السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تعاليا وجدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا. وعلى اله وصحبه ومن اتخذه اماما وخليلا اما بعد فهذا المجلس الثالث والثلاثون في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد بسنده الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والعلم وست وثلاثين بعد الاربع مئة والهجرة وهو كتاب الفتح المجيد لشرح كتاب التوحيد العلامة عبدالرحمن بن حسن ابن محمد ابن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة خمس وثمانين ومئتين والف وقد انتهى بنا البيان الى قوله ما قول الله تعالى فيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا فالآية. قال الشامخ رحمه الله قوله ايشركون اي في العبادة؟ قال المفسرون في هذه الاية هذا توفيق وتعنيف للمشركين في عبادتهم مع الله تعالى ما لا يخلق شيئا وهو مخلوق. والمخلوق لا يكون شريكا للخالق في العبادة التي خلقهنها لا عقلا ولا شرعا. وبين انهم لا يستطيعون لهم نصر ولا انفسهم ينصرون. فكيف يشركون به من لا يستطيعون وهذا وصف كل مخلوق حتى الملائكة والصالحين واشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد كان يستنصر ربه على المشركين ويقول اللهم انت اي نصيري بكحول وبك اصون وبك اقاتل. وهذه الاية كقوله تعالى واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيء يوم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موته ولا حياة ولا نشورا قل لا املك يكفي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء وقوله قل اني لا املك لكم ضوءا ولا رشدا. قل اني لنيرني من الله احد ولن اجد من دونه متحدا. الا فكفى بهذه الآيات برهانا على برهان دعوة غير الله تعالى كائنا من كان. فان كان نبيا او صالحا فقد شرفه الله تعالى باخلاص العبادة له والرضا به ربا ومعبودا فكيف يجوز ان يجعل العابد معبودا مع توجيه الخطاب اليه بالنهي هذا الشرك كما قال تعالى ولا تدعوا مع الله الها اخر لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون. وقال تعالى ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه لقد امر الله عباده من الانبياء والصالحين وغيرهم باخلاص العبادة له وحده دون ما سواه ونهاهم ان يعبدوا معه غيره بعث به رسله وانزل به كتبا ورضيه لعباده وهو الاسلام. كما روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه في سؤال جبريل عليه السلام قال قال الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المطلوبة وتصوم رمضان الحديث بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله هذا توبيخ التوفيق اللون والتهديد التوفيق اللوم والتهديد وقوله وتعنيف التعنيف تفعيل من العنف تفعيل من العنف وهو استعمال الشدة وهو استعمال الشدة قوله عضدي العضد المعين اخذ من عضد الانسان اخذ من عضد الانسان وهو العظم الكائن بين المرفق والكتف وهو العظم الكائن بين المرفق والكف فانه اذا اشتد وبرزت عضلاته قوي المرء على قضاء حاجته وبه سمي من يعين الانسان عضدا قوله بك احول يجوز في معناها وجهان احدهما ان يكون من الحيلة ان يكون من الحيلة فهو يطلب حصول مقصوده بحيلة فهو يطلب اصول مقصوده بحيلة فالداعي بقوله بك احول اي اطلب عونا اي اطلب عونا بالتصوف بحيلة اي اطلب عونا في التصرف بحيلة للوصول الى مطلوبي للوصول الى مطلوب ويدل على هذا المعنى قوله في رواية اخرى للحديث بك احاول بك احاول اي اطلب محتالا اي اطلب محتالا والاخر ان يكون من الحيلولة ان يكون من من الحيلولة اي بك ادفع وامتنع بك ادفع وامتنع بان اجعلك حائلا بيني وبين ما اخافه بان اجعلك حائلا بيني وبين ما اخافه وقوله اصول اي احمل اي احمل على العدو في اغلبه اي احمل على العدو باغلبه فالصولة الحملة القوية والصولة الحملة القوية ومنه سمي الصائم ومنه سمي الصائل اثما لما يهجم معتديا من انسان او حيوان اسما لما يهجم معتديا من انسان او حيوان وقوله في الاية لن يجيرني اي لن يحميني بادخالي في جواره اي لن يحميني بادخاله في جواره والجوار الحمى والملاذ والجوار الحمى والملاذ وقوله فيها ملتحدا اي ملجأ ملتحدا اي ملجأ سمي ملتحدا لان اللاجئ يميل اليه سمي ملتحدا لان اللاجئ يميل اليه فاصل اللحد الميل فاصل اللحد الميل وقوله بالاية هالك الا وجهه فيها قولان مشهوران عند اهل السنة احدهما الا هو الا هو فالمراد بالوجه الله نفسه فكل شيء يهلك الا ربنا سبحانه وتعالى وهو نظير قوله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام والوجه في كلام العرب يقع أثما للنفس كلها والوجه في كلام العرب ياق عثمان للذات للنفس كلها ومنه جوز بعض اهل العلم قول القائل يا وجه الله ومنه جوز بعض اهل العلم قول القائل يا وجه الله فانه لا يدعو الصفة التي هي الوجه بل يدعو الله عز وجل الوجه يقع اثما على الذات كلها فالوجه يقع اثما على الذات كلها والاخر ان المراد بقاء ما اريد به وجه الله بقاء ما اريد به وجه الله فكل شيء من الاعمال فكل شيء من الاعمال هالك لا ينتفع به فكل شيء من الاعمال هالك لا ينتفع به الا ما اريد به وجه الله اخلاصا وتوحيدا الا ما اريد به وجه الله اخلاصا وتوحيدا وهذان القولان متلازمان وهذان القولان متلازمان الاعمال النافعة اعمال نافعة هي التي يراد بها وجه الله هي التي يراد بها وجه الله لانه هو الذي يبقى ولا يبقى سواه لانه هو الذي يبقى ولا يبقى سوى القولان صحيحان ذكره ابو الفداء ابن كثير في تفسيره مع جماعة اخرين من اهل العلم ووراء هذين القولين المشهورين اقوال مبينة في المبسوطات لا تخلو من اشكالات منها منقول عن البخاري في صحيحه وبسطه في غير هذا المحل واما الجهة الاخرى وهي نظم ثيابها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معنى الاية دليلا في الباب شرع يبين معنى الاية دليلا في الباب واعرض عن بيان مراد الترجمة واعرض عن بيان مراد الترجمة واوقعه في ذلك ان المصنف ترجم بما هو دليل واوقعه في ذلك ان المصنف ترجما بما هو دليل وتراجم كتاب التوحيد نوعان وتراجم كتاب التوحيد نوعان احدهما معان تبين مضمون ما بعدها من الادلة معان تبين مضمونا ما بعدها من الادلة كقوله باب الخوف من الشرك والاخر ادلة ادلة تبين مراد الباب وتعد دليلا من ادلته ادلة نبين مراد الباب وتكون دليلا من ادلته كقوله هنا باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون والاية بعدها وما كان من الضرب الثاني فما كان من الضرب الثاني ففيه نظر من جهتين ففيه نظر من جهتين احداهما النظر الى كونه ترجمة نبين معنى ما بعدها النظر الى كونه ترجمة تبين معنى ما بعدها والاخرى النظر الى كونه دليلا من ادلة الباب النظر الى كونه دليلا من ادلة الباب الضرب الاول تبين فيه الترجمة كشفا عن المراد منها واما الضوء الثاني فيتناوبه نوعان من البيان احدهما بيان المراد بالترجمة والاخر بيان دلالة هذا الدليل المترجم به عليها بيان ازالة هذا الدليل المستودع به عليها والجادة المذكورة في تراجم كتاب التوحيد هي حدو صنيع ابي عبدالله البخاري في مواضع من كتابه فانه تارة يترجم بالمعنى الذي تبشره الاحاديث المذكورة بعده ويترجم تارة اخرى باية من القرآن الكريم تكون مبينة لمعنى ما بعدها من جهة وتكون دليلا في المسألة ايضا من جهة اخرى فكان حقيقة بالشارع رحمه الله ان يبين المراد من الترجمة اولا لتكون هذه الاية وما بعدها من الادلة مندرجة فيه ثم يبين ثانيا معنى هذه الاية وتعلقها بالباب وقد احسن ابن عمه الشارح الاول سليمان ابن عبد الله بتيسير العزيز الحميد اذ بين المراد بالترجمة فقال ما نصه المراد من هذه الترجمة بيان حال المدعوين بيان ال المدعوين من دون الله انهم لا ينفعون ولا يضرون انهم لا ينفعون ولا يضرون دوام في ذلك الملائكة والانبياء والصالحون والاصنام سواء في ذلك الملائكة والانبياء والصالحون والاصنام انتهى كلامه فكشف بهذه الجملة عن مقصود المصنف رحمه الله بالترجمة لهذه الاية فانه اراد تقريرا ال المدعوين من دون الله عز وجل من الملائكة والانبياء والصالحين والاصنام انهم لا ينفعون ولا يضرون وتبعه في تقرير هذا المعنى العلامة ابن قاسم رحمه الله في حاشيته ولا ريب في صحتي ما ذكراه ولا ريب بصحة ما ذكراه انه مراد من الترجمة وفوق هذا المراد مراد اعظم يندرج فيه المراد المذكور فان المصنف رحمه الله من ابتداء هذه الترجمة كرع في مقصد اخر من مقاصد كتابه فان المصنف في هذه الترجمة وما بعدها ترعى في مقصد اخر من مقاصد كتابه وهو بيان براهين التوحيد وهو بيان براهين التوحيد اي الادلة الدالة عليه اي الادلة الدالة عليه وبراهين التوحيد نوعان وبراهين التوحيد نوعان احدهما براهين اجمالية براهين اجمالية وهي البراهين التي تدل على استحقاق الله العبادة البراهين التي تدل على استحقاق الله العبادة ووجوب توحيده والاخلاص له وجوب توحيده والاخلاص له والاخر براهين تفصيلية براهين تفصيلية وهي البراهين الدالة عنان تفصيل مسائل التوحيد البراهين الدالة على تفصيل مسائل التوحيد والفرق بينهما ان البراهين الاجمالية تفضي بالعبد اين الاقرار بتوحيد الله ان البراهين الاجمالية تفضي باقرار العبد تفظي الى اقرار العبد بتوحيد الله والبراهين التفصيلية توقفه على مقامات التوحيد ومواقعه والبراهين التفصيلية توقفه على مقامات التوحيد ومواقعه والترجمة المذكورة ترجع الى براهين التوحيد الاجمالية ترجع الى براهين التوحيد الاجمالية التي تفظي بالعبد الى الاقرار باستحقاق الله العبادة الى الاقرار استحقاق الله العبادة ووجوب توحيده وهذا هو الذي اراده المصنف من الترجمة وهذا هو الذي اراده المصنف من الترجمة بان يقيم برهانا من براهين التوحيد والبرهان المذكور في هذه الترجمة هو بيان قدرة الخالق فعدل مخلوق هو بيان قدرة الخالق وعجز المخلوقات فالخالق سبحانه وتعالى له القدرة الكاملة فهو يخلق ويملك ويرزق ويحيي ويميت والمخلوق عاجز ضعيف لا يخلق ولا يملك ولا يرزق ولا يحيي ولا يميت فاذا كان الله عز وجل موصوفا بالقدرة الكاملة فهو وحده المستحق للعبادة واذا كان المخلوق موصوفا بالعدل والضعف فانه لا يصلح للعبادة فينشأ من هذا البرهان تحقيق امرين فينشأ من هذا البرهان تحقيق امرين احدهما استحقاق الله العبادة والتوحيد استحقاق الله العبادة والتوحيد والاخر عدم استحقاق غيره لشيء منها عدم استحقاق غيره لشيء منها سائلا من كان كائنا من كان لا فرق بين الانبياء المرسلين الملائكة المقربين ولا الشهداء ولا الصالحين ولا الاحجار ولا الاشجار ولا المشاهد ولا القباب وغيرها ومن اصول التوحيد في القرآن تحقيق القرآن بين الخالق والمخلوق ومن اصول التوحيد في القرآن تحقيق الفرقان بين الخالق والمخلوق قال الله تعالى هل تعلم له سميا وقال تعالى ولم يكن له كفوا احد وقال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والخطأ بالفرقان بين الخالق والمخلوق نشأت منه انواع من الضلال والخطأ في الفرقان بين الخالق والمخلوق نشأت منه انواع من الضلال فوقع من وقع من النصارى بالتثليج لانهم لم يفرقوا بين الخالق والمخلوق ووقع من وقع في نسبة النقائص والافات الى الله سبحانه وتعالى من لم يفرق بين الخالق والمخلوق في الصفات فجنح قوم الى النفي معطلين الله عن صفاته وجنح اخرون الى الاثبات المفضي من التمثيل فجعلوا الله سبحانه وتعالى كخلقه الضعفاء وعظم هذا في المتأخرين في باب توحيد العبادة وعظم هذا في المتأخرين في باب توحيد العبادة فانهم تووا بين الله وبين معظميهم فانهم سووا بين الله وبين معظميهم في القدرة والتأثير فصاروا يطلبون من المخلوق ما لا يطلب الا من الله طاروا يطلبون من المخلوق ما لا يطلب الا من الله فوقعوا في الالتجاء الى اولئك المعظمين والتوجه اليهم رغبة ورهبة ودعائهم وسؤالهم من دون الله وهذا الاصل الكبير بالتوحيد حقيق بتتبعه تقريرا في القرآن في قواعده الكلية كالايات السابقة في قوله تعالى هل تعلمونه سم يا وقوله ليس كمثله شيء وقوله ولم يكن له كفوا احد وفي تفاصيل جمله كقوله تعالى والله يعلم وانتم لا تعلمون فان ايضاح هذا الاصل بتحقيق الفرقان بين الخالق والمخلوق يؤدي بالعبد بلا معرفة حق الله سبحانه وتعالى الذي لا يكون لغيره وهو عبادته واخلاص الديني له ومن جملة ما يندرج في الفرقان بين الخالق والمخلوق المقصد الذي اراده المصنف بهذه الترجمة وهو بيان قدرة الخالق وعدل مخلوقات وهذا المعنى المدلول عليه بقولنا بيان قدرة الخالق وعدل المخلوق من الافراد المندرجة في باب الربوبية من الافراد المندرجة في باب الربوبية فان من ربوبيته سبحانه وتعالى كمال قدرته والمخلوق بضد ذلك فانه عاجز ضعيف لا قدرة له على شيء الا ما اقدره الله عليه وشاءه له ولملاحظة هذا المعنى ذكر شيخ شيوخنا ابن سعدي عند هذه الترجمة بالقول السديد ان المقصود حمل المقرين بتوحيد الربوبية لله على اقرارهم بتوحيد الالوهية فان من اقر بالله ربا له الخلق والامر وبيده الملك والرزق فانه يجب عليه ان يقر بالله سبحانه وتعالى معبودا مألوها يا له القلوب بالحب والتعظيم والاستدلال على توحيد الالوهية لتوحيد الربوبية هو اوسع اودية ادلة توحيد الالوهية في القرآن هو اوسع ادلة توحيد الربوبية توحيد الالوهية بالقرآن فان القرآن مملوء بالايات المغررة توحيد الربوبية لالزام المقرين بها بان يفردوا الله سبحانه وتعالى بالعبادة ذكر هذا المعنى ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم وذكر شيخ شيوخنا ابن سعديا في القول السديد عند هذه الترجمة ان هذا البرهان وهو توحيد الربوبية هو اعظم برهان جاء ذكره في القرآن لتقرير توحيد العلوم هو اعظم برهان جاءك غيره بالقرآن لبيان توحيد الالوهية وهو كما قال دليل دمعي نقلي ودليل عقلي ايضا فان ادلة النقل والعقل مجتمعة على اثبات الربوبية لله سبحانه وتعالى المستوجبة الاقرار له عز وجل بتوحيد الالوهية وخلاصة المقام ان المصنف ترعى في هذه الجملة في ذكر براهين التوحيد وابتداها بواحد منها وهو بيان قدرة الخالق وعزي المخلوق وذكر خمسة ادلة تبين هذا ابتدأها بالدليل الاول وهو الايتان اللتان ترجم بهما في قوله باب قول الله تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا الاية وقد بين الشارخ رحمه الله تعالى معناها بقوله قوله ايشركون اي في العبادة بان الشرك في خطاب الشرع يطلق غالبا ويراد به الشرك في العبادة لانه ابشع انواع الشرك واشنعها ثم قال قال المفسرون في هذه الاية والحكاية عن اهل فن ما على وجه الاجمال يدل على استقرار هذا المعنى عنده فاذا قال القائل قال المفسرون كذا وكذا فانه يريد استقرار هذا المعنى عند المفسرين واذا قال القائل قال النحات كذا وكذا فانه يريد استقرار هذا المعنى عند المشتغلين انه فالاتيان بهذه الجملة ونظائرها يصلح فيما كان قولا مستقرا لا قلت فيه بين ارباب الفن المذكور عنه ذلك القول فلا يسوغ ان تقول قال الفقهاء ثم تحكي قولا هو عندهم مما اختلف فيه وانما تسوء حكاية هذا القول منسوبا اليهم اذا كان هذا القول مطبقا عليه بينهم مجمعا عليه عندهم سواء كان بالنظر الى فقهاء مذهب معين يعلم من سياق كلامك ارادته او الفقهاء من كل المذاهب المنقول هنا هو منع المعنى المستقر عند المفسرين. ولهذا قال الشارح قال المفسرون في هذه الاية ثم ذكر قولهم انهم قالوا هذا توبيخ وتعنيف للمشركين وتقدم معناهما وذكره التوفيق والتعنيف مستفاد من سياق الاية بالاستفهام في قوله ايشركون ما لا يخلق شيئا فاصل السياق سياق استفهام بالسؤال لكن لا يراد منه حقيقته بل المراد منه النكرة عليهم فقوله سبحانه ايشركون ما لا يخلق شيئا استفهام استنكاري استفهام انكار يراد به الانكار عليهم توبيخا وتعنيفا لهم فيما وقعوا فيه مما ذكره المصنف بقوله هذا توبيخ وتعنيف للمشركين في عبادتهم مع الله تعالى ما لا يخلق شيئا وهو مخلوق والمخلوق لا يكون شريكا للخالق في العبادة التي خلقهم لها لا عقلا ولا شرعا وبين انهم لا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون فكيف يشركون به من لا يستطيع نصر عابديه ولا نصر نفسه والمذكور نفيه في هاتين الايتين اربعة امور اولها ان المدعوين من دون الله لا يخلقون شيئا ان المدعوين من دون الله لا يخلقون شيئا وتانيها انهم هم انهم هم انفسهم انه هم انفسهم مخلوقون انهم هم انفسهم مخلوقون ثالثها انهم لا يستطيعون نصر غيرهم انه لا يستطيعون نصر غيرهم ورابعها انهم لا ينصرون انفسهم انهم لا ينصرون انفسهم وهذه الافعال الارض الاربعة ترجع الى نفي مقامين عنه وهذه الامور الاربعة ترجع الى في مقامين عنهم احدهما مقام النفع لانفسهم ولغيرهم مقام النفع لانفسهم ولغيره والاخر مقام الدفع عن انفسهم وعن غيرهم مقام الدفع عن انفسهم وعن غيرهم فهم لا يستطيعون ايصال نفع الى انفسهم الا ما شاءه الله واراد ولا يستطيعون نفع غيرهم وهم ايضا لا يدفعون عن انفسهم شيئا اذا اراده الله وشاءه ولا يدفعون عن غيرهم ممن يستنصر بهم قال الشارح وهذا برهان ظاهر على بطلان ما كانوا يعبدونه من دون الله لان من كان عاجزا لا ينفع ولا يدفع لنفسه ولا لغيره فانه لا يصلح ان يكون معبودا ثم قال وهذا وصف كل مخلوق حتى الملائكة والانبياء والصالحين فالمخلوقات باسرها عاجزة ضعيفة لا قدرة لها الا بامر الله سبحانه وتعالى ثم قال واشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد كان يستنصر ربه على المشركين ان يطلبوا نصره ويقول اللهم انت عضدي ونصيري بك اعول وبك اصول وبك اقاتل وهذا حديث صحيح روي من حديث جماعة من الصحابة احسنها حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه عند احمد وغيره واسناده صحيح وفيه بيان عزه صلى الله عليه وسلم عن نصب نفسه بنفسه فهو مفتقر الى الله عز وجل محتاج اليها وفي الحديث المذكور انه صلى الله عليه وسلم كان يقوله استنصارا بربه على المشركين لما رأى جمعهم فخلع من قلبه كل قدرة ولجأ الى الله سبحانه وتعالى مفتقرا اليه داعيا اللهم انت عضدي ونصيري بك احول وبك اصول وبك اقاتل وهو دعاء يقوله الانسان في كل شيء يستنصر بالله عز وجل وفي ترجمة ابن تيمية الحفيد رحمه الله انه كان يقول هذا الدعاء اذا خرج الى مجلس الدرس فان التدريس نوع من الجهاد فان التدريس نوع من الجهاد والعبد فيه مفتقر اشد الافتقار الى الاستنصال بالله عز وجل بالثبات في هذا المقام والقيام فيه مقام الانبياء الناصحين اممهم وقد قرر الشارخ رحمه الله تعالى في كتابه الاخر قرة عيون الموحدين ان الايتين المذكورتين تدلان على اخلاص العبادة لله وحده وبطلان جعلها لغيره من وجهين عظيمين من وجهين عظيمين احدهما كونهم عبادا لمن خلقهم كونهم عبادا لمن خلقهم لعبادته والعبد لا يكون معبودا والعبد لا يكون معبودا ويبين هذا الوجه ويبين هذا الوجه قوله تعالى بعد الايتين ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فاثبت لهم العبودية ومن كان عبدا لا يصلح ان يكون معبودا والاخر انه لا قدرة لهم على نفع انفسهم انه لا قدرة لهم على نفع انفسهم فكيف يرجى منهم ان ينفعوا غيرهم فكيف يرجى منهم ان ينفعوا غيرهم ثم قال الشارح وهذه الاية كقوله تعالى واتخذوا من دونه الهة لا يخلقون شيئا الاية وقوله قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا في الاية وقوله قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا الايتين بعدها فان هؤلاء الايات كلها مما فيه بيان عدم قدرة المخلوقين على دين وتقرير عزهم وانهم لا يملكون لانفسهم فضلا عن غيرهم ضرا ولا نفعل فالخلق بيد الله والملك بيد الله والحكم بيد الله فالله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وحده ثم قال الشارع فكفى بهذه الايات برهانا على بطلان دعوة غير الله تعالى كائنا من كان فان كان نبيا او صالحا فقد شرفه الله تعالى باخلاص العبادة له والرضا به والرضا به ربا ومعبودا فكيف يجوز ان يجعل العابد معبودا مع توجيه الخطاب اليه بالنهي عن هذا الشرك كما قال الله تعالى ولا تدعوا مع الله الها اخر لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون وقال تعالى ان الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. فقد امر الله عباده الانبياء والصالحين وغيرهم باخلاص العبادة له وحده دون ما سواه ونهاهم ان يعبدوا معه غيره ومقصوده ان تلك الايات المبينة ان تلك الايات المبينة بطلان دعوة غير الله على اي حال كان يزداد ظهور برهانها لمن كان عبدا مخلصا لله يزداد ظهور برهانها فيمن كان عبدا مخلصا لله. كالانبياء والصالحين فان الانبياء والصالحين رضوا بالله ربا فاخلصوا له العبادة فاذا كان هؤلاء يعبدون الله فكيف يعبدون من دون الله بين العابد الله عز وجل لا يرى لنفسه حظا من العبادة فمن عبده من دون الله عز وجل فقد ناقض حقيقة ما عليه ذلك العابد الانبياء والصالحون يدعون الخلق الى اخلاص التوحيد لله عز وجل. وان العبادة كلها لله وحده ولا يرضون ان يجعل منها شيء لغير الله كائنا من كان واذا كانوا على تلك الحال فانه يستبشع من داعيهم وسائرهم ومعظهم ومعظمهم ان يجعلهم اربابا من دون الله يتوجه اليهم بالدعاء والسؤال والرغبة والرهبة ثم قال المصنف بعد ان بين ان الانبياء والصالحين يخلصون الدين لله وينهون عن عبادة غيره؟ قال وهذا هو دينه الذي بعث به رسله وانزل به كتبه ورضيه لعباده. فحقيقة الدين الذي امر الله عز وجل به هو اخلاص التوحيد له ثم قال وهو الاسلام اي الاستسلام لله سبحانه وتعالى فان الاستسلام له يوجب على العبد ان يجعل عبادته لله وحده ولا يجعل شيئا منها لغير الله عز وجل. ثم ذكر المصنف ما يفسر ذلك من الحديث فقال كما روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه في سؤال جبريل عليه السلام واصله عند مسلم انه قال يا رسول الله ما الاسلام؟ قال الاسلام ان تعبد الله ولا تشرك به شيئا فحقيقة الاسلام هو استسلام العبد لله بالتوحيد. فلا يكون العبد مسلما حتى يكون موحدا عز وجل وهذا المعنى الذي تقدم في الاية من بيان قدرة الخالق وعز المخلوق ظاهر الدلالة على تحقيق دين الاسلام فان من عرف لله قدره وشأنه وعلوه اذعن لله سبحانه وتعالى بالوهيته وعبادته ولم يجعل شيئا منها لغيره سبحانه احسن الله اليكم قال رحمه الله قول الله تعالى قال الشارب يخبر تعالى عن حال مدعو من دونه من الملائكة والانبياء والاصنام وغيرها بما يدل على عجزه وضعفهم وانه قد نبت عنهم الاسباب التي تكون في المدعو وهي الملك وسماع الدعاء والقدرة على استجابته. فمتى لم توجد هذه الشروط تامة بطلت دعوته فكيف اذا علمت بالكلية؟ قال ابن عباس القطمير اللفافة التي تكون على نواة التمرة كما قال تعالى ويعبدون من نزول الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا او ولا يستطيعون. وقال تعالى ادعوا الذين اذهبتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ونفى عنهم سماع الدعاء بقوله دعاءكم لانه ما بين بيت وغائب عنهم مشتغل بما خلق له مسخر بما امر به في الملائكة. ثم قال ولو سمعوا ما استجابوا لكم لان ذلك ليس اليهم فان الله تعالى لم يهدى لاحد من عباده في دعاء احد منهم لا استقلالا ولا واثقة. كما تقدم بعض اهل ذلك وقوله ويوم القيامة يكفرون بشرككم فتبين بهذا ان دعوة غير الله شرك. وقال تعالى واتخذوا من وجوههم الهة يكون لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا. فقوله تعالى ويوم القيامة يكفرون بشرككم قال ابن كثير رحمه الله يتبرؤون منكم كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم واذا حشر الناس كان لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. قال وقوله ولا ينبهك مثل خبير. اي ولا يبصرك عواقب الامور ومآلها وما تصير اليه مثل خبير بها. قال قتادة رحمه الله يعني نفسه تبارك وتعالى فانه اخبر فانه اخبر بالواقع لا محالة. قلت والمشركون لم يسلموا للعليم الخبير ما اخبر به عن معبوداتهم فقالوا تهلك وتسمع وتستجيب وتشفع دعاها ولم يلتفتوا الى ما اخبر به الخبير من ان كل معبود يوم القيامة ويتبرأ منه. كما قال تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركائكم فزينا بينهم وقال الشركاء هم ايا لا تعبدون فكفى بالله شيئا بيننا وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلين. الى قوله قال قال مجاهد في قوله تعالى قال يقول ذلك كل شيء كان يعبد لله الكيس يستقبل هذه الايات التي هي الحجة والنور والبرهان بالايمان والقبول والعمل. فيجدد اعماله لله وحده دون كل ما سواه ممن لا يهلك لنفسه نفعا ولا دفعا فضلا عن غيره بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله تعالى في الاية قطمير هو اللفافة التي تكون على نواة التمر وغيرها واللفافة التي تكون على نواة التمر وغيرها فالقشرة الرقيقة المستعلية على النواة فالقشرة الرقيقة المستعلية على النواة ملتفتا عليها بالاستدارة تسمى قطميرا ملتفتا عليها بالاستجارة تسمى قبض ميرا وقوله في بيانها اللفافة وعالة من اللف فعالة من اللفظ وهو الاستدارة والاحاطة بالشيء الاستدارة والاحاطة بالشيء قوله نواه نواتف تمري وغيره هي الحبة التي تكون في جوفه. نواة التمر وغيره هي الحبة التي تكون في جوفه وقوله بالاية ضد الظل الشيء هو المباين الذي لا يجتمع معه الظل للشيء والمباين المخالف الذي لا يجتمع معه فالمتظادان الشيئان لا يجوز اجتماعهما في وقت واحد الشيئان لا يجوز اجتماعهما في وقت واحد بالليل والنهار كالليل والنهار قاله ابن فارس في مقاييس اللغة قوله فزيلنا بينهم اي فرقنا بينهم فزيلنا بينهم هي فرقنا بينهم فالتزايل التباين فالتزاين التباين قوله فالكيف هو العاقل الفقير هو العاقل الفطن يسمى الرجل كيسا اذا كان عاقلا مجتمع الرأي تم الرجل كيزا اذا كان عاقلا مجتمع الرأي ومادة هذا الاصل الكاف والياء والسين هي الاستماع ومادة هذا الاصل الكاف والياء والسين هي الاستماع ومنه سمي الوعاء الذي تجعل فيه الاشياء كيسا ومنه سمي الوعاء الذي تجعل فيه الاشياء كيسا بانها تجمع فيه لانها تجمع فيه وهو من فصحى العامية المنتشرة في الناس فالكيس عبارة فصيحة صحيحة كلمة نصيحة صحيحة واما الجهة الاخرى واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معنى الدليل الثاني من الادلة التي استدل بها المصنف في تقرير البرهان المتقدم وهو بيان قدرة الخالق وعد المخلوق فقال يخبر تعالى عن حال المدعوين من دونه من الملائكة والانبياء والاصنام وغيرها بما يدل على عجزهم وضعفهم وانهم قد انتفت عنهم الاسباب التي تكون في المدعو وهي الملك وسماع الدعاء والقدرة على اجابته فمتى لم توجد هذه الشروط تامة؟ بطلت دعوته فكيف اذا عدمت بالكلية انتهى كلامه وقال رحمه الله في قرة عيون الموحدين زائدا في تقرير هذا المعنى ابتدى تعالى هذه الايات بقوله ذلكم الله ربكم له الملك يخبر الخبير ان الملك له وحده والملوك وجميع الخلق تحت تصرفه وتدبيره. ولهذا قالوا الذين يدعون من دونه ما يملكون من قسمير انتهى كلامه فبين الشارخ رحمه الله في الجملة المتقدمة بيان وجه هذا الدليل حال تعلقه بالترجمة المذكورة وهو الافصاح عن ضعف حال المدعوين من دون الله وعدهم وذكر انهم عاجزون من وجوه نفاها الله سبحانه وتعالى عنهم فقال في تفصيل تلك الوجوه فنفى عنهم الملك بقوله ما يملكون من قطمير قال ابن عباس ومجاهد وعتيمة وعطاء والحسن وقتادة القطمير اللفافة التي تكون على نواة التمر كما قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون وقال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ونفى عنهم سماع الدعاء بقوله ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم لانهم ما بين ميت وغائب عنه بعدها عندكم في النسخ غير النسخة ذي تغرموا اللوا صحيحة صحيح في واو لانهم ما بين ميت وغائب عنهم ومشتغل بما خلق له ومشتغل بما خلق له مسخر بما امر به كالملائكة فلا بد من الواو العاطفة للتفريق بين النوعين ثم قال ولو سمعوا ما استجابوا لكم لان ذلك ليس اليه فان الله تعالى لم يأذن لاحد من عباده في دعاء احد منهم لا استغلالا ولا واسطة كما تقدم بعض ادلة ذلك وقوله ويوم القيامة يكفرون بشرككم فتبين بهذا ان دعوة غير الله وقال تعالى واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون ضد فافطر الله عز وجل دعاء غيره في هذه الاية من وجوه اربعة تأخر الله دعاء غيره في هذه الاية وما بعدها من وجوه اربعة اولها نفي الملك عنهم فهم لا يملكون شيئا فهم لا يملكون شيئا وقيل في تقرير نفي ملكهم ما يملكون من قطمير اعلاما بزوال ملكهم من جهتين اعلاما لزوال ملكهم من جهتين احداهما انهم لا يملكون ما يعد حقيقا كالقطمير انهم لا يملكون ما يعد حقيرا كالقطمير فمن لم يملك الحقير لا يملك العظيم فمن لم يملك الحقير لا يملك لا يملك العظيم والاخرى نفي ملكهم اي شيء نفي ملكهم اي شيء بوقوع قطمير نكرة بوقوع قطنيط نكرة في سياق نفي بوقوع قطمير نكرة في سياق نفيه وهذا ابلغ النفي وهذا ابلغ النفي فنفى الله عز وجل عنهم ملك اي شيء فنفى الله عز وجل عنهم ملك اي شيء ذاكرا نفي الحقير بنفس ما فوقه ذاكرا نسي الحقير لنفي ما فوقه وذكر المصنف رحمه الله تعالى ايتين في هذا الوجه الاول وتانيها نفي سماع الدعاء عنهم نفي تماعي الدعاء عنهم بقوله ان تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم والسمع المنفي عنهم هو السمع الذي يحصل به نفعه دمع المنفي عنه هو السمع الذي يحصل ذي نفعهم لا مجرد ادراك كلامهم لا مجرد ادراك كلامية ولذلك قال ولو سمعوا ما استجابوا لكم لذلك قال ولو سمعوا ما استجابوا لكم اي لا يحصل انتفاعكم بهم وثالثها وثالثها عدم اجابة عدم اجابة المدعوين دعاءهم عدم اجابة المدعوين دعاءهم فلا قدرة لهم فلا قدرة لهم على اجابة دعاء الداعين فلا قدرة لهم على اجابة دعاء الداعين ورابعها كفرهم بشركهم كفرهم بشركهم اي انكارهم دعوتهم التي كانوا يدعوه اي انكارهم دعوتهم التي كانوا يدعون كما قال تعالى كلا سيكفرون بعبادتهم كما قال تعالى كلا سيكون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا اي اعداء له وهو كقوله تعالى واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فاجتماع هذه الوجوه الاربعة تدل على بطلان دعاء غير الله سبحانه وتعالى. وانه لا ان يكون معبودا من دون الله ثم بين الشارح رحمه الله تعالى ان هذا الدعاء شرك فقال وقوله تعالى ويوم القيامة يكفرون بشرككم قال ابن كثير يتبرأون منكم كما قال الا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم على دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فسمى الله سبحانه وتعالى دعاءهم شركا بقوله ويوم القيامة يكفرون بشرككم فدعاء غير الله سبحانه وتعالى شرك فدعاء غير الله سبحانه وتعالى شرك ثم قال الشارع قال وقوله ولا ينبئك مثل خبير يعني من كلام ابن كثير اي ولا يخبرك بعواقب الامور ومآلها وما تصير اليه مثل خبير بها. قال قتادة يعني نفسه تبارك وتعالى فانه اخبر بالواقع لا محالة والختم بقوله سبحانه ولا ينبئك مثل خبير امعان في الابلاغ باقامة الحجة عليه. امعان بالابلاغ باقامة الحجة عليه في تحقق ما سبق نفيه في تحقق ما سبق نفيه من انهم لا يملكون ولا يسمعون ولا يقدرون على نفع من دعاهم وهم يوم القيامة كافرون بهذا الشرك ثم قال الشارح قلت والمشركون لم يسلموا للعليم الخبير ما اخبر به عن معبوداتهم فقالوا تملك وتسمع وتستجيب وتشفع لمن دعاها فاثبتوا لها ما نفاه الله سبحانه وتعالى. قال ولم يلتفتوا الى ما اخبر به الخبير. من ان كل معبود يعادي عابده يوم القيامة ويتبرأ منه كما قال تعالى ويوم نحشرهم جميعا. ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاء وزيلنا بينهم اي فرقنا بينهم. وقال شركائهم ما كنتم ايانا تعبدون. اي تبرأوا من عبادتهم لهم من نور الله قال فكفى بالله شهيدا بيني وبينكم ان كنا عن عبادتكم لغافلين. الى قوله وضل عنهم ما كانوا يفترون فكل مدعو من دون الله سبحانه وتعالى هو معاذ عابده وداعيه يوم القيامة متبرأ منه ثم قال اخرج ابن جرير عن ابن جرير انه قال قال مجاهد وهو ابن جبر ان كنا عن عبادتكم لغافلين؟ قال يقول ذلك كل شيء كان يعبد ومن دون الله والمراد بهذه الغفلة الترك وعدم المبالاة. والمراد بهذه الغفلة الترك وعدم المبالاة ثم قال الشارح الكيس ايد العقل والفطنة يستقبل هذه الايات ان يتلقاها التي هي الحجة والنور والبرهان بالايمان والقبول والعمل. فيجرد اعماله لله وحده دون كل ما سواه ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا دفعا فضلا عن غيره انتهى كلامه فان ان ندرك حقيقة هذه المعاني من سلب النفع والضر عن غير الله عز وجل. وانه لا يملك ولا يسمع ولا يقدر على الاجابة ثم يكون منتهى الامر ان ينكر دعاء داعيه يمتلئ قلبه تحقيقا للتوحيد. فلا يتوجه في شيء قليل ولا كثير دقيق ولا جليل الا الى الله سبحانه وتعالى. لانه يعلم ان الامر كله لله وان الملك كله بيد الله وان الحكم كله لله عز وجل وهذا المعنى لا يختص بمجرد دعاء غير الله سبحانه وتعالى. بل كل توجه يقع في قلب العبد الى غير ربه سبحانه وتعالى وتعلق يجده فيه لغيره يجب عليه ان يخلص قلبه من رق هذا التوجه فان القلب اذا احتوى على هذا صار رقيقا معبودا تابعا لغيره سواء بما يخرجه من الاسلام بالكلية او بما يضعف توحيده وينقصه. والموحد الكامل لا يرى للخلق نفعا ولا ضرا. وما يجيء منهم من خير او شر يعدهم هم فيه اسبابا. ان شاء الله سبحانه وتعالى امضاها وان شاء الله سبحانه وتعالى عطلها. واذا امتلأ قلب العبد بهذا لم يلتفت الى احد من المخلوقين. لانه يعلم انهم لا يملكون شيئا ولا يقدرون على شيء الا وما اقدرهم الله سبحانه وتعالى عليه. وفي اخبار بعض الملوك انه امسك برجل حرش الجند عليه واراد قتله وقال اليوم لا تغرب الشمس الا وقد قتلتك فقتل الله عز وجل ذلك الملك قبل غروب الشمس بان ثار عليه بعض جنده فقتله. وخلص ذلك الرجل المنازع له من الاثر. فالامور كلها حياة وموتا ورزقا وامساكا ومنعا وعطاء واخذا وتركا ورفعا ووضعا كلها بيد الله سبحانه وتعالى. فالموحد الممتلئ بهذا المعنى لا يعدو ان يرى غير الله سبحانه وتعالى سببا يجريه الله عز وجل اذا شاء اجراءه ويمسكه الله سبحانه وتعالى اذا شاء امساكه وما ذكره المصنف رحمه الله في هذه الجملة عن المشركين انهم يقولون عن الهتهم تملك وتسمع وتستجيب وتشفع لمن دعاها بقوله قلت والمشركون لم يسلموا للعليم الخبير ما اخبر به عن معبوداتهم فقالوا تملك وتسمع وتستجيب وتشفع لمن دعاها. ذكر الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله ان هذا القول هو قولهم بلسان الحال لا بلسان المقال فقال في حاشيته على فتح المجيد عند هذه الجملة في الصفحة الخامسة والتسعين بعد المئة يعني قالوا ذلك. لانها لا تملك ولا تسمع انها تملك وتسمع؟ قال يعني قالوا ذلك بلسان حالهم. لانهم اصروا على دعائهم والاستغاثة بهم بعد ان وبخهم الله بان الذي يستغاث به ويدعى لابد ان يكون سميعا بصيرا بيده الخير. والذي يدل على انهم لم يكونوا يقولون دون ذلك بصريح القول ما حكى الله من جواب قوم ابراهيم وابيه لما سألهم ان يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون فانهم عن الجواب الصريح عن السؤال وقالوا بل وجدنا ابائنا كذلك يفعلون. فجوابهم هذا حيزة عن الجواب المطابق للسؤال قال انتهى كلامه ومقصوده ان ما اضافه الشارح الى المشركين من القول انها تملك وتسمع وتستجيب وتشفع لمن دعاها ان هذا قول بلسان الحال. لا بلسان المقال وهذا الذي ذكره رحمه الله تعالى صحيح فيما ذكر من الايات. لكن في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يدل على انهم كانوا يقولون ذلك بلسان المقال فهم يثبتون ان تلك الالهة تملك كما يقولون في تربيتهم الا شريكا هو لك تملكه وما ملكت. فقولهم وما ملك دليل على انهم يثبتون الملك لهذه الاية وان جعلوه تابعا لملك الله سبحانه وتعالى. فما ذكره الشيخ محمد حامد الفقيه ان هذا قولا بلسان الحال فقط فيه نظر بل هو قول بلسان الحال تارة وقول بلسان المقال تارة اخرى نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى في الصحيح عن رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وكسرت فقال صلى الله عليه وسلم كيف يفلح قوم شدوا نبيهم فنزلت ليس لك من الامر شيء. قال الشارق رحمه الله قوله الصحيحين علقه البخاري وعن حميد وعن ثابت عن انس. ووصله مسلم عن ثابت عن انس فقال ابن اسحاق في المغازي حدثني حميد الخويل عن انس رضي الله عنه قال كسرت النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وشج في وجهه فجعل الدم يسير على وجهه وجعل يمسح الدم وهو يقول كيف يفلح قوم غضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم الى ربهم فانزل الله الاية قوله شج النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو السعادات الشج في الرأس خاصة في الاصل وهو ان يضربه بشيء فيجرحه فيه ويشقه ثم استعمل في غيره من الاعضاء وذكر ابن هشام من حديث ابي سعيد الخدري ان عقبة ابن ابي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم السفلى وجرح شفته السفلى وان عبد الله مشي هو الذي شجه في جبهته وان عبدالله ابن قبيلة جرحه في وجنته فدخلت حلقته من حلق المغفر في وجنته. وان مالك ابن سنان ما قدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وازدود. فقال له صلى الله عليه وسلم كلما لم تمسك النار قال القرطبي رحمه الله والرباعية بفتح الراء وتخفيف يا ايها كل سن بعد ثنية قال النووي وللانسان اربع رباعيات وهذا الحافظ هو المراد انها كسرت فذهب بها ولم تقلع من اصلها قالوا رحمه الله وفي هذا وقوع الاسقام والابتلاء بالانبياء صلوات الله وسلامه عليهم لينالوا جزيل الاجر والثواب ما اصابهم قال القاضي وليعلم انهم من البشر تخطئهم محن الدنيا ليتيقنوا انهم مخلوقون مغضوبون ولا يفتتن بما ظهر على ايديهم من المعجزات. ويلبس الشيطان من امرهم ما لبثه على النصارى وغيرهم. انتهى قلت يعني بالعبادة قوله يوم احد هو جبل معروف كانت عنده الوقعة المشهورة فاضيفت اليه شرقي المدينة قال النبي صلى الله عليه عليه وسلم احد جبل يحبنا ونحبه. قوله كيف يفلح قوم شدوا نبيهم زاد مسلم وكسروا رباعيته قوله فانزل الله ليس لك من الامر شيء. قال ابن عطية كان النبي صلى الله عليه وسلم لحقه في تلك الحالة يقتل من فلاح. لقريش فقيل له بسبب ذلك ليس لك من الامر شيء اي عواقب الامور بيد الله فاقضي انت لشأنك ودم على الدعاء لربك. وقال ابن اسحاق في قوله ليس لك من الامر شيء في عبادي الا ما امرتك به فيهم بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله في الحديث شج النبي اي جرح صلى الله عليه وسلم اي جرح صلى الله عليه وسلم واصل الشد بالرأس واصل الشد بالرأي ثم استعمل في غيره من الاعضاء ثم استعمل في غيره من الاعضاء ووقع الخلف فيما حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد اكان في رأسه ام في وجهه على قولين يأتي بيانهما في الموضع اللائق قوله وكسرت رباعيته الرباعية مخففة الرباعية مخففة ولا تشدد وهي كل سن بعد ثنية وهي كل تنين بعد ثنية وللانسان ثنيتان في العلو وثنيتان في السفه ثنيتان في العلو وثنيتان بالسخرية وكل ثنيتين تحيط بهما رباعيتان وكل ثنيتين تحيط بهما رباعيتان بل الانسان كم رباعية بل الانسان اربع رباعيات اربع رباعيات قوله في الصحيح قوله في الصحيح تقدم ان هذا التركيب يقع على معنيين ان هذا التركيب يقع على معنيين احدهما ارادة جنس الحديث الصحيح ارادة جنس الحديث الصحيح ولو لم يكن مخرجا عند البخاري ولا مسلم ولو لم يكن مخرجا عند البخاري ولا مسلم والاخر ارادة كتاب اختص ارادة كتاب اختص بتخريج الصحيح ارادة كتاب اختص بتخريج الصحيح ومرادهم ومرادهم ما كان عند البخاري ومسلم. ومرادهم ما كان عند البخاري ومسلم. اتفاقا او انفرادا اتفاقا او انفرادا فالمواقع المذكورة كلها تصلح لقول وفي الصحيح فمثلا اذا قال القائل وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال غفلة كغزوة غفلة كغزوة. رواه ابو داوود فالمراد بقوله هنا وفي الصحيح اي وفي الحديث الصحيح فان قال وفي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا هجرة بعد الفتح فان مراده هنا كتابا مصنفا في الصحيح وهو كتاب البخاري ومسلم فان الحديث متفق عليه عندهما من حديث ابن عباس ويجوز استعماله في من فرضت به واحد منهما فلو قال قائل وفي الصحيح ان الله سبحانه وتعالى قال من عاد لي وليا فان قوله هنا صحيح وان كان هذا الحديث عند البخاري وحده قوله علقه اي رواه معلقا. اي رواه معلقا والمعلق عند المحدثين ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر ما سقط من مبتدأ اسناده فوق المصنف واحد او اكثر فاذا سقط منه شيخ المصنف سمي معلقا او سقط شيخه وشيخ شيخه وذكر ما بعدهما سمي معلقا فمثلا قول البخاري رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم يسمى هذا ايش؟ معلقا وقوله وقال طاووس عن معاذ يسمى ايضا معلقا فاذا سقط ما بين المصنف وبين من اسند اليه الحديث ولو دون النبي صلى الله عليه وسلم يسمى هذا معلقا قوله ووصله اي اخرجه موصولا اي اخرجه موصولا والحديث الموصول والحديث الموصول هو الحديث الذي هو الحديث الذي عقده كل راوي عن من فوق هو الحديث الذي اخذه كل راو عمن فوقه ويسمى ايضا متصلا ويسمى ايضا متصلا فمثلا قول البخاري رحمه الله حدثنا عبد الله ابن يوسف قال اخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر يسمى هذا حديثا موصولا ومتصلا لماذا لان كل راو اخذه عن من فوقه طيب لماذا لا نقول سمعه؟ وانما نقول اخذه عمن فوقه بان ادوات الاخذ عند المحدثين متعددة وهي مراتب الاداء المعروفة عندهم فقد يكون سمعه وقد يكون قرأه وقد يكون اجيز به قوله وقال ابن اسحاق هو محمد ابن اسحاق ابن يسار المطلبي مولاه صاحب السيرة المشهورة التي تنسب اليه فتسمى ابن حاء اما في رد ابن اسحاق وهي التي اختصرها ابن هشام وشهر مختصرها لان اصل سيرة ابن اسحاق فني ولم يبقى منه الا وذكره المصنف بغير اسم السيرة. فقال ايش بالمغازي والجاري في عرف السلف تسمية السيرة النبوية بالمغازي والجاري في عرف السلف تسمية السيرة النبوية بالمغازي لانها اجل ما وقع فيها من الفرقان بين اهل التوحيد والشرك لانها اجل ما وقع من الفرقان فيها بين اهل التوحيد واهل الشرك قوله قضبوا اي غيروا لولا قضبوا اي غيروا لونه فالخضاب اسم لما يغير لون الشيء فالخضاب اثم لما يغير لون الشيء ومنه خضاب اللحية بصفرة او حمرة او سواد قوله في جبهته الجبهة اعلى الوجه الجبهة اعلى الوجه مما يلي الرأس اعلى الوجه مما يلي الرأس فاعلى الوجه مما مما الى الرأس يسمى جبهة قوله في وجنته الوجنة اسم لما ارتفع من الخد الوجنة اسم لما ارتفع من الخد. فهي اعلى الخد فهي اعلى الخد قوله المظهر قوله المغفر الة من لباس الحظ الة من لباس الحرب تجعل على الرأس تجعل على الرأس ولها حلف تسترسل فتحفظ الرقبة ولها حلق تسترسل فتحفظ الرقبة فكانوا يلبسون المغفرة من حديد مجعولا على الرأس وتسترسل منه خلق تحفظ بها الرقبة اذا ضربت ثم يجعلون فوقها البيضة وهي الخوذة من جنس القننسوة التي يلبسها الناس ويسمونها الطاقية او غيرها من الاسماء قوله وازدرده اي ابتلعه طرده اي ابتلعه الازدراد الابتلاع الازدراء الابتلاع ومنه سمي في بعض البلاد الطعام الذي يجعل في الاحتفالات المخالفة للشرع زغدة تبشيعا وتشنيعا لها فسماه بعض اهل العلم زردة للاعلام بان حقيقة ما يريده هؤلاء هو ابتلاع ما يصنع من الطعام في تلك المحافل قوله قال الحافظ تقدم باصطلاح المصنف انه اذا اطلق هذا اللقب فانه يريد به من حاجة العسكر هذي ما اسمه يريد به ابن حجر العسقلاني واسمه احمد ابن علي احمد بن علي ابن حجر العسقلاني قوله وهو مقلوب اسم ابن حزم وهو مقلوب اسم ابن حزم فابن حزم اسمه علي ابن احمد قوله فالقهر اي قطعة فالقهر اي قطعة قوله قال القاضي قال القاضي هذا اللقب يقع هذا اللقب يقع للدلالة على جماعة من اهل العلم وينظر الى القرائن في تعيينه وينظر الى القرائن في تعيينه والمراد به هنا القاضي عياض ابن موسى اليحصو القاضي عياض ابن موسى ابن عياض يحص بي لانه ينقل منه في معاني الحديث لانه ينقل منه في معاني الحديث وما تجده منقولا في معاني الحديث مقدما بين يديه قال القاضي المراد به القاضي عياض في اكمال المعلم وهو شرحه على صحيح مسلم قوله ازموا وجهه اي اسالوا عليه الدم قوله ادموا وجهه اي اثالوا عليه الدم واما الجهة الثانية وهي نوم ثياقه فان الشارح رحمه الله قرع يبين معنى الدليل الثالث من الادلة التي ذكرها المصنف فيه الباب في قوله وفي الصحيح عن انس رضي الله عنه قال شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد الى اخره وابتدأ بيانه بقوله قوله في الصحيح اي في الصحيحين ونسبته اليهما باعتبار اختلاف حاله عندهما فهو عند البخاري معلقا فهو عند البخاري معلق وعند وهو عند البخاري معلقا وعند مسلم موصولا فتوسع الشارح في نسبته اليهما اكتفاء بتبيين وجه تخريج كل واحد منهما له. فقال علقه البخاري ثم قال ووصله مسلم وهذا انصاغ مع الاجمال ان صاغ مع التفصيل بالبيان لكنه يصلح لا يصلح مع الاجمال فاذا وجدت حديثا هو عند البخاري معلقا وعند مسلم موصولا لا يصح ان تقول وفي الصحيحين كحديث الدين النصيحة فان هذا الحديث علقه البخاري بكتاب الايمان ووصله مسلم في كتاب الايمان ايضا لكن لا يصح ان يقال متفق عليه او في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة فاما ان يقال رواه مسلم ويكتفى به او يقال علقه البخاري ورواه مسلم موصولا فقول الشارخ في الصحيحين توسع توظه بيانه بالتفصيل بين التعليق والوصل ثم قال مبينا كيفية كونه في الصحيحين علقه