غير مشروع نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى عن ابي الليثي رضي الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنينة ونحن حدثاء واهد بالكفر والمشركين سدرة يعكفون عنده وينوطون بها اسلحتهم. يقال لها ذات انواط فمررنا بسدرة قلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر انها سنن قلت والذي نفسي بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كمالهم ما اليا. قال انكم قوم تجهلون لتركبن ما سنن من كان قبلكم رواه الترمذي وصححه قال الشارح رحمه الله تعالى بواقد اسمه الحارث بن عوف وفي الباب عن ابي سعيد وابي هريرة قاله الترمذي وقد رواه احمد وابو يعلى وابن ابي شيبة والنسائي وابن جرير وابن منذر وابن ابي حاتم والطبري والطبراني بنحوه قوله عن ابي واقب تقدم ذكر اسمه في قول الترمذي وهو صحابي مشهور مات سنة ثمان وستين وله خمس وثمانون سنة او لو خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حنين وفي حديث عمرو بن عوف وهو عند ابن ابي حاتم وابن مردوي والطبراني قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ونحن الف ونيف حتى اذا كنا بين حنين والطائف الحديث قوله ونحن من كفر اي قريب عهدنا بالكفر فبي دليل على ان غيرهم ممن تقدم اسلامه من الصحابة لا يجهل هذا وان المتنقل من الباطن الذي اعتاده قلبه لا يأمن ان يكون في قلبه بقية من تلك العادة ذكره المصنف رحمه الله قوله وللمشركين سدرة يعكفون عندها العكوف والاقامة على الشيء في المكان ومنه قول الخليل عليه السلام ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون؟ وكان وكان عكوف المشركين عند تلك السدرة تبركا بها وتعظيما لها وفي حديث عمرو كان يناط بها السلاح فسمي ذات انواط وكانت تعبد من دون الله. قول وينوصون بها اسلحة ويعلقونها عليها البركة قلت ففي هذا بيان ان عبادتهم لها بالتعظيم والعكوف والتبرك وبهذه الامور الثلاثة. عبدت الاشجار ونحوها قوله فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذاتا سألوا ان يجعل لهم مثلها فنهاهم عن ذلك. وانواط الجمع نوط سمي به المنوط. ظنوا ان هذا امر محبوب عند الله وقصد التقرب به والا فهم اجلوا قدرا من ان يقتصدوا مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم قوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اكبر. وفي رواية سبحان الله والمراد تعظيم الله تعالى وتنزيحه عن عن هذا الشرك باي وسيلة باي نوع كان مما لا يجوز ان يطلب وان قصد به غير الله تعالى وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكتمل التكبير والتسبيح في حال التعجب تعظيما لله وتنزيها له اذا سمع من احد ما لا يليق بالله مما ففيه عظم للربوبية والالهية. قوله انها السنن بضم السين اي الطرق. قوله قل ثم والذي نفسي بيده كما قالت بلو اسرائيل لموسى سيجعل لنا الها شبه مقالتهم هذه بمقالة بني اسرائيل بجامع ان كل ان كلا طلب ان يجعل له ما يأده ويعبد منه الا وان اختلف اللفظان فمان واحد فتغيير الاسم لا يغير الحقيقة. ففيه الخوف من الشرك وان الانسان قد يستحسن شيئا يظنه يقربه الى الله وهو ابعد ما يبعده من رحمته ويقربه من سخطه. ولا يعرف هذا عن الحقيقة الا من عرف ما وقع في هذه الازمان من كثير من العلماء والعباد مع ارباب القبور من الغلو فيها وصف جل عبادة لها ويحسبون انهم على شيء وهو الذنب الذي لا يغفره الله قال الحافظ ابو محمد عبدالرحمن في كتاب البدع والحوادث ومن هذا القسم ايضا ما قال عما ابتلاه به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعبود والسرج والمواضع مخصوصة في كل بلد يحكي لهم حاكم انه رأى في منامه بهذا احدا ممن شهر بالصلاح والهداية. فيفعلون ذلك ويحافظون عليه مع تضييعهم فرائض الله تعالى سننه يظنون انه متقربون بذلك ثم يتجاوزون هذا الى ان يعظم واقع تلك الاماكن في قلوبهم فيعظمونها ويرجون الشفاء مرضاهم وقضى حوائجهم بنذر لها وهي من بين عيون وشجر وحائط وحجر. وفي مدينة دمشق من ذلك مواضع متعددة كعوينة الحمى خارج باب توما والعمود المخلق داخل باب الصغير والشجرة الملعونة خارج باب النصر. في نفس قارعة الطريق سهل الله قطعا والشتات من اصلها فما اشبهها من ذات انواط الواردة في الحديث انتهى. وذكر ابن القيم رحمه الله تعالى نحو ما ذكر ابو شامته ثم قال فما اسرع اهل الشرك الى اتخاذ الاوثان من دون الله؟ ولو كانت ما كانت ويقولون ان هذا الحجر وهذه الشجرة وهذه العين تقابل النذر تقبل العبادة من دون الله فان النذر عبادة وقربة يتقرب بها الناذر الى المنذول له وسيأتي ما يتعلق بهذا الباب عند قوله صلى الله عليه عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد وفي هذه الجملة من الفوائد ان ما يفعله من يعتقد في الاشجار والقبور والاحجار من التبرؤ من التبرك بها والعكوف عندها والذبح لها. هو الشرك ولا يغتر بالعوام والطغام ولا ولا يستبعد كون الشرك بالله تعالى يقع في هذه الامة. فاذا كان بعض الصحابة وذلك حسنا وطلبه من النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين لهم ان ذلك كقول بني اسرائيل اجعل لنا الى فكيف لا يخفى على من هو دونا في العلم والفضل باضعف مضاعفة ما غلبت الجهل وبعد العهد باثار النبوة بل خفي عليهم عظائم الشرك بالاله فاكثروا فيها فاكثروا فعله واتخذوه قربة ومن ان الاعتبار في الاحكم بالمعاني لا بالاسماء ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم طلبة كطلبة بني اسرائيل ولم يلتفت الى كونهم فالمشرك مشرك وان سمى شرك او ما سماه كمن يسميه دعاء الاموات والذبح لهم والنذر ونحو ذلك تعظيما ومحبة. فان ذلك هو الشرك وان سماه ما فما هو قف على ذلك؟ قوله لتركبن سنة لتركبن سنن لمن كان قبلكم بضم الموحدة وضم السين اي طرقهم ومناهجهم وقل يجوز فتح السين عن الافراج عن طريقهم وهذا خبر صحيح. والواقع منهاد من كثير من هذه الامة يشهد له النبوة من حيث ان وقع كما اخبر صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث النهي عن التشبه باهل الجاهلية واهل الكتاب فيما كانوا يفعلون الا ما دل الدال على انه من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم قال المصنف وفيه التنبيه على مثال القبر واما من نبيك فمن اخبار بانباء الغيب واما ما دينك فمن قول اجعل لنا اله وفي ان الشرك لا بد ان يقع في هذه الامة خلافا لمن ادعى خلاف ذلك وفيه الغضب عند التعليم وانما ذم الله باليهود والنصارى. فانه لنا قال والمصنف رحمه الله وما مدعاه بعض المتأخرين من انه يجوز التبرك باثر الصالحين فممنوع من وجوه. منها ان السابق من الاولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك من غير النبي مع غير النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته ولو كان خيرا مات ولو كان خيرا لسبقونا اليه. وافضل الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فيمن شهد له الجنة وما فعله احد من الصحابة والتابعين مع احد من هؤلاء السادات والتابعون مع ساداتهم في العلم والدين وهم الاسوة فلا يجوز ان يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم احد من الامة وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح ان يشاركه فيها من ما كان في حال الحياة يفعله اصحاب كالتبرك بشعره ووضوءه ووضوئي ومنها ان في المنام ذلك سد لذرير ذريعة الشرك كما لا يخفى والله اعلم بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها يا فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها. فقول والصحابي رضي الله عنه في الحديث الذي ذكره المصنف ونحن حدثاء جمع حديث جمع حديث والمراد منه هنا قريب العهد بالشيء والمراد منه هنا قريب العهد بالشيء وقوله فيه يعكفون بضم الكاف وكسرها فيقال يعكف ويعكف والعكوف الاقامة على الشيء. والثبوت عنده الاقامة على الشيء والثبوت عنده قوله وقوله فيه وينوطون اي يعلقون وقوله ذات انوار جمع نوط جمع نوط وهو التعليق جمع نوط وهو التعليق والمراد هنا المنوط وهو المعلق. والمراد هنا المنوط. وهو المعلق فالإناطة التعليق ومن تصانيف شيخنا حماد الانصاري رحمه الله ذات الانوار في معرفة من وصف بالاختلاط وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث انها السنن بضم السين هي الطوق هي الطرق ويروى بفتحها ايضا تنن اي طريقة قلنا جمع ايش جمع الطرائق جمع الطرائق لانه مفردها سنة وهي الطريقة قوله صلى الله عليه وسلم لتركبن اي لتأتين بالعمل لتأتين بالعمل فركوب الشيء فركوب الشيء القيام به والاخذ فيه. القيام به والاخذ فيه قوله وفي الباب اي الاصل الجامع الاصل الجامع الذي يرد اليه هذا الحديث الاصل الجامع الذي يرد اليه هذا الحديث مما يسمى في عرف الناس اليوم ايش موضوعا مما يسمى في عرف الناس اليوم موضوعا والباب عند المحدثين له اصطلاحان او الواب عند المحسنين له معنيان والباب عند المحدثين له معنيان اصطلاحا احدهما الاصل الجامع الاصل الجامع لما تفرق من احاديث فتنتظم تحته فاذا ذكرنا مثلا حديث انما الاعمال بالنيات بل انما الاعمال بالنيات ثم قلنا بعده وفي الباب ايضا حديث ابن عباس لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية فالمراد بقولنا وفي الباب ايش الاصل الجامع بينهما الذي ينتظمان تحته المسمى عرفا موضوع والاخر المعنى المترجم به المعنى المترجم به المقدم بين يدي حديث ما المقدم بين يدي حديث ما كأن يعقد مصنف اثري بابا يذكر فيه مقصدا ثم يسند فيه حديثا من الاحاديث النبوية ثم يسند فيه حديثا من الاحاديث النبوية كقول البخاري مثلا باب بدأ الوحي وقول الله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده حدثنا الحميدي عبدالله ابن الزبير قال حدثنا سفيان قال اخبرني اخبرني يحيى ابن سعيد عن محمد ابن ابراهيم انه سمع القمة ابن وقاص يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر انما الاعمال بالنيات. الحديث فان البخاري اسند هذا الحديث تحت الترجمة المذكورة بيانا للمعنى المترجم به المحدثون يجعلون التراجم مفصحة عن مقاصد الاحاديث بعدها فالمحدثون يجعلون التراجم مفسحة عن مقاصد الاحاديث بعدها واولى ما ينبغي بذل الجهد فيه عند النظر في الكتب المسندة هو استخراج وجه الصلة بين الترجمة والحديث الوارد فيها واستخراج وجه الصلة بين الترجمة والحديث الوارد فيها لان المقصود الاعظم من اتباع الحديث بالترجمة كونه واقعا تحتها تابعا لمعناها واصل ترجمة الشيء بشيء تفسيره. واصل ترجمة واصل ترجمة شيء بشيء تفسيره انشد بعضهم تفسير لغة بلغة تفسير لغة بلغة هو الذي يدعونه بالترجمة. تفسير لغة بلغة هو الذي يدعونه بالترجمة والفرق بين المعنيين والفرق بين المعنيين من وجهين احدهما ان الاول يذكر بعد ايراد حديث ان الاول يذكر بعد ايراد حديث والثاني يذكر قبله والثاني يذكر قبله والاخر ان الاول ان الاول متعلقه الرواية ان الاول متعلقه الرواية فيقصد منه استيعاب الوارد. فيقصد من استيعاب الوالد كالذي يفعله الترمذي فانه يسند حديثا ثم يقول وفي الباب عن فلان وفلان وفلان يريد استيعاب بل والدي فيه واما الثاني فانه يتعلق بالدراية فانه يتعلق بالدراية وهي فقه الحديث وما فيه من المعاني وقوله مشهور وصفا للصحابي تقدم ان المراد بالشهرة هي شيوع الذكر وديوع الصيت وقوله في الصفحة السابعة عشرة بعد الثلاثمائة ونيف هو بتشديد الياء هو بتشديد الياء واما تخفيفها نيف فلحن في اظهر قولي اهل العربية فلحن في اظهر قولي اهل العربية واحسن ما قيل في معناه قول المبرد قول المبرد الذي تحصل لنا من اقاويل حذاق البصريين والكوفيين الذي تحصل لنا من اقاويل حذاق البصريين والكوفيين ان النيف من الواحد الى الثلاث ان النيف من الواحد الى الثلاث والبضع من الاربع الى التسع والبضع من الاربع الى التسع انتهى كلامه قوله في الصفحة الثامنة عشرة بعد الثلاث مئة يلاط بها وقوله وينوطون بها اي يعلق بها ويعلقون بها فالإناطة تعليق كما تقدم قوله قال ابو السعادات تقدم غير مرة انه المبارك بن محمد بن عثير الجزري واطلاق العزو اليه يراد به النهاية في غريب الحديث والاثر. قوله وتنزيهه اي وصفه بالنزاهة اي وصفه بالنزاهة وهي البراءة من العيب والنقص. وهي البراءة من العيب والنقص قوله هضم هو نقص الشيء حقه وبخسه. نقص الشيء حقه وبخسه قوله في الصفحة العشرين بعد الثلاث مئة في السطر الثالث من اسفلها تخليق ايش معنى تخليق تاني اي تطييبها بوضع الخلوق. اي تطيبها بوضع الطيب وما ذكره بعض شيوخنا من انه تعليق الثياب النفيسة بها غلط لان الخلق عند العرب اسم للثوب البالي لان الخلق عند العرب اسم للثوب البالي وهو يخالف الواقع منه. فليس المراد تعليق الثياب المزركشة بها. بل المراد تطييبها وتعطيرها قوله الحيطان جمع حائط وهي الجدر قوله العمد جمع ها عمود وهو الاسطوانة التي يرتفع عليها البناء وما يضاهيه اما العمد بفتح الميم فهي جمع عمدة اما العمد بجمع الميم فهي ضم فهي جمع عمدة. قوله وترجو اي انارتها بايقاظ السرج فيها. اي انارتها بايقاد السرج فيها قوله كعوينة الحمى كعوينة الحمى اثم نبع ماء اسم نبع ماء مصغرا فاصله عين الحمى فاصله عين الحمى. وكانه لصغره في لفظه وكأنه لصغره صغر في لفظه والجهة المعينة من دمشق توجد فيها اليوم عين تعرف بعين علي والجهة المعينة هنا من دمشق توجد فيها عين تعرف بعين علي فكأنها هي المرادة ذكره محمد صلاح المنجد الدمشقي رحمه الله في خطط دمشق وقوله باب توما اسم لاحد ابواب سور دمشق طار يعرف به موضع منها الى اليوم وقوله العمود المخلق اي المطيب كما سلف وقوله باب الصغير وباب النصر بابان موضعان معروفان الى اليوم دمشق فرج الله كربة اهلها وقوله والطغام هم رعاع الخلق ودهماؤهم هم رعاع الخلق ودهماؤهم من سقط الناس وهي بفتح الطاء. لا ضم هاء ولا كسرها ويضبط عندهم بقولهم كسحاب كسحاب قوله في الصفحة الثالثة والعشرين بعد الثلاث مئة علم اي دليل فعلم الشيء ما يدل عليه. فعلم الشيء ما يدل عليه وقوله في تاليتها في اخر هذا الباب خصائص جمع ها قصفيصة خصيصة كقبيلة وقبائل هذي يكثر فيها الغلط لكن اذا حفظت الوزن خلاص جمع خصيصة كقبيلة وقبائل وهي المزية التي تكون للشيء دون غيره. وهي المزية التي تكون للشيء دون غيره وقوله لذريعة تقدم ان الذريعة هي ايش هي الوسيلة المفضية الى الشيء واما الجهة الاخرى وهي نظم سياقها فنلجأ القول فيها بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين