الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد قدوة العلم والعمل وعلى اله وصحبه ومن دينه حمل. اما بعد فهذا شرح الكتاب الخامس من برنامج في جمل العلم في سنته الثالثة سبع وثلاثين واربعمائة والف. بدولته الرابعة دولة الامارات العربية المتحدة وهو كتاب معجم المختار من الاحاديث النبوية القصار لمصنفيه صالح بن عبدالله بن حمد العصي. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والسامعين قلتم وفقكم الله ونفع بكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله اهل الايمان والصلاة والسلام على خير انسان وعلى اله وصحبه صفوة الانس والجان. اما بعد فهذا جامع حديثي ومنتخب نبوي بين دفتيه احاديث قصار. رويت عن النبي المختار في اهواب متفرقة من انواع متعددة رتبت على حروف المعجم الابثتي وفق المسرد المشرق. معزوة الى الاصول بعبارات المحدث ومقرونة بما يبين مراتبها للنقلة الراغبين. نفع الله بها الحافظ والناقل وتلقى عنده باحسن الجزاء. ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة. ثم ثنى حمدلة ثم تلة بالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اخوتي بالانس والجان وقوله في حمده الحمدلله اهل الايمان يجوز في اهل وجهان احدهما الجر بمعنى مستحق الايمان صفة له سبحانه وتعالى. ومنه قوله تعالى واهل التقوى واهل المغفرة. اي المبتدئ بها الخلق. والاخر وقوعه منصوبا بتقدير اداة النداء الحمد لله يا اهل الايمان. فيبنى على ما ينصب به. ثم قال بعد ديباجته في صدر هذه المقدمة اما بعد فهذا جامع حديثي ومنتخب نبوي فهو موصوف بامرين احدهما كونه جامعا. حديثيا. والجامع في في المحدثين ما يجمع احاديث من ابواب مختلفة من الدين. فمتى صنف في كتاب متنوع الابواب مختلف الموالد فانه يسمى جامعا. ومنه سمي البخاري وغيره كتاب الجامع. والاخر ان هذا الجامع مختص بكونه في الاحاديث النبوية فان المصنفين للجوامع ربما ذكروا مع الاحاديث النبوية احاديث تكون موقوفة على الصحابة او مقطوعة عن التابعين. ثم ذكر ان هذا الجامع الحديثي والمنتخب النبوي بين دفة لديه احاديث قصار والدفة جانب الكتاب. وكل كتاب له دفتان. فمجموع ما بين دفتي هذا الكتاب احاديث قصار. والاحاديث القصار هي ما قل لاحظوها ويقابلها عندهم الاحاديث الطوال. وهي ما بسط له الظهى. وفي الثاني افردت تصانيف منها كتاب الاحاديث الطوال للطبراني وكتاب ابن الاثير في تفسير الاحاديث الطوال. والاحاديث القصار جمعت فيها اشياء يسيرة مختلفة. وهي منثورة في كتاب الجامع الصغير خاصة ثم ذكر ان تلك الاحاديث القصار مروية عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم في ابواب متفرقة من انواع متعددة وهو الذي يقتضيه وصف الجامع كما تقدم. ثم ذكر ان هذه الاحاديث مرتبة وفق حروف المعجم الابتتي. فان ترتيب الحروف عند العرب نوعان. احد الترتيب الابتدي. وهو المبدوء بالتهجي. الف باء تاء واخره الياء. فسمي باعتبار طرفيه ابثثيا. والاخر الترتيب جديد وهو المبدوء بالترتيب بالالف ثم الباء ثم الجيم الى تمام المشهور عندهم في ترتيبهم ابجد او وزن حطي الى تمام ذلك الترتيب ويسمى هذا الترتيب ابجديا ويسمى ترتيب ابا جاد وهو المشهور عند العرب الاولى. وغلب عند المتأخرين الترتيب ابتدي ثم ذكر ان هذا الترتيب الابتكيا وقع وفق المسرد المشرقي. فان متأخر العرب مع اتفاقهم على الاخذ بالترتيب الابتك اختلفوا في اثنائه على ترتيب حروفه فشهر ترتيبان احدهما الترتيب المشرق وهو المعروف عندنا في هذه البلاد وفي مصر والسودان والاخر الترتيب المغربي. وهو وان شاركنا في البدء الف والباء والتاء الا انه في اثناء ذلك التبذيب يفارق ترتيب المشارق وهو الترتيب الموجود في بلاد المغرب والاقصى والاوسط وهي تونس فما ورائها من البلاد في ليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا ثم ذكر ان هذه الاحاديث المذكورة في هذا الجامع وقعت معزوة الى الاصول اي الى كتب المحدثين التي تروى فيها الاحاديث باسانيدها. فان هذه تسمى عندهم اصولا وتسمى مصادر الاصلية ومقابلها تسمى فروعا ولا تعد مصادر اصلية. فمثلا صحيح البخاري يعد من الاصول وهو مصدر اصلي. وكتاب بلوغ المرام لا يعد من الاصول وهو مصدر فرعي. ثم ذكر ان ذلك العزم كائن بعبارات المحدثين اي مما اصطلحوا عليه. فان المحدثين كغيرهم من ارباب العلوم لهم اصطلاحات خاصة يراد منها تقريب العلوم وضبطها. وان تلك الاحاديث قرنت بما يبين مراتبها للنقلة الراغبين والمحدثون لهم طرائق مختلفة في تبيين مراتب المرويات. وقد عني المصنف بتنويع تلك العبارات تعرب فيستفاد معاني ما يذكر عندهم من كلامهم في مراتب الحديث. ثم ختم بدعاء الله سبحانه وتعالى ان ينفع به حافظه وناقله وان يتلقاه عنده باحسن جزاء. احسن الله اليكم. الحديث الاول عن عائشة بنت ابي فاكرين الصديقة رضي الله عنهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احب العمل الى الله ماذا داوم عليه صاحبه في القلب. متفق عليه واللفظ لمسلم. ذكر المصنف الحديث اولا من احاديث الكتاب مستفتحا بحرف الالف تحقيقا لما وعد به من كون احاديث كتابي مرتبة وفق الترتيب الابتدي عند المشارقة. فكل حديث سيقع بدء بحرف موافق موقعه في الترتيب الابتدت. فالحديث الثاني بدؤه بالباء. والحديث الثالث بدأه بالتالي. اذا ثمان احاديث الكتاب وبيان هذا اغنى عن اعادته مرة اخرى في مواضعه. وهذا الحديث ذكر المصنف انه من المتفق عليه. والمتفق عليه عند المحدثين له ثلاث معاني اولها ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما وله شرطان احدهما آآ وقوعه عندهما عن صحابي واحد. فلو رواه البخاري عن صحابي ورواه مسلم عن ابي اخر لم يصح ان يقال فيه متفق عليه. والاخر وقوعه عندهما معا مرويا بالاسناد فلو قدر ان البخاري رواه معلقا بلا اسناد وان مسلما رواه باسناده لم يصح ان يقال فيه متفق عليه. وانما يقال فيه علقه البخاري ووصله مسلم. فالحديث المذكور هو من المتفق عليه باعتبار هذا المعنى. فقد رواه البخاري ومسلم باسنادهما عن عائشة رضي الله عنها وثانيها ما رواه البخاري ومسلم واحمد في مسنده. وهذا جرى عليه المجد ابن تيمية ابو البركات في كتاب ملتقى الاخبار. فانه لاعتداله بامام مذهبه جعله شريكا للشيخين البخاري ومسلم في اسم المتفق عليه. فمتى رأيت الحديث عنده معزوا بقول متفق عليه فاعلم انه عند هؤلاء الثلاثة. وثالثها اطلاق اسم المتفق عليه على كونه جامعا شروط الصحة. فهو من المتفق على صحته عند المحدثين. وهو واقع في كلام جماعة من الحفاظ كابي نعيم الاصبهاني وابي عبدالله ابن منده. والحديث المذكور كما تقدم هو وعند البخاري ومسلم باسنادهما فالمتفق عليه هنا باعتبار المعنى الاول وهو اشهر هذه المعاني الثلاثة واكثرها دورانا فهو الاصل في اطلاقه. ثم ذكر ان اللفظ الوارد هنا هو لمسلم ومن دقة العزو عند عزو الحديث لكتاب مصنف كالصحيحين او غيرهما ان يتحرى طلب اللفظ في عزوه. فالواقع هنا من قوله واللفظ لمسلم. اي هذا اللفظ المذكور هنا هو لمسلم في صحيحه في الحديث بيان ان احب العمل الى الله ما داوم عليه صاحبه وان قل. والمراد بالمداومة اللزوم والمراد بالمداومة اللزوم. فاذا لزم العبد عملا مديما له كان كذلك من محبوبات الله سبحانه وتعالى. وان كان العمل قليلا. وعظم هذا حتى صار من محبوبات الله عز وجل لان لزوم العبد طاعة الله دليل محبته ربه سبحانه وتعالى. فيتفضل عليه بمجازاته بنظير عمله بان يحبه الله عز وجل. وفي الحديث ان الله يحب كما يحب. فالمحبة هنا واقعة صفة لله عز وجل وقد ذكر ابن القيم انه قام على كون الله يحب ويحب اكثر من مائة دليل. تدل على صدق وصف الله سبحانه وتعالى بمحبته من يحبه من خلقه ومن الاعمال الصالحة وفي الحديث من الفوائد ايضا فضيلة العمل الصالح القليل. مع لزومه وان قلته لا تقدحوا في فضيلته وان قلته لا تقدح في فضيلته. فالاعتداد بالاوصاف الشرعية لا يرجع دائما الى الكمية. فقد يكون تارة الى الكيفية. ومنه هذا الحديث. فان الواقع هنا هو الكيفية التي استدعت محبة الله لهذا العمل وهو لزوم العبد اياه. وفيه من الفوائد ان العبد اذا لزم عملا لا يلام على ملازمته ان العبد اذا لزم عملا شرعيا لا يلام على ملازمته. فان ابواب الخير كثيرة. واذا اقتصر العبد على شيء منها بحسب ما يجد فيه قوة وقدرته لم يكن ملوما. فالعبد اعلم بما به صلاح قلبه وقوة نفسه. فقد يفتح للعبد في قراءة القرآن فيلزمها ويحمله ذلك على ترك ابواب من النوافل فلا يعاب وعلى ملازمته قراءة القرآن وادامته النظر فيه. فان هذا من الاعمال المحبوبة لله. واذا اقتربت بالمداومة اقترن بها وصف اخر وهو لزوم العمل الذي يحبه الله سبحانه وتعالى وقد صح عن ابن مسعود رضي الله عنه عند الطبراني في المعجم الكبير انه كان يترك صيام النفل ويقول انه يمنعني قراءة القرآن واني احب ان اقرأ كلام الله سبحانه وتعالى. وفقه السلف في هذا الباب كثير. يخالف مع الناس اليوم في معرفة ما تصلح به نفوسهم وقلوبهم في الاعمال الصالحة مما جعلهم يخطئون في سياسة تهذيب نفوسهم واصلاح قلوبهم. فلا يعرف احدهم العمل الذي يضع فيه قلبه فيقربه الى الله عز وجل فيبقى مدة مديدة يتخبط لا يلزم شيئا من الاعمال اغترارا بطلب تكثير الاعمال وجهلا بهذا الاصل العظيم الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله احب العمل الى الله ما داوم عليه صاحبه وان قل اصدقه قوله صلى الله عليه وسلم الخير عادة اي ما ينفع من العمل الصالح ويكون خيرا لصاحبه هو اعتاده فغلب عليه حتى صار شيئا لازما له لا ينفك. ومن جرب تعاطي الطاعات او نظر في سير من ادركه من الصالحين او اطلع على اخباره من المتقدمين وجد ان كثيرا منهم صار عمله الصالح حالا تغلب وعليه لا ينفك عنها فمهما ورد عليه شاغل من الشواغل او قاطع من القواطع مغلي على عمله لانه لزمه حتى رسخ في قلبه فصارت حاله القيام بذلك العمل وان كانت صورته الظاهرة مشغولة بغيره ولوقوع ذلك من المؤمنين صار جزاءهم في الجنة اذا دخلوها انهم يلهمون التسبيح كما نلهم النفس وذلك لكمال اتصال قلوبهم بعملهم الصالح في الدنيا فصار من حالهم ان يكون من جزاءهم في الاخرة تمام تنعيم تلك القلوب بالاعمال الصالحة حتى تجري منهم سجية وعادة لا يتكلفونها. انعاما من الله وفضلا عليهم. نعم احسن الله اليكم. الحديث الثاني عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة مع كابركم. رواه ابن حبان والحاكم وله علة. هذا الحديث رواه ابن حبان والحاكم. والعزو اليهما معلن بان الاول رواه في كتاب الصحيح. والثاني رواه في كتاب المستدرك. واذا عزي الحديث الى هذين الكتابين افاد فائدتين الاولى كون الحديث مرويا عندهما باسنادهما. والاخر كون الحديث صحيحا عندهما فانهما اشترتا ان يخرجا في كتابيهما الحديث الصحيح عندهما. واسم الصحيح عندهما يندرج فيه الحسن فهو بمعنى المقبول الثابت فقد يرويان شيئا حسنا يدرجانه في اسم صحيح ولا يتخلف عن هذه الافادة من الصحة سوى ما استثناه الحاكم فان الحاكم تارة يشير والى علة تضعفه. واما ابن حبان فعادته المطردة انه يروي الحديث ولا يذكر له سببا للضعف واما الحاكم فانه ربما خرج شيئا من الحديث لكونه احسن ما في الباب ثم يشير الى ضعفه. فاذا وقع تخريج الحديث في هذين الكتابين فهو مفيد مع روايتهما له الصحة واشار المصنف الى ان الحديث المذكور له علة والعلة سبب خفي قادح في صحة الحديث العلة عند المحدثين سبب خفي قادح في صحة الحديث. وعلة هذا الحديث ان الصواب فيه ارسال عن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما ذكره ابو حاتم الرازي في كتاب العلل لابنه. فالرواة مختلفون في رواية هذا الحديث موصولا عن عكرمة عن ابن عباس ومنهم من رواه عن عكرمة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وروايته مرسلا هي المحفوظة فهو ضعيف لارساله. وتقدم ان المرسل هو ما اضافه التابعي الى النبي صلى الله عليه وسلم وحكمه الضعف والى ذلك اشد بقوله في ذوق الحديث ومرسل الحديث ما قد وصف برفع تابع له ضعف وفي الحديث بيان ان البركة مع الاكابر. وهذا المعنى متقرر في الشرع ضعفت فيه الرواية فالمأثور في ذلك عن الصحابة كثير. فيروى في هذا المعنى عن عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما انه لا يزال الناس بخير ما اتاهم العلم من اكابرهم. ومرادهم بالعلم الدين كله فلا تزال البركة في الناس باقية ما صدروا في دينهم عن اكابرهم. والبركة المذكورة في حديث ابن عباس هي الخير الذي جاء في الاثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم. لان اصل البركة هي كثرة الخير ودوامه. لان اصل البركة هي كثرة الخير ودوامه. ففي الحديث ان البركة مع الاكابر وهو معنى متقرر في دلائل الشرع. والمراد بالاكابر الجامعون وصفين احدهما التقدم في السن. احدهما التقدم في السن. والاخر صحة والعلم والاخر صحة الديانة والعلم. فاذا جمع هذان المعنيان كملت البركة. فاذا احد من المسلمين موصوفا بتقدمه في السن بكونه كبيرا فيه مع صحة ديانته وسلامته ولزومه الحق والسنة واتساعه في العلم كان هذا من اعظم ما يرجى من البركة معه. ويحصل النقص لغيره بقدر ما يحصل من الوصف. فالنقص للبركة مع السن واقع واشد منه نقص البركة مع زوال اسم صحة الديانة وملازمة الحق فمن اراد ان يستكثر من البركة فانه يلازم الاكابر الموصوفين بهذين طيب والانتفاع بغيرهم جائز وعليه عمل الصحابة رضي الله عنهم. فقد اخذ جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم عبد الرحمن ابن عوف القرآن عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنه. وكان ابن عباس اصغر بكثير من هؤلاء ومنه عبدالرحمن بن عوف. فهذا جائز لكن الاصل الكلية في الاسلام تعظيم الاسلاف والاكابر. للمعنى الذي ذكرناه من كون البركة في ذلك. وفي الحديث اثبات البركة. ودلائل الشرع متكاثرة على اثبات البركة وهي كثرة الخير ودوامه. وتلك البركة تلفى مقامين احدهما اعيان معظمة اعيان معظمة اي من الذوات والاخر اسباب مكرمة والاخر اسباب مكرمة. فتارة تكون البركة في ذات جعل الله عز وجل لها تلك البركة كبركة ذات نبينا صلى الله عليه وسلم او بركة ماء زمزم فان البركة هذا وهذا هي بركة ذاتية ملازمة للعين المذكورة. ومن الثاني الاسباب الشرعية التي جعل الله فيها بركة في العلم والزهد والجهاد فان هذه الاسباب الشرعية توجد فيها بركة ثابتة بادلتها. ومما يتعلق بالبركة ان طريق اثبات في شيء يكون بطريق الشرع فقط. فلا تثبت بغيره كطريق القدر. فعلم ان ماء زمزم مثلا ماء مبارك للاحاديث الواردة في ذلك حديث ابي ذر في صحيح مسلم وغيره. فلا يثبت اسم البركة لشيء في لذاته الا بدليل ثابت بطريق الشرع. واذا ثبتت البركة لشيء تبرك به اقطع المأذون به شرعا دون الزيادة عليه. كالمذكور هنا من كون البركة مع الاكابر. فان التبرك يكون بمصاحبتهم والاخذ عنهم واستنصاحهم والصدور عن رأيهم وكلامهم دون ما احدثه المتأخرون ممن يتكلمون في ابواب البركة فيذكرون فيها اشياء زائدة لم تأتي بها الدلائل الشرعية كالتبرك بساطه او مخاطه او غير ذلك. فان الامر فيها كما قرره الشاطئ في كتاب الاعتصام ان هذا المعنى في التبرك شيء مهجور من الصحابة رضي الله عنهم لم يوجد في في ذات بعد ذات النبي صلى الله عليه وسلم. فعلم ان هذا الوجه من التبرك بالاكابر ممنوع من احسن الله اليكم. الحديث الثالث عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تزوجوا ودود الولود فاني مكاثر بكم. رواه ابو داوود والنسائي واللفظ لابي داوود ابن حبان وقال ابو عوانة في هذا الحديث نظر. هذا الحديث رواه ابو داوود والنسائي النسائي يراد به روايته في السنن الصغرى. وتسمى المجتبى من السنن المسند وله كتاب اخر يسمى السنن الكبرى. وذكر المصنف ان هذا الحديث رواه ابو داود والنسائي واللفظ لابي داوود وصححه ابن حبان اي باخراجه في صحيحه كما تقدم. وقال ابو عوانة اي في مستخرجه على صحيح مسلم. فان اطلاق ذكر ابي عوانة في تخريج الاحاديث والحكم عليها يراد به كتابه المستخرج على صحيح مسلم لابي عوانة الاسرائيليني. ولما ذكر ابو عوانة هذا الحديث قال في هذا الحديث نظر. ولم يبين رحمه الله ما جعله يدعوه والى قوله فيه نظر وكأن الحامل له كما يدل عليه سياق الاحاديث عنده انه رأى فيه وصفا زائدا عن الحديث المتفق على صحته تنكح المرأة لاربع. ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم لاجل ودادها وولادتها. فلما رأى ابو عوانة في هذا الحديث قدرا زائدا من الوصف غير موجود في حديث تنكح المرأة لاربع المختص ببيان الصفات التي تنكح المرأة لاجلها رأى ان فيه نظرا فمأخذه من جهة وقوع الزيادة في صفات وردت في هذا الحديث لم تذكر في الحديث الذي قصد به النبي صلى الله عليه وسلم الصفات المرغبة النكاح بامرأة من النساء هذا النظر يدفع بان يقال ان المذكور في حديث معقل ابن يسار وصف زائد عن المذكور في الحديث الاخر فقوله صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لاربع لا يمنع ان تكون تنكح لغير هذه الاوصاف الاربعة جاء ذكره في احاديث اخرى فان العدد لا مفهوم له في هذا المقام وهذا كثير في الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث الامر بنكاح الودود الولود. والودود هي الموصوفة بالود. بضم الواو وتكسر وهي المحبة الخالصة. والولود هي المتصفة بكثرة الولادة وهي المتصفة بكثرة الولادة. وهدان الوصفان يعرفان في المرأة التي لم تنكح بمحاذاتها بنظائر من النساء من اهلها فانه يعرف اهل بيت بان نسائهم ودودات ولودات فيطلبن لاجل ذلك ويتبين هذا من النظر في احوال النساء في ذلك البيت. فينفى هذا الوصف اداة امرأة لم تنكح بقريباتها من النساء. فاذا وجد فيهن ذلك الوصف احرى ان يوجد في هذه وعلل النبي صلى الله عليه وسلم الامر بنكاح الودود الولود بقوله صلى الله عليه وسلم فاني مكاثر بكم اي طالب بكم مكاثرة غيركم. ووقع في رواية ابن الاعرابي بسنان ابي داوود فاني مكاثر بكم الامم. اي يوم القيامة. فالنبي صلى الله عليه وسلم يطلب مكاثرة الامم يوم القيامة. فان كثرة التابع في الحق تدل على فضل المتبوع وهو النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله في هذا الحديث فاني مكاثر بكم فيه بيان ان اتصاف المرأة بالود والولادة له اثر في المكاثرة. فاما اتصافها بالولادة فظاهر. فانها كن ولودا تنجب لزوجها اولادا كثيرين. فيحصل بذلك المكاثرة. فكيف يكون الود ذا اثر في المكاثرة ايش؟ احسنت لان اتصافها بالود يجعلها متحببة لزوجها. مائلة اليه لا ترغب في مفارقته بالطلاق. فيثمر ذلك تحصيل الكثرة بانجاب الاولاد. وفي الحديث من الفوائد الامر بالزواج. وان تركه من غير علة ليس من شعائر الاسلام وفيه فضل المرأة الودود الولود. وفيه فظل حسن الخلق. لان هذه المرأة جعل لها المدح بشيء يتعلق بخلقها وهو خلوص محبتها لين جانبها ورغبتها في زوجها. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم يكاثر بامته افتخارا والافتخار اذا كان لاظهار الحق وازهاق الباطل كان ممدوحا. واذا كان للطغيان والعلو في الارض فهو مذموم. وفيه مدح الكثرة في الحق. وفيه مدح الكثرة في الحق. فالوصف بكثرة ليس مذموما الا اذا كان على خير الحق. اما اذا اقترن بالكثرة الحق فذلك محبوب لله ممدوح مرغب فيه بالشرع. ومن شواهده قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فاني مكاثر بكم امم احسن الله اليكم. الحديث الرابع ابن خديج رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثمن الكلب خبيث ومهر البغي خبيث وكسب الحجام خبيث. رواه مسلم هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه. وانفرد به عن البخاري فهو من زوائده عليه. وما زاد المسلم على البخاري فهو من الدرجة الثالثة في الصحة. فالمقدم في الصحة في المرتبة الاولى المتفق عليه. ثم في المرتبة الثانية من فرد به البخاري عن مسلم. ثم في المرتبة الثالثة منفرد به مسلم عن البخاري واقعي في هذا الحديث. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فيه ان المكاسب الثلاثة المذكورة كلها متصفة بالخبث والخبث المذكور في الحديث له درجتان. الاولى خبث تحريم خبث تحريم وهو المذكور في ثمن الكلب ومهر البغي. والاخرى خبث كراهة. خبث كراهة وهو المذكور في كسب الحجام. لما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم واعطى حاجمه صاعا من طعامه. وامر اهله ان يخففوا من خراجه. فدفع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام اليه على فعله الذي فعل في حجامته يدل على ان الخبث هنا لا يراد به التحريم وانما يراد به الكراهة. فاسم الخبث في الشرع اصله الجامع له النقص والدناءة. فاصل الخبث في الشرع الجامع له النقص والدناءة وقد يكون مكروها وقد يكون محرما. ومنه ما في الصحيح عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم البصل والثوم انه قال انهما شجرتان خبيثتان. فوصفها بالخبث بالنظر الى النقص الواقع فيهما والدناءة المستقرة في طعمهما بمقارنتهما بسائر المطعون المعروفة عند اهل المدينة حينئذ فتارة يرد الخبث بهذا المعنى وتارة يرد الخبث بهذا المعنى فتارة يفيد تحريما وتارة لا يفيد تحريما وانما يفيد كراهة كالذي تقدم ذكره من كون المذكورات في الحديث على درجتين من الخبث. وفي الحديث من الفوائد بيان ان من المكاسب ما هو محرم. كثمن الكلب ومهر البغي. فاسم الكسب لا يختص بالمشروع. اسم الكسب لا يختص بالمشروع. ومن اسم الرزق فان الرزق يكون بالحلال ويكون بالحرام. فالحرام في اصح قولي اهل العلم وهو طريقة اهل السنة انه من جملة الرزق. وان كان العبد اثما في اكتسابه. فهو يندرج في المكتوب قدرا على العبد على كونه في بطن امه. الوارد في الصحيحين من حديث ابن مسعود وانه يكتب على الجنين في بطن امه اربع فذكر منها رزقه فيكون من الرزق ما هو حلال ويكون من الرزق ما هو حرام وفيه ان الحجامة من المكاسب الناقصة الدنيئة. فالاكمل للعبد ترك التكسب بها. وفي فيه تحريم ثمن الكلب ومهر البغي. وفيه تسمية ما يدفع للفجور بامرأة مهرا مع حرمته والممدوح في الشرع من المهور ما استبيح به فرج حلال. واما ما يستباح به فرج حرام فهو محرم وان سمي مهرا. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الخامس عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين باموالكم وانفسكم والسنتكم. رواه ابو داوود النسائي واللفظ لابي داوود واسناده صحيح. هذا الحديث رواه ابو داوود والنسائي واللفظ لابي داوود واسناده صحيح. والحكم على اسناد للصحة يجمع عند المتأخرين ثلاثة اوصاف اولها عدالة رواته. اولها عدالة رواته. وثانيها تمام ضبطهم وثالثها اتصاله سنده وثالثها اتصال سنده. فاذا وقع وصف بهذه الصفات الثلاث قيل فيه اسناده صحيح. وعندهم ان وصفه بكونه اسنادا صحيحا لا يلازم كونه حديثا صحيحا. اذ بقي من شروط الصحيح سلامته من العلة والشذوذ فتواطأ المتأخرون على التعبير بقولهم اسناده صحيح عند ضيق المقام او قصور النظر على الحكم عليه فيما يتعلق بالشذوذ والعلة. فيبقى وراء هذا الاستكمال وصفه بالصحة ان يكون غير معلل ولا شاذ. وهذا الذي استقر عليه صنيع المتأخرين هو غير ما كان عليه الحفاظ الاوائل حفاظ الاوائل كالبخاري واحمد وابي زرعة وابي حاتم الرازيين اذا وقع في كلامهم اسناده صحيح فمعناه عندهم حديث صحيح. فان كمال التهم جعل شهودهم لمعاني العلة حاضرا عندهم فلو قدر كون الاسناد شادا او دا علة لنبهوا عليه كما يقع في كلامهم في مواضع فلكمال الة اولئك صار اطلاقهم لكون الاسناد صحيحا يواطئ القول بانه حديث اما المتأخرون فانهم لضيق المقام او قصور الالة عن الحكم على حديث انه حديث صحيح واحتياج ذلك الى استفراغ زمن او قوة فيه للاطلاع على العلة والشذوذ صاروا يعبرون بقولهم اسناده متكفلين بوجود الاوصاف الثلاثة التي ذكرناها. والواقع هنا من كونه واسناده صحيح موافق باصطلاح الاولين بانه حديث صحيح. واثبته المصنف للاطلاع على اصطلاحات المحدثين المعبر بها في ذكر الاحاديث النبوية. وفي الحديث الامر بمجاهدة المشركين فهم من الاعيان التي يؤمر بجهادها. فان العبد مأمور بجهاد اعيان منهم الشيطان والمشركون والمنافقون والنفس واهل البدع. وقد استوفى ابن القيم الكلام في الاعيال المأمور بجهادها في صدر الجزء الثالث من زاد المعاد بما لا مزيد عليه. فكلامه عظيم النفع في تعيين الاعيان المأمور بجهادها مما ذكرنا ملخصه في هذه الاعيان الخمسة المذكورة. ومنها الوارد في الحديث من جهاد المشركين. وفيه ان الجهاد عبادة. لان الامر يفيد كون المأمور به عبادة محبوبة لله عز وجل. فمن دلائل العبادة في خطاب الشرع الامر بها. فمن دلائل العبادة خطاب الشرع الامر بها. كقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. فان الامر بالتوكل افيد كونه او عبادة محبوبة لله عز وجل. وفيه ان جهاد المشركين يكون بالمال والنفس واللسان. فمن استكمل هذه الثلاثة فهو اكمل الخلق في مجاهدتهم. ومن عجز عن شيء وتحول الى شيء اخر لم يكن ملوما. فان المذكورات من الة جهاد المشركين. احسن الله اليكم السادس عن انس رضي الله عنه ايضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حفت الجنة وحفت النار بالشهوات. رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم ايضا دون البخاري فهو من زوائده عليه. وفيه ان الجنة محفوفة بالمكاره. وان النار محفوفة بالشهوات والمراد بالحث حجبها بها. والمراد بالحث حجبها بها كما وقع التصريح بهذا في حديث ابي هريرة عند البخاري حجبت الجنة بالمكاره وحجبت النار بالشهوات. والمراد الاحاطة والمراد بالحث الاحاطة. فتكون الجنة والنار محاطتان حجبا ما ذكر في الحديث. فالجنة محفوفة بالمكاره اي ما تكرهه النفوس ولا يلائمها. اي ما ترك يكرهه النفوس ولا يلائمها. وهي مشاق الطاعات فان مشقة الطاعة لا تلائم مرادا النفس واما النار فهي محفوفة بالشهوات. اي ما يلائم النفوس وتجد فيه اللذة. اي ما النبوس وتجد فيه اللذة. فاسم الشهوة مشتمل على اللذة. وفي الحديث من الفوائد اثبات الخلق للجنة والنار اثبات خلق الجنة والنار وانهما مخلوقتان لوقوع الخبر الصادق عنهما بالحف. والحف لا يكون الا بما هو مخلوق موجود كذكرك طي البير فانك اذا قلت ان هذا بئر مطوي باثباتك الطي فانك تثبت وجود البيئي الذي تعلق به الطير فكذلك ذكر كون الجنة والنار محفوفتين بما ذكر يدل على كونهما مخلوقة وفيه ان الوصول الى الجنة لا يكون الا بمراغمة النفس وجهادها. لان نوازع النفس تميل الى شهواتها وتنفر من المكاره. فلا تستقيم النفس للانسان الا بمراغمتها ومجاهدتها قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا اي الذين جاهدوا في تخليص انفسهم من شهواتها التي تنزع بها الى خلاف مراد الشرع فقد وعد الله سبحانه وتعالى ان يهديهم الى ما ينفعهم واعظمهم هدايتهم هي هدايتهم الى الجنة. جعلنا الله واياكم من اهلها. ولذلك فانهم يقولون الحمد لله الذي هدانا لهذا اذا صاروا الى الجنة. وهم لما كملت مجاهدتهم نفوسهم في ما يحبه الله عز وجل ويرضاه اوصلهم الله عز وجل الى كمال الهداية بادخالهم الجنة. وفيه ان الاستسلام لدواعي النفس يقودها الى النار. فان النفس يوجد فيها داعي الشر لما خلقت عليه من الظلم والجهل قال تعالى وحمى الانسان انه كان ظلوما جهولا. فالظلم والجهل الذي طبع عليه الانسان ينزع به الى طريق بركونه الى ما يلائم نفسه وترغب فيه. فاذا استسلم لها اوصلته الى النار وفيه ان الفلاح معلق بالمجاهد. فاعظم الفلاح دخول الجنة والفوز برؤية الله سبحانه وتعالى فيها وهذا لا يتم الا بالمجاهدة. وتلك المجاهدة تستوعب حياة المرء من اولها الى الى اخرها فان العبد لا يخلص نفسه من هواه ويوقفها على مراد الشارع الا بدوام المجاهدة كثير في كلام السلف حتى انك لتجد في كلامهم اشياء اذا بصرت بحالنا رأيت البون الشاسع بين فقه السلف في اصلاح قلوبهم وتهذيب نفوسهم وبين حالنا وفي اخبار اياس العجل انه قال جاهدت نفسي في تعلم الصمت عشرة سنين لان للكلام شهوة فلا يخلص العبد نفسه من هذه الشهوة الا بفطم النفس عن مألوفها من ارسال واقوى شيء توجد فيه هذه الشهوة من بسط له العلم فان من فتح له في العلم يتقحمه وارد شهوة الكلام تقحما شديدا وهذا معنى ما جاء عن السلف من قولهم ان للحديث شهوة اي ان الجلوس الناس والتصدر في مجامعهم لافادتهم شهوة وربما اوردت الانسان موارد العطر فلا يتخلص الانسان منها الا بان نفسه عند موجبات الشرع ولا يتجاوز ذلك. وانت ترى هذا واضحا فينا فكثيرا ما نردد البركة مع الاكابر ثم نرسل السنتنا جراءة على مقاماتهم وتدخلا فيما هو من خصوص شأنهم. فاين صحة سلامة الطريق عند تقحم المرء شيئا ليس له. فمآله ان يكبه على شر اما في الدنيا واما في الاخرة لحديث معاذ عند الترمذي وغيره. وهل الناس على وجوههم او قال على مناخرهم الا عصائد السنتهم. فمن وعى هذا علم ان مقامات الشهوات يوجد في الصالحين كما توجد في غيرهم. بل ربما كانت في الصالحين اكثر من غيرهم لما يوجد من الاسباب التي تكون عندهم مما قد يقترن بها ظلم الخلق والعلو عليهم والفساد فيهم تحت دعاوى يخرجها الانسان في شعار الشرع وهي مباعدة شعار الشرع لكن لا يتخلص من ذلك الا من اقام نفسه على الشرع وجعل تعبده لله وحده وجاه هدى نفسه في واردات هذه الشهوة. فلا يزال فيها حتى يتوفاه الله عز وجل. وفي اخبار ابي عبدالله احمد ابن حنبل رحمه الله انه حال احتظاره كان ابنه عبد الله يلقنه وهو يقول لا بعد لا بعد. فاغمي عليه ثم افاق فذكر له ابن هو عبدالله الحالة التي رأى منه فقال ان الشيطان عرض لي اي فيما يخيل اليه من صورته وهو يقول فتني يا احمد فتني يا احمد. يعني سلمت من شره. خلاص انت رايح للاخرة. فكنت اقول لا بعد لا بعد يعني يتخوف على نفسه الفتنة وهو في حال احتضاره. انه يعجب بنفسه فاذا وقع هذا الامر فيها كان سبب هلك كما قال ابو هريرة في حديث ابي داود تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته. وهو قال والله لا يغفر الله فلان انظر هذه الكلمة العظيمة تجرأ على الله سبحانه وتعالى وقال والله لا يغفر الله لفلان. واذا عقل انسان ما ورد في خطاب الشرع وما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى رأى ان الامر شديد وان النجاة عند الله سبحانه وتعالى تتطلب من العبد مجاهدة عظيمة وان نزع النفس من شهواتها هو اخراجها الى مراد الله ومرضاته ليس شيئا يؤخذ بالتشهي والتلهي وتنميق الالفاظ وانما هي حقائق قلبية تقوى بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى. فمن اراد النجاة فليلزم مقصود الشرع ومن محاسن ما ذكره الشاطبي في كتاب الموافقات ان مقصد الشرع الاعظم اخراج العبد من هواه الى عبادة الله انظر كم في هذه الكلمة من المعاني؟ كم في هذه المعاني؟ انا الان عندي كم هواء وحنا كلنا كل واحد تجده كم هواء فيما يحظر الانسان ويجلس يتكلم فكم كم يحتاج للتصحيح كما قال بعض السلف اني لارجو الحديث الواحد فاجد ان نيات حديث واحد يجده يبتدئ له نية ثم تحدث نية ثم تحدث نية ولذلك ربنا وتعالى يؤدب العبد اذا اخل ليرجع. وكم لا نتفطن الى تأديب الله سبحانه وتعالى لنا في هذه الابواب فمهما اوتيت من شيء اعلم انك عبد لله عز وجل ما انت فيه من الله ويجب ان يكون على ما يحب والله سبحانه وتعالى. فاذا كنت عبدا لله اعزك الله. قال الله تعالى اليس الله بكاف عبده؟ فهو سبحانه وتعالى بكفاية عباده اجمعين. اذا وجد معنى ايش؟ العبودية لانه ذكرها بهذا وفي قراءة اخرى اليس الله بكاف عباده على الجمع فيها. نعم. احسن الله اليك. الحديث السابع عن سفينته رضي الله مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك او ملكه من يشاء. رواه ابو داوود واسناده حسن. هذا الحديث رواه ابو داوود في سننه وانفرد به عن بقية اصحاب السنن وهم الترمذي والنسائي وابن ماجة واسناد حسن. وفيه ان خلافة النبوة ثلاثون سنة. والمراد بخلافة النبوة ما تقع مواثقة لامر النبي صلى الله عليه وسلم. ما تقع موافقة للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه تقدير مدتها بثلاثين سنة. وهي المدة التي كانت فيها خلافة الاربعة. ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم فهؤلاء الاربعة كانت خلافتهم خلافة نبوة اي واقعة على وفق النبوة وقوله في الحديث ثم يؤتي الله الملك او ملكه من يشاء اعلام بان ما بعد الثلاثين يكون فيه شيء موافق للنبوة وشيء مخالف النبوة. ولا يرفع اسم الخلافة عمن تملك فيه لما ثبت في الصحيح الخلفاء اثنا عشر كلهم من من قريش. فقوله صلى الله عليه وسلم الخلفاء او اثنى عشر فيه اثبات اسم الخلافة. مع كونها زائدة عن مدة ثلاثين سنة. فالمقصود بالتلاتين انها مدة خلافة النبوة. واما ما بعدها فقد يسمى خليفة لكن يكون في ملكهما هو موافق للنبوة وما هو مخالف للنبوة. واسم الخليفة في خطاب الشرع المراد به ولي الامر المتملك المراد به ولي الامر المتملك. سمي خليفة لانه يخلف من سبق. فهو بمعنى امام والامير والحاكم. وما يتوهم من ان اسم الخليفة يختص بمن يتملك المسلمين خطأ مخالف لدلالة اسم الخليفة الوارد في الاحاديث النبوية. فمن استقرت له الولاية في بلد سمي الشرع خليفة وملكا وسلطانا واميرا وحاكما فكل هذه الالفاظ موضوعة وفي خطاب الشرع للدلالة على المعنى الذي صار اليه. وهو تولي تدبير السلطنة والحكم. فالذي يتولى تدبير الصوم والحكم في الناس تقع له هذه الاسماء ولا تختص بوصف كالمتوهم اليوم من ان اسم الخليفة هو من على المسلمين جميعا ويقولون سقطت الخلافة منذ مئة سنة فهذا معنى باطل. فالخلافة باقية ما وجد اسم وهي قد تتسع في بلاد المسلمين لاحد وقد تتقلص فتكون لهذا خلافة ولذلك خلافة ولذلك باعتبار ثبوت الحكم في السلطنة والولاية وتدمير الخلق له في تلك البقعة من الارض. نعم. احسن الله اليك الحديث الثامن عن ابي هريرة الدوسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. رواه مسلم. هذا الحديث ايضا من زوائد مسلم على البخاري. وقد ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان الدنيا للمؤمن بمنزلة السجن وانها للكافر بمنزلة انه وهي سجن للمؤمن باعتبار ما سيكون له من السعة في الاخرة. اذا دخل الجنة وهي للكافر باعتبار ما سيجده في الاخرة. اذا ادخل النار. وفي الحديث بيان حقارة الدنيا وان الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله جناحا بعوضة. وفيه عظم ما اعده الله للمؤمنين من النعيم المقيم وعظم ما اعده الله للكافرين من العذاب الاليم. حتى يكون ما اصاب هذا وذاك في الدنيا بالنظر الى ما يصير اليه في الاخرة لا يعد شيئا. وفيه ترغيب النفوس في طلب الاخرة دخول الجنة فان السجين يطلب فكاكة. والمؤمن مسجون في الدنيا وفكاكه لان يرد الى منزله الاولى وهي الجنة. وفيه اثبات نعمة الله على الكفار في الدنيا. وفيه اثبات نعمة الله على الكفار في الدنيا لقوله وجنة الكافر والجنة اسم لما يوصل فيه النعيم. فالله سبحانه وتعالى له نعمة على الكافرين. وهذه النعمة التي هي له عليهم هي نعمة مقيدة. تتعلق اعراض الدنيا نعمة مقيدة تتعلق باعراض الدنيا. وهذا فصل المقال في مسألة من المسائل الكبار. وهي هل لله على الكافر نعمة ام لا؟ فاهل العلم مختلفون فيها وفصل المقال انه يمتنع اطلاق القول بان لله على الكافر نعمة مطلقة لكن له نعمة مقيدة محلها اغراض الدنيا واعواضها التي يصيبها نعم. احسن الله اليك. الحديث التاسع عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا رواه مسلم. هذا الحديث رواه مسلم وحده دون البخاري فهو من زوائده عليه. وفيه ان مما ينال به ذوق طعم الايمان الرضا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا حقيقة الرضا تمام التسليم. تمام التسليم. وخلو النفس من مرارة المنازعة. وخلو نفسي من مرارة المنازعة. فانه اذا وجدت المرارة مع المغالبة سميت صبرا ومصابرا فانه اذا وجدت المرارة مع المغالبة سميت صبرا ومصابرة. فالحال المذكورة في الحديث حال سامية تكون فيها النفس التامة الاستسلام لله عز وجل في ربوبيته وفي الرضا بالاسلام دينا وفي صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. وفي الحديث اثبات ان للايمان طعما. وهذا الطعم بالحقائق القلبية التي تكون فيه من معاني الايمان. وفيه اثبات ذوق الايمان. وانه يوجد طعمه وفيه اثبات ذوق الايمان وانه يوجد طعمه والذوق قدر زائد على الطعن. فالطعن اثبات وجود ذلك اثبات ادراكه بان يدرك. وهذا الذوق كائن بالقلب. وقد اختلف اهل العلم هل يوجد حسا ام معنى فقط؟ على قولين اصحهما انه يوجد حسا ذكره ابو الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى وهي الحال التي يجدها العبد اذا لازمت نفسه الطاعة فيكون فيه من قوة القلب وحلاوة الانس كمال الشوق الى الله عز وجل وانشراح الصدر وانطلاق الاسارير ما لا يجده من نفسه اذا فقد الطاعة فهذا الذوق الايماني يوجد بالقلب ويأنسه المرء من نفسه. وفي الحديث ان من موجبات ذوق طعم الايمان الثلاث المذكورات فمن تحقق بهن وجد ذوق طعم الايمان. نعم. احسن الله اليك حديث العاشر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الربا بضع وسبعون والشرك مثل ذلك. رواه البزار والصواب وقفه. هذا الحديث رواه البزار في مسنده الكبير من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه واختلف فيه رفعا ووقفا. فتقدم ان المرفوع هو ما اضيف الى النبي صلى الله الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير او وصف وان الموقوف هو ما اضيف الى الصحابي من تلك الامور الاربعة الحديث المذكور مما تنزع فيه. فرواه بعضهم عن ابن مسعود مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه بعضهم عن ابن مسعود موقوفا عليه من كلامه والصواب وقفه. فالمحفوظ انه من كلام ابن مسعود اخطأ فيه بعض الرواة فرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث ان الربا بضع وسبعون بابا. اي نوعا والشرك مثل ذلك. والبضع في كلام العرب من الثلاث الى التسع. والبضع في كلام العرب من الثلاث الى التسع. فقوله الربا بضع وسبعون بابا وشرك مثل ذلك. اي كائن بين ثلاثة وسبعين بابا وتسعة وسبعين بابا. والتسبيح في كلام العرب للتكثير والتسبيح في كلام العرب فانهم يذكرون السبع والسبعين والسبع مئة لارادة التكفير وهو الواقع في خطاب الشرع الواقع في خطاب الشرع ملاحظة التسبيح فيه. ولابن القيم كلام نافع باهر في سر سبعة في الخطاب الشرعي. وذكر هذا بانواعه في كتاب زاد المعاد. فذكر كثيرا من الاوامر والقدرية لله عز وجل تتعلق بعدد سبعة. واصل ذلك مأخوذ كما تقدم عن ما تعرفه العرب في هذا العدد ومن موارد الاحكام في الشرع ان الشرع وقع موافقا لاحوال العرب راعيا لها من حكم شرعي تعرف حقيقته بما كانت عليه العرب من حال. فاذا خفيت هذه الحال خفي هذا الحكم كالذي صح عند ابن سعد وغيره ان رجلا خذرت رجله عند ابن عمر رضي الله عنهما فقال له ابن عمر اذكر من تحب. فقال الرجل يا محمد فهذا الاثر غلطت في فهمه الطائفتان. طائفة ثم جعلت ذلك شركا ونسبت من ذكره الى الشرك. حتى قال بعضهم ان ابن تيمية ذكر في كتاب الكلم الطيب ما هو من الشرك يشير الى هذا الاثر. وطائفة اخرى زعمت ان هذا دليلا على الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنشأ الغلط هو عدم ملاحظة حال العرب في هذه الكلمة. وبيان ذلك ان العرب كانت تتداوى فيما يلحقها من العلل بذكر محبوباتها. فكانوا يترنمون شعرا بذكر المحبوب عند العلة فتندفع العلة. وموجب ذلك في الخدر ان الخدر حقيقته انحباس الدم عن عضو من اعضاء بدن فاذا ذكر المحبوب قويت حرارة البدن واذا قويت حرارة البدن اندفع الدم فيه فدخل الى هذا العضو فخرج الخدر منه فهذا هو الذي تعرفه من معنى الخدر واستعمال ذكر المحبوب عنده فهو من طرق المداومة عندهم هذا موجود في اشعارهم وقد ذكره بشواهده الالوسي في كتاب بلوغ الارب في معرفة العرب والشاهد ان تعلم ان الشرع وقع ملاحظا احوال العرب في احكامه ومنه المذكور هنا فيما يتعلق بعدد السبعين والسبعمائة والسبع. وفي الحديث من الفوائد بيان ان الربا انواعه كثيرة وانه يأتي على صور متعددة. وان الشرك كذلك. وفيه التخويف منهما. لان ما كثرت انواعه تخوف على العبد اذا سلم من نوع ان يقع في نوع اخر. وفيه ان اعظم ما يفسد الدين هو الشرك. وان اعظم ما يفسد المال هو الربا. فاذا دخل الشرك في الدين افسده. واذا دخل الربا في المال افسده. نعم. احسن الله اليك. الحديث الحادي عشر عن البراء ابن عازب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم. رواه اصحاب السنن الا الترمذي واسناده صحيح. هذا الحديث رواه اصحاب السنن الا الترمذي واصحاب السنن اذا اطلقوا فالمراد بهم الاربعة ابو داود السجستاني وابو عيسى الترمذي وابو عبدالرحمن النسائي وابو عبد الله ابن ماجة هؤلاء هم اصحاب السنن والحديث المذكور عند ثلاثة منهم دون رابعهم وهو الترمذي. وهو حديث صحيح وفيه الامر بتزيين الصوت عند قراءة القرآن. فاذا قرأ القارئ القرآن فهو مأمور بان يزين صوته به. والمراد بالتزيين التحسين. بان يقع على صورة حسنة مستطابة بالاسماع. واعلى هذه الصورة ما جاء في صفة قراءته متلقن عن النبي صلى الله عليه وسلم فرأس ما ينبغي الاعتناء به في امتثال هذا الامر بتزيين القرآن للصوت ان يكون وفق الصفة التي قرأ بها النبي صلى الله عليه وسلم. فان الله تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل ثم نقله جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة التي سمعها من ربه عز وجل. وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان اقرأها كذلك فقيل له ورتل القرآن ترتيلا. والمراد بالترتيل اخراج القراءة بتؤدة فهذا معنى الترتيب اخراج القراءة بتؤدة وترصد. وهذه التؤدة والترسل نقلت لنا صفات وكما نقلت لنا صفات العبادات فكما تتعلم صفة الصلاة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم او غيره من العبادات فكذلك بقراءة صفة منقولة هي المقيدة عند اربابها من نقلة التجويد والقراءات فالاصل ان هذه الصفة منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعدل عنها الا ببرهان. وعند الدارم من حديث ابن مسعود انه قال اقرأوا القرآن انا كما علمتم. وروي مرفوعا وصححه بعض اهل العلم. فهو امر بان يقرأ القرآن كما يعلم العبد تنبيها الى انه يؤخذ بالتلقي. وان هذه الهيئة المنقولة في صفته هي هيئة نقل بها عمن نقله الينا من البشر وهو محمد صلى الله عليه وسلم. وما زاد عن ذلك فهو مأمور به ايضا لكن المذكور هو الحد الادنى من التزيين. ثم ما زاد عن ذلك يتفاوت الخلق فيه. لكن شرطه ان يكون مما يصدق عليه اسم التزيين شرعا او لغة. فاذا لم يصدق عليه اسم التزيين لغة او شرعا فهذا منهي عنه. فمثلا لو قدر ان احدا ادخل في معنى التزيين وهو محتمل له ان يقرأ بالوجوه الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة. كأن يقرأ في صلاته فيقول الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ملك يوم الدين. ما لك يوم الدين فهذا منهي عنه وان كان هو من زنة القراءة لانهما وجهان ثابتان عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قرأ بهما جمعا في قراءته. وكذلك اذا قرأ بما زعمه تزيينا ولا تعرفه العرب في اداء حروفه وهذا كثير من الحان العجم التي دبت في كثير من القرى فصاروا يقرأون القرآن على الحان العجم اي على ادائهم في كلامهم وقراءتهم او على لحوم اهل الفسق. فهذا ان زعم انه تزيين فانه لا يصح كونه تزيينا مأمورا به بل لا يدخل في اسم التزيين. نعم. احسن الله اليكم. الحديث الثاني عشر عن عبد الله ابن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السيد الله. رواه ابو داوود وفيه قصة واسناد مو صحيح هذا الحديث رواه ابو داوود في سننه بسياق طويل فيه قصة. والاشارة الى القصة من طرائق باختصار فمن طرائق الاختصار عند المحدثين احالتهم على اللفظ التام بذكر ما يحتاج اليه وترك في غيره بان يقال وفيه قصة. او وللحديث تتمة. والحديث المذكور كما تقدم رواه ابو داود واسناده صحيحه حديث صحيح. وفيه ان السيد هو الله اي الذي كمل سئلته على الحقيقة وما عداه فان ما له من سؤدد يكون مقيدا. وما عداه فان ما له من سؤدد مقيدة فالسيادة التي تكون لملك او لامير او بوزير وان صح جعلها سيادة لكنها سيادة مقيدة ليست تامة. فالسيادة التامة الكاملة هي لله سبحانه وتعالى وفيه ان السيدة من اسماء الله عز وجل في اصح قولي اهل العلم وهو اختيار ابي لله ابن القيم في بدائع الفوائد ومال اليه سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد حسبي الله ونعم الوكيل. الحديث الثالث عشر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي. رواه الترمذي وابن ماجة. الترمذي وقال حديث حسن غريب. هذا الحديث رواه الترمذي وابن ماجة من الاربعة. ولفظه في وقال الترمذي حديث حسن غريب واسناده ضعيف فباسناده محمد بن ثابت بن اسلم البناني احد الضعفاء. وروي هذا الحديث من وجوه اخرى يقتضي مجموعها تقويته وانه حديث حسن وفيه ان شفاعته صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر من امته. واهل الكبائر منهم هم عصاة الموحدين الذين واقعوا ذنوبا عظيمة. الذين وقعوا ذنوبا عظيمة. فالكبيرة عنه وما نهي عنه على وجه التعظيم. فالكبيرة شرعا هو ما نهي عنه على وجه التعظيم. فدلالة الكتاب والسنة على تقرير هذا المعنى وهو الذي انتهى اليه شيخ شيوخنا محمد الامين ابن محمد المختار الشنقيطي في اخر تفسيره في تفسير سورة النجم فذكر انه لما لاحظ هذا المعنى في اسم الكبيرة وجد ان الكبيرة ليست نهيا مجردا وانما نهي مقترن بما يدل على التعظيم. وهذا التعظيم يستفاد من الصفات التي ذكرها بعضهم من كونها مقترنة بدليل يدل على لعنة صاحبه بها او نفي الايمان عنه او دخول الجنة او غير ذلك من المعاني. والشفاعة اذا اطلقت يراد بها الشفاعة وفي الاخرة عند الله والشفاعة اذا اطلقت يراد بها الشفاعة في الاخرة عند الله وحقيقتها شرعا سؤال بع الله سؤال الشافع لها حصول نفع للمشبوع له. سؤال الشافع لها حصول نفع للمشفوع له وهذا النفع تارة يكون جلب خير وتارة دفع شر. وفي الحديث اثبات الشفاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في الاخرة. وفيه ان من شفاعته صلى الله عليه وسلم شفاعته لاهل كبائن من امته فيشفع في اهل الكبائر. وفيه ان المشفوع لهم من اهل الكبائر منه صلى الله عليه وسلم يختصون بامته. فهو لا يشفع في اهل الكبائر من غيرهم. وانما يشفع في اهل الكبائر من هذه الامة وفيه ان شفاعته صلى الله عليه وسلم من اسباب الخروج من النار. فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم في من دخل النار من اهل الكبائر من امته عند الله عز وجل ان يخرجهم من النار فيدخلهم الجنة هذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب ونستكمل بقيته بعد صلاة المغرب باذن الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد اله وصحبه اجمعين