البخاري عن حميد وعن ثابت عن انس وهذه الجملة من تصرف ناسي للكتاب مع كونها في الاصول على خلاف هذا وقد اشار الى ذلك في الحاشية الثانية. فقال في النسخة الخطية علقه البخاري عن حميد عن ثابت عن انس وهذا هو الذي ينبغي اثباته لامرين احدهما انه هو الواقع في النسخ الخطية والاخر انه الموافق لما في كتابه الثاني قرة عيون الموحدين. انه الموافق لما في كتابه الثاني قرة عيون الموحدين فالعبارة المحكية في فتح المجيد علقه البخاري عن حميد عن ثابت عن انس وهذه العبارة بنصها هي الواقعة ايضا في حاشية ابن قاسم العاصم على كتابه التوحيد وعدل عنها سليمان بن حمدان في الدر النظيف فقال علقه البخاري عن حميد عن انس وكلا الجملتين المذكورتين لا تصحان والموافق للواقع هو ما جاء في تيسير العزيز الحميد. والموافق للواقع هو ما جاء في تفسير العزيز الحميد. فقال البخاري عن حميد وتاب علقه البخاري عن حميد وثابت عن انس وهذا هو الكائن في البخاري فان البخاري قال وقال عميد وثابت فذكره البخاري معلقا عنهما ثم بين الشارخ من وصله ورواه باسناده فقال ووصله احمد والترمذي والنسائي عن حميد عن انس به واصله مسلم عن ثابت عن انس فالحديث مروي عن انس من وجهين احدهما من رواية ابن ابي حميد الطويل والاخر من رواية ثابت ابن اسلمة البناني ورواية الثاني هي التي عند مسلم. واما الاول فروايته عند الترمذي والنسائي من اصحاب السنن وهو حديث صحيح ثم قال وقال ابن اسحاق في المغازي وهي السيرة التي صنفها حدثني حميد الطويل عن انس قال كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد وشج في وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه وجعل تمسح الدم وهو يقول كيف يفلح قوم خضروا وجه نبيهم اي غيروه بما جرى عليهم من لون الدم وهو يدعوهم الى ربهم فانزل الله هذه الاية. يعني قوله تعالى ليس لك من الامر شيء. واسناده قوي واسناده قوي فان ابن اسحاق حسن الحديث واخوة حددوا فيقالب الصحة فيما تعلق السيرة والمغازي فانه كان اماما مجودا لها مشهورا بها والراوي ربما قوي حديثه في باب ضعف في بالك اخر كحديث ابن اسحاق بالمغازي فانه اقوى حديثه لكمال عنايته بالمغازي وحرصه على تتبع اخبارها وضبط هذا الباب ثم بعد فراغه من تخريج هذا الحديث شرع يبين معانيه. فقال قوله شج النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو السعادة وهي كنية من واسمه وهي كنية المبارك بن محمد ابن الاديب الجزائري وهي كنية المبارك ابن محمد ابن الاثير الجزري صاحب كتاب النهاية بغريب الحديث والاثر صاحب كتاب النهاية في في غريب الحديث والاثر. والمنقول عنه في معاني الحديث ومأخوذ من هذا الكتاب. والمنقول عنه معاني الحديث هو مأخوذ من هذا الكتاب فالمذكور هنا منقول من كتاب النهاية له قال ابو السعادات الشج في الرأس خاصة في الاصل. وهو ان يضربه بشيء فيجرحه فيه فيجرحه فيه ويشقه ثم استعمل في غيره من الاعضاء فالاصل ان الشدة تكون في الرأس ثم استعملت فيما كان في الوجه ككونه في الجبهة او في اعلى وجنته ونحو ذلك ثم قال الشارح وذكر ابن هشام من حديث ابي سعيد الخزي ان عتبة ابن ابي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم السفلى وجرح شهده السفلى. وان عبدالله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في جبهته. وان عبد الله ابن جرحه في وجهته. فدخلت الحلقتان من حلق المغضى ان يظهر في وزنته. لان حلق المظهر كما سبق يسترسل على العلو. فبضربته صلى الله عليه وسلم ارتفعت تلك الحلق اصابت وجه النبي صلى الله عليه وسلم وان ما لك بن سنان مص الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وازدوده فقال له لن تمسك النار. وهذه الجملة من القول مرمية في احاديث لا تصح. فلم يثبت ان الذي كسر رباعيته هو فلان وان الذي شجعه وفلان وان الذي جرحه في وجهته هو فلان ثم نقل عن القرطبي ما يبين معنى الرباعية فقال والرباعية بفتح الراء وتخفيف الياء وهي كل سن بعد ثنية قال النووي وللانسان اربع رباعيات. وتقدم بيان هذا المعنى. ثم قال الشارح قال والمراد انها كسرت فذهب منها فالقهر اي قطعة ولم تقلع من اصلها اي لم تنزع من اصلها. اصل الرباعية باق وانما كثر منها قطعة زاد صاحب تيسير العزيز الحميد بعد نقل كلام الحافظ قال قلت فظهر ان قول بعضهم انه شج في رأسه فيه نظر فظهر ان قول بعضهم انه شج في رأسه فيه نظر. انتهى كلامه ومراده بهذا البعض العين في عمدة القارئ ومراده بهذا البعض العيني في عمدة القارئ فانه ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم شج في رأسه وكان سليمان ابن عبد الله رحمه الله يرى غلقه في هذه الحكاية. لان الوارد عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم شج في وجهه وهذا الذي ذكره القارئ انه سج في رأسه ليس عند البخاري والامر صحيح باعتبار ما عند البخاري. اما باعتبار ما في الامر نفسه ففي مسلم من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم شج في رأسه فعند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم شج في رأسه فمن حكى شج الرأس معتمده الرواية التي عند مسلم من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم شج في رأسه وظاهر هذه الاحاديث التعارف مظاهر هذه الاحاديث التعاون ففي بعضها انه شج في وجهه وهي الاكثر وفي بعضها انه شج في رأسه طيب ما الجمع بينها طيب كيف كانوا في رأسه كيف يا رسول الله؟ الاخ قال انها في الجبهة زيك اما بين هي اللي وقعت الاخ في الغلط هذا جواب يقول الاخ يكون قد ضرب ضربتين احداهما في الوجه والاخرى بالرأس والجواب عن مثل هذا انه لم تقع حكايتهما جميعا في رواية فيكون قد وقع هذا وهذا فالشجة وقعت مرة واحدة فتعديلها بلا دليل يحتاج الى ما ينصره والصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم شج في جبهته والصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم شج في جبهته وهي اعلى الوجه وهي اعلى الوجه مما يلي الرأس وهي اعلى الوجه مما يلي الرأس فلقربها من الرأس فلقربها من الرأف وامتداد الدم اليه وامتداد الدم اليه ذكر من ذكر انه صلى الله عليه وسلم شج في رأسه ذكر من ذكر انه صلى الله عليه وسلم شج في رأسه يعني هو شجع اين اصلا بالجبهة والذي ذكر الله لماذا لامرين احدهما ان الجبهة قريبة من الرأس فهي اعلى الوجه والاخر امتداد الدم الى الرأس فان من ضرب ضربة شديدة في جبهته فثار منه الدم فان الدم يصل الى الرأس ثم قال الشارح قال النووي وفي هذا وقوع الاسقام وهي الامراض وهي مما قاسنا في احادي مفرداته وقوع الاسقام وهي الامراض جمع سقم والابتلاء بالانبياء صلوات الله وسلامه عليهم لينالوا يزيل الاجر والثواب ولتعرف اممهم ما اصابهم ويتأثر بهم قال القاضي وليعلم انه من البشر تصيبهم محن الدنيا. ويطرأ على اجسامهم ما يطرأ على اجسام البشر. يتيقن ان مخلوقون مرغوبون ولا يفتتن بما ظهر على ايديهم من المعجزات ويلبس الشيطان من امرهم ما لبسه على النصارى وغيرهم فوقوع ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من شد رأسه وكسر رباعيته فيه منافع متعددة منها ما ذكره النووي رحمه الله ان الامراض والاسقام تجري على الانبياء ان الامراض والاسقام تجري على الانبياء وجريانها عليم تقرير لبشريتها وجريانها عليهم تقرير لبشريتهم ذكره القاضي عياض بكلام الذي نقله المصنف ومنها انالتهم الاجر والثواب. انالتهم الاجر والثواب فينال الانبياء بما اصابهم من الابتلاء اجرا من الله وثوابا ومنها تعريف الامم بما اصابه ليتأسوا بهم في الصبر تعريف الامم بما اصابهم ليتأسوا بهم في الصبر. فاذا كان خير الخلق وهو محمد صلى الله عليه وسلم اصابه ما اصابه وصبر صلى الله عليه وسلم على الناس بشيرا ونذيرا حتى دخلوا في دين الله افواجا فان الداعي الى الله عز وجل يجب عليه ان يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم فيصبر على الاذى الذي يصله وقد اعتنى ابن حجر رحمه الله بحظر ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم يوم احد من البلاء فقال في فتح الباري اكتبوا قال ومجموع ما ذكر في الاخبار ومجموع ما ذكر في الاخبار انه حج وجهه وكسرت طلاعيته وكسرت رباعيته وجرحت وجنته وجرحت وجنته وشفته السفلى من باطنها وشفته السفلى من باطنها ووهى منكبه ووهى منكبه من ضربة ابن قمئة ووهى منكبه اي انخلع منكبه من ضربة ابن قمئة وجحشت ركبته وجحشت ركبته اي جرح صلى الله عليه وسلم في ركبته اي جرح صلى الله عليه وسلم في ركبته انتهى كلامه انتهى كلامه فالبلاء الواقع له صلى الله عليه وسلم الولاء ما البلاء بالواقع له صلى الله عليه وسلم خمسة انواع. البلاء الواقع له صلى الله عليه وسلم يوم احد فالبلاغ الواقع له صلى الله عليه وسلم يوم واحد خمسة انواع. اولها الشد في وجهه الشج في وجهه اذ جرح صلى الله عليه وسلم في جبهته اذ جرح صلى الله عليه وسلم في جبهته وتانيها كسر رباعيته كسر رباعيته بان سقطت قطعة منها لان سقطت قطعة منها وبقي اصلها وثالثها جرحه صلى الله عليه وسلم في وجنته جرحه صلى الله عليه وسلم في وجنته وهي ايش اعلى القلب وهي اعلى الخد ورابعها جرح شفته السفلى من باطنها احنا قلنا خمسة هي ستة جدة جرحت شافته السفلى من باطن يعني من داخل الفم من داخل الحملة من ظاهره وخامسها انخلاع منكبه انخلاع منكبه صلى الله عليه وسلم من اثر الضربة وثالثها يحشو ركبته يحشو ركبته بما اصابها بما اصابها من القرح بما اصابها من القرح كم هذي جدة وبقي تابعوا لم يذكره ابن حجر فبقي سابع لم يذكره ابن حجر وهو تهشيم البيضة على رأسه وهو تهشيم البيضة على رأسه روي هذا عند الطحاوي في شرح معاني الاثار روي هذا في شرح الضحاوي على معاني الاثار وتقدم ان البيضة شيء من الة الحرب تجعل فوق فوق ايش فوق المغفر اعلى الرأس وهي شبيهة الخوذة الحديدية التي تعرفونها اليوم فهشمت يعني كسر معنى وشمال معنى اسم الشيء الهشم غير الحطب اسم غير الحق بايه تركها بما يغير صورتها ولا يكسرها. طرفها بما يغير صورتها ولا يكسرها طردها او جبها بما يغير صورتها ولا يكسرها متى يقال تهشم الزجاج تهشم اذا تغيرت صورته لكن ما ينكسر هذا يسمى اشمن ثم قال المصنف قوله يوم احد من اهل المدينة قال قوله يوم احد هو جبل معروف كانت عنده الوقعة المشهورة اي المغسلة المشهورة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين لما ارادوا المدينة فاضيفت اليه اي سميت المعركة باسمه لوقوعها عنده ترقي المدينة ها يا اهل المدينة وحدوا ان يقع على المدينة لا شرط وقوله شرقي المدينة وهم تبعه فيه بعض شراح كتاب التوحيد كابن قاسم في الحاشية وابن حمدان في الدر النظير فان جبل احد ليس شرقي المدينة وانما شمال شمال المدينة فان جبل احد ليس شرقي المدينة وانما كما لا المدينة وربما يستغرب صدوره ربما لا يستغرب صدوره من المصنف وابن قاسم لانهما لم يقيما في المدينة واما ابن حمدان صاحب الجبل النظير فانه كان قاضيا للمدينة مدة ومع ذلك وقع في كتابه الدر النظير هذه العبارة شرقي المدينة متابعة منه لمن قبله من شراح التوحيد الذين ذكروا موضعه واما صاحب تيسير العزيز الحميد فانه اعرض عن تحديده لكن حدده المصلي بكونه شرقي المدينة ثم تبعه ابن قاسم واهما ثم اوغل في الوهم ابن حمدان في الدر النضير انا اقام في المدينة قاضيا فجعلوه شرقي المدينة وهو شمالها ثم ذكر حديثا في فضل جبل احد فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم احد جبل يحبنا ونحبه وهو حديث متفق عليه وفيه فضيلة جبل احد وانه جبل يحب المسلمين وانه هم يحبونه ثم قال الشارح قوله كيف يفلح قوم شدوا نبيهم زاد مسلم وكسروا رباعيته وادنوا وجهه وهو بهذا اللفظ ليس في النسخ التي من صحيح مسلم بايدينا لكن نقله ابن حجر في فتح الباري ثم تبعه المصنف فقال زاد مسلم وكسروا رباعيته المرء وجهه وليس عند مسلم ذكر اجماع الوجه وقوله صلى الله عليه وسلم كيف يفلح قوم شدوا نبيهم هو استبعاد لوقوع فلاحهم هو استبعاد لوقوع فلاحهم مع كون تلك هي حاله. مع كون تلك هي حالهم ثم قال الشارح قوله فانزل الله فانزل الله ليس لك من الامر شيء. قال ابن عطية كأن النبي صلى الله عليه وسلم لحقه في تلك الحال يأس الملاحق كفار قريش فقيل له بسبب ذلك ليس لك من الامر شيء اي عواقب الامور بيد الله فامض انت بشأنك ودم على الدعاء لربك. وقال ابن اسحاق ليس لك من الامر شيء في عبادي الا ما امرتك به فيهم فالنبي صلى الله عليه وسلم لما وقع ما وقع له من البلاء يوم احد تكلم بتلك الكلمة فقال كيف قوم شدوا نبيهم حاكما عليهم بان مآل هؤلاء الى عدم الفلاح انزل الله اي بسبب ذلك فالباء السببية فسبب نزول هذه الاية هو تلك الواقعة ليس لك من الامر شيء اعلاما للنبي صلى الله عليه وسلم انه ليس له من الامر في شأن القلب الا ما امر الله سبحانه وتعالى به فالامر امر الله وعواقب الامور اليه والله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا الى الله باذنه وانفراجا منيرا ولم يجعل له صلى الله عليه وسلم تصرفا في الخلق في الحال او المآل فالامر كله راجع الى الله وهذا معنى قول ابن اسحاق في عبادي الا ما امرتك به فيهم فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يدري حكمه في الناس حالا ومآلا الا بما اذن الله عز وجل به ففصله بينهم صلى الله عليه وسلم في الحكم لا يكون الا بما امره الله سبحانه وتعالى. قال تعالى فاحكم بينهم بما انزل الله فاحكم بينهم بما انزل الله. وقال تعالى ليس لك من الامر شيء فحكم النبي صلى الله عليه وسلم المتعلق بالناس حالا ومآلا كله وفق ما امره الله سبحانه وتعالى به. وليس له صلى الله عليه وسلم شيء دون الله عز وجل. فانزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه وسلم بعدما وقع به من البلاء اعلاما بان عواقبها اولاء من الفلاح ليست اليه. بل هي الى الله سبحانه وتعالى. فالنبي صلى الله عليه وسلم مع شدة ما اصابه هؤلاء به من الشر والبلاء لم يمكن من امضاء الحكم فيهم فهو عاجز عن امضاء الحكم فيهم. والامر فيهم الى الله سبحانه وتعالى. فكان فيهم من من الله عز وجل عليه بالاسلام فهداه وكان فيهم من اخذت شيوخ المسلمين في رقبته فمات كافرا وللمصنف رحمه الله سياق اخر ابين في تقرير معنى الحديثين في الباب ذكره في كتاب الاخر قرة عيون الموحدين في الصفحة السابعة والثمانين بعد المائتين فقال رحمه الله فقال والايات في هذا المعنى كثيرة والمقصود ان الذي له الامر كله والملك كله لا يستحق غيره شيئا من العباد. ولهذا المعنى قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. فالذي قال الله تعالى في حقه صلوات الله وسلامه عليه ليس لك من من الامر شيء وهو خيرة الله تعالى من خلقه ما زال يدعو الناس ان يخلصوا العبادة للذي له الامر كله وهو الله تعالى فهذا دينه صلى الله عليه وسلم الذي بعث به وامر ان يبلغه امته ويدعو اليه كما تقدم في باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله فاياك ان تتبع سبيلا غير سبيل المؤمنين الذي شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم له وخصه بهم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب. ونستكمل بقيته بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين