السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له ثانيا وجد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى اله وصحبه ومن اتخذه اماما وخليلا اما بعد فهذا المجلس الرابع والثلاثون في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد بسنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وستين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب فتح مجيد لشرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة خمس وثمانين ومئتين والف ولا يزال القول موصولا في بيان ادلة الترجمة التي عقدها المصنف بقوله باب قول الله على ان يشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون وانتهى بنا البيان الى الدليل الرابع منها عند قول المصنف وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه ولوالدينا ولجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه وعلمكما في الدارين وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الاخيرة من الفجر اللهم العن فلانا وفلانا بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فانزل الله ليس لك من الامر شيء في رواية يدعو على صفوان ابن امية وسهيل ابن عمرو والحارث ابن هشام فنزلت ليس لك من الامر شيء قال الشارح رحمه الله قوله وفيه اي في صحيح البخاري ورواه النسائي قوله عن ابن عمر هو عبد الله ابن عمر ابن الخطاب صحابهم جليل شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة مات سنة ثلاث وسبعين في آخرها او في او في اول التي تليها قوله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القنوت هذا القنوت على هؤلاء بعدما شج وكسر رواية يوم احد قوله اللهم لا فلان وفلانا. قال ابو السعادة اصل عن الطرد والعباد من الله. ومن الخلق السب والدعاء وتقدم كلام شيخ الاسلام رحمه الله. الجملة السابقة قوله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القنوت عندي نسخة غير هذي قولوا هذا الصواب اي طبعة هذي طبعة شاطئ بن حسن من افضل الطبعات يلا يقول قوله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا على هؤلاء بعدما شج وكسرت ربايته ربايته يوم احدى قوله اللهم لا فلانا وفلانا قال المساعدات اصل اللام الطرد والابعاد من الله ومن الخلق السب والدعاء وتقدم كلام شيخ الاسلام رحمه الله قوله فلانا وفلانا يعني صفوان ابن امية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام كما بينه في رواية لاتية وفيه جواز الدعاء على المشركين باعيانهم في الصلاة وان ذلك لا يضر الصلاة. قوله بعد ما يقول سمع الله لمن حمده وقال السهيلي مفعول سمع محجوف لان السمع متعلق بالاقوال اخوات دون غيرها من لام تؤذن بمعنى زائل وهو الاستجابة للسمع فاجتمع في الكلمة الايجاز والدلالة على الزائد وهو الاستجابة لمن حمده وقال ابن القيم رحمه الله ما معناه عدي سمع الله لمن حمده باللام المتضمنة معنى استجاب له ولا حذفه ولا حذف هناك وانما هو مضمن. قوله ربنا ولك الحمد. في بعض روايات البخاري باسقاط وقال ابن دقيق العيد كأن اثباتها دال على ما ننسى به لانه يكون التقدير ربنا استجب ولك الحمد فيشتمل على معنى الدعاء ومعنى الخبر قال شيخ الاسلام والحمد ضد الذم والحمد يكون على محاسن المحمود مع المحبة له. كما ان الذم يكون على مساوئه مع المفضلة كما قال ابن القيم وفرق بينه وبين المدح بان الاخبار عن محاسن الغيب. اما ان يكون اخبارا مجردا عن حب وارادة او يكون مقرونا بحبه وارادته فان كان الاول فهو المدح وان كان الثاني فهو الحمد فالحمد اخبار عن محاسن المحمود مع حبه واجلاله وتعظيمه. ولهذا كان خبرا يتضمن الانشاء بخلاف المدح فانه مجرد فالقائل اذا قال الحمد لله او قال ربنا ولك الحمد تضمنك له الخبر عن كل ما يحمد عليه تعالى باسم ربك باسم جامع محيطه متضمن لكل فرد من اقران الجملة المحققة ولا المحققة والمقدرة. وذلك يستلزم اثبات كل كمال احمد عليه الرب تعالى ولهذا لا تصلح هذه اللحظة على وعلى هذا الوجه ولا تنبغي الا لمن هذا شأنه وهو الحميد المجيد. وفي التصريح بان الامام يجمع بين التسميع والتحميد. وهو قول الشافعي واحمد وابي يوسف. وخالف ولذلك مالك وابو حنيفة فقال يقتصر على سمع الله لمن حمده قوله وفي رواية يدعو على صفوان ابن امية وسهيل ابن عمرو والحارث والحارث ابن هشام وذلك لانهم رؤوس المشركين يوم احد هم وابو سفيان ابن حرب فمن استجيب له صلى الله عليه وسلم فيهم فانزل الله تعالى ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او معذبهم فتاب عليهم فاسلموا وحسن اسلامهم وفي هذا كله معنى شهادة ان لا اله الا الله الذي له الامر كله يهدي من يشاء بفضله ورحمته من يشاء بعدله وحكمته. فهو المستحق ان يعبد وحده. وفي هذا من الحجج والبراهين ما يبين بطلانه فيعتقده عباد القبور في الاولياء والصالحين بل في الطواغيت من انهم ينفعون من دعاهم ويمنعون من لاذ بحماهم فسبحان من حال بينهم وبين فهم الكتاب وذلك عدله سبحانه. وهو الذي يحول بين المرء وقلبه القوة بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله جليل اي منسوب الى الجلال قوله جليل اي منسوب الى الجلال واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من اجلاء الخلق وهم متفاوتون في رتبتهم في الجلال قوله بعدما شج اي جرح والشجة اي جرح والشجة اسم للجرح الذي يقع في الرأس خاصة اسم للجرح الذي يقع في الرأس خاصة ثم استعمل في غيره ثم استعمل في غيره قوله رباعيته تقدم ان رابعية هي السن التي تلد الثنية هي السن التي تلد ثنية وكل انسان له اربع رباعيات قوله يوم احد اي يوم غزوة احد اي يوم غزوة احد والعرب تسمي الايام بما عظم فيها والعرب تسمي الايام بما عظم فيها وكان اعظم الواقع يومها تلك المعركة بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين قوله على محاسن المحمود على محاسن المحمود المحاسن هي وجوه الحسن المحاسن هي وجوه الحسن والمراد بها الكمالات والمراد بها الكمالات قوله التسميع هو قوله سمع الله لمن حمده قوله التسميع هو قول سمع الله لمن حمده قوله التحميد هو قول ربنا ولك الحمد وقول ربنا ولك الحمد بخصوص هذا الموضع الذي ذكره المصنف في الصلاة بخصوص هذا الموضع الذي ذكره المصنف في الصلاة قوله وفي رواية قوله وفي رواية اي في قطعة من الحديث السابق اي في قطعة من الحديث السابق فالاتيان بهذه الكلمة يكون بين يكون بين جزء من الحديث واصله يكون بين جزء من الحديث واصله ولا يصح ولا يصح ذكرها بين حديثين ولا يصح ذكرها بين حديثين فاذا اريد الفصل بين الحديثين متغايرين فاذا اريد الفصل بين حديثين متغايرين قيل وفي حديث قيل وفي حديث اشار الى هذا العلامة سليمان ابن عبد الله اشار الى هذا العلامة سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد قوله لاذ لاذ من اللياب من اللياذ وهو ليس النيال الالتجاء للمحبوب هلا بالخير والدليل يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به فيما احاذره فقيل اللياف هو الانفجاء في طلب الخير والعياذ هو الالتجاء في طلب الفرار من المحذوب ذكر هذا ابن كثير وغيره في تفسير سورة الفاتحة وهو غلط اوقعهم فيه بيت المتنبي والصحيح في كلام العرب ان اللياذ هو الالتجاء بخفية وسرعة ان اللياذ هو الالتجاء بخفية وسرعة واما بيت المتنبي فليس واقعا على ما تعرفه العرب في كلامها واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين الدليل الرابع من الادلة التي اوردها المصنف وفي هذا الباب وهو قوله وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحديث فقال الشارح قوله وفيه اي في صحيح البخاري والضمير عائد على المذكور قبل في قوله في الصحيح وتقدم ان الشارح بين المراد بالصحيح فقال اي في الصحيحين مع كون احدهما معلقا والاخر موصولا مع كون احدهما معلقا والاخر موصولا فقوله هنا وفيه اي في الصحيح ويفسر بارادة كتاب منه وهو صحيح البخاري وزاد الشارح رحمه الله نسبته الى النسائي وهي زيادة مستغنى عنها لان الجادة السوية فيما كان عند البخاري ومسلم او احدهما الاقتصار على عزوه اليهما ذكره الدمياطي في مقدمة المتجر الرابح لان المراد بعزوه اليهما ثبوت صحته فاذا ثبتت صحته بالعزو الى كتاب خلص في الصحيح اغنى عن ذكر غيره ولا يصوغ ذكر غيره معه الا لزيادة معنى فاذا وجدت زيادة معنى بايراد لفظ ليس عندهما ساغ ذكره معهما في حديث الذباب المخرج في الصحيح فان ابن حجر لما ساقه في في بلوغ المرام قال وزاد ابو داوود وانه ليتقي بجناحه الذي فيه الداء فزيادة ذكر ابي داود معه سائغة لما فيها من زيادة المعنى باللفظ الذي ذكره ثم قال قوله عن ابن عمر هو عبد الله ابن عمر ابن الخطاب صحابي جليل شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاح. اذ قال كما في الصحيح عبد صالح او قال رجل صالح فاثبت ابن عمر رضي الله عنه الصلاح وقال لو كان يقوم من الليل مرشدا له بسبب من اعظم اسباب الصلاح وهو صلاة الليل ثم قال مات سنة ثلاث وسبعين في اخرها او في اول التي تليها وهي الرابعة والسبعون ثم قال قوله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا القنوت اي يذكر هذا الدعاء واصل القنوت هو دوام الطاعة واصل القنوت هو دوام الطاعة وروي فيه حديث ابي سعيد الخدري كل قنوت في القرآن فهو طاعة كل قنوت في القرآن فهو طاعة. رواه الترمذي وغيره واسناده ضعيف واسناده ضعيف الا ان الوضع اللغوي يدل عليه فالقنوت هو دوام الطاعة وسمي الدعاء قنوتا بما فيه من تطويل القيام لما فيه من تطويل القيام بزيادة هذا الدعاء لما فيه من تطويل القيام بزيادة هذا الدعاء وتقدم بسط معنى القنوت من باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب قال على هؤلاء اي المشركين بعدما شج اي اصيب النبي صلى الله عليه وسلم بالجرح الذي اصيب به يوم احد وكان الذي اصيب فيه انه شج صلى الله عليه وسلم في وجهه في اعلى جبهته منه قريبا من الرأس على ما تقدم بيانه وكسرت رباعيته وهي السن تلث ثنية والمراد بالكسب هنا ذهاب قطعة منها. اما اصلها فباق وكان ذلك يوم احد ثم قال الشارخ قوله اللهم العن فلانا وفلانا قال ابو السعادات وهو ابن الاثير الجزري كما تقدم صاحب نهاية ومنه ينقل المصنف وغيره. اصل اللعن الطرد والابعاد من الله ومن الخلق السب والدعاء وتقدم وتقدم ان العلامة سليمان ابن عبد الله وتقدم ان العلامة سليمان بن عبدالله تعقب ابن ابن الاثير في قوله هذا في موضع ووهد عنه في موضع اخر فقال ما نصه الظاهر انه من الخلق طلب فرج الملعون الظاهر انه من الخلق طلب طرد الملعون وابعاده من الله وابعاده من الله بلفظ اللعن بلفظ اللعن لا مطلق السب والشتم بلفظ اللعن لا مطلق السب والشتم. الظاهر انه من الخلق طلب طرد الملعون وابعاده من بلفظ اللعن ذا مطلق السب والشتم انتهى كلامه باللعن من الخلق كائن بدعائهم على احد بان يلعنه الله فاللعن من الخلق كائن بالدعاء على احد ان يلعنه الله فهم يريدون هذا المعنى الخاص لا مطلق السب والدعاء وتقدم ان لعن الله عبده هو صدور لعنته عليه هو صدور لعنته عليه فان الله يصلي على من يصلي عليه من خلقه ويلعن من يلعنه من خلقه. فالصلاة من الله واللعنة من الله فاذا ذكرت اللعنة من الله فالمراد بها صدور اللعن له من الله عز وجل واما قول المصنف وغيره الطرد والابعاد من الله فهذا من لوازم اللعن فهذا من لوازم اللعن فان الله اذا لعن احدا لزم ان يكون مطرودا مبعدا من الله سبحانه وتعالى ذكر هذا شيخ شيوخنا محمد بن إبراهيم ال الشيخ في بعض تقاريره المذكورة في فتاويه فاذا اريد تفسير اللهم العن فلانا قيل هو دعاء عليه بان يلعنه الله. هو دعاء عليه بان يلعنه الله ولعنة الله ولعنة الله عبده بان ليصدر منه سبحانه اللعن لهذا العبد فاذا صدر اللعن من الله لاحد من الخلق لزم من هذا ان يكون مطرودا مبعدا عن الله سبحانه وتعالى ثم ذكر الشارح ان قوله فلانا وفلانا يعني صفوان ابن امية وسهيل ابن عمر والحارث ابن هشام ما بينه في الرواية الاتية اي التي ذكرها المصنف وهي عند البخاري كما سيأتي وعند احمد باسناد حسنه ابن حجر ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن اربعة. وعند احمد باسناد حسنه ابن حجر ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن اربعة ولم يسمهم ولم يسمهم ووقع في الرواية الاتية معلقة عند البخاري تسمية ثلاثة واما الرابع فذكر الصهيوني انه عمرو بن العاص واما الرابع فذكر السويلي انه عمرو بن العاص وعزا هذا الى الترمذي وعزا هذا الى الترمذي ولا يوجد فيه ولا يوجد فيه ذكره ابن حجر في فتح الباري ثم قال الشارح وفيه جواز الدعاء على المشركين باعيادهم في الصلاة وان ذلك لا يضر الصلاة والمراد بقوله باعيانهم اي باسمائهم فاذا قنت في منزلة فاراد ان يدعو على المشركين باسمائهم كان ذلك جائزا وعدل المصنف عن ذكر اللعن فلم يقل وفيه جواز لعن المشركين باعينهم في الصلاة لما تقرر من نسخ ذلك لما تقرر من نسق ذلك فقول امام الدعوة رحمه الله في المسألة التاسعة تسمية المدعو عليهم في الصلاة باسمائهم واسماء ابائهم ثم قالت العاشرة لعنه المعين في القنوت اي باعتبار ما وقع منه صلى الله عليه وسلم اي باعتبار ما وقع منه صلى الله عليه وسلم. اما باعتبار ما مر عليه الامر فالصحيح عدم جواز لعن المعين. وسبق بيان هذا في محله. ثم قال الشارح قوله بعد ما يقول سمع الله لمن حمده قال ابو السعادات اي اجاب حمده وتقبل بلى فليس المراد بالسمع مجرد ادراك صوته فليس المراد بالسمع مجرد ادراك صوته بل المراد الاستجابة له بل المراد الاستجابة له فان السمع يقع على معنيين. فان السمع يقع على معنيين احدهما ادراك المسموعات احدهما ادراك المسموعات والاخر استجابة الدعوات والاخر استجابة الدعوات فمن الاول قوله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك. فمن الاول قول الله قد سمع الله صوتا لك قد سمع الله قول التي تجادلك بزوجك ومن الثاني قوله تعالى ان ربي لسميع الدعاء ومن الثاني قوله تعالى ان ربي لسميع الدعاء اي مستجيب للدعاء ثم قال وقال السهيلي مفعول سمع محذوف لان السمع متعلق بالاقوال والاصوات دون غيرها فاللام تؤذن بمعنى زائد وهو الاستجابة للسمع فاجتمع بالكلمة الايجاز والدلالة على الزائد وهو الاستجابة لمن حمده اي فاصل الكلام سمع الله لمن حمده سمع الله لمن حمده فلما عدي باللام فقيل سمع الله لمن حمده دلت هذه التعدية على زيادة في المعنى بتظمين تلك الكلمة المعنى المراد وهو الذي بينه ابن القيم فيما نقله الشارح عنه بقوله وقال ابن ابن القيم رحمه الله ما معناه عدي سمع الله لمن حمده باللام المتضمنة معنى استجاب له ولا حذف هناك وانما هو مضمن. والمراد بالتضمين اشرب كلمة معنى كلمة اخرى اشراب كلمة معنى كلمة اخرى فالسمع هنا اشرب معنى الاستجابة السمع هنا اشرب معنى الاستجابة اي ادخل فيه معنى الاستجابة لقوله تعالى يشرب بها عباد الله يشرب بها عباد الله فان الاصل في الكلام يشربها عباد الله. لكن لما عدي بالباء فالمقصود تضمين الشرب كلمة معنى اخر وهو حصول الارتواء وهو حصول الارتواء وهذا هو مذهب البصريين هذا هو مذهب البصريين في تظمين كلمة معنى كلمة اخرى بحرف لا يكون زائدا بل يدل على زيادة في المعنى وهو اختيار جماعة من المحققين منهم ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن القيم قوله ثم قال الشارح قوله ربنا ولك الحمد في بعض الروايات روايات البخاري باسقاط الواو ربنا لك الحمد ثم قال وقال ابن دقيق العيد كأن اثباتها دال على معنى زائد لانه يكون التقدير ربنا استجب ولك الحمد فيشتمل على معنى الدعاء ومعنى الخبر فادخال الواو العاطفة بينهما يجعل قولنا ربنا ولك الحمد جامع الامرين فادخال الواو في قولنا ربنا ولك الحمد يجعله جامعا امرين احدهما الانشاء احدهما الانشاء بسؤال الله عز وجل الاستجابة الانشاء بسؤال الله عز وجل الاستجابة دعاء له دعاء له والاخر الخبر والاخر الخبر ببيان ان الحمد كله لله. في بيان ان الحمد قل له لله ثم ذكر الشارخ رحمه الله كلاما ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابي عبد الله ابن القيم في بيان معنى الحمد كان حقيقا ان يكون فيما سلف من بيان معاني مقدمة الكتاب ولعله اعاده ملاحظة للمقام ببيان الحديث الذي ذكره المصنف فنقل عن ابن تيمية انه قال والحمد ضج الذنب. والحمد يكون على محاسن المحمود مع المحبة له. كما ان الذم يكون على مساوئه مع البغض له. وكذا قال ابن القيم وهذا القول المذكور عن ابن تيمية وصاحبه ابن القيم هو الذي ترجمه الشارخ بقوله بعد اسطر فالحمد اخبار عن محاسن المحمود مع حبه واجلاله وتعظيمه. فالحمد اخبار عن محاسن المحمود مع حبه واجلاله وتعظيمه وهذا احسن ما قيل في حقيقة الحمد وهذا احسن ما قيل في حقيقة الحمد. وبسطه ابن تيمية الحفيد بمناظرته لابن المرحل بمعنى الحمد. وبسطه ابن تيمية الحديث في مناظرته المرحل في معنى الحمد فحقيقة الحمد هي الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. هي الاخبار اما حسن المحمود مع حبه وتعظيمه. فمدار الحمد على اصلين فمدار الحمد على اصلين احدهما الخبر عن محاسن المحمود. الخبر عن محاسن المحمود وهي وجوب حسنه وهي وجوه حسنه والمراد بها الكمالات والمراد بها الكمالات والمتعدية الكمالات اللازمة والمتعدية والاخر اقتران ذلك الخبر. اقتران ذلك الخبر بحب المحمود وتعظيمه بحب المحمود وتعظيمه ثم ذكر الشارح رحمه الله ان ابن القيم فرق بين الحمد وبين المدح بان الاخبار عن محاسن الخظاير اما ان يكون اخبارا مجردا عن حب وارادة او يكون مقرونا بحبه وارادته فان كان الاول فهو المدح وان كان الثاني فهو الحمد فالمدح يخالف الحمد بانه لا يقارن الحب او الارادة فيكون مجردا عن الحب والارادة فيكون مجردا عن الحب والارادة فالمدح هو الاخبار عن محاسن الممدوح هو الاخبار عن محاسن الممدوح ثم ذكر الشارخ رحمه الله ما تحرر عنده من معنى الحمد كما تقدم من قوله فالحمد اخبار عن محاسن المحمود مع حبه واجلاله وتعظيمه. ثم قال ولهذا كان خبرا ضمنوا الانشاء بخلاف المدح فانه خبر مجرد اي ان الحمد ليكونوا خبرا عن محاسن ذلك المحمود مع الاقرار بذلك وانشاء القول بها بخلاف المدح الذي يكون خبرا مجردا. ثم قال فالقائل اذا قال الحمد لله او قال ربنا ولك الحمد فضمن كلامه الخبر عن كل ما يحمد عليه تعالى باسم جامع محيط متضمن لكل فرد من افراد الجملة المحققة والمقدرة وذلك يستلزم اثبات كل كمال يحمد عليه الرب تعالى ولهذا لا تصلح هذه اللفظة على هذا الوجه ولا تنبغي الا لمن هذا شأنه وهو الحميد المجيد. فقول العبد الحمد لله معناه اثبات جميع الكمالات لله. فقول العبد لله معناه اثبات جميع الكمالات لله ثم قال الشارح وفيه التصريح بان الامام يجمع بين التسميع والتحميد اي يجمع بين قوله سمع الله لمن حمد وقول ربنا ولك الحمد فيسمع ويحمد في صلاته. وهو قول الشافعي واحمد وابي يوسف وهو الانصاري من اصحاب ابي حنيفة وخالف في ذلك مالك وابو حنيفة فقالا يقتصر على سمع الله لمن حمده. والراجح منها قولين هو الاول ان الامام يجمع بين التسميع والتحميد. لصحة الاحاديث الواردة في ذلك وزاد ابن قاسم عند هذا الموضع في فوائد هذا الحديث قوله ومحل القنوت بعده ومحل القنوت بعده اي بعد التسبيح والتحميد واكديته في الفجر واكديته في الفجر وان كان ورد في غيره فهذا الحديث اصح وان كان ورد في غيره فهذا الحديث اصح انتهى كلامه فالقنوت للنوازل يكون بعد التسميع والتحميد واكدوا اوقاته في صلاة الفجر لان اكثر الاحاديث جاء ذكر صلاة الفجر فيها ووقع في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند ابي داوود ذكر قنوته صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخمس واسناده صحيح وسمى فيها ابن عباس الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ولم يذكر الجمعة مع كونه ذكر ان قنوته كان شهرا. مما يدل على اختصاص الجمعة بعدم القنوت للنازلة في فيها استغناء بالدعاء في الخطبة. استغناء بالدعاء في الخطبة. وذكر سليمان بن حمدان بالدر النضير زيادة في الفوائد من كلام المصنف من المسألة الثالثة الى اخر مسألة العاشرة فقال وفيه قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الاولياء يؤمنون في الصلاة. وان المدعو عليهم كفار طيب هل يتصور انهم ليسوا كفارا مقصوده قال وان المدعو عليهم كفار ليش قال امام الدعوة وان المدعو عليهم كفار وليس المقصود مجرد الخبر عن كونهم كفارا بل لبيان العلة التي سوغت ذكرهم باللعن بل لبيان العلة التي سوغت ذكرهم باللعن وانهم فعلوا اشياء ما فعلها غالب الكفار منهم شجهم نبيهم وحرصهم على قتله ومنها التمثيل بالقتلى مع انهم بنو عمهم الله عليه في ذلك ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون فتاب عليهم فامنوا والقنوط بالنوازل وتسمية المدعو عليهم في الصلاة باسمائهم واسماء ابائهم ولعنة المعين في القنوت. انتهى كلام ابن حمدان وهو ابن حمدان وهو مأخوذ من المسائل المذكورة في كلام المصنف. ثم قال الشارح وفي رواية اي في قطعة من المتقدم وهذه الرواية عند البخاري فانه قال وعن حنظلة ابن ابي سفيان قال سمعت سالم بن عبدالله يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الحديث وهذه الرواية عند البخاري موصولة بالاسناد التي الذي تقدمها وهذه الرواية عند البخاري موصولة بالاسناد الذي تقدمها. وليست معلقة وليست معلقة فما ذكره ابن كثير ان البخاري علق هذه الرواية وتبعه بعض شراح كتاب التوحيد غلط فان صورتها صورة المعلق في الظاهر لكنها موصولة عند البخاري بالسند الذي قبله. وبه جزم الاسماعيلي في المستخرج على البخاري والبيهقي في السنن الكبرى والمجزي في والمزي في جحفة الاشراف وابن حجر في فتح الباري وهذه الرواية رواها البخاري بالمتابعات والشواهد لانها مرسلة فانه قال وعن حنظلة ابن ابي سفيان قال سمعت سالم ابن عبد الله يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه مسالم احد التابعين والرواية المرسلة اخرجها البخاري تبعا للرواية الموصولة قبلها ووقع رواية هذا الحديث موصولا رواه الترمذي وغيره من حديث عمر ابن حمزة عن ساري ابن عبد الله عن ابيه عبد الله ابن عمر وثم هؤلاء الثلاثة الا ان اسناده ضعيف عمر ابن حمزة ضعيف الحديث. والمحفوظ في تسمية هؤلاء الاربعة هؤلاء الثلاثة هو المرسل عن سالم بن عبدالله والموصل نوع من انواع الحديث الضعيف ثم علل الشارخ تخصيص هؤلاء الثلاثة بالدعاء بقوله وذلك لانهم رؤوس المشركين يوم احد. هم وابو سفيان ابن حرب فما استجيب له صلى الله عليه وسلم فيهم بل انزل الله تعالى ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فتاب عليهم فاسلموا وحسن اسلامهم. فمع شدة كرهم الذي اصاب المسلمين وعظم كيدهم وما يتخوف منهم ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه بان يلعنهم الا انه انزل عليه صلى الله عليه انما ليس لك من الامر شيء تحقيقا برد الامر كله لله. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقدر على اجراء ما يريد فيهم من لعن الله عز وجل لهم فنهي عن ذلك وقيل له ليس لك من الامر شيء او يتوب الله عليهم او يعذبهم فتاب الله على من تاب عليه من المشركين وحسن اسلامهم ومنهم هؤلاء الثلاثة ثم قال الشارح وفي هذا كله معنى شهادة ان لا اله الا الله الذي له الامر كله يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله وحكمته فهو المستحق ان يعبد وحده اي لكمال قدرته فلكمال القدرة الدالة على ربوبيته فهو سبحانه المستحق للعبادة. وليس لاحد من الخلق دونه شيء ثم قال وفي هذا من الحجج والبراهين على ما يبين بطلان ما يعتقده عباد القبور في الاولياء والصالحين بذلك الطواغيت من انهم ينفعون من دعاهم ويمنعون من لاذ بحماهم. لانه اذا كان اشرف الخلق وهو محمد صلى الله الله عليه وسلم لم يملك من امر هؤلاء شيئا مع ما له من المقام المحمود عند ربه فغيره اولى الا يملك شيئا فاولئك الاولياء والصالحون. وان بلغوا ما بلغوا في مقاماتهم لا يدركون صلى الله عليه وسلم فهم دونه فاجدر بهم الا يكون لهم نفع فداعيهم حابط الدعوة باطن الفعل فيما صنع ثم قال الشارح فسبحان من حال بينهم وبين فهم الكتاب وذلك عدله سبحانه وهو الذي يحول بين المرء وقلبه به وبه الحول والقوة. اي كيف يتكلم بهذا من يعتقد في المقبولين من الاولياء والصالحين فيدعوهم ويسألهم من دون الله سبحانه وتعالى مع ما بين الله في كتابه وما اتفق لنبيه صلى الله عليه وسلم من منعه مقصوده الذي كان يرجوه من لعن هؤلاء المشركين الذين اذوا المسلمين واتقنوا فيهم بالقتل فنهي عن لعنهم وقيل له ليس لك من الامر شيء فسبحان من يجعل لمن شاء هدايته نورا ويمنع هدايته عمن شاء من خلقه عدلا منه سبحانه فانه هو الذي يحول بين المرء وقلبه اي يمنع العبد مما يريد. فيريد ان يهتدي فلا يهتدي ويريد ان يتوب فلا يتوب لما في قلبه من فساد الارادة. والا فالصادق مع الله سبحانه وتعالى يكرمه الله عز وجل بالهداية فمن ادمن سؤال الله وانطرح بين يديه واظهر ساقته وحاجته فتح الله عز وجل له ابواب الفهم. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستجدي ربه كل ليلة اذا اذا قام الليل فيقول اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. فاذا كان اكمل الناس مقاما واعلاهم رتبة يظهر حاجته وفاقته الى هداية الله عز وجل فان غيره اجدر بان يديم سؤال الله سبحانه وتعالى ان يهيئ له الهداية والفهم عنه وهذان الحديثان المتقدمان حديث انس وحديث ابن عمر لا تعارض بينهما في بيان السبب الذي نزلت فيه الاية فان بعض اهل العلم قال ان الاية نزلت مرتين فوقعت الواقعة التي ذكرت في حديث انس ان ونزلت الاية ووقعت الواقعة التي ذكرت في حديث ابن عمر ونزلت ونزلت الاية والصحيح ان الاية نزلت بعد الواقعتين معا ان الاية نزلت بعد الواقعتين معا. فاصيب النبي صلى الله عليه وسلم في احد بما اصيب به. ثم دعا على المشركين باللعن فنزلت الاية بعد الواقعتين فهي صالحة ان تكون سببا لكل واحدة منهما. وهذا اختيار ابي عبدالله البخاري في صحيحه ورجحه ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل الله عليه وانذر عشرتك الاقربين قال يا معشر قريش اوك او قال كلمة نحوها اشتروا انفسكم لاولي عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبدالمطلب ناوي عنك من الله شيئا. يا صفية عامة رسول الله لا منعنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت محمد سرير من مالي ما شئت له عنك من الله شيئا. قال الشارح رحمه الله تعالى قوله وفيه اين؟ وفي صحيح البخاري قوله عن ابي هريرة اختلف في اسمه وصحح النووي ان اسمه وعبدالرحمن بن صفي كما رواه الحاكم في المستدرك عن ابي هريرة قال كان اسمي في الجاهلية عبد شمس ابن صخر فسميت في الاسلام. عبدالرحمن وروى الدونبي باسناده عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم سماه عبد الله وهو دوسي من فضلاء الصحابة حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر مما حفظه غيره مات سنة سبع او ثمان او تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة قوله قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح من رواية ابن عباس صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا قوله حين انزل الله عليه وانزل عشيرتك لأقربين عشيرة الرجل عشيرة الرجل هم بنو ابيه او قبيلته لانهما احق الناس ببرك واحسانك الديني والدنيوي. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا امنوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. وقد امره الله تعالى ايضا بالنزارة العامة كما قال تعالى لتنذر قوما ما انذر اباءهم فهم غافلون. وقال تعالى انذر الناس يوم يتيم العذاب قوله يا معشر قريش المعشر جماعة قول رأوا كلمة نحوها بكلمة عطبا على ما قبله. قوله اشتروا انفسكم اي بتوحيد الله واخلاص العبادة له وحده لا شريك له. وطاعة فيما امر به والانتهاء عما نهى عنه. فان ذلك هو الذي ينجي من عذاب الله من الاعتماد على الانساب والاحساب فان ذلك غير نافع عند رب الارباب قوله لا اغني عنكم من الله شيئا فيه حجة على من تعلق على الانبياء والصالحين ورغب اليهم ليشفعوا له وينفعوا فان ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالانذار عنه. كما اخبر تعالى المشركين في قوله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وقال تعالى هؤلاء شفعاؤنا عند الله فابطل الله ذلك ونزه نفسه عن هذا الشرك وسيأتي تقرير هذا المقام ان شاء الله تعالى وفي صحيح البخاري يا بني عبد منا يا بني عبد مناف لهوي عنكم من الله شيئا. قوله يا ابن عبد المطلب بنصب ابنه ويجوز في عباس الرفع والنصب وكذا في قوله يا صفية عمة رسول الله ويا فاطمة بنت محمدا قوله سليني مما شئت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا ينجي من عذاب الله الا الايمان والعمل وصاية ونحو ذلك ونحو ذلك من كل ما لا يقدر عليه الا الله تعالى فلا يجوز ان يطلب الا منه تعالى فانما عند الله لا ينال الا بتجريد التوحيد والاخلاص له بما شرعه ورضيه لعباده ان يتقرب اليه به اذا كان لا ينفع ابنته وعمه وعمته وقرابته الا ذلك فغيرهم اولى واحرى. وفي قصة عم ابي طالب فانظر الى الواقع من كثير من الناس من الالتجاء الى الاموات والتوجه اليهم بالرغبات والرهبات وهم عاجزون لا لانفسهم ضرا ولا نفعهم فضلا عن غيرهم. يتبين لك انهم ليسوا على شيء انهم اتخذوا الشياطين يتبين لك انهم ليسوا على ذلك انه اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون. اظهر له الشيطان شركا قال بمحمد قال بمحبة الصالحين. وكل صالح يبرأ الى الله من هذا الشرك في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ولا ريب ان محبة الصالحين انما تحصل تحصل بموافقة في الدين. ومتابعة في طاعة رب العالمين اتخاذ من دادا من دون الله يحبونهم كحب الله اشراكا بالله وعبادة لغيرهم لغير الله وعداوة لله والصالحين من عبادي كما قال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم امي الهين من دون الله. قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق. ان كنت قلت فقد علمت متعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب. ما قلت لهم الا ما امرتني به نعبد الله ربي وربكم شهدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه الاية بعد كلام سبقه ثم نفى ان يكون قال له غير ما امر به وهو محض التوحيد ما قلت لهم الا ما امرتني به يعبد الله ربي وربكم. ثم اخبر ان شهادته وعليه مدة مقامه في وانه بعد الوفاة الاطلاع له عليه ان الله عز وجل المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم فقال لما دمت فيه فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد سبحانه بان شهادته فوق كل شهادة واعم انتهى ملخصا. قلت ففي هذا بيان ان المشركين خالفوا ما امر الله ربي رسله من توحيده الذي هو دينهم. الذي اتفقوا عليه ودعوا الناس اليه وطرقوا فيه الا من امن فكيف يقال لمن لان بدينهم وطعن فيما امروا به من اخلاص العبادة لله وحده انه قد تنقص بهذا التوحيد الذي اطاع ربه واتبع فيه رسله عليهم السلام ونزه به ربه عن الشرك الذي هو هضم للربوبية وتنقص للالهية وسوء ظن برب العالمين. والمشركون مع الرسل وخصماء في الدنيا والاخرة. وقد شرعوا لاتباع من اتبرأوا من كل مشرك ويكفر بي ويبغضه ويعادوه في ربهم ومعبودهم. قلت فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين الله اكبر الله اكبر. الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله بيان هذه الجملة من جهتين. الجهة الاولى احد مفرداتها. والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله تعالى في الاية عشيرتك اي معاشروك وعاشروك من اهلك معاشروك من اهلك فالعشيرة مأخوذة من العشرة فالعشيرة مأخوذة من العشرة. وهي المصاحبة والمقارنة. وهي المصاحبة وعشيرة الرجل وعشيرة الرجل هم الادنون منه. هم الادنون منه اباء واخوانا ثم من بعده قوله يا معشر المعشر الجماعة من الخلق المشتركون في امر الجماعة من الخلق المشتركون في امر قوله وروى الدولابي وروى الدولابي بفتح الدال وتضم والضم اشهر بفتح الدال وتضم والضم اشهر فيقال الدولاب والدولاب نسبة الى دولاب موضع من البلدان نسبة الى نسبة الى دولاب موضع من بلدان والمراد به عند الاطلاق هو ابو بكر محمد ابن احمد الدولابي والمراد به عند الاطلاق هو ابو بكر محمد ابن احمد الدولابي صاحب الغنى والانساب صاحب كتاب الكنى والانساب. قوله جوسي اي منسوب الى قبيلة دوس اي منسوب الى قبيلة دوس وهي قبيلة معروفة من قبائل العرب وهي قبيلة معروفة من قبائل العرب قوله الالتجاء من الاموات اي التحصن بهم الالتجاء الى الاموات اي التحصن بهم قوله التوجه اليهم اي قصدهم قوله والتوجه اليهم اي قصدهم قوله في قالب القالب صورة الشيء ومثاله القالب صورة الشيء ومثاله واختلف في عربيته واختلف في عربيته فذهب ابن الطيب الى انه اعجمي معرض فذهب ابن الطيب الى انه اعجمي معرب وذهب المحب الى انه عربي وذهب المحب الى انه عربي والاصح والله اعلم انه معرب وليس عربيا لفقد هذا الوزن فاعل بفضل هذا الوزن فاعل من كلام العرب قوله وهو محض التوحيد اي خالصه قوله وهو محض التوحيد اي خالصه. فمحض الشيء خالصه قوله وخصماؤهم اي منازعوهم اي منازعوهم والخصومة هي المنازعة بمغالبة وشدة والخصومة هي المنازعة بمغالبة وشدة واما الجهة الثانية وهي نظم نياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معنى الدليل الخامس من ادلة الباب التي ذكرها فيه بقوله وفيه عن ابي هريرة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وابتدأ الشارخ بيانه قوله قوله وفيه اي وفي صحيح البخاري وهو عند مسلم ايضا فاصل قول المصنف وفيه اي وفي الصحيح والمراد بالصحيح هنا هو كتاب البخاري ومسلم. ثم قال قوله عن ابي هريرة اختلف في اسمه على وجوه كثيرة بلغت ثلاثين وجها. ثم قال وصحح النووي ان اسمه عبدالرحمن بن صخر كما رواه المستدرك عن ابي هريرة قال كان اسمه في الجاهلية عبد شمس ابن صخر فسميت بالاسلام عبدالرحمن وفي اسناده وروى الدولاب باسناده عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم سماه عبد الله وهو ضعيف الاسناد ايضا فلا يحفظ شيء في تعيين الاسم الذي غير اليه والمشهور انه كان في الجاهلية عبد شمس ثم سمي في الاسلام عبدالرحمن. قال وهو دوسي اي من قبيلة دوس كما تقدم من فضلاء الصحابة وحفاظهم. بل هو حافظهم على الاطلاق ذكره الذهبي اجماعا بل هو حافظهم على الاطلاق. ذكره الذهبي اجماعا وعلته ما ذكره الشارخ بقوله حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر مما حفظه غيره. مات سنة سبع او ثمان او تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة. ثم قال الشارح قوله قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح من رواية ابن عباس صعد رسول الله صلى الله وسلم على الصفا فكان قيامه انتصابه صلى الله عليه وسلم على الصفا لانه كان جبلا مرتفعا من عليه اطل على اندية قريش. فاذا صوت بصوته رفعوا ابصارهم اليه وتسارعوا له مجيبين. ثم قال قوله حين انزل الله عليه وانزل عشرتك الاقربين عشيرة الرجل هم بنو ابيه الادناون او قبيلته والعشيرة والقبيلة يقعان تارة بمعنى واحد. ويقعان تارة بمعنى مختلف. فتكون القبيلة اوسع فتكون القبيلة اوسع من العشيرة. قال لانهم احق الناس ببرك واحسانك الديني والدنيوي. فخصه سبحانه وتعالى بامره بالنذارة اولا لعشرته لانهم اولى الناس به. قال كما قال تعالى يا ايها يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. اي اطلبوا لانفسكم ما تتقون به النار لانفسكم واهليكم. وذكر الاهل لاختصاصهم بالقرب. فاولى الناس ببيانك ودعوتك وعلمك هم الاقرب اليك من اهل بيتك ثم من ورائهم من جيرانك ثم من ورائهم من اهل بلدك ثم قال الشارع وقد امره الله تعالى بالنذارة العامة. والنذارة بكسر النون ولا تفتح وفتحها لحن فلا يقال نذارة والى ذلك اشرت بقول نظما حد يذكر البيت ادارة بالكسب كالبشارة عن الامام الشافعي مختارة نذارة بالكسر كالبشارة عن الامام الشافعي مختاره. اي حكي ضبطها عن الشافعي. فالنذارة والبشارة كلاهما بكسر الاول مع تقابلهما. قال وقد امره الله تعالى ايضا بالنذارة العامة كما قال تعالى لتنذر قوما ما انذر ابائهم وقال وانجي الناس يوم يأتيهم العذاب. فالنذارة التي امر بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان. فالنذارة الذي امر بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما لذا نذارته عشيرته الاقربين نذارته خيرته الاقربين والاخر نذارته نذارته الخلق اجمعين. نذارته الخلق اجمعين وخص الاقربون بنذارته قياما بحق القرابة. وخص الاقربون بادارته قياما بحق القرابة ثم قال الشارح قوله يا معشر قريش المعشر الجماعة زاد ابن قاسم الذين امرهم واحد الذين امرهم واحد. ويتناول الانبياء والانس والجن. ويتناول الانبياء والانس والجن. انتهى وهو الموافق لما في لسان العرب فالجماعة مجتمعون على امر يشتركون فيه يسمون معشرا ثم قال الشارع قوله او كلمة نحوها هو بنصب كلمة عطفا على ما قبله زاد ابن قاسم في حاشيته وهو شك من الراوي. وهو شك من الراوي. هل قال يا معشر قريش؟ او قال ما يقارب او قال ما يقارب ذلك وهو شك من الراوي هل قال يا معشر قريش او قال ما يقارب ومثل هذا يقرأ بذكر فعل القول بعد او فتقول يا معشر قريش او قال كلمة نحوها او قال كلمة نحوها فهو مما يقدر لفظا ويترك خطا فهو مما يقدر لفظا ويترك خطا عند المحدثين وربما صرحوا به ثم قال قوله اشتروا لانفسكم اشتروا انفسكم اي بتوحيد الله واخلاص العبادة له وحده لا شريك له وطاعته فيما امر به والانتهاء عما نهى عنه. فان ذلك هو الذي ينجي من عذاب الله لا الاعتماد على الانساب والاحساب فان ذلك غير نافع عند رب الارباب المراد بشرائهم انفسهم تخليصها من عذاب الله تخليصها. فالمراد بشرائهم انفسهم تخليصها من عذاب الله وذلك باخلاص الدين لله عز وجل بان يكونوا عبادا موحدين له سبحانه وذكر المصنف عند هذا الموضع في قرة عيون الموحدين في الصفحة التاسعة والثمانين بعد مئتين زيادة بيان فقال قوله قال يا معشر قريش او قال كلمة نحوها اشتروا انفسكم اي بالايمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم واتباعه فيما جاءكم به مما انزل مما انزل عليه من توحيد الله الا بالعبادة وطرح ما كنتم تعبدونه من دونه تعبدونه من دونه من الاوثان والاصنام. فانهم بعد ذلك صاروا عبيدا لمن لا يضر ولا ينفع ولا يستجيب ولا يسمع. وهم قد عرفوا ان ما كانوا يفعلونه من عبادة غير الله شرك بالله انهم كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك. انتهى كلامه. فاولئك المشركون قد افترقوا انفسهم لمن صاروا عبيدا له يتوجهون اليه ويدعونه من دون الله عز وجل فلا لهم من العبودية التي قيدوا فيها لغير الله الا بان يعتقوا انفسهم من شرك هؤلاء فيخلصوا لله سبحانه وتعالى العبادة والتوحيد فيخلصهم الله عز وجل من النار فكأنهم بتلك المنزلة قد تروا انفسهم بان قدموا لله عز وجل ايمانا وتوحيدا يخلصهم من عذاب الله عز وجل. وقلب العبد خلق لعبودية الله. فاذا صار رقيقا لغيره خرج منه من عبودية الله بقدر ما حصل له من الرق فمن الناس من يكون عبده رقيقا لجاه او رقيقا لمال او رقيقا لاحد من الخلق يهواه ويعشقه ومن الخلق من يعظم ضيق قلبه حتى يتوجه الى غير الله عز وجل بالمحبة والتعظيم والاجلال. ومن خرج قلبه من العبودية لله وقع في العبودية لغيره. قال ابن القيم في نونيته هربوا من الذق الذي خلقوا له فلوا فبولوا برفق النفس والشيطان اي تركوا ما امرهم الله عز وجل من عبادته فوقعت قلوبهم رقيقة مقيدة بعبودية لانفسهم واغوائهم وارائهم وشياطينهم. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته غدا باذن الله بعد صلاة الفجر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين