السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا حمدا والشكر له تعاليا وجدا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى آله وصحبه ومن اتخذه اماما ودليلا اما بعد فهذا المجلس السادس والثلاثون في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد في سنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن بن حسن ابن محمد ابن عبدالوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة خمس وثمانين ومئتين والف وقد انتهى بنا البيان الى الدليل التالت من ادلة باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم الاية وهو قول المصنف وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر الحديث نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى وعن النواث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم بالوحي اخذت السماوات منه رجفة او قال وعدة شديدة خوفا من الله عز وجل فاذا سمع ذلك اهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا. فيكون اول من يرفع رأسه جبريل. فيكلمه الله من وحيه بما ارد ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بالسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال يبقى هو العلي الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي الى حيث امره الله عز وجل قال الشارح رحمه الله هذا الحديث رواه ابن ابي حاتم بسنده كما ذكرهم عماد ابن كثير في تفسيره قوله النواث ابن سمعان بكسر السين ابن خالد الكلابي ويقال الانصاري صحابي ويقال ان ابا من صحابي ايضا قوله اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر الى اخره فيه النص على ان الله تعالى يتكلم اذا شاء بالوحي وهذا من حجة اهل السنة على النفاة بقولهم لم يزل الله متكلما اذا شاء قوله اخذت السماوات منه رجفة السماوات مفعول مقدم والفاعل رجفة اي اصاب السماوات من كلامه تعالى رجفة اي ارتجفت وهو صريح في انها تسمع كلامه تعالى. كما روى ابن ابي حاتم عن عكرمة قال اذا قضى الله امرا تكلم تبارك وتعالى رجفت السماوات والارض والجبال وخرت الملائكة كلهم سجدا. قوله ان قال شديدة شك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم رجفة او قال وعده والراء مفتوحة فيهما من الله عز وجل وهذا ظاهر في ان السماوات تخاف الله بما يجعل الله عز وجل قد اخبر تعالى ان هذه المخلوقات العظيمة تسبحه كما قال تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم. انه كان حليما غفورا. وقال تعالى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. وقال تعالى وان منها لما يهبط من خشية الله فقد قرر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ان هذه المخلوقات تسبح الله عز وجل وتخشاه حقيقة واحتج بهذه الآيات ونحوها وفي البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل وفي حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح الحديث وفي الصحيح قصة حنين الجذع الذي كان يخطب عليه النبي الله عليه وسلم قبل اتخاذ المنبر ومثل هذا كثير فقوله صعقوا وفروا لله سجدا. وقوله فيكون اول من يرفع رأسه جبريل بفتح اول خبر يكون تقدم على اسمها وجبريل اسمها ويجوز العقد طمعنا جبريل عبد الله كما روى ابن جرير وغيره عن علي ابن حسين قال كانت اسم جبريل عبدالله واسم ميكائيل عبيد الله واسرافيل عبدالرحمن انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين. قال ابن كثير رحمه الله في الاية ولاحمد باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ست مئة جناح كل جناح منها قد سد الافق يسقط من جناحه من التهاوين والدر والياقوت ما الله به عليم. فاذا كان هذا عظم هذه المخلوقات فخالقها اعظم اللهم اجرني واكبر فكيف يسوى به غيره في العبادة دعاء وخوفا ورجاء وتوكلا؟ وغير ذلك من العبادات التي لا يستحق وغيره فانظر الى حال الملائكة وشدة خوفهم من الله تعالى وقد قال تعالى بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن اقتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يكن منهم اني اله من دوني فذلك نجزيه جهنم. كذلك نجزي الظالمين قوله ثم ينتهي جبريل من وحينا حيث امره الله عز وجل من السماء والارض وهذا تمام الحديث والله اعلم والايات المذكورة في هذا الباب والاحاديث تقرر التوحيد الذي هو مضمون شهادة ان لا اله الا الله فان الملك العظيم الذي تصعق الاملاك من كلامه خوفا منه ومهابة منه المخلوقات الكامل في ذاته وصفاته وعلمه وقدرته وملكه وعزته وغناه عن جميع خلقه بقدره وتصرفه فيهم لعلمه وحكمته لا يجوز شرعا ولا عقلا ان يجعل له شريك من خلقه في عبادته التي هي حق عليهم فكيف يجعل المرغوب ربا والعبد معبودا؟ اين ذهبت عقول المشركين؟ سبحان الله عما يشركون. وقال تعالى كل من في السماوات والارض الا اتى الرحمن عبدا. الاية فاذا كان الجميع عبيدا فلم فلم يعبد بعضهم بعضا بلا دليل ولا برهان بل بمجرد الرأي والاختراع والابتلاء ثم ان الله عز وجل قد ارسل رسله من اولهم الى اخرهم تزجرهم عن ذلك الشرك وتنهاهم عن عبادتهم رحم الله انتهى من شرح سنن ابن ماجة بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي آحاد مفرداتها فقوله سمعان هو بكسر السين وتفتح ايضا والفتح اشهر قوله اخذت السماوات منه ورجفه الرجفة او اضطراب وحركة قوله رعدة هو بفتح الراء ايضا وهو اضطراب وحركة والكلمتان السابقتان رجفة ورعدة مما يقال فيهما انهما متحدتا المعنى انهما متحدتا المسمى انهما مبتهدتا المسمى فيرجعان الى اصل واحد فيرجعان الى اصل واحد وهو الحركة المقرونة بالاضطراب وهو الحركة المقرونة بالاضطراب ويتحقق الفرق بينهما ويتحقق الفرق بينهما بان الحركة تكون في الرجفة سريعة بان الحركة تكون في الرجفة سريعة وفي الرعدة ايش قوية وفي الرعدة قوية فالارتجاف حركة ذريعة والرعدة حركة قوية فاذا تتابعت الحركة سمي هذا ارتجافا واذا قويت سمي ارتعادا ومنه سمي الرعد رعدا لقوته وهذا الذي ذكرناه هو على الصحيح عند حذاق العربية ان كل كلمة في لسان العرب تزيد على غيرها معنى وان شاركتها وان شاركتها في اصله قوله صعقوا اي اصابهم الصعق وهو الغشي. اي اصابهم الصعق وهو الغشي قوله وخروا لله وخروا لله اي وقعوا له ساقطين منطرحين اي وقعوا له ساقطين منطرحين على هيئة السجود فالغرور اسم لماذا قليل الماء ما تعرفون خرير الماء تقول ليش لما سقط من علو فالقرور اثم لما سقط من علو قوله الكلابي نسبة الى بني كلاب قبيلة من العرب والنسبة اليها لا تجامعوا النسبة الاخرى الانصاري والنسبة اليها لا تجامع النسبة الاخرى الانصاري فان الانصارية مختصة لمن بالاوس والخزرج. فان الانصارية مختصة بالاوس والخزرج. ولهذا جزم القاضي عياض في شرح مسلم وغيره ان نسبته الى الانصار غلط ولهذا جزم القاضي عياض في شرح مسلم وغيره ان نسبته الى الانصاري غلط ويمكن ان يقال انه نسب اليهم ولاء ويمكن ان يقال انه نسب اليهم ولاء والمراد بالولاء هنا ولاء النصرة والمراد بالولاء هنا ولاء النصرة قوله الاحساس قوله الاحساس هو العلم بالشيء هو العلم بالشيء فهو مرتبة من مراتب الادراك فهو مرتبة من مراتب الادراك والارادة وقيل في تمييزها عن غيرها وقيل في تمييزها عن غيرها انها اول مراتب العلم انها اول مراتب العلم فاول ما يقع في النفس منه فاول ما يقع في النفس منه ما تجده احساسا قال تعالى فلما احس عيسى منهم الكفر الاية قوله حنين الجذع قوله حنين الجذع الحنين الاشفاق والرقة الحنين الاشفاق والرقة يقال حنا فلان الى اهله اذا اشفق ورقت نفسه الى نقيهم والجذع اسم ساق النخلة والجذع اسم ذاق النخلة وحنينه المذكور هنا هو صوته المتوجع الذي سمعوه وحنينه المذكور هنا هو صوته المتوجع الذي تنعوه كما سيأتي بيانه قوله التهاوين قوله التهاوين اي الاشياء المستعظمة اي الاشياء المستعظمة التي تكبر في عين الرائي التي تكبر في عين الرائي وقوله مهابة اي دلالة وقوله مهابة اي جلالة واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معنى الدليل الثالث من ادلة الباب الذي ذكره المصنف وهو قوله وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه الى اخره وابتدأ بيانه بعزو الحديث الى مخرجه من المصنفين فان مصنف كتاب التوحيد تركه غفلا من التخريج فبيض له وسيأتي هذا في كلام حفيده سليمان ابن عبد الله بعد فعزاه الشارح الى ابن ابي حاتم يعني في تفسيره ناقلا له عن تفسير ابن كثير فان ابا الفداء ابن كثير رحمه الله استوعب كثيرا من تفسير ابي ابن ابي حاتم وهو عبدالرحمن بن محمد بن ادريس الرازي في تفسيره فنقله مفرقا في مواضعه اللائقة فكان جمهور من ينقل عن تفسير ابن ابي حاتم من المتأخرين عمدته ما يذكره ابن كثير في تفسيره وربما تيسر لاحد النقل من تفسير ابن ابي حاتم لوقوفه على اصله كالذي اتفق للشارح الاول سليمان ابن عبد الله فانه نقل من تفسير ابن ابي حاتم اشياء ليست في تفسير ابن ابي في تفسير ابن كثير فكأنه كانت عنده نسخة او قطعة من تفسير ابن ابي حاتم فنقل عنها والمقصود ان تعلم ان المصن ان الشارح عزا هذا الحديث الى ابن ابي حاتم في تفسيره وهو عند غيره ممن هو اشهر منه فرواه ابن ابي عاصم في السنة وابن جرير في تفسيره وابن خزيمة في التوحيد في اخرين باسناد فيه ضعف باسناد فيه ضعف ويشهد له حديث ابي هريرة المتقدم في صحيح البخاري ثم عطف الشارح رحمه الله الى راوي الحديث وهو المقدم في الذكر عند المصنف فان المصنف ابتدأ بقوله وعن النواس ابن سمعان فكان احق بالتقديم والشارح تارة يقدم التعريف بالراوي وتارة يقدم بيان مخرج الحديث فقال الشارح في التعريف براوي الحديث النواس بن سمعان بكثر السين وتقدم انها تفتح ايضا. والفتح اشهر ثم قال ابن خالد الكلابي ويقال الانصاري ووقعت نسبته اليهم في صحيح مسلم وهو غلط جزم به القاضي عياض يحصبي وغيره وتقدم انه يمكن ارادته نسبته اليهم ولاء فهو كلابي الاصل انصاري الولاء والمراد بالولاء هنا ولاء النصرة اي التعاقد والحلف مع الانصار على نصرة بعضهم بعضا فنسب اليهم باعتبار حلف النصرة هذا وهو من انواع الولاء قال السيوطي ذاكرا انواع الولاء الثلاثة ولا عتاقة ولا حلف ولا عتاقة ولا احلف ولاء اسلام كمثل الجعفي ولا عتاقة ولا حلف ولاء اسلام كمثل الجوعف والجعفي يريد به البخاري رحمه الله ثم قال في التعريف بمقامه صحابي فهو من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ويقال ان اباه صحابي ايضا فذكره جماعة للصحابة فيكون ممن شرف هو وابوه بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال الشارح قوله اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر الى اخره فيه النص على ان الله تعالى يتكلم اذا شاء ام بالوحي وهذا من حجة اهل السنة على النفاة لقولهم لم يزل الله متكلما اذا شاء فالله سبحانه وتعالى موصوف صفة الكلام وبها صلح في الحديث بقوله اذا اراد الله تعالى ان يوحي بالامر تكلم بالوحي فالله عز وجل تكلم ولا يزال متكلما اذا شاء والارادة المذكورة هنا تعم جميع الامور والارادة المذكورة هنا تعم جميع الامور التي يقضيها الله عز وجل قال يا سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد هذا والله اعلم في جميع الامور التي يقضيها الرب تبارك وتعالى هذا والله اعلم في جميع الامور التي يقضيها الرب تبارك وتعالى كما يدل عليه عموم له كما يدل عليه عموم اللفظ. انتهى كلامه ثم ذكر ما يدل على ذلك وتبعه ابن قاسم العاصمي في حاشيته فاذا اراد الله ان يقضي امرا من الامور تكلم به سبحانه وتعالى فلا يزال الله عز وجل متكلما اذا شاء وزاد الشارح رحمه الله هنا في قرة عيون الموحدين بيان انواع ارادة الله وزاد الشارح هنا في قرة عيون الموحدين بيان انواع ارادة الله فذكر ان ارادة الله نوعان فذكر ان ارادة الله نوعان احداهما ارادة شرعية احداهما ارادة شرعية والاخرى ارادة قدرية والاخرى ارادة قدرية وقال ايضا قوله تكلم بالوحي فيه تصريح بانه يتكلم بالوحي قوله تكلم بالوحي فيه تصريح بانه يتكلم بالوحي فيوحيه الى جبريل عليه السلام فيوحيه الى جبريل عليه السلام ففيه الرد على الاشاعرة ففيه الرد على الاشاعرة في قولهم ان القرآن عبارة عن كلام الله. ان قرآن عبارة عن كلام الله انتهى كلامه وتبعه ابن قاسم في حاشيته وابن حمدان في الدر النضيد ففي الحديث التصريح بان الله يتكلم بالوحي وان جبريل عليه السلام يسمعه من الله ففيه الرد على من يدعي ان الكلام معنى قائم بذات الله وهذا مذهب الكلابية والاشاعرة مع اختلافهم فيما يدل به على هذه الحقيقة مع اختلافهم بما يدل به على هذه الحقيقة فقالت الكلابية فقالت الكلابية هو حكاية عن كلام الله فقالت الكلابية ان القرآن حكاية عن كلام الله وقالت الاشاعرة ان القرآن عبارة عن كلام الله وارادت الطائفتان ان الكلام معنى قائم بالله عز وجل لا يكون بحرف وصوت وافترقتا فيما يدل به على هذه الحقيقة فارتظت الكلابية قولهم انه حكاية وامتنع الاشاعرة لما يوهمه لفظ الحكاية من المشابهة والمثلية بين الخالق والمخلوق فقالوا هو عبارة ولم يقولوا هو حكاية وكلا المذهبان مذهب مرزول من مذاهب اهل البدع ببيان كلام الله سبحانه وتعالى فان كلام الله عز وجل صفة من صفاته بحرف وصوت ضحت بذلك الاحاديث والاثار وانعقد عليه اجماع السلف الاخيار ويأتي بسط هذه المسألة في مقامها اللائق باذن الله تعالى ثم قال الشارح قوله اخذت السماوات منه رجفة السماوات مفعول مقدم والفاعل رجفة اي اصاب السماوات من كلامه تعالى رجفة اي ارتجفت فالارتجاف واقع بالسماء فالارتجاف واقع بالسماء وموجبه سماعها كلام الله وموجبه سماعها دماعها كلام الله وهو الذي ذكره الشارح بقوله وهو صريح في انها تسمع كلامه تعالى كما روى ابن ابي حاتم عن عكرمة انه قال اذا قضى الله امرا تكلم تبارك وتعالى رجفت السماوات والارض والجبال وخرت الملائكة كلهم سجدا وروي هذا موقوفا من كلام ابن عباس رضي الله عنهما والادلة النقلية متظاهرة على ان الله عز وجل يجعل لما شاء من مخلوقاته ادراكا وحسا يحيط به بما يحيط كسماع السماوات هنا كلام الله عز وجل الذي احدث فيها رجفة تعظيما لله كما سيأتي ثم قال قوله او قال رعدة شديدة والتصريح بقالة هنا مما يدلك على صحة ما تقدم الانباه اليه من انها قد تسقط خطا وتبقى لفظا فاذا قرأ في كتب الحديث بين كلمتين شك الراوي في احدهما فبعد ذكر الكلمة الاولى ومجيء او تقدر قاله فيقال او قال كذا وكذا كقوله في هذا الحديث رجفة او قال قاعدة اي على الشك. وهذا معنى قول الشارح شك من الراوي هل قال النبي صلى الله عليه وسلم رجفة او قال رعدة والراء مفتوحة فيهما قال ابن قاسم العاصمي عند هذا الموضع وهذا من شدة حرص السلف على الفاظ الحديث وهذا من شدة حرص السلف على الفاظ الحديث وان كانت تجوز روايته بمعناه وان كانت يجوز روايته بمعناه بشروطها المعروفة انتهى كلامه فموجب شك الراوي احتياطه في النقل للحديث فلما تردد في لفظة منه جاء بها على الوجهين الذين شك فيهما زاد الشارح هنا في قرة عيون الموحدين في الصفحة الثالثة بعد المئة في هذا معرفة عظمة الله تعالى في هذا معرفة عظمة الله تعالى ويوجب للعبد شدة الخوف منه تعالى ويوجب للعبد شدة الخوف منه تعالى انتهى كلامه فالرعدة الشديدة التي لحقت السماوات معلنة بعظمة الله تعالى فلما سمعت السماوات كلام الله عز وجل وهو عظيم حصلت لها تلك الحال من الارتعاد الشديد وهذه العظمة له توجب على العبد ان يشتد خوفه من الله سبحانه وتعالى والخوف الكامل من الله عز وجل هو خوف الهيبة والاجلال هو خوف الهيبة والاجلال لا مجرد او في حصول الظرر لا مجرد قومي حصول الضرر فان الخوف يكونوا على نوعين فان الخوف يكون على نوعين احدهما خوف اجلال واعظام قوم اجلال واعظام والاخر والاخر خوف ضرر وحذر خوف ضرر وحذر والاول اكمل من الثاني فيكون داع الخوف في قلب العبد اعظامه واجلاله لله عز وجل فهو يجله ويعظمه ان يخالف امره ومن الناس من يكون خوفه من الله خوف ضرر وحذر فهو يتخوف نزول ضرر به ويحذروا ذلك والعبودية الكاملة في الخوف ان يكون خوف العبد من ربه تعظيما واجلالا ومهابة له سبحانه ثم ذكر الشارح ما يبين موجب الرعدة الشديدة فقال قوله خوفا من الله عز وجل وهذا ظاهر في ان السماوات تخاف الله بما يجعل الله تعالى فيها من الاحساس ومعرفة من خلقها انتهى كلامه اي خافت بما جعل الله لها من العلم به سبحانه اي خافت بما جعل الله لها من العلم به سبحانه فلما علمت عظمة ربها ازداد خوفها حتى ارتجفت اركانها ثم ذكر الشارح رحمه الله تعالى ما يبين ان الله عز وجل يجعل لما شاء من خلقه علما وادراكا تعظمه به سبحانه فقال وقد اخبر تعالى ان هذه المخلوقات العظيمة تسبحه كما قال تعالى تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده الاية ثم ذكر ايتين في هذا المعنى ثم قال وقد قرر العلامة ابن القيم رحمه الله ان هذه المخلوقات يسبح الله وتخشاه حقيقة واحتج بهذه الايات ونحوها فتسبيح المخلوقات الله وخشيته وخوفه هو على الحقيقة لا على المجاز فان الله عز وجل يجعل لها من الارادة والعلم ما يحصل به تسبيحها وتعظيمها واجلالها لله عز وجل ولابن القيم رحمه الله كتاب كلام حافل ببيان ذلك ذكره في مفتاح دار السعادة ثم ذكر الشارح رحمه الله تعالى من الاحاديث الواردة في السنة النبوية ما يؤيد ذلك ويعذره فقال وفي البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وفي حديث ابي ذر رضي الله الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح الحديث وفي الصحيح قصة حنين الجذع الذي كان يخطب عليه النبي صلى الله عليه وسلم قبل اتخاذ المنبر وهو جذع نخلة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه اذا خطب فلما اتخذ المنبر وعدل عن الاعتماد على البدع حن الجذع اي صوت برقة واشفاق فلم يزل يحن كصوت الناقة اذا حنت على ولدها حتى جاء اليه النبي صلى الله عليه وسلم وضمه ولم يزل يسكنه كما تسكن وليدها حتى سكن صوته ومثل هذا كثير مما يدل على ان الله يجعل من انواع العلم والارادة لمن شاء لما شاء من المخلوقات ما تعظم به الله وتسبحه وتقدسه ثم قال الشارح وقوله صعقوا وخروا لله سجدا الصعق هو الغشي ومعه السجود وبين في قرة عيون الموحدين سبب تعطهم وخرورهم فقال هيبة وتعظيما لربهم تعالى هيبة وتعظيما لربهم تعالى وخشية لما سمعوه من كلامه وخشية لما سمعوه من كلامه تعالى وتقدست انتهى كلامه فالحال التي اعترتهم من الصعق والسقوط سجدا لله عز وجل نشأت مما وجدوا من هيبة الله وعظمته وخشيته فحصلت لهم تلك الصعقة التي وغشيتهم وخروا سجدا لله عز وجل فيقع منهم عند بسماع كلام الله عز وجل امران فيقع منهم عند سماع الله عز سماع كلام الله عز وجل امران احدهما الصعق وهو الخشي وهو الغشي احدهما الصعب وهو الغشي بالتغطية على قلوبهم بالتغطية على قلوبهم والاخر وقوعهم خارين سجدا لله قوعهم خارين تجدا لله قال العلامة سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ان يقعوا منهم الامران ان يقعوا منهم الامران الصعق وهو الغشي والسجود والله اعلم ايهما قبل الاخر والله اعلم ايهما قبل الاخر فان الواو لا تقتضي ترتيبا فان الواو لا تقتضي ترتيبا. انتهى كلامه وتبعه ابن قاسم العاصمي في حاشيته فالمقطوع به اعتراء تلك الحال الملائكة بصعقهم وغرورهم لله تجد اما الجزم بتقدم احدهما على الاخر فيفتقر الى دليل ثم قال الشارح وقوله فيكون اول من يرفع رأسه جبريل لفتح اول خبر يكون. تقدم على اسمها وجبريل اسمها ويجوز العكس فتقدير الكلام اصلا يكون جبريل اول من يرفع رأسه يكون جبريل اول من يرفع رأسه. فجبيل اثم يكون وهو مرفوع واول خبرها وهو منصوب فتكون الجملة على التركيب المذكور في الحديث مما وقع فيه التقديم والتأخير فقدم الخبر واخر الاسم فوقعت الجملة فيكون اول من يرفع رأسه جبريل ويجوز عكسه بان يكون اول مرفوعا وهو الاثم وجبريل منصوبا وهو الخبر فيكون التركيب موافقا للوالد في الحديث مع رفع اول فيقال فيكون اول من يرفع رأسه جبريل وهذا الذي ذكره الشارح هو على المشهور في عمله كان واخواتها فالمشهور انها تدخل على جملة المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى قبرها وعند النحات مذهب اخر ذكره ابن هشام في مغن لبيب وهو ان كان واخواتها يجوز ان تعمل عمل ان واخواتها فتنصب المبتدع ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها ففي عملي كان واخواتها مذهبان ففي عملي كان واخواتها مذهبان احدهما انها ترفع المبتدأ ويسمى اسمها انها ترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى خبرها. وتنصب الخبر ويسمى خبرها والاخر انها تنصب المبتدأ ويسمى اسمها انها تنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها. وترفع المبتدأ وترفع الخبر ويسمى خبرها والمشهور من المذهبين هو الاول والمشهور من المذهبين هو الاول. طيب ما منفعة المذهب الثاني منفعته قولهم لا تلحن نحويا يعني اذا قال لك احد انك اخطأت مثلا اذا قلت كان محمدا رجل وجاك واحد وقال لك انت اخطأت فماذا تقول له تقول لهم ان هناك مذهب يجوز ذلك. ولهذا لا يلحن نحوي قط وكان الشافعي رحمه الله يرى النحات جن العلماء يعني يجدون لهم مخارج ثم قال الشارح ومعنى جبريل عبد الله كما روى ابن جرير وغيره عن علي ابن الحسين وهو علي ابن حسين ابن علي ابن ابي طالب رحمه الله انه قال كان اسم جبريل عبدالله واسم ميكائيل عبيد الله. واسرافيل عبدالرحمن وكل شيء رجع الى ايل فهو معبد لله عز وجل. وهو عند من هو اشهر من ابن جرير فرواه احمد. في مسنده واسناده صحيح ومثله لا يقال بانه ضعيف لارساله. لان هذا من تفسير اللغة. ومثله لا يقال انه ضعيف لارساله فمثله من تفسير اللغة فاتفق لعلي ابن الحسين من العلم باللغة السريانية وهي لغة التوراة ما بينه من ان جبريل هو عبد الله وميكائيل عبيد الله واسراف عبدالرحمن فالمضاف الى ايل مضاف الى اسم الله عز وجل. فالمضاف الى ايل مضاف الى اسم الله عز عز وجل واذا تقرر هذا وعلمت ان المضاف الى اسرائيل ان المضاف الى ايل هو مضاف الى الله عز وجل علمت ان اسم اسرائيل مضاف الى الله عز وجل ان اسم اسرائيل مضاف الى الله عز وجل. واختلف في تفسير فقيل انه عبد الله ايضا كجبريل وقيل غير ذلك لكنه وفق قاعدة اللغة السريانية يكون مضافا الى الله فلا يجوز لعن هذا الاسم فالجاري في السنة بعض الناس من قولهم لعنة الله على اسرائيل غلط من جهتين ولكن من جهتين احدهما ان اسرائيل ان اسرائيل معبد لله ان اسرائيل معبد لله سواء فسر بعبدالله او غيره. سواء فسر بعبد الله او غيره. وهو فيما قيل وهو فيما قيل لقب لنبي الله يعقوب. وهو فيما قيل لقب لنبي الله يعقوب فهو لعن من لا يستحق اللعنة فهو لعن من لا يستحق اللعنة والاخر ان الوارد ان الوارد في الاحاديث هو لعن اليهود. ان الوالد في احاديث هو لعن اليهود. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى متفق عليه ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لعنة الله على اليهود والنصارى متفق عليه ثم قال الشارح وفيه فضيلة جبريل عليه السلام كما قال تعالى انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين. انتهى كلامه وموجب هذه ووجه هذه الفضيلة له هو المذكور في الحديث من قوله فيكون اول من يرفع رأسه جبريل فاول من يرتفع من الملائكة بعد الغش والغرور هو جبريل. وتقدمه عليهم دال على فضله وتقدمه عليهم بالارتفاع دال على فضله. وبين العلامة ابن قاسم في حاشيته موجب هذه الفضيلة له. وبين ابن قاسم في حاشيته موجب هذه الفضيلة له. فقال وانما كان اول من يرفع رأسه جبرائيل لانه سفير الله بينه وبين رسله لانه سفير الله بينه وبين رسله وامينه على وحده وامينه على وحيه انتهى كلامه ثم نقل الشارع كلام ابن كثير في تفسير الاية المتقدمة من سورة التكوين انه لقول رسول كريم انه قال لتبليغ رسول كريم فجعل القرآن قولا لجبريل لانه مبلغه فان القول ينسب الى احد اثنين فان القول ينسب الى احد اثنين احدهما قائله المتكلم به قائله المتكلم به والاخر ناقله المبلغ له ناقله المبلغ له ووقع في القرآن هذا وذاك. ووقع في القرآن هذا وذاك فنسبته قولا الى الله لانه تكلم به فنسبته قولا الى الله لانه تكلم به ونسبته قولا الى جبريل لانه بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر من الاثار ما يدل على عظم خلق جبريل عليه السلام فقال قال ابو صالح وهو باذان ويقال بادان مولى ام هانئ فانه هو المشهور ذكره عند نقل ما يتعلق بالتفسير وان كانت هذه الكنية تقع في التابعين لغيره كابي صالح ذكوان السمان وابي صالح ميزان البصر وميز هذا عنهما باختصاصه بالكلام في التفسير اكثر من غيره فالاصل ان المنقول بالتفسير منسوبا الى ابي صالح يراد به ابو صالح باذان مولى ام هاني رواه عنه ابن جرير وغيره وفي اسناده ضعف ومما يدل على عظمة جبريل ما ذكره الشارح بقوله ولاحمد باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته اي التي خلقه الله عليها اي التي خلقه الله عليها وله ست مئة جناح وله ست مئة جناح كل جناح منها قد سد الافق يسقط من جناحه من التهاوين اي الامور العظيمة في عين الرائي والدر والياقوت ما الله به عليم والجملة الاولى منه في رؤيته صلى الله عليه وسلم جبريل وله ست مئة جناح ثابتة في الصحيح لكن ما بعدها هو عند احمد وغيره باسناد قوي جزم الشارح رحمه الله بصحته وهو الى الحسن اقرب وهذه الاعظمية لجبريل اقترنت بان الله عز وجل جعله امينا على وحيه ومبلغا كلامه رسله فكان سفيرا بين الله وبين رسوله فهو ملك الوحي. فهو ملك الوحي وبه حصلت له الفضيلة في تقدم الرفع كما سبق ذكره عن ابن القاسم العاصمي وذكره قبله المصنف في قرة عيون الموحدين. فتقدم جبريل على غيره بالرفع لاجل فضيلته بالوحي كرهوا المصنف الشارع بقرة عيون الموحدين وابن قاسم في حاشيته ثم قال الشارح فاذا كان هذا عظم هذه المخلوقات فخالقها اعظم واجل واكبر فكيف يسوى به غيره في العبادة دعاء وخوفا؟ ورجاء وتوكلا وغير ذلك من العبادات التي لا يستحقها غيره فانظر الى حال الملائكة وشدة خوفهم من الله تعالى. وقد قال تعالى بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. الايات بعدهما. وهو تأييد بما سبق تقريره من ان المصنف من ان الشارح من ان المصنف رحمه الله اراد بيان البرهان التوحيدي الدال على قدرة الخالق وعجز المخلوق. وانه خصه في هذه الترجمة ببيان عجز الملائكة وضعفهم وانهم لا يصلحون ان يكونوا اربابا يعبدون من دون الله عز وجل وزاد الشارح رحمه الله تعالى القول بيانا عند هذا الحديث فقال في قرة عيون الموحدين في الصفحة الثانية بعد الثلاث مئة قوله ماذا قال ربنا يا جبريل؟ فيقول قال الحق وهو العلي الكبير فينتهي جبريل بالوحي الى حيث امره الله عز وجل وهذا دليل بانه تعالى قال ويقول واهل البدع من الجهمية ومن تلقى عنهم كالاشاعرة جحدوا ما اثبته الله تعالى في كتابه واثبته رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته من علوه كلامه وغير ذلك من صفات كماله التي اثبتها لنفسه واثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من الصحابة والتابعين وتابعيه من اهل السنة والجماعة على ما يليق بجلال الله وعظمته بشبوهات اختلقوها ما انزل الله بها من سلطان. ثم قال الشارخ هنا قوله ثم ينتهي جبريل بالوحي الى حيث امره الله عز وجل من السماء والارض وهذا تمام الحديث كيف الكلام هذا قالوا هذا تمام الحديث طيب كل حديث يكتب وراه هذا تمام الحديث احد عنده نسخة تختلف عن هذا لا لا في نفس الفتح المجيد يا صالح ايش ووجه هذا ان ما ذكره صاحب كتاب التوحيد ينتهي الى كلمة عز وجل. فهنا يوضع القوس الذي ينتهي به كلام المصنف ينتهي كلام مصنف كتاب التوحيد الى عز وجل. فيوضع القوس هنا وزاد من السماء والارض وهذا تمام الحديث والله اعلم. ويبين هذا قول صاحب تيسير العزيز الحميد بيض المصنف رحمه الله بعد هذا. يعني بعد كلمة جل. بيض المصنف رحمه الله بعد هذا لعله اراد ان يكتب تمام الحديث ومن رواه. ولعله اراد ان يكتب تمام الحديث ومن رواه وتمامه الى حيث امره الله عز وجل من السماء والارض. وتمامه الى حيث امره الله عز وجل من السماء والارض ورواه ابن جرير وابن خزيمة وابن ابي حاتم والطبراني. انتهى كلام ونقله عنه ابن حمدان في الدر النضيد. فمصنف الاصل وقف ذكره الحديث عند قول الى حيث امره الله عز وجل. واشار الشارح الاول الى ما وقع من البياض وفي تتميم الحديث وعدم بيان مخرجه ثم زاده من عنده. واما الشارح الثاني وهو فتح المجيد فانه اثبت الزيادة بخطه ثم قال وهذا تمام الحديث ثم قال الشارح والايات المذكورة في هذا الباب والاحاديث تقرر التوحيد الذي هو مدلول شهادة ان لا اله الا الله. اي تدل على معنى كلمة بالتوحيد وهي لا اله الا الله. وبيان دلالتها عليه هو المذكور في قوله فان الملك العظيم الذي تصعق الاملاك من كلامه خوفا منه ومهابة اي اجلالا ترجف منه المخلوقات الكامل في ذاته وصفاته وعلمه وقدرته وملكه وعزته وغناه عن جميع خلقه وافتقارهم جميعهم اليه ونفوذ قدره وتصرفه فيهم لعلمه وحكمته لا يجوز شرعا ولا عقلا ان يجعل له شريك من خلقه في عبادته التي هي حقه عليهم فكيف يجعل المربوب ربا والعبد معبودا اين ذهبت عقول المشركين سبحان الله عما يشركون انتهى كلامه وهو تحقيق لمعنى البرهان التوحيد المنصور في هذه الترجمة وسابقتها من بيان عظمة قدرة الله عز وجل الموجبة استحقاقه سبحانه وتعالى التوحيد والعبادة. مع بيان عد غيره من المخلوقات. وانه لا يصلح ان يكون ربا معبودا ثم قال الشارح وقال تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا الاية فاذا كان الجميع عبيدا فلما يعبد فلما يعبد بعضهم بعضا بلا دليل ولا برهان؟ بل بمجرد الرأي والاختراع والابتداع انتهى كلامه ومراده تقرير ان من كان عبدا وهو كل من سوى الله سبحانه وتعالى لا يصلح ان يكون معبودا. والعبودية التي تشمل اجمعين هي العبودية العامة. فان عبودية الخلق لله نوعان. فان عبودية القي لله نوعان احدهما عبودية عامة عبودية عامة وهي عبودية البر والفاجر والمؤمن والكافر وهي عبودية البري والفاجر والمؤمن والكافر. وحقيقتها الاقرار بربوبيته. وحقيقتها الاقرار بربوبيته. ومنها قوله تعالى ان كل ما في السماوات والارض الا ات الرحمن عبدا والاخر عبودية خاصة عبودية خاصة تختص باهل الايمان تختص باهل الايمان ومنه قوله تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. وقوله وعباد الرحمن الى غير ذلك من الايات. وحقيقتها عبودية ايش وحقيقتها عبودية الاقرار بالوهيته. وحقيقتها عبودية الاقرار بالوهية نيته ذكر هذا جماعة منهم ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبد الله ابن ابن القيم طيب ما الفرق بين العبوديتين والفرق بينهما ان الاولى عبودية غلبة وقهر ان الاولى عبودية غلبة وقهر والثانية عبودية رغبة واختيار. عبودية رغبة واختيار فالعبودية الاولى تعم جميع الخلق فانهم عباد مقهورون لله وتختص العبودية الاولى بمن يرغب الى الله ويختار عبوديته سبحانه فتسمى الاولى العبودية الكونية القدرية فتسمى الاولى العبودية الكونية القدرية وتسمى الثانية العبودية الشرعية الدينية. وتسمى الثانية العبودية الشرعية الدينية واضح طيب اين العبادة منهما اين العبادة من ما يخالف هي الثانية تعرف احد ذكر هذا ها اي نعم ذكر الله بس ما ذكر تخصيص العبودية يعني اسم العبادة بنوع من العبودية وتختص العبادة بالعبودية الشرعية الدينية دون العبودية الكونية القدرية. وتختص العبادة بالعبودية الشرعية الدينية دون العبودية الكونية القدرية. افاده العلامة عبدالله ابن عبدالرحمن ابا بطين افاده العلامة عبد الله ابن عبد الرحمن ابا بطين في بعض اجوبته المذكورة في بعض اجوبته المذكورة في الدرر السنية في بعض اجوبته المذكورة في الدرر السنية فبين العبودية والعبادة فرض ام لا فرق بينهما بينهما فرق وهو ان العبودية اعم. فتكون كونية قدرية وتكون شرعية دينية. وتختص العبادة بانها تكون دينية شرعية فقط ثم قال الشارح ثم ان الله قد ارسل رسله من اولهم الى اخرهم فازجرهم عن ذلك شرك وتنهاهم عن عبادة ما سوى الله. تقريرا لبيان ان الرسل والانبياء جاءوا جميعا بالدعاء الى عبادة الله وحده والا يشرك به شيء. وسبق تقرير هذا المعنى ثم قال الشارع خاتما ما تقدم انتهى من شرح سنن ابن ماجة وسبق ان هذا الشرح نقل منه الشارع في مواضع ولم يسمي صاحبه وليس هو من الشروح التي بايدي الناس ففي هذا الشرح نقول توحيدية ذكرها الشارح في تلك المواضع تدل على ان الشارح هو من علماء التوحيد والسنة وزاد صاحب تيسير العزيز الحميد في فوائد هذا الحديث ان فيه اثبات الكلام خلافا للجهمية واثبات الصوت خلافا لهم وللاشاعرة واثبات الصوت خلافا لهم وللاشاعرة فاهل السنة يثبتون كلام الله عز وجل. ويقولون ان كلامه بصوت وذكر هذه الفائدة ابن عتيق في ابطال التنجيد وابن قاسم في حاشيته وزاد ذكر اثبات العلو. وزاد ذكر اثبات العلو. ففي الحديث اثبات علو الله سبحانه وتعالى وزاد ابن حمدان رحمه الله في الدر النضير فوائد اخذها من مسائل الباب المذكورة عند المصنف وقدم فيها واخر فقال وفيه ارتجاف السماوات لكلام الله عز وجل. وهي المسألة التاسعة وان الغشي يعم اهل السماوات كلهم وانهم يخرون لله سجدا وذكر ان اول من يرفع رأسه جبريل وسبب سؤال الملائكة عن ذلك وتفسير قوله قالوا الحق وهو العلي الكبير وان جبريل هو الذي ينتهي بالوحي الى حيث امره الله وانه هو الذي يجيبهم بعد ذلك بقوله قال كذا وكذا وانه يقول لاهل السماوات كلهم لانهم يسألونه واثبات الصفات خلافا للاشعرية المعطلة انتهى كلام ابن حمدان كلام ابن حمدان وهو مأخوذ من مسائل الباب وسبق ان ذكرت لكم ان ما ترجم به مصنف كتاب التوحيد بقوله فيه مسائل حقيقته انها فوائد مستنبطة من الباب انها فوائد مستنبطة من الباب. ذكر هذا من هاي تركيا ذكر هذا العلامة عبد الله ابا بطين رحمه الله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله باب الشفاعة. قال الشارح اي بيان ما اثبته القرآن منها وما نفاه. وحقيقة ما دل القرآن على اثباته بيان هذه الجملة من جهة واحدة وهي نظم سياقها. فان الشارح رحمه الله شرع يبين معنى ما ترجم به المصنف بقوله باب الشفاعة فقال الشارح اي بيان ما اثبته الله ما اثبته القرآن منها وما نفاه وحقيقة ما دل القرآن على اثباته. انتهى كلامه فمدار مقصود المصنف وفق ما ذكره الشارح امران. فمدار مقصود المصنف وفق ما الشارح امران احدهما بيان المثبت والمنفي من الشفاعة بيان المثبت والمنفي من الشفاعة والاخر بيان حقيقة المثبت منها بيان حقيقة المثبت منها واعرض الشارح رحمه الله في قرة عيون الموحدين عن تقرير هذا وابتدأ بيانه بذكر نوعي الشفاعة واعرض الشارح رحمه الله في قرة عيون الموحدين وابتدأ بيانه بذكر انواع الشفاعة فقال رحمه الله زائدا عما ذكره هنا الشفاعة نوعان كفاعة منفية في القرآن وهي الشفاعة للكافر والمشرك. قال تعالى من قبل ان يأتي يوم لا بيع ولا خلة ولا شفاعة. وقال تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين. وذكر ايات اخرى ثم قال يخبر تعالى ان ما اتخذه هؤلاء شفعاء ان ما اتخذه هؤلاء شفعاء عند الله انه لا يعلمه انهم يشفعون له بذلك وما لا يعلمه لا وجود له. فنفى وقوع هذه الشفاعة واخبر انها شرك ثم قال فابطل شفاعة من اتخذ شفيعا يزعم انه يقربه الى الله وهو يبعده عنه وعن رحمته ومغفرته لانه جعل لله كان يرغب اليه ويرجوه ويتوكل عليه ويحبه كما يحب الله كما يحب الله او اعظم النوع الثاني الشفاعة التي اثبتها القرآن وهي خاصة لاهل الاخلاص وقيدها تعالى بامرين الاول اذنه للشافع ان يشفع من قال من ذا الذي يشفع عنده الا باذنك واذنه تعالى لا يصدر الا اذا رحم عبده الموحد المذنب فاذا رحمه تعالى ان للشافعي ان يشفع له الامر الثاني رضاه عن من اذن للشافع ان يشفع فيه كما قال تعالى ولا يشفعون الا لمن ارتضى فالاذن بالشفاعة بعد الرضا كما في هذه الاية وهو سبحانه لا يرضى الا التوحيد. انتهى كلامه مختصرا. وحاصل ما ذكره في قرة عيون الموحدين زائدا عما قرره في هذا الموضع من فتح المجيد انه ذكر ان نوعان احدهما الشفاعة المثبتة والآخر الشفاعة المنفية وذكر ايضا ان الشفاعة المثبتة تحصل بشرطين احدهما الاذن من الله احدهما الاذن من الله والاخر الرضا عن الشافع والمشفوع له الرضا عن الشافعي والمشكوع له واحسن من بيانه الذي ذكره بيان الشارح الاول. فان الشارح الاول سليمان ابن عبد الله ها استفتح بيانه بذكر الداعي الى عقد هذه الترجمة فقال في تيسير العزيز الحميد ما ملخصه؟ لما كان المشركون في قديم الزمان وحديثه انما وقعوا بالشرك لتعلقهم باذيال الشفاعة وكذلك قطع الله اطماع المشركين منها واخبر انه شرك ونزه نفسه عنه ان يكون للخلق من دونه ولي او شفيع اراد المصنف في هذا اقامة الحجج على ان ذلك هو عين الشفاعة هو عين الشرك. اقام المصنف اراد المصنف في هذا الباب اقامة الحجج على ان ذلك هو عين الشرك. وان الشفاعة التي يظنها من دعا غير الله ليشفع له كما الوزير عند الملك منفية دنيا واخرى وانما الله هو الذي يأذن للشافعي لا انه يشفع ابتداء ان انتهى كلامه بتصرف. وذكر نحوه ابن قاسم العاصم في حاشيته فمراد المصنف من عقد هذه الترجمة عند صاحب تيسير العزيز الحميد سليمان انا ابن عبد الله وابن قاسم العاصمي في في حاشيته انه قصد اقامة الحجة على ابطال الشرك المتعلق بالشفاعة قصد ابطال الحجة اقامة الحجة على ابطال الشرك المتعلق بالشفاعة واحسن من هذا ان يقال ان مقصود المصنف هو بيان برهان اخر من براهين التوحيد بيان برهان اخر من براهين التوحيد. وهو ملك الله الشفاعة. وهو ملك الله الشفاعة وان لا احد يملكها سواه فاذا كان هو مالكها ولا يشفع احد الا باذنه ولا يشفع الا من رضيه الله شافعا لمن رضيه الله مشفوعا له علم ان انه سبحانه هو المستحق وحده للعبادة والتوحيد ولم يبين الشارح الاول ولا صاحب فتح المجيد حقيقة الشفاعة التي ترجم بها المصنف. ولم يبين الشارح الاول ولا صاحب فتح المجيد حقيقة الشفاعة التي ترجم بها المصنف وقوله باب الشفاعة يريد به الشفاعة عند من عند الله يريد بها الشفاعة عند الله. فتقدير الترجمة باب الشفاعة عند الله فحقيقتها شرعا ما الجواب يا مسامح متوسط للغير لجل منفعة او دفع مضر للمشفوعين احسنت وحقيقتها شرعا سؤال الشافعي الله سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشقوع له فاركان الشفاعة كم مم ايش اثنان من هما ثلاثة ما هي واحد ها نقالها هو واركان الشفاعة اربعة واركان الشفاعة اربعة. اولها المشبوع عنده وهو الله وثانيها الشافع وثانيها الشافع وهو الباذل للشفاعة وثالثها المشفوع له وثالثها المشفوع له وهو المقصود سؤال الله له والمقصود سؤال الله له فهو الذي تطلب له الشفاعة فهو الذي تطلب له الشفاعة. رابعها المشفوع به. ورابعها المشفوع به وهو تؤال الله وهو سؤال الله. وهو سؤال الله فيسأل العبد ربه فيسأل الشافع ربه سبحانه وتعالى الشفاعة لمشفوع له والمراد من الشفاعة والمراد من الشفاعة حصول نفع للمشفوع له. والمراد من الشفاعة حصول نفع للمشفوع له وهذا النفع نوعان. وهذا النفع نوعان احدهما جلبو خير احدهما جلب خيل والاخر دفع ضر. والاخر دفع ضر نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله عز وجل لهم من دونه ولي ولا شفيع. قال الشارح رحمه الله الانذار هو الاعلام باسباب المخافة والتحذير منها قول به قال ابن عباس رضي الله عنهما بالقرآن قوله الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم وهم المؤمنون ابن عياض رحمه الله قال ليس كل خلقه عاتب انما عاتب الذين يعقلون فقال وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم اي وهم المؤمنون اصحاب القلوب الواعية يا شفيع قال الدجاج موضع ليس نصب على الحارك انه قال متخلين من ولي وشفيع والعامل فيه يخافون اي فيعملون في هذه الدار عملا ينجيهم الله عز وجل به من عذاب يوم القيامة بيان هذه الجملة من جهتين فالجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احد مفرداتها فقوله عاتب اي اخذ اي اخذ ووجد في نفسه فالعتب والعتاب يرجع الى المؤاخذة وتغير النفس يرجع الى المؤاخذة وتغير النفس وظاهر كلام الفضيل ابن عياض اضافة هذا الفعل الى الله فانه قال في تفسير قوله تعالى الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس كل خلقه عاتب يعني الله انما عاتب الذين يعقلون والعتب والعتاب من صفات الله عز وجل والعتب والعتاب من صفات الله عز وجل ففي الصحيحين من حديث ابن عباس في قصة الخضر وموسى عليهما الصلاة والسلام ان الله قال فعتب الله عليه اذ لم يرد العلم اليه فعتب الله عليه اذ لم يرد العلم اليه وفي صحيح البخاري في قصة اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم ازواجه في قصة اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم ازواجه ان عمر بن الخطاب قال حين عاتبه الله ان عمر بن الخطاب قال حين عاتبه الله واثباتها صفة موجود في كلام جماعة منهم الهروي للمجموع المغيث وابن القيم في بدائع الفوائد والمبارك كوري في تحفة الاحوذ ونبه الاخير الى كون ذلك وفق ما يليق بالله سبحانه وتعالى ولابن القيم رحمه الله تعالى كلام يدل على مبلغه رحمه الله تعالى في العلم وبيان الفرق المبين بين الاذكياء المحققين وغيرهم فذكر في بدائع الفوائد بيانا لاربع كلمات هي العتب والاعتاب والاستعتاب والعتبى. هي العتب والاعتاب وليس العتاب انا اخطأت لما قلت العتاب انما الاعتاب هي العتب والاعتاب والاستعتاب والعتبى فقال رحمه الله تعالى بعد كلام طبقة فها هنا اربعة امور الاول العتب وهو من الله تعالى فان العبد لا يعتب على ربه فانه المحسن العادل فلا يتصور ان يعتب عليه عبده الا والعبد ظالم. ومن ان من المفسرين خلاف ذلك فقد غلط اقبح غلط الثاني الاعتاب وهو من الله ومن العبد باعتبارين فاعتاب الله عبده ازالة عتب نفسه عن عبده فاعتاب الله عبده ازالة عتب نفسه عن عبده واعتاب العبد ربه ازالة عتب الله عليه والعبد لا قدرة له على ذلك الا تعاطي الاسباب التي يزول بها عتب الله عليه. الثالث الاستعجاب وهو من الله ايضا. ومن العبد بالاعتبارين. والله يستعتب عباده اي يطلب منهم ان يعتبوه ويزيلوا عتبه عليهم. ومنه قول ابن مسعود وقد وقعت الزلزلة بالكوفة. ان ربكم يستعتبكم فاعتبوه والعبد يستعتب ربه اي يطلب منه ازالة عتبه الرابع العتبى. وهي اسم وهي اسم الاعتاب. العتبى وهي اسم اعتاب فالمتحصل مما سبق من كلامه ان العتب والاعتاب والاستعتاب كلها وصف لله عز وجل. واما لفظ العتبى فهو اسم يرجع الى الاعتاب ثم قال رحمه الله تعالى بعد هذا فاشدد يديك بهذا الفصل الذي يعصمك من تخبيط كثير من المفسدين لهذه المواضع. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به فاما محسن فلعله يزداد واما مسيء فلعله ان يستعتب. وهو في الصحيحين اي يطلب من ربه عتابه بتوفيقه للتوبة وقبولها وقبولها منها وقبولها منه فيزول عتبه عليه. والاستعتاب نظير الاسترضاء وهو طلب الرضا. وفي الاثر ان العبد ليسترضي ربه فيرضى عنه. وان الله ليسترضي وان الله ترضى فيرضى لكن الاسترضاء فوق الاستعتاب فانه طلب رضوان الله والاستعتاب طلب ازالة غضبه وعتبه وهما متلازمان انتهى كلامه من بدائع الفوائد. واما الجهة الثانية وهو وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين الدليل الاول من الادلة التي ذكرها المصنف في هذا الباب وهو قوله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم الاية. فقال الشارح في بيان انا الانذار هو الاعلام باسباب المخافة والتحذير منها فيختص الانذار بانه اعلام بالمخول. فيختص الانذار بانه اعلام بالمخوف. واما البشارة فهي اعلام ها فهو اعلام بما يسر ويرجى. وربما كانت اعلاما عما يخوف عما يخوف فمن الاول قوله تعالى فبشرناه بغلام عليم. ومن الثاني قوله تعالى فبشرهم بعذاب اليم ثم قال الشارح قوله به قال ابن عباس بالقرآن اي اندل بالقرآن. وهذه النذارة به المذكورة في الاية من النذارة الخاصة وقد تقدم ان نجارته صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما نذارة عامة لعامة الخلق والاخرى نذارة خاصة لعشيرته الاقربين. كقوله تعالى وانزل عشيرتك الاقربين. او لعباد الله المؤمنين كقوله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. ثم قال الشارح الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم وهم المؤمنون فهذه صفة المؤمنين انهم يخافون القدوم على ربهم سبحانه وتعالى ثم قال الشارح وعن الفضيل بن عياض ليس كل خلقه خلقه عاتب انما عاتب الذين يعقلون فقال وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم اي وهم المؤمنون اصحاب القلوب الواعية. فاختصهم الله عز وجل بالامر للنبي صلى الله عليه وسلم بنجارته بما اختصوا به من الحال الكاملة في صحة قلوبهم وطهارة نفوسهم فالنذارة فيهم انفع من النذارة لغيرهم. ثم قال الشارح قوله ليس له من دونه ولي ولا شفيع قال الزجاد وهو من علماء العربية موضع ليس نصب على الحال كانه قال متخلين من ولي وشفيع والعامل فيه يخافون اي ان هذه الجملة ليس لهم من دونه وقعت موقع الحال. فتقرير الكلام وانذر الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم حال كونهم لا ولي لهم ولا شفيع. حال كونهم لا ولي لهم ولا شفيع فالامر كما قال كانه قال متخلين من ولي ولا شفيع. فلم يتعلقوا بولي ولا شفيع ولما تخلوا من التعلق بالاولياء والشفعاء صار هذا موجبا له استحقاق رحمة الله سبحانه وتعالى. فانهم مخلصون له. والمخلص اولى بالله سبحانه وتعالى من غيره. ثم قال الشارح لعلهم يتقون. اي فيعملون في هذه الدار عملا ينجيهم الله به من عذاب يوم القيامة انتهى كلامه والمقصود بقوله لعلهم يتقون اي لعلهم يتخذون ما يتقون به ما يخافون ويحذرون لعلهم يتخذون ما يتقون به ما يحذرون ويخافون. زاد في قرة عيون الموحدين ويترك التعلق على الشفعاء وغيرهم. لانه ينافي الاخلاص الذي لا يقبل الله من احد عملا بدونه انتهى كلامه فاعلى ما يطلب منهم من الاتقاء هو ان يتقوا اتخاذ الشفعاء من من دون الله سبحانه وتعالى. لمناسبة سياق الاية. فان هؤلاء الذين سيق اليهم الخطاب تعظيما لحالهم اتم احوالهم في التقوى المطلوبة منهم ان يتقوا اتخاذ الشفعاء من دون الله. ففي الاية ابطال شفاعة الشفعاء من دون الله عز وجل. ففي الاية ابطال شفاعة الشفعاء من دون الله عز وجل. وهو وجه ايراد هذه الاية في باب الشفاعة عند المصنف. نعم. احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى الشفاعة جميعا. قال الشارح رحمه الله وقبلها ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. وهذه الآية كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاءنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون فبين تعالى في هذه الايات وامثالها ان وقوع الشفاعة على هذا الوجه منتفن وممتنع وان اتخاذهم شفعاء شرك يتنزه الرب تعالى عنه وقد قال تعالى فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة بل وما كانوا يفترون. فبين تعالى ان دعواهم انهم يشفعون لهم بتأليهم ان ذلك منهم افك وافتراء. وقوله تعالى قل لله الشفاعة جميعا اي هو مالكها فليس لمن تطلب منه شيء منها وانما تطلب ممن يملكها دون كل ما سواه لان ذلك عبادة وتأله لا يصلح الا لله تعالى. قال البيضاوي رحمه الله لعله رد الجماعة ان يجيبوا به وهو ان الشفعاء اشخاص مقربون. وقوله تعالى له ملك السماوات والارض. تقرير اتخاذ شفعاء من دونه لانه ما لك الملك فاندرج في ذلك ملك الشفاعة. فاذا كان هو مالكها بطل ان تطلب ممن لا يملكها من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. وقال ولا يشفعون الا لمن اقتضى. قال ابن جرير رحمه الله نزلت لما قال الكفار ما نعبد او كاننا هذه الا ليقربنا الى الله زلفى. قال الله تعالى له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها. فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرد ذاتها فقوله افك هو اسم لما حول وصرف عن وجهه هو اسم لما حول وصرف عن وجهه فكأنه قلب عن حقيقته. فكأنه قلب عن حقيقته. وادعي زورا وكليبا دعي زورا وكذبا وقوله افتراء اي مصنوعا اي مصنوع اي مصنوعا مدععا لا حقيقة له اي مصنوعا مدعى لا حقيقة له اصله من الفري وهو القطع اصله من الفري وهو القطع فكان المدعي ما لا حقيقة له يقطع بكلامه اشياء لا توجد فكان المدعي ما لا حقيقة له يقطع بكلامه اش يقطع من كلامه؟ باشياء لا توجد. واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين الدليل الثاني من ادلة باب الشفاعة التي اوردها المصنف. وهو قوله قل لله الشفاعة جميعا واستفتح بيانه بايراد الاية المتقدمة عليها فقال وقبلها ام اتخذوا من دون الله شفاعا قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. وذكر الاية المقدمة عليها لما فيها من نفي ملك اولئك الشفعاء للشفاعة لما فيها من نفي ملك اولئك الشفعاء للشفاعة في قوله قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ثم قال الشارح وهذه الاية كقوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء دعاءنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض اي اتخبرون الله عز وجل بما لا وجود له في السماوات والارض. ففيه ابطال وجود الشفعاء. ففيه ابطال وجود الشفعاء. فلا حقيقة لهم فقد نفى الله عز وجل وجودهم ونزه نفسه عما يدعيه المشركون فقال سبحانه وتعالى عما يشركون ثم قال الشارع فبين تعالى في هذه الاية وامثالها ان وقوع الشفاعة على هذا الوجه منتف وممتنع وان اتخاذهم شفعاء شرك يتنزه الرب تعالى عنه وقد قال تعالى فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة بل صلوا عنهم وذلك افكهم وما كانوا يفترون. فبين تعالى ان دعواهم انهم يشفعون لهم بتألههم ان ذلك منهم افك وافتراء لان هؤلاء الشفعاء لا يملكون الشفاعة. ثم قال الشارح وقوله تعالى قل لله الشفاعة جميعا هو مالكها فليس لمن تطلب منه شيء منها وانما تطلب ممن يملكها دون كل ما سواه لان ذلك عبادة وتأله لا يصلح الا لله تعالى. فالشفاعة كلها ملك لله. وقرر هذا في قوله تعالى قل لله الشفاعة جميعا من وجهين. وقرر هذا في قوله تعالى قل لله الشفاعة جميعا من وجهين احدهما تقديم ما حقه التأخير تقديم ما حقه التأخير المفيد للحصر المفيد للحصر. فاصل الكلام الشفاعة لله. فاصل الكلام الشفاعة لله فلما قدم الجار والمجرور علم ارادة الحصر. فلما قدم الجار والمجهول علم ارادة الحصر فان من طرائق الحصر عند العرب تقديم ما حقه التأخير والمراد بالحصر قصر المعنى على بعض افراده قصر المعنى على بعض افراده وهو يسميه علماء البلاغة بالقصر وهو الذي يسميه علماء البلاغة بالقصر. واليه اشار الاخضري في الجوهر بقوله تقيد امر مطلق بامري هو الذي يدعونه بالقصر. والاخر تأكيد هذا بقوله تعالى جميعا. تأكيد هذا بقوله تعالى جميعا. فكل افراد الشفاعة ملك لله. فكل افراد الشفاعة ملك لله. ثم نقل الشارخ عن البيضاوي صاحب التفسير المعروف لعله رد لما عسى ان يجيبوا به وهو ان الشفعاء اشخاص مقربون اي لو قدر ان هؤلاء المشركين اعتذروا عن شركهم في الشفاعة بدعوى ان اولئك الذين يرجون شفاعتهم اهم اشخاص مقربون الى الله. فتكون لهم الشفاعة عنده فابطلها الله بحصر الشفاعة ملكا له سبحانه وتعالى. ثم قال وقوله تعالى له ملك السماوات والارض تقرير لبطلان اتخاذ الشفعاء من دونه لانه مالك الملك. فاندرج في ذلك ملك الشفاعة فاذا كان هو ومالكها بطل ان تطلب ممن لا يملكها. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولا يشفعون الا لمن ارتضى الشفاعة كلها لله وحده وما كان ملكا له فانه لا يطلب من غيره. ثم قال الشارح قال ابن جرير نزلت لما قال الكفار ما نعبد اوثاننا هذه الا ليقربونا الى الله زلفى. قال الله تعالى له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون وهذه الجملة حكاية بالمعنى لما عند ابن جرير في تفسيره فليس اتت بنصها وهذا من طرائق اهل العلم. فانهم ربما ذكروا المعنى منسوبا الى احد بقولهم وقال مع فقد نصه اعلاما بانه ذكره مقررا له. فتقدير الجملة وذكر ابن جرير انها نزلت لما قال الكفار فالقول هنا ليس نصا عند ابن جرير لكنه حكاية لمعنى ما عنده ويسوغها انه لم حكاية لفظه بل اراد الحكاية بالمعنى الا ان ما حكاه المصنف بالمعنى فيه شيء متعطر وهو كيف حكى عنهم بالمعنى لما قال الكفار ايش ما نعبد اوثاننا الكفار يقولون اوثاننا ولا يقولون اولياء متعقب في قوله ما نعبد اوثاننا. قال محمد حامد الفقي في حاشيته الاولى ما نعبد اولياءنا. الاولى ما نعبد اولياءنا ثم قال ولم اجد هذه الجملة كلها في تفسير ابن جرير. انتهى كلامه وهي عنده بالمعنى لا بالنص. وما ذكره من الاولى هو المقدم فان الحكاية عنهم تعظيم تلك الالهة بجعلها اولياء وابطل الله عز وجل هذا بان رد الملك كله اليه سبحانه وتعالى في قول له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه قال الشارع قال الشارع رحمه الله قد تبين مما تقدم من الايات ان الشفاعة التي نفاها القرآن هي التي تطلب من غير الله. وفي هذه الاية بيان ان الشفاعة انما تقع وفي الدار الاخرة باذنه كما قال تعالى لا تقع لاحد الا بشرطين الظاهرة والباطنة الا ما اريد به وجهه. ولقي العبد به ربه مخلصا غير شاك في ذلك. كما دل على ذلك الحديث الصحيح وسيأتي ذلك مقررا اي وسيأتي ذلك مقررا ايضا في كلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بيان هذه الجملة من جهة واحدة. وهو نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين الدليل الثالث من الادلة التي ذكرها المصنف في باب الشفاعة وهو قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وابتدأ بيانه بقوله قد تبين مما تقدم من الايات ان الشفاعة التي نفاها القرآن هي التي تطلب من غير الله. وفي هذه الاية بيان ان الشفاعة انما تقع في الدار الاخرة باذنه. كما قال تعالى يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا فبين انها لا تقع لاحد الا بشرطين اذن الرب تعالى للشافع ان يشفع ورضاه عن بالشفاعة فيه وهو تعالى لا يرضى من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة الا ما اريد به وجهه ولقي العبد به ربه مخلصا غير شاك في ذلك كما دل على ذلك الحديث الصحيح وسيأتي ذلك مقرنا ايضا في كلام شيخ الاسلام رحمه الله اي بما يستقبل وهذا الذي ذكره من البيان يفيد ان الشفاعة نفيت لمعنى واثبتت لمعنى فذكر ان المعنى الذي نفيت الشفاعة لاجله انها الشفاعة التي تطلب من غير الله فيكون مقابل هذا ان الشفاعة التي اثبتت هي الشفاعة التي تطلب من الله. واحسن من هذا في بيان حقيقة الشفاعة المنفية والمثبتة ان يقال الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المقترنة باذن الله رضا شفاعة مثبتة هي الشفاعة المقترنة باذن الله ورضاه وان الشفاعة المنفية هي الشفاعة ايش تاني الخالية من اذن الله ورضاه هي الشفاعة الخالية من اذن الله ورضاه فالاذن والرضا يكونان تارة شرطين ويكونان تارة مانعين فيكونان شرطين في الشفاعة المثبتة. فالشفاعة المثبتة تتوقف على شرطين. احدهم اذن الله للشافع والاخر رضاه سبحانه عن الشافعي والمشفوع له ويكونان مانعين في الشفاعة المنفية. فالشفاعة المنفية لها مانعان. احدهما عدم اذن الله للشافع والاخر عدم رضا الله عن الشافعي والمشفوع له والرضا يتناول الشافع والمشفوع له. كما قال تعالى في الاية التي ذكرها المصنف يومئذ لا تنفع التي ذكرها الشارح يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا. اي من وقال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء او ويرضى وحذف متعلق يرضى ليعم فيكون الرضا عن الشافعي والمشفوع معا والاذن المضاف الى الله عز وجل نوعان. والاذن المضاف الى الله عز وجل نوعان. احدهما اذن بمعنى المشيئة والخلق اذن بمعنى المشيئة والخلق ومنه قوله تعالى وما هم بضارين به من احد الا باذن الله والاخر اذن بمعنى الاباحة والاجازة. اذن بمعنى الاباحة والاجازة قدرا او شرعا قدرا او شرعا ومنه قوله تعالى ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله اي بما اجازه الله واباحه لكم فمدار الشفاعة نفيا واثباتا يرجع الى الاذن والرضا كما تقدم. والنفي والاثبات فيهما ها يرجع تارة الى الشافعي وتارة الى المشفوع له فالشفاعة المثبتة نوعان فالشفاعة المثبتة نوعان احدهما كفاعة مثبتة للشافع شفاعة مثبتة للشافع كشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم والاخر شفاعة مثبتة للمشفوع له شفاعة مثبتة للمشفوع له كالشفاعة لاهل الكبائر كالشفاعة لاهل الكبائر والشفاعة المنفية نوعان ايضا والشفاعة المنفية نوعان ايضا احدهما شفاعة منفية عن الشافع دفاعة منفية عن الشافع كالشفاعة المنفية عن الهة المشركين كالشفاعة المنفية عن الهة المشركين والاخر شفاعة منفية عن المشقوع له. شفاعة منفية عن المشفوع له كالشفاعة للمشركين. كالشفاعة للمشركين نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى لان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. قال الشارح رحمه الله قال ابن كثير رحمه الله في قوله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى كقوله من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه قوله عند الله كتبه بيان هذه الجملة من جهتين احداهما الجهة الاولى احد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها. فاما الجهة الاولى هي احاد مفرداتها فقوله الانداد جمع ند. فقوله الانداد جمع ند. والند ما هو الند يوسف هاه ايش الظل ها محمد ها عبد الرحمن عليك اكثر انت ها يا فيصل ايش يعني ما اجتمع فيه امران والند ما اجتمع فيه امران احدهما المثل والمشابهة والاخر الضد والمخالفة ما اجتمع فيها امران احدهما المثل والمشابهة والاخر الضد والمخالفة. فلا يكون شيء ندا لشيء الا باجتماع هذين الامرين واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشرح رحمه الله شرع يبين معنى الدليل الرابع من الادلة التي ذكرها المصنف في باب الشفاعة وهو قوله تعالى وكم من ملك في السماوات الاية واقتصر في بيانه بما نقله عن ابن كثير رحمه الله فقال قال ابن كثير رحمه الله وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعته الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. كقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقوله ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فاذا كان هذا في حق الملائكة المقربين فكيف ترجون ايها الجاهلون شفاعة هذه الانداد عند الله وهو لم يشرع عبادتها ولا اذن فيها بل قد نهى عنها على السنة جميع رسله وانزل النهي وانزل بالنهي عن ذلك كتبه انتهى كلامه. والمقصود ان الله سبحانه وتعالى اخبر عن ملائكته معا قربهم وعلو مقامهم عنده انه لا تغني شفاعتهم شيئا الا بعد حصول الاذن والرضا. فاذا كانت هذه حال الملائكة المقربين فكيف ترجى شفاعة الانداد المعبودين من دون الله عز وجل ممن هم ابعد من مقام الملائكة الكرام. وقوله تعالى وكم خبرية يراد بها التكفير؟ خبرية يراد بها التكثير. والمراد بالتكفير هنا العموم. والمراد بالتكفير هنا العموم فان اكثر ربما وقعت موقع كل. فان اكثر ربما وقعت موقع قل ومنه في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى عن الكفار ذلك بانهم قوم لا يعلمون. ذلك بانهم هم قوم لا يعلمون مع قوله ولكن اكثرهم لا يعلمون. فالمراد بالاكثرية في عدم العلم جميع الكفار لانهم لا يعلمون امر الله سبحانه وتعالى. ومثل هذا يقال في قوله وكم من ملك في السماوات ان المراد بالاكثرية كل ملائكة الله لا تغني شفاعتهم شيئا الا بعد اذنه سبحانه ورضاه. نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وقوله تعالى وما لهم فيما من شرك وما له منهم من ظهير. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. قال الشارح رحمه الله قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكلام على هذه الايات وقد قطع الله سبحانه الاسباب التي يتعلق بها المشركون جميعا فالمشرك انما يتخذ معبوده لما يحصل من النفع والنفع لا يكون الا ممن فيه خصلة من هذه الاربع اما ما لكل ما يريده عبده منه فان لم يكن مالكا كان شريكا للمالك فان لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا فان لم يكن معينا ولا ولا ظهيرا كان شفيعا عنده. فنفى سبحانه المراتب الاربعة نفيا مرتبا منتقدا من الاعلى الى الادنى فنفى الملك والشريكة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك واثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهي الشفاعة باذنه كفى بهذه اية نورا وبرهانا وتجريدا للتوحيد وقطعا لاصول الشرك ومواده لمن عقلها والقرآن مملوء من امثالها ونظائرها ان اكثر الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحته وتظمنه له ويظنه في نوع وقوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا وهذا هو الذي يحول بين قلبي وبين فهم القرآن ولا امر الله ان كان اولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم او شر منهم او دونهم. وتناول القرآن لهم كتناول لاولئك ثم قال ومن انواعه اي الشرك طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة بهم. وهذا اصل شرك العالم. فان الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفعه وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عمن استغاث به وسأله ان يشفع له الى الله وهذا من جهله بالشافعي والمشفوع عنده فانه ولا يقدر ان يدفع له عند الله الا باذنه والله لم يجعل استغاثته وسؤاله سببا لاذنه وانما السبب كمال التوحيد فجاء هذا المشرك بسبب ما عرضنا وهو وهو بمنزلة من استعان في حاجته بما يمنع حصولها. وهذه حالة كل مشرك فجمعوا من الشرك بالمعبود وتغيير دينه اهل التوحيد من اشركوا به غاية التنفس اذ ظنوا انهم راضون منهم بهذا وانهم امروهم به وانهم يوالونهم عليه وهؤلاء هم اعداء الرسل في كل زمان ومكان. وما اكثر المستجيبين لهم. وما نجى من شرك هذا الشرك الاكبر الا من اراد توحيده لله عز وجل وعاد المشركين في الله وتقرب من وقتهم الى الله واتخذ الله عز وجل وحده وليه ومعبوده حبه لله وخوفه لله ورجاءه لله وذله لله وتوكله على الله واستعانته بالله والتجاءه الى الله واستغاثته بالله متبعا لامره متطلبا لمرضاته لله وبالله ومع الله انتهى كلامه رحمه الله. وهذا الذي ذكره هذا الامام قدوة الانام في معنى الاية. هو حقيقة دين الاسلام كما قال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم قليلا بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها. فاما الجهة الاولى وهي احاد بمفرداتها فقوله مثقال هو مفعال من الثقل. هو مفعال من الثقل اي قدر وزني اي قدر وزن ذرة وقوله ذرة هي النملة الصغيرة وقوله من الظهير هو المعين الناصر هو المعين الناصر وقوله ولم يعقبوا اي لم يتركوا بعدهم. اي لم يتركوا بعدهم. قوله ولم يعقبوا اي لم يتركوا بعدهم. فالعقب اسم للاتي بعد. فالعقب اسم للاتي عدو ومنه سميت الذرية عقبا. ومنه سميت الذرية عقبا لانها جيل يأتي بعد الجيل الذي تقدمه من الاباء وقوله بمقتهم المقت ايش كدة ايش البغض المقت شدة البغض. قوله الانام ها ايش عبد الله الخلق ايش ايش العباد دليل الاخ يكون الخلق الجن والانس والانام الجن والانس هذا احسن ما قيل فيه ودليله قوله تعالى في سورة الرحمن احسنت والارض وضعها للانام فان الامتنان تسخير الارض بمنافعه وقع للجن والانس. هذا احسن الاقوال واختاره ابن عاشور في تفسيره. واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين الدليل الخامس من الادلة التي ذكرها المصنف في باب الشفاعة وهو قوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة. الاية والتي بعد وابتدأ الشارع بيانه بالنقل عن ابن القيم رحمه الله في الكلام على هذه الايات ببيان ان الله قطع الاسباب التي يتعلق بها المشركون فان تلك الاسباب مردها الى الاربع التي ذكرها ابن القيم في قوله والنفع لا يكون الا ممن فيه خصلة من هذه الاربع اما ما لك لما عابده منه فان لم يكن مالكا كان شريكا للمالك فان لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا فان لم يكن ولا ظهيرا كان شفيعا عنده. فنفى سبحانه المراتب الاربعة نفيا مرتبا منتقلا من الاعلى الى الادنى نفى الملك والشركة والمظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك. واثبت شفاعة لا نصب فيها لمشرك وهي الشفاعة باذنه فكفى بهذه الاية نورا وبرهانا وتجييدا للتوحيد وقطعا لاصول الشرك ومواده لمن عقلها. انتهى كلامه. فهذه الاية هي الاية التي تجتث اصول الشرك من الخلق بما ابطل الله عز وجل فيها من هذه المراتب الاربع التي يتلمسها الخلق في النفع. ذكره ابن تيمية وصاحبه ابن القيم وبين المصنف ما طواه ابن القيم رحمه الله تعالى مرتبا له تظبيد ترتيبا حسنا يتبين به المعنى في قرة عيون الموحدين. فقال في الصفحة الرابعة والتسعين بعد في الباب المتقدم على هذا الباب. قال وهذه الايات تقطع عروق الشرك باربعة امور. الاول انهم لا مثقال ذرة مع الله والذي لا يملك مثقال ذرة في السماوات والارض لا ينفع ولا يضر فهو تعالى هو الذي يملكهم ويدبرهم ويتصرف فيهم وحده. الثاني قوله وما لهم فيهما من شرك. اي في السماوات والارض اي وما لهم شرك مثقال ذرة من السماوات والارض الثالث قوله وماله منه من مظاهر والظهير المعين فليس لله معين من خلقه بل هو الذي يعينهم على ما ينفعهم ثم يدفع عنهم ما يضرهم لكمال غناه عنهم وضرورتهم الى ربهم فيما قل وكثر من امور دنياهم واخراهم. الرابع قول ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فلا يشفع عنده احد الا اذا اذن له كما قال تعالى ما من شفيع الا من بعد اذنه الى اخر كلامه. فالمنفي هنا هو اربعة امور. فالمنفي هنا اربعة امور اولها الملك المستقل. اولها الملك المستقل وثانيها الملك المشترك. الملك المشترك. وثالثها الاعانة والمظاهرة. الاعانة والمظاهرة بالنصرة ورابعها الشفاعة من دون الله. الشفاعة من دون الله. فهذه الامور وهي موارد التي ترجى من الخلق قد نفاها الله سبحانه وتعالى عما يدعيه المشركون من الالهة ثم قال ابن القيم والقرآن مملوء من امثالها ونظائرها يعني من الايات المبطلة للشرك. ولكن اكثر الناس لا يشعرون الواقع تحته وتظمنه له ويظنه في نوع واحد وقوم قد خلوا من قبل ولم يعقبوا وارثا. فكثير ممن يقرأ ايات القرآن يظنها في قوم كانوا تبانوا ولا يظن انها تبقى في اقوام من الخلق ثم قال وهذا هو الذي يحول بين القلب وبين فهم القرآن ولعمر الله ان كان اولئك قد خلوا فقد ورثهم من هو مثلهم او شر منهم او دونهم. وتناول القرآن تناول القرآن لهم كتناوله لاولئك. ثم قال يعني ابن القيم ومن انواعه اي الشرك طلب الحوائج من الموتى والاستغاثة والاستغاثة بهم وهذا اصل شرك العالم. فان الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عمن استغاث به وسأله ان يشفع له الى الله لانه قد انقطعت منفعته بموته. ثم قال ابن القيم وهذا من جهله والمشفوع عنده. فانه لا يقدر ان يشفع له عند الله الا باذنه. والله لم يجعل استغاثته وسؤاله باذنه وانما السبب كمال التوحيد. فما يفعله فما يفعله المشركون من طلب الشفاعة من غير الله عز وجل جهل من جهتين. جهل من جهتين احدهما جهل بقدر الشافع. جهل بقدر الشافع الذي تطلب منه الشفاعة فانه لا يقدر عليها والاخر جهل بقدر المشفوع عنده وهو الله. جهل بقدر المشفوع عنده وهو الله. فان الله لم يجعل حصول ما يرجوه العبد بطلبه الشفاعة من غيره. فان الله لم يجعل حصول ما يرجوه العبد بطلبه الشفاعة من غيره من الاموات وادى بهم جهلهم هذا الى ان وقعوا فيما يمنعهم من الشفاعة وهو الشرك. وهذا معنى قول ابن القيم فجاء هذا بسبب يمنع الاذن وهو بمنزلة من استعان في حاجته بما يمنع حصولها وهذا حالة كل مشرك فجمع بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه ومعاداة اهل التوحيد ونسبة اهله الى التنفس بالاموات وهم قد تنقصوا الخالق في الشرك واولياءه الموحدين بذمهم وعيبهم ومعاداتهم وتنقصوا من اشركوا به غاية التنقص اذ ظنوا انهم راضون منهم بهذا وانهم امروهم به هو انهم يوالون عليه يوالونهم عليه وهؤلاء هم اعداء الرسل في كل زمان ومكان وما اكثر المستجيبين لهم انتهى كلامه وفيه بيان ان ما يفعله هؤلاء المتهوقون الذين يسألون الاموات الشفاعة هو تنقص ولاولئك الصالحين ولاولياء الله الموحدين. ثم نقل المصنف من كلام ابن القيم ما يبين ان من الوقوع في هذا الشرك وهو تجريد التوحيد لله. ومعاداة المشركين في الله والتقرب بوقتهم الى فيقبل العبد على ربه سبحانه وتعالى ويجرد توحيده له فيكون حبه لله وخوفه لله ورجائه لله وذله لله وتوكله على الله واستعانته بالله والتجاؤه الى الله واستغاثته بالله وقصده لله متبعا لامره متطلبا مرضاته اذا سأل سأل الله واذا استعان استعان بالله واذا عمل عمل لله فهو لله وبالله ومع الله كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى ثم يكمل هذه الرتبة من تجديد التوحيد بمعاداة اولئك المشركين لانهم مخالفون لدعوة الانبياء والمرسلين مفترون على دين الله سبحانه وتعالى ما فيه ما ليس فيه ومن ادرك عظم فديتهم على دين الله عز وجل يستسنع وقوعهم في الشفاعة الشركية. لان الله عز وجل ابدى واعاد. واقام من الادلة ما يبين شفاعة هؤلاء الشفعاء فابى هؤلاء الا ان يناقضوا معاني ما في كتاب الله سبحانه وتعالى وان يفتروا على الله كذبا بان يسألوا الشفاعة من غير الله عز وجل واذا عميت البصيرة لم يزل العبد في تيه وضلال ثم قال الشارح بعد ذكر ما تقدم وهذا الذي ذكره هذا الامام قدوة الاذان في معنى الاية هو حقيقة دين الاسلام اي حقيقة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه وذكر هذا بقوله كما قال تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا واتخذ الله ابراهيم خليلا. فاحسنوا الدين هو اسلام الوجه لله مع الاحسان والمراد باسلام الوجه لله توحيده والاخلاص له. والمراد باسلام الوجه لله توحيده والاخلاص له. والمراد بالاحسان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. والمراد بالاحسان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وكمال هذا الدين في التحقق بالملة الحنيفية. وكمال هذا الدين في التحقق بالملة الحنيفية. ولهذا قال الله واتبع ملة ابراهيم حنيفا. فان من اسلم وجهه لله وكان محسنا يكون متبعا ملة إبراهيم وهي الحنيفية وحقيقتها الإقبال على الله والكفر بما سواه فيكون قلب العبد مملوءا بتعظيم الله واجلاله منصرفا عن تعظيم غيره والتوجه اليه. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحيينا على الاسلام والسنة وان يميتنا على الاسلام والسنة. واخر وهذا اخر بيان هذه الجملة من كلام المصنف ونستكمل بقيته بعد المغرب باذن الله تعالى الحمد لله اولا واخرا