السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث قدوة العلم والعمل وعلى اله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا شرح كتاب اخر من مقررات برنامج جمل العلم وهو كتاب القول السديد فيما يجب لله تعالى على العبيد للعلامة محمد بن عبدالعزيز ابن محمد ابن مانع رحمه الله تعالى نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعلومهما. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله واصحابه والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فاعلم انه يجب على كل مسلم مكلف ان يتعلم ثلاثة اصول وهي معرفة العبد ربه ودينه ونبيه وهذه الثلاثة هي التي يسأل عنها الانسان في القبر بعد الموت ذكر المصنف رحمه الله تعالى في ديباجة كتابه بعد استفتاحه بالحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ان من الواجبات على كل مسلم مكلف ان يتعلم ثلاثة اصول اولها معرفة الرب وثانيها معرفة الدين وثالثها معرفة النبي وهؤلاء الواجبات الثلاث يتعلق وجوبهن بكل مسلم مكلف ووصف التكليف يجمع بين امرين احدهما العقل والاخر البلوغ فمتى صار المسلم عاقلا بالغا تعلق الوجوب بذمته واسم التكليف اسم اجنبي ليس من وضع الكتاب والسنة وانما المختار في وضع الكتاب والسنة للدلالة على المخاطب بالامر والنهي هو اسم العبد وفرضه عبادة الله سبحانه وتعالى وليس الامر والنهي الشرعي مشتملا على التكليف المتظمن للاصال والاغلال. بل هو هدى ونور يورث انشراح الصدور والدليل على وجوب هذه المعارف الثلاث هو الدليل الكلي لوجوب العبادة فان الله سبحانه وتعالى خلقنا للعبادة وامرنا بها كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم. وقال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولا يتمكن العبد من امتثال امر العبادة الا بوجود ثلاثة اصول احدها معرفة المعبود المطلوب جعل العبادة له وهو الله سبحانه وتعالى وتانيها معرفة المبلغ عنه فان العقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله من حق بل هي مفتقرة الى دليل يدلها ومرشد يرشدها وثالثها معرفة الكيفية التي تجعل بها تلك العبادة فاولها هو معرفة الله. وثانيها هو معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم. وثالثها هو معرفة الاسلام فكل امر للعبادة هو دليل على الامر بهذه الاصول الثلاثة ولجلالة هذه الاصول الثلاثة صار تعلق الثواب والعقاب بها ووقوع السؤال في القبر كائن عنها كما قال المصنف وهذه الثلاثة هي التي يسأل عنها الانسان في القبر بعد الموت فجلالتها من جهتين الاولى بالدنيا لتعلق الثواب والعقاب بها والثانية في القبر لتعلق السؤال في القبر بهذه المعارف الثلاث كما قال حافظ الحكمي في سلم الوصول وان كلا مقعد مسؤول من رب ما الدين وما الرسول نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الاول سؤال اذا قيل لك من ربك؟ جواب فقل ربي الله الذي رباني بنعمته وخلقني من عاد من الى وجود والرب هو المالك المتصرف ومعنى الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين سؤال واذا قيل لك باي شيء عرفت ربك جواب فقل باياته ومخلوقاته منها الليل والنهار والشمس والقمر وغير ذلك واذا قيل لك وما الدليل على ذلك جواب فقل قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش سؤال واذا قيل لك لاي شيء خلقك الله جواب فقل لعبادته وحده لا شريك له وعبادته طاعته باتباع امره واجتناب نهيه ومن انواعها الدعاء وهو مخ العبادة فلا يدعى غير الله من الاموات والاشجار والاحجار والغائبين. فمن دعا غير الله فهو مشرك والدليل تعالى ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين. والظلم هنا هو الشرك قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك جواب فقل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ايها سؤال واذا قيل لك كم اقسام التوحيد جواب فقل ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات فتوحيد الربوبية ان لا خالق ولا رازق الا الله وتوحيد الالوهية هو افراده تعالى بالعبادة وتوحيد الاسماء والصفات ان يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا واثباتا. سؤال واذا قيل لك ما اعظم ما امر الله به وما اعظم ما نهى عنه جواب فقل اعظم ما امر الله به التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه ودليل الامر لقوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ودليل النهي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء سؤال واذا قيل لك ما اول ما فرض الله عليك جواب فقل الايمان فقل الايمان بالله والكفر بالطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة وهي لا اله الا الله ومعنى الايمان ومعنى الايمان بالله ان تعتقد انه هو الاله المعبود الذي لا يستحق العبادة احد سواه. ومعنى الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله والطاغوت اسم لكل ما عبد من دون الله ورضي بذلك او حكم بغير ما انزل الله والشيطان اكبر الطواغيت كل رأس في الضلالة كالدعاة الى عبادة الاموات وانكار الصفات لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان من الواجب على العبد معرفة اصول ثلاثة هي معرفته ربه ودينه ونبيه شرع يفصل جمل القول الانف في اصول ثلاثة فعقد ثلاث تراجم متتابعة اولها الاصل الاول وذكر فيه معرفة الرب وثانيها الاصل الثاني وذكر فيه الدين وثالثها الاصل الثالث. وذكر فيه معرفة النبي وجعل رحمه الله تعالى الايقاف على مهمات المسائل المذكورة في هذه الاصول الثلاثة مسلوكا وفق السؤال والجواب لانه وانفع في التعليم وهو من طرائق النبي صلى الله عليه وسلم في بث العلم وتثبيته في القلوب فكان مما اورده من السؤالات المتعلقة بالاصل الاول قوله رحمه الله تعالى سؤال اذا قيل لك من ربك من ربك؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل ربي فقل ربي الله الذي رباني بنعمته وخلقني من عدم الى وجود فمن دلائل ربوبية الله سبحانه وتعالى التي يجدها كل احد اكتناف النعمة العبد فان المرء يرفل في نعم كثيرة في نفسه ومن حوله. وهذه النعم التي يترقى وفيها بالتربية انما جاءت من الله سبحانه وتعالى ومبتدأ تلك النعم ان الله عز وجل اوجده من عدم فانه مخلوق حادث وليس قديما. ثم بين رحمه الله تعالى حقيقة كالوضع اللغوي للرب التي دلت على المعنى السابق فقال والرب هو المالك المتصرف. وهذه هي بعض تلك الحقيقة اللغوية واقتصر عليها اكتفاء باظهرها. فان من شواهد الربوبية المعلومة لكل احد كما قالوا ملك الله سبحانه وتعالى وجريان تصرفه في الوجود كيفما يشاء واعمعان الرب في اللسان العربي ترجع الى ثلاثة هي المالك والسيد والقائم على الشيء المصلح له ذكره ابن الانباري وغيره وولد المتأخرون معان اخرى للرب ترجع الى الاصول الثلاثة المتقدمة ثم ذكر معنى الاسم الاحسن الله فقال ومعنى الله ذو الالوهية والعبودية على خلق اجمعين وروي هذا المعنى باللفظ المذكور من كلام ابن عباس رضي الله عنهما اخرجه ابن جرير في تفسيره واسناده ضعيف الا ان معناه صحيح فان الله هو الذي تألهه القلوب بالحب والخضوع اي تعظمه مريدة تقرب اليه ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك باي شيء عرفت ربك لان القول بان الرب هو الله سبحانه وتعالى يفتقر الى دليل يدل عليه ويرشد اليه ثم اجاب عنه بقوله فقل باياته ومخلوقاته ومعرفة الله بالايات والمخلوقات جملة قديمة رواها اللا لكائي في شرح اعتقاد اصول اهل السنة والجماعة عن ابي يوسف القاضي فمن دلائل ربوبية الله سبحانه وتعالى اياته ومخلوقاته والايات جنس عام تندرج فيه المخلوقات فان الايات الالهية فان الايات الالهية نوعان. احدهما الايات الشرعية وهي ما انزله الله عز وجل على وثانيهما الايات الكونية وهي المخلوقات التي قدرها الله سبحانه وتعالى في الوجود فيكون عطف المخلوقات على الايات من عطف الخاص على العام تعظيما له. ووجه عظمته في هذا المقام ان بدو الربوبية في وجود المخلوقات اظهر من بدو الربوبية في الايات الشرعية فان الايات شرعية فان الايات الشرعية النازلة على الانبياء نازعتهم فيها اقوامهم. واما الايات الكونية فان الامم قاطبة الا نفرا قليلا من مقرون بذلك ومن شد فانما جحدها علوا وظلما. فالفطر المبصرة للايات الكونية تذعن بان هذه الايات انما وجدت بتقدير رب هو الله سبحانه وتعالى ومن جملة الايات وهي مخلوقات الليل والنهار والشمس والقمر وغير ذلك. ثم اورد سؤالا اخر يتعلم ببيان الدليل الدال على ذلك فقال وما الدليل على ذلك؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام الاية فان هذه الاية مصرحة بان ربوبية الله سبحانه وتعالى متجلية بما خلقه الله سبحانه وتعالى في السماوات والارض. فمن نظر في فلك الملكوت في السماء والارض علم ان هذا الملكوت العظيم انما هو بخلق خالق هو الله رب العالمين. وما احسن قول الاول وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد. فيا عجبا كيف يعصى الاله؟ ام كيف يجحده الجاحد اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك لاي شيء خلقك الله؟ اي عن حكمة خلقك ثم اجاب عنه بقوله فقل لعبادة الله وحده لا شريك له. فالحكمة من خلق الخلق هي عبادة الله سبحانه وتعالى. وبين معنى العبادة بقوله وعبادته طاعته اتباع امره واجتناب نهيه. وهذا بعض معنى العبادة لتعلقه بالخطاب الشرعي فقط وبقي وراءه الخطاب الشرعي الخبري. فان العبادة كائنة بهذا وذاك وتقدم قبل ان عبادة الله سبحانه وتعالى تقع في الخطاب الشرعي على معنيين احدهما معنى عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع وثانيهما معنى خاص وهو توحيد الله عز وجل فان العبادة وقعت في تصرف الخطاب الشرعي في القرآن والسنة على هذين المعنيين والاول معنى عام شامل جميع الافراد والثاني معنى خاص عائد الى الاول الا انه افرد لجلالته. والمعنى الاول مداره على الحب والخضوع بوجود الحب والخضوع في القلوب. فمتى اقترن الامتثال بالحب والخضوع؟ وقعت العبادة والى ذلك اشرت بقول وعبادة الرحمن غاية حبه وخضوع قاصده هما قطبان وعدل عن القول المشهور بان العبادة مدارها على الحب والذل لامرين ما هما الثاني لا ذكرنا نحن عبارة وافية بالمقصود قلنا فيما سلف ان العدول عن كلمة الذل الى الخضوع لامرين احدهما اقتفاء الخطاب الشرعي الوارد بذكر الخضوع دون الذل ومنه ما في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر من السماء ضربت الملائكة باجنحتها طعانا لقوله وضرب الملائكة باجنحتها على وجه الخضوع هو عبادة لله عز وجل لان افعال الملائكة من عبادتهم ربهم سبحانه وتعالى وعند البيهقي بسند صحيح في وتر عمر بن الخطاب انه قنت فقال ونؤمن بك ونخضع لك. فالمقدم في الخطاب الشرعي هو الخضوع دون الذل فالخضوع ديني شرعي يطلب من العباد والذل كوني قدري لا يطلب منهم. فيقال اخضعوا لله ولا يقال ذلوا لله والثاني ان الذل يشتمل على الاجبار وفراغ القلب من ارادة الاقبال على تقرب اليه به وهذا يخالف معنى العبادة فان العبادة مدارها على الاقبال على الله كانه وتعالى فما يتضمنه الذل هو عكس المطلوب منها. فلاجل هذين الامرين عدلا عن الذل الى ذكر الخضوع وليس في كتاب الله عز وجل ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يخالف هذا الاصل كما سبق الاجابة عن بعض الايات المتعلقة بهذا المقام. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى مستكملا جواب السؤال المتقدم ومن انواعها اي من انواع العبادة الدعاء وهو مخ العبادة ومخ الشيء خالصه فالدعاء خالص العبادة وهذه الجملة هي نص حديث نبوي رواه الترمذي وغيره عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء مخ العبادة واسناده ضعيف والالفاظ النبوية الشريفة المبينة تعلق الدعاء بالعبادة خمسة اولها الدعاء هو العبادة وتانيها الدعاء هي العبادة وثالثها الدعاء اشرف العبادة ورابعها الدعاء افضل العبادة وخامسها الدعاء مخ العبادة فكل هذه الالفاظ مروية في احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. والثابت منها هو الاول. فانه عند اصحاب السنن من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء هو العبادة واسناده صحيح. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى فلا يدعى غير الله من الاموات والاشجار والاحجار والغائبين. فمن دعا غير والله فهو مشرك لانه جعل ما لله سبحانه وتعالى لغيره. وهذه هي حقيقة والشرك وذكر الدليل على ذلك فقال والدليل قوله تعالى ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الاية ووجه الدلالة على المقصود السابق من جهتين الاولى النهي عن ذلك في صدر الاية في قوله ولا تدعو فان النهي يقتضي التحريم في اصله الشرعي. فاذا ورد النهي فانه للتحريم وهذا معنى قولهم الاصل في النهي التحريم والى ذلك اشار حافظ الحكمي في داليته اذ قال والنهي للتحريم اذ لا نص يصرفه الى الكراهة هذا الحق والجهة الثانية بيان جزاء الواقع في مخالفة النهي في قوله تعالى فان فعلت فانك اذا من الظالمين اي من المشركين فالظلم هنا هو الشرك. وفسره المصنف رحمه الله تعالى بالاية الاخرى وهي قوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم ثم اورد سؤالا اخر يتعلق بالسؤال المتقدم فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ على ذلك اي ما الدليل على كونك مخلوقا للعبادة اجاب عنه بقوله فقل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون اي يوحدون. فهذه الاية مصرحة بان الحكمة من خلق الجن والانس هي عبادة الله سبحانه وتعالى. فاللام المقترنة بالفعل مضارع في قوله ليعبدون هي لام التعليل. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم اقسام التوحيد وانما اورد هذا السؤال لتوقف العبادة على توحيد الله فان المرء لا اما عبدا لله عز وجل حتى يكون موحدا له. ولا يستقر القيام بالعبادة الا مع فاذا دخلها الشرك خرجت العبادة من قلب المرء وبين اقسام التوحيد بقوله فقل ثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات ولو قدم المصنف بيان حقيقته قبل ذكر قسمته لكان اولى. فان الحقيقة في الدلالة على المراد من التقسيم. وسبق قبل ان التوحيد شرعا هو افراد الله بحقوقه فان الله سبحانه وتعالى له ثلاثة حقوق دل عليها استقراء الكتاب والسنة احدها حق الربوبية وثانيها حق الالوهية وثالثها حق الاسماء والصفات فلما ثبتت هذه الحقوق الثلاثة نشأ من ثبوتها وجوب افراد الله عز وجل فنتجت منها انواع التوحيد الثلاثة فهذه الانواع الثلاثة للتوحيد ناشئة من قسمة حق الله عز وجل ولا احد من اهل القبلة ينازع في ثبوت الحق لله عز وجل. ولكن الشأن في الواجب من ذلك الحق والمتصفح للكتاب والسنة يقف على ان مدار مال الله عز وجل من حق الى الثلاثة الحقوق المتقدمة وهي حق الربوبية وحق الالوهية وحق الاسماء والصفات ومنها عرف انواع عرفت انواع التوحيد الثلاثة لان التوحيد هو كما سبق افراد الله بحقه فحين اذ تكون انواع التوحيد ثلاثة اولها توحيد الربوبية وثانيها توحيد الالوهية وثالثها توحيد الاسماء والصفات وهذه القسمة الثلاثية قسمة قديمة وليست ثالوثا ولده بعض المتأخرين من اهل السنة هي موجودة في كلام جماعة من القدامى من الحنابلة وغيرهم كابي حاتم ابن حبان بنزهة الفضلاء وابي جعفر ابي جعفر ابن جرير في تفسيره وابي عبدالله ابن منده في كتابه بالتوحيد في اخرين ومن رمق بعين البصيرة الكتاب والسنة وتلمس دلائل ذلك فيهما بانت له ظاهرة للعيال لا يمكن دفعها الا بهوى وذكر المصنف رحمه الله تعالى في جملة كلامه ما يتحقق به تمييز كل نوع من هذه الانواع الثلاثة. فقال فتوحيد الربوبية الا خالق ولا رازق الا الله بعض افراد حقيقة توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية شرعا هو افراد الله بذاته افعاله بان تعتقد وحدانية الذات ووحدانية الافعال ومن الغلط الواقع اغفال ذكر افراد الذات مع اندراجها في توحيد الربوبية وليست متعلقة بالاسماء والصفات فان الاسماء والصفات متعلقها ذات المثبتة في توحيد الربوبية. واما توحيد الالوهية فبينه المصنف بقوله هو افراد الله تعالى بالعبادة واما توحيد الاسماء والصفات فهو افراد الله باسمائه وصفاته وطريقة ذلك ما ذكره المصنف بقوله وصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم نفيا واثباتا. لان هذا الباب مبني على ورود الوحي الصادق به. فلا سبيل الى الاطلاع على اسماء الله وصفات الا بخبل صادق من الوحي فلا مدخل للعقل في اثبات الاسماء والصفات استقلالا بل الامر موقوف على ورود النص وهذا معنى قولهم الاسماء والصفات توقيفية اي موقوفة على ورود الدليل ودلائل ذلك متكاثرة والى ذلك اشار السفاريني في قوله في بقوله في الدرة لكنها في الحق توقيفية لنا بذا ادلة جلية اي ظاهرة بينة ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما اعظم ما امر الله به؟ وما اعظم ما نهى عنه؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل اعظم ما امر الله به التوحيد الذي هو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه الشرك وهو دعوة غيره معه ثم ذكر دليل الامر وهو قوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين المصرح بلفظ امر في قوله امروا ثم ذكر دليل النهي وهو قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وهذا النهي مستفاد من ذكر عقوبة الشرك. وهي مغفرة الله سبحانه وتعالى اياه. فلما علم ان الشرك لا يغفر قطع بان الله عز وجل نهى عنه فان عدم المغفرة من متعلقاته المنهيات. فمن وقع منهيا فهو اما ان يغفر ذلك الهتك للمنهي له واما الا يغفر ومن جملة مما ومن جملة ما لا يغفر له الشرك كما في قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به والمصدر المؤول المسبوق في ان المصدرية مع الفعل العاقب لها وتقديره شركا يدل على ان الشرك كله لا يغفر فتقدير سياق الاية ان الله لا يغفر شركا به وتكون كلمة شركا نكرة واقعة في سياق النفي فتدل على العموم وهذا اصح قولي اهل العلم ان الشرك لا يغفر بحال لا فرق بين صغيره على كبيره في المغفرة وانما يتحقق الفرق بينهما من وجوه اخرى وهاتان الايتان اللتان ذكرهما المصنف لا تفيان بالجواب عما سأل عنه فانه سأل عن اعظم ما امر الله به واعظم ما نهى عنه. وذكر دليل الامر والنهي ولم يذكر دليل الاعظمية فما دليل الاعظمية ما الجواب نعم ايش هذا ما يدل على انه عظيم لكن ما يدل على انه اعظم ما نهي عنه نعم نعم ايش ها محمد ايش ما وجه دلالة على ذلك احسنت هذي المسألة مذكورة في ثلاثة الاصول وقال الشيخ والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبينا وجه دلالتها على الاعظمية وهي ان هذه بعض اية ذكر الله عز وجل فيها عشرة حقوق فقال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا الى تمام الحقوق العشرة المذكورة فيها. وانما يقدم المقدم. فلما قدم الامر بالتوحيد والنهي عن تبكي طليعة هذه الحقوق العشرة علم ان اعظم ما نهى الله ما امر الله به هو التوحيد وان اعظم وما نهى الله عنه هو الشرك افاده ابن قاسم العاصمي في حاشية ثلاثة الاصول. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما اول ما فرض الله عليك واجاب عنه بقوله فقل الايمان بالله والكفر بالطاغوت. واورد ايتين تدلان على المقصود فقال والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا وقوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى والايتان تفسر احداهما الاخرى فان اجتناب الطاغوت المأمور به في الاية الاولى هو الكفر به المذكور في الاية الثانية وعبادة الله عز وجل المذكورة في الاية الاولى هي الايمان به المذكور في الاية وكل من الايتين تفسر احداهما الاخرى ودليل كون ذلك هو اول ما فرض الله عليك بتعلقه بالعبادة فانك عرفت فيما سلف ان الله خلقك للعبادة. فاذا كنت مخلوقا للعبادة فان اول مفروظ عليك هو وما تعلق بها والمتعلق بها هو الايمان بالله والكفر بالطاغوت وذكر المصنف رحمه الله تعالى تفسير العروة الوثقى بانها لا اله الا الله وهو مروي عن جماعة من السلف والعروة اسم لما يتعلق ويستمسك به. والوثق مؤنث الاوثق. اي الاقوى. فالعروة الوثقى هي توحيد الله عز وجل وكلمة التوحيد هي لا اله الا الله وهذا من تفسير الدال بالمدلول ثم اورد معنى الايمان بالله ومعنى الكفر بالطاغوت فقال ومعنى الايمان بالله ان تعتقد انه هو الاله المعبود الذي لا يستحق العبادة احد سواه وهذا اعظم الايمان بالله. فان معنى الايمان بالله يندرج فيه كونه ربا كونه موجودا له الربوبية والعبودية والاسماء والصفات فاعتقاد هذا المعنى الكلي هو حقيقة الايمان بالله فلابد من الايمان به ربا موجودا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى فذكر العبادة فرد من افراد هذا المعنى. وافرده المصنف لانه اعظم ما يتعلق به الايمان بالله وبين معنى الكفر بالطاغوت بقوله ان تعتقد بطلان عبادة غير الله سبحانه وتعالى. فحقيقة الكفر بالطاغوت هي اعتقاد بطلانه فان الكفرة اصله التغطية والستر. فالكفر بالطاغوت يقتضي تغطية ذلك والتغطية له تقع باعتقادي بطلانه ثم ذكر رحمه الله تعالى معنى الطاغوت فقال والطاغوت اسم لكل ما من عبد من دون الله ورضي بذلك الى اخره وسلف ان الطاغوت يقع شرعا على معنيين احدهما معنى عام وهو الشيطان وحيث اطلق لفظ الطاغوت في القرآن فالمراد به الشيطان والاخر معنى عام وهو المراد في القرآن اذا جمع معه الفعل كقوله تعالى والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات واحسن ما قيل في حده ما ذكره ابن القيم في اعلام الموقعين انه ما تجاوز به العبد حده من معبود او او مطاع ثمان المصنف رحمه الله تعالى قال والشيطان اكبر الطواغيت يعني اشدها ضررا واعظمها خطرا ولكونه كذلك صار هو المراد عند الاطلاق لاسم الطاغوت في القرآن. وكل راس في الضلالة فهو والطاغوت كالدعاة الى عبادة الاموات وانكار الصفات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثاني سؤال اذا قيل كما دينك جواب فقل ديني الاسلام وهو تسليم الامر لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وهو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان وكل مرتبة لها اركان سؤال فاذا قيل لك كم اركان الاسلام جواب فقل خمسة الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. والثاني اقام الصلاة والثالث ايتاء الزكاة والرابع صوم رمضان. والخامس حج البيت الحرام مع الاستطاعة سؤال واذا قيل لك ما الدليل على هذه الخمسة جواب فقل اما اما دليل الشهادة فقوله تعالى شهد الله اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. لا اله الا هو العزيز الحكيم. واما دليل الصلاة والزكاة قوله تعالى ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. واما دليل الصيام فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون واما دليل الحج فقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. سؤال واذا قيل لك هل يقبل الله دينا غير الاسلام جواب فقل لا والدليل قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين سؤال واذا قيل لك ما معنى لا اله الا الله جواب فقل لا معبود بحق الا الله. لا اله نفي الا الله اثبات. والمعنى انها تنفي الالوهية عما سوى الله. وتثبت عبادة لله وحده لا شريك له ووحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد للنفي. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك جواب فقل هو قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني فانه سيهدين. وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. سؤال واذا قيل لك ما اقصد دين الاسلام وقاعدته جواب فقل امران احدهما ان نعبد الله وحده والثاني ان نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع. ودليل الامر الاول قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ان لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ودليل الامر الثاني قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود عليه غير مقبول قالوا واذا قيل لك ما معنى الايمان لغة وشرعا؟ جواب فقل معناه لغة التصديق وشرعا تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ما به من ربه؟ سؤال واذا قيل لك كم اركان الايمان؟ جواب فقل ثلاثة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان. سؤال واذا قيل اصول الايمان جواب فقل ستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وقوله تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. سؤال واذا فقيل لك كم الانبياء؟ وكم الرسل منهم؟ ومن هم اولو العزم؟ ومن اول الرسل جواب فقل جملتهم مائة الف واربعة وعشرون الفا والرسل منهم ثلاثمئة وثلاث عشر واولو العزم منهم خمسة ذكرهم الشاعر بقوله محمد ابراهيم موسى كليمه ونوح وعيسى هم اولو العزم فاعلمي واول الرسل نوح واخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. سؤال واذا قيل لك كم انزل الله من الكتب السماوية؟ جواب فقل مئة مئة صحيفة واربعة كتب سؤال واذا قيل لك ما هي الكتب؟ جواب فقل هي التوراة وانزلت على موسى والانجيل وانزل على عيسى والزبور وانزل على داوود والقرآن انزل على محمد صلى الله عليه وسلم سؤال واذا قيل ما هي الصحف؟ جواب فقل هي الصحف شيتن هي صحف شيت وهي خمسون وصحف ادريس وهي ثلاثون وصحف ابراهيم وهي هي عشر وصحف موسى قبل التوراة وهي عشر سؤال واذا قيل لك هل جاء دليل صحيح على بيان عدد الانبياء والرسل وعلى بيان عدد كتب؟ جواب فقل ورد حديث في ذلك عن ابي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ما ذكرناه من التفصيل والله الم بصحته. ولهذا يجب على كل مسلم ان يؤمن بالانبياء والرسل والكتب والصحف ايمانا اجماليا. فقد قال تعالى ورسلا قد قصصناهم اليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما. سؤال واذا قيل لك هل يجب الايمان بما في التوراة والانجيل الذي عند اليهود والنصارى اليوم؟ جواب فقل ما فيهما موافق للقرآن فهو حق يجب الايمان به وما فيهما مخالف للقرآن فهو باطن يجب انكاره واعتقاد بطلانه سؤال واذا قيل لك ما الاحسان جواب فقل هو ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. سؤال واذا قيل لك هل يبعث الناس بعد الموت جواب فقل نعم والدليل والدليل على ذلك قوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى سؤال واذا قيل لك هل يكفر منك؟ هل هل يكفر منكر البعث؟ جواب فقل نعم والدليل على ذلك قوله تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان متعلقات الاصل الاول شرع يبين ما يتعلق بالاصل الثاني وهو معرفة العبد دينه وابتدأه بسؤال قال فيه اذا قيل لك ما دينك؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل ديني الاسلام ثم بين حقيقة الاسلام بقوله وهو تسليم الامر لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وهذا المعنى للاسلام هو المعنى العام فان اسم الاسلام يقع شرعا على معنيين احدهما عام والاخر خاص فاما العام فهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله ولفظ البراءة ادل على المقصود من المعنى من لفظ الخلوص. والاول هو المعبر به في الكتاب والسنة. فان البراءة تدل على لانتفاء جميع الافراد بخلاف الخلوص فلا يدل على ذلك بالقوة نفسها وان كان يدل على دعم الافراد المنافية لكن لفظ البراءة في الدلال على قوة الانتفاء اقوى من لفظ الخلوص. فالمختار التعبير بالبراءة من الشرك وتقديمها على التعبير بالخلوص الذي جرى عليه المصنف وغيره والمعنى معنى خاص وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم فانه يسمى دين الاسلام ومنه في الصحيحين حديث ابن حديث عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس الحديث وحقيقته الشرعية هو الاستسلام لله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في مقام المشاهدة والمراقبة. فان هذا المعنى هو الذي يحيط بجميع الافراد المندرجة في الدين فيكون دالا على جميع افراده. ثم بين رحمه الله تعالى ان الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاسلام بمعناه الخاص ثلاث مراتب ثلاث مراتب اولها مرتبة الاسلام وثانيها مرتبة الايمان وثالثها مرتبة الاحسان. ومرتبة لام تتعلق بها الاعمال الظاهرة ومرتبة الايمان تتعلق بها ايش الاعتقادات الباطنة ومرتبة الاحسان يتعلق بها اتقانهما اي اتقان الاعتقادات الباطنة والاعمال الظاهرة. ثم اورد سؤالا فقال فاذا قيل لك كم اركان الاسلام ثم اجاب عنه بقوله فقل خمسة الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الى اخرها. وهذا مستنبط من حديث ابن عمر السابق ذكره وفيه حصر مباني الاسلام واركانه العظام في هذه الخمسة وليس في حديث عبد الله ابن عمر ذكر قيد الاستطاعة عند ورود الحج وانما ذكر هذا القيد في حديث جبريل المخرج في الصحيحين من حديث ابي هريرة وعند مسلم وحده من حديث عمر ابن الخطاب وهو الوارد في القرآن الكريم لكن ليس في حديث ابن عمر كما وقع في كلام بعض المصنفين ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما الدليل على هذه الخمسة اي الاركان السابقة واجاب عنه ببيان ادلتها واحدا واحدا فذكر ان دليل الشهادة هو قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. الاية يعني بالعدل. وهذه الاية هي دليل الشهادة لله عز وجل بالتوحيد. فان الشهادة التي يراد كونها ركنا من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ولم يذكر المصنف رحمه الله تعالى دليلا مفردا الشهادة على ان محمدا رسول الله اكتفاء باندراس في اعتقاد وحدانية الله عز وجل بالتوحيد فان توحيد الله عز وجل لا يمكن الاطلاع عليه الا بما بينه الرسول المخبر عنه فتكون الشهادة للنبي الله عليه وسلم مندرجة في الشهادة لله بالتوحيد. فمن شهد لله بالتوحيد لزمه ان يشهد للنبي صلى الله عليه وسلم برسالة لانه هو المبلغ عنه. ثم ذكر دليل الصلاة والزكاة. والصلاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات المفروضة في اليوم والليلة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المبينة في الاموال المقدرة. وذكر دليل الصلاة والزكاة وهي قوله تعالى ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. ثم ذكر دليل الصيام وهي قوله تعالى وهو قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم الاية وهذه الاية دالة على وجوب الصيام الا انها لا تبين القدر المطلوب منه الذي هو ركن من اركان الاسلام. والمبين له هو قوله تعالى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن حتى قال فمن شهد منكم الشهر فليصمه فليصمه. الدليل على وجوب على ان الصيام الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صيام رمضان الاية المذكورة من سورة البقرة. ثم ذكر دليل الحج وهو قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج بيت الله الحرام مرة في العمر وما عدا ذلك فليس متعلقا بحقيقة الركن ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يقبل الله دينا غير الاسلام؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل لا اي لا لا يقبل الله دينا غير الاسلام. لان من القواعد الجارية المتعلقة بالخطاب الشرعي واصلها من الوضع اللغوي ان السؤال معاد في الجواب. اي يذكر في الجواب تقديرا والى ذلك اشار ابو بكر للاهدل في منظومة القواعد الفقهية اذ قال ثم السؤال عندهم معاد قل في الجواب حسب ما افادوا. فتقدير الكلام لا لا يقبل الله دينا غير الاسلام تبعا للقاعدة المذكورة والدليل قوله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا اي يطلب ويلتمس فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما معنى لا اله الا الله؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل لا معبود بحق الا الله. فان الالهية هي العبادة. فتقدير الكلام لا معبود الا الله ولا النافية للجنس تطلب خبرا وخبرها مقدر بالجار والمجرور بحق او بدونه فتقدر بحق مرفوعة فتقدير الجملة لا معبود حق الا الله او لا معبود حق الا الا الله ثم بين معنى هذه الكلمة فقال لا اله الا الله نفي والا الله اثبات اي جبال الوضع اللغوي. وبين معنى النفي والاثبات فيهما فقال والمعنى انها تنفي الالوهية عما سوى الله وتثبت العبادة لله وحده لا شريك له. ثم قال وحده تأكيد للاثبات ولا شريك له تأكيد فهاتان الجملتان لا اله الا الله وحده لا شريك له. الثانية منهما مؤكدة للاولى. والكلمة الاولى من الجملة الثانية التأكيد الاثبات والكلمة والجملة الاخيرة منها لا شريك له تأكيد للنفي. وفي هذا المعنى قال ابن حجر نفي آآ قال توكيد بعد توكيد اعتناء بمقام التوحيد. يعني تعقيب كلمة التوحيد بقول وحده لا شريك له توكيد بعد توكيد اعتناء بمقام التوحيد. ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما على ذلك اي على المعنى الذي ذكرته للا اله الا الله ثم اجاب عنه بقوله فقله وقوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني. الاية فان النفي المذكور في لا اله الا الله هو المذكور وفي قوله تعالى انني براء مما تعبدون. فانه يدل على ابطال جميع الالهة سوى الله. والاثبات المذكور في كلمة التوحيد الا الله هو المذكور في قوله تعالى في هذه الاية الا الذي فطرني. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك فما اصل دين الاسلام وقاعدته ثم اجاب عنه بقوله فقل امران عليهما مدار اصل دين الاسلام وهي القاعدة العظيمة المشيدة له احدهما ان نعبد الله وحده فلا نشرك به شيئا. والثاني ان نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع. فالعبد مأمور ان تكون عبادته لله وحده وهو مأمور ايضا ان يعبد الله بما شرعه لا بالاهواء والبدع ثم ذكر دليل فقال ودليل الامر الاول قوله تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا فهذه الاية دالة على وجوب عبادة الله وحده. ثم ذكر دليل الامر الثاني وهو قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اخرجاه في الصحيحين واللفظ لمسلم وحده وهو عند البخاري معلقا ومعنى الرد كما قال اي مردود عليه غير مقبول. فمدار الاسلام على هذين الامرين وهذا الجواب هو تلخيص رسالة لطيفة لامام الدعوة محمد ابن عبد الوهاب اسمها رسالة اصل دين الاسلام وقاعدته وقد شرحها حفيده عبدالرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى. ثم اورد سؤالنا اخر فقال واذا قيل لك ما معنى الايمان لغة وشرعا؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل معناه التصديق ولا يوجد الايمان بهذا المعنى المجرد في اللسان العربي للايمان. وانما معنى الايمان في اللسان العربي هو التصديق الجازم. فليس تصديقا مجردا بل هو تصديق جازم مستقر. فلا بد من زيادة قيد الجازم بموافقة الوضع اللغوي الذي نشأ منه الوضع الشرعي. ثم بين حقيقته الشرعية فقال تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من ربه وهذه بعض حقيقة الايمان المندرجة فيه على وجه التبع والا فان حقيقة الايمان الشرعية التي وضعت له اصالة في الشرع هي التصديق الجازم بالله ها تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في مقام المشاهدة او المراقبة هي التصديق الجازم بالله تعبدا له بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم في مقام المشاهدة او المراقبة. وهذا الحج هو الذي يصدق به القول ان الايمان اذا اطلق دل على الدين كله فان مفردات هذا الحد دالة على شمول الايمان لجميع متعلقات الدين ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم اركان الايمان؟ يعني التي تتركب منها حقيقته ثم اجاب عنه بقوله فقل ثلاثة قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالاركان وهذا المعنى هو المذكور في قول السلف الايمان قول وعمل وتقدم البيان بانه قول القلب وعمله وقول اللسان وعمله وعمل الجوارح والاركان فالمذكور في كلام المصنف رحمه الله تعالى الا هو بعظ ما تتركب منه حقيقة الايمان ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم اصول الايمان ثم اجاب عنه بقوله فقل ستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله الى تمام عد هذه الاصول الستة وجعل المعنى الاول مفصحا عن اركان الايمان والثاني مفصحا عن اصول الايمان سائغ كما انه يجوز ان تذكر اصول الايمان على ارادة كونها اركانا له. لكن المناسب للحقيقة هو هذا المعنى فان القول والعمل بتفصيله المتقدم هو الذي تتركب منه حقيقة الايمان. فيكون كلام المصنف كم اركان الايمان صحيحا بالنظر الى ما تتركب منه حقيقة الايمان. ويكون سؤاله بعد بقوله كم اصول الايمان اي القواعد المستمرة المطردة فيه وهي الست المذكورة ومن المصنفين في الايمان من جعل ستة اركان الايمان وهي اركان واصول لكن دلالتها على الركنية انما تظهر بالتبع بمجموع النظر فيها يستخرج بعد ان متعلقاتها ترجع الى القول والعمل على ما تقدم ذكره. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك الدليل على ذلك يعني على اصول الايمان الستة ثم ذكر اية من كتاب الله عز وجل تبين ان المذكورات هي اصول الايمان والايات اللواتي ذكرت فيها اصول الايمان وقع عد خمسة منها متتابعة في نسق وافرد القدر فلم يأتي في القرآن الكريم ذكر الايمان بالقدر مقرونا ببقية اصول الايمان بل جاء مفردا تعظيما شأنه وتنبيها الى ما سيكون بعد في الامة من ابتداء الخلف فيه فكان من اول الاقوال المتنازع فيها بين اهل القبلة حقيقة القدر ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم الانبياء وكم الرسل؟ منهم ومن هم اولو عزمي ومن اول الرسل ثم اجاب عنه بقوله جملتهم مئة الف واربعة وعشرون الفا والرسل منهم ثلاث مئة وثلاثة عشر. وهذه جملة هي قطعة من حديث ابي ذر الغفاري الذي ذكر المصنف الذي اشار اليه المصنف فيما يستقبل وهو حديث ضعيف جدا رواه ابن حبان وغيره ولم يثبت في الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم اعد الانبياء انما ثبت عد الرسل في حديث ابي امامة رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير وابن يحبان في صحيحه عثمان الدارمي في الرد على الجهمية باسناد صحيح رجاله رجال مسلم وفيه انهم ثلاث مئة وخمسة عشر. في اصح الفاظ هذا الحديث فان الفاظ هذا الحديث وقع فيها خلاف في هذا الموضع لكن الذي يظهر ان اثبتها هو العد الذي ذكرت لك فقد وقع في بعضها وبضعة عشر ووقع في بعضها وثلاثة عشر ووقع في اخر وخمسة عشر وهو الاشبه ثبوته ثم ذكر اولي العزم فقال واولو العزم منهم خمسة ذكرهم الشاعر جمعا لهم بقوله محمد ابراهيم موسى كليمه ونوح ونوح وعيسى هم اولو العزم فاعلمي فالانبياء الذين هم اولوا العزم هم هؤلاء الخمسة ما الدليل على ذلك ايش توجه الدلالة منها ها طيب اخذ الميثاق من من النبي صلى الله عليه وسلم ومن النبيين ثم عد اربعة نعم وفي اية الانعام عد ثمانية عشرة لماذا ما يكونون اية الانعام نعم احسنت ذكرنا فيما سلف ان احسن دليل يستدل به على كون هؤلاء الخمسة هم اولو العزم هو حديث الشفاعة في الصحيحين عن انس وفيه ان الناس يفزعون في الموقف الى من الى ستة هم ادم وابراهيم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم طيب ما المخرج لادم حينئذ من الستة احسنت. المخرج له فيما كما ذكرنا فيما سلف قوله تعالى ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي ولم نجد له عزم هذا احسن ما يستدل به على ان اولي العزم هم هؤلاء الخمسة وليست دلالته ظاهرة والاحسن والله اعلم ان من في قوله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل انها بيانية للجنس وليست تبعيضية وان العزم وصف قم لجميع الرسل وهذا قول عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم من التابعين واختاره علي ابن مهدي الطبري ذكره تلميذ تلامذته الثعلب في كتابه الكشف والبيان وهذا هو الموافق ظواهر الادلة اما تعيين الخمسة منهم فليس في ادلة الكتاب والسنة ما يبين ذلك وليست هي مسألة اتفاقية بل فيها خلاف فان بعض المصنفين ذكروا ان الثمانية عشر المعدودين بسورة الانعام هم اولو العزم لان الله سبحانه تعال قال اولئك الذين هدى الله فبهداه مقتضى. فدل على تقديمهم لكن الاظهر والله اعلم هو ما ذكرت لك من ان من بيانية للجنس تعم كل رسل الله عليهم الصلاة والسلام ثم قال في تتمة جواب سؤاله واول الرسل نوح واخرهم محمد صلوات الله وسلامه عليه ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم انزل الله من الكتب السماوية؟ يعني المنسوبة الى النزول الالهي لان الله سبحانه وتعالى في السماء فهي تسمى الكتب الالهية باعتبار نزولها من الله وهي الى السماء باعتبار ان الله عز وجل في السماء كما في صحيح مسلم في قوله صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله قالت في السماء ثم اورد جوابه فقال فقل مئة صحيفة واربعة كتب ثم اورد سؤالا اخر عن تلك الكتب فقال واذا قيل لك هي الكتب؟ واجاب عنه بقوله فقل هي التوراة وانزلت على موسى الى تمام جوابه. ثم اورد سؤالا اخر. فقال واذا الى ما هي الصحف؟ فاجاب عنه بقوله وقل هو هي صحف شيت وهي خمسون الى تمام جوابه وهذه الجمل في الاسئلة والاجوبة الثلاثة هي الوالدة في حديث ابي ذر الغفاري تفصيلا. ولذلك قال المصنف واذا قيل لك هل جاء دليل صحيح على بيان عدل الانبياء والرسل وعلى بيان عدد للكتب يعني وما تبعها من تفصيل الصحف. الصحف ثم اجاب عنه بقوله فقل ورد حديث في ذلك عن ابي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ما ذكرناه من التفصيل والله اعلم بصحته وهو عند اهل المعرفة بالحديث حديث ضعيف جدا من اشد ما شان به ابن حبان صحيحه ثم ذكر انه يجب على كل مسلم ان يؤمن بالانبياء والرسل والكتب والصحف ايمانا اجماليا فان الله قال ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك فمن الرسل من عرفنا نبأه وخبره ومنهم من طوى الله عز وجل عنا علم خبره. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يجب الايمان بما في التوراة والانجيل؟ الذين عند اليهود والنصارى اليوم يعني لكونهما من الكتب النازلة على انبياء الله ثم اجاب عنه بقوله فقل ما فيهما موافق للقرآن فهو حق يجب الايمان به وما فيهما مخالف للقرآن فهو باطل يجب انكاره واعتقاد بطلانه ولا حاجة للنظر فيهما. لان القرآن ناسخ لهما ومهيمن عليهما. فالقرآن قد نسخ ما مضى من الكتب السماوية فهو حجة الله القائمة على خلقه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم اورد سؤالا يتعلق ببيان المرتبة الثالثة فقال واذا قيل لك ما الاحسان؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل هو ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. وهذا الجواب هو قطعة من حديث جبريل المروي في الصحيحين عن ابي هريرة و عن عمر رضي الله عنه عند مسلم وحده وتقديم الجواب بخبر الشريعة اولى من الخبر بما ينشئه الانسان كما سبق بيانه. والى ذلك اشار الشاطبي في الموافقات وابن القيم في اخر اعلام الموقعين. فمتى كان الخطاب الشرعي كافيا في جواب سؤال المستفتي اكتفي به لكماله. فلو قدر ان احدا سئل ما حكم ماء البحر؟ كان الجواب الاكمل هو الموافق للخطاب النبوي هو الطهور ماؤه الحل ميتته ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل يبعث الناس بعد الموت ثم اجاب عنه بقوله فقل نعم اي يبعث الناس بعد الموت والبعث شرعا هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح هو قيام الخلق اذا اعيدت الارواح الى الابدان بعد نفخة الصور الثانية وذكر المصنف دليله وهو قوله تعالى منها اي من الارض خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ثم ختم بالسؤال عن حكم منكر البعث فقال واذا قيل لك هل يكفر منكر البعث؟ ثم اجاب عنه بقوله نعم اي يكفر واورد دليله وهو قوله تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا الاية ووجه دلالة الاية على كفر منكر البعث ان الله عز وجل جعل انكار البعد من مقالات الكافرين التي اكفرهم الله عز وجل بها. فانهم صاروا كفارا لامور من جملتها انكارهم البعث فمن وافقهم في ذلك فهو كافر مثلهم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الاصل الثالث سؤال واذا قيل لك من نبيك جواب فقل هو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل على نبينا وعليه افضل الصلاة واتم التسليم. سؤال واذا قيل لك كم سنه يوم وفاته؟ جواب فقل ثلاث وستون سنة منها اربعون سنة قبل الرسالة وثلاث وعشرون به رسولا سؤال واذا قيل لك باي شيء نبئ؟ جواب فقل باقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق. سؤال واذا قيل لك باي شيء ارسل؟ جواب فقل ارسل بيا ايها المدثر قم فانذر. سؤال واذا قيل لك ما الفرق بين النبي والرسول جواب فقل النبي انسان اوحي اليه بشرع وان لم يؤمر بتبليغه وان امر بتبليغه فهو رسول ايضا. سؤال واذا قيل لك ما هي النسبة بين النبي والرسول جواب فقل العموم والخصوص المطلق فكل رسول نبي وليس نبي وليس كل نبي رسولا والرسول افضل من النبي اجماعا والرسول افضل من النبي اجماع لتميزه بالرسالة التي هي افضل من النبوة. سؤال واذا قيل لك هل من الملائكة رسل؟ جواب فقل نعم. منهم رسل وليس فيه منبيا فعلى هذا الاعتبار تكون النسبة بين النبي والرسول العموم والخصوص الوجه فيجتمعان في النبي الرسول وينفرد الرسول في الملك في البشر سؤال واذا قيل لك هل ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة ام لبعضهم؟ جواب فقل يرسل ارسل للناس فعربيهم وعجمهم انسهم وجنهم. سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ جواب فقل قوله تعالى وما ارسلناك الا كافة الناس وقوله تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا سؤال واذا قيل لك ما الدليل على ان نبينا محمدا خاتم الانبياء؟ جواب قوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. سؤال واذا قيل باي مكان ولد؟ وباي مكان توفي؟ جواب فقل ولد بمكة واول ما اوحي اليه بها توفي بالمدينة بعدما هاجر اليها ودفن جسمه وبقي علمه عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الانبياء والمرسلين. سؤال واذا قيل كم اجداد النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان؟ جواب فقل هم وحي وعشرون وجمع هم بعض العلماء بقوله ابوه عبد الله عبد المطلب وهاشم عبد مناف قد حسب. ثم قصي وكلاب مرة كعب لؤي كرام غرة وغالب فهم ومالك نضر كنانة خزيمة به افتخر مدركة الياس ثم مضار نزار ايضا وما عد ذكر. ثم ثم عدنان ثم عدنان وعنده وقف متفق الاقوال عند من سلف. سؤال واذا قيل لك من هم اولاد النبي صلى الله عليه وسلم؟ جواب فقل هم القاسم هو عبدالله وهو الطاهر والطيب ولد له في الاسلام وبعضهم يقول المطهر والمطيب ويجعلهم اخرين غير عبد الله وابراهيم ابن مارية وفاطمة وزينب ورقية وام كلثوم وام كلثوم وكلهم من خديجة الا ابراهيم سؤال واذا قيل لك من هن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟ جواب فقل اولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة ثم حفصة ثم ام سلمة ثم جويرية بنت ثم زينب بنت جحش ثم زينب بنت خزيمة ثم ريحانة بنت زيد ثم ام حبيبة بنت ابي سفيان. صححوها مثل ما صححها الاخ ثم حانة بنت زيد ثم صفية بنت حيي ثم ميمونة بنت الحارث رضوان الله تعالى عليهن. سؤال واذا قيل لك كم زوجاته اللاتي توفي صلى الله عليه وسلم جواب فقل تسع ذكرهن بعضهم بقوله توفي توفي رسول الله عن تسع نسوة اليهن تعزل مكرمات وتنسب فعائشة ميمونة وصفية وحفصة تتلوهن هند وزينب. جويرية مع رملة ثم سودة ثلاث وست ذكر هن مهذب تم بحمد الله لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من ذكر متعلقات الاصلين الاولين اتبعهما بما بقي من اصول من الاصول الثلاثة وهو معرفة العبد نبيه واستفتحه بقوله واذا قيل لك من نبيك؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل هو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم فجر ذكر نسب النبي صلى الله عليه وسلم منتهيا الى هاشم ووقف عنده لاشتهاده. ثم ذكر النسب النبوي فقال وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم قليل فهذه ثلاثة من الاصول الجامعة في النسب النبوي والاولان منهما وهما كون هاشم من قريش وكون قريش من العرب متفق عليهما فان هاشما قرشي وقريش قبيلة من قبائل العرب واما الاصل الثالث من جوامع النسب النبوي وهو ان العرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في جميع قبائلهم ففيه قولان فالقول الاول هو ان العرب منهم ما هو من ذرية اسماعيل وهم القبائل العدنانية ومنهم من ليس من ذرية اسماعيل وهم القبائل القحطانية واختلف في نسبتها واصح القولين ان جميع العرب عدنانية وقحطانيها كلها من ذرية اسماعيل عليه الصلاة والسلام. فهذا هو الذي ان دل عليه الدليل السني من النبوي ومن تتبع اعمدة النسب القديمة عند العرب وهو اختيار جميع وهو اختيار جمع من المحققين من محمد بن اسحاق المطلب صاحب السيرة والزبير ابن بكار وابو عبد الله البخاري في اخرين واشرت الى ذلك بقولي في معاقد الانساب وانسب جميع العرب للدبيح عدنان مع قحطان في الصحيح فهو هو ابو عدنان في قول جلي فهو ابو قحطان في قول علي دليله عند البخاري منجلي فان البخاري ترجم باب نسمة نسبة اهل الايمان نسبة اهل اليمن الى اسماعيل. ثم ذكر سؤالا اخر فقال واذا قيل لك كم سنه يوم وفاته ثم اجاب عنه بقوله ثلاثون ثلاث وستون سنة فمقدار العمر النبوي ثلاث وستون سنة منها اربعون سنة قبل الرسالة وعشرون نبيا رسولا ثم اورد سؤالا يبين كيفية وقوع النبوة له فقال واذا قيل لك باي شيء ان نبئ ثم اجاب عنه فقل بقوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق ثم اتبعه بسؤال اخر فقال واذا قيل لك باي شيء ان ارسل اي كيف ثبتت له مرتبة الرسالة ثم اجاب عنه بقوله فقل ارسلا بقوله تعالى يا ايها المدثر قم فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتدي بمرتبة النبوة من وحي البعث فان الوحي الالهي فان الوحي الالهي انواع منها وحي البعث ووحي البعث له مرتبتان اولاهما مرتبة النبوة الثانية مرتبة الرسالة فلما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق ثبت له وحي البعث في ادنى درجاته وهي ثبتوا النبوة ثم لما انزل عليه قوله تعالى يا ايها المدثر قم فانذر وعلم انه مبعوث الى قوم مخالفين ثبتت له الرسالة ثم اورد سؤالا اخر متألقا بما سبق فقال واذا قيل لك ما الفرق بين النبي والرسول؟ ثم اجاب عنه بقوله النبي انسان اوحي اليه علم وان لم يؤمر بتبليغه وان امر بتبليغه فهو رسول. وعلى هذا القول فالنبي والرسول يشتركان في الايحاء اليهما بشرع لكنهما يفترقان في الامر بتبليغه. والامر بالتبليغ له معنيان احدهما ايصال ما نزل من الامر والنهي اليه الى بقية الخلق. ايصال ما نزل اليه من الامر والنهي الى بقية الخلق والثاني الجد في قتال المخالفين. الجد في قتال المخالفين. فاما المعنى الاول فلا شك في ضعفه فما من احد اوحى الله اليه وحي بعث من الانبياء والرسل الا وهو مأمور تبليغه وايصاله لغيره. واما الثاني فهو محل وجاهة فان من الانبياء من امر بقتال المخالفين ومنهم من لم يؤمر والاحسن من هذا ان يقال ان النبي هو من اوحي اليه بشرع وبعث الى قوم موافقين. واما الرسول فهو الذي اوحي اليه بشرع وبعث الى قوم مخالفين. فالفرق بينهما كائن بالنظر الى من بعث اليهم. فالنبي مبعوث للموافقين الرسول مبعوث للمخالفين واختاره ابو العباس ابن تيمية الحفيد. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك ما هي النسبة بين النبي والرسول ثم اجاب عنه بقوله فقل العموم والخصوص المطلق فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا. فالرسول اعم من من فالرسول اعم من النبي. فمن ثبتت له النبوة فان النبوة ثابتة له قبل وليس كل نبي رسولا فمن الانبياء من ليس رسولا وهذا بالنظر الى المعنى لكل واحد منهما والا فانهما يشتركان في معنا عام وهو من اوحى الله اليه بشرع وعلى هذا العام فان اطلاق احدهما يندرج فيه الاخر فقوله تعالى مثلا ورسلا قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك يندرج فيه ايضا الانبياء وقوله تعالى فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين يندرج فيه الرسل لكن الشأن في المعنى الخاص الذي يتميز به الرسول عن النبي. ثم ذكر ان الرسول افضل من النبي اجماعا لتميزه بالرسالة التي هي افضل من النبوة. ثم سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل من من الملائكة رسل؟ ثم اجاب عنه بقوله نعم اي منهم رسل وليس فيهم انبياء فيكون في الملائكة رسلا ولا يكون فيكون في الملائكة رسل ولا يكون فيهم انبياء. ثم بين حينئذ نسبة بين النبي والرسول فقال وعلى هذا الاعتبار تكون النسبة بين النبي والرسول العموم والخصوص الوجه فيكون احدهما عاما من وجه خاصا من وجه اخر وبين ذلك بقوله فيجتمعان في النبي الرسول فمن كان من البشري نبيا رسولا فقد جمع له معنى النبوة والرسالة. وينفرد الرسول في الملك فيكون في الملائكة رسل وليس فيهم انبياء. والنبي في البشر اي وينفرد النبي في البشر في حق من كان نبيا فقط. ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك هل ارسل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للناس كافة لبعضهم ثم اجاب عنه بقوله فقل ارسل للناس كافة عربهم وعجمهم انسهم وجنهم. فدعوته صلى الله عليه وسلم هي للخلق كافة. ثم اورد قال ان يتعلق بطلب دليله فقال واذا قيل لك ما الدليل على ذلك؟ ثم اجاب عنه بقوله فقوله تعالى فقل قوله تعالى وما ارسلناك الا كافة للناس. قولوا تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فان اسم الناس يعم العرب والعجم والانس والجن. فان الجن تسمى اناسا كما تسمى الانس. لاشتراكهم في اصل وضع الناس وضع الناس اللغوي وهو النوس اي الحركة والاضطراب. قاله ثعلب وهو المقدم خلافا لابي العباس ابن تيمية. وتلميذه ابن القيم رحمهما الله. فالجن يسمون يسمون ناسا كما انهم يسمون رجالا ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك فما الدليل على ان نبينا محمدا خاتم الانبياء ثم اجاب عنه بقوله قوله تعالى وما كان ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فان قوله وخاتم النبيين مصرح بكونه صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء اي اخرهم الواقع كالطابع عليهم فلا يكون بعده نبي. ثم اورد سؤالا يتعلق بيان مكان ولادته ووفاته فقال واذا قيل لك باي مكان ولد وباي مكان توفي؟ ثم اجاب عنه بقوله فقل ولد بمكة واول ما اوحي اليه بها اي بالبلد المعروف في الحجاز وتوفي بالمدينة وهي داره صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر اليها ودفن جسمه فيها وبقي علمه ودينه صلى الله عليه وسلم. ثم بين مرتبته الشرعية فقال عبد لا عبادي ورسول لا يكذب بل يطاع ويتبع صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الانبياء والمرسلين. فهذا هو الحق الواجب علينا للنبي صلى الله عليه وسلم ان نعتقد كونه عبدا لا يعبد من دون الله سبحانه وتعالى وانه رسول صادق مصدوق لا يكذب بل يطاع ويتبع صلى الله عليه وسلم. ثم اورد سؤالا فقال واذا قيل كم اجداد النبي صلى الله عليه وسلم الى عدنان؟ يعني في عمود نسبه الى جده عدنان الذي هو من ذرية ثم اجاب عنه بقوله فقل هم واحد وعشرون يعني ابا جمعهم بعض العلماء بقوله ابوه عبد الله عبد المطلب ففاتحة من الاباء عبدالله ومنتهاهم هو عجنان. وهذا القدر المذكور متفق عليه. نقل الاتفاق عليه جماعة منهم ابن كثير في البداية والنهاية وابن حجر في فتح الباري وما عدا ذلك مما هو وراء عدنان فانه ينقسم الى قسمين احدهما ما يغلب الجهل به ويقع فيه اشياء اتفق عليها النسابون من الاسماء وهو من عدنان الى ابراهيم الخليل والثاني ما هو مقطوع بكذبه وهو ما كان بين عدنان الى ادم عليه مما كان بين ابراهيم الى عدنان ما كان بين ابراهيم الى ادم عليهما الصلاة والسلام وكان بعض اهل الورع من النسابين واهل العلم بالسيرة النبوية لا يجاوزون في عد النسب النبوي عدنان للقطع بانتهاء النسبة اليه. اما ما بعده فانه لا يثبت تفصيله وانما يثبت اجماله. فانه يقطع بان عدنان هو من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم ويقطع ان ابراهيم هو من ذرية ادم عليه الصلاة والسلام ثم اورد سؤالا اخر فقال واذا قيل لك من هم اولاد النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجاب عنه ببيان عدتهم انهم القاسم وعبدالله وابراهيم. هؤلاء هم الذكور وعبدالله هو الطاهر والطيب وبعضهم يسميه المطهرة المطيب وجعلهم بعضهم اخرين غير عبدالله والصحيح انهما لقبان لعبد الله واما من البنات ففاطمة وزينب ورقية وام كلثوم وكله من خديجة الا ابراهيم فانه ولد مارية القبطية سرية النبي صلى الله عليه وسلم وقد مات اولاده الذكور بحياته صلى الله عليه وسلم بمكة. واما البنات فانهن بقينا الى ان هاجرنا معه الى المدينة النبوية ومنهن من مات في حال حياته ومنهن من تأخر بعد وفاته ثم ذكر سؤالا ختم به وهو السؤال عن زوجات النبي صلى الله سؤالا ذكره قبل خاتمة الاسئلة وهو السؤال عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ثم اجاب بقوله اولهن خديجة ثم سودة ثم عائشة والمراد بالاولية باعتبار اقتران النبي صلى الله عليه وسلم بنكاحها. فهن مرتبات على هذا الوجه وقد اختلف في ريحانة بنت زيد هل هي من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم؟ ام سرية من سراريه اي مملوءة اليمين واصح القولين انها كانت سرية ولم تكن من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم اختاره ابو عبد الله ابن القيم رحمه الله ثم ختم بسؤال قال فيه واذا قيل لك كم زوجاته اللاتي توفي صلى الله عليه وسلم عنهن اي اللواتي بقين بعده واجاب عنه بقوله فقل تسع ذكرهن بعضهم بقوله توفي رسول الله عن تسع نسوة اليهن تعزى المكرمات وتنسب فعدتهن عائشة وميمونة وصفية وحفصة وهند وزينب وجويلية ووجويرية ورملة وسودة. فهؤلاء التسع هن اللواتي مات النبي صلى الله عليه وسلم عنهن وبقينا وراءه صلوات الله عليه رضي الله تعالى عنهن وهذا اخر البيان المناسب للمقام لمن انتظم بهذا الكتاب من المعاني اكتبوا طبقة سماعه سمع علي جميع لمن كان جميع اكثر او بعض لمن كان وقع له بعض ذلك القول السديد بقراءة غيره في الفراغ الثاني صاحبنا اكتو اسمائكم تامة فتم له ذلك بمجلس واحد واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين في معين لمعين واكتبوا تاريخ اليوم يوم الخميس التاسع من جمادى الاخرة سنة اثنتين وثلاثين بعد اربع مئة والالف المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم