سلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي حفظ العلم وصانه ووفق من قام بنصرته واعانه واشهد ان لا اله الا الله العليم الحكيم واشهد ان محمدا عبده ورسوله الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وعلى صحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فهذا المجلس الاول في الصيانة الكتاب الاول من برنامج صيانة العلم بسنته الاولى سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين واربعمائة والف وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها. لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر. الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله. المتوفى سنة ست ومئتين والف وبين يدي صيانة كتابي الاول يجمل تقديم طرف من القول المبين المراد بصيانة العلم وينتظم ذلك في عشرة مطالب المطلب الاول معنى صيانة العلم والمراد بالصيانة العلم حفظه ووقايته مما يشين والمواد بصيانة العلم افره ووقايته مما يشين فان الامور المكدرة صفو العلم المستحقة نبه عنه كثيرة متنوعة يلم شتاتها ويجمع اطرافها هذا الاصل الكلي وهو صيانة العلم وافراد هذه الصيانة كثيرة فالعلم يصان تارة بالعمل به ويصان تارة بحسن فهمه ويصان تارة ثالثة برد الخطأ عنه وقد بوب الدارمي رحمه الله في كتابه السنن فقال باب صيانة العلم وذكر فيه اثارا مختلفة الموارد متعددة المداخل يجمعها كونها صيانة للعلم والمراد بالرعاية المخصوص بالعناية في برنامج صيانة العلم هو المتعلق بنفي الخطأ عنه فان استيعاب جميع ما يتعلق بصيانة العلم يضيق به المقام ومن اعظم متعلقات صيانة العلم هو نفي الخطأ عنه وهو الذي افرد مقصودا في هذا البرنامج. فاذا قيل برنامج صيانة العلم فالمراد نفي الخطأ عن العلم مما يقع تارة اشكالا او شبهة او تنبيها او غير ذلك والمطلب الثاني فضل صيانة العلم ان صيانة العلم فرض من الافراد المندرجة في الجهاد باللسان فاننا امرنا بالجهاد ووقع تفصيل الات الجهاد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين الى باموالكم وانفسكم والسنتكم. واسناده صحيح والقلم احد اللسانين فهو نائب عن اللفظ فتارة يكون نفي الخطأ بصيانة العلم واقعا بالكلام المرسل المتكلم به. وتارة يكون ذلك مكتوبا عما يجري به اللسان في باب صيانة العلم وابواب الجهاد كثيرة. وقد استوعب ابن القيم رحمه الله تعالى في صدر قسم الجهاد من زاد المعاد انواع المجاهدين. فذكر من جملة ما امرنا بجهاده جهاد اهل البدع وهؤلاء هم اعظم الخلق خطأ في العلم ومثلهم من شاركهم في الخطأ فيه. فكل خطأ في العلم سواء بدر من سني او بدعي هو مستحق صيانة العلم عنه. ونفي الغلط فيه والمطلب التالت تاريخ صيانة العلم في الاسلام ان صيانة العلم في الاسلام مقرونة ببدء الوحي فان اصل العلم في ديننا هو الوحي من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وقد ذكر الله سبحانه وتعالى نفي الخطأ عن العلم. وذكره رسوله صلى الله عليه وسلم. في مواضع متفرقة من كلامهم فمنه في القرآن قوله تعالى وما ارسلنا من قبلك من نبي ولا رسول الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته. فينسخ الله ما يلقي الشيطان. ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم. فذكر الله سبحانه وتعالى انه ما من نبي ولا رسول ارسل الا اذا اي كلا الا القى الشيطان في امنيته. اي في تلاوته شيئا لان يلبسوا به على الخلق فيحكم الله سبحانه وتعالى اياته وينفي ما القاه الشيطان ناسخا له. فالنسخ هنا الازالة والابعاد وهذا من طرائق صيانة العلم بنفي ما لا يصلح عنه واما السنة فمنها ما في الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث ابراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لما نزل قول الله سبحانه وتعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن. الاية. قال اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله اينا لا يظلم نفسه؟ فقال ليس كما تقولون الم تسمعوا قول لو مال لابنه ان ان الشرك لظلم عظيم. فقوله صلى الله عليه وسلم ليس كما تقولون من صيانة العلم فنفى النبي صلى الله عليه وسلم المعنى المتوهم من الظلم الذي حذروا منه في قوله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم متوهمين انه اي شيء منه. وبين لهم انه ظلم المذكورة في الاية هو الشيب فتلى عليهم قوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم وقد جعل السيوطي في شرح عقود الجمان هذا نوعا من انواع البديع سماه نفي الموضوع بان يتوهم الخلق شيئا ثم ينفى في كلام بعضهم. اما في طلب علم متين او ادب بديع فجعله من انواع البديع عند ارباب البلاغ ونظائر هذا في القرآن والسنة كثيرة. وهذا الباب بالسنة الذي هو حقيق ببابي ليس كما تقولون بهذا اللفظ وغيره جدير بافراده بالجمع رواية ودراية فبه جملة من اصول العلم النافعة. وتخرج عليه قواعد في الفهم والادراك ثم لم يزل هذا الامر غضا طريا في طباق الامة في عهد الصحابة رضي الله عنهم ثم في زمن التابعين ثم في اتباع التابعين الى يومنا هذا اذى فلم يزالوا يرون من طرائق العلم القيام بصيانته وحفظه والمطلب الرابع القائمون بصيانة العلم وهم ارباب الامر من العلماء والامراء. فان صيانة العلم من باب حفظ الدين. الذي هو اكدوا الضروريات في الشريعة. فان حفظ الدين امر عظيم. وجل ما اريد من القيام بحق الولاية السلطانية وبث العلوم الشرعية يرجع الى النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ الدين الذي بعث به صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله سبحانه وتعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فقوله يستنبطونه منهم ان يستخرجونه منهم. فالمتأهلون شرعا للقيام بهذا هم من اوسد اليهم الامر بالقرآن والسنة مما يتعلق باصلاح الدين والدنيا وهم العلماء والامراء. فالعلماء مأمورون بنفي الخطأ عن العلم والامراء مأمورون بانفاذ ذلك في الناس بما يحفظ عليهم دينهم ويقيهم ويقيهم الشرور. وخرج على هذا مسائل كثيرة في احكام الدين كقتل المبتدع الداعي الى البدعة صيانة للعلم وحفظا الى غير ذلك من الامور التي تبين ان خطاب الشرع الى هؤلاء يوجب عليهم ان يكون لهم من صيانة العلم والقيام به ما ليس لغيرهم وتقريرا لهذا ذكر الشاطبي وابو الفرج ابن رجب ان رد الضلالات البدع المحدثة مناط بالعلماء الراسخين لانها من جنس المنتبه الذي لا يمكن تمييز الحق والباطل المستكن فيه الا بعلم راسخ ومن كان موصوفا بتلك الصفة فهو الحقيق بالقيام بهذا الجهاد. وغيرهم مما ممن لا تبلغ رتبة الرسوخ يقتدي بهؤلاء. ويخبر عن كلامه. واذا تسلق هذا المنبر من ليس اهلا له اضر بنفسه وبالمسلمين والمطلب الخامس المدفوعون بصيانة العلم وهم من وقع في الخطأ فيه والواقعون في الخطأ في العلم انواع شتى يجمع افرادهم شيئان احدهما قوم محقون وقعوا في خطئه قوم محقون وقعوا في خطأ ومن هؤلاء العالم الذي يخطئ فان العالم ليس معصوما من الخطأ. والخطأ يجوز عليه كما يجوز على غيره فاذا اخطأ في شيء من العلم لم يمنع رد خطأه كونه عالما. فيرد خطأه ويعرف مقامه في الدين والاخر قوم مبطلون وهم المجموعون في قوله صلى الله عليه وسلم يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. رواه البيهقي وفي اسناده ضعف وروي من وجوه لا تخلو من مقال ومن اهل العلم من يحسنه بمجموعها والمقصود ان المد المويا في هذا اشتمل على ذكر رؤوس المبطلين فمن المبطلين الذين يجب دفع خطأهم عن العلم الغالون الذين يحملهم قولوا على الخطأ في العلم. فيحرفون القول عن مواقعه ومنهم ايضا الجاهلون الذين ينتحلون اشياء من القول ينسبونها الى الشرع ويحملون عليها وجوه الادلة ومن هؤلاء ايضا المبطلون الذين يقصدون الباطل ويتسترون بما يتكلمون به من علم يموهون به على الخلق فهؤلاء هم رؤوس المبطلين من ذوي الخطأ المستحقين دفعهم وصيانة العلم عنهم وهم في جانب واولئك المحقون الذين يقع منهم الخطأ في جانب اخر لكنهم يجتمعون جميعا في ان باب صيانة العلم باب يتعلق به هؤلاء وهؤلاء من جهة حفظ الدين ونفي الخطأ في العلم والمطلب السادس موارد صيانة العلم انما والد صيانة العلم متعددة متنوعة فتارة يكون منها دفع البدع المحدثات وتارة يكون منها حلو الاشكالات وتارة يكون منها كشف الشبهات. وتارة يكون منها فتح المقفلات وتارة يكون منها ابداء التنبيهات. الى انواع اخرى من وجوه صيانة العلم التي تحدد موارده فمن موارد صيانة العلم ما ينحصر في واحد منها ومنها ما يشمل اثنين ومنها ما يستوعب هذا الذي ذكرناه وزيادة عنه المطلب السابع منافع صيانة العلم ان جماع منافع صيانة العلم على اختلافها يرجع الى اصلين الحمد لله ان جماع منافع صيانة العلم يرجع الى اصلين احدهما منفعة عامة والاخر منفعة خاصة فاما المنفعة العامة فاعظمها حفظ دين المسلمين وتلحق بهذه المنفعة منافع جزئية كتصحيح الافهام ووقايتها من الخطأ واما المنفعة الخاصة فهي التي ترجع الى القائمين بصيانة العلم بالاسهام في جهاد اللسان وتقويم الاذهان فالناهضون بصيانة العلم يشاركون في جهاد اللسان. ويكون لهم اثر فعال في تصحيح الهاني الناس وتقويتها ويكون من منفعتها للقائم بها تقوية حدة لذهنه فان من مارس صيانة العلم بملاحظة وجوه الخطأ فيه والوقوف عليها وردها الى مكناتها يقوى ذهنه ويحتد فهمه وهذا امر يرزقه الله سبحانه وتعالى من يشاء من عباده. فمن رزق ذلك فليشكر الله سبحانه وتعالى عليه وليستعمل ما اتاه الله من حدة الذهن فيما ينفعه في العاجل والاجل فان المرزوقين حدة الدهن تنقلب حدة ذهنهم الى احد امرين احدهما حدة سارة. والاخر حدة ضارة. فاما الحدة السارة فهي التي ينتفع بها في صيانة العلم ونفي الخطأ عن مع توقير اهله واجلالهم واما الحدة الغارة فهي التي تجر صاحبها الى الانهماك في تتبعه عثرات العلماء والتعقيب عليها وابتغاء الطعن فيهم فان من الناس من اذا رزق ذكاء انقلب ذكاؤه شرا عليه وقد عد ابن مفلح في كتاب الاداب اذكياء العالم سبعة وذكر منهم ابن الرواندي الذي امعن به ذكاؤه الذي رأى فيه نفسه حتى صنف المقبوح المرذول كتابا سماه عياذا بالله على القرآن فزعم انه وقف على وجوه من التناقضات وانواع من المعارضات القرآن الكريم فتعقبها بما تعقبها مما ابداه ذهنه الكريم وفهمه العليل ومثل هذا كثير ممن يرى المرء الذكاء فيهم ثم يستذلهم الشيطان. فيخرجهم مما ارادوه في نفع الخلق وصيانة العلم الى انواع من الشرور. فتارة يرثهم حال الاستكبار الاستعظام على الخلق وتارة يشغلهم عما ينفعهم بالتماس عورات الناس في علومهم وفهومهم. ويعاقبهم الله سبحانه وتعالى بان تبدو منهم العورات في علومهم وظهومهم ومن تتبع عورات المؤمنين فضحه الله رب العالمين. واكثر الناس لا يفهمون من هذا الحديث لا يفهمون من هذا الاصل الوارد في عدة في احاديث عدة الا تتبع العورات الحسية مما يستقبح من اجساد الخلق واعظم من هذا من يتتبع العورات المعنوية فانه اذا كان هذا وكده وهمه وقصده من العلم لم تزل الايام تبدي له عورة بعد عورة وهؤلاء انقلب عليهم الذكاء وحدة الذهن وبال. فلهم حظ من الوصف الذي ذكره ابن تيمية الحفيد في اخر الحموية لما قال اوتوا ذكاء ان ولم يؤتوا زكاء واعطوا فهوما ولم يعطوا علوما. وجعل الله لهم سمعا وابصارا وافئدة. فما اغنى عنهم سمع ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء. وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. انتهى كلامه. والمراد بهؤلاء الذين ذكرهم اولئك الذين تكلموا في باب صفات الله سبحانه وتعالى باشياء لا تعتمد على نقل مأثور ولا على دين من قول وانما تكلموا بارائهم واهوائهم فوقعوا في التخييل وغير ذلك من مفسدات هذا الباب والمطلب الثامن انواع صيانة العلم تتعدد المسالك التي تعد بها انواع صيانة العلم. بالنظر الى باختلاف الاعتبارات ومن القسمة الملحوظة في صيانة العلم انها تنقسم الى نوعين. احدهما صيانة كن ممزوجة وهي التي تذكر في جملة من القول كالشروح فتجد شارحا لكتاب ما يدخل فيه صيانة العلم. تارة بالنظر الى المتن الذي يشرحه وتارة بالنظر الى العلم كله والاخر صيانة مفردة وهي ما يفرد وحده من صيانة العلم كالكتب المصنفة في الرد على احد في مسألة ما او ما صنف من التنبيهات او النكت على كتاب ما فكل هذا واشباهه مما يدخل في صيانة العلم على وجه مفرد غير ممزوج بغيره والمورد التاسع الة صيانة العلم تفتقر صيانة العلم الى عدة عظيمة اكدها ثلاثة امور احدها دين متين وثانيها علم امين وثالثها عقل رزين احدهما دين متين. وتانيها علم امين وثالثها عقل رزين فالناهض بصيانة العلم لابد ان يكون مصطحبا هذه الالة. ان رغم نفع والمسلمين بما يبديه في صيانة العلم فيجب ان يكون دينه متينا لان للنفس في هذا مدخلا فربما جره هواه الى ما لا يحبه الله ويرضاه. فيتخذ صيانة العلم سلما يرقى به الى المطالب المرذولة. من حظوظ النفس والدنيا. فلا ينجيه من هذه الهوة السحيقة الا ان يكون دينه متينا فمقصوده عند القيام بهذا النوع من الجهاد اتخاذه قربة الى الله. دون التفات الى احد من الخلق ويعوزه ايضا علم امين اي مأمون يميز الحق من الباطل ويفرق بين الصواب والخطأ. فمن الناس من يستشرف صيانة العلم فيتكلم في تخطئة شيء وهو المخطئ ويرى الحق باطلا. وقد اوتي من قصور رتبته في العلم. فالعلم الذي حمله على الدخول في هذه الملمة العظيمة ليس علما مكينا يمكنه معهم ان يقف موقف الحق مميزا بينه وبين الباطل واذا لم يكن له عقل رزين يخرج به الحق في الثوب اللائق به ربما جره ذلك الى افساد نفسه والناس اذ ليك اذ ليس كل صيانة للعلم يناسب الزمان والمكان والحال والمقال ابداؤها. فتارة قد يكون من العقل تأخير بيانها. ملاحظة لامور عظيمة ربما حملت على رد الحق وقد قال عبد الملك ابني ابن عمر ابن عبدالعزيز لابيه عمر الخليفة الاموي المعروف يا ابتاه ما لك لا تحمل الخلق على الحق كله فاني لا ابالي لو غليت بي وبك القدور اي لا يأخذ في نفسي مأخذ الهم ان يؤخذ بي وبك ثم نلقى في قدر فيه ماء شديد الحرارة ليحرقنا. فقال له ابوه يا بني اني اخاف ان اردت حمل الناس على الامر كله ان يردوه قل له فرأى ان السياسة الشرعية في اصلاح الخلق ربما تحمل على ترك شيء مقابل مقابل او تحمل على تأخير شيء لاجل شيء. ومن اخبار مشيختنا الله في هذا انه لما ظهرت نابتة ضالة في رأس القرن تنسب المهدي المنتظر الى رجل قدمته ودعت الى بيعته تكلم جماعة من رؤوس الناس في بلدنا. من اهل الولاية والسلطنة بانه لا مهدي في الاسلام. وان هذه مقالة محدثة فامسك العلماء عن الرد على نفي المهدي المنتظر سنة كاملة ثم صنف اثنان منهما كتابان معروفان في المهد المنتظر وان الاحاديث صحيحة جاءت به وبين ان هذا الذي ظهر قبل سنة ليس هو المهدي المنتظر وان وقوع هذه النابتة في هذه المقالة لا يستدعي رد الحق. ولو بودر بابداء هذا عند وقوع الكائنة لم يكن ذلك محمودا عند اولي العقل المتين. فانه يورث في الناس تشوشا وخللا فانهم يؤمنون حينئذ بهذه الاحاديث ويصيح الشيطان فيهم. وما يدريكم لعل هذا الرجل هو الذي جاءت به هذه الاحاديث ومثل هذه الحادثة وغيرها مما يتعلق بصيانة العلم لا يمكن ان ينبل في معرفة ما ينبغي القيام به في صيانة العلم الا ذو العقل المتين المكين الرشيد العارف بما يصلح به الناس ويحفظ دينهم. ويلم شتات جماعتهم. وقد بعض الناس ان الصدع بشيء من صيانة العلم هو من اظهار الحق. وهذا غلط فالحق لا يظهر الا بالحق. فان اظهار الحق في غير قالبه ما جعله باطلا. وهذا يقع من كثير من الناس يريدون نصرة الحق فيقعون في الباطل فهم كقول الاول اراد ان يطب زكاما فاوقع جزاما اي اراد ان يشفي مريضا به الزكام فاوقعه في مرض اعظم وهو الجذام. فاذا كان شيء من الحق مفتقرا الى اظهاره صيانة للعلم فينبغي ان يراعى ملاحظة الزمان والمكان والحال والقال الى ابداء هذا الحق لا سيما في ازمنة الفترات التي يقل فيها العلم ويكثر فيها الجهل وتمات فيها السنة وترفع فيها البدعة وتنتظم بذلك احوال تتعلق بسلطة الغالب الكافر على المسلم المغلوب ما يتعلق من احكام سلطانية يضعها ولي الامر في اصلاح احوال الناس فقد يقع من يزعم انه ينصر الحق في مخالفة تلك الاوامر السلطانية التي تراد بها مصلحة الجماعة اعظم والمورد العاشر مقامات الناس في صيانة العلم. ان الناس في صيانة العلم طائفتان فالطائفة الاولى الساعون في صيانة العلم والطائفة الثانية الواقفون على صيانة من صانع. الواقفون على صيانة من صانه تأمل طعيفة الاولى وهم الساعون في صيانة العلم فانهم بمنزلة الجيش منهم القائد ومنهم المقاتل ومنهم من يكون في السقاية. فليسوا على درجة واحدة. واذا اراد من انيطت به السقاية ان يكون قائدا افسد الجيش. فكذلك اذا تكلم في صيانة العلم من هو بمنزلة الساق بين اهله افسد ذلك العلم واضر به. فالساعون في صيانة العلم ينبغي ان يعرف الواحد منهم مرتبته. وان ما يراد من ديانة العلم ربما يصلح من احد دون احد. وربما جمل من ولي امر كامير او عالم كبير ان يتكلم بشيء في صيانة العلم. فيصلح به الناس فان تكلم به اخر لم يكن مقبولا في صيانة العلم. لان الناس لا يقبلون ولا يرون ان القول الذي قاله من صيانة العلم. وربما عده بعض الجهال تشويها للشرع. ووقيع فيها ووقيعة فيه لان القائم به لم يبلغ في نفوس الناس ان يصدر عن قوله وهذا ربما يتكلم احد بباطل فيسعى للنهوض برد باطله من لا يبلغ مرتبة القبول عند الناس وربما اشتد تعلق الناس بالباطل لان هذا المردود لا يعرف. فاذا رفع الامر الى عالم متبوع فسئل عن تلك المسألة بعينها فاجاب بما اجاب به ذلك الاول صدر الناس جميعا عن قوله ورأوه حقا. لان نفوس الخلق متهيئة للقبول منه بما تكلموا به وينبغي ان يعرف الساعي في صيانة العلم المرتبة التي تليق به. وان يعقل انه اذا دامت به الايام وثبت على طريق الحق فانه ينوب على كل احد ممن يعظم في اعين الناس اليوم فاذا اراد مزاحمة الاكابر اضر بنفسه وبالمسلمين. واذا كفي المرء باحد من الاكابر فلا ينبغي له ان يزاحمهم واما الطائفة الثانية وهم الواقفون على صيانة من صانه فان من وقف على شيء من القول في صيانة العلم مما يبديه الساعون في صيانته لا يخرجون عن ثلاثة اقسام. فالقسم الاول قوم مستفيدون وهم الذين اذا بينت لهم صيانة العلم برد خطأ او ابداء تنبيه او حل اشكال او فتح مقفل فرحوا به ورأوه فائدة. يجمل الاخذ والاعتناء بها والقسم التاني قوم مستكبرون وهم الذين لا يرفعون رأسا ولا يقبلون قولا لما يبدأ من صيانة العلم فهم مقيمون على ما هم عليه واذا سمعوا شيئا من صيانة العلم اعرضوا عنه. وربما عرفوا انه حق ولكن انهم يجحدونه والقسم الثالث قوم لا يعقلون وهم الذين لا يدرون حقيقة الامر. فيجعلون ما يهدى من صيانة العلم تنقصا لاهله او تعرضا لجنابهم او غير ذلك مما لا يحمد. فحقيقة امرهم انهم لا يعقلون ما يلقى من الكلام ولا يميزونه. فلا هم مستفيدون ولا هم مستكبرون ولكنهم يأخذون في هذه الجادة من حمل الكلام على الغير على غير الوجه الذي اريد به. والقول في العلم طويل الدين لكن هذه الجملة من القول هي المناسبة للمقام وينبغي ان يعتني طالب العلم بالتفقه في صيانة العلم. وان ينظر نظرا واسعا في هذه المطالب التي ذكرنا عقل تصرف اهل العلم فيها. لان صيانة العلم احد جانبيه فالعلم تارة يبت ويبدا وينشر تأسيسا وتأصيلا وتارة يكون بده على وجه نفي الخطأ الواقع من احد من الناس فيه على اختلاف مقامات هؤلاء بين محيطين ومبطلين على ما تقدم ذكره في انواع المدفوعين بصيانة العلم اذا تقرر هذا فان من الرمي بسهم في صيانة العلم هذا البرنامج المترجم باسم برنامج صيانة العلم. وهو برنامج يختص بامرين احدهما مادته التي تبت غا صيانتها مادته التي تبتغى صيانتها. وهي اصول العلو. من من المتون المعتمدة في انواع الفنون. اصول العلوم من المتون المعتمدة في انواع الفنون مما تداوله الناس في علوم الشريعة وما يخدمها فان العلم جمع في اصول هي التي سموها بالمتون. فمن اراد ان يطلب العلم اقبل على هذه كن تحفظا وتفهما. قال الزبيدي في الفية السند فما حوى الغاية في الف سنة شخص قم فخذ من كل فن احسنه بحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد ناصح. ثم مع المدة فابحث عنه حقق ودقق ما استمد منه فغاية ما يراد من العلم بوابة المتون تحفظا لمبانيها وتفهما لمعانيها ومما يقوى به انتفاع المرء بتلك المتون وقوفه على العلم المذكور فيها فان هذا يزيد المتعلم قوة. فاذا عرف ما يتعلق بهذا الكتاب من تنبيهات او اشكالات او شبهات وعرف صفة حل ما تقدم كله قوي اخذه للعلم وهذا الباب ضعيف في فهم المتون. فعامة ما يعتنى به عند شرح المتون هو بيان معانيها دون التعرض لما يكون من جنس الصيانة في حل الاشكالات وابداء التنبيهات وايراد الاعتراضات وكشف الشبهات. وهذه المرتبة مرتبة تتلو مرتبة الابتداء فاذا استشرح الم تعلم مثلا ثلاثة الاصول ثم سمع ما يلقى فيها من الصيانة قوي فهمه لها. واما من يدخل هذا الباب دون سابق فهم للمتن فان انتفاعه قليل. اذ يحصل له انتفاع. لكنه لا يكون انتفاعا متينا والانتفاع المتين بتقديم فهم هذا الكتاب ثم النظر فيما يذكر له من صيانته فنحن ان شاء الله تعالى نجعل مادة هذا البرنامج المتون المعتمدة في انواع الفنون نأخذها متنا متنا وما قضي لم يرجع اليه. فننهي مثلا ثلاثة الاصول ثم ننتقل الى كتاب الاخر حتى نرتفع الى المطوني المتون الاخرى مما هي ارفع من هذا بلوغ المرام وزاد المستقنع والفية ايمانك الى غير ذلك من متون العلم ان شاء الله تعالى. والاخر في موارده فتقتصر موارد هذه الصيانة على ثلاثة امور فتقتصر موارد هذه الصيانة على ثلاثة امور اولها ابراز التنبيهات ابراز التنبيهات والتنبيه ايقاظ لما يتخوف من الغلط فيه ايقاظ لما يتخوف من الغلط فيه وتنبيهات المتكلمين في صيانة العلم نوعان. احدهما تنبيه عاقل وهو الذي يدرك معنى الكلام ويعرف وجهه وهو الذي يدرك معنى الكلام ويعرف وجهه فاذا نبه الى شيء كان في محله والاخر تنبيه غافل تنبيه غافل وهو الذي لا يدرك وجه الكلام. ولا يقف على معناه. فيبدي شيئا من التنبيه لا محل له ويبدي شيئا من التنبيه لا محل له وثانيها حل الاشكالات والاشكال هو ايش ما معنى الاشكال المسائل المسائل يقولون جمع مسألة وهي قضية مبرهن عليها يشغلك النفس اللبس لبس في ايش طيب وراك ما تكتم معاه هذا قلم بدينار الحكاية والاشكال هو الموضع الغامض من العلم. الموضع الغامض من العلم. الذي يغموا فليس كل العلم بينا. فتكون فيه مواضع مشكلة ومن لطيف الاقوال قول القرافي في كتاب الفروض معرفة الاشكال علمه معرفة الاشكال علم. اي ان كون مقتبس العلم يستشكل شيئا منه فانه يدل على اشتمال قلبه على علم ادرك بهما ادرك من محل الاشكال ومن اللطائف المناسبة للمقام ان القرفي نفسه افتتح كتاب الفروق بالفرق بين الشهادة والرواية. وذكر انه ابتدأ به لانه بقي مدة طويلة يفكر في حله ويسأل عنه اهل العلم وهذا يدلك على مقام الاشكال. وان رتبته سامية والاشكالات نوعان احدهما اشكال متفهم وهو ملتمس العلم من الطلاب والاشكالات التي يبديها الطلاب منها ما له مرتبة سامية فيكون حقيقا باسم الاشكال ومنها ما يسميه صاحبه اشكالا وليس كذلك لكن من بذرت منه الاشكالات الدقيقة دل ذلك على جودة فهمه فقلبه يصلح للعلم وينبغي ان يعتني معلمهم بارشاده الى الحرص عليه. ويتعاهده بتوجيهه وهدايته. فان حال اهل العلم مع المتعلمين كما ذكر ابن جماعة انهم اذا رأوا فيهم من يصلح للعلم القوا عليه شباكهم. يريدون توجيهه الى ما ينفعه من العلم. مع دوام تقريع هؤلاء الاذكياء بما يقمع ما يرد على نفوسهم من العجب والزهر فان الم تعلم الذكي اذا صار شيخه يلاحظه فيقول له بين اقرانه ما تقول يا شيخ فلان فقد ظهر عيبه وبان. فان المرء اذا خطب بهذا غرته نفسه. وربما حمله ذلك على الانقطاع عن حلقة شيخه لانه رأى من تعظيم شيخه ما زرع في نفسه انه شيخ وهو في حقيقة الامر لم يعدو ان يكون شويخا لا يصلح ان يكون شيخا وجهل بعض المعلمين بهذا يضر بالمتعلمين. فعوض ان يكونوا مصابيح هداية على انفسهم وعلى المسلمين بالشر. بل لو دعي الذكي ينبغي ان يرفع في ترقيته بارشاده الى ما ينفعه من العلم مع ملاحظة اصلاح نفسه وعدم تسلل امراض القلوب الفاسدة من عجبي والزهو والخيلاء والكبر التي تجد طريقا مع جودة الذكاء الى مثل نفوس او لا ومثل هذا الباب هو الذي ذكرت لكم ان الرجل يصحب الرجل مدة طويلة ينتفع به في جاء منها هذا الشيء. فان الذي لا يصحب العلماء ويطالع احوالهم يفسد طلابه بين يديه بكثرة منح اسم الشيخ له. فهو يمنحهم اسم الشيخ فيفسدهم ويفسدون المسلمين ولم يكن اهل العلم يخاطبون باسم الشيخ الا الواحد بعد الواحد. اذا طالت مدته العلم ونبل فيه نادوه باسم الشيخ. حرصا على طلاب العلم من ان يتسلل الى قلوبهم ما يفسدهم من الشرور فيغروا انفسهم او يغتر بهم الناس فيظنون انهم قد بلغوا مرتبة في العلم وهم ليسوا كذلك والنوع الثاني اشكال مفهم وهو الشيخ الحاذق المعلم وهو بالمحل الاعلى. فالاشكالات التي يبديها اهل العلم ممن رسخت قدمه فيه رفيعة المقام. وربما بلغ من رفعتها ان يكون قصارى ما يبديه هو الاشكال. واما حله فربما انقطع عنه. فلا يتهيأ له حل اشكال وابداؤه الاشكال علم كما تقدم. فان منحه الله عز وجل زيادة على ذلك بحل تلك الاشكالات كانت خيرا على خير وثالثها كشف الشبهات والشبهة هي ايش والشبهة هي المأخذ الملبس. الذي يختلط فيه الحق بالبعض. هو المأخذ الملبس الذي يختلط فيه الحق بالباطل سمي شبهة لمشابهة الحق بالباطل ومشابهة الباطل بالحق. سمي شبهة لمشابهة الحق بالباطل ومشابهة الباطل بالحق وهذه الشبهات التي تروج متعلقة بالعلم نوعان احدهما شبهة مستطيل شبهة مستطير والاخر شبهة مستطيل شبهة مستطيل. فالنوع الاول شبهة من يريد الحق فتغتاله هذه الشبهة وتهجم عليه. فيريد دفعها مستطيرا منها نهديا لها عن نفسك واما شبهة المستطيل فهي الشبهة التي يبثها من يريد دفع الحق ونشر الباطل. فهي الشبهة التي يبثها من يريد دفع الحق ونشر الباطل. فهو اطيل بتلك الشبهة على الحق. فهو يستطيل بتلك الشبهة على الحق. والشبهات الواقعة في العلم يجب الاعتناء بكشفها لان عدم العناية بذلك يرجع على الناس بانتشار الشبه بينهم حتى تنقلب حقا فالشبهة اذا راجت ولم تكشف ووصلت الى الناس استولت عليه وهذا واقع في العلم. فانت تسمع بين الفينة والفينة اشياء تذكر يظن انها من العلم وهي ليست كذلك ثم تعلقوا بها بل يتعلق من الناس فيجعلوها حقا. فيتغير فيتغير بذلك فهمه ودينه والتعرض لكشف الشبهات مخصوص باهل العلم الراسخين فيه. والتعرض لكشف الشبهات مخصوص وباهل العلم الراسخين فيه لان المشتبه من العلم لا يتمكن من فصل حقه عن باطله الا عالم راسخ كما ما تقدم في كلام الشاطبي وابي الفرج ابن رجب رحمهم الله وقد يمتنع عالم عن المبادرة الى كشف شبهة لما يظنه فيها من خير ولا يمكن ان يدفعها عنه الا عالم اخر. كما وقع هذا في قصة ابن مسعود وابي موسى الاشعري رضي الله عنهما بقصة الحلق المجتمعين في المسجد عند الدانمي باسناد حسن وفيه ان ابا موسى لما اخبر ابن مسعود بامر الحلق قال رأيت شيئا انكرته ولم ارى الا خيرا فقال ما رأيت؟ فقال رأيت اناسا مجتمعين في حلق الى اخر القصة فابو موسى رضي الله عنه رأى شيئا انكره لكنه اشتبه عليه فرأى فيه خيرا وهو الجماع على ذكر الله سبحانه وتعالى. ومنعه ذلك من المبادرة على نكرته. واما ابن مسعود رضي الله عنه فانه لكمال علمه ورسوخ قدمه في معرفة الديانة والسنة شرد هؤلاء وطير وبين ان ما هم عليه بدعة ضلالة. وانهم مفتتحوا باب شر على هذه الامة فالشبه امرها عظيم وقد ترجم البخاري في كتاب الايمان باب من الايمان الفرار بالدين من الفتن ومن جملة الفرار بالدين عدم التعرض للشبهات لا جمعا ولا قلعا. فلا يجمعها لان المرء اذا جعل قلبه مجمعا للشبهات ثبتت فيه. وفي وصايا ابن تيمية الحفيد لصاحبه ابي عبدالله ابن القيم انه اوصاه او الا يكون قلبه كالاسفنجة اي التي اذا ادخلت في الماء جمعته وامره ان يكون قلبه كالمرآة. تدخل ما ينفع من النور وتدفع ما لا ينفع فكذلك ينبغي ان يكون قلب طالب العلم بان لا يجعل قلبه بزبلة فان الشبهات نتن القلب. واذا كثر هذا النتن في القلب افسده. كما لا ينبغي ان يعتني بها قلعا بالرد عليها الذي ولع به الناس ولا سيما في ثورة ما يسمى بوسائل الاجتماعي فصرت ترى من الشببة الذين لم تلسخ اقدامهم في العلم من يتكلم في امور البدع والضلالات والرد على الطوائف المنحرفة بل زادوا في نغمة وصاروا يعقدون المناظرات عبر هذه الوسائل اليهود والنصارى بل مع السيخ والبوذيين. وذلك مما رجع تحقيقا لا خيالا باشراب قلوب بعضهم شيئا من هذه الفتن حتى اجتاحت بلاد المسلمين موجة الالحاد فصار فيهم من ينكر وجود الله سبحانه وتعالى. وكان الباب الذي دخلت منه هذه البلية هو باب كشف الشبهات والدفاع عن الاسلام والرد على المبطلين. فابتدأوا مدافعين وانقلبوا مهاجمين. لان من لم تكن الة الحرب في دفع المبطلين يضعف عن نزالهم وقتالهم فيتمكن منهم اعداؤهم. وهذه الموجة تمر في الامة مدة بعد مدة وتقوى فيها وتزداد من تجتال من ابنائها ومن نشأوا ذلك في كل مرة جاءت فيها هذه الموجة هو تعرضهم للشبهات. فيستشرفون باعناقهم من الشبهات ويرتفعون اليها وتمتلئ قلوبهم بهذه الشبهات حتى تؤول ببعضهم عياذا بالله الى انكار وجود الله سبحانه وتعالى. فطالب العلم ينبغي ان يعرف ان مما يحرز دينه ويحفظه فراره من الشبهات وعدم تعرضه لها. وان ما يريده من الخير اما ان يكون في المسلمين من ينوب من ينوب عنهم في القيام به. واما ان يكون ذلك من نيته مستقبله في العلم فيكتب الله عز وجل له الاجر. فهو يعد عدته ويجمع الته حتى اذا استحكمت تصدى لرد شبهات المبطلين وكشف مقالات المتلبسين فهذه الامور الثلاثة هي موارد صيانة العلم في المتون المعتمدة. فسنعرض فيها التنبيهات وحل الاشكالات وكشف الشبهات وانتفاع ملتمس العلم ببرنامج صيانة العلم حال تلقيه يقوم على امرين وانتفاع ملتمس العلم ببرنامج صيانة العلم حالة تلقيه يقوم على امرين. احدهما تقديم النظر في شرح معتمد تقديم النظر في شرح معتمد ليرصد ما فيه مما يرجع الى الموارد المذكورة. ليرصد ما فيه مما يرجع الى الموارد المذكورة وربما وقف في شرح الشارع الى تنبيهات ابداها او اشكالات او شبهات كشفها فيتبهر بذلك ويتدرب عليه ويطلب محاكاة الشارع ومحاذاته في تلك الموارد واذا نظم الحاضرون انفسهم بان يطالع جمع منهم شرحا معتمدا لشارح ويكون قوم منهم ينظرون في شرح ثان لشارح اخر ويكون قوم اخرون ينظرون في شرح ثالث كان هذا انفع لجماعة الحاضرين فاننا سنتيح المراجعة في القول في هذه الموارد امدادا وزيادة وابداع بما يرجع علينا المسلمين جميعا بالمنفعة العاجلة والاجلة. والاخر كمال حضور الذهن في مجلس جرس كمال حضور الذهن في مجلس الدرس والمشاركة في المراجعة بالقول والمشاركة في المراجعة بالقول والجواب عما يلقى من الاسئلة. فاذا كان المتعلم حاضر القلب عند الكلام عن هذه الموارد الثلاثة كمل نفعه اما شاردوا الذهن الذي يأخذ ذهنه في كل واد شعبة ويقطع بين الفينة والفينة من الارض بقعة فهذا يضعف ادراكه لما يبقى من علم لان ما يتعلق بباب صيانة العلم هو من تدقيق العلم الذي لا يدركه الا من اقبل عليه بكليته اما من يكون حضوره كالخيال الزائل فهذا لا يدرك ما يلقى من القول فضلا عن ان ابدي شيئا يستفيده هو ويستفيده المسلمون مما يتعلق بابداء التنبيهات او حل الاشكالات او كشف الشبهات. واعيد التوكيد على ان الانتفاع التام لهذا البرنامج لا يكون الا مع تقديم فهم المتن ومن كان تام الفهم للمتن كمل انتفاعه لما يتعرض فيه الى صيانته. واما خالي الذهن الذي لم يقرأ هذا الكتاب على شيخ استشراحا على اي وجه من وجوه الاستشراح المجملة او المفصلة فانتفاعه قليل فهو ينتفع فائدة لكن هذه الفائدة يسيرة. فان كان يمكنه شغل وقته بعد العصر في له انفع فانه يقبل على الانفع له. وان كان ينقلب الى عطالة وبطالة ولا يجد من يعينه على الانتفاع بوقت فانه يحضر ويعلق ما يعقل من القول فيما يتعلق بهذه الموارد الثلاثة وسنبدأ ان شاء الله تعالى بالكتاب الاول وهو كتاب ثلاثة الاصول وادلتها للامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وسنقرعه في هذا المجلس قراءة متأنية من اوله الى اخره. وكل واحد منكم يمسك قدمه. ثم يعلق على ما يراه من موضع يحتاج الى تنبيه او اشكال يتعلق بشيء منه او شبهة سمعها او وقعت في نفسه تتعلق بهذا الكتاب حتى اذا بدأنا من غد في الاعتناء بصيانة هذا الكتاب ازددنا بكل مقدار نقرأه منه ما يكون عندكم من اشكالات او شبهات او تنبيهات تتعلق هذا الكتاب واضح؟ واضح الكلام في شي احد عنده يسأل في ما قلنا في احد عنده شيء فيما ذكرناه من الصيانة طيب نبدأ الان سيقرأ الاخ الكتاب كل واحد معه قلم ويكتب على المواضع التي يراها مما هو وحل لتنبيه او مقام لاشكال او موضع لشبهة نعم بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الامام محمد ابن عبدالوهاب يرحمه الله تعالى في كتابه ثلاثة انا اسمعك ترى قال الامام محمد قال الامام محمد بن عبد الوهاب يرحمه الله تعالى في كتابه ثلاثة اصول وادلتها بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله مثلا انا اضرب لكم مثال حتى تتهيؤن حتى تتهيأوا لهذا الامر فمثلا يمكن ان يقال عند قوله بسم الله الرحمن الرحيم اقتصر المصنف على البسملة ولم يذكر الحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا موضع يحتاج للجواب؟ الجواب عنه وغدا سنجيبه لكن انتم بمثل هذا كل ما يلوح لك من موضع فيه شيء سجل عنده ما تراه اللطيفة ثم تدعو وتحرره كاملا. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم واربع مسائل. الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به. الثالثة الدعوة اليه. الرابعة الصبر على الاذى فيه. والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر مثال مثلا في هذا الموضع انه طول بذكر السورة كاملة. وكان يمكنه ان يقول والدليل سورة العصر نعم نجيب عن هذا غدا لكن حتى تعود اذهانه نعم قال الشافعي رحمه الله تعالى هذه السورة لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هي لكفتهم. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى لا اله الا الله واستغفر لذنبك. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل به لا اله الا الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل على النار والدليل قوله تعالى انا اوصلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم الى فرعون رسولا وعصى فرعون فاخذناه مبيلا الثانية ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لا نبي لا نبي مرسل ولا ملك امنا غيركم مات والدليل قوله تعالى الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز لهم ولا لا يجوز لهم موالاة الله ورسوله موتانا اقرب قريب من الاخر انه نقل ان من اطاع الرسول ووحد الله فقدم حق الرسول صلى الله عليه وسلم ووقعته على حق حق الله وهو توحيده يحتاج الى جوال نعم والدليل والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر وادون فمن ادى الله ورسوله ورسوله ولو كانوا ابائهم او ابنائهم او اخوانهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. ويدخلهم جنات تجد من تحتها الانهار خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. اولئك حزب الله قال ان حزب الله هم المفلحون. اعلم ارشدك الله لطاعته. اعلم ارشدك الله لطاعته من الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومعنى يعبدوني يوحدون. واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة اعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره مع والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. هذا الموضع مثلا اشكل على احد شيوخ شيوخنا رحمه الله. لما صنف كتابا جعل فيه ثلاثة الاصول على صورة السؤال والجواب. فلما جاء الى هذا الموضع وسأل ما اعظم ما امر الله به وما اعظم ما نهى عنه مع ذكر الدليل اجاب بقوله اعظم ما امر الله به التوحيد. واعظم ما نهى عنه الشرك. ثم لم يذكر الدليل الذي ذكره الشيخ وذكر دليلا اخر لان مستشكل ان الدليل المذكور في الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك. والذي ذكره الشيخ هو الاعظمية. يعني ان اعظم مأمور هو التوحيد واعظم منهي عنه هو الشرك. ورأى ان الاية لا تدل على الاعظمية. فاعرض عنها دليلا اخر هذا موضع مشكل هذا الرجل رحمه الله كان ذكيا ومن ذكائه انه لم ينبه الى انه ترك ما ذكره الشيخ وانما ذكر دليل اخر انه استشكل هذا فاعرض عنه وجاء بدليل اخر. وسيأتي الجواب عنه ان شاء الله تعالى في موضعه والاشكال هذا الاشكال احيانا لا يعرف عالم عالما الا بانه سأله في اشكال لكثرة ما يجد في قلبه من ثقة هذا الاشكال وقد لاقيت احد اهل العلم فسألته هل لقيت الشيخ سليمان ابن حمدان رحمه الله سامح التوحيد واسم كتاب ايش الدر النظير. فقال نعم ثم قال وسألت عن قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في مسألة من مسائل باب من تبرك بحجر او شجر انه قال وفيه اسئلة القبر الثلاثة. فاما الرب الى اخر ما ذكر. قال سألته ما معنى هذا الكلام فسكت لان هذا الموضع من المسألة مشكل. والشاهد انه لم يحفظ من همه في لقياه الا انه سأله عن هذا الموضع من الاشكال والان بعض الناس يلقون علماء ولا يسألون. قهوة وشاهي وسوالف. طالب العلم ينبغي اذا لقي عالما ان يعتني بالاخذ عنه باي واذا كنتم تعرفون كتب التي تسمى السؤالات. سؤالات الدوري لابن معين. سؤالات ابن جنيد ابن معين. سؤالات صالح وعبدالله لابيهما الامام احمد بن حنبل سؤالات ابي داوود للامام احمد هذا باب عظيم من العلم وكان بعض الاذكياء ممن درس عند الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله يعمد الى سؤال الشيخ ثم يكتب عنه الجواب ثم في مرة اخرى يقرأ عليه السؤال والجواب معا حتى يثبته او يغير فيه شيئا فصار عنده زاد من مسائل العلم عن الشيخ محمد ليس عند غيره. ولذلك من طرق حيازة العلم وكسبه العناية بالسؤالات. فقد تسأل شيخا اسئلة كثيرة ولا تقرأ عليه الكتاب لكن يكون عندك من العلم المنقول عنه ما ليس عند من قرأ عنده تلك الكتب لانه قد يسأل الانسان اسئلة عظيمة نفع فيها اشكالات علمية مما يمر به في اثناء تحصيله. فيجيب عنها الشيخ جوابا حسنا بديعا فيكون هذا مما يحفظ به علمه. نعم قال رحمه الله فاذا قيل لك ما الاصول الثلاثة التي يجب على الانسان معرفتها؟ وقل معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله في ايش الاصل لو السرعة مما يرد على المصنف انه ترجم للاصل الثاني والثالث فقال الاصل الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة. وقال الاصل الثالث معرفة نبيكم محمد محمد صلى الله عليه وسلم. واما الاصل الاول فلم يترجم عليه بما يدل على ابتدائه فيه لاحظتم؟ هذا موضع يحتاج الى جواب عنه نعم. ومما ينبه اليه ان ما يتعلق بابداء التنبيهات وحل الاشكالات وكشف الشبهات ينبغي ان يرد فيه الكتاب اوله على اخره واخره على اوله مع التفطن لتنايا ما فيه من الكلام. فالكتاب يفسر بعضه بعضا. لكن يحتاج الى نظر ثاقب وكمال صلة بهذه الكتب. لذلك ضعف الصلة بهذه الكتب يظن الناس انهم فهموها. وهم كلما اعادوا النظر فيها لو عقلوا يفهمون فيها ما لم يفهموه من قبل. ومن كان هذا اصلا عنده في الفهم والاستدلال فتح له من عيون العلم ما لم يذكر قبله. ولا يناقش احد في ان هذا الذي ذكره هو الحق الصرح. لكن غفل عنه من ذكر فمثلا جميع شراح البخاري لم يجيبوا عن السؤال الاول في البخاري. وهو ايش باب كيف كان بدء الوحي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقول الله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين الان فهذا السؤال اجاب عنه البخاري في اول كتاب التعبير فقال باب اول ما بدأ به رسول طول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة من اعلم الناس في صحيح البخاري البخاري نفسه ولذلك من اراد ان يشرح كتاب فاول مفتاح للشرح هو الكتاب نفسه اذا اردت ان تشرح الكتاب لا بد ان تفهم الكتاب نفسه فهما صحيحا وترد بعضه على بعضه. كما سترونه في الاجابة عن اشياء الوصول هو في كلامه يبينها. نعم قال فاذا قيل لك من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سوى والدليل قوله تعالى الحمد لله رب العالمين وكل من سوى الله عالم وانا واحد من ذلك العالم فاذا قيل لك بما عرفت ربك فقل باياته ومخلوقاته ومن اياته الليل والنهار والشمس ومن مخلوقاته السماوات السبع ومن فيهن السبع من فيهن وما بينهما. هذا هذا الموضع مثلا بعض من شرح هذا الكتاب وهو ذكي لكنه يقول عن نفسه اني شرحت كتب الشيخ بغير ما اريد وانما بمراد فعاقبه الله ان ابدى له عورات في الفهم فانه اشار الى غلط الشيخ هنا لانه فرق بين الايات والمخلوقات مع ان المخلوقات في اطباق لاهل المعرفة هي من الايات وغفل عن ان الشيخ فرق بينهما لان الله في القرآن فرق بينهما فكان مع الشيخ توفيق الله وكان مع هذا الخذلان الذي جره اليه الاستعلاء بالعلم والظن انه يكون عنده ما لا يكون عند الناس. ووقع هذا اكثر من موضع بشرحه على تدل على غلطه في الفهم. فهو يتعقب الشيخ تعقبات يتوهم انها في موضعها والعارفون في حقيقة العلم يرون ان هذا غلط على الشرك كهذا الموضع وغيره مما سيأتي ان شاء الله تعالى في مقامه نعم. قال والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والذي يتعرض لاهل العلم بما يليق يؤدبه الله. ولذلك من اللطائف ان ابن مالك رحمه الله لما قال فائقة الفية ابن معطي في الفيته انقطع الجم عليه ما استطاع يكمل فلما نام رأى بن معطي في المنام فقال له ابن معطي فائقة منها بالف بيت والحي يغلب الف ميت يعني انا ميت هالحين وانت حي وانت تتوهم انك تغلب الناس. فلذلك لماذا عوقب بن مالك؟ جالس يوطي وش قال فائقة الفية ابن ما لك وجاء واحد بعده وقال وهو الاجبوري فائقة الفية السيوطي وجاء بعده واحد وقال فائقة انفية الاجهوري ثم هذا الاخير وهو من احسنهم نظما. من احسنهم حتى انه يسامئ افضل من ما لك فهذا جاءه بعد ذلك واحد من تلاميذه وقال نظم الفية في النحو قال فائقة الفية البريهمي واسم ابراهيم فلم يستطع ان يخرج الذين صغره بقوله فائقة ابية البريهمي. نعم قال والدليل قوله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس وقوله تعالى من اياته الليل النهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهم ان كنتم اياه تعلمون وقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض بستة ايام ثم استوى على العرش يغشم ليلا النهار يقلبه حثيثا. والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الا لهم خلق والام تبارك الله رب العالمين. والرب هو المعبود. والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض في فراش والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم ولا تجعلوا لله ان زاده وانتم تعلمون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى الخالق هذه الاشياء هو المستحق للعبادة وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل المحبة والرهبة والرهبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها لله تعالى. والدليل قوله تعالى ان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك الكافر والدليل قوله تعالى عند ربه انه لا يفلح الكافرون وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. ودليل الخوف قوله قال انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني كنتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى. من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمله صالحا ولا ثق بعبادة ربه احدا. ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. وقوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا سامعون في الخيرات ويدعوننا رهب وكانوا لنا خاشعين. ودليل الخشية قوله تعالى الا تخشوهم واخشوني بالانابة قومه تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. الاية ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقوله تعالى قل اعوذ برب ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى ينفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستقرا العصم الثاني معرفة دين الاسلام بالادلة. وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة البراءة لهم والخنوف من الشرك واهله والبراءة والخلوص والبراد والخنوص من الشرك واهله. وهو ثلاث مراتب. الاسلام هو الايمان كل معقبة لها اركان اركان الاسلام خمسة والدليل من السنة حديث ابن حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. والدليل هذاك مر معنا الحديث هذا اليوم اربع مرات ثلاث وهذي الرابعة قد ذكر الضياء المقدسي انه حفظ كثيرا من الحديث في مجلس الشيخ عبد الغني المقدسي لكثرة ما يعاد عليه الحديث. فمن طرائق حفظ الحديث كثرة قراءته الانسان اذا قرأ الحديث مرة او مرتين وثلاث يحفظ نعم قاله تعالى الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ودليل الشهادة قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة دون العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو عزيز حكيم ومعناها لا معبود بحق الا الله لا اله نافيا جميع ما يعبد من دون الله. الا الله مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادتك كما انه لا شريك له في ملكه. وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى. واذ قال لابيه وقومه ان لي براء مما تعبدون الا الذي فطرني الاية. وقوله قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم سواء بيننا بينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. ولا يتخذ بعضنا بعضا او بابا من دون ودليل شهادة ان محمدا رسول الله قوله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريصا عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ومعنى شهادة ان محمدا رسول الله طاعته فيما امر فيما اخبر واجتناب ما عنه نهى وزجر وان لا يعبد الله الا بما شرع ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى خلفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وذلك دين قيمة. ودليل صيام قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ودليل الحج قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا كفر فان الله غني عن العالمين المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة اعلاها قولنا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. واركانه ستة ان تؤمن بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره كله من الله من الله وبالقدر خيره وشره كله من الله. يصح رفع هذا الابتداء لكن جعل ابدا الافضل. نعم والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر من كلوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقنا بقدر المرتبة الثالثة الاحسان ركن واحد وهو ان تعبد الله وحده كانك تراه فان لم تكن فانه يراه من غير ما فعل ذلك العالم الذي ترك الدليل الذي ذكره الشيخ محمد لاستشكاله له صنع العلامة ابن القاسم عند هذا الموضع في حاشيته فان قول المصنف ركن واحد لان اسم الركن لا يطلق الا مع التعدد فيكون للشيء ركنان او ثلاثة او اربعة. فلما مر عليه قال اي شيء واحد فحمل معنى الركن على ارادة الشيء لا على ارادة اسم الركن هذا من لطيف التصرف في حسن ايراد الاشكال. فالاشكال لا يراد منه ان يكون نكالا ووبالا على اهل العلم. بعيبهم ولو لم يرد به فاذا ترطب في اخراجه في قالب الحسن فهذا انفع قال والدليل قوله تعالى وقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله تعالى من يتوكل على الله وحسبه وقوله تعالى وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك وتقلبك في الساجدين. انه هو السميع العليم. وقوله وما تكون في وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمله لكنا عليكم شهودا اذ تفيضون والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشفوق عليه السلام عن النبي المشهود والدليل من السنة حديث جبرائيل عليه السلام المشهور عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول لله صلى الله عليه وسلم طلع علينا رجل شديد شديد سراج الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه الا احد وجلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه. ووضع كفيه على اليه فقال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان ان استطعت اليه سبيلا. وقال صدقت كما عجبنا لو يسأله ويصدقه. قال قال اخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. قال صدقت قال اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراهم فانه يراك. قال صدقت. قال فاخبرني عن الساعة. قال ما المسئول عنها باعلم من السائل قال اخبرني عن قال ان تلد الامة ربتها وان ترى الحفاة عراة عالة رعاة شاي بالدنياك. قال فماذا فلبسنا من يا؟ فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر اتدري من السائل ان الله ورسوله اعلم. قال هذا جبريل اتاكم اعلمكم امر دينكم العصر الثالث معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم. هو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم عاش من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل. عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ولهم وله من العمر ثلاث وستون سنة منها اربعون قبل النبوة وثلاث وعشرون نبيا رسولا رب ارسل بالمدثر وبلده مكة. بعثه الله بالنذارة عن الشرك النذار يشبع النداء هذا يكسر الغلط فيها النذر هي النداء واشرت الى ذلك بقول ادارة في الوزن كالبشارة عن الامام الشافعي مختارا النجارة تحفظ بايش؟ كلمة البشارة. اشارة الى هذا الشافعي. نعم بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو الى التوحيد. والدليل قوله تعالى انذر ربك فكبر وثيابك فطهر فاهجر ولا تمنو تستكثر لربك اصبر انا قمت انذر انذر ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد ينذر عن الشرك ويدعو الى التوحيد. ربك فكبر اي عظمه بالتوحيد وثيابك فطهر. اي طهر ما لك عن الشرك والرجس فاهجر الرز الاصنام وهجرها تركها وهجرها تركها واهلها والبراءة منها واهلها وعداوتها واهلها وفراقها واهلها. اخذ على هذا عشر سنين يدعو الى توحيد وبعد العشر عرج به الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس وصلى في مكة ثلاث سنين بعدها امر بالهجرة الى المدينة. والهجرة فريضة على هذه الامة من بلد الشرك الى بلد الاسلام. وهي الى ان تقوم الساعة والدليل قوله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمين قالوا بما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض. قالوا ولم تكن ارض الله واسعة انفذها اليوم فيها اولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلتهم ولا يهتدون سبيلا. فاولئك اسأل الله ان يعفو عنا. كان الله عفوا غفورا. وقوله تعالى يا عبادي الذين امنوا الارض واسعة فاياي فاعبدون قال البغاوي رحمه الله تعالى سبب نزول هذه الآية للمسلمين الذين بمكة لم يهاجروا ناداهم الله باسم الايمان والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم لا تنقطع الهجرة حتى التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها فلما استقر بالمدينة وقمر فيها بقية شرائع الاسلام مثل الزكاة والصوم والحج والاذان والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وغير من شرائع الاسلام اخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه ودينه وهذا دينه لا خير الا دل الامة عليه. ولا شر الا حذرها عنه. والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه. والشر الذي حذرها عنه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأبى بعثه الله من الناس كافة واقترض طاعته على جميع الثقلين الجن والانس. والدليل قوله تعالى يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. واكمل الله له الدين. والدليل قوله تعالى اليوم مات لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون. ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون. والناس اذا ماتوا يبعثون والدليل قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم وبها نخرجكم تارة اخرى. وقوله الله منبتكم من الاطيبات ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. وبعد البعث محاسبون انه مجزيون باعمالهم والدليل قوله تعالى ولله ما في السماوات وما في الارض ليجزي الذين اساء بما عملوا ويجزي الذين احسنوا من حسنى. ومن كذب بالبعث كفر والدليل قوله تعالى زعم الذين كفروا قل بلى وربي لتبعثن ثم بما عملتم وذلك على الله يسير وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين. والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا الناس على الله حجة بعد الرسل. واولهم نوح واخرهم محمد عليه الصلاة والسلام وهو خاتم النبيين لا نبي بعده. والدليل قوله تعالى ما كان محمد ابدا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والدليل على ان نوحا اولهم رسل قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا والى نوح والنبيين من بعده وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد عليهما الصلاة والسلام يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله. قال ابن القيم رحمه الله تعالى ومعنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبوده او متموع او مطاع. والطواغيت رؤوس خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن حكم بغير ما انزل الله. والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكوم الطاغوت ويؤمن بالله. فقد استمسك بالعروة الوثقى قال انفصام لها سميع عليم وهذا هو معنى لا اله الا الله. وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سلامه الجهاد ودروة سنامه الجهاد في سبيل الله. والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم بهذا نكون قد قرأنا كتاب ثلاثة الاصول تاما في هذا البرنامج. ولن يحدث في غيره من الكتب. فلن نقرأ الكتاب تاما ولن نشرح الكتاب تاما. وانما سنقسم كل كتاب في المجالس الى مقادير فنقول من المقدار كذا الى كذا نذكر ما يفتح به من التنبيهات والاشكالات وكشف الشبهات ثم نستحضر ما لديكم في المقطع نفسه ثم داري نفسه ثم لن تقل الى ما بعده وهكذا لكننا هذه المرة قرأنا الكتاب تدريبا على هذا البرنامج ثم بعد ذلك سنستوي بالطريقة التي ذكرتها لكم. نبتدئ غدا ان شاء الله تعالى صيانة كتاب ثلاثة اصول بالموارد الثلاث. وهي ابداء التنبيهات وحل الاشكالات وكشف الشبهات وتنشيطا للحاضرين وابتغاء تقوية العلم والدين فاننا سنرصد نقاطا لمن يأتي بشيء باعتداد به. فاذا جاء باشكال مريح او تنبيه فطن ستكون له ثم بعد ذلك في اخر البرنامج الذي يجمع نقاطا اكبر ستكون له جائزة مقابل ما استفدناه منه من العلم جزاه الله او خيارات. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على رسوله محمد واله وصحبه اجمعين