السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل مهمات الديانة في جمل والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد المبعوث قدوة العلم والعمل. وعلى اله وصحبه ومن دينه حمل اما بعد فهذا شرح كتاب اخر من مقررات برنامج جمل العلم وهو القريب المبدع نظم القواعد الاربع لمصنفه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخنا صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي حفظه الله تعالى وغفر له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. القريب المبدع نظم القواعد الاربع. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على الاسلام والسنة الغراء والانعام. احمده سبحانه لما هدى لمهي عدت وحيد درب السعداء هذه موفيه هو المختار محمد رسولنا الخيار. صلى عليه الله والاملاك وسلموا دارت الافلاك واله وصحبه الهداة. من احرزوا الطريق للنجاة. وبعدها كتحفة ان حذرتها من ابدع الالفاظ ما طولتها مرجزا ما حرر الامام محمد احيي به الاسلام باصبع قد انتنت بالشرك حتى غدت حرية بالترك. سمى له لحى القريب المبدع في دره تجلى قواعد اربع ملتزما فيها اتباع الاصل رجاء نفعها بيوم الفصل في ابتدأ المصنف وفقه الله ارجوزته اللطيفة المسماة بالقريظ المبدع بحمد الله سبحانه وتعالى على نعم جليلة رأسها الاسلام ولزوم السنة فانهما من اجل النعم السابقة على العبد. وفي ذلك قال ابو عمرو الداني في منبهته ايا ربي لك المنة على الاسلام والسنة هما والله برهانان انا ندخل الجنة. ثم ذكر بعد هاتين النعمتين اسم الانعام الدال على العموم فقال والانعام وهذا عطف للعامي على الخاص. وهو سائغ كعطف الخاص على العام ثم كان اخص حمده هو اولاه وهو حمد الله على هداية العبد لطريق التوحيد الذي هو درب السعداء ففي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك فقال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فدل ذلك ان درب السعداء هو توحيد الله عز وجل فكيف لا يكون كذلك وهاديهم فيه؟ اي مرشدهم اليه هو المختار من خلق الله وهو الصفوة كذا الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو خيار من خيار فهو افضل الخلق واكملهم واعدلهم. فمعنى قوله محمد رسولنا الخيار اي العدل ومنه قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا اي عدولا خيارا. فوصف العدالة والخير وصف عام للامة كلها واعظمهم في ذلك مقاما هو محمد صلى الله عليه وسلم وامد صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم بمقدار دوران الافلاك في اجرام السماء. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. والحق به في الصلاة والسلام الال والاصحاب معللا ذلك بقوله من احرزوا الطريق للنجاة اي الذين ادركوا ونالوا طريق النجاة فوقفوا عليه ثم قال منتقلا الى مقصوده وبعدها تحفة حبرتها اي زينتها هو التزيين وذلك التزيين واقع بابدع الالفاظ المنتخبة المناسبة للمقام دون تطويل فان حقيقة البلاغة التعبير عن المراد بعبارة وافية وجيزة وبين طريقة تزيينه هذه التحفة بقوله مرجزا ما حرر الامام فبدت زينتها لانها تضمنت ترجيز ما حرره احد ائمة الاسلام والرجز هو بحر من بحور الشعر المعروفة واشار الى وزنه الهاشمي في نظمه اذ قال والرجز البادي لنا ثناؤه مستفعلا ستا ترى اجزاؤه وذلك المحرر الذي ابداه احد ائمة الاسلام هو كتاب القواعد الاربع لامام الدعوة الاصلاحية في جزيرة العرب في القرن الثاني عشر الشيخ محمد ابن عبدالوهاب التميمي رحمه الله تعالى الذي احيا الله عز وجل به الاسلام والسنة في بلاد كانت قد انتنت برائحة الشرك الكريهة حتى غدت حرية اي حقيقة بالترك. وهو الهجرة لها لان من الهجرة هجرة المأمور بها شرعا الهجرة من بلاد الشرك الى بلاد الاسلام. وكانت نشأته رحمه الله تعالى في قطر نجد وكانت فيه مشاهد من مشاهد الشرك في قبر زيد ابن الخطاب في الجبيلة الذي كان الناس يستغيثون به ويدعونه من دون الله وكالنخلة المعروفة في بلدة منفوحة التي كانت النساء يأتين اليها عند رغبتهن في انجاب الاولاد فيدعونها ويرجونها ويتقرب الناس عندها بانواع القرب البدع ثم ذكر اسم نظمه فقال سمى الله اي اسما له وهو لغة في الاسم لاح ايبان القريب مبدع اي النظم المبدع في دره تجلى قواعد اربع اي تبدأ وتظهر اربع قواعد ملتزما فيها اتباع الاصل هو الرسالة السابق ذكرها رجاء نفعها بيوم الفصل اي بيوم القيامة فان المصنفين انما يصنفون رجاء الثواب والاجر لا طلب المديحة والذكر فان مديحة الخلق تزول ولكن شكرا ربي سبحانه وتعالى عباده يدوم ولا يزول. فنسأله سبحانه وتعالى ان يجعل سعينا وسعيكم مشهورا. وعملنا عملكم مبرورا نعم فصل وملة التوحيد نصا تنسب الى الخليل جدنا وتعرب. ان تلزم الافراد بالتمجيد لله رب العرش والعبيد فتعبد الاله بالاخلاص. مستمسكا بعروة الخلاص. لاجل ابراهيم بالحنيف ملقب مع تابع شريف. وقوله وما خلقت الجن الاية التعليل جاء امنا مبينا للحكمة الشرعية من خلقنا والجعل للذرية. ان نعبد الرحمن بالخضوع وحبه والسر في المجموع وكل عامل مع الاشراك فامره رد وغير زاكي فمن بربنا العظيم يشرك مقبح وذنبه لا يترك. والحكم في القرآن ان الله لا يغفر الاشراك كن اواها ذكر المصنف وفقه الله في هذا الفصل ان ملة التوحيد تنصب تنسب نصا اي في الكتاب والسنة الى جدنا الخليل وتعرب اي تبين وتظهر فان ملة التوحيد منسوبة في القرآن والسنة الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام وهي دين الانبياء جميعا لكنها خصت بالنسبة الى ابراهيم لان العرب كانت تنتسب اليه وتذكر انها على ارث من ارثه فكان من جميل مخاطبتهم بطريق الالزام حثهم على اقتفاء ملة ابيهم ابراهيم عليه الصلاة والسلام. فان كانوا صادقين في الانتساب بانسابهم ادعائي بان دينهم من ارث ابراهيم فليمتثلوا حقيقة ما كان عليه ابراهيم وحقيقة ملة ابراهيم هي التي اشار اليها بقوله فتعبد الاله بالاخلاص ان تلزم الافراد بالتمجيد لله رب رب العرش والعبيد فتعبد الاله بالاخلاص مستمسكا بعروة الاخلاص فحقيقة ملة ابراهيم هي افراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة ممجدا له سبحانه وتعالى معظما اياه فتعبده عز وجل بالاخلاص والاخلاص شرعا ايش احسنت الاخلاص شرعا تصفية القلب من ارادة غير الله وذلك الامر انما يكمن بالاستمساك بعروة الخلاص وهي العروة الوثقى سميت عروة الخلاص لان النجاة في الدارين لا تكون الا بها والاخلاص يؤدي الى الخلاص. فمن اخلص لله خلصه الله ولاجل ذلك فان ابراهيم عليه الصلاة والسلام لقب لامتثاله هذه الملة بلقب الحنيف ولقب اتباعه بذلك فان الله سبحانه وتعالى جعل لقب الحنيف شعارا على ابراهيم عليه الصلاة والسلام ثم امر النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ان يتبعوه كما قال تعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا الاية ومن دقائق التصرف القرآني ان اسم الحنيف حيث وقع في القرآن فانه يجيء منصوبا. ولم يأتي في القرآن مرفوعا ولا مخفوضا لماذا هذي ذكرناها المفروض انكم كلكم تجيبون صوتك نعم لان باب المنصوبات من الاسماء عظمه المفعولية فان في المنصوبات خمسة مفعولات ففي المجيء بلقب الحنيف منصوبا اغراء بامتثالها ولزوم لها لان باب الاغراء مما يفيد النصب عند النحاة. فاشير الى هذا المعنى بمثل هذا التصرف القرآني ثم ذكر الناظم ان قوله تعالى وما خلقت الجن الاية اي اقرأ الاية فان هذه الكلمة التي توضع بعد ذكر طرف من اية او حديث تجيء على ثلاثة اوجه احسنها النصب اي اقرأ الاية او اكمل الاية وهي قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومعنى قوله التعليل جاء من اي ذكر لام التعليل في قوله تعالى الا ليعبدون جاء امتنانا من الله سبحانه وتعالى فمنفعة عبادة الله هي للمخلوق لا للخالق فان من المنة الالهية والتوفيق لك ان يجعلك الله سبحانه وتعالى عبدا له والى هذا اشار القاضي عياض الياحسبي في قوله ومما زادني شرفا وتيها وكوتيها وكت باخمصي اطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وان صيرت احمد لي نبيا. فمن اخر الانسانية مرتبة العبودية وهذا التعليل للاية في قوله تعالى الا ليعبدون يبينوا الحكمة الشرعية من خلقنا فان الله عز وجل خلقنا لاجل عبادته وجعل الذرية منا ابتغاء القيام بهذه الوظيفة التي خلقنا لها وحقيقة العبادة ما اشار اليه بقوله ان نعبد الرحمن بالخضوع وحبه والسر في المجموع اي ان الله عز وجل مدارها على الحب والخضوع. والسر في مجموعهما فان القلب المشتمل على الحب وحده تزل قدم صاحبه عن كمال العبادة والقلب الخلي عن الخضوع والقلب المقتصر على الخضوع تزل قدم صاحبه عن العبادة فلا يتحقق كمالها الا باجتماع الحب والخضوع لله عز وجل ثم ذكر ان كل عامل مع الاشراك اي كل عامل يعمل عملا مع وجود الشرك فامره رد اي لا يقبل وغير زاكي اي غير نامي ان غير نام فلا ثواب له لقول الله سبحانه وتعالى لئن اشركت ليحبطن عملك اي يسقط فيرد ولا يحسب لك ثم قال فمن بربنا العظيم يشرك مقبح وذنبه لا يترك وانما ما كان مقبحا لان الشرك سوء ادب مع الربوبية واخلال بواجب الالوهية فاي قبح اعظم من هذا القبح ان يخلقك الله سبحانه وتعالى وينعم عليك ثم تقع في الشرك فيه ولشناعة هذا الذنب وبشاعته فانه لا يغفر وهذا معنى قوله وذنبه لا يترك اي لا يغفر ودليله قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به فتقدير سياق الاية بالمصدر المسبوك من ان المصدرية مع الفعل ان الله لا يغفر شركا به فهو نكرة في سياق النفي يدل على العموم ثم قال والحكم في القرآن ان الله لا يغفر الاشراك وهو معنى الجملة المتقدمة كن اواها اي كن رجاعا الى الله سبحانه وتعالى بما يحبه ويرضاه. نعم. القاعدة الاولى ان الذين كان فيهم احمد هم ايقنوا بالله ربا يوجدوا. فعندهم ما غيره خلاق. له وحده الرزاق. وان تكن مناشدا في جمعهم وسائلا لانسهم وجنهم. من اتقن الاكوان انا في اتساق واطعم المكنون في الاعماق قالوا جميعا دونما اختلاف. الله رب الحي والاسلاف لكنهم لم يدخلوا الاسلام بقولهم ولا غدوا حراما. ذكر المصنف وفقه الله في هذه القاعدة ان المشركين الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم واشار اليه باسمه الاخر احمد كانوا موقنين بربوبية الله عز وجل ووجوده فانهم لا يعتقدون ان غيره يخلق ولا يرزق بل الامر كما قال فعندهم ما غيره خلاق له الامور وحده الرزاق وهذا الامر اوجب في نفوسهم الاقرار بربوبيته عز وجل واليها اشار الناظم بقوله وان تكن مناشدا في جمعهم وسائلا لانسهم وجنهم من اتقن الاكوان في اتساق اي في انتظام انتظام واطعم المكنون اي المخفي في الاعماق كالحيتان ونحوها قالوا جميعا دونما اختلاف الله رب الحي والاسلاف اي رب الاحياء الموجودين ورب الاسلاف الماضين. فهم موقنون بربوبية الله عز وجل واقرارهم بها مما ملي به القرآن الكريم في ايات كثيرة في قوله تعالى ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض فيقولن الله فهم مقرون بان الله عز وجل هو الخالق الرزاق لان الفطرة تضطرهم الى ذلك الفطرة المركوزة في النفوس المقترنة بالنظر الى ما حول العبد تفضي الى اقراره بربوبية الله سبحانه وتعالى فقد سئل اعرابي هل تعرف الله فقال نعم فقيل له بما عرفته فقال بلسان الاعراب البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المثيل فسماء ذات ابراج وبحار ذات امواج واراض ذات فجاج الا تدل على الواحد القهار سبحانه وتعالى وفي ذلك قال الشاعر تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع المليك عيون من لجين شاخصات باحداق هي الذهب السبيك على كتب الزبرجد شاهدات بان الله ليس له شريك فمن اطلق نظره واعمل فكرة في ملكوت الكون اقر بان الله سبحانه وتعالى له الربوبية وحده. فهو الخالق الرازق المالك المدبر وكان اهل الجاهلية الاولى مقرون بهذا اقرارا اجماليا لا تفصيليا ومع وجود هذا الاقرار فانه لم يثمر لهم الدخول في الاسلام ولا حرمت اموالهم ولا دماؤهم ولا اعراضهم. وهذا معنى قول الناظم لكنهم لم يدخلوا الاسلام بقولهم ولا غدوا حراما اي باقرارهم بالربوبية لم يكونوا مسلمين ولا حرمت دمائهم واموالهم واعراضهم التي تثبت عصمتها بالاسلام واقرار المشركين بالربوبية يفارق اقرار الموحدين من جهتين احداهما ان اقرار الموحدين تفصيلي واقرار اهل الجاهلية المشركين اجمالي والثانية ان اقرار الموحدين سالم من الاعتقادات الفاسدة المخلة به بخلاف اقرار المشركين من اهل الجاهلية الاولى. نعم القاعدة الثانية ومن مقالهم لاجل القربة شفاعة توجهوا في الاجبة ليحصل الادراك للمراتب للاضرار والمعايب وقد اتى في وحينا القرآن شفاعة حدت مع البرهان بانها نوعان منها المنفي ومثبت منها بغير حرف فالاول المنفي عن الكفار الخالدين ابدا في النار. والمثبت الله به تفضل على مشفع ومشفوع تلا بشرطه الذي اتى صريحا عن ربنا حتى بدا فصيحا ذكر المصنف في هذه القاعدة الثانية ان من مقالات المشركين الاولين انهم توجهوا الى معبوداتهم لاجل امرين احدهما ابتغاء ان تقربهم الى الله زلفى والاخر اتخاذهم شفعاء عند الله عز وجل ومعنى قوله توجهوا في الاذبة اي في الحاجة. ومقصودهم من ذلك رفعة الدرجات ودفع المضرات وهذا معنى قوله ليحصل الادراك للمراتب والدفع للاضرار والدفع للاضرار والمعايب ثم ذكر ان الشفاعة وردت في القرآن الكريم على وجهين فقال وقد اتى في وحينا القرآن شفاعة حدت مع البرهان بانها نوعان منها المنفي ومثبت منها بغير حرف فوقع في القرآن ذكر الشفاعة مثبتة ومنفية. فمن الاول قوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى فاثبت للملائكة شفاعة بعد اذنه ورضاه. ومن المنفيه قوله تعالى فما تنفعهم شفاعة وما يكون في القرآن على وجهين فمن المقطوع به ان احدهما يصدق الاخر ولا يخالفه فالتأليف بين الشفاعة المنفية والمثبتة ما ذكره بقوله فالاول المنفي عن الكفار الخالدين ابدا في النار والمثبت الله به تفضل على مشفع ومشفوع تلا بشرطه الذي اتى صريحا عن ربنا حتى بدأ فصيحا فالشفاعة لها نوعان احدهما الشفاعة المنفية وهي الشفاعة الخلية من اذن الله ورضاه والثانية الشفاعة المثبتة وهي المشتملة على اذن الله ورضاه فيحمل الاثبات على المعنى المتقدم ويحمل النفي على المعنى المتقدم وتارة يكون النفي عن الشافعي والمشفوع وتارة يكون الاثبات للشافعي والمشفوع ومعنى قوله بشرطه الذي اتى صريحا اي بينا عن ربنا حتى بدأ فصيحا اي ظاهرا. لقوله تعالى في الاية السابقة وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى بشرط الشفاعة الاذن والرضا عن الشافعي والمشفوع. فمتى وجد هذان الشرطان حلت الشفاعة لاهلها والشفاعة المذكورة هنا المراد بها الشفاعة عند الله عز وجل في الاخرة وحقيقتها الشرعية سؤال الشافعي الله جلب خير حصول خير لحصول نفع للمشفوع له سؤال الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له والنفع المطلوب حصوله نوعان احدهما جلب خير والاخر دفع ضر نعم القاعدة الثالثة واختلفوا في دينهم من عبد كواكبا ومن هموما قصدا عبادة الاشجار والاحجار او النبيين مع الاخيار. وساجد للشمس او للقمر او رجاء دفع الضرر وغيرهم في زمرة الانواك معظم للروح والاملاك فلم يفرق بينهم نبينا وقاتل الاشرار لما بينا ذكر المصنف وفقه الله في القاعدة الثالثة ان المشركين الاولين اختلفوا في دينهم فاديانهم متعددة بالنظر الى معبوداتهم فلهم معبودات متعددة هي المذكورة في قول المصنف واختلفوا في دينهم من عبد كواكبا ومنهم من قصد عبادة الاشجار والاحجار او النبيين مع الاخيار وساجد للشمس او للقمر او نجمة رجاء دفع الضرر وغيرهم في زمرة الانواك اي الحمقى جمع انوك معظم للروح والاملاك. والروح هو جبريل عليه الصلاة والسلام فالمشركون الاولون منهم من كان يعبد الكواكب ومنهم من كان يعبد الاشجار والاحجار ومنهم من كان يعبد النبي والصالحين ومنهم من كان يعبد الشمس والقمر ومنهم من كان يعبد الملائكة فاديانهم متعددة وجماع انواع معبوداتهم ترجع الى نوعين من الشرك احدهما الشرك السماوي وهو عبادة المعظمات السماوية كالملائكة النجوم والشمس والقمر والاخر الشرك الارضي كعبادة الانبياء والصالحين والاشجار والاحجار وائمة الخلق في الشرك الارضي هم قوم نوح وائمة اهل الارض بالشرك السماوي هم قوم ابراهيم ذكر هذا المعنى ابو العباس ابن تيمية الحفيد فان قوم نوح جاء شركهم من قبل بتعظيم الصالحين وعبادتهم من دون الله وشرك قومي ابراهيم عليه الصلاة والسلام جاء شركهم من قبل الاعتقاد في النجوم والافلاك ومع اختلاف معبودات هؤلاء المشركين وتفرقهم فيها فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بينهم وقاتلهم لما بين لهم الديانة ودعاهم الى الاسلام فعلم من هذا ان الشرك لا ينظر فيه الى من تجعل له العبادة وانما ينظر فيه الى جعلها لغير الله عز وجل. فمن جعل منها شيئا لنبي فانه كمن جعل منها شيئا لحجر فحق الله عز وجل لا يقبل الشركة مع غيره ولا يتم توحيده الا بافراده وفي صحيح هي مسلمين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. نعم. القاعدة الرابعة الشرك في الاعصار ذي الاخيرة اصحابه ذلوا اولي الجريرة. لانهم في كل شرك سبقوا اضرابهم فغيرهم استبقوا. فالاولون مشركون في الرخاء. وهؤلاء شركهم بلا ارتخاء ذكر المصنف وفقه الله في هذه القاعدة الرابعة ذكر المصنف وفقه الله في هذه القاعدة الرابعة ان الشرك في الاعصار للاخيرة اي في الازمان المتأخرة اصحابه ذلوا ايه هانوا اولي الجبيرة اي الفعلة القبيحة وعلل هوانهم بقبح حالهم فهم كما ذكر لانهم في كل شرك سبقوا اضرابهم فغيرهم ما استبقوا فالاولون مشركون في الرخاء وهؤلاء شركهم بلا ارتخاء فان المشركين المتأخرين فاقوا الاوائل من هذه الجهة وهي ان الاوائل كانوا يشركون في الرخاء واما في الشدة فانهم يخلصون لله سبحانه وتعالى كما قال تعالى فلما ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون فالشرك يقع منهم في حال الشيء في حال الرخاء واما في حال فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. فالشرك واقع منهم في حال الرخاء واما في حال الشدة فانهم يخلصون لله عز وجل. اما المتأخرون فانهم يشركون بالله عز وجل في حال الرخاء والشدة. ففاقوا بذلك المشركين الاوائل وذكر مصنف الاصل في كتاب كشف الشبهات فرقا اخر بين شرك الاوائل و الاواخر وهو ان الاوائل كانوا يشركون مع الله عز وجل انبياء او رجالا صالحين او مخلوقات لا ذنب لها كالاحجار والاشجار اما المتأخرون فصاروا يشركون مع الله عز وجل ب ما يجعلونه لاناس شهروا بالفسوق والطغيان والفجور ومن امثالهم في بلد المصنف شمسان وادريس ويوسف وغيرهم من اهل تلك الناحية. وهم كانوا رجالا يذكرون بالسوء في الدين ومخالطة النساء وانواع من الفجور ومع ذلك يعتقد فيهم ويلتمس منهم ويدعون من غير الله من دون من دون الله سبحانه وتعالى وهذان الفرقان هما اللذان ذكرهما المصنف رحمه الله تعالى في كتبه ووراء هذين الفرقين فروق اخرى ذكرت في غير هذا المقام نعم الخاتمة فادركن هذه القواعد لتغنم العلوم والفوائد مع دعوة بالخير للامام تعدادها من الغمام اكملتها بطيبة المطيبة حال اشتغالي بالعلوم الطيبة وما برحت نظمها منقحة حتى تبدى حسنها مرجحا فالحمد لله على الاتمام ما شاعت الاضواء في الظلام. وكتبه صالح بن عبدالله بن حمد العصيمي غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. الثالث من شهر جمادى الاولى تسعة عشرة بعد الاربعمائة والالف ذكر المصنف وفقه الله في هذه الخاتمة الامر حاثا بادراك هذه القواعد ليغنم طالب العلم العلوم والفوائد لان جمع العلم بالقواعد اكمل من جمعه بالمسائل فان العلم لا يتناهى قدره وفي ضبط قواعده ما يعين على حفظه والى ذلك اشار ابن عثيمين في نظمه في الاصول والقواعد اذ قال وبعد فالعلم بحور زاخرة لن يبلغ لن يبلغ الكادح فيه اخره لكن في اصوله تسهيلا لنيله فاحرص تجد سبيلا. ينبغي ان يحرص طالب العلم على معرفة قواعد العلوم ثم ارشد الى الدعاء بالخير لمصنف الاصل تعداد هاطل من الغمام اي مبلغ عد ما ينزل من المطر من السحاب ثم بين انه اكمل هذا النظم بطيبة المطيبة اي في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التاريخ المذكور في خاتمة النظم حال اشتغاله بالعلوم الطيبة انذاك طالبا وما برح نظمها وما برح نظمها منقحا محسنا حتى تبدى حسنها مرجحا اي مقطوعا رجحانه فان الرأي الخمير خير من الرأي الفطير. ومن اعمال هذه القاعدة ان يتأنى المرء في مقيداته من التأليف المنظوم او المنثور لان تأنيه يعقب عاقبة حسنة فيحمد ربه على عدم مبادرته الى تعجيل اخراجه فان النفس تحب ان ترى موضعها وفي ابراز ذلك وجدان هذا المعنى لكن قهرها ابتغاء طلب الاكمل هو الذي ينبغي ان يكون عليه طالب العلم مستصحبا بذلك نصيحة الكمل في الدين والعقل من اشياخه حتى يقع كلامه موقعه الذي يرجوه والمرء في تصنيفه وكلامه في العلم ينبغي ان يجعله عبادة عظيمة اذ هي من ميراث النبوة ولم تكمن النبوة لاهلها الا لصفاء نفوسهم وكمال اخلاصهم الوارث لهم ينبغي ان يجتهد في التماس هذا في نفسه وبهذا يظهر نفع كلامه مما يسمع منه او مما يكتبه تأليفا ورب امرئ لم يكتب الا كتابا واحدا شهر عنه وبقي ذكره بين العالمين فاخلاص النية وحسن القصد اذا اقترن بجودة التأليف كتب الله عز وجل به خيرا كثيرا ومن لطائف ابي الفرج ابن الجوزي في صيد الخاطر عده تصنيف ولد العالم المخلد فولدك الذي لا ينقطع به ذكرك ان لم تعقب هو ما تنفع به المسلمين من التصانيف والتأليف او ما تخرجه في من التلاميذ والمتعلمين ثم ختم بحمد الله عز وجل على تمام هذا النظم ما شعت الاضواء في الظلام اي اسرت وتبدت مشعة الاضواء في الظلام وهذا اخر البيان على هذه المنظومة بحسب ما يواسب يناسب المقام اكتبوا طبقة السماع اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع القريظي المبدع نظم القواعد الاربع بقراءة غيره صاحبنا فلان ابن فلان ابن فلان فتم له ذلك في مجلس واحد واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين في معين معين واكتبوا تاريخ هذه الليلة ليلة الجمعة العاشر من جماد الاخرة سنة اثنتين وثلاثين بعد الاربع مئة والالف ب المسجد النبوي في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم