السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله حمدا حمدا والشكر له ثواني وتترا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم بكرة واصيلا وعلى اله وصحبه ومن اتخذه اماما وخيلا ودليلا اما بعد فهذا المجلس التاسع والثلاثون في شرح الكتاب الاول من برنامج الكتاب الواحد بسنته الثالثة خمس وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وست وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد للعلامة عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله المتوفى سنة خمس وثمانين ومئتين والف فقد انتهى بنا البيان الى قوله باب ما جاء ان سبب بني ادم دينهم هو الغلو في الصالحين نعم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين اجمعين قال نصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم والغلو في الصالحين. قال الشارخ رحمه الله قوله تركهم بالجذع عطفا على المضاف اليه. واراد المصنف رحمه الله تعالى بيان ما يؤول اليه الصالحين من الشرك بالله في الالهية. وهو ينافي التوحيد الذي دلت عليه كلمة الاخلاص شهادة ان لا اله الا الله بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله هو الغلو اصله مجاوزة الحد اصله مجاوزة الحد بالافراط والتعدي بالافراط والتعدي ومنه غليان الماء فاذا اشتدت حرارته وجاوزت الحد المعتاد بانت من الماء تلك الحال وقوله يقول اليه اي يرجع اليه فالاول اعود الشيء فالاول عودوا الشيء واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين معنى ما ترجم به المصنف في قوله باب ما جاء ان السبب كفي بني ادم وترى فيهم دينهم هو الغلو في الصالحين فقال قوله تركهم بالجو عطفا على المضاف اليه وهو الاسم الموصول ما فتقدير الجملة باب الذي جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم والاسم الموصول مجرور بالاضافة وتركهم معضوف عليه والمعطوف تابع لحكم ما عطف عليه اعرابا وبناء وزاد ابن قاسم وغيره مما يحتاج اليه في اعراب الجملة قولهم دينهم بالنصر بان لا يتوهم انه مجرور فالمصدر ترك عمل عملا فعله فصارت كلمة دينهم منصوبة به فتقدير الجملة وترك الناس دينهم فسواء السبيل بقراءة الترجمة باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين ثم كشف الشارع رحمه الله المقصود المصنف لعقد هذه الترجمة فقال واراد المصنف رحمه الله تعالى بيان ما يؤول اليه ان يرجعوا اليه وينتهي بصاحبه الغلو في الصالحين من الشرك بالله في الالهية الذي هو اعظم ذنب عصي الله به وهو ينافي التوحيد الذي دلت عليه كلمة الاخلاص شهادة ان لا اله الا الله وكلامه يتضمن امرين احدهما الاعراب عن مراد المصنف من الترجمة انه الاعلام انه الاعلام بما ينتهي اليه الغلو في الصالحين الاعلام بما ينتهي اليه الغلو في الصالحين وهو الوقوع في الشرك بالله وهو الوقوع بالشرك بالله بالله بالهيته اذ يكونوا لهؤلاء الصالحين حظ في قلوب معظميهم فيتوجهون اليهم بالرغبة والرهبة ويجعلون لهم اعمالا يتقربون بها من دعاء وذبح ونذر ومحبة وخوف وغير ذلك والاخر الاعلام بان الغلو في الصالحين الاعلام بان الغلو بالصالحين ينافي التوحيد الذي دلت عليه كلمة الاخلاص ان الغلو في الصالحين ينافي التوحيد الذي دلت عليه كلمة الاخلاص شهادة ان لا اله الا الله فمدلولها ان يكون الحب والتعظيم كله لله فلا يتوجه الى احد ديوان وقصد الصالحين بالرغبة والرهبة والمحبة والتعظيم ينادي كلمة التوحيد فمن قال لا اله الا الله لا يجعل لغير الله شيئا من رغبته ورهبته ومحبته وخوفه وتعظيمه وابين مما ذكره الشارح ما ذكره ابن عمه الشارح الاول سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد فانه عمد الى وصل الباب السابق بهذا الباب فقال لما ذكر المصنف بعض ما يفعله عباد القبور مع الاموات لما ذكر المصنف بعض ما يفعله عباد القبور مع الاموات من الشرك اراد ان يبين السبب في ذلك اراد ان يبين السبب في ذلك ليحذر ليحذروا وهو الغلو مطلقا لا سيما في الصالحين وهو الغلو مطلقاه لا سيما الصالحين انتهى كلامه وذكر نحوه متبعا له جماعة بعده منهم حمد بن عتيق في ابطال التنديد وابن قاسم العاصمي في حاشية كتاب التوحيد هو سليمان بن حمدان في الدر النضير تعرف هو وهم الصلة بين البابين لان الباب المتقدم عليه كان معلما ببعض ما يفعله عباد القبور مع الاموات من الشرك فاراد ان يبين هنا السبب الذي اوقعهم في ذلك وهو الغلو مطلقا ولا سيما الصالحين وابين من هذا وذاك ان يقال ان المصنف لما فرغ بالتراجم السابقة قريبا من نصب براهين التوحيد باقامة الحجة في الفارق بين الخالق والمخلوق اولا ثم اعادته ثانيا ثم بيان ملك الله الشفاعة ثم تأكيد خلوص ملكها لله عمد الى بيان السبب الذي تتلاشى امامه براهين التوحيد الظاهرة ويقع الناس به في الشرك وهو الغلو في الصالحين فذكر المصنف براهين التوحيد بينة او ظاهرة حتى اذا جليت للاخرين كتابه اراد ان يعلمه بان هذه البراهين مع قوتها وشدة ظهورها الا انه اعترى الخلق سبب عظيم جالت به انوار هذه البراهين عند كثير من العالمين وهو غلوهم بالصالحين الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغنوا في دينكم الاية. قال رحمه الله الغلو هو الافراط في التعظيم بالقول والاعتقاد اي لا ترفع المخلوق عن منزلته التي انزلها الله عز وجل فتنزلوه منزلة التي لا تنبغي الا لله والخطاب وان كان لاهل الكتاب فانه عام يتناول جميع الامة تحذيرا لهم ان يفعلوا فعل النصارى عيسى عليه السلام واليهود في العزير. كما قال تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم من الحق ولا يكونوا في الذين اوتوا الكتاب من قبل فقال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقروني النصارى بن مريم انما انا عبد فكونوا عبد الله ورسوله ويأتي فكل من دعا نبيا او وليا من دون الله فقد اتخذه اله وظاهر النصارى في شركهم وضاهى اليهود في تفريطهم فان النصارى غدوا في عيسى عليه السلام واليهود عادوه وسبوه وتنقصوه فالنصارى افرصوا واليهود فرطوا وقد قال تعالى ما الذي كانا يأكلان الطعام الآية في هذه الاية وامثالها الرد على النصارى واليهود قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ومن تشبه من هذه الامة باليهود والنصارى الدين بافراط فيه او تفريط فقد شابههم قال وعلي رضي الله عنه حرق الغالية من الرافضة فامر باخذين خدت لهم عند بابك الله عنهم على قتلهم لكن ابن عباس رضي الله عنهما مذهبوا ان يقتلوا بالسيف من غير تحليق وهو قول اكثرهم علماء بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احد مفرداتها فقوله الافراط هو مجاوزة الحد بالزيادة هو مجاوزة الحد بالزيادة قوله لا تطروني الاطراء هو التعدي في المدح هو التعدي في المدح المقترن بالكذب والمبالغة فيه المقترن بالمبالغة والكذب في قوله وضاه المضاهاة المشابهة مضاهاة المضاهاة المشابهة فقوله طه النصارى اي شابههما موافقا لهم قوله تفريطهم التفريط ومجاوزة الحد في التقصير عنه مجاوزة الحد بالتقصير عنه وكل مطلوب شرعي بل الشيطان فيه من ابن ادم طلبتان احداهما الافراط والاخرى التفريق ذكره ابو عبدالله ابن القيم فجمهور الخلق يضيعون الامر الشرعي تارة بالتفريط فيه تقصيرا وتارة بالزيادة عليه اصراطا والموافق للشرع اقامة العبد نفسه على الصراط المستقيم الكائن بين سيئة الافراط وسيئة التفريط وهو المذكور في قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا اي عدلا خيارا متفقا كونهم عدولا قيارا لاخذهم بالصراط المستقيم بالصراط المستقيم متجافينا حال الاضطراب والتفريط هذا معنى قول بعض السلف الحسنة بين سيئتين اي بين سيئة التفريط والافراط ونظم هذا المعنى تعريفا وتوقيفا عليه فالح للظاهر بمنظومته في مصطلح الحديث فقال في بيت سيار خير الامور الوسط الوسيط وشرها الإفراط والتفريط خير الامور الوسط الوسيط وشرها الاغراق والتفريق وقوله حرق الغالية اي الفرقة المجاوزة الحد في غلوها اي الفرقة المجاوزة الحدة في غلوها قوله باخاديد جمع اخدود باخاديد جمع اخدود وهو الشق العظيم في الارض وهو الشق العظيم في الارض قوله هدت لهم اي شقت قوله خدت لهم اي دقت قوله عند باب كندة هو باب من ابواب دور الكوفة المحيط بها هو باب من ابواب نور الكوفة المحيط بها فان الكوفة كانت محصنة بسور مدار عليها جعلت له ابواب سميت باسماء باسماء يناسبها منها باب كندة سمي بقبيلة كندة التي سكنت الكوفة فتوطنت قريبا من هذا الباب فنسب الباب اليها وقيل باب الدين ده واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارحة رحمه الله شرع يبين معنى الدليل الاول من الادلة التي ذكرها المصنف في هذا الباب وهو قول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم الاية فقال الغلو هو الافراط في التعظيم بالقول والاعتقاد اي مجاوزة الحد تعظيما وقوله بالقول والاعتقاد خرج مخرج الغالب لا ارادة الحصر فان الغلو له ثلاثة موارد احدها الغلو للاعتقاد وثانيها الغلو بالقول وثالثها الغلو بالعمل وربما تطرق الافراط في التعظيم زائدا عن الحد المأذون به باعتقاد او قول او عمل فمن الغلو في الاعتقاد للصالحين امتناع القلوب بالجزم برفع مقاماتهم الى رتب ليست لهم فيجزم معظمهم عاقدا قلبه على ان الولي الفلاني برتبة كذا وكذا ومن الغلو فيهم بالقول كثير مما يجري على السنة الشعراء بمدح اولئك المعظمين واضفاء هالات من القدسية عليهم ومن الغلو في العمل معهم ما يجعل لهم من اعمال هي لله ليست لهم كمن يذبح لهم او ينذر لهم او غير ذلك فلا ينحصر الغلو للافراط بالتعظيم بالقول والاعتقاد بل يجامعهما العمل ايضا ولعل الشارح اقتصر عليهما بانهما مبتدأ الامر فان الغلو اول ما ينشأ يكون باعتقاد يؤدي الى قول فلا يزال يأخذ بالعبد اعتقادا وقولا حتى يجره الى الغلو في العمل ومن المسالك المعروفة عند اهل العلم اقتصارهم بالتنبيه على اصل الشيء دون استكمال متعلقاته فانه اذا ثبت اصله تبعه غيره فذكر القول والاعتقاد منبه على تبعية العمل لهما فهو الاصل الذي ينشأ منه العمل فامتلاء القلوب بالتصديق والاعتقاد يؤدي الى جريان العمل على الجوارح ثم قال الشارح في بيان معنى النهي المذكور في الاية وهو قوله لا تغلوا في دينكم اي لا ترفع المخلوق عن منزلته التي انزله الله فتنزلوه المنزلة التي لا تنبغي الا لله وهذا التفسير وباعتبار تعلق النهي بحالهم فانهم وقعوا في هذا النوع من الغلو وهو رفعهم المخلوق الى منزلة الخالقين كما سيأتي والا فالوضع اللغوي بمعنى الاية لا تغلوا في دينكم لا تقعوا بالغلو بالدين الذي تتدينون به وهذا لا ينحصر فيما ذكره الشارع بل يندرج هو فيه وغيره من كل غلو يمكن وقوعه في الدين فالنهي بقول الله عز وجل لا تغلو في دينكم يعم جميع افراد ما يتدينون به واقتصر الشارع على تعيين فرد من تلك الافراد بقوله اي لا ترفع المخلوق عن منزلته التي انزله الله فتنزلوه المنزلة التي لا ينبغي الا لله لانه هو الواقع من اهل الكتاب فان اهل الكتاب من اليهود والنصارى وقعوا في هذا فان اليهود جعلوا عزيرا ابن الله وعظموه كتعظيم الله والنصارى جعلوا عيسى ابن مريم ابنا لله وقالوا ان الله ثالث ثلاثة واتخذوا عيسى وامه الهين من دون الله ما الذي وقع فيه اهل الكتاب من اعظم غلوهم هو هذا الذي ذكره الشارع فاقتصر عليه لاجل ذلك وقال لا ترفع المخلوق عن منزلته التي انزله الله فتنزلوه المنزلة لدى الذي لا تنبغي الا لله فالاقتصار في البيان على هذا استدعاه الحال التي عليها اهل الكتاب ثم قال الشارح والخطاب وان كان لاهل الكتاب اي لتصديره بالنداء بقوله يا اهل الكتاب فانه عام يتناول جميع الامة تحذيرا لهم ان يفعلوا فعل النصارى في عيسى عليه السلام واليهودي في العزير كما قال تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من من الحظ ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل وطال عليهم الامد فقست قلوبهم الاية فنهيه سبحانه اهل الكتاب عن الغلو في الدين هو نهي لنا نبهنا بنهيهم للحال التي وقعوا فيها وهي رفعهم المخلوق الى رتبة الخالق ونهينا عن مشابهتهم فقيل في التنزيل ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم زجرا عن الاحوال المرذولة التي ال اليها اهل الكتاب لما طال عليهم الزمن وتغيرت قلوبهم قسوة وتركوا الدين الذي جاءت به الانبياء ثم قال الشارع تأكيدا لهذا المعنى ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تضروني كما اطبت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبدالله ورسوله ويأتي فتعيين النهي عن الاضرار بمضاهاة الحال التي كان عليها النصارى. اعلام بانهم وقعوا بالغلو في عيسى ابن مريم تحذر النبي صلى الله عليه وسلم امته من مشابهتهم ان يرفعوه صلى الله عليه وسلم فوق المقام الذي له وامرهم ان ينزلوه المقام الذي رضيه الله عز وجل له. فيقول عبد الله ورسوله ويأتي زيادة بيان عند ذكر هذا الحديث ثم قال الشارح فكل من دعا نبيا او وليا من دون الله فقد اتخذه الها لانه جاوز به حد المخلوق الى حد الاله فالاله هو الذي يدعى ويرجى ويسأل فاذا دعا احد نبيا اوليا فقد اتخذه الها قال وضاهى النصارى في شركهم وضاهى اليهود في تفريطهم فان النصارى غنوا في عيسى عليه السلام واليهود عادوه وسبوه وتنقصوه فالنصارى افرطوا واليهود فرطوا. وقد قال تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة الا يأكلان الطعام الاية ففي هذه الاية وامثالها الرد على النصارى واليهود انتهى كلام وما ذكره من المقابلة بين اليهود والنصارى هو باعتبار حال عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فان النصارى افرطوا فيه حتى جعلوه اله واليهود فرطوا فيه حتى نسبوه الى النقائص والنقائص فالامر بين الفريقين كما قال المصنف كما قال الشارع فالنصارى افرطوا واليهود فرطوا وباعتبار الاصل الكلي الذي عقد المصنف الترجمة لاجله فان اليهود والنصارى كلاهما وقع في الغلو كما سبق ذكر غلو اليهود في عزير كما غلت النصارى في عيسى وامه ثم قال الشارع قال شيخ الاسلام رحمه الله يعني ابن تيمية ومن تشبه من هذه الامة باليهود والنصارى افي الدين بافراط فيه او تفريط فقد شابههم فمن وجوه الشبه بين دين اليهود والنصارى ودين بعض المنتسبين الى الاسلام وقوعهم في الافراط او التفريط فان دين الاسلام دين وسط كما سلف يسلك باهله الصراط المستقيم والعدول عنه الى الافراط او التفريط مجانب الصراط المستقيم. وهي حال اليهود والنصارى فمن وقع منه في هذه الامة افراط او تفريط فله حظ من مشابهة اليهود والنصارى الذين نهينا عن مشابهتهم اشد النهي ولابن تيمية الحفيد رحمه الله كلام اخر بسط فيه وقوع هذا بالصدر الاول ممن غلا وهو ذو الخويصرة واصحابه فكان لهم من حال العبادة ما ينكرون فيه امتيازا عن غيرهم بكثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم القرآن حتى انا بهم غلوهم في الدين الى الخروج على المسلمين وقتالهم والسباحة دماء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واموالهم فوقع منهم من الشر ما لا يزال اثره قائما حتى اليوم فان لكل قوم وارد وتلك الفرقة التي نجمت في صدر الاسلام لا تزال تظهر في قرون الامة قرنا بعد قرن غالية في الدين محاربة المسلمين والنفور من الجفاء بالتقصير في احكام الشرع ينبغي ان يقابله في نفس العبد النفور من الغلو بالافراط فيه فالجهات والغولات كلاهما على طرفيه نقيض عند اهل الصراط المستقيم فاهل الصراط المستقيم يأطرون انفسهم عليه ويأمرون الناس بالعدل ويتبعون الحق وينابذون المفرط والمفرط ويرون الافراط والتفريط عورتين من العورات التي تهتك بها بيضة الاسلام ويؤتى الاسلام من قبلها فيتسلل الشر الى المسلمين من اهل الجفاء تارة ومن اهل الغلو تارة اخرى ولا يخرج العبد من صولة الافراط والتفريط الا بالعلم بالصراط المستقيم فاذا عرف الصراط المستقيم وحقق منازله وادرك ما اراده الله عز وجل منه من الامر او النهي امكنه ان يبرأ من شر الافراط والتفريط اما الجهل بالصراط المستقيم وعدم معرفة منازله فهو الذي يؤدي بالناس تارة الى الافراط وتارة الى التفريط فترى فيهم الجفاة الذين يفرطون في احكام الشرع وترى فيهم الغلاة الذين يفرطون في احكام الشرع فهؤلاء ينقصون منه وهؤلاء يزيدون فيه وكلا الطائفتين تتمسح بالشريعة الاسلامية وتنسب نفسها الى الطريقة المحمدية والكاشف لجناية الطائفتين على الاسلام هو العلم فمن كمل علمه بالشرع كملت معرفته بالصراط المستقيم وميز طريق الغلاة وطريق الجفاة والسبيل الى اخذه العلم هو تلقيه عن العلماء الموثوقين المأمونين المعروفين للسلامة ديانتهم وصحة اعتقادهم وحسن اخذهم العلم وانهم نقلوا العلم عن من قبلهم ممن شهر بالعلم فعلمهم ودينهم مأخوذ تحققا وتثبتا على جادة سوية غير غير مختلط بما يفسده ويوقع العبد في افراط او تفريط. واذا ظل العبد هذه الجادة السوية والطليقة السنية ربما اوتي من دعوى علمه فهو يجب فيتركوا شيئا من الدين او يغلو فيزيد في الدين تحت دعوى ان هذا حكم الشرع وهو مدع زورا على الشرع اي ما ليس فيه ثم نقل الشارح رحمه الله تعالى قولا اخر لابن تيمية الحفيد انه قال وعلي رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه حرق الغالية من الرافضة فامر باخاديد قدت لهم عند باب كندة فقدفهم فيها واتفق الصحابة رضي الله عنهم على قتلهم لكن ابن عباس مذهبه ان يقتلوا بالسيف من غير تحريق وهو قول اكثر العلماء. انتهى كلامه وفيه بيان سوء عاقبة الغلو لما جر هؤلاء الذين غلوا في علي حتى ادعوا فيه الالوهية فحرقهم علي رضي الله عنه وشق لهم الاخاديد واوقد النيران فيها عند باب كندة من سور الكوفة وشهر عنه انه انشد لما رأيت الامر امرا منكرا حججت نائي ودعوت قمبرا يعني مولاه ووافقه الصحابة رضي الله عنهم على قتلهم لانهم غلوا حتى وقعوا في الكفر ولم يخالفه احد في ذلك الا ابن عباس فان ابن عباس انكر عليه تحريقهم بالنار وكان مذهبه ان يقتلوا بالسيف من غير تحليق وهو قول اكثر العلماء وهو اصح القولين انهم يقتلون بالسيف من غير تحليق. لكن عليا رضي الله عنه اجتهد لما رأى نكرة ما اقترفوه وبشاعة ما افترعوه من ادعاء الالوهية فيه فعظم لهم العقاب وشدد لهم في العذاب ليقطع شأبتهم ويستأصلهم ويشتد جذورهم فلا يبقى احد منهم ومن طرائق السياسة الشرعية في التعزيرات الابلاغ في العقاب ليرتدع الناس اذا تهتكوا في شيء ففعل علي رضي الله عنه مبني على اصل ثني سني للسياسة الشرعية. لكن صورته في التحليق في النار هي التي خالفه فيها من خالفه من الصحابة كابن عباس رضي الله عنهما وغيره من العلماء وذكر المصنف رحمه الله تعالى في قرة عيون الموحدين زيادة بيان عند هذا الموضع بعد ان ذكر غلو الغالين فقالها في الصفحة التاسعة عشرة بعد ثلاث مئة قال وقد وقع ذلك الشرك في العبادة في هذه الامة نظما ونثرا اي بالغلو في كلام البوصيري البوصيري والبرعي وغيرهما وفيما فعلوه من الغلو والشرب محادة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم فاينما وقع فيه هؤلاء الجهلة من قول من قال لي النبي صلى الله عليه وسلم انت سيدنا وابن سيدنا خيرنا وابن خيرنا فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم اشد الكراهة كما سيأتي في الكلام على هذا الحديث ان شاء الله تعالى وقول القائل ما شاء الله وشئت. فقال فجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده انتهى كلامه وفيه الخبر بان ما وقعت فيه اليهود من النصارى من الغلو المؤدي الى الشرك في العبادة وقع في هذه الامة ايضا وسيأتي من كلام سليمان ابن حمدان ما يبين رواجه وشيوعه عند المتأخرين نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح لما هلكوا اوحى الشيطان الى قومهم انصتوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى حتى اذا هلك اولئك ونسيا قال الشارح رحمه الله قوله في الصحيح اي صحيح البخاري وهذا الاثر اختصره المصنف رحمه الله تعالى ولفظ ما في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال صارت الاوثان التي كانت في قبر نوح في العرب بعد. اما ود فكانت لكلب بدومة الجندل. واما سواع فكانت لهذه واما يغوث فكانت لمراد ثم لبني لطيف بالجف عند سبأ واما يعوق فكانت بهمدان واما نسر فكانت لحميران اسماء رجال صالحين في قوم نوح الى آخره. وابن اسحاق نحو هذا. وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد قال حدثنا مهران وعن سفيان وعن موسى عن محمد ابن قيس ان يغوت ويعوق كانوا قوما صالحين من بني ادم وكان لهم اتباع يقتدون بهم اما ماتوا قال اصحابهم لو لو صورناهم كان اشوق لنا الى عبادة. فصوروهم فلما ماتوا وجاء اخرون دب اليهم ابليس فقال انما اكانوا يعبدونه وبهم يسقون المطر فعبدوهم قوله انصبوا هو بكسر الصاد المهملة قوله انصابا جمع نصب والمراد به هنا الاصنام المصورة على صور اولئك الصالحين التي نصبوها في مجالسهم وسموها باسمائهم وفي سياق حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما يدل على ان الاصنام تسمى اوكانا فاسم الوثني يتناول كل معبود من دون الله سواء كان ذلك المعبود قبرا او مشهدا او صورة او غير ذلك قوله حتى اذا هلك اولئك اي الذين صوروا تلك الاصنام قولهم ونسي العين البخاري وينسخني ونسخ فوقعوا في الشرك ظنا منهم انه ينفعهم عند الله. ما الذي معه اسرة الشيخ عبد الله عشان قوله ونسي العلم ايوا اكمل رواية البخاري ايش وينسى ايش بيان وتنسخ جاء النسخة ولا مغيرها هو محاشية ادي الصور نسي العلم ورواية البخاري وتنسخ ورواية البخاري وتنسق نعم الله اليكم قال رحمه الله قوله عبدت لما قال لهم ابليس ان من كان قبلكم كانوا يعبدونه الاصنام وامرهم بها اصابهم ومعبودهم في الحقيقة. كما قال تعالى عدو مبين وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم جبلا كثيرا افلم تكونوا تعقلون وهذا يفيد الحذر من الغلو ووسائل الشرك وان كان القصد بها حسنا. فان الشيطان ادخل اولئك في الشرك من باب الغلو في الصالحين والافراط فيما كما قد وقع مثل ذلك في هذه الامة اظهر لهم غلو البدع في طلب تعظيم الصالحين ومحبتهم ليوقعهم فيما هو اعظم من ذلك من عبادة له من دون الله وفي رواية انهم قالوا ما عظم اولون هؤلاء الا وهم يظلون شفاعتهم عند الله اي يؤدون شفاعة اولئك الصالحين الذين صوروا تلك الاصنام على صورهم وسموها باسمائهم ومنه لا يعلم ان اتخاذ الشفعاء ورجاء شفاعتهم في طلبها منهم شرك بالله كما تقدم بيانه في الايات والمحكمات بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد سياقها والجهة الثانية الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله هلكوا اي ماتوا والهلاك يستعمل بمعنى الموت وربما اريد به الموت على وجه يكره وربما اريد به الموت على وجه يكره قوله اوحى الشيطان اي القى اليهم اي القى اليهم والوحي هو اعلام خفي والوحي هو اعلام خفي قوله ان ينصبوا اي ارفعوا بناء مستشرفا تستقبلونه ان يرفعوا بناء مشرفا تستقبلونه وهو بكسر الصاد قوله انصابا جمع نصب جمع نصب اي ابنية مرتفعة اي ابنية مرتفعة تمثل فيها صور هؤلاء تمثل فيها طوعوا هؤلاء وهي اصنام مصورة وهي اصنام مصورة ولا تختص النصب بالاصنام بل كل بناء مرتفع يسمى بذلك ومنه النصيب ومنه النصيبة ما هي النصيبة معروفة عندكم في الاردن كذا هي من لغة من فصحى العامية عندنا وهي الحجارة التي تميز بها حدود الطريق او العورة وهي الحجارة التي تميز بها حدود الطريق او الام قوله بدومة الجندل تفتح بالها عند المحدثين تفتح دارها عند المحدثين واباه واباه اللغويون فذكروا ان الدال مضمومة وانها تسمى دومة الجندل وجزم ابن دريد منهم بان الفتح خطأ وجزم ابن دريب منهم بان الفتح بابا وقووه لانها منسوبة الى دوما ابن اسماعيل بانها منسوبة الى دوما ابن اسماعيل وهو بضم الدال والضم اصح من الفتح قوله لبني غطيف بفتح الغين المعجمة قوله بالجرف موضع معروف الى اليوم في صنعاء اليمن موضع معروف الى اليوم في صنعاء اليمن قوله لهمدان بالدال المهملة قبيلة من قبائل العرب ومنازلها اليمن اما بالذال فهي همزان بلدة معروفة ينسب اليها من ما الذي ينسب اليها مشهور ماشي لا مو مشهور زي اللي ها المقامات الادبية مقامات الحريري ينسب اليها شو اسمه بديع الزمان الهمداني صاحب المقامات المعروفة التي تضاها التي تضاهي عند الادباء مقامات الحريري. وهما اشهر المقامات الادبية قوله مشهدا المشهد المقام الذي يشهده الخلق تعظيما له المشهد المقام الذي يشهده الخلق تعظيما له قوله وترسخ اي دال فالنسخ هو الازالة قوله ابلا اي خلقا قوله في قالب القالب وايش البلاد هو صورة الشيء ومثاله هو صورة الشيء ومثاله تعرفون قوالب الثلج هي من هذا سميت قوالب لان يوضع فيها الماء فيتجمد ثم يخرج على هذه الصورة واختلف في عربيته كما تقدم فذهب ابن الطيب الى انه معرم غير عربي. وذهب المحب الى انه عربي. والاول اصح. وسبق بيان واما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين الدليل التالي التالي من الادلة التي ذكرها المصنف رحمه الله في هذا الباب وهو قوله في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى الحديث وابتدع بيانه بان قال قوله في الصحيح اي صحيح البخاري. فالحديث مخرج عند البخاري قوت كل ما في صحته والاظهر انه ضحيح ثم قال وهذا الاثر اختصره المصنف رحمه الله ولفظ ما في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال اشعرت الاوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد اما ود فكانت لكلب بدومه اي لقابلة كلب بدومة الجنة. واما سواع فكانت لهذيل اي لقبيلة هذيل من قبائل الحجاز. واما فكانت لمراد اي لقبيلة مراد. ثم لبني غطيف بالجرف عند السبأ عند سبأ اي في بلاد اليمن فكانت اولا فكان اولا صنما معظما في قبيلة مراد ثم تحول الى بني غضيف باليمن واما يعوق فكانت لهمدانا. القبيلة اليمانية. واما نسر فكانت لحمير لال ذي القلاع وهي من قبائل اليمن اسماء رجال صالحين في قوم نوح الى اخره وروي عن عكرمة والضحاك وابن اسحاق نحو هذا فالاثر المذكور بين ان هذه اسماء رجال صالحين في قوم نوح ثم قالت اصناما تفرقت في قبائل العرب وقول ابن عباس رضي الله عنهما في قوم نوح يعني في قومه الذين بعثوا في قومه الذين بعث والا هؤلاء فهم متقدمون عليه فكانوا رجالا في عشيرته وقومه وغلا فيهم الناس فوقعوا في الشرك فبعث الله اليهم نوحا ينهاهم عن الشرك فنسبوا الى قوم نوح وان كانوا وان كان نوح متأخرا عنهم لانهم كانوا من عشيرته الذين بعث صلى الله عليه وسلم اليهم ثم قال الشارع وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد قال حدثنا مهران بكثر ميمه لا فتحها عن سفيان عن موسى عن محمد ابن قيس ان يغوث ويعوق ونسرى كانوا قوما صالحين من بني ادم وكان لهم اتباع يقتدون بهم فلما ماتوا قال اصحابهم لو صورناهم كان اشوق لنا الى العبادة فصوروهم فلما ماتوا وجاء اخرون اليهم ابليس فقال انما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر فعمدوهم وفيه زيادة بيان ابتداء شركهم بهؤلاء الصالحين وانهم كانوا قوما صالحين من بني ادم اي من ذرية ادم فان نوحا كان بعد ادم عليه السلام وكان بينهما عشرة قرون من الخلق كما ثبت في الصحيح. فكان هؤلاء من الصالحين الذين تقدموا وكان لهم هم اتباع يقتدون بهم ويأتمون بهم في الصلاح والعبادة. فلما ماتوا قال اصحابهم لو اي جعلنا لهم تصاوير ممثلة يستدعون بذلك لانفسهم الشوق للعبادة كما قال كان اشوق لنا الى العبادة اي كان ابلغ في تحريك قلوبنا الى عبادة الله عز وجل. فانهم اذا نظروا الى صورهم تذكروا احوالهم لحملهم هذا التذكر على تحرك نفوسهم وانبعاثها الى عبادة الله عز وجل فلما مات الجيل الذي طورهم ابتغاء ان يحملهم النظر اليهم على الشوق في عبادة الله على الشوق الى عبادة الله ابليس اي تسلل اليهم ابليس والدليل اسم للحركة اللطيفة الخفيفة والدبيب اسم للحركة اللطيفة الخفيفة فتسلل اليهم ابليس وزين لهم عبادتهم من دون الله. فقال انما كانوا يعبدونه وبهم يسقون المطر فعبدوهم فوقع امر هؤلاء تدرجا في ثلاثة اطوال الطور الاول اتباع اصحاب هؤلاء الصالحين لهم في حال حياتهم. اتباع هؤلاء الصالحين اتباع اتباع هؤلاء الصالحين لهم في حياتهم والاقتداء بهم والدور الثاني تصويرهم بعد موتهم تصويرهم بعد موتهم ليحملهم النظر اليهم ليحملهم النظر اليهم على الشوق الى عبادة الله ليحملهم النظر اليهم الى الشوق على الشوق الى عبادة الله. فيجتهدوا في عبادة الله فيجتهدوا في عبادة الله والطور الثالث اتخاذهم الهة من دون الله اتخاذهم الهة من دون الله فزين لهم الشيطان عبادتهم من دون الله عز وجل وهذه حيل الشيطان فان الشيطان يفتح للعبد بابا من الخير ليفتح عليه مئة باب من الشر فيكيده بما يزين له مما لا يدرك حقيقته وغوره فيتعلق فيه العبد ثم يجره الى ما لا تحمد عاقبته مما لا يخطو في قلب العبد انه يقع فيه فيزين له امرا يستحسنه ولا يزال يفتل له بقيده ويجره شيئا فشيئا حتى يوقعه فيما هو اعظم منك والبصيرة في كيد الشيطان تكون بالعلم فاذا قوي علم العبد بالله وامره استعصى على الشيطان واذا جهل العبد ربه وامره كاده الشيطان كيدا عظيما ومن هنا كان العلماء اشد على الشيطان من العباد لان العلماء يكون لهم من الوقاية بحصن العلم ما يتبعون به كيد الشيطان واما الجهال فان الشيطان يتسلط عليهم حتى يعلو رقابهم واذا نظرت بين حال العالمين وحال الجاهلين بمقارعة كيد الشياطين وقفت على البول الشاتع بين الفريقين فمن عيون المنقول عن الاهلف ابن قيس انه قال اذا جاء الشيطان اليك بالصلاة فقال لك انك ترائي فزدها طولى والداعي الى امره بزيادتها طولا هو ارغام الشيطان. واذهاب كيده فان الشيطان لم يتسلط بكيده على المصلي الا ليقطعه عن الصلاة فارغامه يكون بابطال كيده باقبال العبد على ربه في صلاته وزيادتها طولا واما الجهول فان الشيطان اذا جاءه في مثل هذه المواقع لم يزل به حتى يفسد صلاته بالوسوسة فتجد من الناس من ينكر صلاته نقرا شديدا فاذا سئل عن هذه الصلاة قال انها نفل وانا وانا اخاف من تطويلها ان يأتي الي الشيطان فيصرفني عنها بالوسوسة وما يلقي في نفسي من محبة الرياء او الانشغال عن الصلاة فكاد له الشيطان حتى اوقعه في النقص في صلاته بان ينقرها نقرا سريعا تحت دعوى السلامة من كيد الشيطان ولهذا مثل اخرى في احوال العالمين والجاهلين. ومن احسن الكتب النافعة في هذا كتاب اغاثة اللهفان للعلامة ابن القيم رحمه الله فانه بين كثيرا من مكائد الشيطان وما يردع به الشيطان ويبطل توبوا ثم قال قوله ان انصبوا هو بكسر الصاد المهملة وتقدم ان معناها اي اتخذوا بناء تستقبلونه مشرفا اي مرتفعا قال الشاعر قوله ان صابا جمع نصب والمراد به هنا الاصنام المصورة على صور اولئك الصالحين التي نصبوها في مجالسهم وسموها باسماعهم فزين لهم الشيطان تصوير اولئك الصالحين في تماثيل قائمة يراها هؤلاء فيتشوقون الى العبادة ثم جرهم الى عبادتها من دون الله وكل واحد طوروه سموا التمثال باسمه تصوروا ودا وجعلوا تلك الصورة الممثلة بصنم باسمه وهكذا في سائر الخمسة قال الشارح وفي سياق حديث ابن عباس ما يدل على ان الاصنام تسمى اوثالا رسم الوزن يتناول كل معبود من دون الله. سواء كان ذلك المعبود قبرا او مشهدا او صورة او غير ذلك. انتهى كلامه فالوثن اسم جامع لكل ما يعبد من دون الله فالوزن اسم جامع لكل ما يعبد من دون الله فالصنم يسمى وثنا والمقام المبني على قبر يسمى وثنا هو المشهد العظيم يسمى وثنا الوثن اعم والاصنام منه فان الاصنام هي التماثيل المصورة فان الاصنام هي التماثيل المصورة ثم قال الشارع قوله حتى اذا هلك اولئك اي الذين صوروا تلك الاصنام وهم الجيل الذي جاء بعد الجيل الذي ادرك اولئك وعرفهم واقتدى بهم قال قوله ونسي العلم اي ترك وذهب ورواية البخاري وتنزخ اي زال ولكشمي هنيء وهو من رواة صحيح البخاري ونسخ العلم اي ازيل العلم ورفع منهم وبينه الشارح بقوله اي درست اثاره بذهاب العلماء وعم الجهل حتى صاروا لا يميزون بين التوحيد والشرك فوقعوا في الشرك ظنا منهم انه ينفعهم عند الله ثم قال قوله عبدت لما قال لهم ابليس ان من كان قبلكم كانوا يعبدونها وبهم يسقون المطر فهو الذي زين لهم عبادة الاصنام عبادة الاصنام وامرهم بها فصار هو معبودهم في الحقيقة. كما قال تعالى الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو وان اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم جلا كثيرا افلم تكونوا يعقلون انتهى كلامه فالحال التي انتهوا اليها هي عبادة هؤلاء الصالحين من دون الله عز وجل واوقعهم في هذا ثلاثة امور واوقعهم في هذا ثلاثة امور اولها هلاك من صور تلك التماثيل لقصد صحيح يريد به عبادة الله هذاك من صور تلك التماثيل لقصد صحيح يريد به عبادة الله وهو الشوق الى العبادة وثانيها نسيان العلم بذهابه وزواله وثالثها تسلط الشيطان عليهم بجزين الشرك لهم تسلق الشيطان عليهم بتزيين الشرك لهم فادت بهم هذه الامور الثلاثة الى ان عبدوهم من دون الله سبحانه وتعالى ومدار الامن كله على فقد العلم فان الشيطان لم يتسلط عليهم الا لجهلهم ولا ضرهم هلاك الاولين الا لانهم بهلاكهم ذهب العلم فاذا فقد العلم من الخلق نشأت فيهم مدائن الشرك والبدعة والضلالة وكان الشر فيهم ازيد ممن قبلهم وذهبت حياة قلوبهم بقدر ما فاتهم من العلم فالعلم حياة للبلدان التي يكون فيها وفقده موت لها ذكره ابو عبد الله ابن القيم وشيخ شيوخنا عبد الله ابن بليهد رحمهم الله في منسكه وهذا اصل عظمت الوصية به عند السلف فروى الدالم باسناد صحيح عن ابن شهاب الزهري احد التابعين انه قال كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة ونعش العلم ثبات الدين والدنيا وذهاب العلم ذهاب ذلك كله انتهى كلامه وهي وصية يعثرها ابن الزهاب الزهري احد التابعين عن من مضى من العلماء ممن ادرك من الصحابة كانت ومن ادرك من كبار التابعين كالسعيد ابن المسيب وغيرهما انهم كانوا يذكرون ان نعش العلم يعني بثه واحياءه ونشره ثبات للدين والدنيا اي بقاء للدين والدنيا فاذا قوي العلم بالله وبدينه استقامت للخلق قبور دينهم فاقام الله لهم امور دنياهم فان الله عز وجل تكفل لمن حفظ دينه ان يحفظ الله عز وجل عليه دنياه واذا ذهب العلم من الخلق ذهب الدين والدنيا وما من ولاية قامت على دين ثم نقضته الا نقض الله ولايته فان الدين اعمود للدنيا والاخرة في العاجل والاجل فمن اقام ولايته عليه واعزه واعز اهله وبث العلم فيهم حفظ الله عز وجل عليه تلك الولاية واستقامت له الامور فاذا نقض الدين منها انتقضت تلك الولاية كما تنقض العنكبوت بيتها باوهى الاسباب والله عز وجل غالب على امره والله يحكم ما يريد الحقيق بمن اراد نفع المسلمين ان يعتني بهذا الاصل الاصيل وهو نعش العلم فيهم باحياء وبثه ونشره وسلوك كل سبيل تؤدي الى اقامة العلم والدين فيهم وان اذا في افتراع ابواب تؤدي بهم الى العلم بحسب ما صارت عليه احوالهم فان احوال الناس تغيرت بما ضاقت به احوال معيشتهم الدنيوية. واحدثوه من انماط في التعليم والعمل وغيرهما فصار لا يصفو لهم من اوقاتهم مما يقدرون فيه على اخذ العلم الا الشيء اليسير بعد الشيء اليتيم فلا ينبغي ان يزاد الامر سوءا بان يبقى حال العلم على ما كانت عليه الامور قبل لما كان الطالب فارغا يومه كله لشيخه اذ صار اليوم اذ صارت حاله اليوم مزدحمة بامور اخرى وهو من اصول السياسة الشرعية في الاصلاح واليه اشار عمر بن عبدالعزيز رحمه الله بقوله تحدث للناس اقضية بقدر ما يحدثون من الفساد اي يعامل الناس بانواع من القضاء في الفصل بينهم باشياء تجدد لم تكن عند اسلافهم لما تجدد عندهم من الشر ونظير هذا ان يسلك بهم من الطرائق ما يحفظ عليهم دينهم مناسبا لحالهم حتى يحفظ الدين فيهم ويبقى رطبا غضا ويبسو العلم بالشرع في الناس ولا يختص بمن يستطيع ان يصرف من وقته ساعات كل يوم فان اكثر الناس على غير هذا فهم لا يقدرون الا على صوف شيء يسير من زمانهم فالعاقل الحصيف المجتهد في هداية الخلق يحدث له من الاحوال ما يكون مناسبا لهم ليحفظ دينهم فيدرك امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يبقوا في جهالات بدينهم تحت دعوى ان احدهم مشغول عامة يومه ولا يجد احدا في الوقت اليسير شيئا ينتفع به. فان هذا يؤول الى ضياع الدين والعلم ليس بكثرة الهذر بل بحسن ما يعطى الخلق مما ينفعهم وصاحب العلم العاقل لا يلتمس في كل مقام ان يظهر كل ما عنده من العلم. بل يلتمس ان يظهر ما الذي ينفع الناس فهو يمكنه ان يفسر الفاتحة في خمس دقائق ويمكنه ان يفسر الفاتحة في ساعة ويمكنه ان يفسر الفاتحة في يوم ويمكنه ان يفسر الفاتحة في ايام ويمكنه ان يفسر الفاتحة في شهر ويمكنه ان يفسر الفاتحة في لكن لا يصلح كل لبوس لكل احد. بل يكون لكل احد من الناس ما يصلح له. وهذه الامور لا توقيف فيها. بل هي امور ترجع الى الاجتهاد. فيما يؤدي الى حفظ الدين على الناس فتجد من وهبه الله عز وجل عقلا يراعي هذا في الناس اعانة لهم على حفظ دينهم ويتأكد هذا في الامور العظام في توحيد الله واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم والتحذير من الشرك والبدع فانه اذا قعد عن بيان هذه الاصول العظيمة بحجة ان وقت الناس لا يتسع لهذا وانه لا يصلح الا لطلاب العلم الذين يقعدون عندك ساعات ذهب العلم بالدين من جمهور الناس. ففشل فيهم مخالفة الشريعة والوقوع في الشرك والبدعة والذي جنى هذه الجناية عليهم هو فقد السياسة الشرعية في اصلاح الناس بالعلم فتهوك المتهوكون وتشدد المتشددون ورأوا ان العلم لا يكون الا على وضع كيت وكيت وهذا لا شيء فيه من نظر ولا اثر بل دلائل الشرع على خلاف ذلك وانت ترى في هذه القصة العظيمة شدة ما ادى اليه فقد العلم من الناس. وانهم وقعوا في الشرك بالله عز وجل. فهل ينتظر كل من وهبه الله عز وجل حظا من العلم ان تؤول حال الناس هنا او هناك الى وقوعهم في الشرك العظيم او في البدعة حتى يتحركا فينظر فيما يصلح الناس. اما ان الامر قد بلغ مبلغا عظيما فصار في الناس من مشاهد الشرك والبدعة ما لم يكن فيهم مما مر معنا بعض احواله من الالفاظ الرائجة عند الناس مما يخالف الشرع كقولهم سامحنا يا رسول الله او لعنهم اسرائيل كما سبق ثم قال الشارح رحمه الله وهذا يفيد الحذر من الغلو ووسائل الشرك وان كان القصد بها حسنا فان الشيطان ادخل اولئك في الشرك من باب الغلو في الصالحين. والافراط في محبتهم كما قد وقع مثل ذلك في هذه الامة اظهر لهم الغلو والبدعة قال بتعظيم الصالحين ومحبتهم ليوقعهم فيما هو اعظم من ذلك من عبادتهم لهم من دون الله انتهى كلامه. وفيه بيان ما ينبغي من شدة مباعدة الغلو وانه من وسائل الشرك وان كان قصد العبد حسنا فان القصد الحسن لا يدل على صحة العمل وعند الدارمي باسناد قوي عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال كم من مريد للخير لن يصيبه؟ اي كم من مبتغ يقصد خيرا لكنه لا يصيب طريقه اذ عدل عنه الى غيره. ومن جملة ذلك ما اراده هؤلاء لما صوروا تلك التصاوير وهو ان تحملهم على الشوق الى عبادة الله ثم ادخل الشيطان اولئك في الشرك من باب الغلو فيهم. ووقع مثل ذلك في هذه الامة فان الشيطان لبس عليهم واظهر لهم الغلو والبدع واوقعهم في الشرك في صورة تعظيم الصالحين ومحبتهم فزين لهم ان يعظموا الصالحين ويحبوهم باشياء مخالفة مخالفة للشرع فيها وجرهم ذلك الى الشرك ومنشأ وقوع هؤلاء في الشرك في الصالحين ما افتتحه اولا عليهم بتعظيم فان الشيطان لبس على الناس في هذه الامة بتعظيم قبور الصالحين. فكان اول ما وقع ان عمد الناس الى رفع البناء على قبور الصالحين. ثم وقع منهم تقبيلها والتمسح بها. ثم ازداد الامر سوءا حتى صاروا يتخذونها مقاما للاجتماع ودعاء الله عندها. ثم ازداد الامر سوءا حتى دعوا اولئك المقبورين من دون الله عز وجل واشار الى هذا محمد حامد الفقري رحمه الله في حاشيته على فتح المجيد فقال وما جر الى هذا الغلو الذي ادى الى عبادتهم من دون الله الا تعظيم قبورهم. وبناء القباب وسترها بالاستار وايقاد السجود وقيام السدنة وشياطين الانس عندها لدعوة الناس الى عبادتها بانواع النذور فيعود عليهم من تلك الاموال. والا فكم من عباد صالحين من الصحابة وافاضل العلماء الذين كانوا اكان لهم قدم صدق في الاسلام مدفونون في مقابر مصر والشام وغيرهما هم افضل الاف المرات من امثال البدوي بل نعالهم اشرف واكرم من هذا البدوي واضرابه لا يعرفهم اولئك المشركون. لانهم لم ينصب على قبورهم تلك الانصار ولم عليهم تلك الاوثان ولذلك كان الذي يزعم انه يزور للموعظة وتذكر الدار الاخرة تلك القبور التي نصبت عليها هذه الانصاب والمقاصير يعني الابنية من اجهل الناس وابعادهم عن هدي الاسلام الذي لا يعرف تلك القباب وانما القبور التي لا يبنى عليها ولا يكتب عليها ولا تستر بالاستار الحرير وغيرها فانه من امحل المحال الاتعاظ هذه الاوثان والانصار ومن اعظم الجهل ان تسمى هذه قبورا تسن زيارتها كما تسن زيارة قبور التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر بها. فنسألك اللهم ان تعجل بهدم هذه الاوثان وتطهير الارض من انها كلها تحقيقا لما امر به نبيك صلى الله عليه وسلم وبعث علي ابن ابي طالب الى اليمن صيانة للتوحيد من قدر الشرك الذي اعظم اسبابه هذه القبور. انتهى كلامه وهو كلام عظيم النفع في بيان امرين. احدهما ان مفتاح الوقوع في عبادة الصالحين هو تعظيم قبورهم. ان مفتاح الغلو في عبادة الصالحين هو تعظيم قبورهم فاذا عدل عن الطريقة الشرعية السنية في قبور الناس نشأ هذا مع تطاول الامد الوقوع في الشرك بان يعبدوهم من دون الله سبحانه وتعالى ومن حبائل الشيطان ما يزينه للناس من ان عقول اهل هذا الزمان صار لها من الكمال في المعارف الدنيوية ما لا يمكن ان تقصد معه الى عبادة اولئك المقبولين وهذا من ابلغ الجهل. اذ هؤلاء احذق الناس في تلك العلوم من بلاد اليابان والصين وتلك النواحي يعبدون اصناما لبوذا. من دون الله عز وجل الم تنفعهم حدة اذهانهم وفرط ذكائهم اذ يدركون علوما من علوم الدنيا ويغفلون عن علوم الشرع. فليس كمال العقل في معرفة علوم الدنيا. بل فمانه في معرفة علوم الدين والاخر ان زيارة تلك القبور المعظمة التي جعلت عليها القباب والمشاهد لا تجوز وليست مما يندرج في سنية زيارة القبور فالقبور التي تسن زيارتها هي القبور الموافقة للشرع اما القبور التي عليها البناء والقباب وفيها مشاهد الشرك. فهذه لا تزار فالعبد يفر بدينه من الفتن. وهذا من اعظم الفتن ومآله ترويج هذه المشاهد. وتهوينها في قلوب الناس. والا قلوبهم على النهرة منها حتى صار في الناس من يذهب الى قبر العالم الفلاني او الصالح الفلاني ممن جعل عنده بناء ثم يلتقط صورا ينشرها بل بلغ الامر ان تنشر مشاهد في ايام الاعياد لزيارة الناس الى المقابر في بعض البناء في بعض بلاد المسلمين وهان على من يطالعها عظم الشرك الذي يقعون فيه. واظهر ذلك في صورة من احتفالات الناس في العيد في البلد الفلاني. وهذا كله من الجهل بتوحيد الله عز وجل والا فمن عرف قدر التوحيد وقدر الشرك نفر من هذا اشد النفور ولم يرظى بان تكون هذه الحال حالا مستحبة ممدوحة تشهر وتظهر وتعرف بين الناس. ومنشأ هذا هو الجهل بالدين. فان الجهل بالدين هو الذي اوقع هؤلاء واولئك في هذه الامور. وصاروا يتهاونون بامر التوحيد والشرك. وربما اظهروا هذا في صورة الثقافات. واختلاف الديانات والاطلاع على والحضارات وهذه هي غاية الجهالات. واقذر الزبناء ومن اللطائف التي تدل على مبلغ الفرق في حقيقة التوحيد بين من اشرب قلبه التوحيد ومن لم يبلغ كمال المعرفة فيه ما اخبرني به الشيخ عبدالله المحسن رحمه الله وكان من تلاميذ الشيخ عمر بن محمد بن سليم من علماء بريدة انه ذهب في بعثة من هذه البلاد الى الهند و طافوا في اثناء بقاء بهم فيها على بعض القصور والحدائق للاطلاع والفرجة عليها. فلما وصلوا الى احد القصور قيل لهم انكم لا تدخلون هذا القصر الا بان تخلعوا احذيتكم تعظيما لصاحبه المقبور فيه فلا يدخله الا من خلع نعليه ودخل حافيا. قال فابيت عن ذلك ورجعت وكان ممن معي من وافق ودخل وعلل ذلك بانه للفرج فانظر الفرق بين من امتلأ قلبه بالتوحيد ولم يهن عليه ان يخلع نعليه ليدخل متفرجا تعظيما للتوحيد لئلا يكون هذا الفعل من تعظيم ذلك المقبور. فيرون من المسلمين المنتسبين الى هذه بلاد من يوافقهم على تعظيمهم ذلك المقبور. وهذه امور تتجدد في الناس. تبين بها حقائق ما في قلوبهم من توحيد الله سبحانه وتعالى. لذلك ليس التوحيد دعوا ولا اسما ولا شارة ولا رتبة منصبا بل هو حقائق قلبية اذا امتلأ القلب بها صار عنده التوحيد نورا والشرك ظلمة فالفرق بينهما يظهر عنده اذا رأى النور والظلمة. فالتوحيد نور والشرك ظلمة. ثم قال الشارح رحمه الله وفي رواية انهم قالوا ما عظم اولون ما عظم اولونا هؤلاء الا وهم يرجون شفاعتهم عند الله. اي يرجون الشفاعة اولئك الصالحين الذين صوروا تلك اغنام اغنام على صورهم وسموها باسمائهم ومن هنا يعلم ان اتخاذ الشفعاء ورجاء شفاعتهم بطلبها منهم شرك بالله كما تقدم بيانه في الايات المحكمات عندها كلامه. وفي تلك الرواية كما ذكر الشارح الاعلام بخطر هذا الامر وانه يجر الى اتخاذ اولئك المصورين شفعاء عند الله فيوقع في شرك الشفاعة الذي فاولئك الذين اتخذوا الشفعاء ورجوا شفاه عتهم وقعوا في الشرك وكان مبتدأ الامر تصويرهم في تلك التصاوير الممثلة. نعم الله اليكم قال المصنف رحمه الله فقال ابن القيم قال رجل واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم قوموا تماثيلهم ثم قال عليهم عبدوهم. قال الشارح رحمه الله قوله وقال ابن القيم والامام العلامة محمد ابن ابي بكر قال الحافظ السقاوي العلامة الحجة المتقدم في سعة العلم ومعرفة الخلاف وقوة الجنان المجمع عليه من الموافق والمخالف صاحب اخواني في الزائرة والمحاسن الجمة مات سنة احدى وخمسين وسبعمائة. قوله قال غير واحد من السلف هو بمعنى ما ذكره البخاري جديد الا انه ذكر عكوفهم على قبورهم قبل تصويرهم قبل تصويرهم تماثيلهم. وذلك من وسائل الشرك بل هو شرك لان العكوف لله في مساجد عبادة فاذا اعدكم على القبور صارعوا كفر تعظيما ومحبة عبادة لها قوله ثم قال عليهم الامد فاعبدوهم اي قال عليهم الزمان وسبب تلك العبادة والموصل اليها وما جرى من الاولين من التعظيم في العكوف على قبورهم ونخبط صورهم في مجالسهم فصارت بذلك اوثانا تعبد من دون الله كما ترجم به المصنف رحمه الله فانهم تركوا بذلك بين الاسلام الذي كان اولئك عليه قبل حدوث وسائل هذا الشرك. فكفروا بعبادة تلك الصور واتخاذهم شفعاء. وهذا اول شرك حدث في قال القطبي رحمه الله عز وجل قبورهم ثم خلقهم قوم جملوا هذه الصور ويعظمونها انتهى ابن القيم رحمه الله تعالى وما زال الشيطان يوحي الى عباد القبور ويلقي اليهم ان البناء والعكوف عليها من محبة اهل القبور من الانبياء صالحين وان الدعاء عندها مستجاب ثم ينقله من هذه المرتبة الى الدعاء به والاقسام على الله به. فان فان شأن الله عز وجل اعظم من يقسم عليه او يقتل باحد من خلقه. فاذا تقرر ذلك عندهم نقله منه الى دعائه وعبادته وسؤاله الشفاعة من دون الله واتخاذ قبره وجلت تعلق عليه القناديل والسجون. ويخاف به ويستلم ويقبل ويحج اليه ويذبح عنده. فاذا تقرر ذلك عنده نقله منه الى دعاء الناس الى عبادتهم واتقائه عيدا ومنسكا. ورأوا ان ذلك انفع لهم في دنياهم واخراهم. وكل هذا مما قد علم في دين الاسلام انه مضاد لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من تجريد التوحيد والا يعبد الا الله فاذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه الى ان من نهى عن ذلك فقد تنقص اهل الرتب العالية وحقهم عن منزلتهم وزعم انهم لا حرمة لهم مناقضة قلوبهم كما قال تعالى اذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون. وسرى ذلك في نفوس كثير من الجهال والطواف وكثير ممن ينتسب الى العلم والدين حتى التوحيد وهو مو من عظائم ونفر الناس عنهم ووالوا اهل الشرك وعظموهم وزعموا اولياء الله وانصار دينه ورسوله فالله ذلك وما كانوا اولياءه من اولياءه الا المتقون. انتهى كلام شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى وفي القصة فوائد ذكرها المصنف رحمه الله منها ان من فهم هذا الباب وما بين بعده تبين له امة الاسلام ورأى من قدرة الله وتقييمه لقلوب العجب ومنها ان اول شرك حدث في الارض سبقه محبة الصالحين اي المحبة التي فيها غلو. ومنها معرفة اول شيء غير به دين الانبياء ومنها معرفة سبب قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تركتها وان سبب ذلك كله مزن الحق بالباطل. الاول محبة الصالحين والثاني فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا فظن من بعدهم انهم ارادوا به غيرا ومنها معرفة الجبل في كون الحق ينقص في قلبه والباطن يزيد. اي في الغالب. ومنها ان فيها شاهدا لما نقل عن السلف ان البدعة سبب الكفر وانها احب الى ابل ليس من المعصية لان المعصية قد يثاب منها والبدعة لا يثاب منها ومنها معرفة الشيطان بما تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل ومنها ضعيفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه اي من الشرك ومنها النهي عن التماثيل والحكمة في ازالتها معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الحاجة اليها مع الغفلة عنها ومنها وهي اعجب واعجب قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم بمعنى الكلام وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح هو افضل العبادات واعتقدوا ان نهي الله ورسوله هو الكفر المبيح للدم والمال. يعني لو نهاهم ناه بنهي اللام عن الشرك لكفروه واستحلوا دمه وماله بذلك ومنها التصريح بهدمهم لم يريدوا الا الشفاعة ومنها ظنهم ان الذين صوروا الصور ارادوا ذلك ومنها التصريح بانها لم تعبد حتى نسي العلم. ففيها معرفة قدر وجوده ومضرة فقده. ومنها ان العلماء انتهى ومنها رد الشبه التي نسميها اهل الكلام عقليات ويدفعون بها ما جاء به الكتاب والسنة من توحيد واثباتها على ما يليق بجلال الله وعظمته وكبريائه. ومنها مضرة التخليد ومنها ضرورة الامة الى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا بما يدل عليه الكتاب والسنة فان ضرورة العبد الى ذلك فوق كل ضرورة بيان هذه الجملة من جهتين الجهة الاولى احاد مفرداتها والجهة الثانية نظم سياقها. فاما الجهة الاولى وهي احاد مفرداتها فقوله ابن القيم هو على حذف المضاف اليه فالقيم هو اسم للقائم على شؤون شيء اسم للقائم على شؤون شيء وبه شهر من يقوم على شؤون المدرسة وبه شهر من يقوم على شؤون المدرسة فاصل هذا اللقب ابن قيم الجوزية والجوزية مدرسة معروفة وقيمها هو القائم على شؤونها بمنزلة من يعرض اليوم بالمدير وقوله الجنان هو القلب تمي جنانا باستتاره سمي جنانا لاستتاره فهذا الاصل الجيم والنون والنون للاستثارة ومنه سمي الجن جنا والجنة جنة لاستتارها عنا قوله عكوفهم يعني اقامتهم ولبسهم فالعكوف على الشيء اللغ عنده والاقامة عليه فالعكوف على الشيء اللبد عنده والاقامة عليه قوله قد علم بالاضطراب اي بحال الضرورة اي بحال الضرورة فهو افتعال من الضراء اذا الجئ الى الضرورة فهو افتعال من الضراء اذا الجي الى الضرورة قوله مضاد اي مباين مخالف قوله اشمئزت ان قبضت اشمعزك ان قبضت بما يعتريها من التغير بما يعتريها من التغير قوله الطغام الصفحة الثامنة والسبعين بعد الاربعمئة في اول الصفحة الطغام هم اوغاد الناس ورعاعهم ممن لا خير فيه ولا عقل له هم اوغاد الناس ورعاعهم ممن لا خير فيه ولا عقل له بيوت كل ما في عربيتها وتكون لما بعربيتها فذكر ابن فارس بمقاييس اللغة انه لا اصل له من كلام العرب واثبته جماعة سواه للفيروز ابادي في القاموس قوله شمس الدين تقدم ان الالقاب المضافة الى الدين مما احدث في هذه الامة تقدم ان الالقاب المضافة الى الدين مما احدث في هذه الامة وكان شعارا للعجب منهم ثم فشى فيهم واقل احواله الكراهة قوله جبلة يعني خلقة جبلة يعني خلقة قوله معرفة ما يؤول اليه اي ما يرجع ويصير اليه اي ما يرجع ويصير اليه قوله التماثيل هي الصور المجسمة قوله التماثيل هي الصور المجسمة قوله صفحة الثمانين بعد الاربعمئة رد الشبه الشبه جمع شبهة وهي المأخذ الملبث جمع شبهة وهي المأخذ الملبس ذكره الفيومي في المصباحي المنير اي المناط الذي يلتبس فيه الحق بالباطل اي المناط الذي يلتمس فيه الحق بالباطل قوله اما الجهة الثانية وهي نظم سياقها فان الشارح رحمه الله شرع يبين كلام ابن القيم الذي ذكره المصنف بعد ثوقه الادلة المتقدمة بيانا للثاني منها وهو فالاثر ابن عباس في قوله وقال ابن القيم قال غير واحد من السلف الى اخره. وابتدأ الشارح بيانه بقوله قوله وقال ابن القيم هو الامام العلام محمد ابن ابي بكر ابن ايوب الزرعي الدمشقي المعروف بابن قيم الجوزية. ويقال فيه اختصارا ابن القيم والاسماء المضافة منها ما يختصر بجعل عوظ الاظافة ومنها ما لا يكون كذلك فمن الاول قولهم ابن القيم عوض ابن قيم الجوزية ومن الثاني قول بعضهم ابن دقيق او ابن الدقيق فان هذا لا يصح ولا يذكر الا على الاظافة فيقال ابن دقيق العين ثم نقل عن السخوي رحمه الله ما يبين مبلغ ابن القيم في العلم ومنزلته عند اهله فقال قال الحافظ السخاوي العلامة الحجة المتقدم في ساعة العلم ومعرفة الخلاف وقوة الجنان المجمع عليه بين الموافق والمخالف صاحب التصانيف السائرة اتني الجمة مات سنة احدى وخمسين وسبعمائة وهو من اشهر اصحاب ابي العباس ابن تيمية رحمه الله ثم قال الشاعر قوله قال غير واحد من السلف هو بمعنى ما ذكره البخاري هو ابن جرير اي بمعنى ما تقدم من الاثار الا انه ذكر عفوفهم على قبورهم اي لبتهم واقامتهم على القبور قبل تصوير تماثيلهم وذلك من وسائل الشرك بل هو شرك لان العكوف لله في المساجد عبادة فاذا عكفوا على القبور صار عكوفهم تعظيما ومحبة عبادة لها ففي هذه الاثار المنقولة عن السلف زيادة رتبة وقعت منهم وهو انهم بعد ان قبروهم اتخذوا تلك القبور مزارا ومقاما يمكثون عنده وتطاول عكوفهم عند تلك القبور حتى جرهم الى تصوير تلك التصاوير. لما شق عليهم ذهابهم الى تلك القبور واقامتهم عندها لما فيه من قطعهم عن تصوروا تلك التصاوير في انديتهم اي في مجالسهم ليشتاقوا الى عبادة الله ثم عبدوهم من دون الله عز وجل والاثار المذكورة اراد ابن القيم هنا معناها لا الفاظها. قال صاحب تفسير العزيز الحميد الظاهر ان ابن القيم ذكر ذلك بالمعنى لا باللفظ. انتهى كلامه اي فكانه حكاه معنى عن بعض السلف وان اختلفوا في مفردات الفاظه. ثم قال الشارح قوله ثم قال عليهم الامد فعبدوه اي قال عليهم الزمن. وسبب تلك العبادة والموصل اليها هو ما جرى من الاولين في من التعظيم في العكوف على قبورهم نصب صورهم في مجالسهم فصار في ذلك اوثاما تعبد من دون الله كما ترجم به المصنف رحمه الله فانهم تركوا بذلك دين الاسلام الذي كان اولئك عليه قبل كحدوث وسائل هذا الشرك فكفروا بعبادة تلك الصور واتخاذهم شفعاء وهذا اول شرك حدث في الارض ومقصوده ان ابتداء الامر منهم لم يكن عبادة هؤلاء من دون الله. لكن لما قال الزمان وعظم غلوهم في اولئك الصالحين عبدوهم من دون الله عز وجل. فوافق هذا ما ترجم به المصنف. وان سبب وقوع بني ادم في الشرك هو غلوهم بالصالحين. وهو اول شرك حدث في الارض. ذكره ابن تيمية الحبيب وابن القيم في اخرين قال في تيسير العزيز الحميد عند هذا الموضع فتبين ان مبدأ الشرك بالصالحين هو الغلو فيهم كما ان سبب الشرك بالنجوم هو الغلو فيها. واعتقاد النحوس فيها والشعوب ونحو ذلك. انتهى كلامه. وهو يريد تقرير وما ذكره ابن تيمية الحبيب وصاحبه ابو عبدالله ابن القيم من ان اول شرك الارض كان شرك قوم كان شرك قوم نوح في اولئك الصالحين. وان اول شرك سماوي هو شرك من قومي ابراهيم في النجوم. لما جعلوا لها من الاعتقاد بالنحوس والشعور هدم ليس فيها ثم نقل الشارف رحمه الله تعالى عن القطبي انهم صوروا تلك الصور ابتداء ليقتدوا بها ويتذكروا افعالهم الصالحة فيجتهدوا كاجتهادهم ويعبدوا الله عند قبورهم ثم خلفهم قوم جهلوا هذا القصد وزين لهم الشيطان ان سابقيهم كانوا يعبدون تلك الصور من دون الله فعبدوها على ما سبق بيان باطوار الشرك التي جرهم الشيطان فيها ثم نقل الشارخ رحمه الله تعالى كلاما طويلا لابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان فيه بيان مصايد الشيطان في كيد الانسان في عبادة الصالحين فيه بيان مصائد الشيطان في كيد الانسان في عبادة الصالحين وانها اربع مراتب وانها خمس مرات وانها خمس مراتب المرتبة الاولى ان يلقي في قلوبهم ان يلقي في قلوبهم ان البناء على القبور والعكوف عليها ان البناء على القبور والعكوف عليها من محبة الانبياء والصالحين من محبة الانبياء والصالحين والمرتبة الثانية ان ينقلهم الى دعاء الله بهم والاقسام عليه ان ينقلهم الى دعاء الله بهم والاقسام عليه فيجعلونهم وسائط عنده المرتبة الثالثة ان ينقلهم بلا دعاء اولئك المقبورين ان ينقلهم الى دعاء اولئك المقبولين من الانبياء والصالحين وعبادتهم وسؤالهم الشفاعة واتخاذ قبورهم اوثانا تعلق عليها القناديل والستور ويطاف بها وتستلم وتقبل ويحج اليها المرتبة الرابعة ان ينقلهم الى دعاء الناس الى عبادة اولئك المقبولين ان ينقلهم الى دعاء الناس الى عبادة اولئك المقبولين فيزين لهم باتخاذ تلك القبور عيدا ومنسكا فيزين لهم اتخاذ تلك القبور عيدا ومن زكا والمرتبة الخامسة ان ينقلهم الى ان النهي عن تلك الافعال الى ان النهي عن تلك الافعال تنقص لاولئك المقبولين تنغص لاولئك المقبولين وحط من منزلتهم وحق من منزلتهم واضعاف باقدارهم وانتهاك لحرماتهم فهذه خمس مراتب هي مصائد الشيطان التي يكيدها للناس في تزيين عبادة اولئك المقبورين فيبتدأ معهم بايسر الامور ثم ينقلهم اخرا الى ابشع الامور وهو ان يجعلوا توحيد الله عز وجل تنقصا وهظما للصالحين والانبياء واستخفافا بهم فينسب الموحد الذي ينهاهم عن دعاء هؤلاء الى بغض الصالحين وكراهتهم وعدم معرفة في اقدارهم ثم قال الشارح وفي القصة فوائد ذكرها المصنف رحمه الله يعني جده صاحب كتاب التوحيد منها ان من فهم هذا الباب وما بين بعده هما ببيان ما جاء في التغليظ من عبادة الله عند رب رجل صالح فكيف اذا عبده وان الغلو في قبور الصالحين يسيرها اوثانا تعبد من دون الله تبين له غربة الاسلام ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب. اذ عدل اكثر الناس عما ينبغي من توحيد الله فيما وقعوا فيه من الغلو في الصالحين قال ومنها ان اول شيء حدث في الارض سببه محبة الصالحين قال الشارب اي المحبة التي فيها غلو فاصل المحبة للصالحين مأمور به لكن الزيادة في الحد لكن الزيادة عن الحد في محبتهم جر في الشرك ومنها جر الى الشرك ومنها معرفة اول شيء غير به دين الانبياء وهو ما وقع من الغلو في الصالحين. ومنها معرفة سبب قبول البدع. مع كون الشرائع والفطر تردها. وان سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل لامرين الاول محبة الصالحين والثاني فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا فظن من انهم ارادوا به غيره. ومنها معرفة جبلة الانسان في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد هذا الشارع اي في الغالب اي في حال اكثر الناس ان الحق ينقص من قلوبهم والباطل جديدة لما جبل عليه الانسان لما خلق عليه الانسان من الظلم والجهل. قال ومنها ان فيها شاهدا لما نقل عن السلف ان البدعة سبب الكفر وانها احب الى ابليس من المعصية. لان المعصية قد يتاب منها والبدعة لا يتاب منها فالبدع بريد الشرك فانها تقرب العبد من الشرك وتوقعه فيه وهي حبالة الشيطان التي ينصبها لجر الناس الى الشرك وهو معنى قول جماعة من الادباء البدعة شرك الاشراك البدعة شرك الاشراك اي حبالة الشيطان التي ينصبها ليقنص بها الناس فيزين لهم البدع ثم يجرهم الى الشرك ولاجل هذا عظم في كلام السلف التنفير من البدع والتحذير منها سوء عاقبتها فهي سبب الكفر وهي احب الى ابليس من المعصية كما جاء عن جماعة من السلف لان المعصية قد منها والبدعة لا يثاب منها وتتجلى الفروق بين البدعة والمعصية في وجوه عدة اولها ان البدعة اولها ان البدعة زيادة على الدين ان البدعة زيادة على الدين والمعصية خلاف امره والمعصية خلاف امره بطرح مأمور او فعل محرم بترك مأمور او فعل محرم وتانيها ان البدعة تعد عند صاحبها دينا ان البدعة تعد عند صاحبها دينا واما المعصية واما المعصية فلا تعد عند صاحبها دينا واما المعصية فلا تعد عند صاحبها دينا وثالثها ان البدعة تلتمس فيها القربة الى الله ان البدعة تلتمس فيها القربة الى الله. واما المعصية فلا يلتمس فيها ذلك واما المعصية فلا يلتمس فيها ذلك ورابعها ان البدعة يرجى منها حصول الثواب الحسن ان البدعة يرجى منها حصول الثواب الحسن واما المعصية فلا يغضوا فاعلها ثوابا حسنا من الله. واما المعصية فلا يرجو فاعلها ثوابا حسنا من الله وخامسها ان فاعل البدعة لا يخاف الخلق في فعلها ان فاعل البدعة البدعة لا يخاف الخلق في فعلها واما المعصية فان فاعلها يخاف الخلق واما المعصية فان فاعلها يخاف الخلق لانهم يرونها خلاف امر الشرع لانهم يرونها خلاف امر الشرع وسادسها ان صاحب البدعة يتخوف عليه عدم التوبة ان فاعل البدعة يتخوف عليه عدم التوبة. واما فاعل المعصية فترجى له التوبة واما فاعل المعصية فترجى له التوبة وسابعها ان البدعة ان البدعة يقوى فيها الباس الحق بالباطل ان البدعة يقوى فيها الباس الحق بالباطل فانها تنسب الى الدين واما المعصية فيضعف فيها ذلك اما المعصية فيضعف فيها ذلك وثامنها ان فاعل البدعة ان صاحب البدعة يلحقه اثم من يتبعه كاملا ان صاحب البدعة يلحقه اثم من يتبعه كاملا. واما صاحب المعصية واما صاحب المعصية فيكون عليه حظ من ذنب من يتبعه فيكون عليه حظ من ذنب من يتبعه وتاسعها ان النفس تقدم على البدعة ان النفس تقدم على البدعة وتتقحمها وتتفحمها لانها تراها قربة ودينا لانها تراها قربة ودينا. واما المعصية فتتردد النفس فيها ويضيق الصدر بها فتتردد النفس فيها ويضيق الصدر بها وعاشرها ان مأخذ البدعة غالبا الشبهة ان مأخذ البدعة غالبا الشبهة ومأخذ المعصية غالبا شهوة ومأخذ المعصية غالبا الشهوة وحادي عشرها ان صاحب البدعة يقع في قلبه عندها توقير الله ان فاعل ان صاحب البدعة يقع في قلبه انها انها من توقيد الله انها من توكيل الله واما فاعل المعصية فيراها ايش؟ خلاف توحيد الله فيراها خلاف توقيد الله فهذه جملة من الفروق باعتبار ما لاح في الخاطر وهي تفتقر الى مزيد ادمان نظر ولم ارى احدا مد القول فيها متتبعا تجرية الفروق بين البدعة والمعصية. فمن رأى علم فليدل عليه ثم قال الشارح تبعا لجده ومنها معرفة الشيطان بما تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل. ومنها معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه اي من الشرك ومنها النهي عن التماثيل والحكمة في ازالتها. لما فيها من تزيين الشرك عند الناس ومنها معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الحاجة اليها مع الغفلة عنها. لما فيها امن تقرير التوحيد والتنديد واعظم القصص هي قصص القرآن وهي باب من الدين عظيم وينتفع به الخلق كافة عوامهم وطلاب العلم فيهم. فلا ينبغي ان يغفل هذا. كما لا ينبغي ان ينظر الى قصص القرآن كالنظر الى غيرها من القصص. نظر سرد وامرار. بل ينظر اليها نظر فهم واعتبار قال ومنها وهي اعجب واعجب قراءتهم اياها في كتب التفسير والحديث. ومعرفتهم لمعنى الكلام وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا ان فعل قوم نوح هو افضل العبادات واعتقدوا ان نهي الله ورسوله هو الكفر المبيح للدم والماء يعني لو نهاهم نهي بنهي لا هي لهم عن الشرك لكفروه واستحلوا دمه وماله بذلك. ومراده ما انتهى اليه حال المتأخرين من المنتسبين الى الاسلام ممن يقرأ هذه القصة في كتب التفسير والحديث لكنه لا يفهم على وجهها الصحيح. بل يعتقد ان ما يفعله قوم نوح هو افضل العبادات. وان من ينهى عن ذلك هو كافر مستباح الدم والمال. قال ومنها التصريح بانهم لم يريدوا الا الشفاعة. ومنها ظنهم ان الذين تصوروا الصور ارادوا ذلك ومنها التصريح بانها لم تعبد حتى نسي العلم. ففيها معرفة قدر وجوده ومضرة فقره ومنها ان سبب فقد العلم موت العلماء انتهى اي كلام جده ثم زاد صاحب تيسير العزيز الحميد ثلاث فوائد هي المذكورة هنا بتصرف فقال ومنها رد الشبه التي يسميها اهل الكلام عقليات ويدفعون بها ما جاء به الكتاب والسنة من توحيد الصفات واثبات على ما يليق بجلال الله وعظمته وكبريائه. لما فيها من التباس الحق بالباطل كالذي لقوم نوح فان معرفة الله سبحانه وتعالى وماله من الاسماء والصفات تكفي فيها ايات الكتاب واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. قال ومنها مضرة التقليد زاد في التيسير وكيف ال باهله الى المروق من الاسلام. وكيف ال باهله الى المروق من الاسلام ومنها ضرورة الامة اي شدة حاجتها اي شدة حاجتها تبلغ الضرورة ضرورة الامة الى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا بما يدل عليه الكتاب والسنة. فان ضرورة العبد الى ذلك فوق كل ضرورة. انتهى كلامك. والضرورة هي ما لا يغني غيرها عنها. والضرورة هي ما لا ايغني غيرها عنها؟ فلا غناء للناس عن معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الدين فالدين كله مبين فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الحق قال ابن القيم رحمه الله تعالى والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان. علم ذو اوصاف الاله وفعله وكذلك الاسماء بالديان والامر والنهي الذي هو جزاؤه والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم الثاني والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان صلى الله عليه وسلم. نسأل الله سبحانه وتعالى ان علما بكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته باذن الله بعد صلاة المغرب