السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي نفع برؤوس العلم جماعة المسلمين. فاورثه يا نور الايمان وبرد اليقين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد خاتم النبيين. وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا شرح الكتاب الخامس برنامج رؤوس العلم لسنته الاولى سبع وثلاثين واربعمائة والف وثمان وثلاثين ربعمئة والف وهو كتاب بصيرة الداعية الى خير المساعي. لمصنفه صالح بن عبدالله حمد العصيمي. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الامين. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين فهذا الكتاب الخامس بصيرة الداعي الى خير المساعي تصنيف شيخنا صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم ان اعظم ما والله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك والتوحيد هو اول واجب على العبد. ويبدأ به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة يجب على العبد الخوف من الشرك فانه اخوف ما يخاف منه عند من عرف قبحه وسوء عاقبته. واعتبر بدعاء الخليل وهو من هو ان يجنبه الله وبنيه عبادة الاصنام فكيف بغيرهم؟ ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسمة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته وصلاته صلى الله عليه وسلم ثم قال اعلم ان اعظم ما امر الله به في التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك. فان المأمورات والمناهج الشرعية مرتبة في درجات. فللحسنات درجات وللسيئات درجات الحسنات فيها الفرض والنفي. والسيئات فيها الصغيرة والكبيرة واعظم الحسنات هو توحيد الله. واعظم السيئات هو الشرك بالله ولما كان الامر كذلك كان اعظم مأمور امر الله سبحانه وتعالى به هو التوحيد واعظم منهي نهى الله سبحانه وتعالى عنه هو الشرك. والدليل قوله تعالى اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. الاية فان الاية المذكورة تدل على اعظمية الامر في التوحيد واعظمية النهي في الشرك. من وجهين احدهما ان الله سبحانه وتعالى قدم الامر بالتوحيد والنهي عن الشرك على سائل ما ذكره من اية الحقوق العشرة. وانما يقدم المقدم. وانما يقدم قدموا المقدم. والاخر ان الله عطف عليهما ما بعدهما. فقال وبذو القربى واليتامى والمساكين الى تمام الاية. والمعطوفات من باب التوابع ابيعوا تابع. فكل امر امر الله به هو تابع للامر ايش؟ بالتوحيد وكل نهي نهى الله عنه وهو فهو تابع للنهي عن الشرك. ثم قال وهو اي التوحيد وهو اول واجب على العبد. فاول ما يتعلق بذمة العبد لزوما جازما وفرضا محتوما هو توحيد الله سبحانه وتعالى وكون التوحيد اول واجب على العبد نوعان. وكون التوحيد اول واجب على العبد نوعان. احدهم فكون الاولية فيه حقيقية. كون الاولية فيه حقيقية. وهذا في الكافر اذا اسلم. وهذا في حق الكافر اذا اسلم. فان اول ما يطالب به الكافر اسلم هو توحيد الله سبحانه وتعالى. والاخر كون الاولية فيه حكمية الاولية فيه حكمية وهذا في حق من نشأ في بلاد المسلمين منه. وهذا في حق من جاء في بلاد المسلمين منهم فانما يخاطب به من الامر والنهي كالوضوء والصلاة من المأمورات وترك الكذب والغيبة واشباهها من المنهيات في حال صغره تابع لامره حكما بتوحيد الله سبحانه وتعالى. اذ لو لم يكن موحدا لم يقبل منه عمل اي لو لم يكن موحدا لم يقبل منه عمل. ثم قال المصنف به قبل غيره من المأمورات حتى الصلاة اي يقدم الامر بالتوحيد على سائر المأمورات حتى على الصلاة المعظمة شرعا في القرآن والسنة. فان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال انك تأتي قوما اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله. قال فاذا عرفوا ذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات. الحديث متفق عليه. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الامر بتوحيد الله مقدما على الامر باعظم الاركان العملية وهي الصلاة. ثم قال ويجب على العبد الخوف من الشرك فانه اخوف ما يخاف او ما يخاف منه عند من عند من عرف قبحه وسوء وعاقبته. فسلامة العبد في خوفه من الوقوع في الشرك. وذلك لامرين احدهما قمحه في نفسه. والاخر سوء عاقبته. والاخر سوء ابدا. فاما قبحه في نفسه فلما فيه من مسبة الله وتنقصه. لما فيه من الله وتنقصه وعدم المبالاة بحقه. وهو الاله الحق الذي لا يعبد سواه فله الملك والخلق والرزق وتدبير الامر. فهو الحقيق بان يكون المعبود واما سوء عاقبته فذلك ان كل ذنب يذنبه العبد على رجاء مغفرة الا الشيب قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ثم ارشد الى الاعتبار بحال إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي هو خليل الله اي غاية التحقيق في توحيد الله حتى صار لله خليلا. فهو اعظم الخلق مع رسولنا صلى الله عليه وسلم في تحقيق التوحيد. وحاله التي كان عليها هي الخوف بالشرك. فانه قال نبني وبني ان نعبد الاصنام. ويعظم هذا الامر في نفس المرء اذا كان داعي بهذا ابراهيم لامرين. احدهما ان ابراهيم دعا ربه ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام ان ابراهيم دعا ربه ان يجنبه وبنيه عبادة الاصنام اي بعد بينه وبين عبادة الاصنام هو وولده. والدعاء بالتجنيد انما يكون مما يخاف والدعاء بالتجنيد انما يكون مما يخاف ويحذر. والاخر ان الداعي بها هذا ابراهيم الذي حطم الاصنام. ان الداعي بهذا ابراهيم الذي حطم الاصنام فاذا كان محطم الاصنام بفأس التوحيد يخاف ان يقع هو وبنيه ان يقع هو وبنوه في الشرك فما بالك بغيره؟ قال ابراهيم التيمي من يأمن البلاء بعد ابراهيم. رواه ابن ابي حاتم في تفسيره وغيره. فاذا كان ابراهيم بهذه المنزلة يخاف على نفسه التوحيد. فاين من اقول التوحيد فهمناه. واين من يقول لا خوف علينا من الشرك. واين من يقول لا يعقل ان يقع الانسان ذو العقل في الشرك. الى اخر احاديث الشيطان ومكائده التي نصبها للناس ليصدهم عن توحيد الله باضعاف الخوف من الشرك. فصار امر الشرك هين على النفوس واذا هان على النفس دخلها. واذا عظم على النفس عجز عن دخولها. لان لا يزال يجعل نفسه في حصن يحتاط به من غائلة الوقوع في الشرك. واما الامن من الشرك ان يسلي نفسه بهذه الدعاوى التي ذكرنا فانه يتسلل اليه الشرك حتى يقع فيه. نعم. فصل واعلم ان دين الاسلام كامل وان الله رضيه لنا فلا يقبل من احد دينا سواه فالاديان كلها باطلة الا الاسلام فالدين الحق هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. والاهواء والبدع ليست من دينه صلى الله عليه وسلم. ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية من الاهواء. عقد المصنف وفقه الله قصدا اخر. يدعو فيه الى مسعى اخر من مساعي الخير. فقال اعلم ان دين الاسلام كامل وان الله رضيه لنا. فدين الاسلام دين كامل. قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واذا كان كاملا فليس بحاجة الى تكميل احد. فليس بحاجة الى تكميله احد هو الذي رضيه الله سبحانه وتعالى لنا دينه. فقال ورضيت لكم الاسلام دينا ما عدا هذا الدين الكامل المرضي فانه يكون باطلا. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا اذا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فكل دين سوى دين الاسلام هو دين باطل وعصر خاسرون في الاخرة. فدين اليهودية والنصرانية والمجوسية والبوذية والسيخية وغيرها من الاديان اليوم كلها اديان باطلة. كلها اديان بعضها. صح ولا فان قيل هذا احتكار الحق قلنا احتكار الحق بالحق. هذا احتكار الحق بالحق. لان الذي خص الاسلام بكونه هو الحق هو الحق سبحانه وتعالى بقوله الحق. فما عدا ذلك فهو باطل. فما عدا ذلك فهو باطل هذه المعاني الجلية في الدين يقررها الله بايسر طريق. لمن كان له قلب او القى وهو شهيد. فمن الناس اليوم من يقرأ قوله تعالى لكم دينكم وليا. دين ازعم ان هذه الاية تسليم لكل ذي دين بدينه. وحقيقتها البراءة من دين الكافرين والذي يدعي ان هذه الاية تمثل سعة الاسلام في قبول الاديان الاخرى نسي لان السورة اسمها سورة كافرون فكل ما عدا المؤمنين بهذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهم كافرون بخبر الله سبحانه وتعالى. فلا دين الا الدين الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وجعله كاملا ورضيه لنا دينا. ثم قال والدين الحق. اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اتباعه اي اللازم الثابت الذي يجب علينا اتباعه هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. فامرنا باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال والاهواء والبدع ليست من دينه صلى الله عليه وسلم لانه صلى الله عليه وسلم قال من احدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد. فالمحدثات البدع ليست من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهي مردودة على اصحابها. ولذلك قال الله في الاية ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. اي لا تأخذوا في الطرق التي لم يأتي بها محمد صلى الله عليه عليه وسلم فتقعون فيما لا تحمد عاقبته من البدعة والضلالة او الكفر والخروج من الاسلام ثم قال ومن اعظم النعم نعمة الاسلام والسنة والعافية والعافية من الاهواء لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان لان النعم التي يغمر بها العبد نوعان احدهما نعم ظاهرة احدهما نعم ظاهرة كصحة بدن. كصحة بدن وكثرة ولد وكثرة ولد ووفرة مال. والاخر نعم باطنة. نعم باطنة كالاسلام والسنة والعافية من الاهواء. والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة. والنعم الباطنة اعظم من النعم الظاهرة. لان النعم الظاهرة يشارك المؤمن فيها الكافر. يشارك المؤمن فيها الكافر. وتستوي البهيمة العجماء في اشياء مع ابن ادم العاقل. فقد ترى بهيمة اقوى بدنا من بشر. او اكثر من بشر او افره حال من بشر. واما النعم الباطنة فيخص بها الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين. فتكون هذه النعم اعظم. ولا ينعم الله سبحانه وتعالى على العبد بنعمة اعظم من الاسلام وما دار في فلكه. من كونه على هدي النبي صلى الله عليه وسلم سنة انت مع المعافاة من الاهواء التي تجتذب الخلق الى خلاف امر الله سبحانه وتعالى. قال سفيان ابن عوينة ما انعم الله على عباده نعمة اعظم من ان عرفهم لا اله الا الله. رواه ابن ابي الدنيا في كتاب الشكر فاعظم النعم التي انعم الله عز وجل بها علينا ان جعلنا مسلمين فما جعلنا يهودا ولا نصارى زار ولا مشركين وثنيين ولا غير ذلك من اديان المبطلين. وهذه النعمة تخفى على كثير من الناس فانه يغيب عنه نفوسهم ان من عبد غير الله لم يزل ضيق الصدر مبلبل الخاطر في ضنك وكرب. واما المؤمن فانه ان ضاقت به الحياة الظاهرة. فقد اتسعت به الحياة الباطنة اذا ضاقت به الحياة الظاهرة من فقر وعوز وحاجة فقد اتسعت الحياة الباطلة ومن هنا كان ابراهيم ابن ادهم وكان اميرا ابن امير لما تزهد وترك بلاده وتحول الى بغداد كان على شاطئ نهر دجلة وبيده كسر من الخبز اليابس وهو يغمسها في الماء ويأكلها. ثم يقول الامير ابن الامير انا لفي سعادة لو يعلم بها الملوك وابناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. فقال بعض اصحابه ممن سمعهم يا ابا اسحاق انهم ارادوا ذلك وضلوا الطريق. يعني ارادوا ان ينالوا هذه السعادة التي نحن فيها لكن ضلوا الطريق يظنون ان السعادة بالاموال والمراكب الفارهة والقصور المشيدة وحقيقة الامر انس القلب بالله. قال ابن تيمية رحمه الله ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة. ذكرها عنه تلميذه ابن القيم في مدارس السالكين. وما جنة الدنيا الا انس العبد بالله ان يكون على الاسلام والسنة معافا من الاهواء فلا ميل في قلبه لاحد من الخلق سوى اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ومن امر محمد صلى الله عليه وسلم باتباعه من اهل القرون الثلاثة. فحاله كما قال ابن القيم فلواحد كل واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزق قلوبنا تقواه والسير في هداه. نعم. فصل واعلم انه يجب على العبد تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. والاقتداء به صلى الله عليه وسلم والحذر من مخالفة امره صلى الله عليه وسلم ان يصيب العبد فتنة او عذاب اليم. فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والبدع المحدثة مردودة على اهلها فتجب مجانبتها والنفرة منها وان وسلامة دين العبد في تحقيق الاتباع وهجر الابتداع. ومن شعار اهل السنة اتباع اثار الصحابة. لانهم صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فهم اعلم بما جاء به من الدين. عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. فقال اعلم انه يجب على العبد تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. اي بان لا يزاحم امر النبي صلى الله عليه سلم بامر غيره اي بان لا يزاحم امر النبي صلى الله عليه وسلم بامر غيره. فحقيقة التجريد كمال فحقيقة التجديد كمال الاتباع. قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قال ابن القيم لما كثر المدعون للمحبة طولبوا باظهار الحجة والحجة في قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. فالفرقان بين الصادق في محبته صلى الله عليه وسلم. والكاذب المدعي لها الاتباع بتجريد ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والاقوال والاعمال. وقد امرنا بان نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم اي بان نتخذه قدوة نسير بسير. قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فهو صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة في كل باب صغرى ام كبر عما او خص فلا خير للناس في اي باب من ابواب امورهم السياسية او الاقتصادية او الثقافية او الاخلاقية او غيرها الا بالاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر المصنف ان الله سبحانه وتعالى حذرنا من مخالفة امره ان يصيب احدنا فتنة او عذاب اليم. فقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. وهذا الوعيد المتهدد به الخطاب فيه يعم افراد الناس وجماعاتهم. فاذا خالف المسلمون احاد فاذا خالف المسلمون احادا او جماعات افرادا او دول امر الرسول صلى الله عليه وسلم فانهم يستقبلون احد شيئين. احدهما الفتنة. والاخر العذاب الاليم. وقد فسر الامام احمد الفتنة في هذه الاية بالشرك لانها اعظم الفتنة. فقال اتدري ما الشرك؟ لعله اتدري الفتنة لعله ان يرد بعض قوله الفتنة الشرك. اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك. لعله اذا رد بعض قوله ان يزيغ فيهلك. رواه ابن بطة في كتاب الابانة الكبرى. والاخر العذاب الاليم بان يسلط الله سبحانه وتعالى تارة عليهم بأسهم. فيكون بينهم. فيقتل بعضهم بعضا. ويأخذ بعضهم اموال بعض بعضهم حرمة بعض وتارة يسلط الله سبحانه وتعالى على بعضهم عدوا من غيرهم. ومن الناس من يتفطن الى معرفة اسباب ضعف المسلمين المتعلقة باحوال دنياهم ويغفل عن اسباب ضعف مسلمين المتعلقة بامر دينهم. فان اكثر ما اوتي منه المسلمون في هذه الازمنة المتأخرة هو ضعف هم في دينهم فلما ضعفوا في دينهم صار الامر اذا ما توعدوا به في هذه الاية ان يصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ثم قال فمن اطاع الرسول صلى الله عليه وسلم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. لقوله صلى الله عليه وسلم من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى. قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ فقال من اطاعني قال صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة الذي رواه البخاري في كتاب الاعتصام قال كل امتي يدخلون الجنة فقالوا الا من ابى فقالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم من اطاعني دخل الجنة جنة ومن عصاني فقد ابى. ثم ذكر المصنف ان البدع المحدثة مردودة على اهلها فتجب مجانبة اي مباعدتها والنفرة منها وان صغرت لقباحتها في نفسها فان البدعة وان كانت صغيرة فهي جد قبيحة. لان المبتدع ينسب الصادق الامين صلى الله عليه وسلم الى ترك شيء من الرسالة. قال الامام ما لك من ابتدع شيئا من الدين فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه عليه وسلم خان الرسالة. اي لاي لانه ترك شيئا من الدين استدركه هذا. بعد النبي صلى الله عليه وسلم. واذا فكان احدنا يألف من ان يستدرك عليه احد حرفا ويكون في نفسه شيء عليه. فكيف اذا كان هذا يستدرك محمد صلى الله عليه وسلم فيكون حينئذ ما وقع فيه حقيق بالنفرة. وانك لتعجب من اقوام يدعون محبة النبي صلى الله عليه وسلم يتخوضون في البدع صباح مساء. اذ لو كانوا صادقين في محبته صلى الله عليه وسلم لما ارادوا ان ينسب الصادق الامين صلى الله عليه وسلم الى ترك شيء من الدين حتى يبتدع فيستكمل الدين بابتداع هذا المبتدأ ولكن اذا عمي القلب ظل العبد نسأل الله سبحانه وتعالى ان يهدي قلوبنا. ثم قال دين العبد في تحقيق الاتباع وهجر الابتداع. لان الاتباع سير ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ففيه سلامة العبد لدينه. وهجر الابتداع ترك لكل ما احدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم مما جاء به بعض الناس بعد فسلامة العبد في اكتفائه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهجره كل بدعة محدثة فان الله يسأله عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يسأله عما جاء به فلان او فلان فان الله بعث الينا محمدا صلى الله عليه وسلم وامرنا بطاعته وسيكون السؤال في القبر عنه لا عن غيره ثم قال ومن شعار اهل السنة اتباع اثار الصحابة رضي الله عنهم اي ما جاء عنهم من اعتقاد او قول او عمل لانهم صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم وشهدوا التنزيل. فخصوا بما لم ينله غيرهم. فاذا كانوا في هذه الليلة فان من شعار اهل السنة الذي فارقوا به غيرهم انهم اقتدوا باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعظموا اثارهم لعلمهم بان هؤلاء كانوا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم اعرف وكانوا على سنته اوقف. قال حذيفة ابن اليمان كل عبادة لم يتعبدها البدريون فقال سعيد بن جبير كل عبادة لم يتعبدها البدريون فلا تتعبدوها. وذكره البدريين لانهم قدماء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاذا كان شيء من الدين لم يكن عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا خير فيه. والدين فيما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ونقله عنه اصحابه. فتارة ينقلونه بنسبته اليه وتارة ينقلونه عملي عملهم وقولهم فمتى عرفنا شيئا من الدين بقولهم وعملهم عرفنا ان هذا هو الدين الذي اخذوه عن محمد صلى الله عليه وسلم. نعم. فاصل. واعلم ان العبد مأمور بالاستمساك بالوحي. لان القرآن تبيان لكل وهو هدى ورحمة وبشرى للمسلمين. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد تركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء ودل امته على خير ما علمه لهم وانذرهم شر ما علمه لهم. وبين ما يحتاج اليه الناس في دينهم بيانا تاما. ليستغنوا بيانه عما عداه فلا نتكلف بعده ما لا يعنينا فانما اهلك الذين من قبلنا كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم ولا نعمل في امر الدين بالرأي بالرأي الذي لا يستند لا يستند الى اصل من الشرف. عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي بان العبد مأمور بالاستمساك بالوحي اي شدة التعلق به ولزومه. قال تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليه. والذي اوحي اليه صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به من الدين في القرآن والسنة فالعبد مأمور بان يشد يده به وان يتعلق ثم بين وجه ذلك بقوله لان القرآن تبيان لكل شيء وهو هدى ورحمة وبشرى للمسلمين. فامرنا بذلك لان الله انزل علينا القرآن. والقرآن يجمع امرين. والقرآن يجمع امرين احدهما انه اشتمل على ايضاح ما نحتاج اليه انه اشتمل على ايضاح ما نحتاج اليه. فهو كما اخبر الله سبحانه وتعالى تبيان لكل شيء تبيان لكل شيء. والاخر ان اتباعه يثمر الهدى والرحمة. ان اتباعه الهدى والرحمة وينال به العبد بشرى الدنيا والاخرة وينال به العبد بشرى الدنيا والاخرة ثم اتم تعليله بان الرسول صلى الله عليه وسلم قد تركنا على مثل البيضاء ليلها كنهارها ودل امته على كل خير اجل امته على خير ما علمه لهم وانذرهم شر ما علمه لهم. فالنبي صلى الله عليه وسلم تركنا على بيضاء اي على جادة واضحة نقية صافية لا شائبة يستوي فيها الليل والنهار لشدة وضوحها. ومن شدة حرصه على امته كما اخبر الله عنه انه بالمؤمنين انه حريص علينا فقال حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم انه صلى الله عليه وسلم ارشدنا الى ما علمه لنا وحذرنا شر ما علمه لنا. فارشدنا الى خير الخير. وحذرنا من من شر الشر. ثم ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ما يحتاج اليه الناس في دينهم بيانا تاما ان يستغنوا ببيانه صلى الله عليه وسلم عن كل احد. قال ابو ذر رضي الله عنه تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير بجناحيه الا عندنا منه علم. تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يطير وبجناحيه الا عندنا منه علم. رواه ابن حبانة واسناده صحيح. اي فكل شيء يحتاج اليه قد فارشدنا النبي صلى الله عليه وسلم اليه. ثم قال فلا نتكلف بعده ما لا يعنينا فانما اهلك الذين من قبلنا كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. فان التقعر بالبحث بدخول العبد فيما لا يعنيه والتشدد فيه مما نهي عنه. وعند البخاري من حديث انس عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال نهيت عن التكلف نهينا عن التكلف ومثل هذا حكمه الرفع اي مما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ان يتكلف الانسان لان دين الله سبحانه وتعالى يسر وهو حنيف سالم. فاذا كذلك فلا حاجة الى ان يتكلف الانسان بالبحث فيه وان يدخل فيما لا يعنيه. ان من سار في هذه الجادة من التي تقدمتنا هلكت بذلك. لحديث ابي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. ثم قال ولا نعمل في امر بالرأي الذي لا يستند الى اصل من الشرع. اي الرأي الذي لا يرجع الى اصول الشرع ومفاصله اي الرأي الذي لا يرجع الى اصول الشرع ومقاصده وهو الذي يسمى الرأي المذموم. وهو الذي يسمى الرأي المذموم. فان رأي نوعان فان الرأي نوعان احدهما رأي محمود. رأي محمود. وهو ما عليه اصول الشرع ومقاصده. ما تدل عليه اصول الشرع ومقاصده. والاخر رأي مذموم وهو ما لا تدل عليه اصول الشرع ومقاصده وهو ما لا تدل عليه اصول الشرع ومقاصده. ما المراد رأي على النوعين لكن ما هو الرأي ما استفيد بنظر واستنباط. ما استفيد بنظر واستنباط. سمي رأيا لانه مما يراه العبد لانه مما يراه العبد والرؤية هنا ايش؟ بصرية ام علمية والرؤية هنا علمية فاذا فكان الذي رآه تدل عليه اصول الشرع ومقاصده فهذا محمود وهو الذي جاء عن جماعة من السلف وان كان لا يرجع الى اصول الشرع ومقاصده فهذا مذموم وهو الذي نهي عنه بالشرع. نعم. فصل واعلم ان فضل العلم واهله وانه يؤخذ عن اهله بالتلقي والسماع والسؤال مع ظهور الصحبة. وما درسوا من اهله فلا يؤخذ عنهم. وشر هؤلاء الرؤوس الذين يتبعون المتشابه ويقبض العلم العلم بقبض العلماء فلتحرص على المبادرة الى تلقيه عنهم عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. مبينا ان فضل علمي واهله عظيم داعيا الى اخذه والاعتناء بحمله فانما ثبت له الفضائل حملت عليه النفوس. فانما ثبتت له الفضائل حملت عليه النفوس. والعلم من اكثر ما جاء في القرآن والسنة ذكر فضله. من اكبر ما جاء في القرآن والسنة ذكر فضله العبد على فضله يحمل نفسه على اخذه والاعتناء به. ولابن القيم كتاب واسع ماتع هو اوسع كتاب جمعت فيه فضائل العلم وهو كتاب مفتاح دار السعادة. فاكثروا المجلد الاول فكل المجلد الاول وبعض الثاني هو في ادلة فضل العلم. وقد ذكر مئين من الادلة التي تبين فضل العلم وفضل اهله. ثم قال وانه يعني العلم يؤخذ عن اهله بالتلقي والسؤال مع طول الصحبة. فمن رام العلم سلك تلك المسالك المنعوتة. فهو يؤخذ تلقيا ففي حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم رواه ابو داوود واسناده صحيح. وهذا سماع وتلقي. ويؤخذ كذلك بالسؤال. قال تعالى فاسألوا اهل الذكر كنتم لا تعلمون. ولا يمكن هذا وذاك الا مع طول الملازمة. وقد ذكرت لكم مالك الذي ينبغي ان يكون نياطا في قلوبكم كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه العلم رواه ابو نعيم الاصبهاني في كتاب الحلية من حديث العباس بن عبد العظيم عن مالك ابن انس انه قال وفي اخبار ابي القاسم الطبراني رحمه الله تعالى انه قيل له بما حصلت هذا العلم؟ قال بالجلوس على البواري الى سنة والبواري هي الحصن. الحصن التي كانت توجد في مساجدنا تسمى بواري. فكان يجلس عليها اعني في ملازمة الشيوخ مدة ثلاثين سنة حتى صار عنده علم انتفع الناس به. ثم قال وما من اهله فلا يؤخذ عنهم اي من لم يكن من اهل العلم فلا يؤخذ عنه العلم. فلا يدرك العلم الا باخذه عن اهله وقد قال جماعة من السلف ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. وقد روي عن علي رضي الله عنه باسناد فيه ضعف وروي عن جماعة من السلف وهو من اصولهم في العلم والدين. ان العلم والدين لا يؤخذ الا عن اهله واهله لهم علامات يعرفون بها. اعظمها ما جاء في قول عبد الله ابن عوف لا يؤخذ العلم الا عن من عرف فبالطلب انتهى كلامه لان المرء يخرج من بطن امه جاهلا لا علم له. قال تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا فلا سبيل الى حيازته العلم الا بان يطلبه من اهله. فاذا طلبه من اهله فقد رقى سلم اخذه العلم والمعرفة به في اول درجاته. فاذا وجد هذا في نعته فهو من اهله الذين يؤخذ عنه. ومن لم يكن من اهله فانه لا يؤخذ عنه. والعلم والدين لا يخفى على احد. قال معاذ بن جبل ان على الحق نورا. رواه ابو داوود وسجستاني في كتاب السنن واسناده صحيح. فلا يحتاج كل المناصب والشارات. ولا الى الاضواء والفلاشات. ولا الى الاعلام والتذكيرات. لان الله تكفل بان من قام في نصرة دينه بعد نبيه صلى الله عليه وسلم انه ينصره. ببث ما عنده هنا الحق ومن تأمل احوال الناس وما كتب لهم من الخير في المعرفة بالعلم وبثه عرف ان الصادق منه لم ينموا بهذه الاسباب التي بلي بها الناس. فان اكثر الناس حجبوا بالاسباب المادية عن الاعانة الالهية فترى احدهم يحرص كثيرا على ان يسحب اعلانه بصورته ويحرص على ان ينقل في تلك القناة او كيفكر ومن صدق الله نقل الله سبحانه وتعالى علمه الى الناس. واذا اعتبرت هذا بازمنة قريبة رأيت عجبا فقد كان في ذهني رجل اسمه نذير حسين توفي سنة الف وثلاث مئة وعشرين. رحل اليه الناس من كل فج عميق من الحجاز ونجد بل من تلاميذه من بلاد المغرب ومن تلاميذه من بلاد الصين حتى قال هو عبد الحي الحسني وتلاميذه العلماء منهم فوق الالف. وقد ذكر بعض تلاميذه انه عد من اخذ عنه العلم في مدة فبلغوا اكثر من اثني عشر الفا. ولم يكن عنده قناة ولا ولا صحف ولا جرائد بل اعتقله الانجليز مدة سنة واحدة في السجن. لما كانوا في ابان احتلالهم للهجرة وكان في حال حياته ومع ذلك نفع الله سبحانه وتعالى بهذا الرجل نفعا عظيما. وانتم تسمعون دعوة الشيخ عبدالله او التي في جنوب هذه البلاد. وكان هذا الرجل قد درس في احدى المدارس الهندية التي يقوم عليها تلميذ لذلك رجل فكل هذه الدعوة كانت من اجل ذلك الرجل الذي علم شيخ الشيخ عبدالله القرعاوي رحمة الله عليه ومن صدق الله جعل الله عز وجل له نشرة علم. ومن تأمل سيرة هذا الرجل عرف انه رجل صادق. وانا اذكر لكم لان الامر كما قال سفيان ابن عيينة الحكايات حبوب تصطاد بها القلوب تصطاد بها القلوب يعني في بما عليها ان هذا الرجل قصده احد اكابر تلاميذه ممن صار بعد ذلك من اكابر تلاميذه ويقال له عبدالله الغزنوي فقصده من غزنة في بلاد افغانستان فلما نزل محطة القطار وكان رجلا اعمى جاءه رجل فقال هل تريد احدا يحمل لك متاعك؟ فقال نعم. ولكني اريد ان تذهب الى مسجد ميام صاحب وهذا لقبه بلغتهم. قال اريد ان تذهب بي اليه. فقال حسنا انا اذهب اليه فاخذه الى ان ادخله المسجد. واوقفه فيه. قال هذا مسجد فلان الذي تسأل عنه فقال كم اجرتك؟ فقال لا اريد منك اجرة انت طالب علم وانا رجل مسلم واريد الاجل رسمنا هذا الرجل ركعتين فلما انفتن من صلاته سمع طلبة في طرف المسجد. فذهب اليهم وسلم عليه ثم قال لهم متى يأتي الشيخ نبيل حسين؟ فكان الجواب كالصاعقة عليه فقالوا انه الرجل الذي ادخلك المسجد هنا بنفسه لان الذي ادخل في المسجد هو نذير حسين. وكان من عادته انه يذهب احيانا الى محطة القطار يتصفح وجوه الناس. فاذا رأى رجلا يريده اخذه الى مسجده. فوقع ذلك الكلام عليك الصاعقة وعظم عليه الامر. فلما اجتمع به بعد ذلك وسلم عليه بكى بكاء واعتذر منه بانه لم يعرفه. فقال له ان النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول لا يؤمن احدكم حتى يتم ضيفه. وانت جئت ضيفا لي وانا اكرمتك بذلك. شف كيف النية الصادقة وابتغاء الاجر وعدم طلب الشهرة ما راحوا يصورونه في محطة القطار علشان استقبال طلاب العلم لا هو يعمل لله سبحانه وتعالى فكتب الله عز وجل له من الخير الكثير ما هذا بعضه لكن المقصود ان من كان من اهل العلم بشارته وطريقه فان الله سبحانه وتعالى يتكفل باظهاره للناس. ثم قال المصنف بعد امره بتلقي العلم عن من هم اهله وانه لا يؤخذ عن غيره قال وشر هؤلاء الرؤوس الجهال والذين يتبعون المتشابه. فهؤلاء شر الخلق الذين ينبغي ان يحذر الانسان منه فان النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر حال الناس في اخر الزمان في حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين قال اتقوا اخذوا رؤوسا جهالا فظلوا واضلوا فلا تحصل لهم هداية. وكذلك الذين يتبعون المتشابهة فان الله عز وجل قدرناه منهم واخبر ان هؤلاء تؤول الامر معهم الى زيغ القلوب. فقال تعالى واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. فاذا كان زائغ القلب فانه لا ينتج الا زانغا مثله اذا كان زائغ قلب يتبع المتشابه فهذا لا ينتج الا زائغا مثله. وهاتان الطائفتان قد فشا امرهما باخاه وامتدت اعناقهما فكبير ممن ينسف الى العلم هو من الرؤوس الجهال او من اتباع المتشابه ولذلك يحذر الانسان على دينه. وكان الناس عندنا في من فيما مضى يسترشدون باكابرهم عند طلب العلم فيأتون الى العلماء المعروفين فيقولون نقرأ عليك واباؤهم يعرفونه ان هؤلاء علماء او او من ترشدون ان نقرأ عليه فيرشدونهم الى اهل العلم. وكما ذكرت لكم فان صاحب العلم لا يخفى. حتى على العجائز العجماء العجائز لكبار السن في في البيوت فالعجوز التي نقول انها لا تدري تعرف العالم الذي يؤخذ عنه العلم واذكر في قصة طويلة ان هذا وهو من اصحابنا في زمن مضى قال لجدته متوسلا بها الى ابيه انه يريد ان يذهب الى المكان الفلاني قالت لاجل ماذا؟ فقال لاجل الدين. فقالت ما عرفنا ان من يريد الدين يذهب هنا ولا يذهب هنا يريد الدين والعلم يروح لبن باز في الرياض ولا ابن عثيمين في عنيزة؟ هذي عجوز ولا تقرأ امية لكن هي عرفت ما يخفى الحق يجعل الله عز وجل له ظهورا وهذه الظهور ليس بالاعلام والاقلام هذا يظهره الله سبحانه وتعالى ولذلك هذه العناية الالهية بحفظ الشريعة الاسلامية تخفى على كثير من الناس لكن من عرف دين الله عرف ان دين الله منصور. قال ابن القيم والحق منصور نحن فلا تجزع فهذه سنة الرحمن. الله ناصر دينه. ولذلك قال ابن مبارك لو ان لو ان احدا من الناس بس بات يحدث نفسه انه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصبح والناس يقولون فلان هو بات بس يقول ابكتب احاديث بضع احاديث لاصبح والناس يقولون فلان هو كذاب لان هذي حماية الله الامر ليس بديني بدين الناس ليس بايدي الناس. ولذلك في بعض اخبار من مضى انه كان معروفا بالرياء حتى صار به فارعوى واناب في اخر عمره. فبينما هو على توبته لم الناس يقولون فلان اللي مرائي. فمر ليلة فقام ليلة بعد ان صلى في بيته وبكى وتضرع الى الله الله سبحانه وتعالى ان يدفع عنه ما يجده من الناس وهو قد تاب منذ مدة مر على رجلين من العسس العسس وشو؟ الحراسة اللي في الليل اللي كان عندنا يسمونهم ايش؟ العسة. فلما رأى رأى الظل اقبل قال احدهما هذا حتى يخوفه لو كان سالم. من هذا؟ فقال له الاخر هذا فلان. عرف يعني؟ جر جذمه وجسمه. قال هذا فقال الاول المراعي؟ فقال الثاني قد كان ذاك ثم تافت تاب الله عليه. يعني من الذي انطق هذا الله سبحانه وتعالى اظهر صحة توبة هذا على لسان هذا. فمن كان مع الله كان الله معه. ومن توكل على الله كفاه الله سبحانه وتعالى ثم ذكر اخرا ان العلم يقبض بفضل العلماء اي بموتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض الجزاء عن ينتزعه من من العباد ولكن يقرض العلم بقرض العلماء. رواه البخاري ومسلم. فطالب العلم يبادر ولا يسوف فان سوف شعاع الشيطان وهي من جند ابليس كما قاله جماعة من السلف. الطالب العلم يحذر من التسويف وياغتني فضل وقته وقوة بدنه وصحته في اخذ العلم عنه. نعم. فصل واعلم ان الله بلزوم الجماعة ونهى عن التفرق وقد توعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين وخير الدنيا والاخرة في لزوم الجماعة فارغها فمات فميتته جاهلية. وامرنا بلزوم الجماعة لحمد عاقبة لزومها. مع فقد العدل محبوبه فيها. وسوء عاقبته الفرقة مع حصوله عقد المصنف وفقه الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي وهو ان الله امرنا بلزوم الجماعة ونهانا عن التفرق. فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال تعالى ولا تكونوا من المسرفين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. ثم قال وقد عد وتوعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين. وقد توعد الله من اتبع غير سبيل المؤمنين اي اخذ في طريق غير طريقهم. فمن اخذ في طريق غير طريقة جماعة المسلمين فان الله وتعالى توعده فقال ومن يشاء فيق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله انما وساءت مصيرا. ثم قال وخير الدنيا والاخرة في لزوم الجماعة. اي ما يناله الخلق من خير عاجل او اجل مرهون بلزوم العبد لجماعة المسلمين ولاجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بالجماعة واياكم لكم والفرقة رواه احمد وغيره من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصححه ابن حبان والحاكم. واذا عدل العبد عن سبيل المؤمنين وخرج عن جماعتهم فقد توعده الله سبحانه وتعالى بان يوليه ما تولى وان يسلي جهنم وساءت مصيرا. ومن جملة ما توعد به ما ذكره المصنف في قوله. ومن فارق الجماعة فمات فيه ستته جاهلية. اي وافقوا حال موت اهل الجاهلية اي توافق حال موت اهل الجاهلية فان اهل الجاهلية كانوا يأنفون من الاجتماع كانوا نكون من الاجتماع لما جبل عليه العرب من الحمية والانفة والاستبداد بنفسه ورأيه. فجاء الشرع بخلاف ذلك ونسبتها الى الجاهلية دليل على قبحها وبشاعتها وحرمتها فكل ما نسب الى الجاهلية من قول او فعل او بعدي فانه محرم. ثم قال وامرنا بلزوم الجماعة بحمد عاقبة لزومها مع فقد العبد محبوبه فيها وسوء عاقبة الفرقة مع حصوله. فالعبد امر بلزوم الجماعة لان عاقبة بقائه فيها خير له من ان يحصل مطلوبه مع الفرقة. فان من حصل مطلوبه مع الفرقة لن يفرح به. فان من حصل مطلوبه مع الفرقة لم يفرح به. فمن نادى مالا او منصبا او رئاسة. حال فرقة الناس فانها تكون غصة في حلقه فان القلب اذا صار شجر مدر مما يتجدد بين الناس من النزاع والفرقة والخلاف ولن فعندئذ لا يهنأ بمنام ولا بمطعم ولا بمشرب. فحين اذ فقد الانسان شيئا مع جماعة المسلمين خير له من ان يذوق علقما عند انفلات امر جماعة المسلمين. والمرأة لا يلحظ في دينه المصالح الخاصة لكنه يلحظ المصالح العامة للمسلمين اجمعين فهو اذا فاته في ذاته شيء فقد ادرك مع جماعة المسلمين اشياء. والمؤمن العاقل لا تحمله نفسه ان يطلب ماله في اضاعة مال المسلمين. ولما كان الامام احمد رحمه الله رجلا مؤمنا عاقلا واصابه ما اصابه من المأمون ثم المعتصم اراده الناس واجتمع اليه الفقهاء على الخروج بالسيف. فقال رحمه الله الا الدماء الا الدماء. يعني ان امر الدخول في في شيء يجب على المسلمين سك الدماء بينهم شيء عظيم. ولا ان فقد الانسان شيئا من الدنيا يختص به مع بقاء مال المسلمين في جماعتهم لهو خير له وللمسلمين في الدنيا والاخرة ومن فاته شيء في الدنيا ادركه عند الرب سبحانه وتعالى الذي لا يظلم عنده احد. نعم فصل واعلم ان من الواجب شرعا طاعة اولي الامر فعلى المسلم السمع والطاعة لادي اولي الامر منا في المنشط والمكره والعسر واليسر والاثر وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم. فمن تأمر منهم وجب لهم سمع والطاعة. كائنا من كان وهي فرض في فلا سمع ولا طاعة في معصية الله. واذا رأى منه ما يكره. واذا رأى منه ما يكره كره عمله. ولم ينزع يدا من طاعة. وقد امرنا صلي على ما يكره منهم وان نؤدي اليهم حقهم. ونسأل الله حقنا فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواحا عندنا من الله برهان ونهينا عن سب الامراء وعيبهم ولعنهم. ومن اذل سلطان الله في ارضه اذله الله. عقد المصنف الله فصلا اخر يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي. مبينا ان من الواجب شرعا اولي الامر امتثالا لامر الله بقوله يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فطاعة اولي الامر هي من الاوامر الشرعية. وليست من الاملاءات الواقعية السياسية. اذ هي ليست من جيب فلان او فلان وانما هي الدين الذي رضيه الله لنا. وانك لتعجب لعبد يتقرب عنده كمال دين الاسلام. وان طه رضي الله لنا ثم يخالف في هذا الاصل العظيم. فان الله الذي كمل لنا الدين ورضيه لنا. امرنا بان نطيع اولي الامر فينا قال فعلى المسلم السمع والطاعة لاولي الامر في المنشط والمكره والعسر واليسر والاثرة وان يقول بالحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم. فيسمع المسلم ويطيع لاولي الامر منا. والسمع هو القبول هي الانقياد والسمع هو القبول والطاعة هي الانقياد فيقبل منهم وينقاد لهم في منشطه وعسره ويسره. وان وجدت اثرة عليه. فان منع له شيء من الدنيا وجعل لغيره فان بيرضي السمع والطاعة التي امر الله سبحانه وتعالى بها. ويقول الحق اينما كان لا يخاف في الله لومة لائم فان حديث حذيفة الذي امرنا فيه بان نسمع ونطيع امرنا فيه بان نقول بالحق لا نخاف بالله لومة لائم ومعنى ان نقول بالحق ان يصدع الانسان بامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فليس الصدع بالحق هو رفع الصوت به على المنابر. ولا الدخول في المهاترات ولا القيل والقال ولكن الصدع ذي الحق ان يؤديه العبد كما امره الله سبحانه وتعالى به وامره الرسول صلى الله عليه وسلم. وان عد الناس ذلك جبنا فاولئك الذين ينقمون على اهل الصلاح والهدى سيرهم في الجادة الشرعية في نصح الرعي والرعية عند العاقل لا يبالي بهم لان مقصوده في القيام بهذا الامر هو التقرب الى الله وكما يكون من عبيد للسلاطين يكون من الناس عبيد للناس. فبعض الناس يظن فقط ان هذا يذم بانه من عملاء وانت ايضا من عملاء الخلق فهو يخاف ان تنكسر سمعته عند الخلق ويخاف الا يحظى بالتقدير والتعظيم عنده فيحمله ذلك على ان يرتكب هذه الحماقات والسفاهات التي يخالف فيها امر الله سبحانه وتعالى. لكن العارف بالحق يتبع امر الشرع بالامر بامرهم بالحق كما اراد الحق سبحانه وتعالى فهو لا يريد ان يقع فيما تهواه نفسه او تمليه وكما يحبه الناس لا هو يجعل نفسه عبدا للذات. فالطريق التي امر الله سبحانه وتعالى بها يلزمها. واذا كان يمكنه ان يحمل سيفا فهو يكسر سيفه عند امر الله سبحانه وتعالى. هذا الذي يخاف الله عز وجل لانه ليس شجاعة ان تعد شجاعا عند الناس لكن الشجاع ان تعد شجاعا عند الله بلزوم امره وعدم الالتفات الى احد من الخلق. نعم تفضل تفضل الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اشهد ان محمدا رسول اشهد ان محمدا حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الله اكبر ثم قال فمن تأمر منهم وجب له السمع والطاعة كائنا من كان اي من ولي الامرة وهي تدبير الحكم والسلطنة وجب له السمع والطاعة كائنا من كان. لقوله صلى الله عليه وسلم اسمعوا واطيعوا وان استعمل على عبد حبشي كأن رأسه زبيب. رواه البخاري من حديث انس ابن مالك. اي ولو كان من يأنف الاحرار من امرته حال الاختيار فان العرب طبعوا على الانفة من ذلك. فلما دخلوا في الاسلام امروا ان ولامر الله سبحانه وتعالى بالسمع والطاعة لمن ولاه الله امرنا ولو كان على حال تكره العرب حال جاهليتها الانقياد الانقياد لمن كانت تلك حاله. ثم قال وهي اي طاعتهم فرض في المعروف. فلا سمع ولا طاعة في معصية الله. فاذا دعي العبد الى معصية الله لم يطعه لان طاعة الله سبحانه وتعالى مقدمة على طاعة خلقه. واذا رأى منه ما يكره كره عمله ولم ينزع يدا من طاعة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعته. رواه مسلم. فيؤمر العبد بان يكره عمله كما عن طاعته في المعصية لكنه لا ينزع يدا من طاعته. ثم قال وقد امرنا بالصبر. على كما يسمع منهم وان نؤدي اليهم حقهم ونسأل الله حقنا. فلا ننازع الامر اهله الا ان نرى كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان فالعبد مأمور بان يصبر على ما يكره منه وان يؤدي الى اولئك حقهم وان يسأل الله سبحانه وتعالى حقه كما في حديث عوف ابن مالك ابن مسلم ادوا اليهم حقهم واسألوا الله حقكم. واذا كان سائلهم حقنا هم فان سائل فاذا كان سائلنا حقهم هم فان حقنا سيسأله الله سبحانه وتعالى عنه. واذا وكلت سؤالك الى العظيم فان العظيم سبحانه وتعالى كثير بان لك حقك. فالعبد يؤدي الى هؤلاء حقهم. ويسأل الله سبحانه وتعالى ما له من حق. ثم قال الا ننازع الامر اهله. اي لا ندخل معهم في منازعة ومشاحنة في تكبير امر السلطنة والحكم. لان هذا اليه. فقد قال الله سبحانه وتعالى واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به. ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. فالامر امر المسلمين في العلم والحكم. فالعلم للعلماء والحكم للسلاطين والامراء فلا يجوز للمرء ان ينازعهم شيئا مما يتعلق بولايتهم. فهذا الامر هو اليه. وان يبذل اليهم النصح ويصبر على ما يلقى في خاصة نفسه او في عامة امر المسلمين فهو الذي ارسل اليه النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة ثم قال ونهينا عن سب الامراء وعيبهم ولعنهم عاقبة ذلك قال انس رضي الله عنه نهانا كبراؤنا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تسبوا امراءكم ولا تعيبوهم واصبروا واتقوا الله فان الامر قريب. رواه ابن ابي عاصم في السنة وغيره واسناده والامراء يعني المتأملين سواء سمي ملكا او اميرا او رئيسا او حاكما او سلطانا او غير ذلك. فنهينا عن سبه ولعنه لسوء عاقبة ذلك فان مآل ذلك اظاء صدور الناس عليه وايظا صدره هو على الناس وهذه صفة شرار الائمة والملوك فان شرارهم من يلعنهم الناس ويلعنونهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم خيار وائمتكم من تصلون عليه ويصلون عليكم. وشرار ائمتكم من تلعون تلعنونهم ويلعنونكم. رواه مسلم. فاذا وقع الناس في هذا الله عز وجل بعضهم على بعض. اذا مشى بينهم لعن الامراء وسبهم فاعلم ان الامراء يكون منهم كذلك ايضا فاذا وقع اللعن والسب والشتم بين المسلمين رعاة ورعية وحكاما ومحكومين وامراء ومأمورين فانما ال ذلك الى شر العاقبة في الدنيا والاخرة. فالانسان يحفظ لسانه ويصونه عما نهي عنه. فان فهي للتحريم وهذا من جملة السنة المستقرة عند الصحابة رضي الله عنهم. ثم قال ومن اذل سلطان الله في امره ومن ومن اذل سلطان الله في ارضه اذله الله. اي من سعى في اذلال من جعل الله سبحانه وتعالى الولاية فانه يذل. والاظافة في سلطان الله للتشريف. يعني من جعله الله سبحانه وتعالى حاكما الله عز وجل هو الذي اعطاه. والله عز وجل هو الذي اعطاه هذه الولاية وجعله متسلطا على هؤلاء الناس فمن مشى لاجلاله اذله الله كما جاء عن حذيفة رضي الله عنه وغيره فعاقبة الخروج على هؤلاء منازعتهم شر وبين. ولذلك في حديث ام سلمة رضي الله عنها في صحيح مسلم لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جور الامراء. يعني فقالوا افلا نقاتلهم يا رسول الله؟ يعني اذا كانوا هم ظلمة ما نقاتلهم؟ فقال لا ما صلوا لا ما صلوا وترك الصلاة اشارة الى الوقوع في الكفر البواح كما تقدم عند الكفر الظاهر البين يقعون فيه فحين اذ يكون له امر اخر بشروطه وقيوده التي يبينها العلماء اهل الحلوى العقل الذين هم رؤوس الناس الذين يعرفون قبل الفتن لا في الفتن. فالذي يعرف قبل الفتن انه من رؤوس الناس هذا الذي يتبع. اما الذي لا يرتفع رأسه الا في الفتنة فهذا ليس من رؤوس الناس. ويتقي الانسان من لم يعرف الا في فتنة. واهل الحل والعقد ورؤوس البلد يعرفون قبل حلول الفتن. فالمرء يلزم ما هم عليه مما اليه لان لا يقع الانسان فيما لا تحمد عاقبته في دينه ودنياه. ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهانا عن قتال ائمة الجور امرنا بقتال من خرج عليهم. في الاحاديث التي قال فيها الامام احمد صح في عن عشرة من عشرة في عشرة احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. واستوفاها مسلم في صحيحه. فهو قد نهى عن قتال ائمة الجور. وامر بقتال من خرج عليه. فالعاقل اللبيب الذي يؤمن بالدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يعلم ان هذه هي السلامة وما عدا ذلك فليس فيه للخلق سلامة ولا امانة. وان سماه الناس ما سموه وان رموا من خالفهم بما رموا فاذا سموه جبانا او انبطاحيا او خانعا او خاضعا او خائفا لم يبالي بهم لانه لا ينظر في شيء من ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء وانما ينظر الى امر الله سبحانه وتعالى. فالنبي صلى الله وسلم هو الذي ارشده اليه. ولذلك في حديث حذيفة في الفتن ارشده النبي صلى الله عليه وسلم اذا تفرق قال فاعتزل تلك الفرق ولو ان تعظى تعظى على اصل شجرة يعني تشد باسنانك على اصل على اصل شجرة صح؟ صح ولا لا؟ هذا معنى الحديث. هذا معناه ولا مو معناه؟ معناه. طيب وين بيان الرأي وين ابداء الموقف؟ وين اظهار الاستقلالية؟ كل هذي عبائد شيطانية. لكن هذا دين محمد صلى الله عليه وسلم وهذا ثقيل عن النفوس ولا سيما في الفتن. ثقيل جدا على النفوس ولذلك لا تثبت قدم العبد في الفتن بعد تثبيت الله الا بعلم راسخ قبله. اذا في علم راسخ قبلها هذا. اما اذا جت الفتن وقعت المحن وصارت تجددت المساجد صاروا يبحثون في يقولون هذا كيف هل يوجد له شيء في الفقه الاسلامي؟ هل يمكن ان تجرى كذا لاجل كذا؟ ان يفعل هكذا لاجل هكذا؟ هذا علم جدد اذا هذا علم طالبا يكون خطأ لا خير فيه. لكن العلم الراسخ هو العلم الصحيح. العلم الصحيح الذي يحفظ الانسان الكتاب ولذلك من اعظم منافع العلم انه يحفظ الانسان من الفتن. ليس الفتنة التي تخافها ان تفتن من الناس في نفسك ومالك الفتنة التي تخافها ان تسلب التوحيد واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. وفي اخبار سفيان ابن الثوري انه بكى فقال له صاحب الله الذنوب فاخذ شيئا من قال والله لذنوبي اهون علي من هذا ولكني اخاف ان اسلب التوحيد. فهو يخاف على نفسه ان يسلب التوحيد والاتباع في مثل هذه الفتن ولذلك اول فتنة وقعت في الارض وهي عبادة غير الله في قوم نوح كانت بسبب ايش؟ زوال ففي حديث ابن عباس لما ذكر الخمسة قال فلما نسي العلم وفي رواية تشميها فلما نسخ العلم وفي الصحيح في فتنة الدجال التي هي اعظم فتنة في قصة الرجل الذي يشقه شقين ان يقول بعد شقه مرة بعد مرة انت المسيح الدجال الذي اخبر عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف عدم يعني؟ بالعلم. عنده علم من صفة الدجال فالعلم حفظه من الفتنة فهذا هو الذي ينبغي ان يشغل قلبه ان تفتن في دينك الذي تخسر فيه دنياك واخرتك ان تقع في شيء يبعدك الله سبحانه وتعالى عن جنابك ويردك عن بابك فتخسر الخسارة العظمى. واما ما عدا ذلك انه ليس شيئا ليس شيئا لكن الكلام اذا قلت كلمة فسفكت فيها دماء ونهبت اموال وهتكت اعراض وسقطت دول وحصل مرج وهرج ثم جاء حديث علي بن حاتم ما منكم من احد الا وسيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان عند ذلك اذا وقف الانسان هذا الموقف سيعلم اي حجة تكون له عند الله سبحانه وتعالى. لابد الانسان يا اخوان طلاب العلم ينبغي لهم ان يعرفوا دينهم كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. الدين الصحيح الذي في الكتاب والسنة. لا بقول فلان ولا بفلان لا من اهل اليمين ولا من اهل الشمال. لكنه على الصراط المستقيم. ويقتدي بسير الاكابر العلماء المعروفين الراسخين من الاحياء والاموات يصير بسيلهم ويصبر على هذا ويعلم انه اذا خرج قيد انملة فانه يريده هلك. وان ذم الناس او مدح الناس لا يساوي عند اهل المعرفة بالله شيئا. فالناس مساكين احدهم لا يملك قلبه الذي بين جنبيه. فهو يحب فلانا تارة ويكرهه تارة اخرى. فاي قلب تملك اذا كان قلبك يحب احدا مارة تارة ثم يكرهه تارة. وربما يرجع الى حبه تارة اخرى فاذا كان قلبك الضعيف بهذه المنزلة فقال اسمع ان الشاعر قال قد سمي القلب قلبا من تحوله فاحذر على القلب من قلب وتحويل نسأل الله ان يثبت قلوبنا وقلوبكم. نعم. فصل واعلم ان نجاة العبد في هذا الامر هي في الاستقامة وردها امر اله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب والسنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق بدينه فانها امان من الفتن ومن الممدوح شرعا الفرار بالدين من الفتن والاكثار من العبادة فيها وللامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاء المؤمنين وفي احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا وحسن خاتمة العبد هي بالموت على الاسلام والسنة. ونجدة لمن نظر فيما سلف من بيانه وهي وصيته لنفسه ولاخوانه. يا ايها الميموا سيره لله دونك نجدة معواني سر في امورك راشدا متوفقا للشرع واحذر بعدة الشيطان واتبع كتاب الله وسنن التي صحت عن المختار من واخضع رداء الجهل واطرح صنوه لبس التعصب قبح الثوبان واترك لقلبك هجرتين هما هما في كفة الميزان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السر والاحسان واصبع بامر الله في احكامه واصبر وجاهد عصبة واحذر شرور النفس ان جاهدتهم فالنفس ان تضغى فللخذلان والله ناصر دينه فتيقنوا بوعده فالصدق للرحمن تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها والفضل للمنان. تم بحمد الله. خدم المصنف وفقه الله بفصل جامعي يدعو فيه الى مسعى اخر من خير المساعي وهو بيان ما تكون به نجاة العبد. فذكر ان نجاة العبد في هذا الامر اي في حال الدنيا هي في الاستقامة ورد الامر الى اهله من العلماء والامراء والاعتصام بالكتاب السنة ولزوم الجماعة وصحبة من يوثق بدينه فانها امان من الفتن. فهؤلاء الخمس امان ابدي من الفتن فهؤلاء الخمس امان العبد من الفتن بدلائل الكتاب والسنة. فيستقيم العبد على امر الله كما قال تعالى فاستقم كما امرت. ويرد الامر الى اهله كما قال تعالى ولو ردوه الى الرسول واذا اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ويعتصموا بالكتاب والسنة كما قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا ما تفرقوا في ايات اخرى ويصحب من يوثق بدينه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرجل على دين خليله. رواه ابو داوود واسناده حسن. وايضا يلزم جماعة المسلمين. فان لزوم جماعة المسلمين من اعظم لا يحصل الانسان به الامان كما تقدم في حديث حذيفة وفيه انه قال له صلى الله عليه وسلم تلزم جماعة المسلمين وامامه يعني اذا حصل بين الناس فتن يؤمر العبد بهذا ثم ذكر ان من الممدوح شرعا الفرار بالدين من الفتن والاكثار من فالفتن اذا تكاثرت فالعبد مأمور بان يفر منها وفي حديث ابي سعيد الخزي في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قد يوشك وان يكون خير مال المسعد العبد المسلم غنم يتبع بها شعث الجبال ومواقع القبر يفر بدينه من الفتن عليه البخاري باب من الايمان الفرار في الدين من الفتن فمن ايمان العبد ان لا يورث قلبه على الفتن ولا تضره نفسه انما يحبس نفسه عن الفتن ولا يدخل في شيء منها. وكذلك يستكثر من العبادة. لان العبادة هي الحبل الذي يصل العبد بربه. وفي صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبادة في الارض كهجرة الي. يعني عبادة حصل الهرج والمرج واصل الهرج الاختلاط والاضطراب اعظمه وقوع القتل فان من اقبل على عباده يكون بمنزلة لان الذي هاجر الى النبي صلى الله عليه وسلم ترك دياره الى بلد النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الذي يعتزل الفتن اقبل على العبادة يهجر ما عليه الناس من استنشاق الكلام وجمعه وبثه في الفتن فان هذه الحال تقطع قلوبهم عن الله. قال عبدالله بن عون ذكر الله دواء وذكر الناس داء وقال مفعول ذكر الله شفاء وذكر الناس داء. ومن جملة ذكر الناس ما يقع في الفتن من جمعها ما قال فلان وقال فلان وما بث في المكان الفلاني. سواء في الفتن الخاصة او الفتن العامة. فالعارفون بدين الله لا يولون الفتن شيئا وان قام الناس وقعدوا فهم يقبلون على ما يلزمهم من عبادة الله سبحانه وتعالى. واذا وجدوا نائبا من نواب ابليس يقوم مقامه في تبليغهم الفتن منعوه وكبحوه. وفي اخباره شيخ شيوخنا محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله ان رجلا جاء اليه فسلم عليه ثم قال قال اما بلغك ان فلانا يتكلم فيك ويقول فمنعه وقطعه. وقال الم يجد ابليس نائبا له الا ثم زجر واما اليوم فيأتي احدنا احد يقول له ان فلانا يتكلم فيك. فيقول ماذا يقول؟ فيقول كذا ثم يقول وماذا يقول ايضا؟ ثم يستمر المجلس قال وقيل لكن العارف بالله لا يهمه قول الناس لان الناس مساكين لا يملكون شيئا وانما يخاف ربه سبحانه وتعالى. فالخوف من سؤال الرحمن اعظم من كلام الانسان وسوف السلطان. فالعالم بالله يقبل على ما يلزمه من عبادة الله سبحانه وتعالى. وما وما احد اشير اليه في الدين والعلم الا وكان في مبدأ امره فليتكلموا فيه هذا الشيخ ابن باز هذا ابن عثيمين هذا الشيخ ابن بازان قد ادركنا اناسا من اهل العلم كانوا يتقدمون فيها. من اهل العلم يتكلمون فيه وذهب اولئك كالملك فلا يعرفهم الا خواص اهل العلم. واما هؤلاء فنشر الله علمه. وهذا عبدالرحمن بن حسن الذي له اليوم قد كتب فيه من كتب وحذر الامام تركي ثم ابن فيصل منه وانه ينبغي له ان يبعده وانه وانه وانه وانه ثم بقي عبد الرحمن ابن حسن ذكرا وعلما وذاب ذلك كالملح. فمن ظن انه يسلم من الناس فهو مجنون كما قال ابن مسعود رضي الله عنه فالعاقل يعرف ان الذي يجب عليه هو الاقبال على ربه لا ان يقطع بالخوف قال ابن القيم رحمه الله ان العبد اذا التفت الى قطاع الطريق قطعوه. اذا التفت الى قطاع الطريق قطعوه. وانت ما تريد بالناس؟ تريد ما عند الله؟ فاقبل على الله سبحانه وتعالى. فالامر امر الله والدين دين الله والحكم حكم الله. والملك لله وان كان للناس في الدنيا شيء ففي الاخرة ليس لهم شيء. في الاخرة ما لهم شيء. الحكم لله. هو الذي يرفع وهو الذي يغفل. وهو الذي يعطي وهو الذي يمنع. سبحانه وتعالى. فيجب على العبد ان يقبل على ربه سبحانه وتعالى ولا يشغل باحد من الخلق. ومن جملته ما ذكره هنا من الاكثار من العباد في زمن الفتن ثم ذكر المصنف ان بالامر بالمعروف هو النهي عن المنكر والجهاد فضل في انجاء المؤمنين في حال السوء التي تعبد المسلمين في بلدانهم وازمانهم مما يدفعها عنهم قيامهم بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر الجهاد في سبيل الله. ففي الصحيحين من حديث النعمان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ثم ذكر حال الناس بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيه انه قال فان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا وان تركوهم يعني بلا امد ولا نهي هلكوا وهلكوا جميعا. وفي الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين. لا يضرهم من خذلهم ولا من فهم الى قيام الساعة. فالجهاد شعيرة من شعائر الله ودين من دين الله سبحانه وتعالى وبه عز المسلمين. فهو باق بعز عزيز ام بذل ذليل فلا يظن احد ان هذه الشعائر الدينية تزول وتخفى وتذهب فان دين الله لا يخفى لكن الشأن في صدق العبد في ارادتها. فمن الناس من يسمي قتاله جهادا وهو يقاتل لاجل الدنيا. او لاجل الرئاسة او لاجل المال او غير ذلك من مقاصد النفوس وان البسها لباس الاسلام فلا عبرة بالشعارات العبرة بالحقائق بان يكون الجهاد لله ولذلك قال الاحنف ابن قيس لما وقع ما وقع يعني من الامر الذي صار في الصدر الاول الخلاف اخذت سيفي فخرجت فلقيت ابا بكرة فقال الى اين؟ فقلت انصر هذا الرجل فقال اما اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فنفعني الله بهذه الكلمة ورجعت. تيقن انه كان هناك من يؤز الاحنف للدخول في القتال لكن اخرجه الله عز وجل بنصح الناصح وان ذاك الذي ازه كان يقول له الجهاد في سبيل الله ونصوة المظلومين ورفع الظلم عن من اخذ الحقوق ولكن هدي الاحنف الى ان تيسر له ابو ان يسر له ابو بكرة فنصحه بما نصحه. ولا يستغرب هذا وجد في الزمن الفاضل فكيف في الزمن الخامي؟ وفي اخبار حذيفة بن اليمان وابي مسعود الانصاري رضي الله عنهما انه لم ما نزع اهل الكوفة اميرهم وطردوهم. نزعوه وطردوه. فكان ابو مسعود وحذيفة في المسجد. فجاء اليهما فقال يا اخوان التاريخ يعيد نفسه. انتما هنا وقد اخرج الناس اميرهم؟ اميرهم انتوا جالسين هنا يا مشايخ في المساجد وتعلمون وتدرسون والناس اخرجوا اميرهم فسكت شف سبحان الله العالم الراسخ سكت هذا جاهل جاهل جاي يفتح باب شر والناس قد انتهوا من الامر وما عاد تنفع الكلمة اطردون امين. فسكت فلما طال سكوتهما قال والله ان نال على السنة. قال حنا اللي على السنة حنا على الحق مهو بذا المشايخ. مهوب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. شوف الجراءة يقول هل نراها الحي نوى من الناس من يبتهل العلماء بهذا فليأتي الى المساجد ويقول العلماء هذا في وجوههم من سوء الادب وقلة الديانة قال لهما والله انا لعن السنة. فقال حذيفة والله لا تكونون على السنة حتى تنصح الرعية ويطلق الراعي. هذه السنة ان الرعية ينصحون والحاكم يرفض. هذه هي السنة اما ما عدا ذلك يسمونها السنة وتسمونها الدين وتسمونها هذا ليس بدين. ولذلك تأتي الفتن رأينا فتن عظيمة. ويأتي اناس الى المشايخ وتسمع كلام شديد ثم لا يريدونهم شيء ولا يتكلمون. لان ما يقع من الناس من في قلوبهم وضيق في صدورهم بامر لا يحتمل المراجعة والمراد لكن تبقى على الحق. الحق الذي تعتقده تبقى عليه. وهذا الحق الذي عرفته دين الله ليس متعلق بزمان ولا مكان اينما كنت دينك دينك وامرك امرك. في اي زمان وفي اي مكان فدين الله واحد لا يوجد في في دين الله سبحانه وتعالى دينان هو دين واحد لكن الشأن ان تعرف دين الله سبحانه وتعالى. ولذلك صرنا بين من يغمس الجهاد حقه ويريد نزعه من ديوان الاسلام وبين منفلت يقدم على شيء يسميه الجهاد والجهاد منهم ثم قال وفي احياء العلم وبده ثبات الدين والدنيا فمهما فمتى بقي العلم في الناس بقي فيهم دينهم وحفظت دنياهم واذا زال العلم زال الدين والدنيا. قال ابن شهاب كان من مضى من علمائنا يقولون الاعتصام بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلم ثبات الدين والدنيا. يعني احياء العلم وبثه ثبات الدين والدنيا وذهاب العلم ذهاب ذلك كله. ولذلك من اعظم مقومات حفظ التنمية في البلاد الحفظ على العلم شرعيا يبقى العلم الشرعي في البلاد فثباته ثبات للدين والدنيا معه واذا ذهبت العلوم الشرعية سيذهب الدين وستذهب الدنيا هذا حكم الله الذي لا يتخلف. فاذا وقر هذا في قلب طالب العلم رأى ان رباطه في حلق العلم تعلما وتعليما من القرب التي يتقرب بها الى الله لحفظ دين المسلمين. ثم ختم المصنف بقوله وحسن خاتمة العبد هي بالموت جعل الاسلام والسنة اي احسن حالا اي احسن حال يختم بها للعبد عند موته ان يمده الله على الاسلام والسنة اماده الله على الاسلام والسنة ثم ختم المصنف باليات ينصح فيها يقول يقول يا ايها الركب نيمم سيره لله فنجدة المعوال سر في امورك راشدا متوثقا بالشرع واحذر قاعدة الشيطان ان احذر ما يرصده الشيطان من اجتناب الخلق هنا او هنا. قال واتبع كتاب الله والسنن التي صحت والسنن التي صحت عن المختار بن عدنان اخلع رداء الجهل واطرح سن وهم يعني اخوه واطمح سنه لبس التعسر قبح الثوبان واطلب لقلبك هجرتين هما في كفة الميزان راجحتان لله اخلص واتبعن رسوله فهما سبيل السلم والاحسان اي سبيل الاسلام واحسان العبد واصدع بامر الله في احكامه. واصبر وجاهد عصبة الطغيان واحذر شرور النفس ان جاهدتهم فالنفس يعني ان العبد اذا قام بنصرة الحق ينبغي ان يتخوف على نفسه الوقوع في الطغيان فمن الناس من يقوم في نصرة الحق فيقع في الطغيان فيظلم هذا ويعتدي على هذا ويبهج هذا فيعاقبه الله سبحانه وتعالى بالخزنان. فنصرة الحق تكون بالحق والقيام بامر الله يكون بما امر الله سبحانه وتعالى. ثم قال والله ناصر دينه فسيفن من وعده فالصدق للرحمن اي ان الله لا اصدق منه كما قالوا من اصدق من الله حديثا وقال ومن اصدق من الله قيلا فالله قد تكفل بنصر دين بنصرة دينه فهذا يقين عند المقيم. تمت وصية صالح ولنفسه وصى بها الفضل للمنان. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعا لمحابه ومرضه. اكتبوا طبقة السماع. سمع علي جميعا بصيرة الداعي الى خير المساعي صاحب بقراءة غيره. والقارئ يكتب بقراءته صاحبنا فلان بن فلان وفلان يكتب اسمه تاما له ذلك بمجلس واحد في الميعاد المثبت في محله وجدت له روايته عني جلسة خاصة معين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح من ذلك كتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة الجمعة الثانية عشر من شهر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين واربعمائة وانت مسجد العقيد بمدينة الطائف. وبهذا نكون قد فرغنا من هذه الدروس التي امتدت هذه الايام. نسأل الله ان ينفعنا واياكم بما قلنا ويجعله حجة لنا ولكم ولا يجعله حجة علينا وعليكم. وان شاء الله تعالى غدا في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب بعد صلاة العشاء درسان في كتابين في برنامج الدرس الواحد في الحرمين الشريفين احدهما اصول السنة للحميدي بعد المغرب والاخر عمل والليلة لابن حجر بعد العشاء وسيتم التعليق على كل كتاب كاملا. وفق الله لما يحب وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبي رسوله محمد واله وصحبه اجمعين