السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تعاليا وجدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا. وعلى اله وصحبه ومن اتخذه اماما ودليلا اما بعد فهذا المجلس الخامس والثلاثون في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد في سنده الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وست وثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله. المتوفى سنة خمس وثمانين بعد المئتين والالف وقد انتهى بنا البيان الى اثناء الدليل الخامس من الادلة التي ذكرها المصنف في باب قول الله تعالى فيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين قوله لا اغني عنكم من الله شيئا قال المصنف رحمه الله تعالى قوله لا اغني عنكم من الله شيئا فيه حجة على من تعلق على الانبياء والصالحين ورغب اليهم ليشفعوا له وينفعوه او يدفع عنه فان ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى واقام نبيه صلى الله عليه وسلم بالانذار عنه كما اخبر تعالى عن المشركين في قوله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم من لا يقربون الى الله زلفى. وقوله تعالى هؤلاء شفعاؤنا عند الله ذلك ونزه نفسه عن هذا دينك وسيأتي تقرير هذا المقام ان شاء الله تعالى. وفي صحيح البخاري بني عبد مناف لوني عنكم من الله قوله يا عباس بن عبد المطلب بنصب بن ويجوز في عباس الرفع والنصب وكذا في قوله يا صفية رسول الله ويا فاطمة بنت محمد قوله سليل من مال ما شئت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لينجي من عذاب الله الا الايمان والعمل الصالح. وفيه انه لا يجوز ان يسأل العبد الا ما يقدر عليه من امور الدنيا. واما الرحمة والمغفرة والجنة والنجاة من النار ونحو ذلك من كل ما لا يقدر عليه الا الله تعالى فلا يجوز ان يطلب الا منه تعالى. فان ما عند الله لا ينال الا بتجريد التوحيد والاخلاص له بما شرعه ورضيه لعباده ان يتقربوا اليه به فاذا كان لا ينفع ابنته وعمه وعمته وقرابته الا ذلك. فغيرهم اولى واحرى. وفي قصة عمه ابي طالب معتبر فانظر الى الواقع من كثير من الناس من الالتجاء الى الاموات والتوجه اليهم بالرغبات والرهبات وهم عاجزون لا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا. فضلا عن غيرهم يتبين لك ان انهم ليسوا على شيء انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون اظهر لهم الشيطان الشرك في قالب محبة الصالحين وكل صالح يذرأ الى الله من هذا الشرك في الدنيا ويوم لا يقوم الاشهادة ولا ريب ان محبة الصالحين انما تحصل بموافقتهم في الدين ومتابعتهم في طاعة رب العالمين لا باتخاذ من دادا من دون الله يحبونهم كحب الله. اشراكا بالله وعبادة لغير الله وعداوة لله ورسله والصالحين من عباده. كما قال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت الناس اتخذوني وامي الهين من دون الله. قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم. وكنت عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه الآية بعد كلام سبقه. ثم نفى ان يكون قال لهم غير ما امر به وهو محض التوحيد فقال ما قلت لهم الا ما امرتني به ان يعبدوا الله ربي ثم اخبر ان شهادته عليهم مدة مقامه فيهم. وانه بعد الوفاة الاطلاع له عليهم وان الله عز وجل ترد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم فقالت فيهم فلما توفيتني كنت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. وصفه سبحانه بان شهادته فوق كل شهادة واعم انتهى ملخصا. قلت ففي هذا بيان بيان ان المشركين خالفوا ما امر الله به له من توحيده الذي هو دينهم. الذي اتفقوا عليه ودعوا الناس اليه وفارقهم فيه الا من امن فكيف يقال لمن دان بدينهم واطاعهم فيما امروا به من اخلاص العبادة من اخلاص العبادة لله وحده انه قد تنقصهم بهذا التوحيد الذي اطاع به ربه واتبع فيه رسله عليهم السلام. ونزه به عن الشرك الذي هو هضم للربوبية وتنقص للالهية وسوء ظن وسوء ظن برب العالمين. والمشركون في الدنيا والاخرة وقد شرعوا لاتباعهم ان يتبرأوا من كل مشرك ويكفر به يبغضوه ويعادوه في ربهم ومعبودهم قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين تقدم ان بيان هذه الجملة من وجهين تقدم ان بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقد فرغ من القول فيها واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها في بيان معاني الدليل الخامس من ادلة الباب وهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي ذكره المصنف بقوله وفيه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انزل الله عليه وانزل عشيرتك الاقربين. الحديث وسبق بيان صدر جمله وانتهى بنا البيان الى قول الشارح رحمه الله قوله لا اغني عنكم من الله شيئا فيه حجة على من تعلق على الانبياء والصالحين. ورغب اليهم ليشفعوا له وينفعون او يدفع عنه. ووجه هذه الحجة براءته صلى الله عليه وسلم ان يكون مغنيا من الله شيئا لاحد من الخلق. فاذا كان محمد صلى الله عليه وسلم وهو اشرف الخلق واعلاهم مقاما لا يملك لاحد شيئا دون الله فغيره اولى الا يملك لهم نفعا ولا ضر ثم قال الشارح فان ذلك هو الشرك الذي حرمه الله تعالى واقام نبيه صلى الله عليه وسلم بالانذار عنه. اي ما يلتمس من الخلق رجاء النفع والضر هو الشرك الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه وحرمه. واقام نبيه صلى الله عليه وسلم منذرا منه. قال الشارح كما اخبر تعالى عن المشركين في قوله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وقال هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فابطل الله ذلك ونزه نفسه عن هذا الشرك. وسيأتي غير هذا المقام المقام ان شاء الله. ثم قال الشارح وفي صحيح البخاري اي زيادة على الرواية عليها بعد قوله صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش انه قال يا بني عبدي مناف لا اغني عنكم من الله شيئا وهو تنزل من العموم الى الخصوص فانه خاطب اولا جمهرة قريش جميعا بقوله يا معشر قريش ثم خص صلى الله عليه وسلم ووقع خصوصه في مراتب قال في اولها يا بني عبدي منام. ثم قال في ثانيها يا عباس بن عبد المطلب ثم قام قال في ثالثها يا صبية عمة رسول الله ثم قال في ربعها يا فاطمة بنت محمد وخص بني عبد مناف دون سائر قريش لانهم اقرب الناس اليه فهو من ندارته الخاصة التي تقدم بيانها وخص بها النبي صلى الله عليه وسلم الاقربين من عشيرته وهم بنو ابيه الادنون ثم قال قوله يا عباس ابن عبد المطلب بنصب ابن ويجوز في عباس الرفع والنصب ووجه الجواز للرفع والنصب ان المنادى العلم اذا كان موصوفا بابن او بنت يجوز فيه وجهان. ان المنادى العلم اذا كان موصوفا بابن. او بنت او عم او عمه يجوز فيه وجهان احدهما الرفع بان يكون مبنيا على الضم. الرفع بان يكون مبنيا على الضم وهذا الاصل في المنادى العلم كقولك يا محمد اسمع او يا سعيد تعال والاخر النصب على انه مبني على الفتح على انه مبني على الفتح اتباعا لحركة ما وصف به وهي وهو ابن او بنت والنصب افصح والنصب افصح فيجوز ان تقول يا عباس ابن عبد المطلب ويا عباس بن عبدالمطلب والنصب والنصب افصح الوجهين. ذكره النووي وغيره. ثم قال الشارح قوله تليني من ما لي ما شئت موجها الخطاب الى ابنته فاطمة رضي الله عنها قال الشارح بين رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لا ينجي من عذاب الله. الا الايمان والعمل فاذن النبي صلى الله عليه وسلم في سؤاله ما يملكه كماله ونهى صلى الله عليه وسلم عن سؤاله فيما لا يملكه وهو الاغناء من دون الله. قال في قرة عيون الموحدين عند هذا الموضع في قوله سليني من مالي ما شئت في الصفحة في الصفحة التسعين بعد المائتين وتاليتها لان هذا هو الذي يقدر عليه صلى الله عليه وسلم. لان هذا هو الذي يقدر عليه صلى الله عليه وسلم. وما كان امره الى الله فلا قدرة لاحد عليه. وما كان امره الى الله فلا قدرة لاحد عليه كما في هذا الحديث كما في هذا الحديث انتهى كلامه قال شارح وفيه انه لا يجوز ان ان يسأل العبد الا ما يقدر عليه من امور الدنيا. واما الرحمة والمغفرة والجنة والنجاة من النار ونحو ذلك من كل ما لا يقدر عليه الا الله تعالى فلا يجوز ان يطلب الا منه تعالى. فانما عند الله لا ينال الا بتجريد التوحيد والاخلاص بما شرعه ورضيه لعباده ان يتقربوا اليه به. انتهى كلامه. فالمسئولات التي يطلبها الخلق نوعان. فالمسؤلات التي يطلبها الخلق نوعان. احدهما نوع يقدر عليه المخلوق نوع يقدر عليه المخلوق كالمال والاخر نوع لا يقدر عليه المخلوق نوع لا يقدر عليه المخلوق. كالمغفرة والرحمة والمسامحة على الذنوب فالثاني لا يسأله المخلوق ابدا فالثاني لا يسأله المخلوق ابدا. والتوجه اليه بسؤاله من الشرك والتوجه اليه بسؤاله من الشرك. وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم لا اغني عنكم من الله شيئا ثم قوله لا اغني عنك من الله شيئا فما يقدر عليه الا الله لا يسأل الا من الله. وسؤال غيره اياه شرك. ومن الجار في الناس باخرة قولهم سامحنا يا رسول الله وهو من هذا الباب فان المسامحة هي طلب العفو يوصلك فان المسامحة هي طلب العفو والصفح. ولا يكون ذلك الا من الله سبحانه وتعالى والتوجه الى غيره بذلك هو من الشرك. ومن لطيف ما اتفق في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ذاق الخطاب على ثلاثة انحاء ذاق الخطاب على ثلاثة انحاء احدها خطاب مذكر خطاب المذكر في قوله يا عباس بن عبد المطلب في قوله يا عباس ابن عبد المطلب وثانيها خطاب المؤنث خطاب المؤنث في قوله صلى الله عليه وسلم يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله يا فاطمة بنت محمد وثالثها خطابه بالجمع. خطابه بالجمع الملتئم على الذكور والاناث مع الملتئم على الذكور والاناث مع في قوله صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش في قوله صلى الله عليه وسلم يا معشر قريش فانه تندرج فيه جميع الافراد من الذكور والاناث. فانه تندرج فيه جميع الافراد من من الذكور والاناث ووقع الخطاب على هذه الانحاء تقريرا لتحقيق لا اغني عنكم من الله شيئا تقريرا لتحقيق لا اغني عنكم من الله شيئا. فهو صلى الله عليه وسلم لا يغني احد من الذكور ولا يغني احدا من الاناث فلا يغني احدا من الخلق اجمعين من دون الله سبحانه وتعالى. لان الامر كله لله عز وجل وما عند الله سبحانه وتعالى مما يرجوه العبد ويدعو به لا يناله الا بتجريد التوحيد والاخلاص لله. فمن جرد توحيده واخلص دينه لله رب العالمين. ودعا ربه وسأله فان الله عز وجل يجيب دعاءه كما قال تعالى اجيب دعوة الداعي اذا دعان العبد مأمور بان يسأل الله. ومنهي عن سؤال غيره. فسؤال الله اخلاص وتوحيد وسؤال غيره شرك وتنديد. ثم قال الشارح فاذا كان لا ينفع ابنته وعمه وعمته وقرابته الا ذلك يعني الا تجريد التوحيد واخلاص الدين لله فغيرهم اولى واحرى فلا ينتفع احد بشيء دون التوحيد والاخلاص فاذا مات مشركا كافرا لم ينفعه احد من قرابته. قال الشارح في تقريره وفي قصة عمه ابي طالب معتبر. اي فيما اتفق من حال ابي طالب ابن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يحوطه وينصره ويحميه فمات على الشرك ولم يقل لا اله فان الله فلم ينفعه النبي صلى الله عليه وسلم باخراجه من النار وادخاله الجنة بل مات مشركا كافرا فجعله الله سبحانه وتعالى من جثاء جهنم. ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار له وشفع له في تخفيف العذاب ليس الا شفاعة خاصة دون سائر المشركين في تخفيف العذاب عنهم. وبسط المصنف رحمه الله تعالى في هذا الموضع في قرة الموحدين ما جرى لابي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم مع الرسول صلى الله عليه وسلم عند مماته وبين انه لم تنفعه اعماله التي كان يبديها ويسديها الى النبي صلى الله عليه وسلم من العناية والرعاية والحماية وسيأتي خبره في باب قوله تعالى انك لا تهدي من احببت وقال صاحب تيسير العزيز الحميد في تقرير هذا المعنى عند هذا الموضع قال فاذا صرح وهو سيد الموصلين لاقاربه المؤمنين وغيرهم خصوصا سيدة نساء العالمين وعمه وعمته امن الانسان انه لا يقول الا الحق ثم نظر الى ما وقع في قلوب كثير من الناس من الاعتقاد فيه وفي غيره من الانبياء والصالحين انهم ينفعون ويضرون ويغنون من عذاب الله حتى يقول صاحب البردة يعني البوصيري فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم تبين له التوحيد وعرف الدين فاين هذا من قول صاحب البردة والبرع واضوابهما من المادحين له صلى الله عليه وسلم بما هو برأوا منه ليلا ونهارا ويبين اختصاصه بالخالق تعالى وتقدس. كما قال تعالى قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا والا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وما مسني السوء وما انا وما مسني سوء انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون وقال فماذا بعد الحق الا الضلال فانا تصرفون كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا انهم لا يؤمنون. تالله لقد تاهت عقول تركت كلام ربها وكلام نبيها. لوساوس قدرها وما القاه الشيطان في نفوسها انتهى كلامه وصدره مأخوذ من احدى مسائل الباب من مصنف كتاب التوحيد المبين ان النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين وخيرة النبيين وامام المتقين لم ينفع قرابته كعمه وعمته وابنته بشيء دون الله سبحانه وتعالى والعبد المصدق بالنبي صلى الله عليه وسلم يؤمن انه صلى الله عليه وسلم لا يقول الا الحق. فاذا وعى هذا ثم نظر الى ما وقع في قلوب كثير من الناس من اعتقادهم فيه صلى الله عليه او بغيره من الانبياء والصالحين انهم ينفعون ويضرون ويغنون من عذاب الله ويرفعون المقامات فرجونا الكربات ويغيثون اللهفات ويقضون الحاجات اذا نظر هذا ووعى ما الله في كتابه وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم تبين له غربة الدين والتوحيد ورأى الشافع بينما في الشرع من التوحيد واخلاص الدين وما عليه كثير من المنتسبين الى الاسلام من الاحوال التي هي احوال المشركين. ثم ذكر صاحب تيسير العزيز الحميد بعد هذا فوائد زائدة عما ذكره الشارح هنا فقال وفي الحديث من الفوائد غير ما تقدم جده صلى الله عليه وسلم في هذا الامر اي جهاده صلى الله عليه وسلم في دعوته الى التوحيد بحيث فعل ما نسب به الى الجنون اي نسبه قومه الى الجنون وكذلك لو يفعله مسلم الان قاله المصنف اي وكذلك لو يدعو احد الى توحيد الله سبحانه وتعالى فان الناس ينسبونه الى الجنون ومخالفة ما يعرفه الناس. ثم قال وفيه دليل على الاجتهاد في الاعمال وترك البطالة وهي الفراغ من الشغل. وترك البطالة والاعتماد على مجرد الانتساب الى الاشخاص كما يفعله اهل الطيش والحمق ممن ينتسب الى نبي او صالح ونحو ذلك. لانه صلى الله عليه وسلم اذا خطب بنته وعمه وعمته وقرابته بهذا الخطاب كان تنبيها لذريتهم ونحوهم على ذلك. لانه اذا كان لا عن هؤلاء شيئا كان ذريتهم اولى الا يغني عنهم من الله شيئا. وقد قال تعالى لمن اكتفى بالانتساب الى انبياء عن متابعتهم تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ثم قال وفيه ان اولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم هم اهل طاعته ومتابعته في محياه ومماته كما قال صلى الله عليه وسلم الا ان ال ابي يعني فلانا ليسوا لي باولياء انما ولي الله هو صالح المؤمنين رواه مسلم. وروى عبد ابن حميد عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم جمع اهل بيته قبل موته فقال الا ان لي عملي ولكم عملكم الا اني لا اغني عنكم من الله شيئا الا ان اوليائي منكم متقون الا لا اعرفنكم يوم القيامة تأتون الدنيا تحملونها على رقابكم ويأتي الناس يحملون الاخرة. ثم قال الشارح رحمه الله بعد بيان ما تقدم من ان الله هو الذي يسأل وحده العفو والمغفرة والرحمة والصفح ولا يسأل احد سواه قال فانظر الى الواقع من كثير من الناس من الالتجاء الى الاموات اي التحصن بهم والتوجه اليهم اي قصدهم بالرغبات والرهبات فيقصدونهم بالرغبات فيما يرجون. فيقصدونهم بالرغبات فيما يرجون. ويقصدونهم بر وهباتي فيما يتخوفون ويقصدونه في الرهبات بما فيما يتخوفون ثم قال وهم عاجزون لا يملكون لانفسهم ظرا ولا نفعا. فضلا عن غيرهم يتبين لك انهم ليسوا على شيء انه دخلوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون. وكونهم على غير شيء لانهم للملة التوحيدية مناقضون لما قصد في الشريعة الاسلامية من اخلاص الدين لله عز وجل فاتخذوا الشياطين اولياء تؤزهم ازا على ما يفعلون ويقترفون من الشرك ثم يدعون انهم مهتدون في فعلهم. ومنشأوا دعوى اهتدائهم ما لبس به الشيطان عليهم في دعواه التي دعاهم اليها مما ذكره الشارح بقوله اظهر لهم الشيطان الشرك في قال بمحبة الصالحين اي زين لهم الشرك في صورة ومثال محبة الصالحين ففعلوا ما يفعلون من الشرك متذرعين بان هذا من محبة الصالحين وان من احب صالحا من الصالحين فانه يلتجئ اليه ويتوجه برغبته ورهبته اليه. ثم قال الشارح في ابطال هذا وكل صالح يبرأ الى الله من هذا الشرك في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. فالصالحون المدعون من دون الله هم برءاء من الشرك في الدنيا ويوم القيامة. فبرائتهم من الشرك في الدنيا انهم ينهون عنه ويزجرون الخلق عن ارتكابه وبرائتهم منه ويوم القيامة انهم يكفرون بشرك هؤلاء ويبطلون عملهم الذي كانوا يعملون ثم بين رحمه الله تعالى ما تتحقق به محبة الصالحين من طريق شرعي فان لمحبة صالحين ثلاث طرق فان لمحبة الصالحين ثلاثة طرق اولها طريق شرعي اولها طريق شرعي وهو المبين في الشرع وهو المبين في الشرع من موالاتهم ونصرتهم والاحسان اليهم وثانيها طريق بدعي طريق بدعي وهو ما زينه الشيطان من البدع المتعلقة بتعظيم الصالحين وهو ما زينه الشيطان من البدع المتعلقة بتعظيم الصالحين وثالثها طريق شرك طريق الشرك وهو ما وقع فيه المشركون وهو ما وقع فيه المشركون من الشرك وهو ما وقع فيه المشركون من الشرك تحت دعوى محبة الصالحين تحت دعوى محبة الصالحين كدعائهم وسؤالهم من دون الله عز وجل وبين الشارح رحمه الله الطريق الشرعي لمحبتهم فقال ولا ريب ان محبة الصالحين انما تحصل بموافقتهم في الدين ومتابعة في طاعة رب العالمين فالمحبة الصادقة للصالحين تكون بسلوك الطريقة الشرعية فما جاء في الطريقة الشرعية من وجوه محبة الصالحين فهو الذي تتحقق محبتهم كموافقتهم في الدين والتدين بدين الحق الذي كانوا عليه. ومتابعتهم بالاقتداء بهم في طاعة ربي العالمين فهذه هي المحبة الصادقة للصالحين ثم قال الشارح بابطال المحبة المدعاة لهم من سؤالهم ودعائهم من دون الله قال لا باتخاذهم اندادا من دون الله تحبونهم كحب الله بالله وعبادة لغير الله وعداوة لله ورسله والصالحين من عباده. كما قال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس الاية والتي بعدها وذكر كلام ابن القيم رحمه الله على في تقرير ما كان عليه رجل من الصالحين من الانبياء المصرحين بالمقام الذي كونوا عليه اهل الصلاح في الدنيا. فان اهل الصلاح في الدنيا يكون لهم مع التوحيد مقامان فان اهل الصلاح بالدنيا يكون لهم مع التوحيد مقامان احدهما مقام الرعاية مقام الرعاية في دعوة الخلق اليه احدهما مقام الرعاية في دعوة الخلق اليه وهو المذكور في قوله تعالى عن عيسى وهو المذكور في قوله تعالى عن عيسى ما قلت لهم الا ما امرتني ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم. ان اعبدوا الله ربي وربكم والاخر مقام الوقاية. مقام الوقاية بحماية التوحيد بحماية التوحيد من كل ما ينقضه وينقصه من كل ما ينقضه وينقصه. وهو المذكور في قول الله تعالى عن عيسى وهو المذكور في قول الله تعالى عن عيسى وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم فالصالحون من خلق الله من الانبياء فمن دونهم يقومون هذان المقامان في التوحيد فيدعونا الناس الى اخلاص الدين لله عز وجل. وينهونهم عن الشرك ويتصدون لكل شيء يعكر صفو التوحيد من نواقضه او من قصاته ثم قال الشارح بعد نقله كلام ابن القيم ملخصا من مدارج السالكين قلت ففي هذا بيان ان المشركين خالفوا ما امر الله به رسله. من توحيده الذي هو دينهم الذي اتفقوا عليه ودعوا الناس اليه وفارقوهم فيه الا من امن فكيف يقال لمن دان بدينهم واطاعهم فيما امروا به من اخلاص العبادة لله وحده انه قد تنقصهم بهذا التوحيد الذي اطاع به ربه واتبع فيه رسله عليهم السلام ونزه به ربه عن الشرك الذي هو هضب للربوبية وتنقص للالهية وسوء ظن برب العالمين. وهذه الجملة براءة من دعوة دعوى الملبسين في هذا الباب ان القائمين بالدعوة الى توحيد الله عز وجل الناهين عن دعاء الصالحين انهم يتنقصون اولئك الصالحين. فان نهي الناس عن دعاء غير عز وجل ليس تنقصا للصالحين بل هو من القيام بحقه. فان الصالح حقا لا يرضى ان يدعى من دون الله عز وجل فانه عبد والله سبحانه وتعالى هو المعبود. لكن الشيطان لبس على الخلق فجعل ما يدعى اليه من توحيد الله وحده وترك دعاء صالحين انه من تنقص الصالحين والقدح فيهم وعدم القيام بحقهم فضحك فضحك الشيطان على الخلق في هذه الدعوة بما زين لهم من ان القيام بحق الصالحين وتوقيرهم يقتضي سؤالهم من دون الله سبحانه وتعالى فتلبيس الشيطان على الخلق في الصالحين من جهتين فتلبيس الشيطان على الخلق في الصالحين من جهتين احداهما احداهما تزيين الشرك تزيين الشرك لهم في قالب محبة الصالحين تزيين الشرك لهم في قالب محبة الصالحين والاخرى جعل التوحيد جعل التوحيد بافراد الله وعدم سؤال الصالحين بافراد الله وعدم السؤال الصالحين تنقصا لهم تنقصا لهم ثم قال الشارح والمشركون هم اعداء الرسل وخصماؤهم في الدنيا والاخرة وقد شرعوا لاتباعهم ان يتبرأوا من كل مشرك ويكفر به ويبغضوه ويعادوه في ربهم ومعبودهم قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين. وقال صاحب تيسير العزيز الحميد في تقرير هذا المعنى المذكور ومن العجب ان اللعين يعني الشيطان كادهم مكيدة ادرك بها مأمولة فاظهر لهم هذا الشرك في صورة محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه ومحبة الصالحين وتعظيمهم. ولعمر الله ان تبرئتهم من هذا التعظيم والمحبة هو لهم والمحبة وهو الواجب المتعين واظهر لهم التوحيد والاخلاص في سورة بغظ النبي صلى الله عليه وسلم وبغض الصالحين والتنقص بهم وما شعروا انهم تنقصوا الخالق سبحانه وتعالى وبخسوه حقه وتنقصوا النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين بذلك. واما تنقصهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللصالحين فلانهم ظنوا انهم راضون منهم بذلك او امروهم به. وحاشى لله ان يرضوا لذلك او يأمر به كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. انتهى كلامه. وفيما ذكره رحمه الله تعالى قلب الدعوة على المشركين في التنقل فانما يدعيه المشركون من ان النهي عن دعاء الصالحين هو تنقص لحقه وازراء بمقامهم ابطله المصنف ابطله العلامة سليمان ابن عبد الله من جهتين ايه احداهما ان تنقص الصالحين ومنهم النبي صلى الله عليه وسلم ان تنقص الصالحين ومنهم النبي صلى الله عليه وسلم كائن ما تفعلون من الشرك كائن بما تفعلون من الشرك اذ يظن انهم راضون بذلك امرون به. اذ يظن انهم امرون بذلك راضون به وهم برءاء من هذا. وهم برءاء من هذا والاخرى ان ما ادعيتموه ايها المشركون من محبة الصالحين ان ما ادعيتموه ايها المشركون من محبتي الصالحين هو تنقص لله رب العالمين. وتنقص لله رب العالمين. فان الله سبحانه وتعالى حرم الشرك ونهى عنه اشد النهي فان الله حرم الشرك ونهى عنه اشد النهي فانتم فيما تفعلون مخالفون امر الله فانتم فيما تفعلون مخالفون امر الله مدعون عليه ما ليس اذ مدعون عليه ما ليس منه فدعاء الصالحين ليس من دين الله. فدعاء الصالحين ليس من دين الله. فما وقع فيه هؤلاء من دعوى محبة الصالحين وان من نهى عن دعائهم وسؤالهم متنقص لهم هو التنقص في الحقيقة والازراء في عين الامر نعم احسن الله اليكم باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا؟ قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير قال الشارح رحمه الله تعالى قوله حتى اذا فزع عن قلوبهم اي زال الفزع عنها قال ابن عباس وابن عمر ورواه ابو عبدالرحمن السلمي والشعبي والحسن وغيرهم. وقال ابن جرير قال بعضهم الذي خزع عن بهم الملائكة قالوا وانما فزع عن قلوبهم من غشية تصيبهم عند سماعهم كلام الله بالوحي ابن عطية في الكلام حذف يدل عليه الظاهر كأنه قال ولا هم شفعاء كما تزعمون انتم بل هم عبدة مسلمون ابدا يعني منقادون. حتى اذا فزه عن قلوبهم. والمراد الملائكة على ما اختاره وغيره. قال ابن كثير وهو الحق الذي لا ملأ فيه لصحة الاحاديث وفي لصحة الاحاديث فيه اثار وقالت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قوله حتى اذا فزع عن قلوبهم انما هي في الملائكة اذا سمعت الوحي الى جبريل يأمره الله تعالى به. سمعت كجر سلسلة بالحبيب على الصفوان فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة. قال وبهذا المعنى من ذكر الملائكة في صدر الايات تتسع هذه الآية على الأولى ومن لم يشعر ان الملائكة مشرم اليهم من اول قوله الذين زعمتم لم تتصل لهم هذه الاية بما قبلها قوله قالوا ماذا قال ربكم ولم يقولوا ماذا خلق ربنا ولو كان كلام الله مخلوقا لقالوا ماذا خلق انتهى من شرح سنن ابن ماجه. ومثله الحديث ماذا قال ربنا يا جبريل؟ وامثال هذا في الكتاب والسنة قوله قالوا الحق اي قالوا قال الله الحق. وذلك لانهم اذا سمعوا كلام الله صعقوا ثم اذا اخذوا يسألون فيقولون ماذا قال ربكم فيقولون قال الحق قوله وهو العلي الكبيرعلو قدر وعلو القهر وعلو الذات فله العلو الكامل من جميع الوجوه. كما قال عبدالله كما قال عبد الله بن لما قيل له بماذا نعرف ربنا؟ قال بانه على عرشه بائن من خلقه تمسكا منه بالقرآن قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله ثم استوى على العرش ثم استوى على العرش في سبعة مواضع في القرآن قوله الكبير اي الذي اي الذي لا اكبر منه ولا اعظم تبارك وتعالى بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله في الاية فزع اصل الفزع الذعر اصل الفزع الذعر فاذا عدي بعن كقوله خزع عن قلوبهم فمعناه كشف عنها فاذا عدي بعن كقوله وزع عن قلوبهم فمعناه كشف عنها بزوال الذعر ذكره ابن فارس وغيره قوله من غشية من غشية تصيبهم اي من غطاء اي من غطاء يقع على قلوبهم. اي من غطاء يقع على قلوبهم فاصل التغشية التغطية. فاصل التغشية التغطية وهي مختصة بما خف وشف من الغطاء. وهي مختصة بما خف وشف من فاذا كان الغطاء رقيقا لطيفا خفيفا سمي غشاء ومنه قوله تعالى والليل اذا يغشى اي اذا ابتدأت تغطيته ابتداء رقيقا اي اذا ابتدأت تغطيته ابتداء رقيقا. فاذا تمكن ظلامه انتقل من التغشية الى التسجية وهي شدة الظلام وهي شدة الظلام في قوله تعالى والليل اذا سجى قوله على ما اختاره اي اصطفاه وقدمه على غيره اي اصطفاه وقدمه على غيره والجاري في العرف والجاري في العرف استعمال الاختيار فيما وقع فيه الخلاف والجاري في العرف استعمال الاختيار فيما جرى فيه الخلاف. او تعددت وجوه صوابه او تعددت وجوه صوابه. ومنه الاختيار في قراءات ومنه الاختيار في القراءات وهو الاخذ بوجه مقدما على غيره. وهو الاخذ بوجه في القراءة مقدما على غيره ومنه ايضا الاختيار الفقهي ومنه ايضا الاختيار الفقهي وهو يختص وهو يختص بقول المجتهد على خلاف مذهبه. وهو يختص بقول على خلاف مذهبه فاذا اخذ المجتهد بقول هو غير مذهبه سمي هذا اختيار فلا يصح ان تعمد الى جمع اقوال فقيه في مسائل الاحكام ثم تسميها جميعا اختيارات بل الاختيارات له ما كان على خلاف مذهبه. اما ما وافق فيه هو قول المذهب ليس هذا اختيارا له. بل هو تابع قول من تقدمه من فقهاء المذهب. فلو قدر ان احدا اعتنى بجمع اقوال فقيه من فقهاء الحنابلة فذكر عنه في باب المياه انه اختار ان المياه نوعان طهور ونجس. صح تسمية ذلك اختيارا. لانه خلاف مذهبه ولو قدر انه ذكر في رفع اليدين في الصلاة عند هذا الفقيه الحنبلي انه يرى الرفع في ثلاثة مواضع عند الاحرام وعند الركوع وعند الرفع من الركوع لم يسمى هذا اختيارا لان هذا هو مذهب الحنابلة قوله لا مرية فيه المرية الشك قوله لا ميت فيه المنية الشك قوله تظاهرت الاحاديث اي تكاثرت مصدقا بعضها بعضا. اي تكاثرت مصدقا بعضها اعضاء فصار الامر المذكور ظاهرا بينا فيها. فصار الامر المذكور ظاهرا بينا فيها قوله كجري الجر هو السحب الجر هو السحب قوله سلسلة بكثر السين تفتح هو اسم لما اتصل هو اسم لما اتصل وتتابع واسم لما اتصل اتابع وسميت حلق الحديد وسميت حلق الحديد التي جعل بعضها بعضا سلسلة وسميت حلق الحديد التي جعل بعضها في بعض سلسلة لما بينها من الاتصال والتتابع ما بينها من الاتصال والتتابع قوله الصفوان هو الحجر الاملس هو الحجر الاملس يقال له صفوان وصفا يقال له صفوان وصفا وواحدته صفاه وواحدته صفاه قوله هيبة اي اجلالا قوله هيبة اي اجلالا قوله علو القدر اي المقام والشأن اي المقام والشأن قوله علوا القهر اي الغلبة والظهور اي الغلبة والظهور قوله بائن من خلقه اي منفصل عنهم مباعد لهم. اي منفصل عنهم مباعد لهم واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارع رحمه الله تعالى شرع يبين معنى الدليل الاول من ادلة الباب. وهو قوله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم واعرض رحمه الله عن بيان من جهة كونها ترجمة للباب فان التراجم المعقودة بقول المصنف باب قول الله تعالى فيها من جهتين فيها نظر من جهتين. احدهما النظر اليها النظر اليها ترجمة للباب تفصح عن مضمونه النظر اليها ترجمة من باب تفسح عن مضمونه. والاخر النظر اليها دليلا من الباب النظر اليها دليلا من ادلة الباب وتقدم بيان هذا في الباب السابق فكان حقيقا للشارع رحمه الله ان يبين اولا مراد المصنف من هذه الترجمة وهو الذي ذكره ابن عمه الشارح الاول في تيسير العزيز الحميد فقال ما نصه اراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة بيان حال الملائكة اراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة بيان حال الملائكة الذين هم اقوى واعظم الذين هم اقوى واعظم من عبد من دون الله الذين هم اقوى واعظم من عبد من دون الله. فاذا كان هذا حالهم مع الله تعالى فاذا كان هذا حالهم مع الله تعالى وهيبتهم منه وهيبتهم منه وخشيتهم له وخشيتهم له. فكيف يدعوهم احد من دون الله فكيف يدعوهم احد من دون الله واذا كانوا لا يدعون مع الله واذا كانوا لا يدعون مع الله استقلالا ولا وساطة بالشفاعة. استقلالا ولا وساطة بالشفاعة فغيرهم ممن لا يقدر على شيء فغيرهم ممن لا يقدر على شيء من الاموات والاصنام من الاموات والاصنام اولى الا يدعى ولا يعبد اولى الا يدعى ولا يعبد انتهى كلامه وتبعه في تحقيق ان هذا مراد المصنف بالترجمة ابن قاسم العاصمي في حاشية كتاب التوحيد وابن حمدان في الدر النضير وقبلهما ابن عتيق في ابطال التنديد فاوراد المصنف من الترجمة بقوله باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم هو بيان حال الملائكة. الذين يدعوهم من يدعوهم وهم اقوى واعظم من يدعى من دون لله عز وجل بين المصنف حالهم. وانهم يخشون الله عز وجل ويخافونه فكيف يدعون من دونه سبحانه. واذا بطلت دعوته وعبادتهم ما عملهم من القوة والمقام عند ربهم وبطلان دعوة غيرهم من الاموات والاصنام اولى واحرى وهذا الذي ذكره الشارح الاول سليمان ابن عبد الله ومن تبعه يرجع الى اصل كلي اعظم وهو ان المصنف اراد في هذه الترجمة تقرير البرهان الاعظم للتوحيد ان المصنف اراد في هذه الترجمة تقرير رهان الاعظم للتوحيد وهو قدرة الخالق واعز المخلوق وهو قدرة الخالق وعبد المخلوق فبين قدرة الله سبحانه وتعالى بما اتصف به من العلو والكبر. فبين قدرة الله سبحانه وتعالى بما اتصف به من العلو والكبر وعد اعظم المخلوقين وهم الملائكة بما يقع لهم من الفزع والذعر وعز اعظم المخلوقين وهم الملائكة بما يقع لهم من الفزع والذعر وهذا البرهان تقدم تقريره في الترجمة السابقة فهذه الترجمة وسابقتها كلاهما في اقامة البرهان الاعظم للتوحيد وهو قدرة الخالق وعز المخلوق لكن بين الترجمتين فرقا من وجهين. لكن بين الترجمتين فرقا من وجهين ما هما نعم مقارب احدهما احدهما ان الترجمة السابقة ان الترجمة السابقة في بيان عجز المخلوقات الارضية في بيان عجز المخلوقات الارضية المذكورة في الباب المذكورة في الباب وهي النبي صلى الله عليه وسلم وهي النبي صلى الله عليه وسلم واصنام المشركين وهذه الترجمة في بيان عجز المخلوقات السماوية في بيان عزي المخلوقات السماوية وهي الملائكة وهي الملائكة فان الشرك طرأ تارة بتعظيم احد من اهل الارض وطرأ تارة اخرى بتعظيم احد دون الله من اهل السماء فاول شرك ارضي هو شرك قوم نوح في الصالحين. فاول شرك ارضي هو شرك قوم نوح ان في الصالحين واول شرك سماوي هو شرك قوم ابراهيم في النجوم والافلاك هو الشرك قوم ابراهيم في النجوم والافلاك. ذكره ابن تيمية الحفيد والاخر ان المضغوب عجزه مثلا ان المضغوب عجزه مثلا في الترجمة السابقة هو مخلوق معظم عند المسلمين هو مخلوق معظم عند المسلمين ومخلوق معظم عند المشركين ومخلوق معظم عند المشركين فالاول هو النبي صلى الله عليه وسلم فالاول هو هو النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني هو الاصنام والثاني هو الاصنام واما المضروب عجزه مثلا في هذه الترجمة. واما المضروب عزه مثلا في هذه الترجمة فهو مخلوق معظم عند المسلمين والمشركين فهو مخلوق معظم عند المسلمين والمشركين وهم الملائكة وهم الملائكة. فان الملائكة مما اجتمع عليه المسلمون والمشركون في التعظيم وتعلية المقام ورفعه والمقصود ان المصنف رحمه الله اراد بهذه الترجمة تقوية البيان للبرهان المتقدم اولا من براهين التوحيد وهو بيان قدرة الخالق واعزي المخلوق وشرع الشارع رحمه الله يبين معنى الدليل الاول فقال قوله حتى اذا فزع عن قلوبهم اي زال الفزع عنها وتقدم ان الفزع في الاصل هو الذعر. فاذا عدي بعن طار معناه زوال ذلك الذعر بكشفه وجلائه عن قلوبهم وذكر هذا عن جماعة من السلف كابن عباس وابن عمر وابو عبدالرحمن السلمي وهو احد التابعين واسمه عبد الله بن حبيب والشعب واسمه عامر ابن سراحيل والحسن وهو ابن ابي الحسن البصري فمعنى قوله تعالى حتى اذا خزع عن قلوبهم اي حتى اذا زال الفزع عنها لكشفه وجلاءه عن قلوبهم. ثم نقل قول ابن جرير في بيان ما يعود اليه الضمير في قوله عن قلوبهم. فقال قال بعضهم الذي فزع عن قلوبهم الملائكة قالوا وانما خزع عن قلوبهم من غشية اي تغطية تصيبهم عند سماع كلام الله بالوحي. انتهى كلامه وهو الموافق للاحاديث المذكورة في الباب. ان الضمير يرجع الى الملائكة وذهب جماعة من السلف والخلف الى ان الضمير يعود الى المشركين واختاره شيخ شيوخنا ابن سعدي رحمه الله في تفسيره فيكون المعنى حتى اذا كشف عن قلوب المشركين وتبين لهم الحق يوم القيامة اقروا به مذعنين والقول الثاني اظهر من جهة السياق والقول الاول اظهر من جهة الاحاديث والاثار فان الاحاديث والاثار تدل على ان الفزع المذكور ها هنا يتعلق بالملائكة ونصرة هذا يقتضي ان يجعل في الكلام ما هو مقدر. وهو الذي ذكره ابن عطية بقوله فيما ذكره الشارح في الكلام حذف يدل عليه الظاهر. كانه قال ولا هم شفعاء كما تزعمون انتم بل هم عبدة مسلمون ابدا يعني منقادون والضمير يعود على محذوف مقدر فالله سبحانه وتعالى قال في الاية التي قبلها قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. ثم قال في الاية التالية ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. حتى اذا فزع عن قلوبهم فالحاق الضمير في الاية الثانية يكون بتقدير كون الملائكة مندرجين في من يدعى من دون الله سبحانه وتعالى. الذين ذكر الله سبحانه او ضعفهم باربعة امور سيأتي بيانها فيما يستقبل. فاراد الله عز وجل ابطال ما ادعوه في اولئك المدعوين ومنهم الملائكة ثم ذكر حال نوع من اولئك المدعوين وهم الملائكة بما يقع لهم من الفزع فالمرجح بالنظر الى الاحاديث والاثار هو القول بعود الضمير الى الملائكة. كما قال الشارع كما قال الشارح حتى اذا فزع عن قلوبهم والمراد الملائكة على ما اختاره ابن جرير وغيره. قال ابن كثير وهو الحق الذي لا مرية فيه لصحة الاحاديث فيه والاثار وقال ابو حيان فظهرت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قوله حتى اذا وزع عن قلوبهم انما هي في ملائكتي اذا سمعت الوحي الى جبريل يأمره الله تعالى به سمعت كجر سلسلة الحديد على الصفوان فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة. انتهى كلامه. وفيه ذكر ترجيح عود الضمير في قوله قلوبهم الى الملائكة وان ممن قال به ابو جعفر ابن جرير صاحب التفسير وابو الفداء ابن كثير واما ما نقله عن ابي حيانة وهو الاندلسي صاحب البحر المحيط في التفسير وغيره فهو من كلام ابن عطية في المحرر الوجيز فهو من كلام ابن عطية في المحرر الوجيز نقله عنه ابو حيانة. فتوهم الشارح الاول انه كلاما له. وتبعه الشارح هنا في فتح المجيد. والناظر في كتاب البحر المحيط. مع مطالعة المحرر الوجيز يقطع بان هذا هو قول ابن عطية بنصه ولا ريب ان هذا القول هو اصح القولين. لكن ليس بالنظر الى السياق القرآني. بل للنظر الى امر خارجي وهذا من دقائق احوال التفسير واوضاعه فان السياق القرآني ربما تنازعه معنيان فاكثروا ويرجح بينهما بمرجح خارجي كالسنة النبوية. ومنه قوله تعالى يوم يكشف عن ساق فان الاية بنصها لا تدل على ساق الله سبحانه وتعالى. اذ لم تقع مضافة اليه ذكره ابن تيمية الحفيد وغيره لكن وقع في الاحاديث النبوية كحديث ابي سعيد الخدري في الصحيح اين وغيرهما ان المراد بالساق ساق الله سبحانه وتعالى وانه يكشف يوم القيامة عن ساقه فرجح احد القولين على الاخر بامر خارجي هو الوارد في السنة النبوية فكذلك الواقع هنا في المفاصلة بالترجيح بين القولين بان الراجح ان الضمير يرجع الى الملائكة للاحاديث والدتي في ذلك وفيه اثبات القلوب للملائكة. وان الله خلق لهم قلوبا. ثم نقل الشارح ان ابن عطية انه قال وبهذا المعنى من ذكر الملائكة في صدر الايات تتسق هذه الاية على الاولى ومن لم يشعر ان الملائكة مشار اليهم من اول قوله الذين زعمتم يعني في قوله قل ادعوا الذين لم تتصل له هذه الاية بما قبلها. اي من لم يلاحظ ان الله عز وجل ذكر المدعوين من دونه في قوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وان الملائكة هم من جملة اولئك المدعوين من دون الله. فمن لم يشهد هذا لم يتصل له المعنى بين الايتين ومن عقل هذا تبين له عود الضمير الى فرض من اولئك المدعوين وهم الملائكة على ما بينته الاحاديث ثم قال الشارح قوله قالوا ماذا؟ قال ربكم ولم يقولوا ماذا؟ خلق ربنا ولو كان كلام الله مخلوقا لقالوا ماذا خلق؟ فهو من الحجج على ان كلام الله غير مخلوق فهم لم يسألوا عن قوله سبحانه بقولهم ماذا خلق ربنا؟ اذ لو كان الكلام مخلوقا لسألوا عن خلقه لكنهم قالوا ماذا؟ قال ربكم. فيكون كلام الله عز وجل غير مخلوق وذكر المصنف هذا المعنى منقولا من شرح سنن ابن ماجة وهذا الكتاب نقل منه الشارح في في مواضع متعددة من فتح المجيد ولم يذكر نسبته الى احد وهو شرع لاحد علماء التوحيد كما يعقل هذا مما نقله عنه المصنف من معاني التوحيد في تلك المواضع مما هو مفقود من الشروح التي في ايدي الناس لسنن ابن ماجة فليس هو في شيء من تلك كالشروح المطبوعة كشرح السيوطي او السند او الدهلوي او غيرها ثم قال الشارح ومثله الحديث ماذا قال ربنا يا جبريل اي في اثبات ان كلام الله غير مخلوق لانهم لم يسألوا عن خلقه وانما سألوا عن قوله ثم قال وامثال هذا في الكتاب والسنة كثير. فدلائل الوحيين متظاهرة على ان ان كلام الله غير مخلوق ثم قال الشارح قوله قالوا الحق اي قالوا قال الله الحق وذلك لانهم اذا سمعوا كلام الله صعقوا ثم اذا افاقوا اي بعد ايش بعد ما يلحقهم من الغشية اخذوا يسألونه فيقولون ماذا قال ربكم؟ فيقولون قال الحق قال ابن قاسم في حاشيته عند هذا الموضع وفيه اثبات صفة القول لله تعالى. وفيه اثبات صفة القول لله تعالى. وانه قال ويقول وانه قال ويقول انتهى كلامه ما فائدة قول ابن قاسم؟ وانه قال ويقول نعم ايش ارفع صوتي ان كلام الله عز وجل قديم النوع حادث الاحاد يعني يتجدد لافراده ولذلك جاء بالفعل الماضي قال ويقول ومراده بذكر انه قال ويقول اثبات ان كلام الله قديم النوع اي لم يزل الله متصفا بالكلام. اي لم يزل الله متصفا بالكلام وانه يقول ان يحدث منه من القول ما لم يكن من قبل. اي يحدث منه من القول ما لم يكن من قبل ومنه قوله تعالى ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث والوصف بالحدوث اولى من الوصف بالتجدد فهو الواقع في خطاب الشرع وكذا التعبير باولية النوع اولى من اقدميته فالخبر عن تقدم الله على غيره وقع في خطاب الشرع باسم الاول لا باسم القديم هل اكمل ان يقال هو اول النوع هو اول النوع محدث الافراد يعني متجددا في افراده واراد به ايضا الرد على من يقول من السلف انه يقال قال الله ولا يقال يقول الله. واراد الرد على من قال من السلف انه قال يقال قال الله ولا يقال يقول الله اخذا من ان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وقد نزل باجمعه ويجاب عنه بان القول لا يختص بالقرآن ان القول لا يختص بالقرآن بل منه الكلام الشرعي تعلقوا بدوامر الشرعية كالقرآن ومنه الكلام الكوني المتعلق بالامور الكونية نية وهو المذكور في قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وفي القرآن التصريح بنسبة يقول الى الله في قوله والله يقول الحق في قوله والله يقول الحق ثم قال الشارح قوله وهو العلي الكبير علو القدر وعلو القهر وعلو الذات. فله العلو الكامل من جميع الوجوه فاثبات اسم العلي لله يدل على اثبات صفة العلو له. لما تقرر ان كل اسم من اسماء الله يتضمن صفة لله سبحانه وتعالى تتضمن صفة او اكثر لله سبحانه وتعالى. فقوله وهو العلي يفيد امرين فقوله وهو العلي يفيد امرين احدهما اثبات اسمي ايش العلي اثبات اسم العلي لله والاسماء الالهية المتعلقة بالعلو كم يلا عدوا العلي الاعلى ايش المتعال واسماء الله المتعلقة بالعلو ثلاثة هي العلي والاعلى والمتعال بحذف الياء واثباتها وبهما قرأ في القرآن. بحذ الياء واثباتها وبهما قرأ في القرآن. والاخر اثبات صفة العلو لله لباس صفة العلو لله فان اسم العلي يتضمن اثبات العلو لله عز وجل فالاسماء الالهية من دلائل الصفات الربانية فالاسماء الالهية من دلائل الصفات ربانية والى ذلك اشرت بقولي اسماء ربنا ايش على الصفات من الادلة لذي الاثبات. اسماء ربنا على الصفات من الادلة للاثبات اي من الادلة عند مثبت الصفات ما جاء من الاسماء الالهية. فالله عز وجل موصوف بالعلو. ولاهل السنة في ذكر انواع علوه طريقتان ولاهل السنة بلسمة انواع علوه طريقتان احداهما الطريقة الثلاثية الطريقة الثلاثية بان يقال ان لله علو القدر وعلو القهر وعلو الذات بان يقال ان لله علو القدر وعلو القهر وعلو الذات والمراد بعلو القدر علو المقام علو المقام والشأن والمكانة والمراد بعلو القهر علو الغلبة والظهور والمراد بعلو القهر علو الغلبة علو الغلبة والظهور. والمراد بعلو الذات علو سبحانه فهو فوق مخلوقاته مستو على عرشه. فهو فوق مخلوقاته مستو على عرشه والاخرى الطريقة الثنائية الطريقة الثنائية بجعل العلو عائدا الى قسمين بجعل العلو عائدا الى نوعين هما علو الذات وعلو الصفات هما علو الذات وعلو الصفات ويكون النوعان الاولان المذكوران في القسمة الثلاثية ويكون النوعان الاولان المذكوران في القسمة الثلاثية وهما علو القدر وعلو القهر مندرجين عند هؤلاء في علو الصفات. مندرجين عند هؤلاء في علو الصفات والطريقة الثانية اتقن من الاولى والطريقة الثانية اتقن من الاولى. لانها اجمع لانها اجمع فحصلت العلو في علو ذاته بكونه سبحانه فوق خلقه وفي علو صفاته لما له من الصفات العلا التي لا يتناهى علوها ومن جملتها علو قدره مقاما وشأنا وعلو قهره ظهورا وغلبة ولا يختص علو الصفات بهاتين الصفتين فكل صفات الله موصوفة ليش بالعلو فكل صفات الله موصوفة بالعلو ما الدليل ايش لقوله تعالى ولله المثل الاعلى لقوله تعالى ولله المثل الاعلى اي الوصف الاعلى اي الوصف الاعلى قاله ابن عباس رضي الله عنهما واختاره ابن القيم قاله ابن عباس اختاره ابن القيم فجميع الصفات الالهية توصف بالعلو. ولهذا يقال لله الاسماء الحسنى والصفات العلا والمراد بالاسماء الحسنى الاسماء ايش معنى الحسنى البالغة في الحسن غايته البالغة في الحسن غايتهم حد له قول اخر يرجع لتامة عظيمة بالغة بالحسن غايته والمراد بانها حسنى انه لا يتناهى حسنها انه لا يتناهى حسنها. وهذا احسن من قول من قال البالغة في الحسن منتهاه البالغة في الحسن منتهاه. اذ لا منتهى لحسن الاسماء الالهية وكذا قولهم وله الصفات العلى اي له الصفات التي ايش لا يتناهى علوها. له الصفات التي لا يتناهى علوها والى تقرير تلك القسمة الثنائية اشرت بقول ربنا لا ينكسر البيت واما والى ذلك اشرت بقولي علو ربنا لدى الثقات علو ربنا لدى الثقات علو ذاته مع الصفات علو ربنا لدى الثقاف علو ذاته مع الصفات اما علو قدره اما علو قهره فردوا اما علو قهره فردوا لسابق اذ منه ايش مستمد ولا يستمد كلها تصح كيخلوكم على الرواية القديمة بسابق اذ منه يستمد. اما علو قهره فردوا لسابق اذ منه يستمد فعلو الله عز وجل هو علو ذات وعلو صفات والقسمة الثنائية لا اتباين قسمة الثلاثية لكنها اتقن منها في الجمع طيب ما الذي دعا الى القسمة الثلاثية ما الذي دعا بعض اهل العلم ان يقولوا بالقسمة الثلاثية احسنت والداعي الى القسمة الثلاثية هو الرد على المخالفين في هذا الباب والداعي الى القسمة الثلاثية هو الرد على المخالفين في هذا الباب المدعين المدعين انكار بعض انواع علوه سبحانه. المدعين انكار بعض انواع واعي علوه سبحانه فالقسمة الثنائية اصح تأصيلا فالقسمة الثنائية اصح تأصيلا. والقسمة الثلاثية اوضح تفصيلا. والقسمة اوضح تفصيلا ثم قال الشارح كما قال عبدالله بن مبارك لما قيل له بما نعرف ربنا؟ بماذا نعرف ربنا؟ قال بانه على عرشه اي عال فوق خلقه بائن من خلقه اي منفصل عنهم مباعد لهم قال الشارح تمسكا منه بالقرآن لقول الله تعالى الرحمن على العرش استوى ثم استوى على الرحمن في سبعة مواضع في القرآن اي في مجموع ما ذكر من استواء الله على عرشه فستة منها في قوله الرحمن على العرش استوى والسابعة في قوله ثم استوى على العرش ومن لطائف الافادات ما ذكره ابن القيم ان الله ذكر استواءه على العرش ان الله ذكر استواءه على العرش الذي هو اعظم مخلوقاته. الذي هو اكبر مخلوقاته الذي هو اكبر مخلوقاته. بسم الرحمن بسم الرحمن الدال على الرحمة التي هي اوسع صفاته بسم الرحمن الدال على الرحمة التي هي اوسع صفاته ثم قال الشارع قوله الكبير اي الذي لا اكبر منه ولا اعظم تبارك وتعالى. فبان بما تقدم ان الله سبحانه وتعالى ابرز هذا البرهان التوحيدي في قدرته وعجز الملائكة بما ذكر سبحانه عن نفسه انه هو العلي الكبير. فله العلو والكبر. وان الملائكة عاجزون يلحقهم الذعر كما قال حتى اذا فزع عن قلوبهم فأخبر بما يدل على عجزهم نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قال الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها قضانا من قوله. كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. فيسمع ومزدلق السمع ومستلق السمع هكذا بعضه فوق بعض. وصفه سفيان بكفه فحرثها وبدد بين اصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ثم يلقيها الاخر الى من تحته. حتى يلقيها على لسان الساحر في اول كاهن فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها وربما القاها وربما القاها قبل ان يدركه. فيكذب معها مائة فكذبة فيقال وليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا. فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من كما قال الشارح رحمه الله قوله في الصحيح اي صحيح البخاري قوله اذا قضى الله الامر في السماء اي اذا تكلم الله بالامر الذي يوحيه الى جبريل بما اراده كما صرح به في الحديث الاتي وكما روى سعيد ابن منصور وابو داوود وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه اذا تكلم الله من وحي سمع اهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفوان. وروى ابن ابي حاتم وابن مردوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال اما اوحى الجبار الى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الرسول من الملائكة ليبعثه بالوحي فسمعت الملائكة صوتا الجبار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبهم سألوا عن ما قال الله فقالوا الحق وعلموا ان الله لا يقول الا حقا. قوله ضربت باجنحتها خضعنا لقوله اي لقول الله تعالى. قال الحافظ قضى عاما بفتحتين من الخضوع وفي رواية بضم اوله وسكون ثانيه وهو مصدر بمعنى خاضع. قوله كأنه سلسلة على صفوان اي لان الصوت المسموع سلسلة على صفوان وهو الحجر الاملس. قوله ينفذهم ذلك وبفتح التحتية وسكون النور وضم الفاء والذان المعجبة ذلك اي القول والضمير في ينفذهم للملائكة. اي ينفذ ذلك القول الملائكة ان يخلصوا ذلك القول ويمضي فيهم حتى يفزعوا منه. وعند ابن مردويه من حديث ابن عباس فلا ينزل على اهل فمن الا صعقوا. وعند ابي داوود وغيره مرفوعا اذا تكلم الله بالوحي سمع اهل السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفاء فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل. الحديث قوله حتى اذا فزع عنك قلوبهم تقدم معناه. قولوا قال قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق. اي قالوا قال الله الحق علموا ان ان الله لا يقول الا الحق قوله فيسمعها مفترق السمع ان يسمع الكلمة التي قضاها الله وهم الشياطين وبعضهم بعضا وفي صحيح البخاري عن عائشة مرفوعا. ان الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الامر قضي هي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه الى الكهان قوله ومفترق السمع هكذا بعض فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه. اي وصف كبعض فوق بعض وسفيان هو ابن عيينة ابو محمد الهلالي الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه امام الحجة مات سنة ثمان وتسعين ومئة وله احدى وتسعون سنة قوله وبدد اي فرق بين اصابعه قوله فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته اي يسمع الفوقاني الكلمة فيلقيها الى اخر تحته. ثم يلقيها الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن فربما ادركه الشهاب قبل ان يلقيها. الشهاب هو النجم الذي يرمى به اي ربما ادرك الشهاب المستلقة وهذا يدل على ان الرمي بالشهب كان قبل المبعث لما روى احمد وغيره والسياق له في المسند من طليق معمر عن علي ابن حسين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من اصحابه الرزاق من الانصار قال فهم بنجم عظيم فاستنار. قال ما كنتم تقولون اذا كان مثل هذا في الجاهلية قالت قال كنا نقول لعله يولد عظيم او يموت عظيم. قلت للزهرية كان يرمى باهل الجاهلية. قال نعم. ولكنه بلغت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم. قال فانه ليرمى بها لموت احد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك اسمه اذا قضى امرا سبح حملة العرش ثم سبح اهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح هذه الدنيا ثم يستغفر اهل السماء الذين يلون حملة العرش فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش ماذا قال ربكم فيخبرونهم ويخبر اهل كل سماء سماء حتى ينتهي الخبر الى هذه السماء ويقطف الجن فما فيوم مولى فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يقرفون ويزيدون قال عبد الله قال ابي قال عبد الرزاق ويقطف الجن ويرمون. وفي رواية له لكنهم يزيدون في ويقرفون وينقصون قوله فيكذب معها مائة كذبة اي الكاهن وو الساحر. وكذبة بفتح الكاف وسكون الذال قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا. هكذا في نسخة بخط المصنف رحمه الله كالذي في صحيح البخاري سواء قال المصنف وفيه قبول النفوس الباطل كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة في ان الشيء اذا كان فيه شيء من الحق فلا يدل على انه حق فلا يدل على انه حق كله. فكثيرا ما يلبس اهل الضلال الحق بالباطل ليكون اقبل لباطلهم. قال تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون وفي هذه الاحاديث وما بعدها وما في معناها اثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلاله وعظمته وانه تعالى لم يزل متكلما اذ متكلما اذا شاء بكلامي يسمعه الملائكة. وهذا قول اهل السنة قاطبة سلف خلافا للاشاعرة والجمعية ونفاة المعتزلة فاياك ان تلتفت الى ما زخرفه اهل التعطيل حسبنا الله ونعم الوكيل بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الأولى وهي آحاد مفرداتها فقوله في الحديث خضعانا اي خضوعا اي خضوعا واصل الخضوع تطامن الشيء واصل الخضوع تطامن الشيء وسمي الانقياد لله وسمي الانقياد لله وطاعته خضوعا لما فيه من تطامر العبد لما فيه من تضامن العبد وخفضه نفسه بالعبودية لله. وخفضه نفسه بالعبودية لله قوله السلسلة بكسر السين وتفتح ايضا تقدم انه اسم لما اتصل وتتابع تقدم انه اسم لما اتصل وتتابع ومنه حلق الحديد المتصلة قوله صفوان هو الحجر الاملس قوله ينفذهم ذلك بالذات المعجمة ان يتخللهم ويمضي فيهم ان يتخللهم ويمضي فيهم يقال نفذ السهم يقال نفذ السهم اذا تخلل الصيد اذا تخلل الصيد وجاوزه اذا تخلل الصيد وجاوزه واما نفذ بالدال فهو انقضاء الشيء. واما نفد بالدال فهو انقضاء الشيء ومن اللحن الشائع قولهم نفذ كذا وكذا يريدون القضاء ومن اللحن الشائع قولهم نفذ كذا وكذا يريدون انقضى ولم يبق منه شيء وصوابه ان يقال نفد قوله فحرفها اي امالها قوله وبدد اي فرقا والتبديد التفريق قوله الشهاب هو النجم الذي يلقى به هو النجم الذي يلقى به قوله كذبة قوله كذبة بفتح الكاف والمراد بها المرة والمراد بها المرة فهو يكذب مرة بعد مرة حتى يبلغ كذبه مئة حتى يبلغ كذبه مئة قوله سمع اهل السماوات صلصلة الصلصلة الصوت المتردد الصوت المتردد ومنه سمي الخزف صوصالا ومنه سمي الخزف صلصالا لان الصوت يتردد فيه ولا تختص الصلصلة بالحديث ولا تختص الصلصة بالحديد فكل شيء تردد فيه الصوت حين صلصلة قوله مرضويه يجوز في الاسماء المختومة بويه وجهان يجوز في الاسماء المختومة بويه وجهان احدهما فتح ما قبلها فتح ما قبلها مع واو هاء مع واوها وسكون الياء فيقال مردويه وراهويه والاخر ضموا ما قبلها مع سكون واو هاء ضم ما قبلها مع سكون واو هاء وفتح ياءها فيقال مردوية فيقال مردوية وراه هوية وكلاهما صحيح والاول اشهر عند المحدثين والاول اشهر عند النحاة والثاني اشهر عند المحدثين والاول اشهر عند النحات واهل العربية والثاني اشهر عند المحدثين لما روي فيه النويه اسمه شيطان لما روي فيه النويه اسم شيطان ولا يصح فيه شيء ولا يصح فيه شيء فاللغتان في هذه الاسماء الاعجمية جائزتان فاللغتان في هذه الاسماء الاعجمية جائزتان قوله هو بفتح التحتية وبفتح التحتية ويقال التحتانية. ويقال التحتانية وهو وصف لما سفل من النقض وهو اسم لما سفل من النقد فيقال بالياء التحتانية او يقال فيها بالمثناة التحتانية. اي بالنقطتين الموضوعتين اسفل وهي وهما للياء فان قيل بالمثناة الفوقانية فهي التاء قوله صعقوا قوله صعقوا اي اصابهم الغشي اي اصابهم الغشي قوله على الصفا هو الحجر الاملس هو الحجر الاملس وهو لغة في الصفوان. وهو لغة في الصفوان قوله مفترق السمع اي مختلسه اي مختلسه المتطلب المتطلب سماع ما يلقى من الكلام المتطلب سماع ما يلقى من الكلام بخفية قوله فاستنار قوله فاستنار اي ظهر منه نور عظيم اي ظهر منه نور عظيم قوله ثم يستخبر اهل السماء ان يطلبون الخبر ثم يستخبر اهل السماء ان يطلبون الخبر قوله يقرفون قوله يقرفون اي يخلطونه بالكذب ان يخلطونه بالكذب قوله للاشاعرة هم المنسوبون الى ابي الحسن الاشعري هم المنسوبون الى ابي الحسن الاشعري ونسبته واصلا الى قبيلة الاشعريين ونسبته هو اصلا الى قبيلة الاشعريين من قبائل اليمن قوله والجهمية هم المنسوبون الى الجهم ابن صفوان هم المنسوبون الى الجهم ابن صفوان قوله ونفاة المعتزلة ونفاة المعتزلة هو من اضافة الموصوف الى صفته ومن اضافة الموصوف الى صفته فتقديره والمعتزلة النفاة فتقديره والمعتزلة ان نفاة وهم فرقة من الفرق الاسلامية وهم فرقة من الفرق الاسلامية نسب الى اعتزال اولهم وهو واصل ابن عطاء عن جماعة المسلمين نسبوا الى اعتزال اولهم وهو واصل ابن عطاء عن جماعة المسلمين قوله زخرفة اي زينه زخرفة اي زينه قوله اهل التعطيل قوله اهل التعطيل اي ان نكون عن الله ما له. اي ان نكون عن الله ما له واصل التعطيل تخلية الشيء واصل التعطيل تخلية الشيء ومنه سمي نفي الاسماء والصفات تعقيلا ومنه سمي نفي الاسماء والصفات تعطيل لما فيه من تخلية الله من اسمائه وصفاته لما فيه من تخلية الله من اسمائه وصفاته واما الجهة الثانية وهي نظم سياقه فان الشارح رحمه الله تعالى شرع يبين الدليل الثاني من الادلة التي ذكرها المصنف في هذا الباب وهو قوله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الى اخر كلامه وابتدأ بيانه بقوله قوله في الصحيح اي صحيح البخاري. فالمراد به كتاب مصنف في الصحيح. وهو ومن الصحيحين صحيح البخاري وهو الذي روى هذا الحديث ثم قال قوله اذا قضى الله الامر في السماء اي اذا تكلم الله بالامر الذي يوحيه الى جبريل بما اراده. كما صرح به في الحديث الاتي. وكما روى سعيد ابن منصور وابو داود وابن جرير عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اذا تكلم الله وحي سمع اهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان اسناده صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي فله حكم الرفع ويشهد له الاحاديث المرفوعة في الباب فالمراد بقضاء الله الامر في السماء تكلمه سبحانه وتعالى بالامر في السماء. اذا فاوحاه الى جبريل عليه السلام ثم قال الشارع ورواه ابن ابي حاتم ابن مرضويه عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لما اوحى الجبار الى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الرسول من الملائكة يعني جبريل فهو الرسول من الملائكة بين الله وبين رسله ليبعثه بالوحي فسمعت الملائكة صوتا دار يتكلم بالوحي فلما كشف عن قلوبهم سألوا عما قال الله فقالوا الحق وعلموا ان الله لا يقول لا حق وفي اسناده ضعف ومعناه صحيح موافق لما سبق من الاحاديث النبوية ثم قال قوله ضربت الملائكة ملائكته باجنحتها خضعانا لقوله اي لقول الله تعالى فالداعي لهم الى ان يضربوا بالملائكة اعلانا بالخضوع ما سمعوه من قول الله عز وجل ثم نقل الشارح عن الحافظ وهو ابن حجر ما يبين ضبط هذه الكلمة ومعناها. فقال قال الحافظ خضعانا بفتحتين من الخضوع. وفي رواية بضم من اوله وسكون ثانيه وهو مصدر بمعنى خاضعين. انتهى كلامه. فالكلمة المذكورة فيها وجهان الكلمة الاولى فيها وجهان احدهما فتح الاول والثاني. فتح الاول والثاني قضى عانا وهو الخضوع والاخر ضم الاول وسكون الثاني والاخر ضم الاول وسكون الثاني خضعانا قضعانا وهو مصدر ايضا وهو مصدر ايضا بمعنى خاضعين بمعنى خاضعين فهو مصدر اريد به الدلالة على الفاعل فهو مصدر اريد به الدلالة على الفاعل واقيم المصدر مقام اسم الفاعل. واقيم المصدر مقام اسم الفاعل. للدلالة على ثبوته واستمراره للدلالة على ثبوته واستمراره ثم قال الشارح قوله كانه سلسلة على صفوان اي كأن الصوت المسموع سلسلة على صفوان وهو الحجر الاملس. ففيه تشبيه السماع بالسماع. لا تشبيه المسموع بالمسموع ففيه تشبيه السماع بالسماع لا تشبيه المسموع بالمسموع فلا يراد هنا تشبيه صوت الله عز وجل بصوت السلسلة اذا سحب على الحجر لما تقرب من ان الله لا يشبه باحد من خلقه والمراد بالتشبيه هو تشبيه ما يقع من السماع وتشبيه ما يقع من سماع في السمع بانه كسماع السلسلة اذا جرت على صفوان وهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جرير المتفق عليه انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر فالمشبه هنا هو تشبيه الرؤية بالرؤية. لا تشبيه المرء بالمرء. فلا يشبه الله بالبدر لكن تشبه رؤيتنا الله عز وجل جلاء ووضوحا برؤيتنا البدر جلاء ووضوحا وهكذا هنا. لا يشبه المسموع وهو صوت الله عز وجل دموعي من صوت السلسلة بل يشبه السماع الواقع في السمع عند سماع صوت الله عز وجل بالسماع الواقع في السمع عند سماع صوت السلسلة فما كما فكما يقال في حديث جرير المتقدم انه من تشبيه الرؤية بالرؤية للمرء بالمرء يقال هنا انه من تشبيه تماعي بالسماع لا من تشبيه المسموع بالمسموع والضمير في قوله كأنه يعني صوت الله عز وجل يعني صوت الله عز وجل على ما تقدم بيانه بانه تشبيه للسماع للسماع للمسموع بالمسموع ووقع عند بعض شراح كتاب التوحيد ان المراد هنا صوت الملائكة اي كأن صوت الملائكة كسلسلة على صفوان وهذا غلط محض. وهذا غلط ما حب. وهو قول الجهمية. وهو قول الجهمية الامام احمد فان الجهمية نفاة الصفات نفوا عن الله سبحانه وتعالى تعالى صوته وانه يتكلم بصوته وجعلوا هذا الحديث على معنى انه صوت الملائكة وهو مخالف لما عليه السلف رحمهم الله تعالى من ان المراد بالحديث صوت الله سبحانه وتعالى والمتكلم بهذا من شراح التوحيد ممن يعرف صحة اعتقاده وسلامة طريقته. لكن زل هذه الزلة التي وافقت قول من تقدمه من المتكلمين في معاني هذا الحديث من الجهمية. ولا يلحق بهم لاجل هذه الزلة فهو لم يوافقهم في اصولهم بل هو من مثبتة الصفات لكنه اخطأ خطأ خاصا بمعنى هذا الحديث. واهل العلم يفرقون بين خطأ من يخطئ على اصول خالف بها الطريقة السنية. ومن اخطأ في فرع زل فيه وهم او مجانبة صواب او متابعة متقدم متقدم او نحو ذلك من عوارض التي تعرض للخلق عادة فيقعون فيما يقعون فيه من الخطأ ثم قال الشارح قوله ينفذهم ذلك هو بفتح التحتية يعني الياء وسكون النون وضم الفاء والذال المعجمة. ذلك اي القول. والضمير في ينفذهم للملائكة. اي ينفذ ذلك قول الملائكة ان يخلصوا ذلك القول ويمضي فيهم حتى يفزعوا منه. انتهى فالنفوذ هو مضي القول فيهم وتخلله لهم. بان يتحقق سماعهم لكلامه سبحانه وتعالى. وهذا معنى قول الشارح في قرة عيون الموحدين ان يسمعونه كله ان يسمعونه كلهم انتهى كلامهم. فنفوذ القول فيهم يكون بسماع قول الله سبحانه وتعالى. وذكر ان معنى ينفذهم اي يلقى اليهم. ينفذهم اي يلقى اليهم. والقول الاول اظهر. والقول الاول بل اظهر رجحه سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد. واقتصر عليه الشارح هنا وابن قاسم العاصم في حاشيته وابن حمدان في الدر النضيد. في جماعة اخرين ثم قال الشارح وعند ابن مردوية او ابن مردويه من حديث ابن عباس فلا ينزل على اهل سماء الا صعقوا وفي اسناده ضعف وهو عند من هو اشهر منه كابن سعد في الطبقات لكن معناه صحيح موافق للاحاديث المذكورة في الباب. ثم قال وعند ابي داوود وغيره مرفوعا اذا تكلم الله بالوحي سمع اهل السماء الدنيا صلصلة كجري السماء كجر السلسلة على الصفاء فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل. الحديث واختلف في وقفه ورفعه. والمحفوظ انه موقوف لفظا مرفوع حكم ثم قال الشارح قوله حتى اذا فزع عن قلوبهم تقدم معناه اي اذا زال الفزع عن قلوب ملائكة قوله قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق اي قالوا قال الله الحق علموا ان الله لا يقول الا الحق ثم قال قوله فيسمعها مفترق السمع اي يسمع الكلمة التي قضاها الله بان تكلم بها وهم الشياطين يركب بعضهم بعضا. وفي صحيح البخاري عن عائشة مرفوعا ان الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب. فتذكر الامر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتوحيه الى الكهان قال في تيسير العزيز الحميد عند هذا الموضع وظاهر هذا انهم لا يسمعون كلام الملائكة الذين السماء الدنيا وظاهر هذا انهم لا يسمعون كلام الملائكة الذين في السماء الدنيا وانما يسمعون كلام الملائكة الذين في السحاب. وانما يسمعون كلام الملائكة الذين السحاب انتهى كلامه وتعاقبه حمد بن عتيق في ابطال التنديد فقال وليس كما قال. فان هذا الحديث انما دل على انهم يسمعون من الذين في السحاب وسماعهم منهم لا ينفي سماعهم من الذين في السماء الدنيا بل سماعهم منه دل بل سماعهم منها دل عليه دليل اخر ثم قال فالحق ان يقال انهم كما يسمعون من ملائكة السماء فكذلك يسمعون ملائكة السحاب ولا تنافي بين الامرين. ونقله عنه ابن حمدان في الدر النظير بنصه. واختاره ابن قاسم في حاشيته. وهو الصحيح فالصحيح ان مسترقي السمع من الشياطين يتسمعون كلام الملائكة الذين يكونون في السحاب ويتسمعون كلام الملائكة الذين يكونون في السماء الدنيا وهم لا يصلون الى السماء الدنيا فان الجن لا يجاوزون ما قدر الله عز وجل لهم من السماء والارض فيتقاعدون عن الوصول اليه. لكنهم يقتربون منها اقترابا شديدا ابتغاء كلام الملائكة. ثم قال الشارح قوله ومسترق السمع هكذا. بعضه فوق عظيم وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين اصابعه. اي وصف ركوب بعضهم فوق بعض وسفيان وابن عيينة ابو محمد هلال الكوفي ثم المكي ثقة حافظ فقيه امام الحجة مات سنة ثمان تسعين ومئة وله احدى وتسعون سنة. قوله فحرفها بحاء مهملة وراء مشددة وفاء ان معناه اما لها. قوله وبدد اي فرق بين اصابعه. فلم يجعلها مجموعة بل انحرف يده اي امالها ثم فرق بين اصابعه فتكون هيئة ركوب بعضهم بعضا كهيئة درج السلم فتكون هيئة ركوب بعضهم فوق بعض كهيئة درج السلم. فيكون ارتفاعهم سائلا فيكون ارتفاعهم مائلا فهم لا يرتفعون الى السماء في خط مستقيم فهم لا يرتفعون الى السماء في خط مستقيم بل يرتفعون في خط مائل. ومن شواهد الاحوال على حقيقة الامر وقوع ركوبهم كذلك فان الحق لا يكون الا مستقيما. وهؤلاء اهل باطل فوقع ميلانهم تنبيها على حالهم بما قضى الله عز وجل عليهم من الزيغ والضلال. ثم قال الشارح قوله فيسمع الكلمة فيلقيها الى من تحته ان يسمعوا الفوقاني الكلمة فيلقيها الى اخر تحته ثم يلقيها الى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن فهم يتسارعون في نقل ما يسمعونه من الكلام في السماء او في السحاب مما يكون بين الملائكة بان يسمع الشيطان الفوقاني. ثم يلقي هذه الكلمة الى من بعده ان يبلغه اياها ثم يبلغها ذلك الشيطان اذا من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر او الكاهن. قال الشارع قوله فربما ادركه الشهاب يعني النجم الذي رمي به قبل ان يلقيها والشهاب هو النجم الذي يرمى به اي ربما ادرك الشهاب المفترق فربما منع الجن تبليغ تلك الكلمة بان يثقب ذلك الشهاب الجني انتهت اليه الشيطان الذي انتهت اليه الكلمة. فلا يتمكن من تبليغها الى من بعده. فيهلك قبل ان يلقي تلك الكلمة الى من تحته من الشياطين. قال الشارع وهذا يدل على ان الرمي بالشهب كان قبل المبعث لما روى احمد وغيره والسياق له في المسند من طريق معمل قال انباءنا الزهري عن علي ابن الحسين عن ابن عباس انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في نفر من اصحابه. الحديث وهو عند مسلم. وفيه قول فرمي بنجم عظيم. قال ما كنتم تقولون اذا كان مثل هذا في الجاهلية. ففيه اثبات الرمي بالشهب في الجاهلية قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم. لكنه لما بعث صلى الله عليه وسلم اشتد الرمي بها. لكنه لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم اشتد الرمي فكان يرمى بها قبل ذلك شيئا قليلا. ثم لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم حفظت السماء حفظا حفظا شديدا. وارصد الله عز وجل عليها حرصا من الملائكة. وكثر الرمي بالشهب حتما تبتغيه الشياطين من استراق السمع وقوله في الحديث فرمي بنجم عظيم قال ما كنتم تقولون مع عدم ذكره صلى الله عليه وسلم النهي عن اتباعهم انظارهم الشهاد الذي رمي به يدل على ضعف حديث المروي في النهي عن اتباع الشهاب البصر. فالحديث المروي في ذلك من حديث ابي قتادة عند احمد لا يصح والصواب انه من حديث ابي قتادة العدوي وهو من التابعين. ولا يثبت ايضا ذكر يقال عند رؤية الشهاب اذا فالحديث الوارد في ذلك لا يثبت. وفي الحديث المذكور قوله صلى الله عليه وسلم فما جاءوا به على وجهه فهو حق. ولكنهم يقرفون ويزيدون. اي يخلطون هذا الحق بكثير من الباطل قال الشارح قوله قال العلامة سليمان ابن عبد الله عند هذا الموضع وفيه الرد على المنجمين. وفيه الرد على المنجمين الذين ينسبون الخير والشر الطاء والمنع الى الكواكب بحسب السعود منها والنحوس وعلى حسب كونها في البروج الموافقة او المنافرة ونحو ذلك لما في الرمي بها من الدلالة على تسخيرها. انتهى كلامه نقله عنه ابن حمدان ففيه ابطال التعلق بالنجوم لانها مسخرة لامر الله فهو اذا شاء واذا شاء رمى بها. ومما ينبه اليه ان النجوم والكواكب اسم في خطاب الشرع لما عدا الشمس قمر مما نراه في افق السماء وذلك الجرم سمي كوكبا باعتبار وسمي نجما باعتبار فسمي كوكبا باعتبار ما له من من العظمة فسمي كوكبا باعتبار ما له من العظمة والاجتماع وكونه على تلك الصورة التي نراها وسمي نجما باعتبار ظهوره وطلوعه وسمي نجما باعتبار ظهوره وطلوعه وبروزه وبهذا المعنى يفسر الكواكب والنجوم في القرآن. واما المعاني الحادثة عند علماء الهيئة من ان النجم جرم سماوي مضيء وان الكوكب جرم سماوي معتم فهذا لا يفسر به قرآن فان القرآن لا يفسر بالمصطلح الحادث. فان القرآن لا يفسر بالمصطلح الحادث. ذكره ابن تيمية الحفيد. ولا يقال في لغة القرآن ان الارض كوكب. ولا يقال في لغة القرآن ان اوضاع كوكب بل الارض جرم مفارق الكواكب والنجوم. ثم قال الشارح قوله فيكذب معها مائة كذبة اي الكاهن او الساحر واقتصر الشارخ على نسبة الكذب الى من ينتهي اليه الكلام. من اهل الارض من الكهنة او السحرة. ويجوز ان يكون هذا الكذب من من الشيطان ايضا فيجوز ان يكون هذا الكذب من الشيطان ايضا. ولهذا قال في تيسير العزيز الحميد او الشيطان مع الكلمة التي استرقها او يكذب الشيطان مع الكلمة التي استرقها. وتابعه ابن وعتيق في ابطال التنديد وابن قاسم في حاشيته وابن حمدان في الدر النضير. وهو الاظهر فيجوز ليكون ازياء ان تكون الزيادة بالكذب من الشيطان او تكون ممن القى اليه الشيطان من السحرة والكهنة ثم قال الشارح وكذبة لفتح الكاف وسكون الذال المعجمة. اي يراد بها المرة لا الهيئة فهي على زنة فعله على زنة فعله قال الناظم وفعلة بمرة كجلسة. وفعلة لهيئة كجلسة ثم قال قوله فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا هكذا في نسخة بخط المصنف رحمه الله كالذي في صحيح البخاري سواء اي موافقة لما وقع في صحيح البخاري وذكر المصنف هذه الجملة بان الشارح الاول اورد هذه الجملة فقال قوله فيقال اليس قال لنا يوم كذا وكذا واقتصر عليها. فنبه الشارح الثاني وهو عبدالرحمن حسن ان المصنف قد اتم الحديث في نسخة اخرى بخطه اطلع عليها موافقا لما في البخاري ثم قال الشارح قال المصنف وفيه قبول النفوس للباطل كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمئة اي مسارعة نفوس الخلق الى قبول ما يلقى اليهم من الباطل. اذ تعلقوا بكلمة واحدة من الحق ولم يعتبروا بمئة من الباطل. وطبعت النفوس على قبول الباطل باعتبار ما خلق عليه الانسان من الجهل والظلم. قال تعالى وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا فلما كان الانسان مطبوعا على الجهل والظلم استدعى ذلك في صفته تسارعه الى قبول الباطل. قال الشارح وفي ان الشيء اذا كان فيه شيء من الحق فلا يدل على انه حق كله اي اذا وقع امر ما فيه شيء من الحق فلا كل ما عرف فيه من الحق دالا على بقيته انها تكون حقا فربما يكون فيه حق وباطل. وهذه الجملة ذكرها صاحب تيسير العزيز الحميد. وزاد بل لا يدل على اباحته. بل لا يدل على اباحته كما في الكهانة والسحر والتنجيم كما في الكهانة والسحر والتنجيم انتهى كلام ثم قال فكثيرا ما يلبس اهل الباطل الحق بالباطل ليكون اقبل لباطلهم قال تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون. فمن طرائق اهل الباطل بترويج واشاعته في الناس ان يلبسوه ثوب الحق. قال ابن القيم رحمه الله كل صاحب باطل لا يتمكن من اظهار باطله الا في قالب حق. كل صاحب باطل لا يتمكن من اظهار باطله الا في قالب الحق انتهى كلامه اي كل صاحب باطل يبزغ في المسلمين لا يظهر باطله في صورة الباطل لان تمكن الدين من نفوس الخلق يدعوهم الى ابطال مقالتهم لكنه يظهرها في صورة الحق حتى اذا اشربت قلوبهم ذلك الحق خالطهم الباطل الذي صحب به في هذا طائفتان والخلق في هذا طائفتان الاولى طائفة ملبس طائفة ملبسون. وهم الذين يخلقون الحق بالباطل ابتغاء ترويج الباطل ملبسون وهم الذين يخلطون الحق بالباطل ابتغاء ترويج الباطل. والاخرى طائفة ملتبسون طائفة ملتبسون. وهم الذين يدخلون في الامر وهم الذين يدخلون في الامر لا يدركون حقيقته. وهم الذين يدخلون في الامر لا يدركون حقيقته فيختبق عليهم الحق بالباطل والفرق بين الطائفتين والفرق بين الطائفتين ان الطائفة الاولى تريد ايش الباطل والفرق بين الطائفتين ان الطائفة الاولى تريد الباطل والطائفة الثانية لا تريده والطائفة الثانية لا تريده لكنه راجع عليها لكنه اراد عليها وقبلته نفوسهم ثم قال الشارح وفي هذه الاحاديث وما بعدها وما في معناها اثبات علو الله تعالى على خلقه على ما يليق بجلاله وعظمته وانه تعالى لم يزل متكلما اذا شاء بكلام يسمعه الملائكة وهذا قول اهل السنة قاطبة سلفا وخلفا خلافا للاشاعرة والجهمية ونفاة المعتزلة فاياك ان تلتفت الى ما زخرفه اهل التعطيل وحسبنا الله ونعم الوكيل كلامه وفيه بيان ثبوت صفتين من الصفات الالهية احداهما صفة العلو والاخرى صفة الكلام احداهما صفة العلو والاخرى صفة الكلام. فالله فالله عز وجل العلو على خلقه على ما يليق بجلاله وعظمته وهو سبحانه لم يزل متكلما اذا شاء بكلام يسمعه الملائكة وزاد الشارح رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين في فوائد هذا الحديث فقال في الصفحة السابعة والتسعين بعد المائتين وفي هذا الحديث ان من عرف الله ذل له تعظيما ومهابة. ان من عرف الله ذل له تعظيما ومهابة. وخوفا لا سيما عند سماع كلامه تعالى. لا سيما عند كلام عند سماع كلامه تعالى لان قوله اذا قضى الله الامر لان قوله اذا قضى الله الامر اي بكلامه ووحيه الى جبريل اي بكلامه ووحيه الى جبريل. انتهى كلامه وزاد ابن حمدان في الدر النضير فوائد اخذها من كلام المصنف من المسألة الحادية عشرة الى المسألة التاسعة عشرة طواء الثامنة عشرة. فقال وفيه ذكر اصطراق الشياطين. وصفة ركوب بعضهم بعض وارسال الشهب وانه تارة يدركه السياب قبل ان يلقيها وتارة يلقيها في في اذن وليه من الانس قبل ان يدركه وكون الكاهن يصدق بعض الاحيان. وكونه يكذب معها مئتا كذبة وانه لم يصدق كذبه الا بتلك الكلمة التي سمعت من السماء وكونهم يلقى وكونهم يلقي بعضهم الى بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها. انتهى كلام ابن حمدان وهو مأخوذ من المسائل المذكورة في كلام مصنف كتاب التوحيد. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب. ونستكمل بقية باذن الله بعد صلاة العصر والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين