السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله حمدا حمدا والشكر له عاليا واشهد ولا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه بكرة واصيلا. وعلى آله وصحبه اما بعد فهذا المجلس الداخل والعدول في البرنامج الكتابي الوالد من شهر كتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد من سننه الثانية. اربعا وثلاثين الف وخمس وثلاثين بعد اربعين دولار. لشرح كتاب التوحيد الملك عبدالرحمن الحسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. فقد انتهى هذا البيان الى كقوله كتاب من الشرك الاستعاذة بغير الله رحمه الله تعالى وانه لا يؤمن الاية. نعم. احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم قال المصطفى قال الشاعر رحمه الله قال كما كانت فلما حتى كما قال السلفي كان رجل يخرج بيده وما هي اوله يوم هي؟ قال قال وكذلك يقولون وقد اجمع العلماء وقال تعالى وقال من الشرك بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله موحشا اي غير مأنوث به اي غير مأنوث به فان الوحشي من الاشياء ما لا يؤنس به فان الوحشية من الاشياء ما لا يؤنس به فالوحشة والانس فالوحشة والانس جهتان متقابلتان ومن كلام العرب اذا اظلم الليل استوحش كل انس استوحش كل كل انسي واستأنس كل وحشي واستأنس كل وحشي فظلمة الليل تحدث للاعيان المستأنسة وحشة وتحدث للاعيان المستوحشة انسا لان الاول يفقد لذته من الانس والثاني يجد لذته من الوحشة قوله وهق اصل الرهط غشيان الشيء اصل الرهف غشيان الشيب ومنه سميت مقاربة البلوغ مراهقة ومنه سمي مقاربة البلوغ مراهقة للحال التي تتغشى البالغ حينئذ قوله بواد قفر القصر هو الخالي الغفر هو الخالي وقصر الارض ما لا ماء فيه ولا نبات وقصر الارض ما لا ماء فيه ولا نبات وقوله في الاية البينة استمتع اي انتفع بتحصيل ما يتمتع به اي انتفع بتحصين ما يتمتع به واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرعا يبين معاني الدليل الاول من الادلة التي اوردها جده الدعوة المصنف في هذا الباب وهو قوله تعالى وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا وافتتح بيانه بما اتفق له غالبا من البداءة بالنقل عن ابي الفداء ابن كثير. فقال قال ابن كثير اي كنا نرى ان لنا فضلا على الانس لانهم كانوا يعودون بنا ان يلتجئون الينا ويعتصمون بنا ثم بين وجه استعادتهم به بهم فقال اي اذا نزلوا واديا او مكانا موحشا كما كانت العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجن ان يصيبهم شيء بسوء ثم نقل مثله في بيان هذه الحال عن السدي وهو الكبير واسمه يا ناصر معي الابن واسمه اسماعيل بن عبدالرحمن السدي انه قال كان الرجل يخرج باهله فيأتي الارض فينزلها فيقول اعوذ بسيد هذا الوادي من الجن ان اضر فيه او مالي او ولدي او ماشيتي ثم ذكر السارح مثل هذه الحال فقال وذلك ان الرجل من العرب كان اذا امسى بواد قصر اي خال وخاف على نفسه قال اعوذ بسيد هذا الوادي من زبهاء قومه يريد كبير الجن وذكر تصديقه من كلام مجاهد احد التابعين انه قال كانوا اذا هبطوا واديا يقولون نعوذ بعظيم هذا الوادي فالاستعاذة الواقعة من الانس هي ما كانوا يفعلونه عند النزول بواد او مكان قصر من الاستعاذة بسيد ذلك المكان اي عظيمه من كبراء الجن فلما اتفق وقوع الاستيقاظ استعاذة على النحو المذكور تحقق قوله فزادوهم رهقا. وذكر الشارح رحمه الله معنى هذا في كلام ابن كثير فقال زادوهم رهقا اي خوفا وارهابا وذعرا. حتى يبقوا حتى يبقوا اشد منهم مخافة تعوذا بهم واتبعه بالنقل عن السد وفيه قال فاذا عاد بهم من دون الله رهقتهم الجن الاذى. عند ذلك اي غشيتهم الجن بالاذى عند ذلك ثم ذكر عن ابي العالية والربيع وزيد ابن اسلم انهم قالوا في قوله رهقا اي خوفا. وقال العوفي واسمه عطية ابن سعد عن ابن ابن عباس فزادوهم رهقا اي اثما وكذا قال قتادة ثم نقل الشارع رحمه الله من كلام مجاهد بعد انه قال فزادوهم رهقا قال زادوا الكفار طغيانا. رواه عبد ابن حميد وابن المنذر في تفسيريهما والاقوال المذكورة تتناول جهتين والاقوال المذكورة تتناول جهتين الجهة الاولى ان الرهق الجهة الاولى ان الرهق ركب الانس ان الرهق ركب الانس تزداد خوفا وارهابا وذعرا وفزع والجهة الاخرى ان الرهق ركب الجن ان الرهق ركب الجن فازدادوا طغيانا وكفرا وكدرا واثما والآية محتملة للجهتين مع والاية محتملة للجهتين مع واليه اشار شيخ شيوخنا ابن سعدي رحمه الله في تفسيره وعامة المفسرين على ان الرهق غشي الجن اعتزازا بعود الضمير الى اقرب اقرب مذكور اعتدادا بعود الضمير الى اقرب مذكور فان الله قال وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهق فالمزدادون رهقا هم الجن فالمزدادون رهقا هم الجن والآية صالحة لتناول الجهتين معا فيكون الانس ازدادوا خوفا ورعبا ويكون الجن ازدادوا كفرا واثما واكتفى الشارح رحمه الله في قرة عيون الموحدين عند هذه الاية بنقل كلامي ابني جرير وحده ولم يتبين من الكلام المذكور بجلاء وجه دلالة الاية على مقصود الترجمة واستنباطه منها من وجهين احدهما ان الجن اخبروا عن ايمانهم وبرائتهم من الشرك ان الجن اخبروا عن ايمانهم وبرائتهم من الشرك فقالوا فامنا به ولن نشرك بربنا احدا فقالوا فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا ثم عدوا من شركهم ثم عدوا من شركهم ما اخبروا به في قوله تعالى وانه كان رجال من الجن يعودون وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم ووهق فالاستعاذة للجن هي من الاستعاذة بغير الله وهي شرك والاخر في قولهم فزادوهم رهقا في قولهم فزادوهم رهقا فان معناه عند اكثر المفسرين فان معناه عند اكثر المفسرين زادوهم طغيانا وكفرا زادوهم طغيانا وكفرا فتكون الاستعاذة بالجن شركا وكفرا فتكون الاستعاذة بالجن شركا وكفرا وبقية الاعيان المستعاذ بها القول فيها كالقول بالاستعاذة بالجن وهو الذي صرح به الشارخ رحمه الله فقال وقد اجمع العلماء على انه لا تجوز الاستعاذة بغير الله وكذا قال في القوة وكذا قال في القرة وهو تابع في نقل الاجماع ابا العباس ابن تيمية النميري رحمه الله فالعلماء مجمعون على عدم جواز الاستعاذة بغير الله فمن استعاذ بغير الله وقع بالشرك فتكون الاستعاذة بالمخلوق شركا اكبر فتكون الاستعاذة بالمخلوق شركا اكبر واشكل هذا الموضع على المتكلمين في بيان حقيقة الاستعاذة للأحاديث التي رويت فالاستعاذة بغير المخلوق مما في الاحاديث التي رويت في الاستعاذة بالمخلوق مما يستدعي الا تكون الاستعاذة بالمخلوق شركا على كل حال وهو محل احجم عنه عامة والله التوحيد فذكروه مجملا ومن محققيهم من صرح بجوادر الاستعاذة بالمخلوق فقال مقدمهم واولهم شرحا للكتاب وهو سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد بعد كلام دابا فلا ريب ان هذه عبادة من اجل العبادات. بل هو من حقائق توحيد الالهية فان استعاذ بغيره فهو عابد لذلك الغير كما ان من صلى لله وصلى لغيره يكون عابدا لغير الله كذلك في الاستعاذة ولا فرق الا ان المخلوق يطلب منه ما يقدر عليه ويستعاذ به فيه بخلاف ما لا يقدر عليه الا الله فلا يستعاذ فيه الا بالله كالدعاء فان الاستعاذة من انواعه انتهى كلامه وفيه وقوع الاستعاذة بالمخلوق على وجه جائز خلافا لما يتوهم من ظاهر هذا الاجماع واطرح منه كلام ابن قاسم العاصم في حاشية التوحيد اذ قال وان استعاذ بالمخلوق الحي الحاضر فيما يقدر عليه فجائز وسيأتي جواز اعوذ بالله ثم به يعني في باب قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فاخره وقال ابراهيم ولا يقول ويكره ان يقول اعوذ بالله وبك وليقل اعوذ بالله ثم بك قال وان قال اعوذ بالله وبك ولو فيما يقدر عليه كان مشركا شركا اصغر لان الواو تفيد ان ما بعدها مساو لما قبل عكسها ثم فانها انما تفيد التعقيب وان كان فيما لا يقدر عليه كان مشرفا الشرك الاكبر ولو قال اعوذ بالله ثم بك انتهى كلامه وهو افرح نصا وابين حصا في جواز الاستعاذة بالمخلوق خلافا لما يوهمه الاجماع خلافا لما يتوهم من الاجماع المنقول وزاد ابن عثيمين رحمه الله تعالى في البيان بسطة فقال اما الاستعاذة بالمخلوق ففيها تفصيل فان كان المخلوق لا يقدر عليه فهي من الشرك قال شيخ الاسلام ابن تيمية لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق عند احد من الائمة الجماع قال لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق عند احد من الائمة وهذا ليس على اطلاقه بل مراده مما لا يقدر عليه الا الله لانه لا يعصمك من الشر الذي لا يقدر عليه الا الله سوى الله. ومن ذلك ايضا استعاذتي باصحاب القبور فانهم لا ينفعون ولا يضرون فالاستعاذة بهم شرك اكبر سواء كان عند قبورهم ام بعيدا عنهم اما الاستعاذة بمخلوق فيما يقدر عليه فهي جائزة. وقد اشار الى ذلك الشارخ الشيخ سليمان في تيسير العزيز مين وهو مقتضى الاحاديث الواردة في صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الفتن قال فمن وجد من ذلك ملجأ فليعذ به فمن وجد من ذلك ملجأ فليعذ به وكذلك قصة المرأة التي عادت بام سلمة والغلام الذي عاد بالنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك في قصة الذين يستعيذون بالحرم والكعبة وما اشبه كذلك وهذا هو مقتضى النظر فاذا اعترضني قطاع طريق فعدت بانسان يستطيع ان يخلصني منه فلا شيء فيه لكن القلب بالمخلوق لا شك انه من الشرك. فاذا علقت قلبك ورجاءك وخوفك وجميع امورك بشخص معين وجعلته فهذا شرك لان هذا لا يكون الا لله. وعلى هذا فكلام الشيخ رحمه الله يعني ابن تيمية في قوله ان ائمة لا يجوزون الاستعاذة بمخلوق مقيد بما لا يقدر عليه الا الله ولولا ان النصوص وردت بالتفصيل لاخذنا الكلام على اطلاقه وقلنا لا يجوز الاستعاذة بغير لله مطلقا انتهى كلامه. فالاجماع المذكور ارجف في القلوب خوفا من المبادرة الى القول بجواز الاستعاذة بالمخلوق لما للاجماع من مقام حميد في الدين فغمضت هذه المسألة على جماعة من المتكلمين فيها وقوى الخوف من الجراءة على تجويد الاستعاذة بالمخلوق ما نقل عن قدماء الائمة فان نعيم ابن حماد شيخ البخاري قال لا يستعاذ بمخلوق رواه عنه البخاري ذكره عنه البخاري في خلق افعال العباد وقال الامام احمد لا يستعاذ بمخلوق وذكر البيهقي في الاسماء والصفات انه لا تجوز الاستعاذة بمخلوق وقال ابن خزيمة في كتاب التوحيد فهل سمعتم عالما يجيز ان يقول الداعي اعوذ بالكعبة من شر ما خلق هذا قول لا يقوله مسلم يعرف دين الله. محال ان يستعيذ بخلق الله من شر خلقه انتهى كلامه ومن احسن من تكلم بما يرفع الاشكال مفتي الديار النجدية في زمانه العلامة عبد الله ابن عبد الرحمن ابا بطين رحمه الله فانه قال كلاما نفيسا لا يوجد نظيره لغيره في تأسيس التقديس لا يوجد نظيره لغيره فيما نعى نعلم الله اعلم انه فقال في تأسيس التقليس فلما كان مستقرا عند العلماء ان الاستعاذة بالله عبادة عبادة له قالوا لا تجوز الاستعاذة بمخلوق فلما كان هذا الاصل مستقرا عندهم استدلوا به على ان كلام الله غير مخلوق. لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بكلمات الله التامات فعلا منه وقولا. وهذا من حجة اهل السنة على الجهمية. القائلين بخلق القرآن يقولون لو كان القرآن مخلوقا امتنعت الاستعاذة به فعلى ما ذكرنا ان الاستعاذة نوع من الدعاء كما قرره شيخ الاسلام تقي الدين وهو واضح فالعلماء القائلون بامتناع الاستعاذة بالمخلوق يقولون لا يجوز دعاء لان الاستعاذة دعاء حقيقة. لان المستعيذ بربه يطلب منه دفع مكروه او رفعه. وهذا حقيقة الدعاء. قال شيخ الاسلام تقي الدين رحمه الله فالاستعاذة والاستجارة والاستغاثة كلها نوع من الدعاء. وهي الفاظ متقاربة تسمى صلى الله عليه وسلم الاستعاذة دعاء كما في السنن ان رجلا قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به قال قل اللهم اني اعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر مني ثم اورد ثلاثة احاديث بعده في معناه قال بعدها والمقصود من ايراد هذه الاحاديث بيان ان الاستعاذة تسمى دعاء في كلام النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اي وفي كلامه ابيه فلما قال العلماء ان الاستعاذة لا تجوز بمخلوق بل هي مختصة بالله سبحانه انها دعاء فهكذا سائر انواع الدعاء الى الان ماشي هو مع المانعين في الظاهر قال اذا تقرر هذا فمن المعلوم بالضرورة انه لو خاف انسان من عدو له فالتجأ الى اي حاضر ليجيره من عدوه لم يكن بهذا بأس عند جميع المسلمين يعني هذا اجماع مقابل نجماع والذي يحكيه يفهم الاجماع الاخر يفهم الاجماع الاخر قال عند جميع المسلمين وليس بداخل تحت كقول العلماء ان الاستعاذة لا تجوز بمخلوق قال فهذا شيء واحد اختلف حكمه باختلاف متعلقه فبالنسبة للحي الحاضر جائز وبالنسبة لغيره ممتنع فكذلك دعاء غير الله بطلب قضاء الحاجات لا يجوز لقوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا ولا يدخل في هذا النهي طلب الانسان حاجة من حي حاضر مما يدخل تحت قدرة البشر انتهى كلامه واقول انا عند جميع الناس عند جميع الناس يعني لو اني دعوت احدا ان يعطيني ماء او قلما يعني طلبت منه فاصل الدعاء الطلب فان هذا لا يدخل في النهي المذكور في قوله تعالى فلا تدعوا مع الله احدا فكذلك اذا هذا احد بمخلوق حي حاضر لم يكن داخلا في الاستعاذة التي نقل جماع على عدم جوازها بالمخلوق وبيان ذلك ان الاستعاذة نوعان وبيان ذلك ان الاستعاذة نوعان احدهما استعاذة عبادة استعاذة عبادة وهي التي وهي التي ينجمع القلب فيها ينجمع القلب فيها على التأليه ينجمع القلب فيها على التأليه بالحب والخضوع بالحب والخضوع رجاء النفع وخوف الضر رجاء النفع وخوف الضر فهذه لا تكون الا بالله وحده فهذه لا تكون الا بالله وحده فاذا جعلت لغيره وقع العبد في الشرك الاكبر والاخر استعاذة عادة استعاذة عادة وهي الخالية من ارادة التأليف وهي الخالية من ارادة التأليه الواقعة في احوال الناس الواقعة في احوال الناس وهذه جائزة ان تطلب من مخلوق وهذه جائزة ان تطلب من مخلوق بشروط ثلاثة بشروط ثلاثة احدها ان تكون استعاذة بحي ان تكون استعاذة بحي لا بميت وثانيها ان تكون استعاذة به عند حضوره ان تكون استعاذة بالحي عند حضوره لا في غيبته لا في غيبته وثالثها ان يكون قادرا او ان تكون بما يقدر عليه عادة ان تكون فيما يقدر عليه المخلوق عادة فاذا اجتمعت هذه الشروط الثلاثة فاذا اجتمعت هذه الشروط الثلاثة فقال احد اعوذ بك يا فلان من فلان طارت كقوله اخاف من فلان صارت كقوله اخاف من فلان فكما ان خوف العادة لا يدخله الشرك فكذلك استعاذة العادة لا يدخلها الشرك واضح فاذا قال الانسان اخاف من فلان لا نقول شرك لان الخوف من الله وحده واذا خاف من مخلوق اشرك لان الخوف الذي يريده من يقول اخاف فلانا تقصد باعتباره؟ العادة ان تكون له قدرة على البطش به والحاق الاذى وكذلك اذا قال اعوذ بفلان من فلان كان من جنس هذا الباب. وبهذا التقرير ارتفع الاشكال وبقي من تمام البيان ان يقال ان الالفاظ التي تذكر بها الاستعاذة ان الالفاظ التي تذكر بها الاستعاذة اربعة اولها اعوذ بالله اعوذ بالله وهذه غاية التوحيد وثانيها ان يقول اعوذ بالله ثم بفلان اعوذ بالله ثم بفلان وهي ايش جائزة وهي جائزة ثبت هذا عن ابراهيم النخعي عند ابن ابي شيبة وتقدم في كلام ابن قاسم العاصمي في حاشية التوحيد ومحل الجواز قطعا فيما اجتمعت فيه الشروط الثلاثة ومحل الجواز قطعا فيما اجتمعت فيه الشروط الثلاثة فان فقد احدها كان التحريم راجعا اليها لا الى اللفظ فان فقد احدها كان التحريم راجعا اليها لا الى اللفظ وثالثها ان يقول اعوذ بالله وبفلان اعوذ بالله وبفلان وهذا تلك اصغر وبه صرح من ابن قاسم العاصم في حاشيته فهذا شرك اصغر وبه صرح ابن قاسم العاصم في حاشيته والقول فيه كالقول في سابقه القول فيه كالقول في سابقه فان فقدت شروط الاستعاذة الجائزة لم يكن من هذا الباب لكن الاصل اطلاقه مع اجتماعها فيكون من جنس شرك الالفاظ وهو من الاصغر ورابعها اعوذ بفلان ان يقول اعوذ بفلان ورابعها ان يقول اعوذ بفلان وهذا هاه كيف ايش ها يا سلطان وهذا ان اريد به استعاذة العبادة فهو شرك لا خلوها اصحاب الحين بعض الناس يأتي يقول يا اخي هذه كلمة كيف تكون شرك اكبر هذا الجهل الجهل اللي ما يعرفون التوحيد يقولون مثل هالكلام لكن اللي يعرف حقيقة الاستعاذة فيقول هذا وهذا ان اريد به استعاذة العبادة فهو شرك اكبر. فهو شرك اكبر لانه يخبر عما في القلب من التوجه الى غير الله التجاء واعتصاما وان اريد به وان اريد به استعادة العادة وان يريد به استعاذة العادة كان جائزا كان جائزا بشروطه المتقدمة بشروطه المتقدمة فيكون قول اعوذ بفلان بمنزلة اخاف من فلان في هذا المقام فيكون قول اعوذ بفلان كقول اخاف من فلان في هذا المقام هذا ما فتح الله به من بيان هذه المسألة المشكلة وكمال العلم عنده سبحانه وتعالى ثم ذكر الشارح رحمه الله نقلا عن العلامة ملا علي قارئ الحنفي والملا لقم لقب للعالم بلغة اهل افغانستان وتلك الجهات فانه كان منهم فقال لا تجوز الاستعاذة بالجن لانها من جنس الاستعاذة بالمخلوق لانها من جنس استعاذة بالمخلوق وهي ان كانت على ارادة التأليه فظاهرة وان لم تكن على ارادته فتفتقد ايش يفتقد اي شر تفتقد حضوره تفتقد حضورهم فهي من سؤال الغائب. فهي من سؤال الغائب ثم قال فقد ذم الله الكافرين على ذلك وذكروا الاية يعني المتقدمة من سورة الجن وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادهم رهقا ثم قال وقال تعالى ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن والانس قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا الآية ثم بين استمتاع بعضهم ببعض فقال فاستمتاع الانتي بالجني في قضاء حوائجه وامتثال اوامره واخباره بشيء من المغيبات واستمتاع الجن بالانس تعظيمه واستعادته به وخضوعه له انتهى ملخصا وسيأتي مثله في كلام ابن القيم رحمه الله تعالى. والكلام المذكور نقله ملا علي القارئ من شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي فهو تابع له فيه فهو تابع له فيه والملا علي القاري من محققي العلماء وكتبه نفيسة وفيها تحقيقات منيفة منها اشياء عدة تتعلق بتوحيد الله عز وجل تذكرون مسألة مظهر اللي ذكرتها لكم منه بمشكلات التوحيد التوبة تكون للخالق والمخلوق ام تكون للخالق فقط تتوب الى الله ام تتوب الى الله فلان ها ما الجواب الى الله وحده والدليل القرآن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون. يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا فهذا من جنس التوكل الانابة انها لا تكون الا لله واشكل على هذا الاصل قول عائشة في حديث الافك اه في حديث التصوير اتوب الى الله والى رسوله توبوا الى الله والى رسوله ويرتفع الاشكال بما ذكره رحمه الله في قرة في مرقاة المفاتيح من ان قول عائشة اتوب الى الرسول صلى الله عليه وسلم يراد به المعنى اللغوي ارجع اليه وذلك بترك هذا الفعل الى ما كنت عليه من عدم استعمال التصاوير لا على ارادة التوبة بمعنى العبادة. ثم ختم الشارح رحمه الله وهو بيان هذا هذه الاية بما نقله عن المصنف قال قال المصنف وفيه ان كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية لا يدل على انه ليس من الشرك لان المشركين من العرب كانوا اذا نزلوا واديا فاستعاذوا بسيد هذا الوادي من الجن نفعهم ذلك فكفت الجن عنهم اذى وحصول هذه المنفعة الدنيوية لهم لا يدل على انه ليس من الشرك لان جريان هذه المنفعة قدري لان جريان هذه المنفعة قدري وكون الاستعاذة بغير الله شرك ايش شرعي ديني والشرع لا ينازع بالقدر والشرع لا ينازع بالقدر فظلا عن ان يقدم عليه فضلا عن ان يقدم عليه وفي احوال الناس منازعة الشرع بالقدر او تقديمه عليه وذكرنا بيانه في شرح ابقار التنديد وغيره نعم اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يصل الى منزله ذلك. رواه مسلم. قال الشارح رحمه الله هي خولة بنت حكيم ابن امية السلمية يقال لها ام شريف ويقال انها هي الواهبة وكانت قد عثمان ابن ابن مظعون ابن مظعون قال ابن عبد البر وكانت صالحة فاضلة قوله اعوذ بكلمات الله التامات شرع الله لاهل الاسلام يستعيذ به بدلا عما يفعله اهل الجاهلية من الاستعاذة بالجن فشرع الله للمسلمين ان يستعيذوا بأسمائه وصفاته. قال القرطبي قيل معناه الكاملات التي لا يلحقها كما يلحق كلام البشر. وقيل معناه الشافية الكافية. وقيل الكلمات هنا هي القرآن فان الله اخبر عنه بانه هدى وهذا الامر على جهة الارشاد الى ما يدفع به الاذى. ولما كان ذلك استعاذة من صفات الله تعالى كان من باب المندوب اليه المراد غبي فيه وعلى هذا فحق المستعيذ بالله تعالى وباسمائه وصفاته يصدق الله في اتجاهه اليه ويتوكل في ذلك عليه ويحضر ذلك بقلبه فمتى فعل ذلك وصل الى منتهى طلبه وصل الى منتهى طلبه ومغفرة ذنبه. قال شيخ الاسلام وقد نص الائمتك احمد وغيره على انه لا تجوز الاستعاذة بمخلوق. وهذا مما استدلوا به على ان كلام الله غير مخلوق. قالوا لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه بكلمات الله وامر بذلك ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا يعرف معناها خشية ان يكون في وقال ابن القيم رحمه الله ومن ذبح للشيطان ودعاه واستعاذ به وتقرب اليه بما يحب فقد عبده وان لم يسمي ذلك لك عبادة ويسمي استخداما وصدق هو استخدام من الشيطان له فيصير من خدم الشيطان وعابده. وبذلك يخدمه الشيطان لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة. فان الشيطان لا يخضع له ولا يعبده كما يسعد هو به. قوله من شر ما خلق قال ابن القيم رحمه الله اي من كل شر في اي مخلوق قام به الشر من حيوان او غيره انسيا كان او جنيا او هامة او دابة ريحا او صاعقا اي اي اي نوع كان من انواع البلاء في الدنيا والاخرة وما ها هنا موصولة ليس لله وليس المراد بها الاطلاق بل المراد التقييدي الوصفي والمعنى من شر كل مخلوق فيه شر لا من شر كل ما خلقه الله فان الجنة والملائكة والانبياء ليس فيهم شر والشر يقال على شيئين على الالم وعلى ما يفضي اليه قوله لم يضره شيء حتى يحرم منزله ذلك قال هذا خبر صحيح وقول صالح علمنا صدقه دليلا وتجربة فاني منذ سمعت هذا الخبر امنت عليه فلم يضرني شيء الى ان تركته فلدغتني اقرب بالمهدية ليلا فتذكرت في نفسي فاذا بي قد نسيت ولك اعوذ بتلك الكلمات بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله السلمية بضم السين نسبة الى بني تلم قبيلة معروفة اما التلامية بالفتح فنسبة الى بني سلمة من قبائل الانصار بني سلمة من قبائل الانصار قوله ام شريك بفتح الشين على زنة فعيل فليس مصغرا شريك قوله الواهبة اي التي اعطت نفسها النبي صلى الله عليه وسلم ان ينكحها ان شاء قوله التعاظيم تفاعيل تفاعيل من العزيمة وسبق ان ذكرت لكم ان العزائم هي الرقى التي يعزم فيها هي الرقى التي يعزم فيها على الجن والشياطين. لكف باذاها التي يعزم فيها على الجن والشياطين بكف اذاها وقوله التعاويد تفاعيل امك الله تفاعيل من التعوذ والعوذ جمع عوذة والعوذ جمع عوذة وهي الرقى التي يتعوذ بها فالتعازيم والتعاويب كلاهما من الرقى فالتعازيم والتعاويذ كلاهما من الرقى وتعدد اسمهما وتعدد اسمهما باعتبار اختلاف مأخذهما باعتبار اختلاف مأخذهما قوله هامة قوله هامة بتشديد الميم هي الدابة هي الدابة وربما خصت وربما خصت في بعض افرادها وربما خصت ببعض افرادها فالواقع هنا كالواقع هنا اذ عطف الدابة عليها يدل على اختلاف المعنى يدل على اختلاف المعنى فتكون الهامة اثما لما يزحف اثما لما يزحف وتكون الدابة اثما لما يذب على الارض بقوائمه اسما لما يدب على الارض بقوائمه فهما من جنس ما يقال فيه اذا اجتمعا دل كل واحد منهما على معنى اذا اجتمع كل واحد منهما على معنى واذا افترقا دل كل واحد منهما على الثاني. واذا افترقا دل كل واحد منهما على الثاني قوله العموم الاطلاقي اي المستغرق جميع الافراد اي المستغرق جميع الافراد وقوله التقييد الوصفي اي المختص ببعض الافراد وصفا اي المختص ببعض الافراد وصفا قوله بالمهدية مدينة مغربية قوله بالمهدية مدينة مغربية على ساحل البحري الابيض المتوسط واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فتكون بعد الاذان باذن الله الله اكبر اما الجهة الثانية وهي نوم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معاني الدليل الثالث من الادلة التي الدليل الثاني من الادلة التي ذكرها المصنف رحمه الله في هذا الباب وهو حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات الحديث وابتدأ الشارح بيانه بالترجمة لراويه معرضا عن بيان مخرجه ومرتبته اكتفاء بالوارد في الاصلي المشروح فان امام الدعوة ختمه بقوله رواه مسلم فافاد هذا فائدتين الفائدة الاولى ان الحديث مخرج في كتاب مسلم المسند الصحيح المعروف شهرة باسم صحيح مسلم والفائدة الثانية ثبوت الصحة له كما تقدم بيانه من ان العزو الى البخاري او مسلم اتفاقا او افتراقا معلن بالصحة الا اشياء يسيرة انتقدها الحفاظ وكان مما ذكره الشارح بخبره مترجما لخولة رضي الله عنها ان قال هي خولة بنت حكيم ابن امية السلمية يقال لها ام شريك ويقال انها هي واهبة والامر كذلك فان الحديث في صحيح البخاري عن عروة بن الزبير قال كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن انفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة اما تستحي المرأة ان تهب نفسها للرجل الحديث وتمامه بذكر عائشة يدل على انه متصل وان خبر عروة ابن زبير عن خولة اخذه عن عائشة رضي الله عنها قال وكانت قبله تحت عثمان ابن مظعون رظي الله عنه فكان زوجا لها فمات فرغبت في النبي صلى الله عليه وسلم وهبت نفسها له ولم ينكحها النبي صلى الله عليه وسلم. ثم نقل عن ابن عبد البر واطلاق العزو اليه عند ذكر تراجم الرواة يراد به كتاب الاستيعاب انه قال وكانت صالحة فاضلة فهي من فضليات الصحابة وصالحات نساء المؤمنين ثم قال الشارح قوله اعوذ بكلمات الله التامات شرع الله لاهل الاسلام ان يستعيذوا به بدلا عما يفعله اهل الجاهلية من الاستعاذة بالجن فشرع الله للمسلمين ان يستعيذوا باسمائه وصفاته انتهى كلامه فالاستعاذة باسماء الله وصفاته هي من الاستعاذة بالله لان الاسماء اسماؤه والصفات صفاته فهي منه وليست بائنة عنه فاذا قال العبد اعوذ بالرحمن او اعوذ بالمنان او اعوذ بالكريم كان من جنس قوله اعود بالله وكذا اذا قال اعوذ برحمة الله او اعوذ بقدرة الله او اعوذ بقوة الله كان من جنس قول العبد اعوذ بالله لان الصفات الالهية هي منه سبحانه وتعالى ومن هذا الذكر الوارد عند دخول المسجد وفيه قول اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم رواه ابو داوود واسناده حسن ففيه الاستعاذة بالله وفيه الاستعاذة صفة الوجه وصفة السلطان القديم ثم نقل رحمه الله عن القرطبي وهو شارح مسلم في كتابه المسمى بالمفهم انه ذكر معنى الكلمات فقال قيل معنى الكلمات التامات فقال قيل معناه الكاملات التي لا يلحقها نقص ولا عيب كما يلحق كلام البشر وقيل معناه الشافية الكافية وقيل الكلمات هنا هي القرآن. فان الله اخبر عنه بانه هدى وشفاء فقوله صلى الله عليه وسلم اعوذ بكلمات الله التامات من ما اختلف في معناه من جهتين مما اختلف في معناه من جهتين احداهما من جهة معنى كلمات الله من جهة معنى كلمات الله والاخرى من جهة معنى وصفهن بالتامات من جهة معنى وصفهن بالتامات فاما الجهة الاولى فذكر القرطبي انه قيل انها هنا هي القرآن والصحيح ان كلمات الله نوعان احدهما الكلمات الشرعية الكلمات الشرعية وهي التي يبدي بها شرعه وهي التي يبدي بها اي يظهر بها شرعه ومنها القرآن الكريم ومنها القرآن الكريم والاخر الكلمات الكونية الكلمات الكونية وهي التي يبدي بها ايش قدره وهي التي يبدي بها قدره واللفظ يشمل هذا وهذا. واللفظ يشمل هذا وهذا فكلاهما وصف لله سبحانه وتعالى. فكلاهما وصف لله سبحانه وتعالى والاول سمي شرعيا لانه يتعلق به صدور الاحكام الشرعية التي تجعل للخلق. والثاني سمي كونيا لانه يتعلق به وقوع الاحكام الكونية التي يقدرها الله سبحانه وتعالى للخلق وكلاهما كلام لله. فالاستعاذة هنا استعاذة بصفته واما الجهة الاخرى وهي معنى التامات ففيها قولان احدهما انها الكاملة التي لا نقص فيها الكاملة التي لا نقص فيها والاخر انها الشافية الكافية الشافية الكافية وكلاهما معنى صحيح وكلاهما معنى صحيح فان وصفها بالكمال فان وصفها بالكمال بالنظر الى ما هي عليه في نفسها بالنظر الى ما هي عليه في نفسها ووصفها بالشفاء والكفاية بالنظر الى ما تثمره بالنظر اذا ما تثمره في نفوس المؤمنين بها بالنظر الى ما تثمره في نفوس المؤمنين بها ثم ذكر السارح رحمه الله ان هذا الامر على جهة الارشاد الى ما يدفع به الاذى ولهذا يشرع قولها عند نزول المكان وعند ايش وعند الامساك فيقول العبد اعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وكلاهما يقال مرة والرواية التي فيها ذكر الثلاث لا تصح. ثم قال الشارح ولما كان ذلك استعاذة من صفات الله تعالى كان من باب مندوبي اليه المرغب فيه. وعلى هذا قال المصنف الشارح ناقلا عن القرطبي ولما كان ذلك استعاذة بصفات الله تعالى كان من باب المندوب اليها المرغب فيه. وعلى هذا فحق المستعيذ بالله تعالى وباسمائه وصفاته ان يصدق ان يصدق الله في التجائه اليه ويتوكل في ذلك عليه ويحضر ذلك في قلبه فمتى فعل ذلك وصل الى منتهى قال به ومغفرة ذنبه ثم نقل الشارح كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في تحريم الاستعاذة بالمخلوق وانها لا تجوز فقال قال شيخ الاسلام وقد نص الائمتك احمد وغيره على انه لا تجوز الاستعاذة بالمخلوق اي تعبدا وتألها كما سبق بيانه ثم قال وهذا مما استدلوا به على ان كلام الله غير مخلوق غير مخلوق. قالوا لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه استعاذ بكلمات الله وامر بذلك فيكون من جنس الاستعاذة بالله لا من جنس الاستعاذة بالمخلوق فيكون القرآن غير مخلوق لانه من كلمات الله سبحانه وتعالى ثم قال ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويد التي لا يعرف معناها خشية ان يكون فيها شرك لانه اذا ابهم معناها او جهل فربما انطوت على شيء من الاستعاذة بالمخلوقين تألها وتعظيما ثم ذكر كلام ابن القيم رحمه الله انه قال ومن ذبح للشيطان ودعاه واستعاذ به وتقرب اليه بما يحب فقد عبده وان لم يسمي ذلك عبادة. ويسميه استخداما وسبق ان ذكرنا ان العبرة بالحقائق والمعاني لا بالالفاظ والمباني فانه اذا وجدت حقيقة الشرك كان شركا وان لم يسمى شركا. ثم قال ابن القيم هازئا بهم وصدق هو استخدام من الشيطان له فيصير من خدم الشيطان وعابديه وبذلك يخدمه الشيطان. لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة. فان الشيطان لا يخضع له ولا يعبده كما يفعل هو به. اي كما يصير من المخلوق في عبادة الشيطان. ثم ذكر معنى قوله من شر ما خلق الواردة في الحديث ناقلا عن ابن القيم انه قال اي من كل شر في اي مخلوق قام به الشر لان المخلوقات باعتبار وجود الشر فيها نوعان. لان المخلوقات باعتبار وجود الشر فيها ثلاثة انواع لان المخلوقات باعتبار وجود الشر فيها ثلاثة انواع احدها نوع لا شر فيه نوع لا شراء فيه كالملائك كالانبياء والملائكة والجنة وثانيها نوع لا خير فيه لا خير فيه كابليس والنار وثالثها نوع فيه خير من وجه وشر من وجه اخر واثبات النوع الثاني هو بالنظر اليه دون متعلق خارجي وبالنظر اليه دون متعلق خارجي فانه باعتبار النظر الخارجي يكون لهذه الاعيان الشريرة منفعة وخير على ما بينه ابن القيم وغيره فاذا استعاذ العبد قطع بان الاستعاذة من الشر لا توجد في النوع الاول. لانه ليس فيه شر فيكون معنى قوله اعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق يعني من شر مخلوق فيه شر من شر مخلوق فيه شر وهذا معنى قول ابن القيم وما ها هنا موصولة ليس الا يعني بمعنى الذي وليس المراد بها العموم الاطلاق. اي الذي يتناول جميع الافراد بل المراد التقييدي الوصفي اي ما يكون مقيدا بوصف معين. وهو المذكور انفا انه من شر كل مخلوق فيه شر وهذا هو المصرح به في قول ابن القيم والمعنى من شر كل مخلوق فيه شر لان من شر لا من شر كل ما خلقه الله فان الجنة والملائكة والانبياء ليس فيهم شر والشر يقال على شيئين على الالم وعلى ما يفضي اليه انتهى كلامه ومعنى قوله والشر يقال على شيئين اي يطلق على شيئين احدهما الالم الواقع على العبد والاخر الاسباب التي العذاب الذي يقع على العبد العذاب الذي يقع على العبد والاخر الاسباب التي تؤدي الى ذلك العذاب. الاسباب التي تؤدي الى ذلك العذاب ثم بين معنى قوله لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك بان قال قال القرطبي هذا خبر صحيح وقول صادق ان صدقه دليلا وتجربة وذكر التجربة في منزلة التابع للدليل لا المستقل عنه. قال فاني منذ سمعت هذا الخبر عملت عليه فلم يضرني شيء الى ان تركته الى ان تركته فلجرتني عقرب بالمهدية وهي المدينة المغربية ليلا فتفكرت في نفسي فاذا بي قد نسيت ان اتعود بتلك الكلمات يعني عند الامساك وتمام كلامه فقلت لنفسي ذاما لها وموبقا ما قاله صلى الله عليه وسلم للرجل اما انك لو قلت حين امسيت اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك يعني ما جاء في صحيح مسلم ان ابا هريرة رضي الله عنه قال يا رسول الله ما لقيت من ليلة؟ ما ما لقيتن من عقرب لدغتني البارحة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اما انك لو قلت حين امسيت اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك والمذكور في كلام ابي هريرة غير المذكور في كلام القرطبي. فان ابا هريرة فيه ذكر ما لقي من الضرر والقرطبي فيه ذكر ما لقي من الاصابة من الاصابة والاصابة غير الضرر. فان العبد قد يصاب فلا يضر فان العبد قد يصاب فلا يظر وهو الموعود به في الحديث. فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم لم يضره شيء اي لم يلحقه ضرر ولو اصابه شيء اي لم يلحقه ضرر ولو اصابه شيء. فقول القرطبي فلدغتني عقربه غير قول ابي هريرة ما لقيت من عقرب لدغتني فان القرطبي اخبر عن اصابته بلدغة عقرب لكن ابا هريرة اخبر عن شدة البلاء الذي اصابه من تلك العقرب. فقد يصاب العبد اذا قالها. فقد يصاب العبد اذا قالها. لكنه انه لا يضر باذن الله فاما ان يكون العناء الذي يلقاه خفيفا او يكتب الله عز وجل له شفاء سريعا فيقل الضرر اللاحق به وهذا اخر الجملة على الجملة المبينة من هذا الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة الفجر باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين