السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على محمد المبعوث قدوة العلم والعمل وعلى آله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا شرح الكتاب السابع من برنامج جمل العلم في سنته الثالثة سبع وثلاثين واربعمائة والف بدولته الثالثة مملكة البحرين وهو كتاب خلاصة مقدمة اصول التفكير بمصنفه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ويليه شرح الكتاب الثامن وهو كتاب التعريفات الشرعية للاحكام الخمسة الاصولية للعلامة عبد الله ابن عبد الرحمن ابا بطين. نعم احسن الله اليكم قلتم رفع الله قدركم واعلى مكانكم ونفعنا بعلومكم في كتابكم خلاصة مقدمة اصول التفسير بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلص بالاخلاص اهله. ويسر لهم في كتابه فهمه. واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصطفى صلاة الله وسلامه عليه دائما وعلى اله وصحبه ومن بعدهم من اهل الايمان. اما بعد فهذه خلاصة وافية تذكرة شافية اجتذيتها من من مقدمة اصول التفسير وابقيتما ادتها دون ادنى تغيير فالكلام كلام مصنفي عباس ابن تيمية الحفيد والاختصار لمنشئ هذا التقييد. فالحمد لله المبدئ المعين ابتدع المصنف وفقه الله كتابه بالبسملة ثم سن بالحمدلة ثم سلس بذكر الشهادتين شهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة وقرن الشهادة الثانية بالصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن بعدهم من اهل الإيمان ثم ذكر ان ظميمة هذه الاوراق هي خلاصة وافية. وتذكرة شافية اجتباها من مقدمة اصول التفسير. اي انتخبها مستخلصا لها من كتاب مقدم في معرفة اصول التفكير هي كتاب هو كتاب مقدمة في اصول التفسير. وابقى مادتها دون ادنى لا تغيير فالكلام كلام مصنفها ابي العباس ابن تيمية الحفيد وهو احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن ابن تيمية ويوصف بالحفيد هو مقابلة جده فهو شهير في العلم ابن تيمية الجد هو ابو البركات مجد الدين عبد السلام ابن تيمية وابن تيمية الحفيد هو احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن ابن تيمية قال والاختصار لمنشئ هذا التقي. ففعله في هذا الكتاب تصنيفا هو في اختصاره حجابا ابقى على مادتي دون ادنى تغيير كما تقدم. فالحمد لله المبدئ المعين. والمقصود من اجتباء هذه خلاصة تخريب مضامن كتاب مقدمة اصول التفسير فان المصنف رحمه الله مد القول فيها تمثيلا زيادة على تقرير الاصول. ثم درج رحمه الله على بسط القول في مواضع من ذلك التمثيل. فاذهب غاية الكتاب التي ينبغي ان تجمع عليه النفس وهي معرفة القواعد والاصول التي ينتفع بها في تفسير القرآن الكريم. فقصد جامع هذه الخلاصة ان يجذب في صعيد واحد جملة من القول التي وظعها المصنف تعين على فهم ايسر وبيان اكثر لمقصود كتابه من ابراز قواعد اصول بالتفسير احسن الله اليكم قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر واعن برحمتك الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما. اما بعد يجب ان يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن وبين لهم الفاظه فقوله تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم يتناول هذا وهذا ومن المعلوم ان كل كلام فالمقصود صودوا منه فهم معانيه دون مجرد الفاظه. فالقرآن اولى بذلك وايضا في العادة تمنع ان يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب ولا يستشرحوه. فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا. وهو وان كان في اكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة الى من بعدهم. وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه اكثر والمقصود ان التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم الا السنة. وان كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال ذكر ابن تيمية الحفيد بعد ديباجة كلامه ان مما يجب ان يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه معاني القرآن كما بين لهم الفاظه. فقوله تعالى لتبين للناس ما نزل اليهم لتناول هذا وهذا فبيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن نوعان احدهما بيان المباني والاخر بيان المعاني ومحل الاول صفة قراءة القرآن ومحل الاول صفة قراءة القرآن ومحل الثاني ابراز مقاصد القول في القرآن الكريم ابراز مقاصد القول في القرآن الكريم فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لاصحابه الفاظ القرآن بمعرفة كيفية قراءتها وبين لهم صلى الله عليه وسلم معانيه بتفسيرها لهم وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن نوعان وبيان النبي صلى الله عليه وسلم لمعاني القرآن نوعان احدهما بيان خاص يتعلق باللفظ نفسه بيان خاص يتعلق باللفظ نفسه. والآخر بيان عام يتعلق بأصله والاخر بيان عام يتعلق باصله فتارة يفسر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من القرآن ببيان لفظ على وجه مخصوص. وتارة يبينه صلى الله عليه وسلم بسنته فمن الاول حديث عدي بن حاتم عند الترمذي الذي تقدم في اخر المعجم المختار. وفيه قوله صلى الله عليه كلما اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالين ضالون. فهذا الحديث يفسر قول الله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين فيكون تفسيرا للفظ خاص ومن الثاني تفسيره صلى الله عليه وسلم للآيات الواردة فيما يتعلق بتوقيت فرض الصلاة لقوله تعالى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا ايش موقوتة اي معينا مفروضة وقوله تعالى اقم الصلاة لدلوخي الشمس اذا غسق الليل وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فوقع في سنته صلى الله عليه وسلم من بيان اوقاتها قولا وفعلا ما يجري تفسيرا لتلك الايات المشتملة على تعيين وقت للصلاة. فالنبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن تارة بالألفاظ الخاصة وبينه تارة بالأصول العامة. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان موجب كون النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن لاصحابه وامته هو ان كل كلام يقصد منه فهم معانيه وان كل كلام يقصد منه فهم معانيه دون مجرد الالفاظ فان المباني خزائن المعاني والكلام في لسان العرب هو لفظ مفهم اي بناء يشتمل على معنى مقصود فلما كان انزال القرآن يراد من تلك الفاظ ان تكون موصلة للمعاني التي تضمنتها التي تضمنتها بين بين النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه معاني القرآن تارة بالبيان الخاص وتارة بالبيان العامي كما تقدم ثم قوى المصنف رحمه الله تعالى هذه الحاجة في نفوس الخلق بالاعتزاز بالعادة الجارية فان الجاري في عادة الناس انهم اذا اجتمعوا على قراءة كتاب في فن كالطب او الحساب او غيرهما فانهم دون بيان تلك الالفاظ بما يوصل الى معانيها. فلا يقصد مجرد تلك المباني وانما يقصد المعاني المستكنة فيها فاذا كان هذا من العادة الجارية التي يجتمع عليها الخلق في كلام احد منهم يتعلق بالمعارف الظاهرة من طب او حساب فان الحاجة داعية الى التماس ذلك في القرآن الكريم الذي يوصل الى الايمان بالله سبحانه وتعالى ومحبته وامتثال شرعه فنفوس المؤمنين مدعوة الى طلب معرفة معاني القرآن لتصل بذلك الى محبوب الله محبوبات الله سبحانه وتعالى ومراضيه فمما يقوى به ايمان العبد ويرسخ يقينه معرفة معاني ما يقرأ من كلام الله سبحانه وتعالى ولا تكملوا اللذة في قراءة القرآن الا بمعرفة تفسيره. فان المعاني تلامس شغاف القلوب اكثر من ملامسة الفاظ للسان فان القلب اذا وعى المعنى المستكن في اللفظ عظم ذلك اللفظ وعرف ما فيه من مراد الله الله سبحانه وتعالى اذا وعى تفسيره. ثم بين رحمه الله تعالى ان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليل جدا داء مراده بالنزاع الاختلاف لان كل واحد منهم ينزع الى قول اي يتوجه الى قوله وينزع ذلك في مقابله. وليس المراد بالنزاع وليس المراد بالنزاع الخصومة لكنها تطلق عليها. لان الاصل في المتخاصمين ان ينزع كل واحد منهم الى جهة فاصل النزع هو الركون الى جانب يكون في مقابل جانب اخر. فكان الصحابة رضي الله عنهم بمعاني القرآن اعرف لانهم شهدوا التنزيل وعلموا التأويل وصحبوا المصطفى صلى الله عليه وسلم فكان ما يجري بينهم من الخلاف في معانيه قليلا لان اكثره مما تبينوه ثم ذكر ان الخلاف وقع ايضا بين التابعين وان خلاف التابعين في تفسير القرآن هو اكثر من خلاف الصحابة. ثم قال وكلما كان العصر اشرف كان الاجتماع والعلم والبيان فيه اكثر. فاذا وجدت هذه المعاني من كمال الاحوال وشرف في الزمان وطيب النفوس صار العلم والبيان والخير والفضل اكثر في الناس ولهذا كان العصر اول في زمن الصحابة والتابعين واتباع التابعين كان اكثر علما واقوى الفة لامرين احدهما سلامة القلوب المدركة سلامة القلوب المدركة والاخر صحة العلوم المدركة صحة العلوم المدركة فالرعيد الاول كانوا اسلم قلوبا فقد خلت قلوبهم من الغوائل كالغش والدغل والحسد والحقد. واذا طهر القلب كان بصره بمعاني القول اكثروا من القلب الذي فسد بشيء من هذه الأمم المذكورة وكذلك كان لهم من سلامة العلوم في صحة آلاتهم. ما ليس لغيرهم فالعربية مثلا نحن اليوم نتكلفها في علومها وهم لم يكونوا يتكلفونها فقد كانوا يتكلمون بعربية ويعرفون معاني الكلام افرادا وترتيبا على اختلاف وجوه علومها من نحو او لغة او صرف او معاني او او معان او بيان او غير ذلك من انواع العلوم العربية فكانت تلك المعارف والعلوم عندهم في وجوه الكلام باعتبار اللسان او باعتبار موارد الاستنباط والاستدلال التي سماها بعدهم باصول الفقه كانت موجودة في سلائقهم اي مركوزة في نفوسهم. مغروزة فيهم لا يتكلفونها كما قال صاحب المراحي في صدر كتابه اول من صنفه يعني علم اصول الفقه اول من صنفه في الكتب محمد بن شافع المطلب وغيره كان له سرقة مثل الذي للعرب من خليقة. اي كانت هذه العلوم من معارف اللسان والاستنباط كانت مركوزة في اولئك فلم يحتانوا فلم يحتاجوا من الالة الى ما احتاج اليه المتأخرون فلما وجد المعنيان المذكوران من القلوب المدركة وصحة العلوم المدركة تحقق فيهم هذا الوصف الذي ذكره رحمه الله تعالى من كون العلم والبيان الخير والائتلاف والاستماع فيهم اكثر. فاذا وجد هذا في من بعدهم في بلد او قطر او زمن وجد العلم والائتلاف والخير. لان اصل فساد الناس تارة من فساد قلوبهم وتارة من فساد فهومهم فاما ان يفسد القلب بما يستولي عليه من سطوة الشهوات من محبة الرئاسة والجاهي والذكر والثناء واما ان يفسد لك وضعفها عن الاستنباط فهو عليل كليل في لسانه وعليل كليل في مدرة في الاستنباط فيخرج منه من الاقوال التي تفسد العلم ما لا يصدر عن من ميز مدارك العلوم في طرائق الفهم للاستنباط مع سلامة قلبه وصلاحه. ولذلك فان مبتدأ الخير فيمن اراد ان يعرف مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم ان ينفي النجاسة عن قلبه. لان محل العلم من احدنا هو قلبه. فاذا كان قلبه طاهرا اشرق القلب بانواع العلوم والمعارف. واذا كان القلب مشتمدا على نجاسات من حسد او غش او جغل او محبة علو في الارض او رغبة في ذكر الناس وثنائهم او التصدر بينهم فانه يرتفع عنه من العلم لا يوجد منه من الفساد وفي احوال الناس عبر. ففي اخبار الماوردي وكان من رؤوس الفقهاء الشافعية انه كان جالسا في مجلس درسه في الجامع الكبير وكان الناس حوله في حلق وهو يتكلم في الفقه فلما رأى ما بين عينيه من كثرة الناس وجد طلبا في نفسه. من هو افقه منه اليوم في الشافعية فبينما يلوح في قلبه هذا المعنى واذا بامرأة عجوز تقف على الحلقة ثم قالت يا فقيه وانتم تعرفون يعني المرأة يعني اتت اليه وعندها سؤال تريد ان تسأل وتمشي ما تلاحظ مقام الدرس قال يا فقيه ما تقول في امرأة وقع منها كيت وكيت وذكرت شيئا يتعلق بعادات النساء قال فابهم علي حتى كأني لم اسمع بتلك المسألة يعني انقطع كأنما سمع فلما طال سكوته قال له احد اصحابه او لم تذكر فيها رحمك الله كذا وكذا يوم كذا وكذا فسمعت العجوز فقالت لانت احق بان تجلس منه وهو يذكر ان الله ادبه يعني ادبه لانه استشرف لشيء مما تتعلق به نفوس الخلق. والضد بالضد. ففي اخبار ابي الفرج ابن رجب رحمه الله الله انه جلس يوما في مجلس النظار من رؤوس فقهاء كل مذهب من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة فتكلموا في مسألة فكان صاحبه ابن النجار سمع منه كلاما فكان يحد النظر اليه رجاء ان ينبهه ليتكلم فلم يتكلم بشيء فلما خرج قال له ابن النجار اولم تكن ذكرت فيها كذا وكذا فقال له بلى قال فلماذا لم تتكلم به؟ قال ذلك ان ما كان في مجلس الدرس كان لله وهذا خشيت الا يكون لله يعني عندما كنت اعلمكم يقول انا كنت لله اما رؤوس الفقهاء من كل مذهب مجتمعين اه مستمعون وانا اتكلم في هذه المسألة كرهت ان يوجد هذا فاخشى على قلبي. فكلما كان الانسان طاهر القلب كلما فتح الله عز وجل عليه بانواع العلوم والمعارف نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في اختلاف السلف في التفسير وانها اختلاف تنوع والخلاف بين السلف في التفسير قليل وخلافهم في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير. وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف وان اختلاف تضاد وذلك صنفان احدهما ان ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه. تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر. مع اتحاد مسمى بمنزلة الاسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة. وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه سلم واسمائه القرآن فان اسماء الله كلها تدل على مسمى واحد. الصنف الثاني ان يذكر كل كل منهم من الاسم العام بعض انواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحج المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه وقد يجيء كثيرا من هذا الباب قولهم هذه الآية نزلت في كذا لا سيما اذا كان المذكور شخصا كأسباب النزول المذكورة في التفسير ومعرفة سبب النزول تعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب وقولهم نزلت هذه الاية في كذا يراد به تارة انه سبب النزول ويراد به تارة ان هذا داخل في داخل في الاية وان لم يكن السبب كما تقول انا بهذه الاية كذا. واذا عرف هذا فقول احدهم نزلت في كذا لا ينافي قول الاخرين نزلت في اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال. واذا ذكر احدهم لها سببا نزل في اجله. وذكر الاخر سبب فقد يمكن صدقهما بان تكون نزلت عاقبة في الاسباب او تكون نزلت مرتين مرة لهذا السبب ومرة لهذا السبب. وهذان الصنفان اللذان ذكرناهما في تنوع التفسير هما الغالب في تفسير سلف الأمة الذي يظن انه مختلف ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين. اما لكونه مشتركا في اللغة كلفظ قسورة. الذي يراد به الرامي يراد به الاسد ولفظ عسعس الذي يراد به اقبال اقبال الليل وادباره واما لكونه متواطئا في الاصل لكن المراد به احد النوعين او احد الشيئين كالضمائر في قوله ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى. وكلفظ والفجر وليال عشر والشفع والوتر وما اشبه ذلك فمثل هذا قد يراد به كل المعاني التي قالها فمثل هذا قد يراد به كل المال التي قالها السلف وقد لا يجوز ذلك ومن الموجودة عنهم ويجهلها بعض الناس اختلافا ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة. فان الترادف في اللغة قليل. واما ما في الفاظ القرآن فاما نادر واما معدوم. وقل ان يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدي جميع معناه. بل يكون فيه تقريب لمعناه هذا من اسباب اعجاز القرآن. ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض والتحقيق ما قاله نحات البصرة من التضمين وجمع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة او عبارتين ومع هذا فلابد من اختلاف من محقق بينهم كما يوجد مثل ذلك في الاحكام لما بين المصنف رحمه الله في كلامه المتقدم ان الاختلاف في التفسير واقع بين الصحابة والتابعين وانه في زمن التابعين اكثروا منه في زمن الصحابة بين هنا ان الاختلاف الجاري بينهم اكثره من اختلاف التنوع اعيد من اختلاف التضاد والفرق بينهما ان اختلاف التنوع يمكن فيه صحة المعنيين معه ان اختلاف التنوع يمكن فيه صحة المعنيين معه. واما اختلاف التضاد فيمتنع صحتهما معه. واما اختلاف التضاد فيمتنع صحتهما معه فيكون احدهما صحيحا والاخر غير صحيح ثم ذكر رحمه الله ان الخلاف الذي جرى بينهم في التفسير قليل وان خلافهم في الاحكام اكثر من خلافهم في التفسير وان غالب ما بينهم من الخلاف في التفسير هو من اختلاف التنوع لا من اختلاف ثم ذكر ان اختلاف التنوع بينه في التفسير يرجع الى اصلين ان اختلاف التنوع بينهم في التفسير يرجع الى اصلين. احدهما ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه. ان يعبر كل واحد منهم عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه فتكون العبارات كلها دالة على ذات واحدة فتكون العبارات كلها دالة على ذات واحدة لكن يوجد في تلك العبارة معنى ليس في تلك العبارة. لكن يوجد في تلك العبارة معنى ليس في تلك العبارة. قال بمنزلة الاسماء متكافئة التي بين المترادفة والمتباينة والاسماء المتكافئة قيما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات الاسماء المتكافئة هي ما اتحدت فيها الذات واختلفت فيها الصفات. ومثل له بقوله وذلك مثل اسماء الله الحسنى واسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن. فهذه كلها تدل على مسمى واحد فترجع الى ذات واحدة لكن يوجد في كل اسم من المعنى ما ليس في الاسم الآخر. فمثلا اسم الرحمن فيه معنى الرحمة واسم الكريم فيه اسم في معناه الكرم واسم الحليم فيه معناه الحلم وكل هذه الاسماء لله سبحانه وتعالى ترجع الى ذاته المقدسة عز وجل. ثم ذكر ان هذا الصنف فالاول من اختلاف التنوع له ثلاثة انواع ان هذا الصنف الاول من اختلاف التنوع له ثلاثة انواع اولها تفسير الكلمة بمعناها الذي وضعت له شرعا ولغته تفسير الكلمة بالمعنى الذي وضعت له لغة وشرعا وثانيها تفسير الكلمة بالمعنى الذي تضمنته. تفسير الكلمة في المعنى الذي تضمنته وثالثها تفسير الكلمة بمعنى لازم لمعناها الذي وضعت له تفسير الكلمة بمعنى لازم لمعناها الذي وضعت لا هو فقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم فسر فيه الصراط بانه الاسلام وفسر بانه طريق العبودية وفسر بانه القرآن وهذه المعاني الثلاثة كل واحد منها يرجع الى واحد من تلك الانواع فمن فسره بانه الاسلام فهو تفسير للصراط بالمعنى الذي وضع له شرعا فقد ثبت عند احمد من حديث النواس ابن سمعان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الصراط الاسلام والذين فسروا الصراط بانه طريق العبودية فسروه بمعنى يتضمنه هذا اللفظ فان حقيقة الاسلام الذي هو معنى الصراط المستقيم انه طريق لعبودية الله سبحانه وتعالى. والذين فسروا الصراط المستقيم بانه القرآن قال فسروه بمعنى لازم لمعناه فكتاب الله عز وجل في دين الاسلام هو القرآن الكريم فعامة ما يكون من هذا الاصل الاول يرجع الى واحد من هذه الانواع الثلاثة اما الاصل الثاني فهو ان يذكر كل منهم من الاسم العام على سبيل التمثيل نوعا ان يذكر كل منهم على من الاسم العامي نوعا على سبيل التمثيل وله اربعة انواع وله اربعة انواع النوع الاول ان يكون اللفظ عاما فيذكر المتكلم واحدا من افراده ان يكون اللفظ عاما في ذكر المتكلم واحدا من الفاظه كقوله تعالى والسابقون السابقون. قال بعض السلف هم المقيمون الصلاة كقوله السابقون السابقون. قال بعض السلف هم المقيمون الصلاة وهذا واحد من افراد ما يحصل به السبق الى الله عز وجل فانه كذلك المؤدون الزكاة يندرجون في السبق والصائمون رمظان يندرجون في السبق والقائمون باداء الحج يدخلون في السبغ فذكر واحدا من الافراد المندرجة على سبيل التمثيل وتانيها ذكر ان الاية سبب نزولها هو كذا وكذا. ذكر ان الاية سبب نزولها كذا وكذا يخبر احدهم بان سبب نزولها كذا وكذا ويخبر اخر بان سبب نزولها كذا وكذا. ويكون اللفظ متناولا للمعنيين معا ويكون اللفظ متناولا للمعنيين معا فهي تصلح في كونها سببا لنزول هذه الاية وتصلح في كونها سببا لنزول هذه الاية. فيكون كل واحد منهم اخبر عن شيء من الافراد التي تندرج في معنى قوله هذه الاية نزلت في كذا وكذا والقسم الثالث هو الذي ذكره رحمه الله تعالى بقوله ومن التنازع الموجود عنهم ما يكون اللفظ فيه محتملا للامرين اما لكونه مشتركا في اللغة واما لكونه متواطئا في الاصل. فهم تارة يختلفون في تفسير لفظ اما لكون ذلك اللفظ مشتركا في اللغة واللفظ المشترك هو ما تعددت معانيه مع كون لفظه واحدة ما تعددت معانيه مع كون لفظه واحدة كالعين فالعين تطرق على الة البصر وتطلق على الذهب وتطلق على نبع الماء فهذا يسمى مشتركا لاتحاد لفظه واختلاف معانيه واما لكونه متواطئا في الاصل والمتواطئ هو اللفظ الدال على معنى كلي في في افراده هو اللفظ الدال على معنى كلي في افراده كالانسان كالانسان فمعنى الانسانية يكون مشتركا يكون متواطئا بين زيد وعمرو وعبيد وان اختلفوا في قدر ما يوصفون به من الانسانية فمثل هذا يسمى لفظا متواطئا فتارة يكون التنازع بينهم لاجل كون هذا اللفظ مشتركا اي يصلح لهذا المعنى ويصلح لهذا المعنى ويصلح لهذا المعنى. وتارة يكون اللفظ متواطئا اي فيه اثبات قدر كلي في شيء اخبر عنه هذا او اثباته في شيء اخبر عنه ذلك. فيكون مورد الخلاف بينهم في كون ذلك اللفظ واقعا على وجه الاشتراك او على وجه التواطؤ كما ذكر. والرابع هو المذكور في قوله ومن الاقوال الموجودة عنهم ويجعلها بعض الناس اختلافا ان يعبروا عن المعاني بالفاظ متقاربة لا مترادفة اي التعبير بالألفاظ المتقاربة اي التي يقرب بعضها من بعض مع وجود فرقه. التي يسميها بعض الناس ترادفا. وهو يمنع من تسميتها تردف كما قال الترادف في اللغة قليل. واما في الفاظ القرآن فنادر او معدوم. لان حقيقة الترابط ان تكون هنا الكلمة بمعنى كلمة اخرى. وهذا لا يوجد في لسان العرب. فكل كلمة في الوضع العربي فيها معنى ليس في ذلك المعنى الذي في اللفظ ليس بذلك اللفظ الذي فيه معنى اخر. وان تعلقا بذات واحدة فمثلا العرب يسمون السيف حساما ويسمونه فيصلا ويسمونه مهندا الى غير ذلك من الاسماء فكل واحد من الاسماء المذكورة فيه معنى ليس في الاخر فالسيف سمي حساما بما فيه من اصل وهو القطع والبث وسمي مهندا لان عامة الشيوخ التي كانت تمدح كانت تصنع في بلاد الهند وسمي فيصلا لما فيه من القوة التي تكون سببا للفصل والتفريق في المشكلة ومن جعل هذا الاصل اصل له في فهم العربية انتفع كثيرا فان نصف فقه العربية في جمال معانيها ومن جمال معانيها يقينك بان كل لفظ فيه من المعنى ما ليس في اللفظ الاخر. واذا استعملت هذا في فهم القرآن الكريم ذكر لك من دقائق معاني ما لا يكون لمن لا يستعمل هذا. فمثلا قول الله تعالى ان يمسسكم قرح فلا يصح حينئذ ان يقال القرح هو الجرح هو المصاب. لان كلمة قرح ليس فيها مطلق الجرح. وانما فيها معنى خاص وهو الجرح الغائب الشديد في هالمعنى الجرح الغائل الشديد. ولذلك لابن القيم رحمه الله تعالى كلام نافع في جلاء الافهام ذكر فيه ان كل حرف في كل كلمة يكون فيه من زيادة المعنى ما ليس في غيره فمثلا هذا لم يذكره هو لكن هناك تسمعون المس و المشي والمك فالمس فيه لطف والمشي اشد والمك هو النزع والقطع فهذه الكلمات الثلاث تشترك في الحرف الاول وهو الميم ثم تختلف في الحرف الثاني. وهذا الاختلاف في الحرف الثاني اوجب بينها الخلافة في المعاني ولذلك الامر كما ذكر المصنف ان الترادف في اللغة قليل وهو في القرآن اما نادر او معدوم. فمن اسباب النزاع بينهم ان يعبروا بالفاظ متقاربة في المعاني اي متحدة في المسمى مع القطع بان بينها اختلافا ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه من هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض. والتحقيق ما قاله نحاس البصر من التظليل والمقصود بالتضمين اشراب لفظ معنى لفظ اخر اشرب لفظ معنى لفظ اخر. فيكون في ذلك اللفظ ما ليس في ذلك اللفظ. فقوله تعالى عينا يشرب بها عباد الله الاصل ان الشرب يكون منها فلم يقل الله عينا يشرب منها وانما قال عينا يشرب بها عباد الله فهذا التعبير بهذا الحرف المقصود منه بيان حصول الارتواء فهو ليس شربا مجردا ولكنه شرب بمجرد ان يصل الى الانسان يحصل له الري وهذا كمال النعمة فالذين يجعلون الباء بمعنى من ويقولون بها يعني منها لا يتنبهون الى المعنى الذي اريد وهو معنى حصول الكفاية والارتواء بالشرب من تلك العين. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان جمع مع عبارات السلف في مثل هذا نافع جدا لان مجموع قال لان مجموع عباراتهم ادل على المقصود من عبارة او عبارتين فالمرء اذا اوقف نفسه على كلام السلف على اختلافه ظهر له في هذا الكلام معنى وظهر له في هذا الكلام معنى وظهر في هذا الكلام معنى ولذلك في تفسير القرآن كلام السلف قليل لكن معانيه طويلة فانت اذا اخذت كلام الحسن البصري وكلام سعيد او من تقدمهم كابن عباس وابن مسعود في تفسير الايات ثم اردت ان تبينه وقع البيان باطول مما تكلموا به لانه كان جمع لهم القول في كمال علومهم فكانوا يعبرون بلفظ قليل عن معنى جليل فاذا اريد بيان ما ذكروه تكلم الانسان كثيرا ولهذا فان المصنف رحمه الله تعالى كان من الالة التي امدته بالرئاسة في علم التفسير انه في اول زمانه عمد الى وضع التفسير المجرد ومقصوده بالتفسير المجرد تفسير جمع فيه عند كل اية كلام السلف فيها. وذكر في موضع من كلامه انه جمعه من مئة تفسير من جمع من مئة تفسير كلام السلف على الاية فهذا هو الذي اورثه من المعرفة بتفسير كلام الله سبحانه وتعالى ما يبين للناظر انه بز غيره في معرفة معاني القرآن الكريم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في نوعي الاختلاف في التفسير المستند الى النقل والى طريق الاستدلال الاختلاف في التفسير على نوعين منهما مستنده النقل فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك. اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق والمنقول اما عن المعصوم واما عن غير المعصوم. والمقصود بان جنس المنقول والمقصود بان جنس المنقول سواء كان عن المعصوم او غير وهذا هو النوع الاول فمنه ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه وما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اليه اسكن مما نقل عن بعض التابعين. لان احتمال ان يكون سمعه من النبي صلى الله الله عليه وسلم او من بعض من سمعه منه اقوى. ولان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين. ومع جزم الصاحب بما فيقول كيف يقال انه اخذه عن اهل عن اهل الكتاب وقد نهوا عن تصديقهم ومن عفاني من مستندي الاختلاف وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل. فهذا اكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان احداهما قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا حمل الفاظ القرآن عليها والثانية قوم اسروا القرآن بمجرد ما ما يسوغ ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به. فالاولون راعوا المعنى الذي رأوه من غير نظر الى ما تستحقه الفاظ قرآن من الدلالة والبيان والاخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم ان يريد به العربي من غير نظر الى ما يصلح للمتكلم به وسياق الكلام به وسياق الكلام. ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في اللغة كما يغلط في ذلك الذين قبلهم ما ان الاولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى على الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الآخرون وان كان نظر الأولين الى المعنى اسبق ونظر الآخرين الى اللفظ اسبق والاولون صنفان تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه واريد به. وتارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرده. وفي كلا امرين قد يكون ما قصدوا نفعه او اثباته في المعنى باطلا. فيكون خطأهم في الدليل والمدلول. وقد يكون حقا فيكون خطأهم في الدليل لا في المدلول عقد المصنف رحمه الله هذا الفصل للايقاف على اسباب الاختلاف فمراده فيه بيان اسباب اختلاف المفسرين وجماع الاسباب التي اوجبت اختلافهم قديما وحديثا امران احدهما اسباب تتعلق بالنقل اسباب تتعلق بالنقل وهي المستندة الى الرواية والاثر وهي المستندة الى الرواية والاثر والاخر اسباب تتعلق بالعقل اسباب تتعلق بالعقل وهي المستندة الى الرأي والنظر وهي المستندة الى الرأي والنظر. فالى هذين الاصلين ترجع اسباب اختلاف المفسرين وهذا معنى قول المصنف الاختلاف في التفسير على نوعين منهما مستنده النقل فقط ومنه ما يعلم بغير ذلك يعني بطريق العقل مما يقال استدلالا واستنباطا مبنيا على الرأي والنظر. ثم بين المسوغ لحصر اختلاف بذلك فقال اذ العلم اما نقل مصدق واما استدلال محقق فالعلم اما ان يكون منقولا على وجه الصحة واما ان يكون مستنبطا معقولا على وجه يقطع به ثم بين ان المنقول منه ما هو عن المعصوم ومنه ما هو عن غير المعصوم. والمراد بالمعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم والعصمة التي ينسب اليها هنا هي عصمة البلاغة. والعصمة التي ينسب اليها هنا هي عصمة البلاغة. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقع بلاغه وفق امر ربه. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقع بلاغه وفق امر ربه سبحانه وتعالى ثم بين ان جنس النقل سواء كان عن المعصوم ام غير المعصوم منه ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فمنه ما لنا سبيل بالاطلاع عليه في الحكم بكونه صحيحا او غير صحيح ومنه ما يكون مجهول الطريق لا سبيل الى الوقوف عليه ثم ذكر ان ما نقل في ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس اسكن اليه مما نقل عن بعض التابعين لان احتمال ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او بعض من سمعه منه اقوى. ولان نقل عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين تقوى رحمه الله تفسير الصحابة من جهتين تقوى رحمه الله تفسير الصحابة من جهتين. احداهما ان ما يذكره الصحابي تفسيرا يحتمل ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم. انما يذكره الصحابي تفسيرا يحتمل ان يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم او سمعه ممن سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم والاخرى ان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين ان نقل الصحابة عن اهل الكتاب اقل من نقل التابعين. فكان الصحابة لا يكثرون من النقل عن اهل الكتاب بما وعوه من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. فما ينقلونه عنهم قليل. واما تابعونا فتوسعوا في النقل عن اهل الكتاب اكثر مما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم ثم ذكر المصنف رحمه الله النوع الثاني من مستندي الاختلاف. وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقص يعني ما يعلم بطريق العقل لا بطريق النقل وذكر ان اكثر ما فيه من الخطأ من جهتين حدثتا بعد تفسير الصحابة والتابعين والتابعيهم باحسان احداهما قوم اعتقدوا معاني ثم ارادوا حمل الفاظ القرآن عليه فهؤلاء قرروا في نفوسهم معاني ثم ارادوا اجتذاب الفاظ القرآني لتصديق تلك المعاني التي اعتقدوها. والثانية قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ ان يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر الى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه والمخاطب به اي انهم فسروا القرآن بقطعه عن متعلقاته فهم لم يعتبروا في تفسيره كونه كلام الله عز وجل تارة. وتارة لم يعتبروا كونه نازلا على محمد صلى الله الله عليه وسلم وتارة لم يعتبروا كونه نازلا في الصحيح الخلق وهم جيل الصحابة رضي الله عنهم فصار يقع منهم من التفسير ما يردونه الى مجرد كلام العرب دون نظر في كون ذلك الكلام الذي فسروه هو كلام لله. او نظر الى كونه نازلا على خيرة الله من خلقه وهو ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر رحمه الله الفرق بين الجهتين فقال فالأولون راعوا راعوا المعنى الذي من غير نظر الى ما تستحقه الفاظ القرآن من الدلالة والبيان. والاخرون راعوا مجرد اللفظ وما يجوز عندهم ان يريده به ان يريد به العربي من غير نظر الى ما يصلح للمتكلم به وسياق الكلام فالأولون هم هم النظر الى المعاني والآخرون همهم النظر الى المباني. ثم قال ثم هؤلاء كثيرا ما يغلطون في احتمال اللفظ لذلك المعنى في كما يغلط في ذلك الذين قبلهم. فمن وجوه غرض الطائفتين احتمال اللفظ الذي في القرآن للمعنى اللغوي فان ما في القرآن من الكلام اللغوي فوق ما في كلام العرب لانه كلام الله سبحانه وتعالى وقد يوجد في افرادا وترتيبا ما لم تكن تعرفه العرب في كلامها كذات البين في قوله تعالى واصلحوا ذات بينكم فذات البين هنا بمعنى رأب الصدع وقد ذكر الطاهر بن عاشور ان هذا من مبتكرات القرآن اي من تركيب المعاني الذي وجد في كلام القرآن ولم يوجد في كلام العرب ولم تكن العرب تطلق هذا على ارادة هذا المعنى وتارة توجد لفظة يفسرها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بفعلهم لا تعرفها العرب في كلامها كالذي ذكره الزجاج في التفث فالتفتوا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بفعله والصحابة رضي الله عنهم بما فعلوه بعد طوافهم بما فعلوه في نسكهم من حلق رؤوسهم والقاء الوسخ عن ابدانهم فهذا هو معنى التفت والعرب لا تفصله في هذا المعنى فالتفتوا عندهم يقع على معنى اوسع. فمن تكلم في معاني القرآن بالنظر الى لغة العرب فقط دون اعتبار المتكلم بالقرآن وهو الله سبحانه وتعالى ولا اعتداد بالمنزل عليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم ولا بأولئك القوم الذين اذا نزل فيهم وهم الصحابة رضي الله عنهم ربما قصر بيانه الذي مرجعه الى اللغة فقط عن بيان ما اراده الله سبحانه تعالى من معاني القرآن الكريم. ثم قال كما ان الاولين كثيرا ما يغلطون في صحة المعنى على الذي فسروا به القرآن كما يغلط في ذلك الاخرون. اي كما يوجد الغلط في احتمال اللفظ عند الطائفتين فكذلك يوجد الغلط في صحة المعنى عند الطائفتين. فربما ذكروا معاني ليست صحيحة. ثم حملوا القرآن على تلك المعاني ثم قال والاولون صنفان تارة يسلبون لفظ القرآن وما دل عليه واريد به. اي لا يعطون اللفظ القرآني ما له من المعنى اي لا يعطون اللفظ القرآني كما له من المعنى. قال وتارة يحملونه على ما لم ليدل عليه ولم يرد به. اي يجعلونه بمعنى لم يرد به ذلك لم يرد بذلك اللفظ ما ادعوه من المعنى. فهم اعتقدوا معنى ثم جعلوا هذا المعنى دالا ثم جعلوا هذه اللفظ من القرآن دالا على ذلك المعنى الذي ادعوه ثم قال وفي كلا الامرين قد يكون ما قصدوا نفيه او اثباته من المعنى باطلا فيكون خطأهم في الدليل المدلول ومراده بالمدلول المعنى المقصود فيكون المعنى المقصود الذي وضعوه خطأ قال وقد يكون حقا فيكون خطأهم في الدليل اذا في المدلول. اي يكون الذي اي يكون المعنى الذي قصدوه صحيحا في نفسه لكن الاية لا تدل عليه فحين اذ يكون خطأهم في الدليل لا في المدلول. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فصل في احسن طرق التفسير. فان قال قائل فما احسن طرق التفسير فالجواب ناصح الطرق ان اصح الطرق في ذلك ان يفسر القرآن بالقرآن. فما اجمل في مكان فانه قد فسر في اخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر. فإن احياك ذلك فعليك بالسنة فإنها جارحة للقرآن وموضحة واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة. رجعت في ذلك الى اقوال الصحابة ولكن في بعض الاحيان ينقل عنهم ما يحكونه من اقاويل اهل الكتاب التي اباحها رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث قال عني ولا ابلغ عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار رواه رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو ولكن ولكن هذه الاحاديث الاسرائيلية الاسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للانتقاد فانها على ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بصدق فذاك صحيح. والثاني ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه. والثالث وما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل. فلا فلا نؤمن به ولا نكذبه. وتجوز حكايته لما تقدم ذلك مما لا فائدة فيه تعود على امر ديني. ولهذا يختلف علماء اهل الكتاب في مثل هذا كثيرا. ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك مما لا فائدة فيه تعينه مما لا فائدة فيه مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا في دينهم. ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز. واذا لم تجد التفسير وفي القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الائمة في ذلك الى اقوال التابعين فتذكر فتذكر اقوالهم في الاية فيقع في عباراتهم تباين في الالفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافا فيحكيها اقوالا وليس كذلك فان منهم من يعبر وعن شيء بلازمه او نظيره ومنهم من ينص على الشيء بعينه. والكل بمعني واحد في كثير من الاماكن فليتفاقن اللبيب بذلك والله هادي فقال شعبة ابن الحجاج وغيره اقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني انها لا تكون حجة على غيرهم ممن قال فهم وهذا صحيح. اما اذا اجتمعوا على على شيء فلا يرتاب في كونه حجة. فان اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة العرب او اقوال الصحابة في ذلك فاما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام واما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من اهل العلم انهم فسروا القرآن فليس الظن انهم قالوا في القرآن او فسروه بغير علم او من قبيل انفسهم. وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا انهم لم يقولوا من قبل انفسهم بغير ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به. فهذه الاثار الصحيحة وما شاكلها عن ائمة السلف على على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به. فاما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا فلا حرج عليه. ولهذا هذا ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم اقوال في التفسير ولا منافاة لانهم تكلموا فيما علموه وسكتوا وسكتوا عما وهذا هو الواجب على كل احد. فانه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه قوله تعالى لتبين لتبينن لتبيننه للناس ولا تكتمونه. ولما جاء في الحديث المروي من طرق من سئل عن علما فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار. والله اعلم ذكر المصنف رحمه الله في هذا الفصل احسن طرق تفسير القرآن فجعلها رحمه الله تعالى اربعة طرق اولها تفسير القرآن بالقرآن وثانيها تفسير القرآن بالسنة وثالثها تفسير القرآن باقوال الصحابة رابعها تفسير القرآن باقوال التابعين فالطريق الاول وهو تفسير القرآن بالقرآن الامر فيه كما ذكر من انه ما مختصر في مقام بسط في مقام اخر وما اجمل في مقام بين في مقام اخر فاذا رد بعض القرآن على بعض اعان رده على معرفة معانيه فان لم يوجد هذا عدل العبد الى الطريق الثاني وهو تفسير القرآن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم على ما تقدم بيانه من كون ذلك التفسير يكون تارة متعلقا بلفظ خاص فيكون تارة متعلقا باصل عام عام مما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسيرته. فان لم يوجد في السنة ما يفسر تلك الآيات من القرآن الكريم فإنه يعزل الى الطريق الثالث وهو تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم ينظر فيما ذكروه من الاقوال ومن جملة ما كان ما يقع في كلامهم ما ينقلونه عن اهل الكتاب من الاحاديث الاسرائيلية ومعنى الاحاديث الاسرائيلية اي الاحاديث المنسوبة الى كتب اهل الكتاب اي الاحاديث المنسوبة الى كتب اهل الكتاب كالتوراة والانجيل وذكر المصنف رحمه الله تعالى ان تلك الاحاديث هي على ثلاثة اقسام احدها ما علمنا صحته وثانيها ما علمنا كذبه وثالثها ما هو مسكوت اعنه فالاول مما يقطع به لموافقته لمن في شرعنا والثاني مما يمتنع منه لعلمنا بكذبه. واما الثالث فهو مسكوت عنه لمن يذكره ان يذكره ان يذكره. لإذن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك بقوله حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج. ثم ذكر ان غالب ذلك مما لا فائدة فيه ترجعوا الى امر ديني اي يكونوا من الاخبار العامة فذكره جائز ثم ذكر الطريق الرابع فقال واذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الائمة بذلك الى اقوال التابعين وخبره عن كون ذلك واقعا عند كثير من الائمة يدل على ان كثيرا منهم لم يعتدوا بهذا الطريق فمن اهل العلم من اعتد بتفسير التابعين بعد تفسير الصحابة. ومنهم من لم يعتد بتفسير التابعين والفصل في الاعتدال بتفسيرهم هو ما ذكره المصنف ان تفسير التابعين له حالان الحال الاولى ان يقع اتفاقا بينهم ان يقع اتفاقا بينه. فيكون قولهم حجة فيكون قولهم حجة لانهم اخذوا التفسير عن الصحابة لانهم اخذوا التفسير عن الصحابة والاخرى ان يجري بينهم خلاف ولا يتفقون في تفسير شيء ان يجري بينهم خلاف ولا يقع ولا يتفقون على تفسيره فيطلب حينئذ ما يرجح به من امر خارجي فيطلب حينئذ ما يرجح به من امر الخارجين كما قال ويرجع في ذلك الى لغة القرآن او السنة او عموم لغة القرآن ويسمى هذا قرائن الترجيح في التفسير. ويسمى هذا قرائن الترجيح في التفسير. فمثلا قول الله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين الاية فالنفير هنا اختلف فيه هل هو خروج الطائفة المجاهدة ام خروج الطائفة التي تلتمس العلم فطلب الترجيح بقرينة هي لغة الكتاب والسنة فاسم نفير في لغة الكتاب والسنة يختص بالجهاد فالنافرة هي المجاهدة والقاعدة هي المتفقهة في دلالة هذه القرينة فهو اختيار ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابن القيم في تفسير هذه الاية. ثم ذكر رحمه الله تفسير القرآن بالرأي. والمراد بالرأي ما يقال على وجه الاستنباط والاستدلال ما يقال على وجه الاستنباط والاستدلال والسلف رحمهم الله تعالى منهم من منعه ومنهم من تكلم به ومنهم من توقف فيه على الاحوال الثلاثة التي ذكرها وفصل المقام في هذا ان تفسير القرآن بالرأي نوعان ان تفسير القرآن بالرأي نوعان احدهما تفسيره برأي محمود تفسيره برأي محمود وهو ما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل ما احتمله اللفظ ودل عليه الدليل والاخر تفسيره برأي مذموم تفسيره برأي مذموم وهو ما لم يحتمله اللفظ ولا قام عليه الدليل وهو ما لم يحتمله اللفظ ولا قام عليه الدليل فالراي المحمود هو الذي تكلم به السلف والراي المذموم هو الذي منعوه وحرموه وما لم يتبين كونه من هذا ولا هذا هو الذي توقف فيه. وما لم يتبين كونه من هذا ولا هذا فهو الذي توقفوا فيه. وهذا الذي ذكرناه هو خلاصة القول في حال السلف فيما يتعلق بالتفسير بالرأي من انهم امتنعوا عما كان منه مذموما وتكلموا بما كان منه محمودا وتوقفوا فيما لم يترجح لهم فيه جانب الذمي او الحمد وهو معنى ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى في اخر كلامه ثم قال وهذا هو الواجب على كل احد فانه كما يجب السكوت عما لا علم له به. فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى لتبينن انه للناس ولا تكتمونه ولما جاء في الحديث المروي من طرق من سئل عن علم فكدمه الجم يوم القيامة بلجام من نار رواه ابو داوود وغيره وهو حديث حسن فهم تكلموا بما ترجح عندهم كونه رأيا محمودا بقيام الدليل عليه واحتمال اللفظ له. وامتنعوا ساكتين عما لم يترجح لهم فيه شيء وهذا فيه بيان ان الحق يكون تارة بيانه بالكلام ويكون تارة بيانه بالسكوت فالسكوت بيان كما ان الكلام بيان ولهذا يوجد في احكام الشرع ما يسمى بالمسكوت عنه فالسكوت بيانا تارة يحمل داعي الشرع على الكلام وتارة يحمل داعي الشرع على السكوت بما يحقق مقصوده الشرعي في بيان الاحكام. وهذا اخر تقرير هذه المعاني التي تضمنتها هذه المقدمة اكتبوا طبقة السماع علي جميع مقدمة في اصول التفسير في قراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان يكتب اسمه تاما فثم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته وجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعاينة معين الحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي ليلة السبت الحادي عشر من شهر شوال سنة سبع وثلاثين واربعمائة والف. في مسجد حمد بن علي كانو رحمه الله في مدينة المحرق