السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على محمد قدوة العلم والعمل وعلى اله وصحبه ومن دينه حمد اما بعد فهذا شرح الكتاب العاشر من برنامج جمل العلم في سنته الثالثة سبع وثلاثين واربعمائة والف بدولته الثالثة مملكة البحرين وهو كتاب مختصر في اصول العقائد الدينية. في علامة عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال عبدالرحمن بن ناصر السعدي في مختصر في اصول العقائد الدينية بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه واتباعه الى يوم الدين اما بعد. فهذا فهذا مختصر جدا في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة اقتصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط كلام ولا ذكر ادلتها اقرب ما يكون اقرب ما يكون لها انها من نوع الفهرست للمسائل لتعرف اصولها ومقامها ومحلها ومن الدين ثم من له رغبة في العلم يطلب بسطها وبراهينها من اماكنها وان يسر الله وفسح في الاجل بسطت فيها بسطت هذه المطالب ووضحتها بادلتها. ابتدأ المصنف رحمه الله كتابه بسملة ثم ثنى بالحمدلة ثم ثلث بالصلاة والسلام على محمد واصحابه صلى الله عليه وعليهم وسلم وتسليما كثيرا ثم ذكر ان هذه الرسالة تضم مختصرا جدا والمختصر ما قل من المباني وجل من المعاني ما قل من المباني وجل من المعاني فتكون الالفاظ قليلة والمعاني جليلة والمختصر المذكور هو في اصول العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة فهو مخصوص بوصفين احدهما انه يتعلق بالعقائد احدهما انه يتعلق بالعقائد والاخر انه يقتصر منها على الاصول الكبيرة المهمة انه يقتصر منها على الاصول للكبيرة المهمة فلم يستوفي رحمه الله تفاصيل تلك الجمل ثم ذكر رحمه الله انه سلك فيه منهج الاقتصاد اذ قال اقتصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام ولا ذكر بادلتها لان الاختصار اوثقوا في علوق تلك المعاني في القلوب فان الكلام يختصر ليحفظ ويبسط ليفهم فان الكلام يختصر يحفظ ويبسط ليفهم ثم ذكر ان الموافق في وصفها المذكور في قوله اقرب ما يكون لها انها من نوع الفهرست للمسائل اي هي بمنزلة الكشاف للمسائل كان فيه رست قسم اعجمي ثم عرب معناه الكشاف فالمدون في هذا المختصر هو بمنزلة الكشاف المطلع على جملة من مسائل الاعتقاد الكبيرة ودعاه الى ذلك امران احدهما لتعرف اصولها فان ابواب الاعتقاد يندرج في كل باب منها تفاصيل كثيرة من الجمل وكل باب له اصول ترجع اليه فاراد بالاختصار ان يبرز اصول الابواب في الاعتقاد والاخر ليعلم مقامها ومحلها من الدين. ليعلم مقامها ومحلها من الدين لان لها رتبة سامية مقدمة بما اقتصر عليه منها في كل باب من تلك الابواب ثم قال ثم من له رغبة في العلم يطوف بسطها وبراهينها من اماكنها اي من الكتب المطولة في علم الاعتقاد فانها مقام البسط المعتاد عند اهل هذا الفن ثم قال وان يسر الله وفسح في الاجل بسقت هذه المطالب ووضحتها بادلتها. ثم اخترمته المنية رحمه الله لم يعرف انه كتب جرحا موضحا تفاصيل الجمل في هذه الرسالة المختصرة. لكن له تأليف متنوعة في ابواب الاعتقاد كالتنبيهات اللطيفة في شرح الواسطية وغيرها ينتفع بها في معرفة الاعتقاد السني الذي ذكر جمله المختصرة في هذه الرسالة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الاصل الاول التوحيد اد التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفة الكمال وافراده بانواع العبادة. فدخل في هذا توحيد ربوبية هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا من غير تشبيه ولا تمثيل من من غير من غير تحريف ولا تعطيل. وتوحيد الالوهية والعبادة وهو افراده وحده باجناس العبادة. وانواعها وافرادها من غير اشراك به في شيء منها مع اعتقاد كامل مع اعتقاد كامل الوهيته. فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر. وانه ما شاء الله كان ما لم يشأ لم يكن وانه على كل شيء قدير وانه الغني الحميد. وما سواه فقير اليه من كل وجه ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة. والايمان بها ثلاثة والايمان بها ثلاث درجات ايمان بالاسماء وايمان بالصفات وايمان باحكام صفاته. كالعلم بانه عليم ذو علم ويعلم كل شيء وقدير ذو القدرة ويقدر على كل شيء والى الى اخر ما له من الاسماء المقدسة ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته. ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها والصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء. وان جميعها تثبت لله من غير تنفير ولا تعطيل وانها كل لها قائمة بذاتي وهو موصوف بها. وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال لما يريد. ويتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موصوفا وبالرحمة والاحسان معروفا. ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. منه بدا واليه يعود. وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفد ولا يبيد ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب وانه مع ذلك علي اعدى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه. لانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من الاسماء والصفات والافعال واحكامه على وجه يليق بعظمة ويعلم انه ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته. من ظن انه في بعض العقليات ما يوجب تأويل ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا. ولا يتم توحيد ربوبيته حتى يعتقد العبد ان ان افعال العباد مخلوقة لله وان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله وان لهم افعالا وارادة تقع بها افعالهم وهي متعلق بالامر والنهي وانه لا يتنافى الامران اثبات مشيئة الله الشاملة للذوات والافعال والصفات اثبات قدرة العبد على افعاله واقواله. ولا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله وحتى يدع الشرك الاكبر المنافية للتوحيد كل المنافى وهو ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى. وكمال ذلك ان يدع الشرك الاصغر وهو كل وسيلة وهو كل وسيلة قريبة يثبت يتوصل بها الى الشرك الاكبر كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك والناس في توحيده على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته. فاكملهم في هذا الباب من عرف من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله والائه ومعانيه الثابتة في الكتاب والسنة وفهمها فهما صحيحا. فامتلأ قلبه من معرفة ما وتعظيمه واجلاله ومحبته اليه وانجذاب جميع دواعي قلبه الى الله تعالى. متوجها اليه وحده لا شريك له. ووقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الايمان والاخلاص التام الذي لا يشوبه شيء من الاعراض الفاسدة من الاغراض الفاسدة فاطمئن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكميلا لغير الدعوة الى هذا الاصل العظيم فنسأل الله من فضله وكرمه ان يتفضل علينا بذلك واكتب المصنف رحمه الله هذا المختصر في خمسة اصول عظيمة من اصول اهل السنة والجماعة ابتدأها بالاصل الاول وهو التوحيد لجلالة قدره وعظم شأنه وانما يقدم المقدم وابتدى بيان هذا الاصل بقوله حد التوحيد الجامع لانواعه واعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة وحقيقة التوحيد في الشرع تدور على معنيين احدهما عام وهو افراد الله بحقه فما ثبت كونه لله حقا كان افراده به توحيدا فما ثبت كونه لله حقا كان افراده به توحيدا والاخر معنى خاص وهو افراد الله بالعبادة. وهو افراد الله بالعبادة والمعنى الذي ذكره رحمه الله في حد التوحيد يرجع الى تقرير هذين المعنيين المذكورين. فان اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال يرجع الى افراده سبحانه وتعالى بحقه مما يتعلق بربوبيته او باسمائه وصفاته وما ذكره تتميما بقوله وافراده بانواع العبادات يرجع الى المعنى الخاص وهو افراد الله بالعبادة ثم ذكر رحمه الله ما يندرج في التوحيد وهو ثلاثة انواع احدها توحيد الربوبية وثانيها توحيد الاسماء والصفات وثالثها توحيد الالوهية ووجه انجراجها في التوحيد هو ما تقدم ان حقيقة التوحيد بالمعنى العام افراد الله بحقه والذي دل عليه القرآن والسنة ان الله له ثلاثة حقوق اولها حق الربوبية. قال تعالى وهو رب كل شيء قال تعالى الحمد لله رب العالمين وثانيها حق الاسماء والصفات قال تعالى ولله الاسماء الحسنى ادعوه بها وقال تعالى وله الاسماء الحسنى وقال تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وثالثها حق العبادة. قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين. فاذا تقرر ان سياق الدلائل الشرعية في القرآن والسنة النبوية ان حقوق الله ترجع الى هذه الانواع الثلاثة كان توحيده افراده بكل واحد منها. ولذلك قال المصنف فدخل في هذا توحيد الربوبية ثم قال وتوحيد الاسماء والصفات ثم قال وتوحيد الالوهية والعبادة ثم ذكر رحمه الله الله تعالى جملا من القول مما يرجع الى معاني هذه الانواع الثلاثة من التوحيد فاما اولها وهو توحيد الربوبية فهو افراد الله بذاته وافعاله فهو افراد الله بذاته وافعاله بان تعتقد وحدانية ذات الله عز وجل وان افعاله له وحده كالاحياء والخلق والاماتة والرزق والملك والتدبير وغيرها من الافعال واما توحيد الاسماء والصفات فهو سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلى افراده سبحانه باسمائه الحسنى وصفاته العلى واما توحيد الالوهية فهو افراد الله بالعبادة. فهو افراد الله بالعبادة وهي الافعال التي يتقرب بها الناس وهي الافعال التي يتقربون بها الناس اي التي يفعلونها طلبا للقرب حبا وخضوعا ومدار هذه المعاني هو كما سمعت على الافراد فكل واحد من هذه الانواع كان مبتدأ القول فيه افراده الربوبية افراد في الذات والافعال والاسماء والصفات افراد في الاسماء والصفات والالوهية افراد في العبادة فمزار توحيدنا الله سبحانه وتعالى هو ان نفرده بما يجب له سبحانه وتعالى من حق. وما ذكره المصنف رحمه الله في حقائق هذه الانواع الثلاثة هو مما يرجع الى القول التي ذكرنا فمثلا ما ذكره في توحيد الربوبية فقال هو اعتقاد انفراد الرب سبحانه بالخلق والرزق وانواع التدبير يرجع الى ما يتعلق بافراد الله بافعاله. لان المذكورات هي من جملة افعال الله. ويبقى وراء هذا افراده سبحانه وتعالى بذاته. فالمذكور من القول الذي سبق املائه تندرج فيه جمل القول التي ذكرها رحمه الله تعالى ثم شرع يذكر شيئا من التفصيل المتعلق بهذه الانواع الثلاثة. فقال فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر وانه ما شاء الله كان الى اخر ما ذكر فان من مشاهد ربوبية الله عز وجل نفوذ قدره من مشاهد ربوبية الله عز وجل نفوذ قدره فقدره نافذ في الخلق وهو من افعال ربوبيته. وكان الامام احمد يقول القدر قدرة والله القدر قدرة الله واستحسنه من اصحابه ابو الوفاء ابن عقيل وابن تيمية الحفيد. لانه يتجلى في مشهد القدر قدرة الله عز وجل فهو يقدر الاقدار ويقلب الاشياء وفق ما يريد سبحانه وتعالى فما شاء كان وما ما شاء لم يكن كما قال المصنف رحمه الله. ثم ذكر ان مما يدخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني اسماء الحسنى لله تعالى. وذكر ان الايمان بالاسماء الحسنى له ثلاث درجات الدرجة الاولى الايمان والدرجة الثانية الايمان بالصفة والدرجة الثالثة الايمان بحكم الصفة فاما الدرجة الاولى وهي الايمان بالاثم يعني الاسم الالهية فحقيقة الاسم الالهي هو ما دل على ذات الله هو ما دل على ذات الله مما سمى الله به نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ما دل على ذات الله مما سمى الله به نفسه او سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم وحقيقة الصفة الالهية ما دل على كمال متعلق بذات الله ما دل على كمال متعلق بذات الله وهي الدرجة الثانية واما الدرجة الثالثة وهي حكم الصفة فان حكم الصفة يطلق على معنيين احدهما الثمرة الناشئة منها الثمرة الناشئة منها والاثر المترتب عنها والاثر المترتب عنها والاخر النسبة المعقولة بين الصفة ومتعلقها النسبة المعقولة بين الصفة ومتعلقها وايضاح القول فيما سلف بالمثال ان من اسماء الله سبحانه وتعالى العليم فاذا اريد تلمس درجات الايمان بهذا الاسم وجدناها ثلاثة فالدرجة الاولى اننا نؤمن بان من اسماء الله ايش اسم العليل والدرجة الثانية اننا نؤمن بان من صفات الله صفة العلم والدرجة والدرجة الثالثة ينتظم فيها المعنيان المتقدمات. فاما اثر الاثر المترتب عن الصفة والتمرة الناشئة عنها فهو ايمان بان ما لنا من علم هو من جملة علم الله فان الذي علمك يعلم ما علمك واما المعنى الثاني وهو النسبة المعقولة بين الصفة ومتعلقها فان صفة العلم متعلقها المعلومة. فان صفة العلم متعلقة المعلومات. فالنسبة بين هذه الصفة وهي صفة العلم وبين متعلقها تسمى في احد المعنيين حكما الصفة فيكون ايماننا بالاسماء الالهية هو وفق هذه الدرجات الثلاث ومحل هذه الدرجات اذا كان الاسم متعديا ان يكون اصل فعله متعديا فعلم الذي تقدم. واما اذا كان اصل فعله لازما فانه يقتصر على الدرجتين او الاوليين فمثلا من اسماء الله الحي فاذا طلبت فيه درجات الايمان وجدت ان الدرجة الاولى هو ايماننا بان من اسمائه اسم الحي ثم اذا طلبت الدرجة الثانية وجدت ان من صفاته سبحانه وتعالى صفة الحياة لكن حكم الصفة هنا لا يوجد لتعلق هذه الصفة بذاته فهذا الاسم يعد اسما لازما باعتبار فعله بخلاف اسم العليم فانه يتعدى الى مفعول في كلام العرب. ثم ذكر رحمه الله انه يدخل في ذلك اي في توحيد الاسماء والصفات علو الله على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته ومن الخبر الشائع عن الله عز وجل في تفسير صفاته ان يقال عند الخبر عنه على لوجه اللائق بجلاله بخلاف المخلوق فان المخلوق يكون الخبر عنه بما يناسب حاله فالخالق والمخلوق يقع بينهم اشتراك في اسم الصفة قال الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال تعالى في وصف الانسان انه كان سميعا بصيرا. فللإنسان سمع ولله سمع وللانسان بصر ولله سبحانه وتعالى بصره. لكن السمع والبصر المضافة لكن السمع والبصر المضافين الى الله يليقان ايش؟ بجلاله واما السمع والبصر المضافان الى الانسان فيناسبان حاله فيناسبان حالة لان لله كمالا وللمخلوق نقص يكون في حاله التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها. ثم ذكر رحمه الله انه يدخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية وحدها بقوله التي لا ينفك عنها اي يكون الله موصوفا بها قال كالسمع والبصر والعلم والعلو ثم قال والصفات الفعلية وقال في حدها المميز لها وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته كالكلام والخلقي والرزق والرحمة والاستواء فهي ترجع الى مشيئة الله سبحانه وتعالى واختياره. فهي ترجع الى مشيئة الله واختياره. فالصفات الذاتية لا تنفك عن الله بحال. واما الصفات الفعلية فهي تتعلق باختيار الله ومشيئته سبحانه وتعالى ثم قال في تفسير تعلقها بالاختيار والمنشية قال وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل وانه فعال لما يريد ويتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء لم يزل بالكلام موصوفا وبالرحمة والاحسان معروفا. هذا تفسير تعلقها بالمشيئة والاختيار. ثم قال ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود. وقوله منه بدأ فيها لغتان الاولى بدون همز منه بدا من البدو وهو الظهور. من البدو وهو الظهور والثانية منه بدأ بالهمز واحسن ما قيل فيها اي تكلم به حقيقة اي تكلم به حقيقة وكلاهما يرجعان الى معنى واحد فالذي يذكر البدو يريد به ابتداء التكلم فاللغة الاولى توفر الثاني واللغة الثانية تفسر الاولى ثم قال واليه يعود واحسن ما قيل في تفسيرها ان المراد بعوده رفع القرآن في اخر الزمان من السطور والصدور رفع القرآن في اخر الزمان من السطور والصدور فلا يبقى منه اية في مصحف ولا حرف في صدر فلا يبقى منه اية في مصحف ولا حرف في قادرين فان الله اذا قضى بقيام الساعة كان من علاماتها ان يسرى بالقرآن فيرفع من المصاحف ومن صدور الناس ثم قال وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفذ ولا يبيد اي لا ينقضي ولا ينتهي ومحل عدم انقضاء الكلام هو الكلام المتعلق بالامر القدري الكوني او الكلام المتعلق بالامر القدري الكوني واما الكلام المتعلق بالامر الشرعي الديني فانه انتهى الى اي كتاب الى القرآن الكريم. فانه انتهى الى القرآن الكريم. فلا ينزل بعد القرآن كتاب هو كلام الله عز وجل مما يتعلق بشرعه وامره الديني واما الكلام الذي يتعلق بامره القدرية الكوني فانما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ثم ذكر انه دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب وانه مع ذلك علي اعلى وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال لقربه لانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته. فالله سبحانه وتعالى يوصف بوصفان لا يتنافيان هما القرب والعلو يوصف بوصفين لا يتنافيان هما العلو و القرب فهو قريب في علوه فهو قريب في علوه عال في دنوه عال في دنوه سبحانه وتعالى قال ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من الاسماء والصفات والافعال واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري الى اخر ما ذكر. لان طريق علمنا بالاسماء والصفات الالهية والوحي فما اخبر به الله في كتابه او صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم في خبره عن ربه اسما او صفة او فعلا وجب علينا الايمان به على الوجه الذي يليق بعظمة الله بان يعتقد العبد ان الله لا يماثله احد في ذاته ولا يماثله احد في صفاته ثم قال ومن ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا لان العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح. فاذا جاء النقل باثبات شيء لله عز وجل من اسمائه وصفاته فان العقل المستقيم يقضي بثبوت هذا الكمال لله عز وجل ولهذا كان كانت دعوة الانبياء اتية بمحارات العقول لا بمحالاتها اي تأتي بما يحير العقول ويقطعها دون بلوغ كمال حقائقها كتحيل الانسان فيما لو اراد ان يطلع على صفات الله فانه لا يعقل من الحقائق شيئا وانما يعقل المعاني التي تعرفها العرب في لسانها اما حقائقها التي هي الكيفيات فان العقول تقصر عنها. لكن لا يأتي الانبياء بمحالات العقول اي بما تمنع العقول المستقيمة القويمة كونه خبرا صادقا عن الله سبحانه وتعالى. ثم قال ولا يتم توحيد الروبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله وان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله. فمن جملة ما يندرج في توحيد الربوبية اعتقادنا بان افعالنا مخلوقة فالافعال التي تصدر منها هي من خلق الله عز وجل وقد جعل الله عز وجل لنا فيها مشيئة واختيارا. فمن شاء اطاع ومن شاء عصى. وهذا مندرج في كمال توحيدنا بربوبيته سبحانه وتعالى. فلا يخرج شيء من افعالنا عن كونه مما يرجع الى تقدير الله عز وجل وانه كتب علينا ذلك. لكن تقدير الله عز وجل هذا علينا لم يجعلنا بمنزلة التي لا اختيار لها ولا مشيئة بل جعل الله عز وجل لنا مشيئة واختيارا هو تابع لمشيئة الله واختياره. قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فلنا مشيئة واختيار يستقل بها فيما نريد من افعالنا طاعة او معصية لكن تلك المشيئة لا تخرج عن كونها تقديرا لله سبحانه وتعالى وانها مندرجة في جملة توحيدنا اياه بالربوبية ثم قال ولا يتم توحيد العبد حتى يخلص العبد لله تعالى في ارادته واقواله وافعاله وحتى يدع الشرك الاكبر الى اخر ما ذكر فلا يتم توحيد احدنا في افراد الله عز وجل بالعبادة والالوهية حتى يكون على هذه الحال بان يخلص لله في ارادته واقواله وافعاله وتقدم ان الاخلاص شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله هو تصفية القلب من ارادة غير الله. فيخرج العبد من قلبه كل ارادة سوى ارادة الله سبحانه وتعالى قال وحتى يدع الشرك الاكبر المنافي للتوحيد ثم قال وكمال ذلك ان يدع الشرك الاصغر وتقدم ان الشرك باعتبار قدره له نوعان ان الشرك باعتباره له نوعان احدهما الشرك الاكبر والاخر الشرك الاصغر والفرق بينهما ان الشرك الاكبر يخرج به العبد من الاسلام ان الشرك الاكبر يخرج به العبد من الاسلام واما الشرك الاصغر فلا يخرج العبد به من الاسلام وحد رحمه الله الاول بقوله وهو ان يصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله تعالى فمثلا من انواع العبادة لله الدعاء قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم فعلم ان امره لنا يجعل هذا عبادة وقال تعالى فصل لربك وانحر فعلم ان الذبح هو عبادة لله عز وجل. فمن جعل شيئا من العبادات التي هي لله قربة لغيره. فدعا غير الله او وذبح لغير الله او استغاث بغير الله فانه يكون واقعا في الشرك الاكبر. واما الشرك الاصغر فحده بقوله وهو كل وسيلة قريبة يتوصل بها الى الشرك الاكبر. فجعل رحمه الله محل كون الشيء شرك كان اصغر اذا تعلق بالوسائل ولم يتعلق بالمقاصد اذا تعلق بالوسائل ولم يتعلق بالمقاصد. قال كالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك. وهذا مما قيل في بيان حقيقة الشرك الاصغر لكن المفرق بينه وبين الاكبر هو ان الاكبر يكون فيه جعل عبادة لغير الله فهذا يخرج به من الاسلام بالكلية. واما الشرك الاصغر فلا يتمحض فيه جعل العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. وان كما يكون فيه نوع وسيلة كالحلف بغير الله فهو نوع وسيلة الى تعظيم غير الله سبحانه وتعالى فان من يدين دين الاسلام انحلف بغير الله فانه لا ينزل حلفه بغير الله منزلة الله في تعظيمه وتأليه لكنه يكون وسيلة الى ذلك. فان حلف على اعتقادي ان هذا المحلوف به بمنزلة الله عز وجل بالعظمة والجلال والتصرف والقدرة كان هذا شركا اكبر لكن الاصل في الحالفين بغير الله ممن ينتسبون الى الاسلام انهم لا يريدون دون هذا المعنى فيكونون واقعين في الشرك الاصغر لا في الشرك الاكبر. ثم قال بعد ذلك والناس في التوحيد على درجات متفاوتة بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته. فالمرء يتقلب قدر ما في قلبه من التوحيد في اليوم والليلة فتارة يقوى الجذاب روحه الى الله وتوكله عليه وتعلقه به فيكون قلبه دائرا مع تعظيم الله واجداره ومحبته والخضوع له. وتارة يغفل فينقص حظه من الوثوق بالله والتفويظ اليه فالواحد من المنتسبين الى التوحيد ينقص توحيده ويزيد بحسب ما يوجد في قلبه من كمال الاقبال على الله عز وجل وكما يكون في المرء بالنظر الى نفسه يكون في احاد المنتسبين الى التوحيد فيتباينون في حظوظ ما لهم من توحيد الله سبحانه وتعالى ومدار الامر كما قال بحسب ما قاموا به من معرفة الله والقيام بعبوديته فمن معرفته بالله وتمت عبوديته لله عظم حظه من التوحيد. ومن ضعفت معرفته بالله وقصر في عبودية لله قل حظه من توحيد الله سبحانه وتعالى. ثم قال فاكملهم في هذا الباب من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله والاءه ومعانيها الثابتة في الكتاب والسنة وفهمها فهما صحيحا. قال فامتلأ قلبه من معرفة الله وتعظيمه واجلاله ومحبته والانابة اليه وانجذاب جميع دواعي قلبه الى الله تعالى متوجه اليه وحده لا شريك له ووقعت جميع حركاته وسكناته في كمال الايمان والاخلاص التام الذي لا يشوبه شيء من الاغراض فاسدة فاطمئن الى الله معرفة وانابة وفعلا وتركا وتكميلا لنفسه وتكميلا لغيره بالدعوة الى هذا الاصل العظيم. فامتلاء القلب فامتلاء القلب بهذه المعاني يبلغ العبد مرتبة الكمال في عبودية الله سبحانه وتعالى وبلوغ الغاية في توحيده. فاذا وقرت معرفة الله في قلب العبد وكمل وكمل تفويضه امره الى الله سبحانه وتعالى فلم تكن له استعانة الا بالله واستغاثة الا بالله ولا توكل الا على الله ولا دعاء الا لله ولا محبة الا لله وفي الله اذا ارتسم قلبه هذه المعاني صار في الحال التي ذكرها في قوله فاكملوا فاكملهم في هذا الباب من عرف من تفاصيل اسماء الله وصفاته وافعاله الى اخر ما ذكر. واذا عقلت هذا المعنى عرفت ان ما يكرر علينا من ايات القرآن المتعلقة بتوحيده او مما مجالس تعليم التوحيد لا يزال احدنا محتاجا اليها حتى يموت لانه يتذكر فيها تقرير هذا المعنى في قلبه. وان الغاية التي خلقه الله عز وجل لها هو توحيده سبحانه وتعالى وقد يغفل احدنا اذا عافس الدنيا وخالطها وصار بين تقلبات احوالها ربما ذبلت زهرة التوحيد في قلبه. فمما يقوي نبتة التوحيد في قلبه ويبرز ثمارها دوام تكرار معاني التوحيد. وكل واحد منا يقرأ واقرأ في كل صلاة اعظم سورة في توحيد الله عز وجل وهي سورة الفاتحة. فكلما نظر في معانيها التوحيدية له في كل قراءة يقرأها من وثوق التوحيد في قلبه ما يفقده في مقام اخر. ولذلك ختم المصنف رحمه الله تعالى كلامه بدعاء لطيف مناسب لمقام فقال فنسأل الله من فضله وكرمه ان يتفضل علينا بذلك لان الحالة التي ذكرها ادت به الى شهود هذا المعنى وانه قد يخفى احيانا في قلوبنا ولذلك فان مما يبقاه قويا في نفوس دوام دعاء الله سبحانه وتعالى به. فينبغي ان يديم الانسان دعاء ربه عز وجل ان يحييه على التوحيد وان يميته على توحيد وان يحرص على ان يضيء في قلبه نور التوحيد بين الفينة والفينة بما يجدد له توحيده. توحيده ولهذا جاء في بعض الاثار ان التوحيد ليبلى فجددوه في قلوبكم ان الايمان ليبلى فتجددوه في قلوبكم فقالوا كيف وقال صلى الله عليه وسلم قولوا لا اله الا الله. والمعنى بقولها تجديد الاعتقاد الجازم بها. بان يعلم العبد ان حقيقة صلته بالله هو اعتقاد انه لا اله الا الله. فاذا وقر معنى كونه معتقدا ان المعبود الحق هو الله سبحانه وتعالى لم يرى احدا من الخلق شيئا. فالموحد انما يلاحظ بعين بصره وبصيرته الله سبحانه وتعالى فاعلموا ان رزقه من الله وحياته من الله وقوته من الله وصحته من الله وذريته من الله فليس ينظر الى الخلق بشيء لانه يعلم ان هؤلاء مهما بلغت احوالهم فانهم اسباب ان شاء الله امضاها واي شيء لم يشأ الله سبحانه وتعالى لم يمضيها فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يملأ قلوبنا جميعا بتوحيده وان يحيينا على التوحيد وان يميتنا على التوحيد احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى الاصل الثاني الايمان بالنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا. وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وارساله وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه. وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقهم وصحة ما جاءوا به وانهم اكملوا الخلق علما وعملا واصدقهم او ابرهم اكملهم اخلاقا واعمالا. وان الله خصهم بخصائص واذا لا يلحق فيها احد وان الله برأهم من كل خلق رديد. وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغهم الا الحق والصواب وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوا وبكل ما اوتوه من الله ومحبتهم وتعظيمهم وان هذه الامور وان هذه الامور ثابتة للنبي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه. وانه يجب معرفة جميع ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا. والايمان بذلك هو التزام طاعته بكل شيء بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه. ومن ذلك انه خاتم النبيين وقد قد نسخت شريعته جميع الشرائع. وان نبوته وشريعة وباقية الى قيام الساعة فلا نبي بعده ولا شريعة غير شريعته باصول الدين وفروعه. ويدخل في الايمان بالرشد الايمان بالكتب فالايمان بمحمد صلى الله وعليه وسلم يقتضي الايمان بكل ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها. فلا يتم الايمان به الا بذلك. وكل من كان اعظم علما بذلك وتصديقا واعترافا وعملا كان اكمل ايمانا والايمان بالملائكة والقدر داخل في هذه في هذا الاصل العظيم. ومن تمام الايمان به ان يعلم ان ما جاء به حق لا يمكن ان يقوم دليل عقدي او وحسي على خلافه كما لا يقوم دليل نقدي على خلافه فالامور العقلية او الحسية النافعة تجد الدلالة في الكتاب وسنة مثبتة حافة على تعلمها وعملها. وغير النافع من المذكورات ليس فيها ما ينفي وجودها. وان كان الدليل الشرعي ينهى ويذم الامور الضارة منها ويدخل بالايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بل وسائر الرسل ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاصل الثاني من الاصول الخمسة المذكورة في هذا المختصر فقال الاصل الثاني الايمان بنبوة جميع الانبياء عموما ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا ثم شرع يفسر المراد بهذا الاصل فقال وهذا الاصل مبناه على ان يعتقد ويؤمن بان جميع الانبياء قد اختصهم الله بوحيه وارساله. وجعلهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه ودينه فالنبوة ثبتت لهم بوحي من الله عز وجل وهذا معنى قوله قد اختصهم الله بوحيه وارساله والمراد من تلك النبوة جعل اولئك وسائط بين الله وبين خلقه. وهذه الواسطة متعلقها شيء واحد وهو التبليغ. فهم يبلغون عن الله سبحانه وتعالى امره الشرعية ودينه. ثم ذكر ان الله عز وجل ابرز صدق اولئك الانبياء بما ايدهم به فقال وان الله ايدهم بالبراهين الدالة على صدقهم وصحتهم ما جاءوا به اي جعل لهم من الاعلام الدالة على نبوتهم ما يتميز به تذقهم وانهم لا يقولون على الله الا الحق. قال وانهم اكمل الخلق علما وعملا واصدقهم وابرهم واكملهم اخلاقا واعمالا فجعل الله عز وجل لهم من كمالات الاحوال ما ليس لغيرهم. ثم قال وان الله خصهم بخصائص فضائل لا يلحقهم فيها احد وان الله برأهم من كل خلق رذير فلهم من كمالات الحال كما تقدم من الخصائص الفضائل ما لا يشاركهم فيه احد وهم مبرؤون من كل خلق ردين منزهون عنه ثم قال وانهم معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى اي محفوظون في البلاغ عن الله عز وجل فلا يكون في بلاغهم عنه ما ليس حقا فكل ما يبلغه نبي عن الله عز وجل فهو حق امره الله عز وجل بتبليغه. قال وانه لا يستقر في خبرهم وتبليغه الا الحق والصواب ثم قال وانه يجب الايمان بهم وبكل ما اوتوه من الله ومحبتهم وتعظيمهم. فالواجب على العبد في ان يؤمن بان الله بعث الينا انبياء وانما جاءوا به من الله عز وجل هو حق وصدق. وانه يجب علينا ان نحبهم ونعظمه ثم قال وان هذه الامور ثابتة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم على اكمل الوجوه. لانه هو النبي الذي ارسل الينا من انبياء الله ورسله. فشهود هذه المعاني في حقه بالنسبة لنا او لا من غيره. فنحن ارسل الينا هذا الرسول وامرنا ان نؤمن به وان نحبه وان نعظمه فما له صلى الله عليه وسلم على امته من الحق فوق عليهم بالنسبة لغيره من الانبياء لاختصاصهم به. قال وانه يجب معرفة ما جاء به من الشرع جملة وتفصيلا بذلك والتزام طاعته في كل شيء بتصديق خبره وامتثال امره واجتناب نهيه لان المذكور هو مما في جملة التصديق بنبوته. فاذا صدقنا بكونه صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا بعثه الله عز وجل الينا علينا ان نعرف جميع ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الشرع جملة وتفصيلا وان نؤمن بذلك وان نلتزم طاعته وان نصدق خبر ونمتثل امره ونجتنب نهيه والمعرفة التي تتعلق بالخلق مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نوعان والمعرفة التي تتعلق بالخلق مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما المعرفة الاجمالية المعرفة الاجمالية وهي معرفة اصول ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معرفة اصول ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. مما لا يصح اسلام العبد الا به مما لا يصح اسلام العبد الا به والاخر المعرفة التفصيلية وهي معرفة تفصيل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وهي معرفة تفاصيل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فالمعرفة الاولى تتعلق بالخلق جميعا المعرفة الاولى تتعلق بالخلق جميعا والمعرفة الثانية تتعلق بمن قام فيه سبب يقتضيها والمعرفة الثانية تتعلق بمن قام فيه سبب يقتضيها كالحكم والقضاء والعلم والافتاء والتدريس فمن يكون قد قام به شيء من هذه الاسباب فما يجب عليه من تفصيل من معرفة تفصيل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو فوق ما يكون على عموم الخلق. فعموم الخلق يكفيهم معرفة اصول ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من توحيد الله وعبادته واركان الاسلام الكلية وغير ذلك من جوامع الدين واما افراد من الخلق فتكون عليهم تلك المعرفة على وجه التفصيل واجبة فالقاضي لا يجوز له ان يقضي وهو لا يعلم ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من احكام القضاء. وكذا المفتي او الحاكم او المعلم او غير ذلك ممن يبين شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فانه يتعلق بذمته وجوب معرفة ما تعلق بها تفصيلا لا اجمالا ثم قال ويدخل في الايمان بالرسل الايمان بالكتب لان الكتب هي كلام الله الذي انزله على هي كلام الله الذي انزله على رسله. فلا ينزل كتاب على غير نبي فصار الايمان بالكتب تابعا للايمان بالانبياء والرسل كما قال المصنف فالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الايمان ما جاء به من الكتاب والسنة الفاظها ومعانيها فلا يتم الايمان به الا بذلك لان كل ما يرجع بالكتاب والسنة هو وحي من الله عز وجل. فيجب علينا ان نؤمن بالوحي الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم اما تبليغا لكلام الله عز وجل او بيانا منه صلى الله عليه وسلم في كلامه. قال وكل من كان اعظم علما بذلك وتشفيطا واعترافا عملا كان اكمل ايمانا فمن عظمت معرفته بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كمل ايمانه. ولهذا جعل للعلم من الفضل ما ليس لغيره. ففظيلة العلم ترجع الى كون العلم يطلع العبد على ما جاء به النبي صلى الله او عليه وسلم فاذا كملت معرفته به مع عمله طار بعد النبي صلى الله عليه وسلم مقاما في هذه الامة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال العلماء ورثة الانبياء فهم صاروا بمنزلة الوارث للانبياء لانهم اجتهدوا في معرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فصار لهم من المقام الحميد في المسلمين ما ليس لغيرهم. ثم قال والايمان بالملائكة والقدر داخل في هذا الاصل. اي داخل في التصديق الانبياء لان الملائكة هم رسل الله الى اولئك الانبياء ورأسهم جبريل عليه الصلاة والسلام. ثم سائر الملائكة تبع لجبريل عليه الصلاة والسلام. فالمصدق بالملك الذي ينزل على الانبياء يتبع تصديقه هذا تصديقه بان لله عز وجل خلقا من خلقه هم الملائكة جعل الله عز وجل لهم احوالا واحكاما. قال والقدر فيندرج في الايمان بالانبياء والرسل الايمان بالقدر لانهم يخبرون عن امر الله سبحانه وتعالى الكوني القدري فان خبر الانبياء عن الله تارة الى الكون والقدر والقضاء وتارة يرجع الى الشرع والدين الامر الشرعي. ثم قال ومن تمام به ان يعلم ان ما جاء به حق اي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق لا ان يقوم دليل عقلي او حسي على خلافه كما لا يقوم دليل نقلي على خلافه. فالامور العقلية او الحسية النافعة تجد دلالة الكتاب والسنة مثبتة لها حاسة على تعلمها وغير النافع من المذكورات ليس فيها ما ينفي وجودها وان كان الدليل الشرعي ينهي ينهى ويذم الامور الضارة. فكل شيء هو من جملة الحق النافع فان اصله يوجد في دلائل القرآن والسنة ولا يمكن ان يوجد شيء هو من جملة الحق لا يكون راجعا الى الشرع. فكل ما ينفع الناس في مصالح دينهم ودنياهم هو مما الرسول صلى الله عليه وسلم اما اجمالا او تفصيلا لكن الناس يتباينون في معرفة الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم على قدر ما لهم من العلم الذي على الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان يقوم دليل حسي او عقلي على ان شيئا مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ليس حقا فليس شيء جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الا وهو حق لان الذي جاء به مبناه الوحي والوحي محفوظ لا يدخله الخطأ. فمهما خيل للمرء ان شيئا من الاشياء لا يكون موافقا للحق فمن المجزوم به المؤمنين ان قوله باطل خطأ. وقد مضى في برهة من الزمن المتقدم ان بعض الناس تكلموا في حديث الذبابة وهو قوله صلى الله عليه وسلم اذا وقع الذباب في اناء احدكم فليغمسه ثم لينزعه فانه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ثم بعد خمس عشرة سنة ظهرت بعض الدراسات الطبية التي تصدق هذا الحديث فاولئك المتشككون لا عبرة بشكهم كما ان اولئك المصدرون تلك الدراسات نحن لسنا بحاجة اليها فان المؤمنين يؤمنون بان كل لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم هو حق على حقيقته. وصدق لا يدخله كذب. فالواجب على العبد ان يسلم ولذلك لا يثبت الاسلام الا بالاستسلام. وما سمي الدين اسلاما الا لما فيه من الاستسلام. فالواجب على عبدي ان يوطن نفسه على الاستسلام لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه قال رافع بن خديج نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء كان لنا نافعا وهو مخابرة الاراضي المساقاة والمزارعة قال نهانا عن شيء نهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء كان لنا نافعا وطواعية الله ورسوله انفع لنا هذا الايمان قال طواعية الله ورسوله انفع لنا مهما بدأ لنا ان هذا الشيء نافع ومنعنا منه فان طواعية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم انفع للخلق وعلى قدر ما يكون في قلوب الناس افرادا وجماعات من التسليم والاتباع لامر الله وامر رسوله صلى الله عليه فلم تستقيموا لهم احوالهم وعلى قدر ما يكون في قلوبهم من المنازعة تتخلف عنهم احوال الكمالات ثم ذكر انه يدخل في الايمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بل وسائل الرسل اصل اخر هو الاصل المذكور فيما نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الاصل الثالث الايمان باليوم الاخر. فكل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر كاحوال البرزخ واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب والشفاعة والميزان والصحف المأخوذة باليمين والشمال صراط واحوال الجنة والنار واحوال اهلها وانواع ما اعد الله في غير اهلها اجمالا وتفصيلا. فكل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر. ذكر المصنف رحمه الله الاصل الثالث من اصول كتابه وهو الايمان باليوم الاخر. ثم اشار الى ضبطه بقوله كل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت فانه من الايمان باليوم الاخر فاليوم الاخر فاليوم الاخر اسم لكل ما يكون بعد الموت فاليوم الاخر اسم لكل ما يكون بعد الموت ومنه ما يكون شيء ومنه ما يكون مختصا باحد كسؤاله في قبره كسؤاله في قبره فيسأل كل واحد في قبره ومنه ما يشترك فيه الخلق جميعا كبعثهم من قبورهم ثم محاسبتهم وجزائهم. وذكر رحمه الله تعالى انواعا مختلفة مما يرجع اليه قال كاحوال البرزخ واحوال يوم القيامة وما فيها من الحساب والثواب والعقاب ثم قال كل ذلك داخل في الايمان باليوم الاخر. لاندراجه فيما يكون بعد الموت وطريق العلم بتفاصيل اليوم الاخر مقصور على خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم. لانه غيب محجوب عنا فلا وصول الى العلم بذلك الغيب الا بطريق الوحي الصادق. فما اخبر عنه الله في كتابه او اخبر عنه صلى الله عليه وسلم في سنته من تفاصيل اليوم الاخر وجب علينا ان نؤمن به. وما لم يرد في الكتاب ولا في السنة فلا يتعلق بنا ايمان به بل يرد على قائده كائنا من كان لان علم اليوم الاخر غيب لا يطلع عليه الا لا بوحي صادق مما جاء في كلام الله او في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم الله اليكم قال رحمه الله تعالى الاصل الرابع مسألة الايمان فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة من ان الايمان هو تصديق المتضمن لاعمال الجوارح فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من الايمان ان من اكمل وان من اكملها ظاهرا وباطنا وان من اكملها وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان من انتقص شيئا منها فقد انتقص ايمانه وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم بحسب مقاماتهم من الدين والايمان. وانه يزيد وينقصه فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله. ويرتبون على هذا الاصل ان الناس ثلاثة اقسام. منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا ومنهم من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى. ومنهم من فيه ايمان وكفر او ايمان ونفاق او خير وشر وفيه من ولاية من ولاية من ولاية الله واستحقاقه لكرامته بحسب ما معه من الايمان. وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيع او من الايمان ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر. تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من الاسلام ولا يخلد في نار جهنم ولا يطلقون عليه الكفر كما تقول الخوارج او ينفون عنه الايمان كما تقول المعتزلا بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته فمعه مطلق الايمان واما الايمان المطلق فينفى عنه. وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبل وان التوبة تجب ما قبلها وان من ارتد ومات على ذلك فقد حبط عمله. ومن تاب تاب الله عليه. ويرتبون ايضا على هذا الاصل صحة الاستثناء في بالايمان فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله لانه يرجو من الله تعالى تكميل ايمانه فيستثني لذلك ويرجو الثبات على ذلك الى ما مات فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله مقدار تابع للايمان. وجودا وعدما وتكميلا ونقصا ثم يتبع ذلك الولاية الولاية ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة ولهذا من الايمان الحب في الله والبغض لله والولاية لله والعداوة لله ويترتب على الايمان انه يحب لاخيه ما يحب لنفسه ولا يتم الايمان الا به. ويترتب على ذلك ايضا محبة اجتماع المؤمنين والحث على التآلف بعدم التقاطع ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد الايمان ولا يرون المسائل التي لا تصل الى الكفر او بدعة موجبة للتفرق. ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم وان لهم من الفضل والسوابق والمناقب ما فضلوا به على سائر الامة. ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم ويمسكون ويمسكون عما شجر بينهم وانهم اولى امتي بكل خصلة حميدة. واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر. ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها ودنياها ويدفع عنها عالية المعتدين ولا تتم الا بطاعته في غير معصية الله تعالى ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد او وان باللسان وان فمن قلب. على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية. وبالجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين ومن تمام هذا الاصل ذكر المصنف رحمه الله الاخلى الرابعة من الاصول الخمسة الكبار في عقيدة اهل السنة والجماعة وهو مسألة الايمان فقال فاهل السنة يعتقدون ما جاء به الكتاب والسنة اي في هذه المسألة من ان الايمان هو تصديق القلب المتضمن لاعمال الجوارح فيقولون الايمان اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح واقوال اللسان وانها كلها من الايمان فيرون حقيقة الايمان مقسومة على ثلاثة اركان. فيرون حقيقة الايمان مقسومة على ثلاثة اركان اولها القلب وثانيها اللسان وثالثها الجوارح وثالثها الجوارح ويجعلون مدار الايمان على القول والعمل ويجعلون مدار الايمان على القول والعمل فيقولون الايمان قول وعمل. فيقولون الايمان قول وعمل وينتج من هذا حال تعلقه بتلك الاجزاء الثلاثة وينفذ من هذا حال تعلقه بتلك الاجزاء الثلاثة ان الايمان يقوم على خمسة امور ان الايمان يقوم على خمسة امور اولها قول القلب اولها قول القلب وهو اعتقاده وتصديقه قول القلب وهو اعتقاده وتصديقه وثانيها عمل القلب وهو حركته وارادته وهو حركته وارادته وثالثها قول اللسان قول اللسان وهو اقراره بالشهادتين وهو اقراره بالشهادتين ورابعها عمل اللسان وهو ما لا يؤدى من العمل به كقراءة القرآن وهو ما لا يؤدى من العمل الا به كقراءة القرآن وخامسها عمل الجوارح من الفعل والترك عمل الجوارح من الفعل والترك فالايمان مقسوم على هذه الموارد الخمسة. فاولها قول القلب وهو كما تقدم تصديقه واعتقاده كايماننا بالملائكة فايماننا بالملائكة من جملة ما يندرج في قول القلب ومن جملته ايضا عمل القلب وهو كما قال حركته وارادته. اي توجه القلب الى معنى من المعاني فمثلا التوكل هو من عمل القلب لان حقيقة التوكل هو اظهار العبد عجزه لله وتفويظه امره اليه وهذا العدل والتفويض يكون فيه حركة للقلب فيكون عملا للقلب واما المولد الثالث فهو قول اللسان فحقيقته نطقه بالشهادتين بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله واما المورد الرابع فهو ما لا يؤدى من العمل الا باللسان كقراءة القرآن والدعاء والذكر فهذه اعمال لسانية ثم الخامس هو ما يرجع الى الجوارح من فعل او ترك كاداء الصلاة وترك الربا والزنا فهذا مما يرجع الى عمل الجوارح. فالايمان مقسوم على هذه الموارد. قال وان من اكملها ظاهرا وباطنا فقد اكمل الايمان. فمن استكمل ما يتعلق بهذه الموارد لاستكمل الايمان. ومن انتقص شيئا منها فقد نقص من ايمانه قال وهذه الامور بضع وسبعون شعبة اي تلك الامور التي يتألف منها الايمان هي بضع هنا شعبة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الايمان بضع وسبعون شعبة ومراده بيان خصاله واجزمه التي يتألف منها بيان خصاله واجزائه التي يتألف منها. فشعب الايمان خصاله واجزاءه. فشعب الايمان خصاله واجزاؤه. ووقع في حديث ابي هريرة عدها بلفظ بضع وسبعون عند مسلم. وعند البخاري الايمان بضع وستون والمحفوظ لفظ البخاري ان الايمان بضع وستون شعبة اي خصلة وجاء في حديث ابي هريرة عند مسلم زيادة هي المذكورة في قوله اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق حياء شعبة من الايمان فشعب الايمان متفاوتة في المراتب فمنها من له درجة العلو فيها كقول لا اله الا الله ومنها من يقصر عن تلك المرتبة العالية كاماطة الاذى اي ازالة الاذى وتحويله عن الطريق. ثم قال ويرتبون على هذا الاصل ان الناس في الايمان درجات. اي متفاوتون. قال مقربون واصحاب يمين وظالمون لانفسهم. وموجب تباين مراتبهم هو المذكور في قوله بحسب مقاماتهم من الدين والايمان فعلى قدر ما يكون للعبد من التحقق بمقامات الدين والايمان تكون درجته فاما ان يكون مقربا واما ان يكون من اصحاب اليمين واما ان يكون ظالما لنفسه بقدر ما يقيم ويهمل من مقامات الدين والايمان. ثم قال وانه يعني الايمان يزيد وينقص اي يقوى ويضعف فمن فعل محرما او ترك واجبا نقص ايمانه الواجب ما لم يتب الى الله كما ان من ترك محرما وفعل واجبا يزيد ايمانه. فيجد احدنا في نفسه قوة ايمانه اذا صلى فرضه في مسجده فان صلى فرضه في بيته وجد نقصه فان فاته الوقت ولم يصلي فرضه في وقته وجد من نقص حاله في الايمان ما يميز به نفسه وهو على قدر ما يكون في قلبه من قوة الايمان يحصل له تمييز هذه الاحوال فالذي يكمل نفسه بالطاعات اذا وقع منه شيء يسير وجد اثره في نفسه وفي اهله والامر كما ذكر في اخبار ابي عثمان النيسابوري انه خرج الى يوم الجمعة مبكرا فانقطع شسع نعله تسع نعل يعني الحبل الواصل بين الاصبع الكبير وسائر الاصابع في الحذاء فقال اعلم من اين اوتيت؟ يعني انا اعرف ليش انقطع نعليه؟ قال ذلك اني لم اغتسل ليوم الجمعة يعني وجد انه ترك شعبة من شعب الايمان وهي الاغتسال بيوم الجمعة كما تقدم معنا حديث ابي سعيد الخدري غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم فالذي يتدين لله متعبدا بالمبادرة الى غسل يوم الجمعة يجد له اثرا في ايمانه. فاذا كان محافظا على شرائع الدين بهذه المنزلة ففقد شيئا منها انسه وان لم يكن كذلك ربما وقع في اشياء يهتك بها حرمات الله ولا يؤنس فيها اثرا في ايمانه وذلك لشدة ضعف ايمانه. فالمتفطن لايمانه الحافظ له يجد نقصا اذا شيء يسير واما المتهتك فيه غير المبالي به فانه ربما فاتته امور عظيمة فلا يجد في نفسه اثرا هذا ورسول شر ينبغي ان يتنبه له العبد وان يتقي الله سبحانه وتعالى في حفظ ايمانه. ومن صدق الله سبحانه وتعالى في في حفظ ايمانه اعانه الله عز وجل على حفظ دينه وتقواه فلم يزل يزدد من مراتب الايمان حتى يكمله الله سبحانه وتعالى ببلوغ مراتبها العالية في الدنيا ثم يجعل الله عز وجل له من المقامات العالية في الجنة ما لا يكون لغيره من اهل الايمان ثم قال ويرتبون على هذا الاصل يعني معرفة الايمان ان الناس ثلاثة اقسام منهم من قام بحقوق الايمان كلها فهو المؤمن حقا. ومنهم من تركها كلها فهذا كافر بالله تعالى. ومنهم من فيه ايمان كفر او ايمان ونفاق او خير وشر. فيجتمع فيه سبب ايمان وسبب كفران وسبب ايمان وسبب انفاق وسبب خير وسببه شذ الا ان ما يذكر فيه من اسباب من اسباب الكفر او النفاق او الشر لا تخرجه من الاسلام فهو باق على اسلامه ولذلك اثبت له حال ذلك ما يوجد له من الايمان او ما يوجد له من الخير. قال ففيه من ولاية الله واستحقاقه لكرامته فيه من محبة الله واستحقاقه لكرامته بحسب بحسب ما معه من الايمان وفيه من عداوة الله واستحقاقه لعقوبة الله بحسب ما ضيعه من الايمان. فيجتمع فيه كمال ونقص كحال من يأكل الربا وهو يحافظ على الصلوات الخمس فهذا فيه معصية عظيمة وكبيرة من كبائر الذنوب وهي اكل الربا وفيه سبب عظيم من اسباب الايمان وهي الصلوات الخمس فيجتمع فيجتمع فيه سبب ايمان وسبب كفران ويكون فيه سبب ايمانه الكفران بمعنى الكفر الاصغر ويكون فيه من كمال الحال اذا صلى ما لا يجده في حاله اذا راب. فتكون فيها اسباب متنوعة فيكون فيه سبب محبة وسبب بغض. قال ويرتبون على هذا الاصل وهو وجود هذا هذه المعاني من اجتماع الايمان والكفران والايمان والنفاق والخير والشر والمعصية والطاعة. قال ويرتبون على هذا الاصل العظيم ان كبائر الذنوب وصغائرها التي لا تصل بصاحبها الى الكفر تنقص ايمان العبد من غير ان تخرجه من دائرة الاسلام ولا يخلد في نار جهنم. فيكون المواقع للمعاصي والذنوب كبائرها وصغائرها منقصا للايمان لكن لا يخرج به العبد من الاسلام فهذا الذي تقدم ذكر حاله من كونه يأكل الربا يبقى عليه اسم الايمان لكنه في نقسم لما يأكله مما حرمه الله عز وجل. قال ولا يطلقون عليه الكفر اي بسبب مواقعة الذنوب ولو كانت كبائر. اي لا يطلقون عليه اثم الكفر بسبب الذنوب ولو كان الكبائر كما تقول الخوارج او ينفون عنه الايمان كما تقول المعتزلة فان الخوارج والمعتزلة يجعلون فاعل الكبيرة عند الاولين كافرا في الدنيا والاخرة فالخوارج اذا رأوا المرابي او الزاني جعلوه كافرا بهذه الكبيرة. واما المعتزلة فانهم يجعلونه في الدنيا خارجا عن الايمان غير داخل في الكفر ولكنهم في الاخرة يحكمون بكفره وانه مخلد في النار. والحالة التي جعلوها عليه سموها المنزلة بين المنزلتين. فهو ليس في منزلة الايمان ولا في منزلة الكفران. فهو اخرج من دائرة الامام فلا عندهم بالمؤمنين لكنه لا يعد عندهم في الكافرين هذا في الدنيا واما في الاخرة فهم يوافقون الخوارج في كونه خالدا في نار جهنم. واما اهل السنة فالامر كما قال رحمه الله تعالى لا يطلقون عليه الكفر. اي لاجل كبيرته. قال بل يقولون هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. فمعه سبب ايمان وهو الطاعة. ومعه سبب فسق وهو الكبيرة قال فمعه مطلق الايمان اي مسمى الايمان اي مسمى الايمان وحقيقته. واما الايمان المطلق اي الكامل فينفى عنه. واما الايمان المطبق اي الكامل فينفع عنه. فالمراد والزاني لا يصح بان يقال انه مؤمن كامل الايمان كما لا يقال انه كافر بين الكفران. لكن يقال هو مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته. او يقال هو مسلم ليس بمؤمن. اي لا يبلغ مرتبة الايمان المطلق الكامل حتى يستحق اسم الايمان لكنه يبقى في دائرة المسلمين. قال وبهذه الاصول يحصل الايمان بجميع نصوص الكتاب والسنة. قال ويترتب على هذا الاصل ان الاسلام يجب ما قبله. وان التوبة تجب ما قبلها. والمقصود بالجب الهدم والازالة والمقصود بالجب الهدم والازالة فاذا اسلم العبد او تاب هدم اسلامه وتوبته ما تقدم منه من ذنوب ومعاصي ولو كانت كفرا. قال وان من ارتد ومات على ذلك اي على الكفر قد حبط عمله فاذا مات العبد على الكفر والشرك فان عمله الذي عمله مهما بلغ من النفقة والاحسان فانه يحبط ولا يكتب له به اجر. قال ومن تاب تاب الله عليه اذا اي اذا تاب العبد مهما فعل من الافعال من كفر او فاقد او معصية فان الله سبحانه وتعالى يتوب عليه قال ويرتبون ايضا على هذا الاصل اي في معرفة الايمان صحة الاستثناء في الايمان وفسره بقوله فيصح ان يقول انا مؤمن ان شاء الله. فالاستثناء في الايمان هو تعليق الايمان بالمشيئة. فالاستثناء في الايمان هو تعليق الايمان بالمشيئة وله مواقع من المنعي والجواز ومما واقعه في الجواز ما ذكره بقوله انه يرجو من الله تعالى تكميل ايمانه فيستثني لذلك فهو لا يجزم بانه اذا سئل عن ايمانه انه بلغ الايمان الكامل. فاذا قيل له انت مؤمن مؤمن قال انا مؤمن ان شاء الله يعني ارجو ان اكون محققا الايمان لكنه لا يقطع بانه قد بلغ كماله. قال وينجو الثبات على ذلك الى الممات اي يسأل الله عز وجل باستثنائه ان يحفظ الله عز وجل عليه ايمانه حتى يلقى الله سبحانه وتعالى. قال فيستثني من غير شك منه بحصول اصل الايمان فالقائلون من المؤمنين انا مؤمن ان شاء الله عند اهل السنة لا يريدون بذلك انهم يشكون في ايمانهم فليس المراد بتعليقه وجود الشك وانما من معانيه الصحيحة ما ذكره رحمه الله بان احدهم اذا اخبر بذلك انما لا يجزم لنفسه بتكميل ويرجو من الله عز وجل ان يثبته عليه حتى يلقاه. قال ويرتبون ايضا على هذا الاصل ان الحب والبغض اصله ومقداره تابع للايمان وجودا وعدما وتكميلا ونقصا فهو يحب احدا من المسلمين لقوة ايمانه ويبغض احدا من المسلمين لما يخالفه من المعاصي والسيئات فمدار المحبة والبغض على وجود معاني الايمان فيه وهي الطاعات او على عدم وجود تلك المعاني وهو ما يقترفه من الذنوب والمعاصي قال ثم يتبع ذلك الولاية والعداوة اي المحبة والنصرة مع المنافرة والمفارقة. قال ولهذا من الايمان الحب في الله والبغض لله والولاية لله والعداوة لله. فمدار ما يبذله من حبه وبغضه وولائكه وعدابه دعوته يجب ان تقع وفق ما يحبه الله من انه يعلقها بالتزام العبد امر الله فاذا كان مؤمنا هب واذا كان ولو كان بعيدا واذا كان فاسقا ابغضه ولو كان قريبا. لان اعظم تحقق الايمان في القلب ان يجعل العبد معياره في معاملة الناس وموافقتهم لامر الله سبحانه وتعالى. قال ويترتب على الايمان ان يحب لاخيه فيه ما يحب لنفسه ولا يتم الايمان الا به. يعني لا يكمل ايمان احدنا حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. فمن كمال الايمان محبة العبد لاخيه المسلم ما يحبه لنفسه من الخير وهذا مما يبين لك ان مدار الامن ان مدار الامر عند المسلمين في هذا الدين هو بحسب ما ما يكون عند الناس من الخير فهو من محبته الخير للناس اذا احب شيئا لنفسه احبه للناس وجعل هذا من الايمان كما قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. اي لا يكمل ايمان احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. قال ويترتب على ذلك محبة اجتماع المؤمنين. والحث على التآلف والتحابب وعدم التقاطع فمما يترتب على حقيقة الايمان الصادق ان المؤمن يحب اجتماع المؤمنين ويحث على الالفة بينهم ويحبب بعضهم لبعض وينفرهم ويحذرهم من اسباب المصارمة والقطيعة. لان حقيقة كونه منتسبا الى الايمان ان يحب ظهور هذا الايمان فيهم ويكون ظهورهم باجتماعهم لا بافتراضهم وباتلافهم لا بابتعادهم وبنشوء اسباب اسباب المحبة بينهم لا ببذل اسباب الفرقة فيهم. قال ويبرأ اهل السنة والجماعة من التعصبات والتفرق والتباغض لان هذا يخالف ما امروا به من المحبة للمؤمنين. فان ديوع اسباب البغض والفرقة والتعصب والتحيز بعضهم عن بعض مما يخصم عروة الايمان بينهم في جعل محبة بعضهم لبعضهم دائرة على الايمان. فينشأ بينهم انه يحبه لعصبيته. او يحبه لفرقته او يحبه لطريقته فيكون الحامل له على المحبة هو ذلك الامر. كما انه يكون الحامل له على بغضه انه ليس على طريق اوليس على جماعته او ليس على حزبه. واما اهل الايمان الصادق فهم يرون ان الواجب على المؤمنين ان يجتمعوا ولهذا صار من اصولهم كما ذكر رحمه الله تعالى لزوم الجماعة كما قال ويرون ان هذه القاعدة من اهم قواعد ايمان اي وجود الالفة والاجتماع التي هي حقيقة لزوم الجماعة. ولا يرون الاختلاف في المسائل التي لا تصل الى كفر او بدعة موجبة للتفرق فهم لا ينظرون الى المسائل التي تختلف فيها انظار الناس بنظر واحد بل ينظرون الى ركبة تلك المسألة فان كانت تلك المسألة كفرا او بدعة موجبة للتفرق فحين اذ يبرؤون الى الله منها ومن اهلها. واما ان لم تكن كذلك فانهم لا عليها المنافرة والمفارقة كما قال ابن تيمية الحفيد في العقيدة الواسطية قال ولهذا لا يضلل من فضل عثمان عليا على عثمان وانما يضلل من خالف في مسألة الخلافة يعني من اعتقد ان عليا اولى بالخلافة من عثمان هذا يضلل لكن الذي يرى ان عليا له من الفضائل ما ليس لعثمان فهذا لا يضلل. فمن اهل العلم من يرى ان لعلي من الفضائل ما ليس لعثمان رضي الله عنه ثم اجتمع امر اهل السنة على تقديم عثمان ايضا في الفضل على علي. والمقصود ان المسائل ليست على رتبة واحدة فقط تكون المسألة لها عند قوم دليل وغيرها عند قوم اخرين لا دليل كما ذكرنا في مسألة رفع اليدين فالذين لا يرفعون اليدين في صلاتهم الا في موضع وحدهم الحنفية في في التكبيرة الاولى عندهم دليل وكذلك غيرهم عندهم دليل فاذا نزع هؤلاء واولئك الى دليل معتد به في رتبته الشرعية لم يكن ذلك موجبا للتفرق والاختلاف وان رجح هذا هذا ورجح ذاك قال ويترتب على الايمان محبة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بحسب مراتبهم وعملهم وان لهم من الفضل السوابق والمناقب بما فضلوا به عن سائر الامة. لان هؤلاء هم رؤوس اهل الايمان في هذه الامة. فمن صدق الايمان محبة مقدميهم وهم من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ولاجل هذا ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في مسألة ايمان لانها تابعة لايمان العبد ومحبته لاهل الايمان واعظم اهل الايمان قدرا هم من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم من هذا ومن اهل العلم من يجعل مسألة الصحابة تابعة للايمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لان اولئك هم الذين صحبوه فشهدوا التنزيل وعلموا التأويل وقاموا في نصرته صلى الله عليه وسلم. فمن الايمان به تعظيم جنابهم وحفظ واقدارهم وتمييز مناقبهم وفضائلهم. ثم قال ويدينون بمحبتهم ونشر فضائلهم ويمسكون عما شجر بينهم. اي ما وقع بينهم من الاختلاف وانهم اولى الامة بكل خصلة حميدة واسبقهم الى كل خير وابعدهم عن كل شر ويعتقدون ان الامة لا تستغني عن امام يقيم لها دينها اي احد تقتدي به في جمع امر دينها ودنياها وهو تولي تدبير السلطنة والحكم مما يسمى اميرا او ولي امر او حاكما او رئيسا او غير ذلك. فاهل السنة يعتقدون ان قام احوال الناس في دينهم ودنياهم لا يتحقق الا بامام يجمع عليه الناس في هذا الامر. قال يقيم لها دينها اياها ويدفع عنها عادية المعتدين. يعني يدفع عنها شر المعتدين عليها. ثم قال ولا تتم امامته الا بطاعته في غير معصية الله تعالى اي لا يتم المقصود من جعله اماما يؤتم به في جمع الامر في حفظ الدين والدنيا الا بان يطاع لكن شرط هذه الطاعة ان يكون في غير معصية الله سبحانه وتعالى. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة بالمعروف بمعصية فلا طاعة اي فلا طاعة في تلك المعصية مع بقاء الاصل العام وهو طاعته. قال ويرون انه لا يتم الايمان الا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد والا باللسان والا فبالقلب على حسب مراتبه الشرعية وطرقه المرعية فهم يرون ان المعاصي التي تكون في المسلمين يجب على المؤمن ان يسعى في ازالتها وتغييرها امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فلسانه فان لم يستطع فبقلبه. فمن الايمان السعي بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولهذا ذكره جماعة من اهل العلم فيما يتبع عقائد اهل السنة والجماعة. لان ما يذكرونه من مسألة الايمان في ابواب الاعتقاد يتعلق به الامر والنهي بالامر في المعروف والنهي عن المنكر ثم قال لما ذكره قال على فبمراتبه الشرعية وطرقه المرعية اي لا بحسب الاهواء والاراء فانه ليس المقصود من اقامة المعروف فيهم ولا طلب ازالة المنكر بينهم هو الانتصار لهوى النفس وحظها. وانما المقصود هو اقامة شرع الله سبحانه وتعالى فالواجب على العبد ان يكون حامله على ذلك ملاحظة المرتبة الشرعية والطريقة المرعية. فالمرتبة الشريعة مردها الى حكم الشرع والماء والطريقة المرعية مردها الى ما تعارف عليه الناس في زمان او مكان فمن اراد ان يقيم هذه المؤمنين لابد ان يراقب الحكم الشرعي ويراقب الحكم العرفي. لانه لا يتحقق هذا الا بهذا. فقد يكون في الثاني قوة في الحق لكنه يسلك بذلك طريقا ينفر منها الناس اجمعون لانها تخالف الطريقة التي عرفوها بينهم كتعظيم اكابرهم فان الناس ولاسيما في هذه البلدان في بلدان الخليج قد جبلوا على ان من كان منهم اكبر سنا على اي حال كان يبقى له قدر من ايش توقير والاحترام الانسان الذي يرى واحد اكبر منه وعنده معصية ثم يستخف بجنابه هذا خالف الطريقة المرعية لابد ان يعظم اباه ثم يأمره وينهى واما الاستخفاف بجنابه فهذا مما يخالف الطريقة المعية التي اعتدت بها الشريعة فالشريعة جاءت بالاعتداد بما عرف عليه الناس في احوالهم لان اقامة ما يحفظ دينهم ودنياهم انما يكون بذلك. والشرع يراعي المقاصد. فمن جملة تلك مقاصد ملاحظة عرف الناس في احوالهم ثم قال رحمه الله وفي الجملة فيرون القيام بكل الاصول الشرعية على الوجه الشرعي من تمام الايمان والدين فهم يرون ان الدين الكامل يتحقق في احدهم اذا قام بالاصول الشرعية على الوجوه الشرعية. فاذا اقيمت الاصول الشرعية على غير الوجوه الشرعية لم يكن هذا ايمانا بل قد يكون من اسباب نقص الايمان. مثلا انسان رأى رأى اخر على معصية فعدا عليه فضربه ليش ضربه؟ يقول عنده منكر طيب هذي الطريقة الشرعية ام ليست طريقة شرعية ليست طريقة شرعية ان لم تكن له ولاية كسلطان او نائب عن السلطان وفق ما يعين من احكام السياسة الشرعية. هذا لا يتحقق به ايمان بل هذا يضعف ايمان العبد لان التعدي والجور والظلم وان البس ثوب الشرع يعود على صاحبه بالعقوبة فما جار احد وتعدى على الناس وظلمهم الا انصفهم الله عز وجل منه. والعبد اذا اوتي ايمانا فلا ينبغي له ان يغتر به ويستعري به على الناس. بل ينبغي ان انظر الى نفسي دائما بعين المرء ولذلك سئل عبد الله المبارك عن التواضع فقال اذا خرجت من بيتك فرأيت احدا فلا تظن نفسك افضل منه هذا التواضع. يقول انت اذا تبي تصير متواضع اذا طلعت من البيت وشفت اي واحد لا تقول انا افضل منه فانه مهما ساء ظاهره فانك لا تعلم باطنة فقد يكون في باطنه من الخوف من الله والاقبال على الله ما لا يكون ظاهرا على صورته التي تراها السلام عليكم قال رحمه الله تعالى الاصل الخامس طريقه في العلم والعمل. وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان لا طريق الى الله والى ومنه ان بالعلم النافع والعمل الصالح. فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجتهدون في معرفة معانيها والتفقه فيها اصولا وفروعا. ويسلكون جميع طرق الدلالة التي فيها دلالة المطابقة ودلالة التضمن ودلالة الالتزام ويبذلون ويبذلون قواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله. ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة وكذلك ما تفرع عنها من صحيحة ومناسبات حكيمة وكل علم اعان على ذلك وازره او ترتب عليه فانه علم شرعي كما ان من كما انما وهو علم باطل فهذا طريق في العلم واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله تعالى بالتصديق والاعتراف التام بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها. ثم يتقربون له باداء فرائض الله متعلقة بحقه وحقوق عباده. مع الاكثار من النوافل وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى ان الله تعالى لا يقبل الا كل ان كل عمل خالص لوجهه الكريم مسلوكا فيه طريق النبي طريق النبي الكريم ويستعينون الا اذا دعان في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والامن الصالح الموصل الى كل خير وفلاح وسعادة عاجلة واجلة والحمد لله رب العالمين الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا قتل المصنف رحمه الله بذكر الاصل الخامس من الاصول الخمسة التي اعتنى ببيانها في هذا المختصر. وهو بيان طريقهم اي طريق اهل السنة والجماعة في العلم والعمل بل وبينه بقوله وذلك ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ويلتزمون ان لا طريق الى الله والى كرامته الا بالعلم من نافع والعمل الصالح. فمطلوبهم في العلم ما نفع. ومطلوبهم في العمل ما صلح. ومطلوبهم في العلم ما نفع مطلوبهم في العمل ما صلح قال فالعلم النافع هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجتهدون في معرفة معانيها والتفقه فيها اصولا وفروعا. فمرد جميع العلم النافع الى كلام الله رسوله صلى الله عليه وسلم. والعلوم المستمدة منهما كعلوم التفسير والحديث والفقه والاعتقاد غيرها هي من جملة ذلك العلم النافع. قال ويسلكون جميع طرق الدلالات فيها اي جميع طرق الدلالات اللفظية اي ما يفهم من اللفظ ويدل عليه. قال دلالة المطابقة وهي دلالة اللفظ على جميع معناه المطابقة وهي دلالة اللفظ على جميع معناه. ودلالة التظمن وهي دلالة اللفظ على بعظ معناه دلالة اللفظ على بعض معناه. ودلالة الالتزام وهي دلالة اللفظ على خارج عنه لازم لا دلالة اللفظ على خارج عنه لازم له. قال ويبذلون اقواهم في ادراك ذلك بحسب ما اعطاهم الله اه اي يبذلون قواهم في استخراج ما تتضمنه الالفاظ من المعاني. وفق ما يتبين من انواع الدلالات اللفظية قال ويعتقدون ان هذه هي العلوم النافعة وكذلك ما تفرع عنها من صحيحة ومناسبات حكيمة. وكل علم اعان على ذلك او ازره اي يعني قواه وساعده او ترتب عليه فانه علم شرعي. كما ان ما ضاده وناقضه فهو علم باطل. فهذا طريق في العلم العلوم الخارجة عن علم الكتاب والسنة اما ان تكون الة لفهمهما فتكون حينئذ نافعة او غير نافعة نافعة واما ان تكون اجنبية عنهما فحينئذ لا تكون نافعة وقد تكون ضارة فمثلا علم السحر علم ضار لا خير فيه فليس علما نافعا ابدا. قال واما طريقهم في العمل فانهم يتقربون الى الله بالتصديق والاعتراف التامي بعقائد الايمان التي هي اصل العبادات واساسها فيملئون قلوبهم بتوحيد الله سبحانه وتعالى والايمان به. قال ثم يتقربون له اي يطلبون القرب منه سبحانه وتعالى. ويكون ذلك كما قال باداء فرائض الله المتعلقة بحقه وحقوق عباده مع الاكثار من النوافل وترك وبترك المحرمات والمنهيات تعبدا لله تعالى فهم فيما يتعلق بالامر يحرصون على فرائضه ونوافله وفيما على فرائضه ونوافله فعلا وبما يتعلق بالنهي يحرصون على ترك ما يتعلق بمحرمه ومكروهيه. قال ويعلمون ان الله تعالى لا يقبل الاكل عمل خالص لوجهه الكريم مسلوكا فيه طريق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لان حقيقة العمل العمل الصالح ان يكون عن امرين لان حقيقة العمل الصالح ان يكون جامعا امرين احدهما الاخلاص لله احدهما الاخلاص لله والاخر الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم واذا خلا العمل من احدهما او منهما لم يقبله الله سبحانه وتعالى ولذلك فهم كما قال يعلمون ان الله لا يقبله الا كل عمل خالص مسلوكا فيه طريق النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال ويستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق النافعة التي هي العلم النافع والعمل الصالح الموصل الى كل خير وسعادة عاجلة واجلة. فهم يجردون انفسهم من قدرها. ولا يرون ان لهم قدرة على ما احب الله الا بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى كما قال ويستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق النافعة فالعلم النافع مهما اوتيت من قوة حفظ او جودة فهم اذا لم تستعن بالله لم ينفعك حفظك ولا فهمك والعمل الصالح مهما ظننت في نفسك قوة وجلدا في بدنك فانه ان لم يجعل الله عز وجل لك عونا عليه فانك لا تستطيعه وها هم الناس اجمعون. يعرفون القراءة لكنهم يتفاضلون تفاضلا شديدا في قراءة القرآن. فمن الناس من تمر سنة كاملة لا يختم القرآن ومن الناس من يختم القرآن كل يوم لان الله عز وجل يجعل له من العون والمدد وكمال الصدق والاقبال على الله عز وجل ما ليس عند غيره. فيكون له من الالة على هذا العمل صالح ما ليس لغيره ولذلك الناس محجوبون بالقوى المادية عن المدد الالهي تجد بعض الناس يقول كيف يقرأ يا اخي قرآن كل يوم ختمة هو ما يكره بقوته يكرهه بعون الله سبحانه وتعالى. والمسكين الذي ينظر الى مقدار القوى ان الانسان يصبر في الجلسة وعنده وقت وعنده اشغال كيف يقضي هذا؟ كيف يقرأ القرآن؟ هذا يحجب. واما ذاك لان لسانه بقراءة القرآن الكريم حتى صار ملازما له. الان الاطباء لو تأتي الى انسان طبيب تقول واحد مغمى عليه يقرأ القرآن يقول كيف يقرأ القرآن؟ هذا يمكن يخربط لا في اناس اصيبوا بجلطة واصلوا ختمتهم التي كان يقرأها هو في جلطة في غيبوبة كان يقرأ القرآن الكريم. لماذا؟ لانه كان عنده استمداد من الله عز وجل استعانة بالله عز وجل في ملازمة العبادة حتى صارت طبعا له فحفظها الله سبحانه وتعالى عليه. ولذلك هذا الذي ذكره اخرا في قولك ويستعين بالله يستعينون بالله تعالى في سلوك هذه الطرق من الاهمية بمكان ليعلم العبد انه لا سبيل له الى حفظ عقيدته وايمانه الا بعون الله عز وجل لن تبقى مسلم لان اباك مسلم لن تبقى مسلما لان بلدك مسلم تبقى مسلم اذا لاحظت امر الله سبحانه وتعالى ونهيه وسألت الله سبحانه وتعالى ان يحفظ عليك دينك وكان من اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. هذا وهو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم واجعل لقلبك مقلتين كلاهما من خشية الرحمن باكيتان لو شاء ربك كنت ايضا مثلهم فالقلب بين اصابع الرحمن فما شاء الله سبحانه وتعالى ازاغ وما شاء الله اقامه. ولذلك مهما بذلنا يا اخوان في طلب العلم وفي الاعمال الصالحة ينبغي ان يقوى في قلوبنا الاستعانة بالله سبحانه فانك اذا استعنت بالله فتح الله لك من انواع المدد والعون والخير والبركة ما لا يكون لغيرك فعند ذلك لا تغتر بالقوة المادية تصير محجوب بهذه القوة المادية المادية تلتمسها تقول انا اجلس ساعتين اقرا او انا اجلس احفظ في اليوم كذا وكذا لا تنظر الى هذا انظر دائما الى انك نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح نسأل الله ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وهذا اخر هذا البيان على هذه الجملة من الكتاب اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع من سمع الجميع مغتصب بالعقائد الدينية بقراءة غيره قراءة غيره. صاحبنا يكتب اسمه تاما تم له ذلك في مجلس واحد الميعاد المثبت في محله من نسخته واجزت له روايته عني اجازة خاصة بمعين لمعين في معين باسناد مذكور فيما بوارث الامل في اجازة طلاب الجملة والحمد لله رب العالمين الصالح بن عبدالله بن حمد بن عصيمي يوم الحادي عشر من شوال سنة سبعين وثلاثين واربع مئة والف في مسجد حمد بن علي كانو رحمه الله بمدينة المحرم وهذا اخر هذا المجلس والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه