فهذا شرح الكتاب الاول من برنامج دول العلم في السنة الاولى سنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف في دولته الاولى دولة الكويت. وهو كتاب البينة في اختباس العلم لمعد البرنامج صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي نعم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد قال المصنف حفظه الله وفقه ونفعنا بعلومه في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى وله الحمد في الاخرة والاولى واصلي واسلم على محمد واله صلاة وسلاما بالمكيال اوفى. اما بعد فانه لم يكن الذين يقتبسون العلم منفكين عن خطهم زائدين عن خلقهم. حتى تأتيهم بينة واضحة وحجة موضحة توجه حائرهم وتنبه غافلهم وقضي لي فيما كانت تصدير مقيدة في مدارج العلم بعشر وصايا وقد تغربت ما شاء الله فتلقفها فهام يسترشدون. واستفاد منها اخيار مرشدون. وامتدت الى نهاية جائرة فرضتها في وعاء موقع من مواقع الشبكة العنكبوتية منحونة لدعي لم يخترع معنى ولم يخترع مبنى فاهوت اليه يد العدل تهتك سترا وتفضح سرا وكرهت لجتهم فارتفعت عن مهجتهم لان المقصود اصابة الاجر لا فقط وانتحال المقال يا يسوع صادقا طفل العلم وهداية الخلق والله يغفر لي ولكم ثم حسن لي موفق وبوح وصالها توسعة في الافادة. فاجبت الداعي وحققت مؤمله فابرزت البينة في اقتباس العلم فابرزت البينات في التباس العلمي والحق فيه من خبرها تنفع الملتمس وترفع المقتبس وتدفع المقتبس الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. بين من صلى فوفقه الله بعد البداءة بحمد الله والصلاة على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه اجمعين. ان من اكاليم طلاب العلم وغلقهم في اخذه. عدم جلالته بداية الى جادة يصلون بها الى العلم. فمن طالع اقوالهم رأى مزيدا فضلهم وعظيم فرضهم. وافتقارهم الى حجة بينة وموضحة مبينة يهتدون بها الى طلب العلم واخذه. وكان قضي لكاتبه في مسألة تدوير مقيدة في مدارج العلم اي طرائق تحصيله وكيفية الوصول اليه. صدرت بنصائح متعددة ثم تلقاها اناس استفادوا منها واسترشدوا بها. وانتحلها بعيد نسبها الى نفسه. في موقع من المواقع ثم اقتضى مصلحة المسلمين فيها اعادة نشرها منسوبة لكاتبها قديما في كتاب مفرد او سمي بالبينة باقتباس العلم والحق فيه. يتبين يحتوي بيان امرين عظيمين كيفية الوصول الى العلم ومرتباته. والثاني كيفية الحلق فيه اي المهارة فيه. بين طالب العلم محتاج الى هذا وذاك واخرجت هذه البينة من خذلها ما ينفع الملتمس. وترفع الملتبس المستضيئ بنورها المفترس والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. نعم. احسن الله اليكم قال قال حفظه الله ووفقه العلم صيد وشراط النية. فمن صحت نيته وحسن قصده صاد من العلم دررا. ونال منه ومن فسدت نيته مما لا يقصده ولا يبشر به رائد. ومن كنوز السنة انما الاعمال وانما لكل مما نوى. وبتصحيح النيات في ومدار نية العلم على اربعة امور. من اجتمع له كمل النية في العلم. اول اولها رفع الجهل عن عن النفس. بتعريفها طريق العبودية. وثانيها رفع عن الخلق في ارشادهم الى مصالحهم واياهم واخرتهم. وثالثها العمل به فان العلم يراد للعمل. ورابع ورابع احياءه وحفظه من الضياع وهذا المعنى متأكد في حق المتأهل المهيأ له القادر عليه واليه اشرت من قولي ونية للعلم رفع الجهل عن عن نفسه فغيره من النسب. والثالث التحصين للعلوم منه ومعنى عمن شمل والنسم النفوس جمع نسمة وسكن اي ثبت. ذكر المصلى الموفق الله ان العلم خير. وانما عد العلم صيدا لعظيم منفعته. وطريق الوصول اليه مفتتح النية ولذلك اشار الى هذا الافتتاح من قوله وشراكه النية والشراك حبالة الصاعد التي ينصبها الاقتناع خيره فاعظم ما يتمكن منه المرء من ترك صيد العيد هو امر نيته كما صحت نيته وحسن قصده من العلم ونال منه ضرر ومن فسدت نيته اصاب وساءت وساء مصدره لم يصب من الخير الا مما لا يقصده الصائم اي لا يبتغيه صائم ولا يبشر الذي يلتمس لهم الربيع ومن كنوز السنة انما الاعمال بالنيات وانما لكل لامرئ ما نوى وهو حديث عمر رضي الله عنه في الصحيحين. وهذا الحديث العظيم من اجل كنوز السنة لانه ميزان الاعمال الباطنة فان السنة بينت اقامة الدين على ميزانين. احدهما ميزان الاعمال الباطلة وهو المذكور في حديث عمر الأعمال بالنيات. والآخر مثال الأعمال الظاهرة وهو المذكور في حديث عائشة من عمل عملا ليس عليه امرنا الحديث متفق عليه واللفظ لمسلم ذكر هذا ابو العباس ابن تيمية الحفيد في مجموع الفوائد. ثم بين المصنف ان مدار نية العلم على اربعة فان المتشوف متشوق الى تحقيق النية بالعلم ينبغي له ان يعلم ان النية المطلوبة في العلم تقوم على هذه الامور الاربعة فمن اقامها في نفسه وحققها في قلبه فقد اصاب نية العلم وبقدر قوة هذه المعاني في قلبه تقوى نية العلم فيه. وبقدر ضعفها تضعف نية العلم فيه. فاول تلك الاصول رفع الجن عن نفسه بتعريفها طريق العبودية. اي ان ينوي المتعلم طلب العلم ليرفع الجهل عن نفسي فيعلمها طريق العبودية الى الله سبحانه وتعالى. فان الله عز وجل خلقنا لعبادته وبها امرنا كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ولا اوصل الى تحقيق عبادة الله عز وجل الا بكيفية معينة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا مهنة للمرء للوقوف عليها الا بطلب العلم. فينبغي ان يكون من قواعد النية المحرفة للعزم في طلب العلم ان ينوي طالب العلم بطلبه رفع الجهل عن نفسه في كيفية عبادة الله سبحانه وتعالى وثانيها رفع الجهل عن الخلق وارشادهم الى مصالح دنياهم واخرتهم. فينوي بالتماس العين ان يسعى في رفع الجهل عن الخلق الذي يتحقق برفعه الوصول الى مصالح الدارين الدنيا والاخرة لان اعظم اصل مشيد يحصل به النفوس خير الدنيا والاخرة هو العلم وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في اغاثة اللبان اصل كل خير العلم والعمل واصل كل شر وظلم انتهى كلامه. والتحقيق ان العلم ان العبد يتوقف على العلم. وان الظلم قد ينشأ من الجهل فمرة الامر كله الى العلم فاحسن من عبارة ابي عبد الله ابن القيم قول الفراغ رحمه الله تعالى في اخ كل خير العلم واصل كل شر الجهل. فينبغي ان يكون من مقاصد طالب العلم في العلم ان ينوي رفع الجهل عن الخلق بتعليمهم بما فيه مصالح دنياهم واخرتهم. ثم اشار الى النص التالي لقوله وتاركها العمل به فإن العلم يراد للعمل. فمن مقاصد نية المطلوبة في طلب العلم ان طالب العلم العمل بالعلم الذي يتعلمه فانه اذا وجد هذا المعنى في قلبه قوى عزمه. فان القلوب تتكرر تتحرك بالمخلوقات. وان الاركان والجوارح آلاف العبد من اركانه وجوارحه الا بعلم واذا كان بنية طالب العلم ان ينوي بطلبه العلم العمل به قوى ذلك قلبه على محبوبه وساقه الى مطلوبه ثم ذكر رابعها فقال احياؤه وحفظه من الضياع. وهذا المعنى متأكد في حق المتأهل المهيأ له القادر عليه فينوي طالب العلم بطلبه احياء العلم في بلده وجهته التي هو فيها وان ويرجونه من الضياع. فان العلم يضيع والدين والدنيا امر ثباتهما موكول الى وجود العلم فاذا ذهب العلم ذهب الدين والدنيا. واذا بقي العلم بقيت الدين بقي الدين والدنيا روى الدارمي بسند صحيح عن الذرية احد التابعين قال كان مضى من علمائنا يقول الاعتصام بالسنة نجاة ونعش العلم والعلم يقبض قبضا سريعا ونعش العلم بقاء الدين والدنيا وذهاب العلم ذهاب ذلك كله فينبغي ان يكون من نية لطالب العلم ان يسعى في حفظ العلم على بلده وجهته وان يرضى فيهم مقبولا محفوظا وهذا الامر يتأكد في حق من كان متأهلا له بقوة حفظه وجودة فهمه وقدرته عليه ومن كان كذلك فقد ذهب بعض الفقهاء رحمهم الله تعالى الى ان فرض الكفاية يكون فرض عين في وبسط العبارة في تقريره الفراغ رحمه الله تعالى في كتاب البروق وفي اخبار العلامة محمد الامين الشنقيطي صاحب اضواء البيان ان احد اشياخه خالدة يا بني ان فرض الكفاية في العلم يكون على بعض الناس فرض عين وانك ممن صار عليه طلب العلم قرى عينه. فمن كانت نفسه قابلة للعلم لقوة حفظه وجودة فهمه صار طلب العلم في حقه واجبا. ثم اشار المصنف الى انه عقد هذه المعاني شعرا فقال في مرجزين ونية للعلم رب الجهل عنه اي شمل عن نفسه فغيره من النسم اي من النفوس التحصين للعلوم يعني الحفظ للعلوم والثالث التقصير للعلوم من ضياعها وعمل به مؤمن اي ثبت فهذه الاصول الاربعة عليهن مدار الامر في نية طلب العلم ينبغي ان يتلمسها طالب العلم دوما وان يطلبها بنفسه وبداءتك بحضور هذه المجالس حقيقة بان تتطلب هذه المعاني في قلبك وان تحركها في وان تنظر الى مرد بيدك في اخذك العلم وحرصك عليه وان وجود هذه المعاني في قلبك مما يقوي اخذك له وضعف هذه المعاني في قلبك مما يضعف اخذك له. وان الناس في العيد لا يتفاضلون باحزابهم وانسابهم واموالهم ولكن يتفاضلون بمقدار رجالهم ومقاصدهم. روى ابن عساكر في حفظ العلم غيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال انما يحفظ الرجل على قدر نيته اي انما تكون للمرء قدرة قوية في العلم على قدر نيته. فمن صدقت نيته وصحت جعل الله عز وجل له من القدر والمواهب ما ليس لغيره وما فسدت نيته فان الله سبحانه وتعالى يسلبه القدر الذي يعرفها من نفسه فان العلم لا يؤخذ بقوة الحفظ ولا بميراث عتب وجد ولكنه هبة الهية واختصاص رباني فعلى قدر ما في قلبك من هذه يكشك الله سبحانه وتعالى بما شاء من فضل وبيان. نعم. احسن الله اليكم قال وفقكم الله البينات الثانية العزم مركز الصادقين. ومن لم تكن له عزيمة لم يفرح بغنيمة. فان العزائم جلابة الغنائم استعزم تغنم واياك واماني. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد اذا طلع نجم مهمتي في ظلام ليل قال ورجفه قمر العزيمة اشرقت الارض بنور ربها وانما يحل عقدة عقدة العزم ثلاث ايدي اولها اسم العوائد مما جرى عليه الخلق في رسومهم واحوالهم. وثانيها وصل العلاق وهي تعلقات القلب وصلاته وثالثها قبول قبول العوائق من الحوادث القدرية التي تكتشف العبد من قبل غيره. فان لها سلطانا عن النفس يقول من العبد وبين مطلوبه ويقعده مع المغضوب ولا يتبع الا بحسب مادتهم. فالعوائل تحسم بالهدم والعلائق تحسم والعوائق تحسب بالرفض فمن هجر العوائد وقطع العلائق ورفض العوائق فهو سلطان نفسه وحسام النفوس ادن من حسام وتمد قوة العزم ثلاثة موارد. اولها مورد الحرص على ما ينفع. وثانيها مورد الاستعانة لله عز وجل وثالثها مورد خلع ثوب العجز والكسل وهن في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم احرص على ما واستعن بالله ولا تعجز. فجمل فجمله الثلاث منابع الموارد. واحدا واحدا. حذو القذة بالقذة. ومما يحدث العزائم ادمان مطالعة سير المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فالإعتبار بحالهم مصاعبهم مصاعب هممهم يثور عزمتك. ويقوي شتيمتك. فلا تحرم نفسك من اثارهم. وطالع ما استطعت من سيرهم ذكر المصنف وفقه الله في هذه البينة ان العلم مركب الصادقين والعزم هو الارادة الجازمة بل ارادة الجازمة بمنزلة المركب الذي من تبوأه وصل به الى مطلوبه الذي يقصده. ومن لم تكن له له عزيمة لم يفرح بغنيمة فانه لا يكون شيئا ولا يحصل مراده فان العزائم جلابة الغنائم فانما يدرك المرء غنيمته في مطلوبه من امر الدين والدنيا بحسن عزيمته فاعزم تغنم واياك البطالين الفارغين الذين يتسلون بالامان دون جد وعمل. ومن بدائع ابن القيم رحمه الله تعالى قوله الاماني رؤوس اموال المفاليس والبطال يحجب عنه العلم كما قال سنون لا ينال العلم بطال ولا كسل ولا بنون ولا من يألف البشر. وبتحقيق هذا المعنى قال ابن القيم في الفوائد اذا طلع نجم الهمة في ظلام البطالة العزيمة اشرقت الارض بنور ربها. فاذا كان المرء ذاهمة واضطادة نافذة اشرقت ارض قلبه بنور ربها بما يجعل الله عز وجل فيه من الخير والبركة ثم بين بعد ان عقدة العزم تحل بثلاث ايد تنتابها اولها ادب العوائد وهي والاحوال التي تواطأ عليها الناس وهي تعلقات القلب وصلات التي ايها المرء في داخل نفسه وثالثها قبول العوائق من الحوادث القدرية التي تكتسب العبد من غيره يبدأ عنه فان لهؤلاء الثلاث سلطانا عن النفس يكون بين العبد وبين مطلوبه ويبعده عن مغلوبه ولا وصولا له الا بحكم مادتهن. فالعوائد تحصر بالهجر. فما الفه الناس من عادة انما ينفصل الانسان عنه ويبين منه بهجره وتركه ومفارقته. والعلائق التي تنتاب المرض في قلبه انما يستأصل بالقطع بان يتسعها المرء بالكلية من قلبه. فما وجد من علائق قلبه التي سيره عن مطلوبه فانه يحزنه بقطعه من اصله. واما العوائق وهو ما يعرض من نفسه من حوادث قدرية من خارجها فانها تكسر برفضها وعدم استسلام لها فمن هجر العوائد وانقطع العناء الضعف ورفض العوائق فهو سلطان نفسه. وحسام النفوس. الذي يشتد منها كل ما تتبعها عن قردها اجل من حسام الرؤوس. ثم ذكر ان قوة العزم وهي الارادة الجازمة بالنفس تود بثلاثة موانئ متى افيضت عليها قوية هذه الارادة للقلب اولها مورد الحرص على ما ينفع موجب استعانة بالله عز وجل. وثالثها مورد صنع ثوب العجز والكسل. فاذا وجدت هذه الموارد تفيض بنهج معينها الى النفس. فان المرء يقوى عزمه وهؤلاء مذكورات في حديث عند مسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فجمله الثلاث منافع موارد واحدة بل واحدا حكم القذة بقذة فان الجملة الاولى دالة على المولد الاول والجملة الثانية والجملة الثالثة على المولد التالي ريشة السهم التي تجعل في اخره ليصيب هدفه وكل فله هدد في اخره ليصيب سهمه. فاذا قيل حذو القدة في اشير الى تتابع في اخره ثم ذكر في خاتمة هذه البينة ان مما يحرك العزائم ادمان مطالعة سير المنعم عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فالإعتبار بحالهم وتعرف مصاعب هممهم من اقوى ما به همة المرض وتقوى عزيمته وشتيمته يعني انابته في تحصيل مقصوده وعدم الانصياع لمخالفة وبذلك يكون ابن الجوزي رحمه الله تعالى في احصاء خاطره لا اجد لطالب العلم شيئا انفعه من مطالبة يعني سير السلف السابقين ثم قالوا لاجل ذلك اقرأت كتبا في سير جماعة منهم ثم ذكر رحمه الله انه كتب سيرة الحسن البصير ومعروف ومعروف الترفيه سعيد بن المسيب واحمد بن حنبل واحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى فينبغي الا يبتلي طالب العلم نفسه من مطالعة سير الاولين فانها تقوي عزيمته وتشجع على مواصلة طريقه فان الاطلاع على اهوال المنعم عليهم يقوي في النفس الانتساب اليهم بل من محركات النفس ومقويات العجينة ان ينبع المرء قلبه بين البينة والبينة لمطالعة احوال السلفي رحمهم الله تعالى نعم احسن الله اليكم قال وفقكم الله البينة الثالثة التبحر في العلم فضيلة المشاركة في كل فن غنيمة قال يحيى ابن مجاهد رحمه الله كنت اخذ من كل يوم طرفا فان سماع الانسان قوما يتحدثون ولا يدري ما يقول امة عظيمة. قال ابو محمد ابن حزم كتيبة الاندلسيين. عقب ذكره ولقد صدق. وما احسن الذوق والوجه من طلاب المعاني قول ابن الورد من كل فن قدوة لا تجهل به فالحر مطلع على الاسرار ويقبض وبالمرء ان تكون لهم قدرة وليست لا مهمة فيبعد عن استنباط علم مع القدرة عليه ويتباعد عنه مع قرب طريق وصوله اليه وهذا ضرب من الحرمان فان العلم خير وان المؤمن لا يشبع من الخير حتى يكون منتهاه الى اصل الزخار ومنازله الاولى فحي على جنات عدن فانها منازلك الاولى وفيها المخيم. ومن خصائص علوم الديانة ارتباط بعضها ببعض. فمحلها القرآن والسنة وهما وحي من الله واذا كان المنبع واحدا كان واضحا رحمه الله في السند فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشرط بعض مرتبط والتفريق بينها بالاقتصار على كم واحد دون تحصيل اصول بقية الفنون من اثار الاقتداء بعلوم اهل الدنيا التي سرت في كثير من المشتغلين بعلوم الشريعة وثبوت القدم الى الصراط الاتم هو في تحصيل اصول الفنون دون اتساع فيها. ثم التساؤل بما شاء العبد منها مما وجد قوته فيه وقدرته عليه اما بلوغ الغاية وحصول الكفاية في علوم الديانة جميعا فليس متهيئا لكل احد بل يختص به الله من يشاء من خلقه وملاحظة الاختصاص تهون المغامرة فيه وتجشم العناء حتى ينال المنى. لاستسهلن الصعب او ادرك المنى. فمن قادت الا بصابر. وفقه الله في بينة الثالثة ان التبحر في العلم فضيلة تبحروا هو التوسع تفعل من البحر والبحر في عرضه لا اوسع منه ولا اعظم. والمشاركة في كل غنيما وذكر في ذلك خبر يحيى بن مجاهد الذي دخله ابن حنبل قال كنت اخذ من كل علم طرفين فان سماع الانسان قوما يتحدثون وهو لا يدري ما يقول وهو لا يدري ما يقول يعني معهم غبة فاذا كان الانسان يسمع ناسا يتكلمون في شيء ويكون بينهم صامتا لا يدري ما يقول معهم يحدث والعاقل ذي النفس الابية امة عظيمة ولذلك قال ابوه عمر ابن حزم رحمه الله تعالى كتيبة الاندلسيين الرجل الذي يقع موقع كتيبة من اهل الاندلس عقب ذكره له ولقد صدق اي في قول الحال تؤول بالعبد الذي يكون فارغا من معرفة ما يتكلم به الناس بينهم انه تحدث له ظلمة عظيمة ثم استحسن ظنه قولا بالوردي في كل فن قدوة لا تجهل به. فالحب مطلع على الاسهام. وصف عند اهل الذوق والوجه والذوق هو في وجهه مرتبتان من مراتب ادراك الحقائق القلبية. فكما ان الامر الظاهر يدرك حوادث ظاهرة للسمع والبصر الى فكذلك الحقائق القلبية تدرك بقوة باطنة منها والوجه القرآن بعدة احاديث منها حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجد عبد طعم الايمان الحليف في الصحيحين ومنه حديث العباس ابن عبد المطلب عند مسلم معنى الايمان الحديث. ثم ذكر انه يفرح بالمرء ان تكون له قدرة وليست له همة. فيبعد عن من باب علم مع القدرة عليه ويتباعد عنه مع قول طريقه طريق وصوله اليه. فله قدرة تمكنه من احراز العلوم المقصودة ولكن ذمته ضعيفة لا تبعثه الى طلب تلك العلوم فيبعد عنها ويتباعد قدرته عليها ثم بين ان هذه الحال التي تضرب بكبدها في قلوب جم من الخلق انها قرب من الحرمان هو من الامور التي تحول بين العبد وبين العلم ان يكتب له الحرمان ولاجل هذا خاف العارفون بالله وبشرعه من الحرمان كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نيته والعلم يدخل والعلم يدخل قلب كل من غير بواب ولا استئذان ويرده المحصول من ويرده المحروم بذلاله. لا تثقل اللهم بالحرمان ذلك بان العلم خير وان المؤمن لا يشبع من الخير حتى يكون منتهاه الى اصل الزخار ومنازله الاولى وهي الجنة جعلنا الله واياكم جميعا في اهلها. فاذا ضعفت همة العبد عن هذا المطلوب كان ذلك من دبائر حرمانه. واورث في تصديقه منتهى المنازل الاولى قول ابن القيم في نيته فحي على جنات عدن فانها مناسلك الاولى وفيها المخيم ثم ذكر المصنف ان من خصائص علوم الديانة ارتباط بعضها ببعض. فالعلوم الشرعية مرتبطة ببعض لا ينفصل شيء منها عن الاخر. ولا يوجد حادق في معرفة علم منها الا وله يد مشاركة في العلوم لان العلوم الشرعية محلها اي منتهاها الى الوحيين القرآني والسنة وهما وحي من الله واذا كان المنبع واحدا كان الانتباه واضحا. فان الجداول المتفرقة من نهر واحد يوجد فيها ما يوجد في سائرها من الطعم واللغو. وكذلك العلوم التي ترجع الى الكتاب والسنة. قوية الاتصال بعضها لبعض وثيقة الارض ببعضها لبعض. فلا يمكن ان تكون مذكورة الصلة عن بعضها. فمن يظن ان يكون مفسرا دون ان تكون له مشاركة في علم العقيدة او الفقه او الحديث فذلك فرض من الخيال لا يوجد في حقائق العلوم الشرعية ولسنا نقصد بالتخصص ما آل اليه الأمر من الأقسام الأكاديمية بالنظام التعليمي القائم بالدراسات العليا ولكننا نعني بالتخصص من يكون له معرفة ظاهرة بهذه بهذا العلم دون غيره من اقرانه ورداته بحفظ ومتميزا بين اهل عصره اما بالذبح او التفسير او الحديث. ولا يكون التميز الذي يحصل به الانسان حقيقة العلم حتى ان يكون الانسان محصلا لكل علم من علوم الشريعة على وجه الاتصال والاحاطة باصوله ثم بعد ذلك يتهيأ له ما يتهيأ من محبة علم والميل اليه والتقدم فيه فله ان يكون كذلك كما اشار في قوله بعد لفظ كلام الزبيدي في امريته فان انواع العلوم تختلف وبعضها بشرط بعض مرتبط ثم قال مبينا ما والتفريق بينها بالاتصال على فن دون فن واحد دون تقصير اصول بقية الفنون من اداب الابتلاء بعلوم الدنيا الذي سرى في كثير من المشتغلين بعلوم الشريعة. فان العلوم دنيوية المعهد البشرية الحديثة لا يتمكن احد والا بتخصص فيها. ولكن هذه العلوم في حقيقتها منفصلة الصلة ببعضها عن بعض. وربما برز انسان في علم عظيم من هذه العلوم ولم يحتج الى علوم عظيمة اخرى ثم شرع هذا الامر بما الت اليه الحاج البلدان الاسلامية من تأثر الجوانب العلمية لما عليه اقوال الغرب والشرق فصار الحال عندنا طلب بعلم شرعي دون معرفة اصل يسير في كل علم. هذا لا يمكن ان يكون تخصصا صحيحا كما هو تخصص وظيفي. اما انه تخصص علمي موافق للحالة التي كان عليها الاولون فلا. فان الاولين كان كما اشار اليه بعد في قوله وثبوت القدم على الصراط الاتم هو في تحصيل اصول الفنون دون اتزاع فيها التشاغل بما شاء العبد منها مما وجد قوته به وقدرته عليه. فيتجه المرء اخذه العلم بتقصير اصول الجنون دون اتسائل فيها فيحصل اصول علم التفسير واصول علم الحديث واصول علم الفقه واصول علم الاعتقاد واصول علم النحو واصول بعلوم المقاصد ومهمات علوم الالات ثم بعد ذلك ينشغل بما ان شاء منها مما فيه قوته وقدرته عليه. اما ان يظن المرء انه اذا جمع نفسه على علم واحد فسيبز فيه المراتب الاولين فهذه من اماني البطالين. فان الانسان لا يكون مفسرا وهو لا يعي الطريق الى معرفة المروية بالتفسير وكيفية الوقوف على مراتبها من التصحيح والتضعيف. وليس بالضرورة ان يكون محدثا. تكون له قدرة على الحكم على المغويات والصحة والضعف ولكن ينبغي ان تكون له قدرة على معرفة الطريق التي يصل بها الى معرفة الصحيح والضعيف من الحديث النبوي فالمفسر الذي يأتي فيذكر احاديث ثم يعجوها الى كتاب متأخر كالجامع الصغير او للجامع الاثر او بينهما ويكون ذلك الحديث في البخاري او المسلم فذلك رجل لم يتم رائحة الحديث. وكذلك يتكلم بالفقه وهو لا يعرف اصول الفقه لا يمكن ان يكون فقيها مبرزا. وكذلك النحوي الذي لا يعرف بقية علوم العربية من اللغة والصرف والبلاغة وغيرها لا يمكن ان يكون نحويا مقدما في فالذي ينبغي ان يكون عليه جادة الطلب ان يحرص الانسان على تحصيل اصول كل علم. وهي تحتاج الى مديدة مع التوفيق فهي تأخذ من الإنسان سنوات قليلة مع الجد والاجتهاد ولكن هذه السنوات فيهن ما يكون بمنزلة البناء العتيق الذي تؤسس عليه العلم الصحيح. فاذا وجد هذا المعنى من استيفاء النفس لمقاصد اصول العلوم ثم تشوه الى محبة علم منها ووجد قدرة عليه فانه حينئذ يصعد فيه درجاته ويترقى في مراتبه ثم ذكر ان بلوغ الغاية وحصول الكفاية في علوم الديانة جميعا ليس متهيأ لكل احد. فلا يمكن ان يحرز المرء النباهة والذكاء بالعلوم جميعا. وهذا امر يختص الله عز وجل به من شاء من خلقه وعموم الخلق يريدون في فن او او ثلاثة ولكن المبرز منهم لا يكون مبرزا الا مع وجود الة صحيحة من بقية العلوم يدرك بها ما يحتاج اليه منها في العلم الذي يتعاراه. ثم نبه الى ان ملاحظة الاختصاص اي كون ذلك مما يخص الله عز وجل في مشاعر خلقه يهون المغامرة به. اي يسهل على العبد ان يغامر فيه وان يتحمل العناء حتى ينال المنى وفي ذلك يكون المتنبي ولم ارى في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام. فاذا كان الانسان قادرا فان من السفر ان ينزل بنفسه عن بلوغ التمام بان ايصالك الى الدماء من اختصاص الله سبحانه وتعالى اهلك فينبغي ان تتجسم العناء في طلب هذا الاختصاص كما قال الشاعر لاستسهلن الصعب او مدرك المنى فمن قال الامال الا نصابهم. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله البينة الرابعة ينبغي ان يكون الطالب الاعظم تفصيل علم تحصيل عموم المقاصد والتفقه في الوحي فلا يستأن بغيرها الا بقدر ما يقف به على مقاصد علم المنطور فيه دون ادانة نظر تبلغه غوره فان العلوم الالية كثيرة العدد ثقيلة العدد وهي للعلم بمنزلة الملح للطعام قال ابن خلدون رحمه الله به قال ابن خلدون في المقدمة رحمه الله اعلم ان العلوم المتعارفة بين اهل العمران على صنفين علوم مقصودة بالذات كالشرعيات وعلوم هي الة ووسيلة لاهل العلوم. فاما العلوم والتي هي مقاصد فلا حرج في توسعة الكلام فيها وتفريغ المسائل واستكشاف الادلة والانظار فان ذلك يزيد طالبات من ملكته وايضاحا لنعمها المقصودة. واما العلوم التي هي الة لغيرها اسم العربية والمنطق وامثالها. فلا ينبغي ان الا من حيث هي الة لذلك الغير فقط. ولا يوسع فيها الكلام ولا تفرعوا المسائل. لان ذلك مخرج لها عن المقصود اذ المقصود منها ما هي الة له لا غير؟ فكلما خرجت عن ذلك خرجت عن المقصود. وصار الاشتغال فيها الاغواء مع ما فيه من الحصول على ملكتها بطولها وكثرة فروعها. وربما يكون ذلك تحصيل العلوم المقصودة بالذات بوسائلها مع ان شأنها والعمر يقصر عن التفسير الجميع على هذه الصورة انتهى. ولا يتأتى للطالب السفر بما يؤمله من علوم المقاصد والوسائل حتى يكون نفاذا للفرص مبتدأ للعلم من اوله اتيا له من مدخله منصرفا عن التشاؤم لطلب ما يصب جهله ملحا في ابتغاء درجة ما استصعب عليه غير مؤمن له. قال الماودي رحمه الله في ادب الدنيا والدين فينبغي للطالب فينبغي لطالب العلم ان لا يني في طلبه وينتهز الفرصة به فربما صح الزمان بما سمح وظن امامنا ويبتدئ من العلم باوله ويأتيه من مدخله ولا يتشاغل بطلب ما لا يضر جهل فيمنعه ذلك من ادراك ما لا يسعه جهله فإن لكل علم فضولا مذهلة وشطورا مشعلة من صلفيها نفسه قطعته عما هو اهم منها انتهى. ثم قال ولا ينبغي ان يدعوه ذلك الى ترك ما استصعب عليه اشعارا ما استصعب عليه اشعارا لنفسه ان ذلك من فضول علمه واعذارا لها في ترك الاشتراك به فان ذلك مطية النوكى وعذر المقصرين. ومن اخذ من العلم ما تسهل وترك منه ما تعذر القناص اذا امتنع عليه الصيد تركه فلا يرجع الا خاربا. اذ ليس اذ ليس على الصيد الى منتجعا. كذلك العلم ولده صعب على من جهل سهل على من علم لان معانيه التي يتوصل اليها ما استودعتم في كلام ترجم عنها كل كلام مستعمل فهو يجمع لفظا مسموعا ومعنى مذكوما فاللفظ كلام يعقل بالسمع والمعنى تحت اللفظ يفهم بالقلب والا ذكر المصنف وفقه الله في البينة الرابعة انه ينبغي ان يكون هم طالب العلم الاعظم تحصيل قلوب والتفقه في الوحي. فانهما منبع العلوم. واليهما يرد العلم الواثق. وفي ذلك يقول ابن عباس رحمه الله تعالى ورضي عنه موفدا جميع العلم في القرآن لكن لقاصروا عنه افكار الرجال فينبغي ان يكون اعظم وطن طالب العلم واهتمامه هو تحصيل علوم المقاصد والتفقه في الكتاب والسنة فلا يشتغل بغيرها من العلوم الا بقدر ما يحلف به على مقاصد العلم المنظور فيه. فعلى قدر ما يكون ذلك العلم قادما بدعم الكتاب والسنة يكون مطلوبا كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري بعد ذكر علم الكتاب والسنة قال وباقي العلوم اما الة لفهمها او اجنبية عنها الاول هو الضالة المطلوبة والثاني هو الضالة المغلوبة. انتهى كلامه. وبين ان العلوم الالية لا ان ينظر الانسان فيها نظر تطلب بلوغ قولها ونهاية غاياتها. لان العلوم الالية كثيرة العدد ثقيلة العدد فهي تحتاج الى الة عظيمة من القوى الذهنية وهي للعلم بمنزلة المنح للطعام ان زاد ساء وان نقص ساعة وكثير من الناس يضيع قوته في شذور متفرقة لا يأتي لها ذكر ولا ينتفع بها الانسان في الكتاب والسنة. واشار الى طرف منها في علم اصول البر الشاطبي في الموافقات ابن القيم في اعلام الموقعين ومن عرف العلوم الالية رأى ان كثيرا من المسائل التي تكون فيها مما لا يحتاج اليه ولا ينبني عليه عمل ثم ذكر المصمم كلام ابن خلدون رحمه الله تعالى في مقدمته المشهورة في مراتب العلوم وما ينبغي ان اعلم ان العلوم المتعارفة بين اهل العمران على علوم مقصودة بالذات كالشرعيات اي موعدكم لذاتها بحصول الانتفاع بها. ثم قال وعلوم هي الة ووسيلة لهذه العلوم. اي غير ولكن لانها توصل الى ما فيه المنفعة. ثم بين ان العلوم التي هي مقاصد فلا حرج في توسيع كلام النية وتبريع المسائل واستفساد الادلة والانظار فان ذلك يزيد طالبها تمكنا من ملكته وايضا لمعانيها المقصودة فلا يعاب على احد طول التماسه ما في الكتاب والسنة من الاستنباط. بل ذلك من دلائل اشتغاله بما ان ينفع مع جودة فهمه وحجة ذكائه ومن طرائف ذلك ما ذكره ابن العربي في احكام القرآن انه هو واصحابه من البغداديين يعني من المالكية استنبطوا من اية الطهارة في سورة المائدة اكثر من ثمانمائة وخمسين الفائدة وذكر ابن حجر فيفتح الالباني ان المنذر سنة مجلد كبيرة في شرح صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم جابر رضي الله عنهما فذكر فيه اكثر من الف فائدة. فمثل هذه الامور التي تتعلق بعلم المقاصد وفهم الكتاب والسنة لا حرج في توسعة الكلام فيها وتفريع المسائل منها. واما العلوم التي هي الاف لغيرها ان يتوصل بها الى ثاني علوم المقاصد بالعربية والمنطق وامثالها فلا ينبغي ان ينظر فيها الا من حيث انها الات توصل ولا ينبغي ان يوزع فيها البلاء ولا تفرع المسائل لان ذلك مخرج لها عن المقصود. ثم قال في اخر كلامه يقصر عن تحصيل الجميع على هذه الصورة. انتهى كلامه. فمن رام ان يحصل غو العلوم الالية وايام تبلغ الغاية في كل علم فان العمر يضيق عن ذلك ولكن من استولى قلبه على مقاصد العلوم الالية ومهماتها كانت له تلك الة وافرة في استنباط واستخراج فوائد الكتاب والسنة. ثم ذكر المصنف انه لا يتأتى للطالب الظفر بما يؤمنه من علوم المقاصد والوسائل حتى يلاحظ جملة من الامور ذكرها بقوله نهازا للفرص اي مغتنما لما يلوح له من فرصة مبتدئة للعلم من اوله لان للعلم اوائل. فكل علم له اوائل. ومن اراد ان يدرس علما ينبغي له ان يبتدأ من اوائله. فالذي يريد دراسة النحو مثلا فانه يبتدأ اول شيء في دراسة معنى الكلمة والكلام ثم يترقى بعد ذلك الى معرفة انواع الكلمة ثم يترقى بعد ذلك الى معرفة علامات كل نوع من هذه الانواع حتى يصل الى اخر ابواب النحو. فلو قدر ان انسانا ابتدأ دراسة النحو من وسطه فدرسه من ابواب المرفوعات او انه انتقل حتى بلغ اواخره فدرس ما في اخره من المسائل الصوتية فان هذا لا يفلح العلم لان العلم يبنى بعضه على بعض وهذا لم يبتلىء العلم بما يمكن بناؤه عليه. ولذلك تجد ان الآنية كلها ولو اختلفت كتبها فإنها تشترك فيما يقدم منها فإنك اذا فتحت كتابا وجدت اول مقاصده بيان معنى الكلمة والكلام وانواع الكلمة وعلامات كل نوع من هذه الانواع ثم وعلى آتيا له ممن مدخله اي من الطريق الذي يؤخذ به. فانه كما ان للبيوت مداخل فكذلك العلوم لها مداخل تولد منها اليها. وهذه المداخل هي المتون التي قيدها اهل العلم. فمن اراد ان بعلم فانه يلتمس المذاق التي اسسها اهل العلم رحمهم الله تعالى من المختصرات والمطولات ثم يأخذ فيها فانه عند ذلك يصل الى الولوج فيها. ومن اتى من غير مدخلها متسورا الجدران على طلب العلم فانه يسقط على ظهره وربما انكسر دماغه ففاته العلم وهذا هو الذي يرى من حال اناس ينفقون اوقاتا كثيرة في طلب العلم ولكنهم يكتشفون بعد مدة انهم لم يحصلوا شيئا فينصرفون عنه. وهؤلاء اوتوا من انفسهم لانهم لم العلم من ابوابه وانما تسوروا جدرانه والعلم حصن منيع لا يأخذه الا من دخل عليه من مداخله. فاذا رأى الانسان ان يتسور وان يصل اليه من طريق ليست مسلوكة فانه لا يمكن ان يصل اليه. فان العلم هو الذي اختص الله عز وجل به من شاء من خلقه بعد النبوة فان النبوة قد طويت بموت النبي صلى الله عليه وسلم وبقي في الناس منها العلم فان العلماء ميراث الانبياء بين العلماء الانبياء كما ثبت في حديث ابي الدرداء عند ابي داود والترمذي وابن ماجة باسناد حسن وهذا الميراث جعل الله عز وجل له من الحماية والوقاية والحصانة ما لا يمكن معه ان يصل اليه الادعياء وانما يصل اليه اهله. وكما ان المرء اذا كان له شيء ثمين فانهم لا يضعه الا في خز المكين فكذلك جعل الله عز وجل العلم بحصول منيعة وقناع المدينة لا يمكن ان يصل اليها الانسان الا مما ثم قال منصرفا عن التشابه بطلب ما لا يضر جهله. فان الانسان ينبغي ان يجمع نفسه على ما ينفعه. واما ما لا يقوم جهله فينبغي ان ينصرف عنه. فكثير من الامور لا يضرك جهلها من الشرور المتفرقة والفضول المتبادلة من مسائل العلوم فهذه لا يضر جهلها ومن الغلط التشاغل بها. واذا كان التشاغل بها في المباني فان هذا من اعظم ما يكون الانسان في طلب العلم ينبغي ان يجمع الانسان نفسه على ما ينفعه ويقربه الى ربه سبحانه وتعالى فالمقصود من العلم ان تقف على طريق العبودية الى الله سبحانه وتعالى وهذا يوجب عليك ان تلتمس ما ينفعك وينفعك ولذلك من الغلط في طلب العلم ان تجد انسانا يوغل في طلب العلم مع تضييعه للمهمات التي يفتقر اليها في عبودية الله جاء رجل الى الامام احمد وقال له يا ابا عبد الله ما تقول في ماء باق لا؟ فقال له احمد هل تعرف ما تقول اذا اصبحت؟ قال لا قال تعرف ما تقول اذا امسيت؟ قال لا. قال فاذهب فالتمس هذا ثم اسأل عن ماء باق له. فينبغي ان يجتهد الانسان في طلب لا ينفعه مما ما يحتاج اليه في عبودية الله سبحانه وتعالى والا يتشاغل بما لا يضره جهله. ومن اعظم ما لا يضر جهله ويتشاغل به الناس الحوادث القدرية والوقائع التي تكون في تصريفات ايام وتحولات الزمان فان كثيرا من الناس ينفق في وقته تلمس هذه الاشياء وهو لا ناقة فيها ولا جمل. ولا قدرة له على تدبير شيء منها. والامر بيد غيره. فمن السفاهة العقلية من الحرمان الاكيد ان يشتغل الانسان بامور لا نفعله فيها ولا اثر له فيها بالكلية. ثم قال ملحا بانقضاء ذوق ما استصعب عليه غير مؤمن له فانه بكثرة الالحاد يحصل الفلاح فاذا الح مع الانسان ثم الح ثم الح فانه يصل الى مؤمله. ولا يظنن احد انه في ضعف الذه العقلية لا الى مطلوبه بل مع الاجتهاد والمثابرة تقوى هذه الملكة حتى يتمكن الانسان من الوصول الى قلوبهم. فقد ذكر العسكري على حفظ العلم انه بارتداء امره بطلب العلم كان يحاول الساعات في حفظ بيت واحد فلم يزل يروض نفسه عن الكبر حتى حفظ بسحر واحد قصيدة رغبة للعجاج رافض الاعناق وهي ثلاث مئة بيت فهذا قويت ملكته لما اخذها بالرياضة فلا يظنن انسانا انه لاجل ما يلحظه من نفسه في اول مبتدأ فيه من قصور ملكته انه لا يقف بل متى صدقت نية الانسان وسلك الطريق ان يوصل الى خطوبه مع الالحاح والمثابرة فانه يدرك ذلك ويحدثه ثم نقل المصنف بمعنى ما سلك كلاما رحمه الله تعالى في ادب الدنيا والدين وفيه قوله فينبغي طالب العلم الا يني بطلبه يعني الا يقصر في طلبه وينتهز الفرصة به. وعدل انتهاء الفرص بقوله ربما شح الزمان بما سمع وظن بما منع. فان الامور تتغير والاحوال تتبدل. وما هو متهيأ لك اليوم وما لا يتهيأ لك غدا. والمكنة من عقد برامج علمية يحضر فيها اليك معلم يعلمك. قد لا يحدث في زمن اخر من عرف احوال الناس وتقلبات الدول علم ان من الامر ما يكون متاحا في زمن وما يكون غير متاح في زمن ثم نقل بعد ذلك كلاما قال فيه ولا ينبغي ان يتلوه ذلك الى ترك ما استصعب عليه يعني من العلم اشعارا لنفسه ان ذلك من قبول علمه اي ما لا يستحق الاشتغال به واعذارا لها في ترك الاشتغال به فان ذلك بقية الموت يعني النوبة والنوبة هم الحمقى ومن اخذ من العلم ما تسهل وترك ما تعذر كان كالقناص يعني كالصياد اذا امتنع عليه الصيد تركه فلا يرجع الا قائما الا اذ سيرى الصيد الا مجتمعا. كذلك العلم طلبه صعب على من جهله سهم من علم اي على من علم طريقه فان جعل الانسان للطريق يضر به. قال ابن القيم رحمه الله تعالى الفوائد الجاهلية طريقي واثابها والمقصود يوجب ضياع الفائدة يوجب ضياع اول كثير في فائدة قليلة انتهى كلامه. نعم. احسن الله اليكم. قال وفقه الله البينة الخامسة مما يعين الظالم على الاختصاص بما سبق جمع على تلقي اصول تحكما وتفهما. فان افراغ زهرة العمر وقوة النفس في انقلابها احسن من انتهاز للفرصة واكمله. وبهذا الجدار العنون من اوائلها واتيانها من مداخلها. وهي سلم الارتقاء الى الحج في العلم وتحصيل ملكة الفن. فان الحق يدرك ثلاثة امور اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده. ثانيا الوقوف على مسائله. ثالثها استنباط فروعه من اصوله سبيل للتحقق بهذه الامور الثلاثة فخر الاصول واستبطال منطوقها ومفهومها حتى يمتلئ القلب بحقائقها في النفس مقاصدها فيصير يمارس لها ذا حقد وبصيرة لها قال ابن خلدونة في مقدمته بعد كلام سبق وذلك كأن الحق في العلم والتفنن فيه والاستيلاء عليه. انما هو بحصول ملكة في الاحاطة بمبادئه وقواعده. والوقوف على مسائل واستنباط فروعه من اصوله وما لم تحصل هذه لم يكن الحق في ذلك الفن المتناول حاصلا. وهذه ملكة غير الفهم والوعي لانا نجد فهم المسألة الواحدة من الفن الواحد ووعدها مشتركا بين منشدا في ذلك الفن وبين من هو مبتدئ فيه وبين العامي الذي لم يحصل علما وبين العالم النحري والملكة من جماهير العالم او والملكة انما هي للعالم او الشادي في الفنون دون من سواهما. فدل على ان هذه الملكة غير الفهم والوعيد عندها. ذكر المصنف وفقه الله في هذه البينة الخامسة ان مما يعين الطالب على الانتصاف بما سبق من الاحاطة بما ينفعه من العلوم جمع نفسه على تلقي الاصول تحفظا وتفهما. ثم علم ذلك بقوله فان اقرار زهرة العمر وقوة النفس في بلادها احسن من انتهاز الفرصة واكمله وبها ابتداء علوم اوائلها واتيانها من مداخلها. فمن قام ان يحرز العلم فانه يعمل الى الوفود وهي الكتب المؤسسة في تحصيل العلوم مما عرف عند اهل العلم باسم المكون ثم يتلقاها تحفظا وتفهما فلا بد من وجود هاتين القوتين العقليتين الحفظ والفهم. ولا يدرك الانسان العلم الا بهما. ومن ظن انه ينال العلم بلا حفظ ولا فهم فلا يتعنى. والاخذ بواحد منهما مما بالاخر فان الانسان اذا استنفذ قوته في حفظه اضر من فهمه. واذا استنفذ قوته في فهمه اضر بحفظه. ولكن ان الانسان اذا راعى بينهما وجعلهما كالجناحين للطائر حصلت له ملكة قوية في العلم. فينبغي ان يجتهد طالبوا العلم في تلك العقول وتلقيها بالتفهم. ثم بين بعد ان ذلك هو سلم الارتقاء الى الحق في العلوم. يعني النباءة فان اتقام العلم والنباهة فيه شيء يأتي بعد تحصيل الاصول ولا يأتي معها وانما اذا حصل والانسان اصول علومه فاستوت في قلبه حفرت له بعد ذلك ملكة الحق والفهم والادراك للعلم. ثم تبين ان الحلق يدرك بثلاثة امور اولها الاحاطة بمبادئ العلم وقواعده ويدرك العلم الذي يطلبه الذي يطلبه بمبادئه وقواعده. وثانيها الوقوف على مسائله ان يكون له تصور لمسائل هذا البنك واستنباط فروعه من اصوله ان يرجع فروع هذه المسائل المقيدة في العلم الى الوصول عند اهله مما بني عليه. ثم قالوا ايسر سبيل للتحقق بهذه الامور الثلاثة فخر الاصول يعني شق الاصول الضباط منطوقها وقومها يعني ان يتفطنها في داخلة نفسه منطوفا ومفهوما حتى يمتلي القلب بحقائقها وتثبت مقاصدها فيصير الممارس لها ذا حقد وبصيرة بها والكذب والحذر لغتان بالفتح والكسر ثم نقل كلام ابن خلدون في اشادة المعنى المتقدم وفيه التنبيه الى ان ملكة ملكة غير الفهم والوعي والمنافذ هي الهيئة الراسخة في النفس وهي احدى انواع الهيئات عند الفلاسفة وهذه الملكة وهي ملكة الحذر ليست فهم الكلام المذكور في فن ولذلك نجد عند كثير من طلبة العلم قولون قرأنا الكتاب ففهمناه وهم صدقوا انهم فهموا المباني الظاهرة والمعاني المتبادرة منه اما بحق تلك المعاني في قلوبهم واستوائها في نفوسهم فان ذلك حظ قليل منهم. والفهم يشترك فيه منشدا من شيئا قليلا ومن كان مبتدئا ومن كان عاميا ومن كان عالما فانهم يشتمون في الفهم. واما الملكة الذي يتصور ذلك العلم تصورا كاملا وفهم مآخره ومداركه وغير ذلك مما يحتاج اليه فهذه العالم والشادي بالبنون والشادي اسم لمن حصل قدرا كبيرا من العلم. فهذه الملكة وهي ملكة الحذر شيء غير الفهم والوعي ولا تأتي باليوم والليلة والسنة والسنتين بل يحتاج الانسان الى ملازمة العلم ومواصلة الاخذ له حتى تتهيأ عنده هذه الملائكة فيميز بها مآخذ العلم ومسائله ومداركه وانا اضرب لك مثلا من كلام القرآن رحمهم الله تعالى فان فقهاء الحنابلة من مفرداتهم عن بقية الثلاثة ذكرهم من نوافظ الوضوء لحم وحجتهم في ذلك الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جابر ابن سمرة وغيره عند وفيه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم انتوضأ من لحوم الابل؟ قال نعم توضأوا منها. ومع ان الحنابلة على رأس امامهم عرضوا بشدة التمسك بالاثار الا انهم عدلوا عن لفظ لحم الابل الى لحم الجزور. فلا تجد كتابا مليا متقنا وبه ذكر هذا الناقض باسم اكل لحم الابل وانما قالوا اكل لحم جزور وانما عن ذلك لامر يدركه ذا الحلق في العلم. واما ذا البهب وهو المبتدئ والعامي واوصاف العاقلين في العلم فانه لا لكن من حصلت له منحة في العلم ورأى ان الحنابلة رحمهم الله تعالى فرقوا بين اجزاء الابل بين اجزاء من الابل وجعلوا الرأس غير ناقض وجعلوا الكبد وغيرها غير رافقة ادرك معنى الجزور. واما الجزور ورزق لما يجزر من اللحم اي لا يتوصل اليه الا بقطع وذلك ما كان ملاصقا لعظمه. فقصوا اللفظ به فلا بغيره وعدولهم عن ذلك الى هذه الكلمة وحسن فهم معقلها لا يتوصل اليه الا من كان ذا حق وبصيرة في العلم احسن الله اليكم قال رحمه الله البينة السادسة ان الوصول الى الحلق في العلم لا يتهيأ باخذه دفعة واحدة بل لا بد من تدريج النفس فيه شيئا فشيئا ويتحقق هذا بتكرار نفسه الفني بتكرار دراسة الكم في عدة اصول له ارتفاعا من الانجاز الى التوسط ثم الطول. وقد يكون لكل مرتبة اصل واحد وقد تضم اصلين اثنين معا. وتختص الاصول بكونها جامعة من مسائل الاعتبار في كل باب. ثم تتزايد مسائلهم في الوصول المتوسطة والمطولة. ومفتاح كل هو ان يتلقى الطالب الاصول الموجزة على سبيل الاجمال ليتهيأ بذلك له فهم الفن وتحصيل النصائح اليه ويتلقى بعدها الوصول المتوسطة مستوفاة الشرح والبيان مع ذكر ما هنالك من خلاف وجهي فتقوى بذلك ملكته في الفن ثم بعدها النشول المطولة مستكملا شرحها وبيانها ومعرفة خلافياتها ويزال له حل المشكلات وفتح المقبلات فيصل بهذه العدة الى ملكة الفن. والمرشد الى هذا كله هو الدراجة البصير ابن خلدون اذ يقول في مقدمته اعلم ان تلقين العيوب للمتعلمين انما يكون مفيدا اذا كان على التدريج شيئا فشيئا وقليلا قليلا عليه اولا مسائل من كل باب في الفن يوصل ذلك الباب ويقرب له في شرحها على سبيل الاجمال ويراعي في ذلك قوة واستعداده لقبول ما يريده ما يريد عليه حتى ينتهي الى اخر الفم وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم الا انها نفسيتها ضعيفة وغايتها هيئة رفا من فن وتحصيل وسائره ثم يرجع به الى الفم ثانية فيرفعه في التلقين عن تلك لا اعلى منها ويستوفي الشرح والبيان ويخرج عن الاجماع ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه الى ان ينتهي الى اخره فتجود ملكته ثم يرجع به وقد شد فلا يترك عاوسا ولا تفهم ولا منغلقا الا وضحى وفتح له مقفلة فيخلص من الفن وقد استولى على ملائكته هذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيت ان لا يحصل في ثلاث تكرارات وقد يحصل للبعض في اقل من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسر عليه انتهى كلامه وهو شبيه باجتماع الخلق على ترتيب الدراسة النظامية في ما دون الجامع في مراحل ثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية. ذكر المصنف وفقه الله بالبينة الثالثة ان الوصول الى الحق في العلم المتقدم ذكره والاشادة به لا يتهيأ للنفس باخذ العلم دفعة واحدة بل لابد من تدريج النفس فيه شيئا فشيئا. وهذا التدليل ان حقق بالترقي في تكرار بدراسة الفن في عدة اصول له. تنتظم ارتفاعا من الايجاز الى التوسط الى الطول. وقد يكون كل مرتبة اصل واحد وقد تضم اصلين اثنين معا. فان اهل العلم رتبوا اخذ العلم على ثلاث منازل على ثلاثة منازل احدها منزلة الابتداء وثانيها منزلة التوسط وثالثها منزلة الانتهاء ومن الاولى سميع مبتدئة ومن كان في الثانية سمي متوسطا ومن كان في الثالثة سمي منتهيا. وحق وصف المبتدئ كما في شرح الدمزموري على السنن المنورة وغيره ان المبتدأ هو المتصور لمسائل الفن وان فهو المتصور لها مع معرفة ادلتها. وان المنتهي هو المتصور لها مع معرفة ادلتها. والقدرة على الرد على المحرم فيها. فلا يتمكن الانسان الا برعاية هذا التدرج. ومما ينظم هذا التدرج برعاية الاصول المؤلفة بالبنون. فيأخذ الانسان علمه التدريجي بالابتداء في متن وجيز ثم يرتقي الى ثم يلتقي الى منتهي وتكون كيفية الدراسة كل فكر في هذه المراحل الثلاث وفق ما يصلح له قال فقد قال المصنف في ذلك ومفتاح الانتفاع بكل هو ان الطالب الاصول الموجزة على سبيل الادمان فيكون اخذ المتن الموجز على سبيل الاجمال ليتهيأ بذلك له متن الفن وتحصيل مسائله ثم يتلقى بعدها المتوسطة مستوفاة الشرط والبيان يعني فيما هنالك من الخلاف ووجهه فتقوى بذلك ملكته بالعلم ثم يتلقى بعدها الاصول المطولة مستقبلا شرحها وبيانها ومعرفة خلافياتها الى اخر ما ذكر. فمن صام ان يأخذ علما من العلوم فانه ويرتبه على هذا من جهتين احداهما من جهة الكتب المدروسة والاخرى من جهة كيفية دراستها. فيبتدأ مثلا بدراسة ان حكم مقدمة الادرامية ثم يلتقي في المتوسط الى قبل الندى ثم يلتقي في المنتهى الى النية الجمال ثم يأخذ كل واحد منهما على الكيفية المقصوصة. في مقدمة الات الرامية تدرس على وجه الاجمال ببيان مسائل البند واما حكم الندى فيستوفى فيها الشرح والبيان دون ذكر الخلاف في سائرها. ثم يدرس الكتاب الدارج وهو ابن مالك على وجه الاستيتاء بمسائل الفن وذكر وجوه الخلاف فيها وادلة كل مع فتح المغفلات وحل المشكلات فاذا درس طالب العلم على خلاف ذلك اما بالترقي الى الكتاب الاخير دورة دون دراسة الكتابين الاولين فانه يضر نفسه واذا عمد الى دراسة الكتاب الاول منها على غير طريقة الاجمال فانه يضر نفسه. فالذي يدرس مثلا اهلية ابن مالك ليست له مكنة سابقة ومعيبة في النحو في دراسة المقدمة الاجرامية وفضل الندى او ما يقوم مقامهما فانه لا يستوفي فهما مسائل الادوية ابن مالك ولو كان يفهم ما يلقى اليه. فليس الشرط في حق العلم ان تفهم ما يلقى اليه. ولكن الشرط في اخذ العلم ان يبقى ذلك معه. وكثير من الطلبة يحضرون الدروس العالية ويقولون نبأ وصدقوا يفهمون. ولكن هذا فهم وقتي لعدم وجودها تأسيس الباطل تبقى به العلوم. وانما الذي ينتفع بقراءة الكتب التي بلغت المنتهى هو الذي تدرج اليها فصارت له ملكة نفسانية ينتفع فيها من العلوم. واذا درس الانسان مقدمات العلوم على الوجه الذي تدرس به خواتمها اضر بنفسه. فاذا ان طالبا درس الادرامية مثلا على وجه التقويم في استنثار الخلافيات النحوية وحجج اصحابها وخلاف بين المصريين والكوبيين مع ايران وحلها لا يقرئ وان ظن انه ينتفع وان ظن ان استاذه حاذق وربما يكون حاذقا في فنه ولكنه ليس حاذقا في تعليم الناس العلم فان تعليم الناس العلم انما يكون تدريجي شيئا فشيئا فمنها الغلط ان يلقن طالب العلم في مقدمة الاجرامية ازيد مما يحتاج الى مجملات وذلك يؤخذ في ثلاثة ايام او خمسة ايام. لان هذه العلوم مما يفتقر اليها في علوم الديانة فان نحوها من اشد العلوم التي يبنى عليها قوم الكتاب والسنة ومما ينبغي ان يعقله المرء ان ما تعبده الله عز وجل به لا يكون وعظا صعبا ابدا ولكن الناس وعروه وصعبوه على انفسهم فان الله تعبدنا بدين سهل ميسور وينبغي ان تكون عيوبه سهلة ميسورة ولكن ان طريقة تلقيها هي التي افسدت العلم. فصار الطالب اذا درس الناحية فقرأ المقدمة الرامية جيء اليه في مقدمتها هو اللفظ المركب المفيد فشرع معلمه يقول الكلام كلمة مركبة من الف وكلاء ثم يذكران انواع ثم يذكر له الخلاف بما يكون متعلق هل في هذه الكلمة؟ ثم يذكر لهم الكلام هل هو جمع كلمة ام لا؟ وما وهل الكلم جمع ام اسم جمع؟ فيخرج الطالب المسكين يقول لقد اخذت النحو عن استاذ حاله وهو الحقيقة لا يقول شيئا. وانما هذا الحلق والفهم الاستاذي وما هو لا ينتفع في النحو في هذه الطريقة. ولذلك تجد ان دراسة العلوم على وطرائقها توعنها وخذ ذلك مثلا بعلم النحو فان الناس يدرسون علم النحو على الطريقة التي لا ينبغي دراستها نجد ان طالب العلم النحوي اذا درس بابا في ابواب النحو اشغل بغيره. فتجد ان بعض المعلمين للنحو في الباب الاول وهو باب الكلام يضرب للطلبة امثلة من هذا الجمل. ثم يقول مثلا جاء محمد الى المدرسة ثم يقول هذه هي الجملة فيها عدة كلمات جاء فعل ماض الى اخره. ثم يشرع في اعرابها فيعرب جاء ثم يعرب محمدا ثم يعلن الى ثم يعيد الى الصلاة والطالب المسكين بعده لم يلتقي الى فهم ذلك. ومن الغلط اشغاله به وطريقنا العلمي ان يقال كل نوع من انواع الكلام التي تركتها في هذه الجملة وبين دليله ويقتصر على ذلك وبكل باب يحرص على هذا ثم اذا اخذ الانسان العلم على هذه الطريقة المتدرجة من الاتصال والتوسط والتطوير صارت له بالعلم واما بغير ذلك فانه لا يحكم له مهلة في العلم. وذكر المصنف في تأييد ذلك كلام ابن خلدون رحمه الله تعالى في المقدمة وهو مضمن ما سبق نشره في ايضاح ذلك فمن الجميل في كلام ابن خلدون قوله بامرين هذا وجه التعليم المبين وهو يدل بمفهومه ان غيره لا يقوم تعليما مفيدا. ينبغي ان يختار الانسان في نفسه اما تعليما مفيدا يرجع عليه بالادراك واما ان يسلب طريق التعليم غير المفيد الذي يضيع به عمرا كبيرا في تحصيل لفائدة قليلة ثم ذكر المصنف ان ما ذكره ابن خلدون رحمه الله تعالى شبيه باجتماع الخلق على ترتيب الدراسة النظامية قبل الجامعة في مراتب ثلاثة الابتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية وما يدرسه طلاب الثانوية مبادئه قد درسوها في مرحلة الابتدائية فكل مرحلة بنيت على ما قبلها وكذلك اخذ العيد. ومن العجيب ان الباذلين للعلوم الشرعية لا يستفيدون من مناهج الافادة في طرائق التربية والتعليم وما تنفقوا وزارات التعليم والتربية في العالم العربي الاسلام بترقية العلوم كلها. ومنها طرف من العلوم الشرعية او العلوم اللغوية كالنحو. وربما وجدت في المناهج الدراسية ما يكون لطلاب العلم انفع مما اسرت اليه بعض احوال التدريس في بعض المتون فلا ينبغي ان يغفل الان على الاستفادة من المواد الدراسية في خدمة العلوم الشرعية اللغوية مما قيد بالجهة التعليمية احسن الله اليكم قال وفقه الله البينة السابعة تؤخذ اصول الفنون حفظا وفهما عن شيخ عالم بوصفين اثنين احدهما الاهلية في الفن بتمكنه في النفس. والاخر والاخر النصح هو حسن المعرفة بطرق التعليم. فان اتق الله في الشريعة ومفتاح الخزانة بايدي العلماء. ومفاتيح الخزانة بايدي العلماء لانهم ورثة الانبياء ومن لم يفتح له ومن لم يفتح له الخاتم كيف يناله الدواء؟ ودلائل الشرع والعقل متواطئة على تقرير هذا المعنى ومن ظن انه يدرك العلم دون شيخ مرشد فلا فلا يتعمم والشيوخ لهم درجات ومواكب يتفاضلون فيها التي تنبغي رعايته فيهم الوصفان المذكوران ذلك. فمن اجتمع فيه من الشيوخ فهو اولى بالاخذ عنه. وان كان غيره اعلم منه اتمنى ان يكن ناصحا عارفا بطرق التعليم اضر بالمتعلم واورد موارد الادب. احرص على من تقدم وصفه فان لم يتيسر مثله او من يقاربه من الشيوخ وفقد الشيخ المعلم في بلدنا الجمل او شق الوصول اليه امكن سلوك احد الطرق الاتية الاول استحضار شرح معتمد للاصل المقصود وتفهم معاني مع مراجعة شيخنا عارف بالفرد فيما اشكل منه الثاني زيادة على شرح واحد مع سلوك ما مضى ومحل هذا اذا كانت شروح الاصل تقصر عن توضيح معانيه فلابد من صلب بعضها الى بعض او وكان الطالب جيدا فهمي قوي العقل. الثالث الزيادة على المرتبة السابقة لمطالعة مدونات الفن المعتمدة. ولا يصلح هذا الطريق الا اذا كانت الشروح على الحاء المذكورة سابقة والطالب فوق ما تقدم. وكما عرفت فان اختيار طريق دون اخر يختلف باختلاف فهم ومحل فن المقصود من العلم ومنزلة الاصل الموصل الى فهمه بين كتبه ومن اصول الملكة العلمية ما يمكن تحصيله دون الحاجة الى عرضه على شيء مع كون ذلك اكمل كالبداية والنهاية مثلا لكن هذا الضرب من الاصول لا تحسم مطالعته الا بعد التضلع لمهمات لتعظم منفعته. وقد يحتاج الطالب الى عرض شيء منه على شيء يكشف معناه ويوضح مغزاه الاف يوحظ الطالب في صناعة الفهم عند فقد الشيخ اما صناعة الحفظ فله ان يعرض محفوظه من نسخة مصححة للاصل على ذي معرفة بالفن فان عظم القرين المنصوب قصد غيره. ابن علي نسخ الاصول متقنة موثوق بها. فان لم يجد فليرتحل من بلدي فان العلم لا ينعش فيها وليطلب بلدا يجد فيها رؤيته والا بقي في ظلمة الجهل والحيرة. تذكر المصنف وفقه الله وبينة تابعة ان اخذ اصول الفنون حفظا وفهما وربما تقدم التنبيه اليه حينما يمكن لتلقيها عن شيخ عابد متصل بوصفين. احدهما الاذية في الفن بتمكنه في النفس فيكون متأهلا في الفن متمكنا فيه والاخر النصح وحسن المعرفة بطريق بطرق التهليل التعليم فيكون عارفا بما يصلح للناس وما يستجد لهم من احوالهم. فان العلم القيادة الشريعة ومفاتيح الخزانة بايدي العلماء. لانهم ورثوا الانبياء ومن لم يفتح له الخازن كيف ينال مبتغاه ودلائل الشرع والعقل متواطئة على تأييد هذا الاصل واقامته وان العلم لا يزال الا بشيء ما رواه ابو داوود بسند قوي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تسمعون منكم ويسمع ممن سمع منكم. والعبرة بعموم الخطاب لا توصي المخاطبة. فمن علامات العلم هذه الامة كونه موروثا غير مستأنف. كونه موروثا غير مستأنف يأخذه الخالق عن السالف تلقيه عنه وقد قرر هذا الاصل واطرب فيه واطال فيه مطربا الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه بالموافقات والشيوخ لهم درجات ومراتب يتفاضلون فيها. والتي تنبغي رعايته فيهم الوصفان المذكوران. فمن اجتمع فيه من الشيوخ فهو اولى بالاخذ عنه وان كان غيره اعلم منه. فمن لم يكن ناصح العارف بطرق التعليم اضرا متعلمين واوردهم موارد الاذى ومن لطيف الحكايات في هذا المعنى ما ذكره لهجة البيضاء علامة لنشكر في عصره في علوم العربية ان شيخه طاهر ابن صالح ابن سمعون الجزائري رحمه الله تعالى قال لهم يوما اذا جاءكم رجل يريد ان يتعلم النحو في ثلاثة ايام فقولوا يمكن ذلك فلعله ان في هذه الايام الثلاثة ما يحببه النحو فيستكمل بقيته. وهذا من حرظ الشيخ العالي طرائق التعليم ومن الناس من يكون بعكس ذلك فاذا اردت ان تتعلم منه علما وعرف لك هذا العلم وصعبه عليك شتان بين التعليم الناصح للخلق فيها وبين انسان لا يريها اهتماما ولا يعتني بها. ثم نبه ان من لم يتيسر له ذلك الشيخ او او من يطالبه وبقي الشيخ المعلم في بلد او زمن او شق الوصول اليه امكن سلوك وابداء الطرق الاتية. وهذه الطرق بمنزلة الميتة التي تحل عند الضرورة. فطالب العلم الاصل في علم ان يأخذه عن شيخ فان لم يوجد جاز له مع الضرورة ان يسلك احد الطرق الابية واولها استحضار شرح معتمد للاصل مبسوط وتفهم من معانيه مع مراجعة شيخ عارض بالفن فيما اشكل منه. فيقصد الى شرح معتمد لذلك المتن الذي يروم تفهمه ثم يتفهم معاني هذا الشرع ويراجع في ذلك عالما في بلد اخر ولا ريب لانه ان كان في بلده كان الاولى به والاجر ان بنته وعليه. فاذا اشكل عليه شيء راجع شيخا عاليا والطريق الثاني ان يزيد على شرح واحد مع سلوك ما مضى يعني في مراجعة الشيخ العارف. ومعه هذا اذا كانت جروح عن توضيح معانيه فلابد من ضمن بعضها الى بعض او كان الطالب قوي العقل. بل للانسان ان يزيد عن شرح واحد اذا كان ذلك الشرع لا يأتي بمقاصد بيان معاني المذهب او كان الطالب جيد الفم قوي العقل والطريق الزيادة على المرتبة السابقة في مطالعة مدونات الفن المعتمدة اي الزائدة على ذلك المنفذ. فلو قدر انه يدرس متنا عقوليا ولم يجد شرحا واقيا له فانه يراجع بقية كتبه ليفهم المسألة التي غضبت عليه منها ثم قال ولا يصلح هذا الطريق الا اذا كانت سابقا اي لا تأتي من مقاصد بيان معاني المبني فوق ما تقدم يعني من جودة الفهم وقوة العقل. ثم بين ان من اصول المادة العلمية ما يمكن تفصيله دون الحاجة الى عرضه على مع كون ذلك اكمل في البداية والنهاية مثلا فان كتاب الهداية والنهاية من اصول المادة العلمية المتعلقة بعلم من التاريخ ومن العلوم التي يحتاج اليها طالب العلم علم التاريخ. وكتب التاريخ كثيرة لكن من انبعها كتاب والنهاية فهذا النوع من دخول المادة العلمية لا تحسبه مطالعته الا بعد التطلع من مهمات ومن الناس من يظن ان قراءة التاريخ سهلة وصدقة هي سهلة على من يعرف الهجاء واما على ما يريد ان يستنبط الاحوال والحقائق والمؤثرات والمؤثرات في السياق التاريخي. وصلتها بدلائل الشرع. فان ذلك يحتاج الى الفهمي قوي فلا ينبغي ان يعجل الانسان على نفسه فليؤخره لمن يؤخره لتحصل له المنبعة التامة منه ثم بين انه ربما احتاج الى عفو شيء منه على شكل يكشف معناه ويوضح مغزاه فالبداية والنهاية مع انها مع انها سهلة على اكثر الناس لكن فيها مواضع مشكلة في مسائل ذكرها في الاعتقاد وغيره تحتاج الى عرضها على شيخ يبين ثم ذكر ان هذا حظ الطالب من صناعة الفم عند بطن الشيخ اما صناعة الحفظ عند ذهب الشيخ فله ان يعلم محسوبه نسخة مصححة للاصل على قليل له في معرفة بالفن فلا بد من اجتماع شيئين احدهما ان تكون النسخة مصححة وهذا لا يعني في تصحيحها ان يأخذ الانسان نسخة مطبوعة في السوق. وكثير من الكتب التي طبعت من بين العور والعرج انما يحرص ان يتعرى نسخة مصححة عن شيوخ العلم. وبحمد الله تجد ان هذه النجوم قرأت على كثير من اهل العلم فيستمع الى احد الناس التي قرأ فيها هذا المتن على عالم ويرى اصلاحه بالكلام ويبني حفظه عليه الشرط الثاني ان يكون على قرين له له معرفة بالفن الذي يعيظ فيه محفوظه. فان علم القرين المنصت فصد فان علم القرين الموصول غيرهم. يعني قصد سواهم مع الالتزام بنسق الاصول المتقنة الموثوق بها. فاقل شيء ان يحرص الانسان على النزه العتيقة الموثوق بها من النجوم. وقد ذكر اهل العلم ان اول مراتب التعليم تصحيح الذي يعلم الناس ولا يصرح المتون مقصر في هذه المرتبة الاولى وقد اشار اليها في سنن المعتدين وغيره من العلم ثم قال فان لم يجد فليمتحل من بلده فان العلم لا ينعش فيها يعني لا يحيا ولا يبعث ولا يؤذن فيها وليطلب ولا تجلدوا به بغيته الا بقي في ظلمة الجهل والحيرة. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله البينة الثامنة من قواعد الاصول من القواعد الاصول الادراكية للمأمول تقليل الدروس واحكام المدروس. وعروة وعروة الاحكام الوسطى هي ملازمة التكرار بالدرس والحرص على مذاكرة الاقوال في المذاكرة احياء الذاكرة والعلم غرس القلب والغرس الى سقيا يوم وسقي العلم مذاكرتك ومن بدائل الالفاظ المستجابة من فرائض الكفار. قول ابي حجاج المسي الحافظ رحمه الله المجزي الحافظ رحمه من حاذ العلم وذكره حسن الدنيا وآخرته. فأدم لي العلم مذاكرة فحياة العلم مذاكرته. وعاقبة تركه هناك وقت العلم قالت شهاد الزهري الزهري رحمه الله انما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة وترك الاستذكار بعد والتفهم يضيع به زمن طويل لابتغاء استرجاع مفهوم ذهبت معاني او محبوب نسيت مباني وفي الصحيحين ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة ان عاهد وان اطلقها ذهبت. قال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد يبين معناه. واذا كان القرآن ميسر للذكر كالابل المعقلة من تعاهدها امسكها فكيف بزائر العيوب؟ ذكر المخلط وفقه الله البينة الثامنة ان من القواعد الاصول العظيمة في ادراك العلم المأمول المطلوب تقديم الدروس واحكام المدروس فيقلد الانسان اخذه العلم ما خلقه. وعروة الاحكام المتقى التي يتعلق فيها طالب العلم هي ملازمة تكرار الدرس. والحرص على الاقران ففي احياء وفي المذاكرة احياء الذاكرة. فان الانسان اذا ذاكر غيره ارفع علمه في ذاكرته والعلم غني القلب والغلف بلا سقيا يموت وسقيا العلم اولى كرب ثم اورد هذين البيتين المشهورين وهما اي حافظ المجزي رحمه الله تعالى قال من حاز العلم وذاكره حسنت دنياه واخرته فاذن للعلم مذاكرة فحياة العلم ثم بين ان عاقبة ترك المذاكرة فقد العلم. فاذا لم يذاكر المرء ما كسبه من العلم مع غيره فان ذلك العلم يذهب منه. والمراد بالمذاكرة مفاعلة من التدبر فهي لا تكون الا بين اثنين وصاعدا. وما وعند الناس من جزيرة في حق واحد فانما يسمى مطالعة. فاذا كان الانسان بمفرده قيل طال دروسه واذا كان مع غيره قيل ذاك رأى ان ثم بين ان ترك الاستفتاء بعد التحفظ والتفهم يضيع به زمن طويل في الفراس والجاعل القومي ذهبت معانيه او مفعول نسيت مبانيه فاذا اهمل المرء استنكارا علومه حفظا تماما ذهب منه ما تعلمه ثم ذكر شاهده حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الابل المعقلة يعني المقيدة ان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت ثم نقل كلاما عظيما لابن عبد البر قال واذا كان القرآن ميسر للدين كالابل المعطلة من تعاهدها امسكها فقيم بسائر العيون. فاذا لم يتعهد المرء ومعلومه ضاعت منه. ولأجل هذا طالت صحبة آخر العلم علمائهم. بأن خطبتهم لأهل العلم تطيل مدة الى تركهم تلك العلوم القوم يسمعونها منهم مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة ولا يطلبون منهم كل مرة ان يسمعوا علما جديدا فان العلم الجديد ليس بالضرورة ان يكون مفيدا والعلم مفيد هو الذي يتكرر عليك في اليوم والليلة واعتبر هذا بسورة الفاتحة التي نقرأها في كل صلاة من صلواتنا عدة مرات. فكثرة اعادة الشيء لا تعني عدم وربما كانت انفع اعظم من بعد الى تكون الا بمعاذ. انظر هذا في حق سورة الفاتحة فان سورة الفاتحة كما ثبت في حديث ابي المعلى عند البخاري هي اعظم القرآن. ولامر كونها اعظم القرآن تكرر مرة بعد مرة. ولما كان من مضى من اهله العلم يبصرون عقدهم العلم على كتب معتمدة يكررونها مرة بعد مرة ثبت العلم في نفوسهم ولما شغل بتغيير تلك الاصول وتنويعها وتحويلها بحيث اذا درس احدهم الكتاب مرة واحدة تركه لا يجوزه ان العلم وقد روى ابو معين الاصبهاني بسند صحيح عن العباس ابن عبدالعظيم العنبري عن عبد العظيم ابن عباس العنبري عن مالك ابن انس رحمه الله تعالى قال كان الرجل يختلف الى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه العلم. وهذه كلمة يستعظمها المرء اذا سمعها. ذاك في زمن كان احدهم يعني العلم يومه كله ونحن اليوم في زمن لا يبلغ الانسان للعلم الا في يسيره. ومع ذلك كان احدهم يصحب شيخه غدة مديدة لاجل علمهم بان العلم لا يثبت الا بتكراره مرة بعد مرة. ثمان ما يطلب من صحبة العلماء والشيوخ ليته علم المسائل فقط بل علم الاحوال هو من اعظم ما يطلب من صحبة المشايخ. وهذه الاحوال اما في جهد من الدنيا او معاملتهم الناس او كيفية او طوائق معاملتهم للحوادث التي تجري فهذا امر لا يختبئه الانسان باليوم والليلة والسنة وانما يفترس بمدة بديلة فهو بصحبتهم يعرف متى يتكلم. واذا تكلم كيف يتكلم؟ ويعرف من صحبتهم متى يؤتي واذا بدأ ماذا يقول في فتواه ويعرف متى يدرس واذا درس ماذا يدرس واذا درس يدرس وهذه الامور لا توجد في الكتب. وانما هي شيء يؤخذ عن التلقي بصحبة العلماء. فمن صحب العلماء سمع منهم اشياء تدل على ان العلم بهذه المنزلة فانك لا تصل الى هذه الاحوال الا بصحبة هؤلاء من العلماء الراسخين المقصود ان الانسان ينبغي له ان يستذكر علومه اما بتكرار النظر فيها مرة بعد مرة او بمصاحبة ملازمة حلقات العلماء التي يكررون فيها الكتب مرة بعد مرتين. وكان من مضى يذكر عنه من هذه الامور بالتكرار ما صار الناس يرونه ضربا من او تضييعا للوقت وقد ذكر من اخبار شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى انه درس كتاب ثلاثة اصول وادلتها في قضية اكثر من مائة مرة. وتلك المئة مرة كانت كلما وزن يشرح فيها ويعلم. فهو يرى من عبوديته لله بث العلم ومنه هذا الاصل كما يرى ان من الانفع للناس ان يعيدوا هذه النجوم مرة بعد مرة ولو انك قرأت سير العلماء الى وقتهم قليل في الكويت وغيرها تجد انهم يكررون الكتاب مرة بعد مرة واعتبر هذا في حال فقيه الكويت في وقته يا شيخ محمد بن سليمان رحمه الله فإنه كان يكرر كتاب دليل الطالب مرة بعد مرة وربما ختمه في السنة الواحدة اكثر من مرة في دروسه بعد صلاة الفجر فتجد من الشباب من يحضر مرة واحدة على تقطعات ثم يظن انه استوفى الفقه في هذا الكتاب وهذا من الجهل فان من يعرف حقيقة العلم يقطع ان العلم لا يدرك الا بتكرار مرة فمرة فمرة اما في اصل واحد او في اصول متنوعة ترجع الى معنى واحد. احسن الله اليكم قال وفقه الله البينة التاسعة بالتأني ليله ويتم تمنيه والثبات نبات وانما يجمع العلم بطول المدة وتنوين العدة. قال الزهري يوصي صاحبه يونس ابن ابن يزيد الايلي. يا يونس لا تكابر العلم ان العلم اودية فايها اخذت به قطع بك قبل ان تبلغه ولكن خذه مع الايام والليالي ولا تأخذ العلم جملة فان من رام اخذه جملة ذهب عنه جملة ولكن الشيء بعد الشيء مع الليالي والايام. فمن طلب العلم في ايام وليالي فقد طلب المحال. ومن حشى قلبه به شيئا فشيئا ساله واديه واروى قاصدي. ونهاية العدو تشتت وركود. قال الخطيب البغدادي رحمه الله في الفقيه والمتزوج اعلم ان القلب جارحة من الجوارح تحتملها وتعجز عن اشياء في الجسم الذي يحتمل بعض الناس ان يحمل مئتي رطل ومنهم من يعجز عن عشرين الف وكذلك منهم من يمشي فراسخ في يومه ولا يعجزه ومنهم من يمشي مع ضميره فيضر ذلك به ومنهم من يأكل من الطعام ام قال ومنهم ميتا ومنهم من يسلمه الرزق فما دونه فكذلك القلب من الناس من يحفظ عشر ورقات في ساعة منهم من لا يحفظ نصف صفحة في ايام فاذا ذهب النبي مقدار حفظه نصف صفحة يوم ان يحفظ عشر ورقات تشبها بغيره لحقه الملك وادركه الضجر ونسي ما حفظ ولم ينتفع بما سمع. ذكر المصنف وفقه الله في البينة التاسعة ان بالتأني بالرفق بالنفس في اخذ العلم ينال به. الطالب هويته ويكون ما اراده فمن اخذ العلم بآيات وضوء ادب وصل الى مطلوبه منه والثبات والنبات. وانما يجمع العلم بطول المتهم وتجويد العدة فلا يظل يظن ان امريء انه يدرك العلم بالاستعجال فيه. بل اذا اخذه شيئا فشيئا بلغ واما ان هزم عليه هجمة واحدة فان العلم يحفظ نفسه من ان يكون اخوة زائغة لمن يريد ان يتجرأ عليه هذه الدراسة المستقبحة. وفي اخبار بعض علماء التنقيط انه كان عند اخذه ابن ما لك يحفظ بيتا واحدا ويعرضه على شيخه. فقال بعده بعض رفقته الا اعجل بالفرظ على اهلك قال العجلة ومعنى قول العجلة اردت انه يريد ان يستوفي فهم هذا البيت بحيث لا يحتاج مرة ثانية الى الرجوع الى شرقي رضوان عما تضمنه من العلم. ثم اورد بوصية الزهري لصاحبه يونس يزيد الايدي في التحديد منه العلم والامر بالنفس في عقده. وان العلم يؤخذ مع الايام والليالي ولا يؤخذ جملة واحدة. ولكن الشيء بعد الشيء مع والايام كما قال ابن الحاج ما ذكره عنه السيوطي في بغية الوعاء اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي يزداد بها المرء حكمة وانما السيل اجتماعهم النقط. فمن طلب العلم في ايام وليال فقد طلب المحال. ولهذا في هذا البرنامج ليس لينقل متلقيه من الجهل الى العلم ولكن يأتي بتوجيه الانظار الى اهمية النظر في علوم وما يقدمها على تنوعها واطلاع الاخرين على المعاني الاجمالية للعلوم دون تفصيل فيها ثم قال منبها ومن حشى قلبه به شيئا فشيئا سال واديه والله قاصدين ونهاية العدو تشتت واصول ثم ذكر ما يشهد له من كلام الخطيب البغدادي ويوجد معناه في كلام ابن جوز ابن صيد الخاطر في بيان ان جارحة من الجوارح تكتمل اشياء عن اشياء فكما ان المرء يقدر على حمل شيء خفيف من الاثقال ولا يقدر على ما فوقه حتى يروض على حمل ذلك الخطيب حتى يتمكن منه ثم يلتقي الى ما بعده وكذلك جارحة القلب لا تكتمل الثقيل عليها وانما اذا اخذ الانسان الشيء بعد شيء من العلم قد يرى القلب على حمله والعلم الثقيل. وقد ذكر ابن عبد البر في جمع بين العلم وفضله ان رجلا قال للامام مالك اسألك مسألة سهلة وغضب رحمه الله وقال العلم ثقيل قال الله تعالى عليك قولا ثقيلا. ومعنى ثقة العلم انه له على اقل كتابة لمن هجم عليه. ومن اخذه شيئا فشيئا قدر قلبه على امره. واما الذي يهجم عليه دفعة واحدة فانه سيجد فيه ثقلا شديدا اكثر مما يجده من الذي يريد حمله بيده ولا يقدر عليه. نعم. احسن الله اليكم قال وفقه الله البينة العاشرة لكل صناعة عدة عدة تقدم نوالها وتدلل صعابها وعدة التعلم الة المتعلم فمن كانت معه ماله بلغ ذروة العلم والا واوعى مقالة بينت الة العلم مما طالعته ما ساقه الماء في ادب الدنيا والدين. وقد جعلها تسعة امور مع ما المتعلمة من التوفيق ويمد به من ويمد به من المعونة الاول العقل الذي به تدرك حقائق الامور الخدمة التي يتصور بها غوامض العلوم والثالث الذكاء الذي يستقيم به حفظ ما تصور وفهم ما علمه. والرابع الشهوة التي يدور فيها الظلم ولا يسرع اليها الملل. والخامس الاكتفاء بمادة تغنيه عن كلف الطلب. والسادس الفراغ الذي يكون معه التوكل ويحسن الاستكثار والسابع عدم القواطع المذهلة من هموم واشغال وامراض. والثامن طول العمر واتساع المدة لينتهي الى مراتب الجمال والتاسع البقر بعالم سمح بعلمه متان في تعليمه. فذكر المصنف وفقه الله لنا تبينت العاشرة ان لكل صناعة عدة تقدم نوالها وتذلل صعابها وهو ما يتوصل به من الالة الى عليها والعلم له آية تختص به فمن كانت معه تلك الآلة بلغ ذرة العلم والا وقف دونها. ولاهل العلم قال والمختلفة في بيان علمه من اشهرها واجملها هذه المقالة المنقولة عن المواهب في ادب الدنيا والدين وقد جعله مع ما يلاحظ المتعلم من التوفيق ويمد به من المعونة يعني زيادة على توفيق الله للعبد ومعونته له واولها العقل الذي تدرك به حقائق الامور. والثاني الفطنة التي يتصور ويتصور بها برامج العلوم والمواهب الفطنة ان والثالث الذكاء الذي يستقر به حفظ ما تصوره وفهم ما علمه والمراد بالذكاء قوة الذهن فيكون له ذهن قوي الايام القادمة على الحفظ والفهم. والرابع الشهوة التي يدوم بها الطلب ولا يشفع اليها المال. فان محبة الانسان العلم والرغبة به يقوي حالته. وذكر ابن عبد البر في جامع في جامع بيان علم القضية ان رجلا سأل البخاري رحمه الله عن دواء الحفظ وقال لا اجد متلهفة الرجل وادمان النظر في الكفر وادمان النظر في الكتب. ومراده بنعمة الرجل شهوته محبته للعلم. وسئل عبدالله ابن المبارك كيف تحفظ؟ قال انما هو اذا الشتهيت حديثا حفظته. فاذا وجدت الشهوة داعية الى محبة العلم تمكن الانسان من حفظ العلم وفهمه. والخامس الاكتفاء بمادته يعني بمال يغنيه يغنيه تغنيه يعني عن حاجات الطلب والسادس الفراغ الذي يكون معه التوفر ويحصل في الاستفتاء والسابع عدم الطواف المذهلة هموم واشغال المرضى والثامن طول العمر واتساع المدة لينتهي الى مواسم الكمال والتاسع الظفر نيعان من سمع بعلم يعني بادر بعلمه وكأنه في تعليمه يأخذ الطالب شيئا فشيئا فيرقيه فيه. ومن مشغول عبارات المتكلمين في ماذا في العلم قولهم الة تحصيل العلم شيخ بتاء وكلهم صحاح ومداومة والحاح هذا في تحصيل العلم شيخ الفتاح وكتب صحاح ومداومة والحاح. وقولهم شيخ فتاع اي شيخ يبين للطالب معاني العلوم والاشارة الى ذلك بالفتح فيها تنبيه الى ما ينبغي ان يكون عليه الشيخ المتلقى عنه من صلاح الحال والاقبال على الله سبحانه وتعالى وانه مد فيه قوة الاقبال على الله والتعلق به حصل حصل الانتفاع به. والكتب الصحاح المراد بها المعتمدة بها عند اهل العلم بان تكون معتمدة صحيحة من جهة مبانيها ومعانيها والمقاولة والمداومة والالحاح قولوا المدة وذكر احمد ابن علي ابن الجوهر من عالم من علماء المغرب في عن بعض الاذكياء من اصحابه انه زاد وان وقد قال وقدر قواح يعني ضلال من العيش ثم قال المنجور وزدت والا يكون من الاقحاح. يعني اهل الجفاف والغلظة وزدوا على ما سبق ومدارس نساء يعني اماكن مهيأة لطلب العلم. كما كان في مسألة من المدارس الشرعية الوقفية التي ينفق فيها على طلاب العلم ويفرغون للعلم فانهم ينالون العلم بذلك باسرع طريق. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله قال وفقه الله الخاتمة قال محمد موسى رضي محمد الحسيني الزبيدي. روى ابن عبدالمجيد اتقان في طرة جامع البيان تعجب من رأى منظومة كالجوار المكنون وقيل عزمها الى المأمون اوردتها هنا لحسن سوقها حال ذوقها ونصها من بعد حمد الله مصليا على رسول الله اعلم بان العلم بالتعلم والحفظ والاتقاء والتفهم والعلم قد يرزقه الصغير في سني ويحرم الكبير فانما المرء باصغريه ليس برجليه ولا يديه لسانه بقلبه المركب في صدره وذاك خلق عجل. والعلم بالفهم وبالمذاكرة والدرس والفكرة والمناظرة. فرب انسان ينادى ويريد النصائح وماله في غيره نصيب مما حواه العالم الاديب. ورب ذي حرص شديد الحب والذكر بريد القلب معجز معجز في الحفظ والرواية ليست له عن من روى حكاية واخر يعطى بنشر هذه لما قد جاء بالاسناد يفيده بالقلب لا بناظره ليس بمضطر لا خواطره. فالتمس العلم واجر في الطلب والعلم الا بالادب الادب النافع حسن الصمت ففي كثير القول بعض المقت. فكن لحسن الصمت ما حييت مقارنا تحمد ما بقيت وان بدت بين اناس مسألة معروفة في العلم او مفتعلة فلا تكن الى الجواب سابقا حتى ترى غيرك فيهما فكم رأيت من عدو سابق من غير فهم بالخصائ ناطق ازرابه ذلك في المدارس بين ذوي الالباب والتنافس الصمت فاعلم بك حقا نزيا ان لم يكن عندك علم نطقا وقل اذا اعياك ذاك الامر مليء بما تسأل عنه قبور فذاك شطر عند العلماء فذاك ما زالت تقول الحكماء اياك والعجب بفضل رأيك واحذر جواب القول من خطابك كم من جوابنا قضى الندامة فاغتنم السلامة. العلم بحر يبعد لسانه حد اليه يقصد. وليس كل العلم قد حويته اجلول العشب ولو احصيته وما بقي عليك من اكثر مما علمت والجواب يعفو وكل ما علمته مستسلمة ان كنت لا تفهم منه الكلمة القول قولان فقول تعلمه واخر تسمعه فتجهر كل قول فله جواب يجمعني الصواب وللكلام اول واخر تفهمها فافهموا الدين منك حال لا تدفع القول ولا ترده حتى يؤديك الى ما بعده. فربما يذوي القضاء جواب ما يلقى من المسائل فيمسكوا بالصمت عن جوابه عند اعتراض الشك في صامه. ولو يكون القول عند الناس من فضة بيضا بلا اذا لكان الصمت من عين الذهب فسم هداك الله اداب الطلب. الى هنا قد انتهى المدخول فاسمعوا بيكروا السماء اقول العلم اصل الدين والاحسان طريق كل الخير والجنان دل على تفصيله البرهان وسنة النبي والقرآن ان يستوي الذين يعلمون ونصبة بالعلم يجدون وعصبة بالعلم يجهلون لا تدعوا الا العلماء ذات بغيرهم الى ترفع المراك ومعك وهو مع بدن وكور فالعلم ولم يزد هدى صاحبوه لم يستفد الا رجا فلا تعد فلا تعد ذاته فضيلة ان لم يكن على الهدى وسيلة فانه كالكذب فانه كالكذب والخيال يكون عند الخلق للاعمال فحق اهل العلم صدق النية والاجتهاد في صفا القوية والجد في التقوى بخير سيرة يستقر العلم في البصيرة علم بالانوار في جنانه وعلم اوزانه لساني وان عنوان عموم الدين في الصدق والخشية واليقين وافضل العلوم علم يقترب به الفتى من ربه فيما يحب فليبذل الجهد بما يزيده نور الهدى في كل ما يفيده وبلا هم فالاهم ينتقي من كل ما يفيد ما بقي فان انواع العلوم تختلط وبعضها بشرط بعض مرتبط فما حوى الغايته في الف سنة شخص من كل فن احسن لحفظ متن جامع للراجح تأخذه على مفيد الناصح ثم مع المدة فابحث عنه حققت ودقق مسند منه لكن ذاك باختلاف الفهم مختلف وباختلاف العلم فالمبتدئ والفتم لعب فيه بعلم وجهه دقيق ومن يكن في فهمه بلاده فليصرف الوقت الى العبادة او غيرها من كفر ذي ثوابه وفي حسن الرصد في الاسباب فليعمل العمرة فليعمل العمرة فكل ذرة رخيصة منه بالف ذرة فيضبط الاوقات من قبل سبق فتنة وفوت والعلم ذكر الله في احكامه على والشكر في نام فذكره في الذات والصفات كالذكر في الاحكام والايات. لكن كثير ارسلوا بالعلم لكن كثير اكثر بالعلم وحكمه عن ربه للحكم. وادخلوا فيه الجدال فكثرت افاته كما ترى خسارة فيهم حاجبا لنوره عنه فما ذقتوا جنى مأثورين فهلكوا بقسوة وكبر وحسد وعجب ومكر اعوذ بالله من الخبائث والعود بعد الحق في الضلال الذمم منهم لا من العلوم فانها من طلعة فحق من يخشى من قال ربه ان يعتني بعين معنى قلبه وليجتهد بكل ما في دينه يزيده بالحق في يقينه وان يديم الذكرى في جميع الشام ليغرس التحقيق باليقين في قلبه بالحق والتمكين حتى يكون عند موت جسم حي الحجاب نوره وعلمه طوبى لمن طاب له فؤاده بالعلم والتقوى عليه زاده فسارة الحق على طريقه بالحق تهديه الى الحق. فسار في الحق على طريقة بالحق تهدي الى الحقيقة على اتباع المصطفى مبني بالقول والسر وعقد النية. هذا اخر البينة وتمام معاني مبينة المصنف وفقه الله بنقل جملة من الابيات النافعة من للعلامة الزبيدي صاحب تاج العروس. اسمها الفية السلف. وهذه الالفية قال نصنفها مرتين. ولذلك تذكر له على التثنية. فيقال الفيتين السند نبيه ذكر هذا تلميذ تلامذته فالح الظاهري في ثبته الكبير. وقد طبع هذا الكتاب طبعتين ذو طبعة منهما هي احدى نسخ الاندية فالكتاب له نسختان خطيتان منفصلتان منذ القدم يشتركان في بعض ابيات اخرى ومن محاسن ما فيه من نقم المعاني ما ذكره في اخر كتابه هذه الابيات الجميلة وقد صدرها بذكري ان ابن عبد البر ان ابن عبد البر صاحب كتاب جمع بيان العلم وفضله اورد في ذلك الكتاب قصيدة موجزة معزوة الى الامام اللؤلؤ وهو الحسن بن زياد صاحب ابي حنيفة وقيل انها للمأموم الخليفة العباسي اوردها نقلا عنه الزبيدي ها هنا وهي تبتدأ من قوله اعلم بان العلم في التعلم والحفظ والاتقان والتفهم الى ان ختمها كما يشير الى ذلك وبها من المعاني الارشاد الى ان العلم ينال في هذا الطريق للتعلم والحفظ والاقران والفهم وان العلم لا يقترن بعمر وليس له عمر فقد يمزحه الصغير في سنه ويحرمه الكبير فيكون الصغير الكبير جبولا جاهلا. ولا يمتنع مع الكبر تعلم العيد. لقد تعلم الكبير وينظر في العلم وقد قال البخاري في كتابه العلم الصحيح وتعلم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كبارا. ثم بين ان موجب التفضيل للعلم مع النظر الى مع عدم النظر الى العمر ان المرء باصغريه وهما اللسان والقد سمي بالاصغرين لان من افضل آلات اركان الإنسان وجوارحه ثم ذكر ان العلم يطلب بالفهم والمذاكرة الدرس والفكرة والمناظرة. ثم ارشد الى ما ينبغي ان يكون عليه طالب العلم. وقال فالتمس العلم واجمل الطلب. مم اي اسلوب الطرق الجميلة في تحصيله والعلم لا يحصل الا بالادب وفي ذلك قال بعض السلف لا ينال العلم الا بالادب ثم بين ان من الادب النافع مثل الصمت وفي كثير القول بعض الموت يعني بعض البغض ثم قال في الصمت مع ان تحمل ما بقيت. ومن اعظم اخلاق النفوس التي يحتاجها طالب العلم الصمت. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. كما في حديث ابي هريرة وغيره في الصحيحين ذلك يحتاج الى مجاهدة عظيمة. وقد روى في الدنيا في كتاب الصمت الصحيح عن ابن مسعود قال ما رأيت شيئا احق من دون حبس من لذلك وروى ابن سعد في كتاب الطبقات مترجمة عندي قال جاهدت نفسي عشر سنين على تعلم الصمت من منافع الصمت لطالب العلم ما ذكره بعد اذ قالوا ان بين اناس مسألة معروفة بالعلم او مفتعلة فلا تكن من الجواب سابقا حتى ترى ما يراك فيه ناطقا. فكم رأيت من عدل سابق من غير ذم بالخطاء ناطق. فما الذي يعود نفسه الصمت في العلم في كل مسألة وقد روى الدارمي وغيره صحيح عن ابن مسعود قال من افتى الناس بكل ما يسألونه فهو مجنون فما يقول ابن مسعود لو رأى اليوم كثيرا من الناس يفتون قبل ان يسألهم الناس فهذا اجل الجنون واشد ثم ذكر ان من الة صاحب العلم ارضاءه بقول لا ادري فقال وقل اذا اعياك ذاك الامر ما لي بما تسأل عنه قبر يعني علم فداء شهر العلم عند العلماء فذاك ما زالت تقول الحكماء فقولوا لا ادري شطر العلم واقبل مرويا عنه هذه الكلمة عن الشعبي رحمه الله تعالى قد روى عنه الدارمي وغيره انه كان يقول لا ادري شطر العلم ولم يزل اهل العلم على تعظيم قول لا ادري وانها من العلم واشرت الى ذلك في ابيات اللي اولها وقول لا اعلم عند العلماء عد في العلم ونصفا جعل الى اخر ما في تلك الابيات فقولنا ادري ليس دلالة الجهل بل دلالة العلم. وقد صح عن الامام مالك كما رواه ابن عبد البرك في الجامع وغيره انه سئل عن اربعين مسألة اجاب في وثلاثين منها بقوله لا ادري. ثم ذكر من مغاني كلامه في هذا الكتاب العلم بحر منتهاه يبعد ليس له حد اليه يقصد وليس كل العلم قد حويته اجل ولا العشر ولو احصيته. وما بقي عليك منه اكثر مما علمت قالوا يعقوب العلم بحر لا ساحل له ولكن الانسان يحرص على تحصيل اصوله فينعم بذلك اعظم مقاصده التي ترجع اليه. والى ذلك اشار الشيخ ابن عثيمين في الاصول والقواعد. اذ قال وبعد في العلم زاخر ليبلغ الكادح فيها اخره لكن في اصوله تأصيلا تسهيلا تجد سبيلا ثم كان مما قال في ابياته قال العلم اصل الدين والاحسان طريق كل خير والجنان دل على تفضيله برهان وسنة النبي والقرآن هل يستوي الذين يعلمون وعهدة بالعلم يجهلون وهذا اقتباس لقوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون والارتباسه ان يضمن الكلام قرآنا او شيئا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الاخظري في المشهور والاقتباس ان يضم هذا الكلام راى منه حديث سيد الانام. ثم بين مرتبة العلم فقال وهو مع التقى هدى ونور وهو مع الضيق بذل وضوء والبدء الفساد والبور سوء الاخلاق فاذا فقد الهدى فقد طلب العلم الى فساد وضلال وسوء على الانسان. ثم قال الناظم مبينا حقيقة ذلك قال زاد ولم يزل هدى صاحبه لم يستند الا ردى يعني هلاكا فلا تعد ذاته فضيلة اي العلم ان لم يكن على الهدى وسيلة فان لم يكن العلم موصلا الى الله سبحانه وتعالى وطاعته فانه ليست له فضيلة. ثم قال بعد ذلك العلم بالانوار في جنانه علم بالاوزان في لسانه فعلم القلب اعظم من علم اللسان والتقي علمه في قلبه علمه في لسانه ثم قال وافضل العلوم علم يقترب به الفتى من ربه بما يحب يعني بما يحب الله ووقع في نسخة بقلم ناظمها ايضا به الفتى من ربه فيما يجد فهما صحيح ان عنده. ثم بين ما ينبغي اخذه بالعلم فقال فليبذل الجهد بما يزيده نور الهدى بكل ما يريده. ومن اهم الاهم ينتقي من كل فن ما يفيد ما بقي. فالانسان يأخذ من العلوم اهمها كما قال الناظم وقدم الاهم ان العلم جمع والعمر طيب زار او ضيف الالم فالعلم واسع وينبغي ان يقدم الانسان مهماته العلم ثم قال فان انواع العلوم تختلف وبعضها فما حول غاية في الف سنة شخص وخذ من كل فن احسن وبين الطريق الاخر فقال بحفظ متن الجامع للراجح تأخذه على مبيد الناصحين. والمتن الجامع الرابع هو المتن عند اهل العلم هذا هو المبنى الرابع الجامع للراجح وليس المتن الجامع الراجح كما صار الناس عليه يؤلفون كتب ويسمونها كتب الراجح يظن الانسان ان هذا هو الكتاب الذي يدرسه كما صار بعض الناس يدرس كتاب شرح الدرر والبهية الروضة المالية للصديق حسن خان ويقول هذا جامع للرافع والراجح عند صديق حسن والشوكاني ليس راجحا عند غيرهما فالترجيح امر مسك والاخذ بالكتب المعتمدة التي تتابع عليها اهل العلم رحمهم الله تعالى هو الذي ينفع الانسان ثم قال ثم مع المدة نبحث عنه يعني مع الزمن فابحث عنه ما استمد منه لكن ذاك مختلف من اختلاف العلم فالمبتدئ والفهم لا يضيق فاهتم بعلم وجهه دقيق والفدن هو الذي ضعف ادركوه من الخلق فالمبتدئ ومن لا فهم له او ضعيف الفهم يصعب عليه ذكر الوجوه الدقيقة من الخلاف والفهم. ثم ذكر بعد ذلك ان من عجز عن العلم ينبغي له ان يقبل على ما فيه تواب له من ذكر الله عز وجل ثم قال والعلم ذكر الله في احكامه عن ورق الشبل من عامه ذكره بالذات والصفات كثير من الاحكام والايات. يعني ان العلم من القرى التي تقرب الى الله بها فهو من ذكر الله. وقد بين المعنى مقصودا بكلام الله تجده لغيره ابن القيم في كتاب الواجب الصيب. وصح عن عطاء رحمه الله تعالى انه كان يقول مجلس يتعلم فيه الحلال والحرام من ذكر الله. ثم بين فقدان هذا المعنى من حقيقة العلم فقال لكن كثير يعني من الخلق اغفل العلم وحكمه عن ربه وادخل به الجدال فكثرت افاته كما ترى فصار فيهم هاجمة نوره عنهم فما ذاقوا على مذكوره فهلكوا بقسوة وكبره وحسد وعجب ومكر نعوذ بالله من الخبائث والعود بعد الحق بالضلال فالذنب منه لا من كالعلوم فانها من قلعة القيوم يعني ان الحالة التي صار عليها كثير من الناس هذا في زمانه وان في زماننا اشد من قسوة قلوبهم مع بالعلم وكثرة الحسد والكبر والعذب والنميمة والغيبة بينهم انما هو من فساد نفوسهم لا من العلم وبذلك يقول ابن جود في فصل له في صيد ارضه تأملت العلم والميل به وتأملت العلم والميل اليه والتساهل به. فاذا هو القلب قوة تميل به الى نوعه قساوة. انتهى كلامه. العلم المحشور في المسائل يؤتي الانسان. ان لم يكن صاحبا له في العمل والاخلاص على الله عز وجل الى الله عز وجل وتنقية النفس من عواد المفسدات لها من الحزن والكبر وغيرها والا عاد عليه علمه بالضرر والا في نية ذلك اوشج انه جوزي في المسلم الكوري اذ قال فوجدت قال فوجدت الصواب طلب العلم مع تلميع النفس بانواع المرققات دليلا عن كمال التشاغل بالعلم. انتهى كلامه. فينبغي للانسان ان ينبه نفسه من تقربه الى الله ولا يعرف منها في كلامه زيارة القبور والصالحين وغير ذلك من انواع المرطبات. ثم قال بعد ذلك وليجتهد بكل ما في دينه يزيده بالحق في يقينه وان يديم الذكر بالامعان والذكر في جميع الشأن ليغزى التحقيق باليقين بقلبه بالحق والتمكين حتى يكون عنده في جسمه ان يذكر حيا بنوره وعلمه غضبان وطاب له فؤاده العلم والتقوى عليه ذاته فسار بالحق على طريقة بالحق تهديه الى الحقيقة ان سار على الطريق الموصل بالحق يهديه الى الحقيقة الشرعية المرادة من العبد على اتباع المصطفى نبيا بالقول والفعل وعقد النية وهذا اخر ما يتعلق بالكتاب وبيان ما يحتاج اليه من معانيه على نسأل الله عز وجل ان ينفعنا جميعا به. في النسخ التي عندكم في الصفحة التي تليها كتب وثيقة السماع وهذه طريقة لحفظ العلم وتقييده لان لا يضيع فكل واحد منكم يكتب في طبقة سماعه سمع علي جميعا لمن حضر الجميع ومن كان عليه فوق يكتب اكثر ويعرف صوته لعله يسمعه في برنامج اخر من البرامج العلمية ان شاء الله تعالى ثم بعد ذلك بقراءة غيره. سمع علي جميع البينة. كتاب البينة بقراءة غيره والقارئ بقراءة صاحبنا ويكتب اسمه كان وفلان وفلان وفلان الفلاني تم له ذلك في مجلس واحد. وجدت له روايته عني اجازة خاصة بمعين في معين لمعين في معين اكتبوا فريق اليوم الذي هو يوم الاثنين الثالث عشر من شهر جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين بعد اربعين من الف في مسجد حثه على الهاتف الاسم الرسمي للمسجد من مدينة الكويت. ان شاء الله تعالى بعد العصر. درس المسائل الاربعين وفق الله وجميع ما يحبه الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه اجمعين